المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرزق على الله


Mc Nabulsy
04-09-23, 03:32 PM
إمكانك أن تخاف وتقلق على أي شيء مُتعلّق بمستقبلك، إلّا شيء واحد، إيّاكَ أن تقلق على رزقك، والله يأتيك ولو كنت في سابع أرض، لا أقول هذا الكلام من باب التنظير ولا من باب الحديث من برج عاجي، لكن من باب التجربة، وبعد التجربة أصبح هذا الباب اسمه "باب معرفة الله".

سيدنا عروة ابن الزبير رضي الله عنه هو أحد فقهاء المدينة المنوّرة السبعة, وأمّنا عائشة رضي الله عنها تكون خالته ووالده هو الزبير ابن العوّام.

أسرته كانت من أوائل الأسر التي اتّبعت رسالة سيدنا محمد, لذلك نشأ في أسرة من سادات المسلمين في عصر صدر الإسلام من بني عبد العزى بن قصي.
كان راوياً للحديث ورافق أمّنا عائشة لسنوات يروي عنها حديث رسول الله وكان من رموز المدينة المنورة في الرواية والفقه.

أجمل ما قرأت في سيرته هو أنه حين كان يدخل إلى قصور السلاطين ويرى ما فيها من أشياء, يعود إلى داره بعد أن رأى هذه الثراء العظيم ويقارنه مع حاله وحال أهله فيقرأ هاتين الآيتين من القرآن:
"ولا تمُدنّ عينيكَ إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزقُ ربّك خيرٌ وأبقى - وأمر أهلكَ بالصلاةِ واصطبر عليها لا نسألكَ رزقاً نحنُ نرزقك والعاقبة للتقوى"
يقرأ هاتين الآيتين ثم ينادي أهل بيته : الصلاة الصلاة ، يرحمكم الله.

آيتين عظيمتين
الآية الأولى تُخبرنا أن هذا المال ما هو إلا فتنة، ليرى الله ما نحن صانعون به، أما تُنفقه فيما يُرضي الله، أو سيكون عليك حسرات.
لو خُيّرت بين مالٍ كثير قد تُفتن فيه وقد تخضع له ولمغرياته فتخسر، أو بين حياةٍ بسيطةً تضمن بها عدم الخسارة لاخترت الحياة البسيطة لو كنت تبتغي الآخرة.
الآية الثانية تُعطيك الراحة والطمأنينة لأن الله أخبرك بها أن الرزق منه، فلا تحمل همّ الرزق ولا عناء وصوله إليك "نحنُ نرزقك" لكن، "أمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها"
مرة جديدة تدخل الصلاة وتتوسّط المشهد لتخبرنا أنها مفتاح جديد من مفاتيح هذه الدنيا لمن أراد، مفتاح الرزق.
إيّاك أن تظن ولو لثانية أنك يجب أن تبذل تنازلات وتبيع قيمك ليأتيك الرزق، مَن يسعى لطلب المال بالطرق الملتوية، والمسالك المشتبهة، والسُّبُل المحرَّمة فقد أساء الظنَّ بربِّه وتنكَّبَ الأدب مع خالقه ورازقه، إذِ اعتقدَ أنّ المشتبهَ والحرامَ أيسرُ وأوفر، وأنَّهُ لن ينال عيشاً رغيداً إلا بذلك، ولو أنَّهُ طرقَ أبواب السماء لوجد من الله السَعة والبركة ولو مع القليل!

يقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
"ولا يحملنّكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصيته، فإنَّ الله لا يُنال ماعنده إلا بطاعته".
إذا ثَبُتَت واستقرَّت في قلبك هذه القناعة، لن تخاف على أي شيء في حياتك أبداً، فحينها ستعلم أنَّ كُلَّ شيءٍ بأمره، بيده، بإذنه وتحت قدرته.

منقووول من صفحة نور مشلح

عطاء دائم
04-12-23, 10:59 AM
جزاك الله خيرا ونفع بك اخي
يختم ل3 ايام مع التقييم


SEO by vBSEO 3.6.1