عطاء دائم
03-21-23, 07:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أورد ابن سعد في الطبقات:
النوار بنت مالك صحابية أنصارية سخَّرت مالَها وابنَها لله تعالى، ولرسوله الكريم صلّ الله عليه وسلم وأسلمت مع مَن أسلم من أهل المدينة المنورة على يد الصحابي الجليل مصعب بن عمير، و منذ إسلامها وهي تحفظ بشغفٍ آياتِ القرآن الكريم وتلقِّنها ابنَها وتعلِّمه كلَّ ما تتعلمه.
روايتها للحديث:
كانت النوّار رضي الله عنها إلى جانب حبها ووعيها لحفظ القرءان شغوفة ً بحفظ الأحاديث النبوية الشريفة، فقد روت عن النبي صلّ الله عليه وسلم بعض الأحاديث وكذلك روت عن أمهات المؤمنين، وكانت صاحبة همةٍ عالية، علمت ابنها زيد القرآن ،وربته أحسن تربية..
فكانت مكرّمة هي وولدها عند النبي صلّ الله عليه وسلم وعند الخلفاء الراشدين من بعده.
بارك الله فيك وفي أمك:
وكانت أول من قدمت هدية للمصطفى صلّ الله عليه وسلم بعد وصوله إلى المدينة، بعد نزوله بدار أبي أيوب الأنصاري، كانت قصعة من طعام حملها ابنها زيد إليه. وعن قصة الهدية يقول ابنها زيد: ( أول هدية دخلت على رسول الله في بيت أبي أيوب، قصعة أرسلتني بها أمي إليه، فيها خبز مثرود بسمن ولبن، فوضعتها بين يديه، وقلت: يا رسول الله، أرسلت بهذه القصعة أمي، فقال رسول الله: ( بارك الله فيك وفي أمك)
النوّار ؛ النجيبة أم النجيب : ام جامع القرآن :
النوار هي أم زيد بن ثابت كاتب الوحي وإمام أهل المدينة في العلم وقراءة القرآن، أسلم وهو ابن إحدى عشرة سنة، أول دخول الإسلام إلى المدينة .
ولقد كان لأمه فضل كبير في دفعه للعلم والحفظ والجهاد في سبيل الله. ففي غزوة بدر ذهب إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلميرجوه أن يخرج معهم في سبيل الله في تلك الغزوة, فلما أشفق عليه الرسول الكريم لصغر سنه ورده رداً كريما حزن الفتي وحزنت أمه أكثر منه.
▪️وكان الله سبحانه وتعالى قد امتن عليه بنعمة الحفظ الجيد والذاكرة القوية ومحبة العلم. إنه يروى عنه كيف كانت سعادته حين أتى به بعض رجال قومه إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم وأخبروه أنه قد حفظ سبع عشرة سورة من القرآن الكريم. وقد قال له الرسول صلّ الله عليه وسلم: (يا زيد تعلَّم لي كتاب يهود فإني والله ما آمنهم على كتابي). فمن تعلَّم لغة قوم أمن شرهم. ويروى أيضاً أنه تعلمه في نحو أسبوعين, وأتقنه تماماً. ثم طلب إليه الرسول صلّ الله عليه وسلم وهو ابن سبع عشرة سنة أن يتعلم السريانية فتعلمها في سبعة عشر يوماً.
▪️ولما رأى رسول الله صلّ الله عليه وسلم براعته وإتقانه في التعلم والحفظ وأمانته ودقته في النقل, مع فهمه لما يقرأ, كلفه صلّ الله عليه وسلم بكتابة الوحي الذي يتنزل على الرسول الكريم صلّ الله عليه وسلم، وهي مهمة عظيمة وجليلة.فكل هذه المهمات والفضائل اجتمعت لابنها وتربيتها زيد بن ثابت رضي الله عنهما .
زيد بن ثابت وجمعه للقرآن:
في معركة اليمامة أثناء حرب الردة قتل عدد كبير من حفظة القرآن ، فأمر الصّديق زيدًا أن بجمعه، فجمعه من صدور الرجال مشافهة ومن الرقاع ومن سعف النخيل، يقول زيد عن ذلك: (فتتبعت القرآن من صدور الرجال) ، ثم أودعه عند أبي بكر حتى توفي, ثم كان عند عمر، ثم عند السيدة حفصة بنت عمر أم المؤمنين رضي الله عنها وعن أبيها.
