الْياسَمِينْ
03-29-23, 01:26 PM
كان يُمارس رياضة المشي
ودهسته سيارة…
حاول المتسبب في الحادث أن يساعده
ولكن لم يسعفه الوقت
قلت:
اتركوا المتسبب في وفاته
لا تسجنوه
لاتحرموا أبناءه منه
إن كان هو السبب في
حرمان أبنائي من أبيهم
فذاك قضاء الله وقدره
رجل مُسن ويعاني من السكر
هبط السكر وفقد السيطرة
حدث ما حدث
ليس من العدل
أن يُحاسب
***
كان دائمًا يوصيني أن
أنهي مشاويري مع السائق
ويقلق علي من حوادث الطرق
وعندما أُصر على الخروج بسيارتي الخاصة
يُحلفني بالانتباه أثناء السياقة
يضع يده فوق رأسي
ويتمتم ببعض الآيات الكريمة
ولا يكتفي بذلك
يأمر السواقين بمرافقتي
سيارة على يميني وأخرى على يساري
لحمايتي …
كنت أقول :
رب العالمين فقط هو من يحميني
ماذا بعد ذلك؟!….
ما كان يخاف عليّ منه
أصابه …
***
كان يُرسل لي باستمرار أغاني
الفنان الراحل عبد الحليم
ظنّا منّه أني من معجباته
_وأنا فعلا من محبي هذا الفنان _
واكتشفت بعد رحيله
أنه كان يعني كل حرف يرسله إليّ
مثلا:
-كنت أتمنى يطول العمر وأعيش حواليك
ولا اشوف عمري دمعة حزينة تملا عنيك
- أي دمعة حزن لا لا لا لا
كان يحس بأنه سيفارق الحياة،
إحساس الميت بقرب أجله
يخرج منه كلمات
يحسبه المتلقي لا داعي لها..
***
ردد عليّ مرارًا :
تخيّلي أنّي أغادر قبل الأربعين
وأجيبه لك طولة العمر ،
لاتتفوه بهذه الكلمات مرة أخرى
وها هو يغادرني ولم يُكمل الأربعين
***
كان كل شيء في حياتي
دون أن أعي ذلك جيّدًا
فجأة اختفى من حياتي
لم أجده في اتصالاتي
ولا في رسائلي
ولا حتى في طريقي
ولأنني أريد بقاءه
سيعيش في ذاكرتي
لن يرحل
***
كان يقول :
أعلم أن العين خُلقت لأراكِ بها
وأقول: العين أصبحت بلا داعٍ
من بَعدك أنا عمياء
أرى كل شيء يشبهك
عشت في قلبي
وها أنت تقتحم عيني أيضا
***
كان يجلس معي
يغلق هاتفه
لا يذهب لغيري عن طريق البرامج الغبية
ينسى هاتفه بكل ما يحمل
يعيش معي ما تسنّى لنا من وقت
يكون لي وكأنه وُلد لا يعرف شيئا غيري..
كان الشوق لا يُفارقه
اشتقت أن أقولَ لكَ: اشتقت!
***
كنا كشيئين لا يفترقان
بل يستحيل تواجد أحدهما دون الآخر!
إنْ كنتُ سفينة كنتَ لي المرسى
إن كنتُ جذرا كنتَ لي نبتة
إن كنتُ خيطا كنتَ لي إبرة
إن كنتُ حربا كنتَ لي رمحًا
إن كنتُ داءً كنتَ لي دواءً
إن كنتُ رفا كنتَ لي عمدا
إن كنتُ كاتبة كنتَ لي قارئًا
***
كان يحبني كثيرًا
وكذلك أنا ..
لكن ( كثيرًا) هذه.. لا قيمة لها
أمام عقبات واقعي.. وواقعه
لذا افترقنا بصمت وألم
لنلتقي على ضجيج وأمل
***
كان يستمع إلىّ وأنا أقرأ القرآن بصوت عال
وعندما أصل إلى الآية :
( مثنى وثلاث ورباع )
أُخفض صوتي، فيبتسم ويقول :
أنتِ أولهن وثانيهن وثالثهن ورابعهن..
