الْياسَمِينْ
03-24-23, 04:22 PM
رغم انه حرمان مؤقت إلا أن له أثره وله دوره وله فاعليته ..
إنه درس الإسلام الجديد في ترويض النفس وتربية الإرادة
أيام معدودات مثقلة بحمولة روحانية عالية القيمة ووتشذيب خلقي رفيع المستوى
فالصيام يفتح للمسلم بابا واسعاد لاختيار إرادته وتطهير نفسه
فالحكمه من الصوم لا تكمن في التحكم بشهوات الجسد فقط
بل تتعداه لرفع جانب القيم الروحية والخلقية …
"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"…
إنه المجاهدة الحقه بل قل المجاهدة الكبرى في جهاد النفس وأعظم الجهاد كما روي عن رسولنا الكريم بعد عودته من إحدى الغزوات " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر"
فالصيام تدريب على الحرمان وكبح جماح النفس فلا تستعبدها الشهوات مهما عظم شأنها وتنوعت أشكالها ولا تستلذها لذة الحياة مهما تلونت أو فاح عبيرها…
وبالحرمان يرتقي المؤمنون بأرواحهم إلى مدارج عالية في الأحساس بالآخرين وتمتد يد العطاء في كل اتجاه بين الأقارب صلة للأرحام وبين المحتاجين صدقات وزكوات وبين المتخاصمين إصلاحا وتوفيقا..
إن شهر الصيام شهر الانتصارات العظيمة في تاريخ الأمة فأغلب المعارك الإسلامية دارت فيه استطاع المسلمون تحويل صبرهم على الجوع والظمأ في ساحات الوغى إلى وقود يشعل الحماس ويجلب النصر..
إن الصوم في الدين الإسلامي له سمة خاصة عن الصوم لدى بقية الأمم والشرائع الأخرى فهو ركن ركين من أركان الدين وهو مرتبط بضمير المسلم المكلف لارتباطه بمراقبة الله المطلع على السرائر ،
فالله سبحانه كما ورد في الحديث القدسي يعتبره خاصا به :
" كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به"..
فالمؤمن يستشعر من كشف نواياه أمام ربه فتتوهج الجوانب الروحية في نفسه وتسمو أحاسيسه خلال الشهر الفضيل لتتجلي في كل جوارحه طهرا وخلقا وترفعا وصبرا ومجاهدة ..
" فإذا كانا يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم"
ومع ما يستتبع ذلك من التكثيف العالي لبقية العبادات في الإكثار من الصلوات وقراءة القرآن وارتياد المساجد وقيام الليل والاعتكاف والتأمل الروحي الذي يرقى النفس إلى أعلى المسالك النورانية ، فتزداد إشراقا مع تقدم أيام الشهر الفضيل ولياليه حتى يصل المسلمون إلى الثلث الأخير منه ليبدؤوا بتحري ليلة القدر المباركة التي أنزل فيها القرآن العظيم التماسا لبركة يتوقون إليها و أدعية يوقنون باستجابة الله لها.
إن الصيام في جوهره أيضا تنظيم وانضباط فالمسلمون يتوقفون عن الطعام في وقت واحد مع دخول الفجر ويتناولون إفطارهم في وقت واحد أيضا مع غروب الشمس مكرسين في هذا الانضباط قمة الالتزام بإخلاص العبادة وتأكيد الخشية لله سبحانه وتعالى عليهم من ضمائرهم الدينية رقيب ذاتي يحملهم على الامتثال الكامل لما كتبه الله عليهم ..
وهنا تضافر قوة الإرادة وقوة التقوى وقوة الصبر بتحول عبادة الصوم بما فيها من حرمان مؤقت إلى درع يواجه به الإنسان المسلم ضعفه وخوفه وماديته فمتى ما نجح في السيطرة على هذه النوازع اكتسب المقدرة على تجاوز الصعاب والمشاق في أي موقع فقد استكملت النفس أسباب سيادتها وقهرت نوازعها إنه الجهاد السري كما أسماه فقهاء المسلمين في معركة الإنسان الحر مع الشرور والشهوات لإعلاء جانب والخلق ذلك المفتاح الحق لكل رقي وكل قوة ..
