المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تغريدات د.طارق هشام مقبل 2


امانى يسرى
05-14-23, 07:48 AM
مِنْ هدايات القرآن العظيمة التي تستحقّ التأمل طويلا= فكرةُ "التمييز" الدقيق بين المقامات، ومهارة "التفريق"؛ تأمل هذا المبدأ في قوله ﷻ ﴿وإن جاهداك على أن تُشركَ بي ما ليس لك به علم؛ فلا تطعهما، وصاحبهما في الدنيا معروفا﴾.. فالاختلاف الفكري الشديد لم يمنع من المصاحبة بالمعروف..


عن تلك الإشارة التي تنتظرها من الله.. عن تلك الومضة من نوره ﷻ.. ﴿وأوحينا إليه؛ لتُنبّئَنّهم بأمرهم هذا، وهم لا يشعرون﴾..


في أمورك الشخصيّة، وقراراتك المصيرية، وحين تكون في مفترق الطرق؛ ربما يكون من المناسب أن تستشير، وتسألَ ذوي الخبرة، ولكن -في أحيان كثيرة- أنت أدرى منهم بظروفك، ونفسِك؛ يقول ﷺ: "استفتِ قلبَك"، ويقول الله ﷻ: ﴿بل الإنسانُ على نفسه بصيرة﴾..


النهاية.. ﴿وإن يتفرّقا؛ يُغن الله كلاً﴾.. قد تكون أفضلَ بكثير من الاستمرار في حياة بلا معنى.. ﴿فتذروها كالمُعلّقة﴾..


من دروس سورة الكهف.. أنه مهما كنت مندفعا.. وصاحبَ طموح.. ومشروع واضح.. ﴿لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا﴾.. ربما تجبرك


الظروف على التوقف.. والتراجع للوراء.. ﴿فارتدّا على آثارهما قصصا﴾؛ فالنجاحُ لا يعني بالضرورة أن تتقدم للأمام.. والحياةُ ليست دائما خطّا مستقيما..


الآيةُ التي تَحْملها في قلبك دائما.. لاسيما في الأوقات التي لا يفهمك فيها من أمامك.. لأنك لا تستطيع أن تشرح: ﴿يا أخت هارون﴾.. أو لأنهم لم يمروا بتجربتك: ﴿فذلكُن الذي لمتُنّني فيه﴾.. الآيةُ هي قولُ الله ﷻ ﴿لكن الله يشهد﴾.. فحسبك أن الله يعلم.. وكفى بالله شهيدا..


https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://scontent.fcai2-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/54462431_804679873218634_8028026803803127808_n.jpg ?_nc_cat=109%26_nc_ht=scontent.fcai2-2.fna%26oh=e87bd8f9256e43d861b9622bac802955%26oe=5 D09EFE4&key=3f675574ae2aeb5de7e013d491ab3aa0d81164395fd9a0 f8eb0205bb7cb5d952 (https://scontent.fcai2-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/54462431_804679873218634_8028026803803127808_n.jpg ?_nc_cat=109&_nc_ht=scontent.fcai2-2.fna&oh=e87bd8f9256e43d861b9622bac802955&oe=5D09EFE4)

ويبقى أن الدّعاء هو العالَمُ الأَرحَب.. والرّابطة الوُثْقى..


قيل إن الكنز المذكور في قوله ﷻ ﴿وكان تحته كنز لهما﴾ كان لوحا مكتوبا عليه أشياء؛ منها: "وعجبتُ لمَن يؤمن بالقدر كيف يحزن".. نعم؛ ربما يكون القول بعيدا دلالةً، ولكنني مؤمن بأن هذا المعنى كنزٌ.. فالتسليم لله "هو الطريقة الإنسانية الوحيدة للخروج من ظروف الحياة".. كما قال علي عزت..


إن الله مع المُنكَسِرَة قلوبُهم..


لأن الكلمات قد لا تُسعف.. ولأنك قد تعجز عن التعبير.. ﴿ولا ينطلقُ لساني﴾.. أو لأنك لا تعلم إن كان ما تطلبه خيرا.. ﴿ويدْعُ الإنسان بالشر دعاءَه بالخير﴾..


كان الأجدر أحيانا أن تترك تفاصيل التدبير لله؛ وصف أيوب حاله لربه.. ولم يُحدد ماذا يريد.. إنما قال: ﴿وأنت أرحم الراحمين﴾..


