المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خذلان عابرة


الزمن الجميل
03-30-23, 05:29 PM
لم يتسنى لي في تلك الليلة النوم أبداً، فبعض من مخاوف قلبي تقتات بشكل نهم على ما تبقى لجفون عيني من قدرة على العناق، فيجبرها ذلك النهم على الابتعاد كلما فكرت تلك الجفون في اللقاء ، يبدو أن شياطين تلك اللحظات التي عشتها منذ مئات السنين قد عادت و لم تغادر قلبي بعد .

قبل عدة سنوات أباحت لي بعض فراشات الوفاء أن للحياة موعداً في حدائق العمر ، و أن المدعو شخص أُطلقُ عليه لقب أنا ، و أن بعضا من أوراق الربيع و زهوره اليانعة ستكون حضوراً على منصة الزمن ، و أن الموضوع بحكم المنتهي عند ذلك العجوز المسمى القدر فقد وافق على طلب الحياة مسبقاً .
في صبيحة ذلك اليوم جهزت بعضا من الملابس الأنيقة كي أقع في حيرة الاختيار ، عندها سقط نجم اختياري في مجرة بدله سوداء أنيقة ،فتريثت قليلا جهزت أدواتي التي تلزمني كمقص المحبة و بعض من شرائط الحظ و حبتين من خردل ، نظرت خلفي بعد خروجي لأشاهد منزلي يغرق في دموعه .
ذهبت إلى محطة اليأس كي أبتاع تذكرة تقلني إلى هناك فسألت البائع الجالس خلف شباك التذاكر قائلا :
أريد تذكرة أيها الصديق .
توجهت تلك النظرات إلي بشكل مباشر كأنني اقترفت خطيئة من تلك السبع و قال :
إلى أين تريدين الذهاب ؟ .
قلت : إلى حدائق العمر – قلتها بكل لهفة- .
قال : لا يوجد مكان بهذا الاسم هنا – قالها بكل استهزاء-.
قلت : شكرا لك – قلتها بكل يأس – .
خرجت من تلك الحقبة الزمنية البائسة و توجهت سريعا إلى الطريق العام كان مكتظاً ذلك اليوم ، بائع صحف يصرخ “خبر جديد خبر جديد قد رضي الله عن اليهود ” ، أبتسم أخر و قال : أنت لا تكف عن الكذب أبداً بهدف بيع بضاعتك و هل يرضى الله عن اليهود يوما .
شدني ذلك الحوار بينهما توجهت إليهما مسرعة قائلة : مرحبا .
قالا بصوت واحد : أهلا سيدتي .
قلت : هل لي أن أعرف أين تقع حدائق العمر؟ -قلتها بكل أمل-.
نظرا إلي و ضحكا و قالا : ألا تعلمين سيدتي أننا في مدينة النسيان.
قلت: شكراً جزيلا لكما.
و تركتهما وسط دهشة تعلو حاجبيهما و سمعت أحدهما يقول للأخر: سيدة ببدله أنيقة و لا تنتعل حذاء ؟!
و بعد لحظة وجدت رجلا عجوزا طاعناً في السن أستوقفني و قال لي : هل تبحثين عن حدائق العمر ؟
ابتسمت و قلت: نعم سيدي نعم سيدي.
أخذ بيدي ذاب جليد الخوف الذي كان يعتريني عند مقابلة كل شخص يبدو أن حرارة يديه كانت أكبر بكثير من جبل الجليد الجاثم على قلبي .
قال فجأة : تعالي بنيتي نجلس هناك على قارعة الطريق فكل من أحبوا جودو جلسوا هنا قبلنا و ما زالوا .
جلسنا هناك و بقي العجوز صامتا ، حقيقة كنت أخشى من سؤاله حتى لا أحصل على إجابة غير مرضيه ولاذ هو بصمته و ذهبنا أنا و خيالي نرسم لوحة لوجه الحياة تلك الجميلة التي سألقاها هناك في حدائق العمر .
رجعت ببصري إلى ذلك العجوز بعد انتهائي من تلك اللوحة فوجدته نائما أنتابني شعور غريب بأنه على غير ما يرام وضعت يدي على عنقه لأرى وضع نبضه فوجدته قد فارق الحياة .
تعجبت مما حدث مددت يدي لجيبه لأعرف هويته فأخرجت بطاقته الشخصية ، لم يكن أسمه غريبا عني فطالما افتقدت ذلك الاسم كان أسمه في البطاقة الأمل .
بعدها تحول الى رماد يبدو أن الأمل حين تكشف هويته يتحول الى رماد .