كان يرمُقُني بطريقة مميزة
كأنّه يستريح بالنّظر إليَّ من تعبٍ ما
وكان يُرتّب ثمار أحاسيسي
حينما تنضج بين كفيه…
***
كان قلبي بين أضلعي حتى خُطِف ذات يوم…
فارق بعد أن خطفه …
كان يُخبئني في جيوب سترته التي يرتديها
خشية أن أضيع منه
بعد أن مات سقطت أيامه
بينما سترته ما زالت
منشورة على الشرفة…
***
كانت عيناك في حياتي كل يوم آية متجددة
واليوم صارت آية منسوخة بالبعد
لا ترتيلها سهل
ولا تأويلها سهل
ولا نسيانها سهل
كان للموت معي ظل ولهب
نتصافح كل صباح
وحين يأتي الليل
أفتح سكينيّ وأقتل الهواء
حتى تبعثَ من جديد.
كان غيثًا لطيفا جميلًا
كثيرًا
للحد الذي أسْعد قلبًا
كان بمثابة روح لنا..
فحياتي توقفت بعد مغادرته…
كان جنّتي في الأرض
هوائي ومائي
مات التّصبر بانتظارك
انهض ما عدتُ أتحمل…
كان يزرع بي الفرح بأبسط التفاصيل
ككوب( نسكافيه)
يِعدُّ لي صباحا وأنا في سريري
أو وردة حمراء أستقبلها على مقعدي في العمل
أو ورقة صغيرة تُلصق على باب غرفة مكتبي
تُخبرني بافتقاده لي..
أو مسج في هاتف
يبوح لي بقلقه لتأخري
كل ما ذُكر أعلاه لا شيء مما كان يفعله
كان صعبا عليّ أن تكون بعيدا عني إلى هذا الحد!
كان وكان وكان وأصبح الآن
في خبر كان …
***
رحمك الله يا حبيبي ..
ففي كل زاوية لك حكايات وليست حكاية واحدة..
أفتقدك عبدالله :(
ودهسته سيارة…
حاول المتسبب في الحادث أن يساعده
ولكن لم يسعفه الوقت
قلت:
اتركوا المتسبب في وفاته
لا تسجنوه
لاتحرموا أبناءه منه
إن كان هو السبب في
حرمان أبنائي من أبيهم
فذاك قضاء الله وقدره
رجل مُسن ويعاني من السكر
هبط السكر وفقد السيطرة
حدث ما حدث
ليس من العدل
أن يُحاسب
***
كان دائمًا يوصيني أن
أنهي مشاويري مع السائق
ويقلق علي من حوادث الطرق
وعندما أُصر على الخروج بسيارتي الخاصة
يُحلفني بالانتباه أثناء السياقة
يضع يده فوق رأسي
ويتمتم ببعض الآيات الكريمة
ولا يكتفي بذلك
يأمر السواقين بمرافقتي
سيارة على يميني وأخرى على يساري
لحمايتي …
كنت أقول :
رب العالمين فقط هو من يحميني
ماذا بعد ذلك؟!….
ما كان يخاف عليّ منه
أصابه …
***
كان يُرسل لي باستمرار أغاني
الفنان الراحل عبد الحليم
ظنّا منّه أني من معجباته
_وأنا فعلا من محبي هذا الفنان _
واكتشفت بعد رحيله
أنه كان يعني كل حرف يرسله إليّ
مثلا:
-كنت أتمنى يطول العمر وأعيش حواليك
ولا اشوف عمري دمعة حزينة تملا عنيك
- أي دمعة حزن لا لا لا لا
كان يحس بأنه سيفارق الحياة،
إحساس الميت بقرب أجله
يخرج منه كلمات
يحسبه المتلقي لا داعي لها..