يظل النجمُ نجما متعاليا..جميلا في كل حين.. ﴿ولقد زيّنا السماءَ الدنيا بمصابيح﴾.. ولكن الحاجة له تزداد إذا جنّ الليل.. وتهت في المسير.. ﴿وبالنجم هم يهتدون﴾.. وهكذا رفيق الروح؛ مكانته عالية لا تتغير.. ولكنك بحاجته أكثر إذا أضعت طريقَك في متاهة الدنيا..


عظيمةٌ هذه الآيةُ.. بما فيها من سَكينة.. بما فيها من عَزاء.. ﴿فأينما تُوَلوا؛ فثَمّ وجهُ الله﴾.. الطّرق التي سلَكناها.. القرارات التي اتخذناها.. والحياة بأسرها.. كلها كانت طريقا إليه ﷻ..



أتأمّلُ قولَ الله ﷻ ﴿واعلموا أن الله يحولُ بين المرء وقَلبِه﴾.. فأجد تفسيرَ الكثير مما كنتُ أشاهده ويَعْسر علي فهمه: كيف يتقلّب حالُ الإنسان وشعوره.. كيف ينصرف قلبُه عن أمور أحبّها.. وكيف يُقبل على غيرها.. في شتى أمور الحياة.. ولله الحكمة البالغة..







نحن لا نختار حين نُحِبّ.. ﴿لو أنفَقْتَ ما في الأرض جميعا ما ألّفتَ بين قلوبهم، ولكنّ الله ألّفَ بينهم﴾..

الأشياء التي تُؤثّر في أعماقنا.. تبقى معنا طويلا.. والمواقف التي تُغير مجرى حياتنا من الصعب نسيانها؛ أتأمل هذا حين أقرأ ﴿فعرفهم، وهم له منكرون﴾؛ فربما يكون سبب عدم تَذَكّرهم ليوسف هو أنه لم يَعْنِ لهم شيئا.. كان حدثا ومضى.. أما هو فلم يستطع نسيان ذلك الموقف.. غفرَ ولكن لم ينس..

الوحدة.. إما أن تكون بسبب فراق من تُحِبّ: ﴿وأصبح فؤاد أم موسى فارغا﴾، وإما بسبب أنه ليس عندك رفيقٌ يشاركك الدرب أصلا، وهذه الوحدة تمثّلت -كما يُخيّل إلي- في غربة يوسف: ﴿وقالت اخرج عليهن﴾، وإما تكون بسبب وجودك مع شريك لا تنتمي له إطلاقا؛ كآسية: ﴿رب ابنِ لي عندك بيتا﴾..

يُلهمني كثيرا حديثُه ﷺ الذي يقول فيه: "جعلَ اللهُ غناه في قلبِه".. وأحسب أن من أجمل الدعاء: "اللهم اجعل غناي في قلبي.."

كل حسابات البشر وسعيهم في جانب.. والتوفيق الإلهي والبركة التي يمن بها الله من يشاء في جانب آخر.. لا أملّ من تأمل هذا المعنى حين أقرأ (فألقيَ السحرُة سُجدا)، وتعليق الألوسي: "فيه إشارةٌ إلى أن الله يَمُن على من يشاء بالتوفيق والوصول إليه سبحانه في أقصر وقت".. باب الله واسع..

https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://scontent.fcai2-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/53855803_800100860343202_5186074418945720320_n.jpg ?_nc_cat=111%26_nc_ht=scontent.fcai2-2.fna%26oh=b5c49b2ecf52973e1a01df9f09e81613%26oe=5 D39F604&key=d01c09c457f08934603cc3b5f2d7f597214a88eead3113 27c37891f8cb4a888d (https://scontent.fcai2-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/53855803_800100860343202_5186074418945720320_n.jpg ?_nc_cat=111&_nc_ht=scontent.fcai2-2.fna&oh=b5c49b2ecf52973e1a01df9f09e81613&oe=5D39F604)

من سنن الحياة.. أن الأشياء التي تُفيدنا.. والتي هي في صالحنا.. ليست هي -بالضرورة- ما نحب ونرتاح لفعله.. ﴿وإن فريقا من المؤمنين لكارهون﴾..


المُحبّ.. ومَنْ تَعلّق قلبُه.. يرى ما لايراه غيرُه في محبوبه.. ويلتقط حتى أبعد الإشارات؛ قيل إن النار لم تظهر إلا لموسى، ولم يرها غيرُه ممن كان معه.. ﴿إني آنَستُ نارا﴾..

