المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طي اللسان والطيلسان


الْياسَمِينْ
04-17-23, 08:11 PM
سبب كتابتي لهذا الموضوع موقف حدث يوما ما في حفل الزفاف لقريبتي
خبير الموضة الإنجليزي ديفيد روس في يوم ما
كان ساخطًا جدا على " جون ميجور " رئيس الوزراء البريطاني وزميله " كينيث كلارك "
وزير الميزانية لانعدام لمسة الذوق عندهما فيما يتعلق بأسلوبهما في ارتداء ملابسهما
يقول روس عن الأول ميجور: لقد سئمنا من بذلته، وأسلوب ربطة عنقه ،
خصوصا نحن نبدأ عهدًا أوروبيا موحدا، ومن المخجل أن أمثاله في الحكومة البريطانية قد صاروا بعدد الأصابع في اليدين.
ويصف روس الثاني - كلارك - بقوله: يبدو أنه ينام ببذلته حيث تبدو دائمًا " مكرمشة " خالية من أي أثر للكي ! منتهى البعككة ،
وأذكر بهذه المناسبة والشيء بالشيء يُذكر أن الشاعر " عبد الحميد الديب " سُئل ذات يوم : لِمَ لا تغير بذلتك؟
فأجاب: لأن بها صفتين من صفات الله هما الوحدانية والقدم ، ولله المثل الأعلى " إذ ليس كمثله شيء "
ولا شك أن عبد الحميد الديب لو كان ثريا لما تردد أن يشتري عدة ( بدل ) جديدة!
ومن الظلم أن نقارن بين عبد الحميد الديب وبين جون ميجور وكينيث كلارك … لماذا؟!
لأن عبد الحميد الديب " شاعر البؤس والهوان " لازمه النحس طوال عمره فلم يتقلد منصبًا رفيعًا
ولم ينل مالاً أو شهرة، بينما جون ميجور رئيس وزراء ومن قبل كان وزيرًا للخزانة،.
أما كينيث كلارك فهو وزير للميزانية ومن ضمن البذلات التي يحصل عليها الوزراء " بدل الملبس"
فكيف إذن يفقد ( الرجل العام) احترام الناس له بإهماله لمظهره؟
ومنذ متى كانت الأناقة مكلفة وهي تعتمد على البساطة والذوق والقليل من الاهتمام أكثر من اعتمادها على النقود؟
وقديما قيل : الأناقة في البساطة والرشاقة في النحافة …
صحيح أن الشاعر القديم يقول: ليس الجمال بأثواب تزيننا ، إن الجمال جمال العلم والأدب .
وربما يُقال : " المرء بطي لسانه لا بطيلسانه " و " المرء بمخبره لا بمظهره "
و " ربنا رب قلوب " و " نريد قلوبًا لا قوالب" … إلى آخره ، كل هذا صحيح
لكن …!
ما الذي يمنع من أن نجمع مع جمال الجوهر، جمال المظهر؟! أليس ذلك أفضل؟
إذن فإن الذوق شيء ليس في الكتب، وإنما هو سلوك نتشربه مع لبن الرضاعة ونحن في المهد
ويظل معنا يلازمنا حتى اللحد، ولهذا قيل إن " الطبع يغلب التطبع"
فوااااا أسفاه على ميجور وكلارك وأمثالهما …

غير مهم
04-17-23, 08:41 PM
الموضوع أكبر بكثير من مجرد جمل وكلمات ومواقف، المجتمع بمختلف أقسامه ما عاد عنده اهتمام بالطبع الحقيقي أو جوهر الإنسان لأنه غير مناسب لمتطلبات المجتمع، يعني كمثال بسيط صاحب شركة إحتاج يوظف أشخاص معينين لنجاح شركته فلن يختار الطيب أو المجتهد أو صاحب الجوهر النقي كخيار أول، إنما سيفضل الذكي والمخادع والذي يعرف التمثيل وعدم إظهار طبعه الحقيقي وضعفه لكي يضمن نجاح شركته بالدهاء والذكاء وليس بحسن الخلق والطباع...

موضوعك رائع جدا ويتحمل الكثير من النقاش، تحياتي لكي...

الْياسَمِينْ
04-18-23, 11:51 AM
أخي المبدع غير منم ..
شكرا لإضافتك القيمة 🌹


" المرء بطي لسانه لا بطيلسانه "
علماً بأن اللباس يعطي انطباعاً عن شخصية الانسان
ولا بد من أن يظهر المرء بمظهر لائق يظهر نعمة الله عليه
وهذا لا يمنع أن نتحلى بالذوق في تعاملنا
الذوق الذي أفتقدناه كثيرا ، وأصبحنا نتوق إليه ونتلهف له
كما يتلهف الجائع إلى كسرة خبز ،الذوق في التعامل هو بغيتنا
ومطلبنا ، فلم نعد نر إلا فحشا ،في الأقوال وقبحا في الأفعال
فليلبسوا ماشاءوا وليربطوا ربطة العنق ،فهم لايؤذون أحد
لكن حين نفقد الذوق في التعامل ،فنحن نوجه صفعة تلو الصفعة إلى واقع
يئِن تحت وطأة الإنحلال والتفسّخ..

في مجال عملي الحكومي أنصح بحسن المظهر
والأداء المتميز فيما غير ذلك فهم موظفون لدى الحكومة
واللسان البذيء ورفع الصوت فورا أكتب تقريرا لنقله إداريا..

تعال للمجال الخاص عندما أحتاج إلى عدد من الموظفين
أعلن عن ذلك أولا ثم يدخل المتقدمون اختبارات تهم العمل دون النظر إلى المظهر.
وأخيرا وقبل استلام الوظيفة يكون هناك أختبار شخصي للمقبولين تحت إشرافي شخصيا ..
هنا .. أول ما يُلفت نظري المظهر ، فهم أولا وأخيرا واجهة للشركة
صحيح أنهم اجتازوا الاختبار لكن لابد من الظهور بمظهر لائق
أضطر لإعادة اختباره شفهيا لأقع على فكره ومنطقه عندما يتحدث
وقوة شخصيته وعدم تردده أو خوفه ،
إذا اجتاز الاختبار الشفهي ، أتمسك به وأخبره بطريفة غير مباشرة
سأصرف لك بدلا خاصا للملابس وكل ما يتطلب منك الظهور بمظهر لائق أثناء العمل..

عطاء دائم
04-19-23, 09:33 AM
مقالة جميلة سيدتي
يعطيك العافية
يختم ل3 ايام مع التقييم


SEO by vBSEO 3.6.1