المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدروس من قصة الجدار(وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا )


امانى يسرى
05-20-23, 06:34 AM
الدرس الاول من قصة الجدار



https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://i.pinimg.com/736x/0f/50/b0/0f50b0e87b70f361d202fec04b5a4abf--mecca-holy-quran.jpg&key=61e68d106aaa4b1ae5e62a8cdfed5e10cc0488cca17697 fde189a9ec04f4f5f2 (https://i.pinimg.com/736x/0f/50/b0/0f50b0e87b70f361d202fec04b5a4abf--mecca-holy-quran.jpg)




أما الجدار الذي أنت اعتقدت وتصورت أن هؤلاء لا يستحقون أن اقيم فيهم معروفاً، هو لم يكن لهم، بالعكس، هو كان فقط لغلامين يتيمين في المدينة لو سقط الجدار لأخذ أهل القرية الأموال التي كانت مدفونة تحت الجدار فأنا حين أقمت الجدار إنما أقمته بأمر الله عز وجل وإكراماً لأبٍ صالح
(وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا)
ولذلك أعظم ما تورّث لأبناءك أو أولادك ليس ثروة ولا حسابات في البنك ولا بيوت ولا قصور ولا عمارات بإيجارات ممتدة لسنوات!


أعظم من تورثه لأبنائك الصلاح
(وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا).

هذا الميراث الحقيقى، نحن اليوم خاصة في عصرنا الحالي أصبحنا نعيش إشكالية خطيرة أني أنشغل ليس فقط برزقي وما أحصّله في الحياة وإنما أنشغل بما أورثه لأبنائي بميراث أولادي بعد مماتي وكأني لا أؤمن بأن لأبنائي ولي رباً يرزقهم!
هذا التصور، أنا لا اقول أن الإنسان لا يأخذ بالأسباب، أنا لا أقول أنك لا تترك لأبنائك أو أولادك شيئاً من مال أو ثروة، بالعكس أن تترك أولادك أغنياء خير من أن تتركهم عالة على المجتمع وعلى الناس يتكففون، صحيح، لكن عليّ لا أسرف في جمع هذه الأموال لأني حين أسرف بهذه الأسباب واتخاذها أنا أعلِّم أولادي أن يعتمدوا على الأسباب لا على مسبب الأسباب، أنا أتصرف أمام أبنائي وأولادي وأحفادي وكأني لا أؤمن بأن لي رباً يرزقهم ويرزقني وسيرزقهم كما رزقني، رزقني ولم أكن أملك شيئاً، أنا خرجت من الدنيا بلا شي، من رزقني؟ من ألبسك؟ من أطعمك؟ من أعطاك أمّاً تحن عليك؟ من؟ من؟ أليس هو الله؟


من أطعمك سيطعمهم، من ألبسك سيلبسهم، من رزقك سيرزقهم، من أغناك سيغنيهم ولكن كل ما عليك أن تثق بالواحد الغني الذي عنده ملك السموات والأرض سبحانه وتعالى.




الدرس الثانى من قصة الجدار




قضية الجدار أيضاً تعطينا موقفاً آخر حين نربط بأحداث الحياة:


إياك في يوم من الأيام أن يدور في خلدك أن تمنع المعروف أو الخير الذي تستطيع أن تقوم به في ناس أو في مجتمع بحجة أنهم لا يستحقون الإنسان بمعنى آخر إجعل المعروف والخير والإحسان يصل إلى كل الناس دون تمييز منك، دون تفرقة بين من يستحق ومن لا يتسحق، لماذا؟


من يستحق هو يستحق ومن لا يستحق قد يحدث فيه ما يمكن من هذا المعروف ما يولد عنده استحقاقاً للمعروف، كيف؟


تدبروا معي موقف النبي صلّ الله عليه وسلم حين خرج من الطائف وكل الألم الذي في الدنيا كان يجيش في قلبه صلى الله عليه وسلم ليس ألم الشعور بالإهانة التي حظي بها من قبل أهل الطائف ضرباً وغيذاء وإهانة حتى أدموا قدمه الشريف وأغروا به صبيانهم، لا، الشعور الأعظم والهمّ الأكبر في قلبه صلى الله عليه وسلم كان همّ الدعوة، همّ الدين، الخوف على الدين، هو هكذا، طبيعة النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يحزن لنفسه، يحزن علينا نحنـ يحزن على أمته، على الدين. النبي صلى الله عليه وسلم بد أن خرج بهذه النفسية وجاءه ملك الجبال ورآه أنه في غاية الضيق فأراد أن يسلي عنه فقال إذا أردت سأطبق عليهم الجبلين، الانتقام بمعنى آخر، هؤلاء الذين أهانوك أو نالوا منك إن أردت أن أجعلهم خبراً بعد عين سأفعل، فقط قل كلمة وسأفعل. لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل تلك الكلمة لأن قلبه العظيم الذي يسع كل الناس من أعطاه ومن منعه، الكافر والمؤمن بحنانه ورحمته ولذا قال عنه ربي (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء) النبي قال صلّ الله عليه وسلم لا، لا تفعل، لماذا؟ لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يذكر الله ويوحّده، الله! لا يوجد مكان للانتقام في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ولا في قلب أيّ أحد يؤمن بالله سبحانه وتعالى حق الإيمان.


ولذا علينا أن نحرر أنفسنا من عقدة الانتقام أحسِن إلى من أساء وأحسن إليك ولا تحسن فقط إلى من أحسن إليك فإن إحسانك إلى من أحسن إليك على وجه الحقيقة هو ليس إحساناً منك ابتداء بل هو رد إحسانه هو فلن تكون أنت المحسن الأول، أما إن أحسنت إلى من أساء إليك فإنما أنت تحسن إليه ابتداء فستكون بذلك أنت المحسن الأول وليس هو. فانظر إلى الأمرين ووازن بينهما واختر ما شئت عند ربك وقدّمه بين يدي خالقك، ولذا جاء قول الله عز وجل (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) فصلت) إن كنت تريد أن تصبح من أصحاب الحظوظ العظيمة فاجعل لك حظاً من الإحسان لمن أساء إليك وليس فقط مجرد الإحسان لمن أحسن إليك



د.رقية العلواني






اسلاميات

https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://image.slidesharecdn.com/1-1305299079-phpapp02-110513100507-phpapp02/95/1-35-728.jpg?cb=1305281186&key=5e6c37588bf33aca2224111221d9bf677a6f84d1a448f1 4febe3a2c2d692f8de (https://image.slidesharecdn.com/1-1305299079-phpapp02-110513100507-phpapp02/95/1-35-728.jpg?cb=1305281186)

عذب النغم
05-20-23, 07:34 AM
بارك الله فيك اختي اماني يسري
و كذلك ايضآ الدكتوره وفاء الرقطان
و دكتوره رقيه العلواني
ثم اما بعد
اللون البرتقال جدآ مريح
جزاك الله خيرآ و اسأل الله ان يبعد عنك كل مكروه


SEO by vBSEO 3.6.1