الزمن الجميل
03-30-23, 05:50 PM
أطمع بتحليل للقصة تحليلا أو نقدا ولو كان واحدا من بين الردود يكفيني ، نقدا صالحا و لو كان النقد لاذعا نقد يضعني على المسار الصحيح ،لن أغضب قدر سعادتي في معرفة هل أستمر في السرد أم أتوقف ..
فهل من معين؟!

الْياسَمِينْ
03-31-23, 12:13 PM
أهلا بالزمن الجميل
أهلا بمن انتسبت لمسك الغلا كي تُقوّم كتاباتها وتستفيد..
مع أنني تتبعت مواضيعك وأعجبتني لغتك وخلوها من الأخطاء ..
قرأت القصة أكثر من مرة وفي كل مرة أدوّن ملاحظاتي كما طلبتِ..
هي لا تعتبر نقد بقدر ما أنها ملاحظات فقط
فلم أصل مرحلة الناقد كي أنقد ما أقرأ :b090:

سأعود لاحقا عزبزتي بعد الصلاة كي أسترسل معك
وأضع نقاطي على الحروف :MonTaseR_183:

الْياسَمِينْ
03-31-23, 12:53 PM
عدنا بعد أن دعوت ربي بألا يكون وقع كلماتي عليك
وقعا سلبيا ، فهذا ما أردتِ عزيزتي الزمن الجميل ..

لله درك أيها الزمن الجميل..
أما تركت لنا شعاعا من أمل..
كل هذه النظرة السوداوية يعج بها هذا النص..
اعتقد أن الأمل إذا ما اكتشفت هويته
فإنه يزهر ورودا في جلمود صخر..
وأن الأمل وقود الحياة..
وبدونه قد يتوقف كل شيء..
وهو الدافع للاستمرار بعد كل سقطة يائسة.

وأنتِ يا عزيزتي حاولتِ في هذا النص المكتظ
بشتى أنواع الصور والرموز
أن تذهبي للرمزية الى حد ما للتعبير عن مكنون ما..
والنتيجة أن النص كان أبعد ما يكون عن الرمزية ..
فقد استخدمت بالفعل رموزا وتلميحات ذات دلالات معينة ,
ولكنك في المقابل وضعت مفاتيحا لهذه الرموز..
فقد قمت بإسقاط تلميحات رمزية جيدة ولكنها كانت مباشرة,
من خلال الاشارة لما رمزت له..
على سبيل المثال لا الحصر :
( و أن المدعو شخص أُطلقُ عليه لقب أنا )
و (عند ذلك العجوز المسمى القدر)
و (كمقص المحبة و بعض من شرائط الحظ ) الخ...
وهذا كاف لأن يجعل النص ركيكا وسطحيا..
لأن الرمزية في الأدب تتبني أسلوب التعبير الغير مباشر
عما يخالج الشعور داخل النفس البشرية..
بحيث يوفر الكاتب بعض الدلالات والإشارات الموحية
التي تعبر عن مكنون ما بطريقة غير مباشرة ,
ولكنها في المجمل ترسم صورة شاملة موحية للهدف العام من العمل.
وكان عليكِ ألا تدرجي مفاتيح هذه الرموز
لكي تتركي للمتلقي مساحة من التفكر والتمعن لتفكيك الرموز المدرجة
والاستمتاع بالنتائج التي يتوصل اليها .

والسبب الذي يدفع الكاتب إلى استخدام الرمز في السرد عادة ,
يتأتى كمطلب رئيسي عندما يجد هذا الكاتب
أن الإشارات المباشرة عاجزة عن التعبير بشكل واف ,
وعوضاً عن أن يعبر عن غرضه بالفكرة المباشرة ،
فإنه يبحث عن الصورة الرامزة التي تشير في النهاية إلى الفكرة أوالعاطفة.
أما من الناحية اللغوية فأنتِ بحاجة الى بعض التحسينات واستخدام أدوات بلاغية أكثر عمقا نظرا لتناولك هذا اللون من السرد.
ولا أقصد السلامة اللغوية !
فبسم الله وماشاء الله لغتك سليمة .:MonTaseR_14: ‎%‎99.9
تحياتي لك..عمل جيد
استمري، ومعكِ يدا بيد إلى أن تصلي مبتغاك عزيزتي .........

زهرة الثلج
04-08-23, 07:14 PM
يا سلام...

كتابات حلوة..
أعجبت بكتاباتك ..وتسلم الأنامل...

..

عطاء دائم
04-09-23, 04:06 PM
طريقة لطيفة للكتابة
ما شاء الله
تملكين خيال واسع استمري غاليتي ننتظر جديدك
ربي يحفظك
يختم ل3ايام مع التقييم


SEO by vBSEO 3.6.1