كتابة المصحف:
في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه، حيث أمر زيد وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوا الصحف التي عند حفصة في المصاحف على قراءة قريش.
زيد أفرض أمة محمد صلّ الله عليه وسلم وشيخ المقرئين:
زيد بن ثابت هو شيخ المقرئين، ومفتي المدينة. كان زيد أعلم الناس بعلم المواريث, وقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلّ الله عليه وسلم أنه قال: (أفرض أمتي زيد بن ثابت): أي أعلمهم بعلم الفرائض. وقال عنه ابن عباس رضي الله عنه : (لقد علم الحفَّاظ من أصحاب محمد صلّ الله عليه وسلم أن زيد بن ثابت من الراسخين في العلم) .
النوّار صاحبة بيت الأذان:
واستكمالاً لما نالته هذه الصحابية من شرفٍ ومكانةٍ عاليةٍ فقد كانت دارُها أولَ بيت يؤذَّن من فوقه للصلاة؛ حيث كان أعلى دار حول مسجد الرسول صلّ الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، فكان سيدنا بلال رضي الله عنه يؤذن من فوقه.
وهكذا أصبح دارالنوّار بنت مالك أول منارةٍ يؤذَّن من فوقها للصلاة والسعي إلى ذكر الله.
وفاة النوّار :
رحلت النوّار بعد حياة مباركة قضتها كما أمرها خالقها، فقد كانت حريصة على تربية ابنها وتنشئته على الهدي النبوي، ورأت ثمرة غرسها الصالح في ولدها، فهو زينة من رجالات الأمة المحمدية .
أما عن وفاة النوّار رضي الله عنها فيذكر كتاب التراجم أنها توفيت في حياة ابنها زيد وصلى عليها. وفي العام الخامس والأربعين من الهجرة ، توفي ابنها زيد بن ثابت رضي الله عنه .
رضي الله عن النوار بنت مالك وابنها زيد وأرضاهما، وجمعنا الله وإياهم في جنات النعيم ....
أورد ابن سعد في الطبقات:
النوار بنت مالك صحابية أنصارية سخَّرت مالَها وابنَها لله تعالى، ولرسوله الكريم صلّ الله عليه وسلم وأسلمت مع مَن أسلم من أهل المدينة المنورة على يد الصحابي الجليل مصعب بن عمير، و منذ إسلامها وهي تحفظ بشغفٍ آياتِ القرآن الكريم وتلقِّنها ابنَها وتعلِّمه كلَّ ما تتعلمه.
روايتها للحديث:
كانت النوّار رضي الله عنها إلى جانب حبها ووعيها لحفظ القرءان شغوفة ً بحفظ الأحاديث النبوية الشريفة، فقد روت عن النبي صلّ الله عليه وسلم بعض الأحاديث وكذلك روت عن أمهات المؤمنين، وكانت صاحبة همةٍ عالية، علمت ابنها زيد القرآن ،وربته أحسن تربية..
فكانت مكرّمة هي وولدها عند النبي صلّ الله عليه وسلم وعند الخلفاء الراشدين من بعده.
بارك الله فيك وفي أمك:
وكانت أول من قدمت هدية للمصطفى صلّ الله عليه وسلم بعد وصوله إلى المدينة، بعد نزوله بدار أبي أيوب الأنصاري، كانت قصعة من طعام حملها ابنها زيد إليه. وعن قصة الهدية يقول ابنها زيد: ( أول هدية دخلت على رسول الله في بيت أبي أيوب، قصعة أرسلتني بها أمي إليه، فيها خبز مثرود بسمن ولبن، فوضعتها بين يديه، وقلت: يا رسول الله، أرسلت بهذه القصعة أمي، فقال رسول الله: ( بارك الله فيك وفي أمك)
النوّار ؛ النجيبة أم النجيب : ام جامع القرآن :
النوار هي أم زيد بن ثابت كاتب الوحي وإمام أهل المدينة في العلم وقراءة القرآن، أسلم وهو ابن إحدى عشرة سنة، أول دخول الإسلام إلى المدينة .
