المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تغريدات د.طارق هشام مقبل 7


امانى يسرى
05-22-23, 05:41 AM
"أحطّك في عيوني".. كم هو تعبير جميل وآسر.. حين يخرج من قلب محبّ مُشفق.. وكثيرا ما أتذكّره وأنا أقرأ.. ﴿فإنّك بأعيُننا﴾.. ولله المثل الأعلى..



يغلب على ظني أن القرآن لم يأتِ بمثالية حالمة؛ على الأقل ذلك ما يلوح لي من ﴿خلقنا الإنسان في كبد﴾.. ولكنه علمني أن ابتسامةَ القلب -في أقسى الظروف- هي طريقُ المؤمنين ﴿لا ييأس من روح الله﴾.. بل وعلّمني أن باستطاعة الإنسان ولو لوحده.. أن يغيّرَ الكثير.. ﴿وأرسلناه إلى مئة ألف﴾..



نحن مدينون لكل تلك التجارب التي صنَعَتنا.. مدينون لكل تلك القصص والحكايا.. بحلوها ﴿وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن﴾.. ومُرّها ﴿من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي﴾.. علّمني يوسف -عليه السلام- أن قصة الإنسان تستحقّ أن تُروى وتُحكى.. وأن تُحتَرمَ.. بكل ما فيها.. من ضعف وجمال..



أظن أنّ من أعظم الهبات الإلهية للإنسان.. القلبَ المُبْصر.. تلك الحساسية الروحية التي تستشعرُ بها الأشياء قبل وقوعها: ﴿إني ليحزُنُني أن تذْهبوا به﴾.. تتلمس بها الجمال حيث كان: ﴿إني آنستُ نارا﴾.. وتنظر من خلالها إلى الغيب: ﴿فنظر نظرة في النجوم﴾.. فاللهم أرنا الأشياءَ كما هي..



﴿فاصبرْ صبرا جميلا﴾.. يصبح الصبرُ جميلا، في نظري، حين لا يكون هاجسك هو الوصول فقط.. ولكن تستشعر "الطريق" بكل ما فيه.. الصبر الجميل يُحَرّرُك من قلق التّرقّب..



غدا نتذكّر موسى.. ذاك الذي علّمنا أن نتصالح مع فراق ما ألفناه ﴿فألقيه﴾.. أن نتأمّل حكم (https://vb.3dlat.com/forumdisplay.php?f=124)ةَ قدر الله ﴿جئت على قدر﴾.. الخوفُ ليس عيبا ﴿فأخاف﴾.. التضحية معيار الحب ﴿ثماني حجج﴾.. ألا مبررَ لسوء الخُلق ﴿قولا ليّنا﴾.. وأن الثقة بالله من أعلى مراتب الوعي ﴿كلا؛ إن معي ربي﴾..



﴿ورَحمتي وسِعَتْ كلّ شيءٍ﴾.. هو الجوابُ الإلهي عن تأنيب الضمير..



لِأبي العلاء في رسالة الغفران تعبيرٌ يعجبني كثيرا: "أدامَ الله الجمالَ ببقائه".. كأنه يصف لنا تلك الأرواحَ الجميلة التي يكون الجمالُ حيث يوجَدون، وينتقل معهم.. وهو معنى أجده -على أحد التأويلات- في قوله ﷻ: ﴿وأنتَ حلٌ بهذا البلد﴾؛ أي كأن البلدَ الحرام زاد تشريفا بحُلوله ﷺ فيه..



الكتابةُ وحْيٌ.. الكتابة تستمطرُ الأفكارَ.. ولعل القرآن أشار لهذا في قوله ﷻ: ﴿الذي عَلّمَ بالقلم﴾.. فالقَلمُ مُعلّمٌ.. ويبدو أن هذا ما حصل للإمام فخر الدين الرازي وهو يُفسّرُ إحدى الآيات.. إذ كَتَبَ عن أحد الأوجه: "وهو الّذي خَطرَ بِبالِي وقتَ كتابَةِ هذا المَوْضع"..



الصّبر أهون بكثير من خيار لا يناسبك.. ولحظة من الشعور الصادق قد تستحقّ سنوات الصبر الطويلة.. وما صبرك إلا بالله..