ما لا يعني لك شيئا، ولا يُمثّل لك أيّ قيمة.. ﴿قالوا أضغاث أحلام﴾.. قد يعني الكثير.. بل ويكون الحياةَ لآخرين.. ﴿قال: تزرعون سبع سنين دأبا﴾..

نقرأ قولَهُ ﷺ "من حسن إسلام المرء؛ تركُه ما لا يعنيه".. فندعوه ﷻ.. اللهم أرنا ما يعنينا حقا.. أرنا الأشياء التي تستحقّ..

كثير من سعي الإنسان= هو من أجل الحصول على "المعنى".. إذ إنه هو الذي يضفي قيمةً لهذه الحياة.. ومن أجلى صور المعنى وجود "الحب" -بأنواعه وصوره المختلفة- وحضوره في حياتك.. وقد كان الأستاذ مطاوع يقول: "مهما كانت متاعبُنا؛ فإن مشَاكلَ الحُبّ أقل إِيلاماً من مشَاكل الحياة الخالية منه."

﴿فلا تُشْمِتْ بي الأعداء﴾.. لأن الشّماتةَ لا تكون من صديق.. الصّديق تكون معه كما "أنت"

﴿وأنه هو أضحك وأبكى﴾.. لأن الحياةَ لا تكتمل إلا بذلك.. "التناقض" من صميم إنسانيّتنا..

في تعبير القرآن ﴿وجعلناكم شعوبا وقبائل؛ لتعارفوا﴾ الكثيرُ مما يستدعي الانتباه؛ فالتعارف هو أساس الفهم، والتراحم، والتجارب تخبرنا أننا أقدر على الرحمة حين نفهم الطرف الآخر، وظروفه، ومنطلقاته.. وكأن رسالتها: تعارفوا لتتراحموا، وليعذر بعضُكم بعضا..

﴿فرَجَعناك﴾.. لأن "ما جمعَهُ الله لا يُفرّقُهُ إنسان"..

يتكرر ذكر الموت في القرآن؛ ليذكرك بأهمية الحياة، فمعرفتك بأنك ستموت تدفعك لأن تعيش حياة كاملة، وبجدية.. ومن هنا نفهم هذا التكرار بشكل أكثر إيجابية..

من أجمل وأعمق ما كُتِبَ حول قصّة تضحية إبراهيم بابنه، المذكورة في التوراة والقرآن= تحليلُ كيركجارد في كتابه (خوف ورعدة)، ومن أفكاره أن القصة رمزٌ للإنسان الذي يرى طموحاتِه وآمالَه تتلاشى أمامه في لحظات، ولكنه مع ذلك يحافظ على إيمانه، ويقينه بوعد الله الجميل.

قرأتُ في سنين مضت "أنّ في كل إنسان تعرفه.. إنسانا آخر لا تعرفه".. ثم أثبتت لي التجاربُ صحتها.. ولعله أيضا الدرس المستفاد من سورة الكهف؛ فالخضر الذي أنكر عليه موسى بداية: ﴿لقد جئت شيئا نكرا﴾.. لم يكن بالنسبة لموسى -فيما أحسب- هو الخضر الذي ودّعه في الختام: ﴿وما فعلته عن أمري﴾.

حين أقرأُ قولَه ﷻ ﴿يوم نحشر المتقين إلى الرحمن "وفدا"﴾.. يُخَيّل إليّ أن القرآن كأنه يُوجّهنا للتركيز على أنفسنا، مُنافسَتها، وعدم الالتفات كثيرا لما يفعله الآخرون، بل الدعاء لهم بالخير؛ لأن القمةَ تتسع لجميع الناجحين..







أظنّ أن القرآنَ حين يقولُ: ﴿انظر كيف كذبوا على أنفُسِهمْ﴾..
يريدُ منّا أن نسعى لنكون صادقين.. صادقين مع أنفسنا قبل كل شيء.. بالحقائق حلوها ومرّها..
وهذا الصدق مع النفس سينعكس على صدقنا مع من حولنا..

لا تدري.. حتى الأشياء التي يستحيل -عقلا- اجتماعهما.. ﴿لا الشمسُ ينبغي لها أن تِدركَ القمرَ﴾..
ربما يُقَدّرُ لهما اللقاءُ يوما.. ﴿وجُمِع الشمس والقمر﴾.. فهو على جمعهم إذا يشاء قدير..

