المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جعفر بن أبي طالب ( رضي الله عنه)


عبدالله الهُذلي
04-19-23, 10:34 AM
جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -
"شبيه رسول الله"


إن الحمد لله، نحمدك ربي ونستعينك ونستغفرك ونتوب إليك، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، ومن دعا بدعوته واهتدى بهديه إلى يوم الدين.



نتحدث عن أخيَرِ الناس للمساكين، ومن هو من السابقين الأولين إلى الإسلام، وصاحب الهجرتين، هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة، وشهد غزوة مؤتة، وكان هو أميرَ جيش المسلمين إذا أُصيب قائدُهم الأول زيد بن حارثة، فلما قُتل زيد بن حارثة في المعركة، أخذ جعفر بن أبي طالب اللواءَ بيمينه فقُطِعت، فأخذه بشماله فقُطِعت، فاحتضنه بعضُديه حتى استشهد.



جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -:

واسم أبي طالب عبدمناف بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف بن قصي.



وكان لجعفر من الولد عبدالله، وبه كان يكنى، وله العقِبُ من ولد جعفر، ومحمد وعون لا عقِب لهما، ولدوا جميعًا لجعفر بأرض الحبشة في المهاجر إليها، وأمهم أسماء بنت عميس بن معبد بن تيم بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك بن نسر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن أفتل، وهو جماع خثعم بن أنمار[1].



جعفر بن أبي طالب ورسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

هناك مواقف كثيرة لجعفر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حياة جعفر وبعد مماته، نذكر بعضها:

شبيه رسول الله:

• قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أشبهتَ خُلُقي وخَلْقي))[2].



أخيَرُ النَّاسِ للمسكين:

• عن أبي هريرة قال: "كنتُ ألزمُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشبعِ بطني حتى لا آكل الخَمير ولا ألبَس الحَبير، ولا يخدُمني فلان ولا فلانة، وكنت ألصقُ بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لأستقرئُ الرجلَ الآية، هي معي، كي ينقلبَ بي فيطعمَني، وكان أخيَرَ الناسِ للمسكين جعفرُ بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان ليخرج إلينا العُكَّة التي ليس فيها شيء، فنشقُّها فنلعَقُ ما فيها"[3].



ذو الجَناحين:

• عن ابن عمر - رضي الله عنهما - كان إذا سلَّم على ابنِ جعفرٍ، قال: "السلام عليك يا ابنَ ذي الجَناحيْنِ"[4].



• عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((رأيتُ جعفرَ بن أبي طالب ملَكًا يطيرُ مع الملائكة بجَناحَيْنِ))، هذا حديث صحيح الإسناد[5].



دعاء النبي له بعد مماته:

• لما أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَتْلُ جعفرٍ وزيدٍ وعبدِالله بن رواحة ذكَر أمرهم فقال: ((اللهم اغفِرْ لزيد - ثلاثًا - اللهم اغفِرْ لجعفر وعبدالله بن رواحة))[6].



مواقف من حياته - رضي الله عنه -:

كلمة جعفر بن أبي طالب لملك الحبشة "النجاشي":

قال له: "أيها الملك، كنا قومًا أهلَ جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطَع الأرحام، ونُسيء الجِوار، ويأكل القويُّ منا الضعيف، فكنَّا على ذلك حتى بعَث اللهُ إلينا رسولًا منا نعرِفُ نسبَه، وصدقه، وأمانته، وعفافَه، فدعانا إلى اللهِ لتوحيده، ولنعبده ونخلَع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمَرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصِلة الرَّحم، وحسن الجوار، والكفِّ عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقولِ الزور، وأكلِ مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأن نعبد الله لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام - قالت: فعدَّد عليه أمور الإسلام - فصدَّقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به من عند الله، فعبدنا الله وحده، ولم نشرِكْ به، وحرَّمنا ما حرَّم علينا، وأحلَلْنا ما أحلَّ لنا، فعدا علينا قومُنا، فعذَّبونا، وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى، وأن نستحلَّ ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وضيَّقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، واخترناك على مَن سواك، ورغِبْنا في جوارك، ورجونا ألا نُظلَم عندك أيها الملك"[7].



• قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أدري بأيِّهما أنا أفرَحُ، بفتحِ خيبرَ أم بقدوم جعفرٍ))[8].



ما أحلاها شهادة من رسول الله، فرَحُ رسول الله بفتح خيبر يساوي قدومَ جعفر، اللهم ارزقنا رؤية سيد الخلق أجمعين والصحابة أجمعين.



• عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((دخلت الجنةَ البارحة، فنظَرْتُ فيها، فإذا جعفرٌ يطير مع الملائكة، وإذا حمزة متكئٌ على سريرٍ))، هذا حديثٌ صحيح الإسناد، ولم يخرجاه[9].



• عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "ما احتذى النعالَ ولا انتعل، ولا ركب المطايا ولا ركب الكُورَ بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل من جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه"؛ هذا حديث صحيح على شرط البخاري[10].



• عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: أمَّر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة مؤتة زيد بن حارثة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن قُتِل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر، فعبدالله بن رواحة)) قال عبدالله: كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب، فوجدناه في القتلى، ووجدنا ما في جسده بضعًا وتسعين، من طعنة ورمية[11].



هذا هو جعفر بن أبي طالب الذي شهد له الرسول بحُسن الخُلق، فاللهم اجعلنا من صحبته يوم القيامة.



وقال حسان بن ثابت يرثي جعفرًا:

ولقد بكيتُ وعزَّ مُهلَكُ جعفرٍ
حِبُّ النبيِّ على البرية كلِّها
ولقد جزِعْتُ وقلتُ حين نُعيتَ لي
مَن للجِلادِ لدى العُقابِ وظلِّها
بالبِيضِ حين تُسَلُّ مِن أغمادِها
ضربًا وإنهالِ الرِّماحِ وعلِّها
بعد ابنِ فاطمةَ المبارَكِ جعفرٍ
خيرِ البرية كلها وأجلِّها
رزءًا وأكرمِها جميعًا مَحتدًا
وأعزِّها متظلمًا وأذلِّها
للحقِّ حين ينوبُ غيرَ تنحُّلٍ
كذبًا وأنداها يدًا وأقلِّها
فحشًا وأكثرها إذا ما يُجتَدى
فضلاً وأنداها يدًا وأبَلِّها
بالعُرفِ غيرَ محمَّدٍ لا مثلُه
حيٌّ بأحياءِ البرية كلِّها

[1] الطبقات الكبرى، ط. العلمية (4 / 25).

[2] صحيح البخاري (5 / 19).

[3] صحيح البخاري (5 / 19).

[4] صحيح البخاري (5 / 20).

[5] المستدرك على الصحيحين للحاكم (3 / 231).

[6] مصنف ابن أبي شيبة (7 / 415).

[7] صحيح ابن خزيمة (4 / 13) ، سيرة ابن هشام، ج1 ص335.

[8] المستدرك على الصحيحين للحاكم (2 / 681).

[9] المستدرك على الصحيحين للحاكم (3 / 231).

[10] المستدرك على الصحيحين للحاكم (3 / 231).

[11] صحيح البخاري (5 / 143).

الْياسَمِينْ
04-19-23, 10:58 AM
بارك الله في مساعيكم وأحسن إليكم
جهد مبارك ، ومفيد أخي الطيب عبدالله
بوركت وكل عام وأنتم والأهل بخير

عبدالله الهُذلي
04-19-23, 04:22 PM
وفيك بارك ، وانتم بخير وصحة وسلامة

BlueCocktail
04-19-23, 04:25 PM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

أوتار الأمل
08-22-23, 09:06 AM
:

رضي الله عنه وأرضاه شكرا
عـ الطرح القيم ..
جعله الله في ميزان حسناتك
وجزاك الله خيرا ..

شمعة الجلاس
08-23-23, 01:31 AM
جزاك الله كل خير
وفي ميزان حسناتك
كل الود ..
:81:


SEO by vBSEO 3.6.1