المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تدبر ســـورة الحج لد.رقية العلواني (الأدلة العقلية للقراَن الكريم في إثبات البعث)


امانى يسرى
05-22-23, 05:36 AM
الأدلة العقلية للقراَن الكريم في إثبات البعث

الصورة الأولى




انظر إلى الآية الخامسة وهي تناقش الإنسان المتكبر المتجبر الذي يجادل في الله بغير علم تناقشه إن كان يملك بقية من عقل ومن منطق ومن إحساس، تناقشه بمنطق العقل بمنطق الحُجة بمنطق الحس الذي يؤمن به وليس بمنطق الغيب الذي يؤمن به المؤمن فحسب.




تأتي الآية الخامسة فتقول في سورة الحج
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ)
هذه الصورة الأولى، تقدم سورة الحج في هذه الآية صورة مجسدة مقربة تقرب للإنسان كيف تجادل في وقوع البعث؟ كيف تناقش في قدرة الله عز وجل في إحياء الناس بعد الموت؟ كيف تجادل؟ كيف تجادل في قدرة الخالق سبحانه على أن يعيد الناس إلى الحياة من جديد بعد أن يصبحوا ويتحولوا إلى تراب، كيف تجادل؟!
كيف تجادل وأصل الخلقة الذي هو أصعب واشد بمنطق العقل؟! كيف تجادل وقد خلقك الله أصلاً من تراب؟!


خلق آدم من تراب، كيف تجادل وأنت ترى الإنسان الجنين كيف ينمو خاصة بعد أن كشف العلم الحديث أطوار نمو هذا الجنين ولم يخرج على الإطلاق ولو بقدر شعرة عما وصفته هذه الآية العظيمة هذه الآية في سورة الحج. علماء الأجنّة الأطباء كل ما توصلت إليه الدراسات الحديثة التي قاموا بها لم تخرج عن التوصيف العميق الدقيق الذي جاء من رب العباد سبحانه. هذه الأطوار التي يمر بها الجنين وصفها القرآن قدمتها الآية كيف تجادل إذن؟! كيف أجادل في شيء لا علم لي به؟!
الذي قدر واستطاع بقدرته المطلقة أن يخلق الإنسان من تراب ويمرر به هذه الأطوار العجيبة العظيمة النطفة العلقة المضغة المخلقة وغير المخلقة في تستقر في الرحم ثم تعود إلى الحياة وتنزل بعد ذلك ثم نخرجكم طفلاً ثم تمر بمراحل عديدة ليبلغ الإنسان مرحلة القوة والشباب ثم بعد ذلك يبدأ بمرحلة النزول
(وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا)
هذه الأطوار العجيبة من الذي خلقها؟ من الذي سواها؟
من القادر سبحانه وحده دون سواه أن يغير من نطفة إلى علقة؟ من الذي يستطيع وحده دون سواه أن يغيّر من العلقة إلى المضغة؟ من؟ من يملك كل هذه القدرة المطلقة حتى يستطيع أن يجادل بعد ذلك ويقول ويزعم أن الله سبحانه غير قادر على أن يعيد الإنسان إلى الحياة من جديد بعد أن يصيّره إلى التراب؟

هذه الصورة الأولى في الآية الخامسة.

https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=http://www.nabulsi.com/images/inside-arts/ar/770/06.jpg&key=48ddd1dd604c4bf9176d2016a658aece2be316d7b107e6 4ced84156276461d60 (http://www.nabulsi.com/images/inside-arts/ar/770/06.jpg)



الأدلة العقلية للقراَن الكريم في إثبات البعث

الصورة الثانية




وتقدم الآية العظيمة صورة أخرى للإنسان صورة تهز الإنسان من أعماقه من جديد تدق له كل أجراس الإنذار لتوقظه من سباته العميق لتشعره بأن يوم القيامة مهما حاولت الهروب منه مهما حاولت أن تهرب من الجزاء مهما حاولت أن تهرب من تلك المحكمة التي ستأتي لا محالة لا تستطيع الهروب.
الصورة الثانية تتعلق أيضاً بصورة حسية نراها أمام أعيننا ليل نهار.
وانظر إلى قول الله عز وجل وإعجاز القرآن في الكلمة
(وَتَرَى الْأَرْضَ)
أمر محسوس أمر نبصره بأعيننا أمر نعاينه كل يوم كل ليلة
(وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً)
خامدة في حالة موت هامدة
(فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء)
من الذي ينزل الماء؟ الله سبحانه وتعالى
(اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)
سبحان الله العظيم!
آية في غاية الإعجاز والعظمة!



كل ما نحتاج إليه لاستشعار عظمة هذه الآية أن أنظر في الواقع الذي أعيش أن أتدبر في الكون الذي حولي الذي ينطق بقدرة الله سبحانه وتعالى المطلقة.
من الذي يحيي الأرض بعد موتها. أليس هو الله سبحانه؟ من الذي يعيد الحياة إلى الأرض الميتة بعد أن قد جفّت وانتهت كل أشكال الحياة فيها لا نبات ولا عشب ولا حياة على الإطلاق ينزل الله سبحانه وتعالى الماء بقدرته على هذه الأرض الميتة فيحييها من جديد لينبت فيها كل أنواع النبات من كل زوج بهيج، من الذي أحياها؟ من الذي بثّ فيها الروح من جديد؟ أليس هو الله سبحانه؟ أليس هو القادر على أن يحيي الموتى كما يحيي هذه الأرض؟ يا سبحان الله!

هذه الآية العظيمة وحدها إذا تدبرت فيها وربطت بين ما أراه في الكون وبين كلمات الآيات وبين حروفها يبدأ الإنسان باليقظة يتخلى عن كبريائه يتخلى عن عناده يتخلى عن إصراره الكاذب عن إصراره وعناده وجداله بغير علم بقدرة الله سبحانه وتعالى على الإعادة إلى الحياة بعد الموت.
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
انظر إلى عظمة الآية.
الحق هو الله سبحانه، الحق هو الله وحده لا شريك له قادر على كل شيء وليس فقط على إعادة الناس إلى الحياة بعد الموت
(وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ).

الآن وبعد أن قدّمت وتم البناء في نفس الإنسان غير المكابر غير المعاند بعد أن تم بناء الإيمان بالبعث والإيمان بأن هناك يوم قادم لا محالة وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ سبحانه وتعالى سيحاسب ويجازي وهناك محكمة عادلة تحاسب الناس على أعمالهم وسلوكياتهم وتصرفاتهم، إعمل ما شئت في الدنيا ولكن ضع أمام عينيك أنك ستحاسب على كل ما تقوم به.

هذه الحقيقة الحاضرة الغئبة عن أذهان كثير من الناس تبنيها سورة الحج.



اسلاميات

غير مهتم
05-24-23, 10:03 PM
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز، وفي انتظار جديدك الأروع والمميز.. لك مني أجمل التحيات، وكل التوفيق لك يا رب.


SEO by vBSEO 3.6.1