التّشتت، والخوف من التعبير، وفقدان الاتساق مع الذات؛ كلها تؤَثّرُ على الأمان النّفسي.. ولعل القرآن أشار لهذا في قوله ﷻ ﴿يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم﴾.. وأحسبُ أنّ من أسباب ذكره لهذه الظاهرة= الإشارةَ لأهمية العلاج؛ سواء بالإيمان -كما يُستفاد من السّياق- أو بالعلاجات الأخرى قياسا.

https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://pbs.twimg.com/media/EEjnLTAWkAAqDBG.jpg&key=f661ea1bdc415d32c314926344183df52c8944cedb8090 c06296806d5238d757 (https://pbs.twimg.com/media/EEjnLTAWkAAqDBG.jpg)



من أجمل ما فُسّرَت به هذه الآية الجليلة ﴿اللهُ لطيفٌ بعباده﴾.. كلماتُ الرّازي في لوامع البَيّنات.. "اللطيف: الميَسّرُ لكل عَسير، والجَابرُ لِكُلّ كسِير.."


في ثلاثة مواضع.. علّمني موسى أنّه لابد من "الضياع" كي أَصِلَ الوجهة.. ألقتهُ أُمّهُ ليعودَ إليها ﴿فألقيه﴾.. وخرجَ من المدينة لا يعرف الطريق ﴿فخرج منها خائفا يترقّب﴾ فوَرَدَ ﴿ماءَ مدْين﴾.. وكان لزاما أن يُخطئ الطريق ليلاقي الخضر ﴿فارتدّا على آثارهما﴾.. إنها فلسفةُ التّيه..

﴿فأينما تُولوا؛ فثَمّ وجهُ الله﴾.. هذه الآية هي السكينة.. والعزاء.. والمعنى.. لكل الدروب التي سلكناها.. للنجاح والإخفاق.. الأمل والإحباط.. السعادة والانكسار.. كان الله دوما هناك.. ومَنْ وجَدَ الله فماذا فَقَد..

الجمال في تعبير القرآن ﴿قُرّة عين﴾.. هو في معنى الرضا؛ قال البيضاوي عند ﴿وقرّي عينا﴾ "واشتقاقُه من القرار؛ فإن العينَ إذا رأت ما يسرّ النفس= سكنت إليه من النظر إلى غيره".. عبّرت روضة عن هذا المعنى بقولها "آخِر التّطواف في الدنيا".. وصوّره مساعد حين قال: "ما انته منتظر غيري"..



تستطيعُ أن تُراهنَ على الوفاء.. الأوفياء لا يخذلون.. ﴿معاذَ الله؛ إنه ربّي أَحْسَنَ مثوايَ﴾..


ليس وحيدا من يحيا حلمَه ولو بنفسه ﴿وأوحينا إليه لتُنبّئنهُم بأمرهم هذا﴾.. ليس وحيدا مَنْ يحمل ذكرياتٍ جميلة عن شيء جميل ﴿تفتؤ تذكر يوسف﴾.. ليس وحيدا مَن يتأمل في غد أجمل ﴿لتركبنّ طبقا عن طبق﴾.. إن الوحيد هو الغريب عن ذاته ﴿وضاقَتْ عليهم أنفُسهم﴾..


هذه الآية الجليلة.. لَخّصَتْ لنا، في رأيي، مفهومَ الحرية.. ﴿وما لِأَحَدٍ عنده من نعمة تجزى﴾.. أن تستغني عن طلب رضا مَن حولك.. ألا يكون أكبر سعيك هو الحصول على "القبول"..


كما أشار أرسطو إلى فكرة أنّ العلاقة التي تُبنى على المظاهر (كالجمال)؛ تنتهي عند زوال تلك المظاهر.. بخلاف الرابطة التي تبنى على "روح" الطرف الآخر، فهي أبقى؛ ربما يكون هذا مدخلا لفهم قول الله ﴿ولعبد مؤمن خير من مشرك و"لو أعجبكم"﴾ حيثُ قدّم الجمال الباطن -الإيمان- على جمال الظاهر.


كلّ يوم.. شأن جديد.. فكرة جديدة.. أمل يتجدد.. طريق مختلف.. والله كريم.. ﴿كلّ يوم هو في شَأْن﴾..


أحداث.. وأشياء كثيرة أعجز عن فهمها.. ثم أرجع إلى نفسي.. فتخبرني أن "الاختيار" قد يكون أدقّ أوصافها.. ﴿وَربّك يخلُقُ ما يشاء "ويختار"﴾..