ولقد كان لأمه فضل كبير في دفعه للعلم والحفظ والجهاد في سبيل الله. ففي غزوة بدر ذهب إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلميرجوه أن يخرج معهم في سبيل الله في تلك الغزوة, فلما أشفق عليه الرسول الكريم لصغر سنه ورده رداً كريما حزن الفتي وحزنت أمه أكثر منه.
▪️وكان الله سبحانه وتعالى قد امتن عليه بنعمة الحفظ الجيد والذاكرة القوية ومحبة العلم. إنه يروى عنه كيف كانت سعادته حين أتى به بعض رجال قومه إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم وأخبروه أنه قد حفظ سبع عشرة سورة من القرآن الكريم. وقد قال له الرسول صلّ الله عليه وسلم: (يا زيد تعلَّم لي كتاب يهود فإني والله ما آمنهم على كتابي). فمن تعلَّم لغة قوم أمن شرهم. ويروى أيضاً أنه تعلمه في نحو أسبوعين, وأتقنه تماماً. ثم طلب إليه الرسول صلّ الله عليه وسلم وهو ابن سبع عشرة سنة أن يتعلم السريانية فتعلمها في سبعة عشر يوماً.
▪️ولما رأى رسول الله صلّ الله عليه وسلم براعته وإتقانه في التعلم والحفظ وأمانته ودقته في النقل, مع فهمه لما يقرأ, كلفه صلّ الله عليه وسلم بكتابة الوحي الذي يتنزل على الرسول الكريم صلّ الله عليه وسلم، وهي مهمة عظيمة وجليلة.فكل هذه المهمات والفضائل اجتمعت لابنها وتربيتها زيد بن ثابت رضي الله عنهما .
زيد بن ثابت وجمعه للقرآن:
في معركة اليمامة أثناء حرب الردة قتل عدد كبير من حفظة القرآن ، فأمر الصّديق زيدًا أن بجمعه، فجمعه من صدور الرجال مشافهة ومن الرقاع ومن سعف النخيل، يقول زيد عن ذلك: (فتتبعت القرآن من صدور الرجال) ، ثم أودعه عند أبي بكر حتى توفي, ثم كان عند عمر، ثم عند السيدة حفصة بنت عمر أم المؤمنين رضي الله عنها وعن أبيها.
كتابة المصحف:
في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه، حيث أمر زيد وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوا الصحف التي عند حفصة في المصاحف على قراءة قريش.
زيد أفرض أمة محمد صلّ الله عليه وسلم وشيخ المقرئين:
زيد بن ثابت هو شيخ المقرئين، ومفتي المدينة. كان زيد أعلم الناس بعلم المواريث, وقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلّ الله عليه وسلم أنه قال: (أفرض أمتي زيد بن ثابت): أي أعلمهم بعلم الفرائض. وقال عنه ابن عباس رضي الله عنه : (لقد علم الحفَّاظ من أصحاب محمد صلّ الله عليه وسلم أن زيد بن ثابت من الراسخين في العلم) .
النوّار صاحبة بيت الأذان:
واستكمالاً لما نالته هذه الصحابية من شرفٍ ومكانةٍ عاليةٍ فقد كانت دارُها أولَ بيت يؤذَّن من فوقه للصلاة؛ حيث كان أعلى دار حول مسجد الرسول صلّ الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، فكان سيدنا بلال رضي الله عنه يؤذن من فوقه.
وهكذا أصبح دارالنوّار بنت مالك أول منارةٍ يؤذَّن من فوقها للصلاة والسعي إلى ذكر الله.
وفاة النوّار :
رحلت النوّار بعد حياة مباركة قضتها كما أمرها خالقها، فقد كانت حريصة على تربية ابنها وتنشئته على الهدي النبوي، ورأت ثمرة غرسها الصالح في ولدها، فهو زينة من رجالات الأمة المحمدية .
أما عن وفاة النوّار رضي الله عنها فيذكر كتاب التراجم أنها توفيت في حياة ابنها زيد وصلى عليها. وفي العام الخامس والأربعين من الهجرة ، توفي ابنها زيد بن ثابت رضي الله عنه .
رضي الله عن النوار بنت مالك وابنها زيد وأرضاهما، وجمعنا الله وإياهم في جنات النعيم ....