يأنس الإنسان باهتمام من حوله به.. وسؤالهم عنه.. ولكن فرق بين كل تلك المؤازرة.. وبين كلمة واحدة ممن يُحبّ؛
في سياق (قريب من هذا) كان ميخائيل نعيمة يقول: "بل ماذا أصنع بقلبي؛ ترتمي عليه القلوب وهو لما يجد بعدُ قلبا يرتمي عليه".. .
فقَلب الغريب أتى سائلا.. وقلبك مَرّ مرورَ الكرام..*

نفس الشيء؛ تراه من منظور واحد فوضى واضطرابا.. (أخرقتها لتغرق أهلها؟)..
وتراه من زاوية أخرى اتّساقا وانتظاما.. (أما السفينة فكانت لمساكين)..

الرسالة التي أفهمها من قوله.. ﷺ "وأَحْبِب من شئتَ.. فَإنّك مُفارقُه"..
وقوله.. "إِذَا أَحَبَ الرَجلُ أَخَاهُ فَليُخبره"..
ألا تدّخرَ الكلمة الطيبة.. أن تُعبّرَ عما تشعر.. أن تخبر من أحببت أنك تُحبّهم..
وألا تُؤجّل حبّ اليوم إلى الغد.. فأنت لن تعبرَ الدنيا إلا مرّة واحدة..

حتى وإن لم يُِقدّر لنا اللقاء.. ولو فرّقتنا الدنيا.. يهمني أن تعلم مكانتك عندي.. ﴿ذلك ليعلم أنّي لم أخنه بالغيب﴾.
. أن تتصافح أرواحُنا.. ولو من بعيد..

لا نَعرف.. ولكنّنا على يقين.. ﴿إنّكَ كنتَ بنا بصيرا﴾..

ليست البلاغة منحصرةً بجمال الألفاظ والتراكيب.. وإنما هي المعاني الروحية التي تسري لأعماق النفس الإنسانية..
﴿وقل لهم "في أنفسهم" قولا بليغا﴾..


https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://scontent.fcai2-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/48403877_749301258756496_6113359464469889024_n.jpg ?_nc_cat=109%26_nc_ht=scontent.fcai2-2.fna%26oh=1a25c794b19477ae06a27fcd7fa0a0b6%26oe=5 D2DEBBF&key=e0e062dc9ce0b91131be3c5614f1dbc4b30c4c5fecec2b b6bfdd4c15a251a32a (https://scontent.fcai2-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/48403877_749301258756496_6113359464469889024_n.jpg ?_nc_cat=109&_nc_ht=scontent.fcai2-2.fna&oh=1a25c794b19477ae06a27fcd7fa0a0b6&oe=5D2DEBBF)

فكرةُ سورة الكهف..
أن جنّةَ الإنسان في قلبه.. ومَنْ وجد تلك الجنة -وهي رحلة طويلة- لم تَضِقْ عليه هذه الدنيا.. وتجاوزَ الزمانَ والمكان..
﴿فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته﴾..

سورة الضحى..
التي تفيضُ بالأمل والظن الجميل.. فتبدأ بالنور والإشراق: ﴿والضحى﴾.. ثم تخبرك أن المستقبلَ أفضل: ﴿وللآخرةُ خيرٌ لك﴾..
هي نفسها التي تشير لتراجيديا الفقر: ﴿عائلا﴾، ومأساة الجهل: ﴿ضالا﴾..
إنها النظرة المتوازنة للحياة.. ما بين التفاؤل السطحي.. والتشاؤم المُقْعِد..

من أوّل ما يتبادر لي حين أقرأ قوله ﷻ ﴿سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم؛ حتى يتبين لهم أنه الحق﴾..
كلماتُ إيمانويل كانت -في خاتمة نقد العقل العملي-:
"شيئان يملآن العقل بإعجاب وإجلال يتجددان كلما تأمّلَ المرءُ فيهما: السماء ذات النجوم من فوقي، والقانون الأخلاقي في داخلي."

لا يُعَوّض الحبَ الأول.. ﴿وإن يتفرّقا﴾.. ولا يُنْسيهِ.. إلا حبّ أكبر منه.. ﴿يُغْن الله كلاّ﴾..