أَفْهَمُ هذه الآيةَ الجليلة ﴿ولا تتمنّوا ما فضّلَ اللهُ به بعضَكم على بعض﴾.. على أنها دعوةٌ لتكون ذاتَك الحقيقية.. لست في سباق لتكون شخصا آخر.. فاسلك طريقك.. لكل وجهة هو موليها.. والرضا باب الحرية الأعظم..


الاستغراق.. "الحضور" التام.. واستشعار المعنى الكامن.. من أكثر ما يعين على الإنجاز.. الصبر.. وتحمل مشقة الأعمال العظيمة؛ أستلهم هذا المعنى من فكرة "الخشوع" في قول الله ﷻ ﴿وإنها "لكبيرةٌ" إلا على الخاشعين﴾.. إنها قاعدةٌ حياتيةٌ كبرى..


أثارَ في نفسي قولُه ﷻ ﴿والصاحب بالجنب﴾ معنى لطيفا، قد يصح أن يُفهَم من الآية؛ وهو: الصديق الملازم.. اجتماع الصداقة والحضور.. وربما يشهد لعموم هذه الفكرة قولُه ﷻ ﴿وبنين شهودا﴾؛ أي حاضرون معه.. بل ولعلها كذلك في سورة الضحى؛ إذ اجتمعت المحبة ﴿وما قلى﴾ مع القرب ﴿ما ودّعك﴾..


من أكثر ما يُخيفني في التدريسِ.. تدريسُ طلاب وطالبات السنة الأولى في الجامعة.. يأتون/يأتين بأحلام وآمال.. فأشعر أنّ من واجبي احترامَها وتشجيعها.. ولو بقليل من الواقعية؛ هو معنى أستلهمه من فعل يعقوب حين حاول -بشكل متزن- "إحياءَ" الحلم في عينيّ يوسف، بقوله: ﴿وكذلك يجتبيك ربّك﴾..


مؤمنٌ بأن الأشياءَ الجميلةَ لا تحتاج إثارةً ولا ضجّةً لِتَظهر.. الجمالُ له هالَةٌ ﴿سيجعل لهم الرحمنُ "ودّا"﴾.. الجمال يتحدث عن نفسه ولو صامتا ﴿وجعلنا له "نورا" يمشي به﴾..



تُغلق أمامك أبواب كثيرة.. وأنت ربما لا تستغني عنها.. ﴿وحَرّمنا عليه المراضعَ من قبل﴾.. ليُفْتح لك الباب المناسب.. ﴿فقالت: هل أدلّكم على أهل بيت يكفلونه﴾..


لم أجدْ تعبيرا عن "رمزية" البدايات.. ورُوحها.. كقول الله ﷻ ﴿والصبح إذا تَنَفّسَ﴾..


جمالُ دعائِهِ ﷺ "اللهُمّ ما زَوَيْتَ عني ممَا أُحِبّ.. فَاجعَلهُ فَرَاغا لِي فيمَا تُحِبّ".. هو في التّكيّف مع تداول الأيام.. النّظر بعين العطاء الإلهي.. وكيف ينقَلبُ الفَقدُ والإخفاقُ معنىً جميلا..



https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://scontent.fcai2-1.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/48421134_749301038756518_9055162786622996480_o.jpg ?_nc_cat=107%26_nc_oc=AQnQg5I6MyUw_dZHTRZBwia7FPAj SUXLaNP_W4UBoEQeyIASDXA-63U15DU_Ypky4a4%26_nc_ht=scontent.fcai2-1.fna%26oh=2217453e527a3529b4f975d3aa71517b%26oe=5 E60BF92&key=9af7733d98b1390f1a335801f39bc100f22820a3fb9333 c5687f4e0da120cdcd (https://scontent.fcai2-1.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/48421134_749301038756518_9055162786622996480_o.jpg ?_nc_cat=107&_nc_oc=AQnQg5I6MyUw_dZHTRZBwia7FPAjSUXLaNP_W4UBoEQ eyIASDXA-63U15DU_Ypky4a4&_nc_ht=scontent.fcai2-1.fna&oh=2217453e527a3529b4f975d3aa71517b&oe=5E60BF92)

ضمير الحب
06-17-23, 08:57 AM
اسأل الله لك التوفيق والسداد

على كل ما تقدم منك من مواضيع قيمة ومفيدة

جعلها الله في ميزان حسناتك

وبارك الله بك ولك

مع الشكر والتقدير


SEO by vBSEO 3.6.1