المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العباس بن عبدالمطلب - رضي الله عنه


عبدالله الهُذلي
04-07-23, 02:53 PM
العباس بن عبدالمطلب - رضي الله عنه
ساقي الحرمين


سوف نعرض في المقالة لذكر صحابي جليل من أفاضل الصحابة - رضوان الله عليهم - هو العباس بن عبدالمطلب.



عباس بن عبدالمطلب - رضي الله عنه -:

عباس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مُرَّة.



عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصِنْوُ أبيه، يكنى أبا الفضلِ، بابنه.



وأمه: نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد بن مناة بن عامر، وهو الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط، وهي أول عربيَّةٍ كسَتِ البيت الحرير والديباج، وأصناف الكسوة، وسببه أن العباس ضاع وهو صغير، فنذرت إن وجدتْه أن تكسوَ البيت، فوجدته، ففعلتْ.



وكان أسنَّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنتينِ، وقيل: بثلاث سنين.



وكان العباس في الجاهلية رئيسًا في قريش، وإليه كانت عمارة المسجد الحرام، والسقاية في الجاهلية، أما السقاية فمعروفة، وأما عمارة المسجد الحرام، فإنه كان لا يدع أحدًا يسُبُّ في المسجد الحرام، ولا يقول فيه هُجرًا، لا يستطيعون لذلك امتناعًا؛ لأن ملأ قريش كانوا قد اجتمعوا وتعاقدوا على ذلك، فكانوا له أعوانًا عليه[1].



مواقف من حياته - رضي الله عنه -:

• عن أنس بن مالك، أن عمرَ بن الخطاب - رضي الله عنه - كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب، فقال: "اللهم إنَّا كنا نتوسَّل إليك بنبيِّنا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقِنا"، قال: فيُسقَون[2].



• عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أمَر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالصدقة، فقيل: منع ابن جميل، وخالد بن الوليد، وعباس بن عبدالمطلب، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرًا فأغناه الله ورسوله، وأما خالد، فإنكم تظلِمون خالدًا، قد احتبس أدراعَه وأعتادَه في سبيل الله، وأما العباسُ بن عبدالمطلب، فعمُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهي عليه صدقة ومثلُها معها))[3].



• عن عبدالله بن الحارث قال: حدثني عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب، أن العباس بن عبدالمطلب، دخَل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مغضَبًا وأنا عنده، فقال: ((ما أغضَبك؟))، قال: يا رسول الله، ما لنا ولقريش، إذا تلاقَوا بينهم، تلاقوا بوجوهٍ مُبْشَرَة، وإذا لَقُونا، لقونا بغير ذلك؟ قال: فغضب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى احمرَّ وجهه، ثم قال: ((والذي نفسي بيده، لا يدخل قلبَ رجل الإيمانُ حتى يحبَّكم لله ولرسوله))، ثم قال: ((يا أيها الناس، من آذى عمِّي، فقد آذاني؛ فإنما عمُّ الرجل صنوُ أبيه))[4].



• عن النعمان بن بشير، قال: كنت عند منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رجل: ما أبالي ألا أعمَلَ عملاً بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج، وقال آخر: ما أبالي ألا أعمَلَ عملاً بعد الإسلام إلا أن أعمُرَ المسجد الحرام، وقال آخر: الجهادُ في سبيل الله أفضل مما قلتم، فزجرهم عمر، وقال: لا ترفَعوا أصواتكم عند منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يوم الجمعة، ولكن إذا صلَّيْتُ الجمعة، دخَلْتُ فاستفتيته فيما اختلفتم فيه، فأنزل الله - عز وجل -: ﴿ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [التوبة: 19][5].



جاء في كتاب: "فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم"؛ لأبي نعيم الأصبهاني - أن ساقي الحاج هو العباس بن عبدالمطلب.



• عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يجهز أو كان يعرض جيشًا ببقيع الخيل، فاطلع العباسُ بن عبدالمطلب، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا العباس عمُّ نبيكم، أجودُ قريشٍ كفًّا وأحناه عليها))[6].



• كان ممن خرَج مع المشركين يوم بدر، وأُخرِج إليها مكرَهًا فيما يزعم قوم، فأُسِر فيمن أُسِر منهم، وكانوا قد شدُّوا وثاقهم، فسهر النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة ولم ينَمْ، فقال له بعض أصحابه: ما يُسهِرك يا نبيَّ الله؟ قال: ((أسهر لأنين العباس))، فقام رجل من القوم فأرخى من وثاقه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما لي لا أسمع أنين العباس؟))، فقال الرجل: أنا أرخيت من وثاقه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فافعل ذلك بالأسرى كلِّهم))[7].



• عن سعيد بن المسيب قال: أراد عمر توسيع المسجد، فكان للعباس دار، فقال: لا أعطيكها، ليس لك ذاك، قال: اجعل بيني وبينك أبيَّ بن كعب حكَمًا، فقضى عليه، فقال العباس: "هي على المسلمين صدقة"[8].



يوم العقبة:

عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: "أخَذ العباس بن عبدالمطلب بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعقبة حين وافاه السبعون من الأنصار، يأخذ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليهم ويشترط لهم، وذلك والله في غُرة الإسلام وأوله، من قبل أن يعبُدَ اللهَ أحدٌ علانيةً"[9].



وقال عباس بن عبدالمطلب في شعره يمدح النبي - صلى الله عليه وسلم -:[10]

من قبلها طبتَ في الظلال وفي
مستودعٍ حيث يُخصف الورقُ
ثم هبطت البلادَ لا بشرٌ
أنت ولا مضغة ولا علقُ
بل نطفة تركب السفينَ وقد
ألجم نسرًا وأهله الغرقُ
تُنقل من صالب إلى رحم
إذا مضى عالَم بدا طبقُ
حتى احتوى بيتُك المهيمن من
خِنْدِفَ علياءَ تحتها النُّطُق
وأنت لما وُلِدتَ أشرقت الأر
ضُ وضاءت بنورِك الأفقُ
فنحن في ذلك الضياءِ وفي النو
ر وسُبل الرشاد نخترق

[1] أسد ******، ط. العلمية (3 / 163).

[2] صحيح البخاري (2 / 27).

[3] صحيح البخاري (2 / 122).

[4] سنن الترمذي (5 / 652).

[5] صحيح مسلم (3 / 1499).

[6] المستدرك على الصحيحين للحاكم (3 / 371).

[7] تخريج الدلالات السمعية (1 / 163).

[8] فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (2 / 916).

[9] فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (2 / 934).

[10] دلائل النبوة للبيهقي (5/ 268) والشفا بتعريف حقوق المصطفى (1/ 328).

BlueCocktail
04-07-23, 05:46 PM
جزاك الله خير

عطاء دائم
04-08-23, 10:31 AM
رضي الله عنه وعن الصحابة اجمعين
جزاك الله خيرا ونفع بك
يختم ل3 ايام مع التقييم

الْياسَمِينْ
04-08-23, 02:40 PM
نعمَ الرجال..
أين نحن منهم ومن زمانهم - رحمهم الله جميعاً
اختيار موفق وفي ميزان أعمالك أخي عبدالله

أوتار الأمل
04-09-23, 12:57 AM
رضي الله عنه وأرضاه
جزاك الله خيرا على ماقدمت
من فائدة شكر الله لك
وبارك مساعيك بالخير
دمت برعاية الله ..

قلب حيران
05-18-23, 12:44 PM
بارك الله فيك


SEO by vBSEO 3.6.1