علّمتني سورةُ يوسف بإشاراتها الممتدة..
أن البحثَ عن الحب فطرةٌ في الإنسان.. أن الحب حاجة.. ومعنى سام نبيل.. ربما لا تُعَوّضه الدنيا بأسرها ﴿امرأة "العزيز"﴾..
وأن كثيرا من مآسي هذا العالم.. علاجها الحب.. والقدرة على الحُب ﴿ليوسف وأخوه أَحَبّ إلى أبينا منا﴾..

ثم تأَمّلتُ طويلا.. لماذا في سورة الطلاق بالتحديد.. نجد كل تلك المواساة: ﴿مخرجا﴾؛ ﴿ويرزقه﴾؛ ﴿فهو حسبه﴾؛ ﴿بعد عسر يسرا﴾..
هل لأن الفراق -مهما تعددت أسبابه- موجع.. أم لأن النهايات مؤلمة..
فكان لابد من كل ذلك الحنان في السورة..

الإيمان بالله.. يعني الإيمان بالمعجزات..

إن من العقل والأخلاق لسحرا.. وكثيرا ما يكون الذي يجذبك في الشخص، ليس أمرا ماديا.. وإنما هو معنى قائم فيه.. معنى لا يرى وإنما يُحسّ؛
تأمل قوله ﷻ: ﴿فلما رأينه؛ أكبرنه﴾،
وتعليق الرازي: "وعندي أنه يحتمل ... أنهن إنما أكبرنه لأنهن رأين عليه نور النبوة، وسيما الرسالة، وآثار الخضوع."

اللهُمّ ما زَوَيْتَ عني ممَا أُحِبّ.. فَاجعَلهُ فَرَاغا لِي فيمَا تُحِبّ..
اللهم بَصّرنا بمواطن النّظام.. بين كلّ ذاك الاضطراب..








قد يَسعُك الصّمت في بعض الأمور، ولستَ ملزما بالكلام حول كل شيء؛ فالسكوت -أحيانا- أحدُ الخيارات [=﴿أو: أعرضْ عنهم﴾]، أما إن اخترت الكلامَ؛ فليس لك إلا خيارٌ واحد: أن تقولَ الحقيقة ﴿وإن حكَمْتَ؛ فاحكم بينهم بالقسط﴾].

الصحبةُ الصّادقةُ.. مواساةٌ تُلامس القلبَ.. ﴿إذ يقولُ لصاحبه: لا تَحزنْ؛ إن الله مَعنا﴾..

وكل تلك المسافات الشاسعة: "المرءُ يحبُّ القومَ ولمَّا يلحقْ بهم".. يختصرها الحب.. يُقرّبها الحب.. "فقال ﷺ: المرءُ مع من أحبَّ."

ثم يأتيكَ اللّطفُ الخفيّ من نفسِ الباب الذي ظننته لا يُفْتح.. ﴿ويرزقْه من حيثُ لا يَحْتسب﴾..
وقد يَصْرفُ الله عنك: ﴿قالوا: أضغاث أحلام﴾؛ الشخصَ الذي تَقصده: ﴿يا أيها الملأ؛ أفتوني في رؤياي﴾؛ لا تبتَئس.. فإن الله -إذْ صَرفه عنك- لرُبّما

يُهيّئُ الأسبابَ لظهور الشخص المناسب: ﴿يوسف: أيّها الصّديق؛ أفتنا﴾..

الإنفاق في الضراء: ﴿الذين ينفقون في السراء والضراء﴾؛ هو أن تحتفظ بإنسانيّتك رغم كل شيء.. أن يبقى ضميرُك حيّا رغم قسوة الظروف..

https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://scontent.fcai2-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/52944389_788907678129187_5107175470286241792_n.jpg ?_nc_cat=100%26_nc_ht=scontent.fcai2-2.fna%26oh=0193f88675721490a8d08e4ffec25377%26oe=5 D76770F&key=be7ae70d050de097a16a13acf6f9b5c91448de3d97043e d0976c731a11d9ac22 (https://scontent.fcai2-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/52944389_788907678129187_5107175470286241792_n.jpg ?_nc_cat=100&_nc_ht=scontent.fcai2-2.fna&oh=0193f88675721490a8d08e4ffec25377&oe=5D76770F)

ضمير الحب
06-17-23, 08:53 AM
اسأل الله لك التوفيق والسداد

على كل ما تقدم منك من مواضيع قيمة ومفيدة

جعلها الله في ميزان حسناتك

وبارك الله بك ولك

مع الشكر والتقدير


SEO by vBSEO 3.6.1