بقلم الْياسَمِينْ
إنه درس الإسلام الجديد في ترويض النفس وتربية الإرادة
أيام معدودات مثقلة بحمولة روحانية عالية القيمة ووتشذيب خلقي رفيع المستوى
فالصيام يفتح للمسلم بابا واسعاد لاختيار إرادته وتطهير نفسه
فالحكمه من الصوم لا تكمن في التحكم بشهوات الجسد فقط
بل تتعداه لرفع جانب القيم الروحية والخلقية …
"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"…
إنه المجاهدة الحقه بل قل المجاهدة الكبرى في جهاد النفس وأعظم الجهاد كما روي عن رسولنا الكريم بعد عودته من إحدى الغزوات " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر"
فالصيام تدريب على الحرمان وكبح جماح النفس فلا تستعبدها الشهوات مهما عظم شأنها وتنوعت أشكالها ولا تستلذها لذة الحياة مهما تلونت أو فاح عبيرها…
وبالحرمان يرتقي المؤمنون بأرواحهم إلى مدارج عالية في الأحساس بالآخرين وتمتد يد العطاء في كل اتجاه بين الأقارب صلة للأرحام وبين المحتاجين صدقات وزكوات وبين المتخاصمين إصلاحا وتوفيقا..
إن شهر الصيام شهر الانتصارات العظيمة في تاريخ الأمة فأغلب المعارك الإسلامية دارت فيه استطاع المسلمون تحويل صبرهم على الجوع والظمأ في ساحات الوغى إلى وقود يشعل الحماس ويجلب النصر..
إن الصوم في الدين الإسلامي له سمة خاصة عن الصوم لدى بقية الأمم والشرائع الأخرى فهو ركن ركين من أركان الدين وهو مرتبط بضمير المسلم المكلف لارتباطه بمراقبة الله المطلع على السرائر ،
فالله سبحانه كما ورد في الحديث القدسي يعتبره خاصا به :
" كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به"..
فالمؤمن يستشعر من كشف نواياه أمام ربه فتتوهج الجوانب الروحية في نفسه وتسمو أحاسيسه خلال الشهر الفضيل لتتجلي في كل جوارحه طهرا وخلقا وترفعا وصبرا ومجاهدة ..
" فإذا كانا يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم"
ومع ما يستتبع ذلك من التكثيف العالي لبقية العبادات في الإكثار من الصلوات وقراءة القرآن وارتياد المساجد وقيام الليل والاعتكاف والتأمل الروحي الذي يرقى النفس إلى أعلى المسالك النورانية ، فتزداد إشراقا مع تقدم أيام الشهر الفضيل ولياليه حتى يصل المسلمون إلى الثلث الأخير منه ليبدؤوا بتحري ليلة القدر المباركة التي أنزل فيها القرآن العظيم التماسا لبركة يتوقون إليها و أدعية يوقنون باستجابة الله لها.
إن الصيام في جوهره أيضا تنظيم وانضباط فالمسلمون يتوقفون عن الطعام في وقت واحد مع دخول الفجر ويتناولون إفطارهم في وقت واحد أيضا مع غروب الشمس مكرسين في هذا الانضباط قمة الالتزام بإخلاص العبادة وتأكيد الخشية لله سبحانه وتعالى عليهم من ضمائرهم الدينية رقيب ذاتي يحملهم على الامتثال الكامل لما كتبه الله عليهم ..
وهنا تضافر قوة الإرادة وقوة التقوى وقوة الصبر بتحول عبادة الصوم بما فيها من حرمان مؤقت إلى درع يواجه به الإنسان المسلم ضعفه وخوفه وماديته فمتى ما نجح في السيطرة على هذه النوازع اكتسب المقدرة على تجاوز الصعاب والمشاق في أي موقع فقد استكملت النفس أسباب سيادتها وقهرت نوازعها إنه الجهاد السري كما أسماه فقهاء المسلمين في معركة الإنسان الحر مع الشرور والشهوات لإعلاء جانب والخلق ذلك المفتاح الحق لكل رقي وكل قوة ..
بقلم الْياسَمِينْ