***
ردد عليّ مرارًا :
تخيّلي أنّي أغادر قبل الأربعين
وأجيبه لك طولة العمر ،
لاتتفوه بهذه الكلمات مرة أخرى
وها هو يغادرني ولم يُكمل الأربعين
***
كان كل شيء في حياتي
دون أن أعي ذلك جيّدًا
فجأة اختفى من حياتي
لم أجده في اتصالاتي
ولا في رسائلي
ولا حتى في طريقي
ولأنني أريد بقاءه
سيعيش في ذاكرتي
لن يرحل
***
كان يقول :
أعلم أن العين خُلقت لأراكِ بها
وأقول: العين أصبحت بلا داعٍ
من بَعدك أنا عمياء
أرى كل شيء يشبهك
عشت في قلبي
وها أنت تقتحم عيني أيضا
***
كان يجلس معي
يغلق هاتفه
لا يذهب لغيري عن طريق البرامج الغبية
ينسى هاتفه بكل ما يحمل
يعيش معي ما تسنّى لنا من وقت
يكون لي وكأنه وُلد لا يعرف شيئا غيري..
كان الشوق لا يُفارقه
اشتقت أن أقولَ لكَ: اشتقت!
***
كنا كشيئين لا يفترقان
بل يستحيل تواجد أحدهما دون الآخر!
إنْ كنتُ سفينة كنتَ لي المرسى
إن كنتُ جذرا كنتَ لي نبتة
إن كنتُ خيطا كنتَ لي إبرة
إن كنتُ حربا كنتَ لي رمحًا
إن كنتُ داءً كنتَ لي دواءً
إن كنتُ رفا كنتَ لي عمدا
إن كنتُ كاتبة كنتَ لي قارئًا
***
كان يحبني كثيرًا
وكذلك أنا ..
لكن ( كثيرًا) هذه.. لا قيمة لها
أمام عقبات واقعي.. وواقعه
لذا افترقنا بصمت وألم
لنلتقي على ضجيج وأمل
***
كان يستمع إلىّ وأنا أقرأ القرآن بصوت عال
وعندما أصل إلى الآية :
( مثنى وثلاث ورباع )
أُخفض صوتي، فيبتسم ويقول :
أنتِ أولهن وثانيهن وثالثهن ورابعهن..
كان يرمُقُني بطريقة مميزة
كأنّه يستريح بالنّظر إليَّ من تعبٍ ما
وكان يُرتّب ثمار أحاسيسي
حينما تنضج بين كفيه…
***
كان قلبي بين أضلعي حتى خُطِف ذات يوم…
فارق بعد أن خطفه …
كان يُخبئني في جيوب سترته التي يرتديها
خشية أن أضيع منه
بعد أن مات سقطت أيامه
بينما سترته ما زالت
منشورة على الشرفة…
***
كانت عيناك في حياتي كل يوم آية متجددة
واليوم صارت آية منسوخة بالبعد
لا ترتيلها سهل
ولا تأويلها سهل
ولا نسيانها سهل
كان للموت معي ظل ولهب
نتصافح كل صباح
وحين يأتي الليل
أفتح سكينيّ وأقتل الهواء
حتى تبعثَ من جديد.
كان غيثًا لطيفا جميلًا
كثيرًا
للحد الذي أسْعد قلبًا
كان بمثابة روح لنا..
فحياتي توقفت بعد مغادرته…
كان جنّتي في الأرض
هوائي ومائي
مات التّصبر بانتظارك
انهض ما عدتُ أتحمل…
كان يزرع بي الفرح بأبسط التفاصيل
ككوب( نسكافيه)
يِعدُّ لي صباحا وأنا في سريري
أو وردة حمراء أستقبلها على مقعدي في العمل
أو ورقة صغيرة تُلصق على باب غرفة مكتبي
تُخبرني بافتقاده لي..
أو مسج في هاتف
يبوح لي بقلقه لتأخري
كل ما ذُكر أعلاه لا شيء مما كان يفعله
كان صعبا عليّ أن تكون بعيدا عني إلى هذا الحد!
كان وكان وكان وأصبح الآن
في خبر كان …
***
رحمك الله يا حبيبي ..
ففي كل زاوية لك حكايات وليست حكاية واحدة..
أفتقدك عبدالله :(