المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تدبر سـورة الحديد لد.رقية العلواني 1(استشعر أثر التسبيح بقلبك)


امانى يسرى
05-28-23, 05:58 AM
https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://forums.bascota.com/images1/3dlat.com_13949032701.gif&key=14a07dd974ee4ffd7470ee05df4929c4c15005d74154fb babadcb9cc95c873f2 (https://forums.bascota.com/images1/3dlat.com_13949032701.gif)


المقدمه




https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://i.pinimg.com/236x/85/15/eb/8515ebe3a443c9089172f91fe49eedec.jpg&key=a8ee46c36bc596fd826e2f1b315b4be7fd61031f42ad04 cd7f08f9d0940f69c4 (https://i.pinimg.com/236x/85/15/eb/8515ebe3a443c9089172f91fe49eedec.jpg)


حين تجفّ المآقي فلا تجود بدمعةٍ في جوف الليل من خشية الله، وحين يقسو القلب فينافس في قسوته وصلابته الحجر والحديد، حين تأخذنا الدنيا ببهرجتها الفارغة بعيداً عن مضمار السباق إلى الآخرة فنتخلّف عن السير حتى نغدو في آخر الرَكْب، تأتي هذه السورة العظيمة التي بين أيدينا لتنتشلنا من هذه الغفلة ومن هذه القسوة ومن ذاك الجفاء والبُعد عن الله عز وجل، إنها سورة الحديد.
تلك السورة التي حوت في آياتها بعض ما نزل في المدينة وبعض ما نزل في مكة. محور السورة الأساس الذي تدور حوله كل الآيات من أولها إلى آخرها معالجة تلك القسوة التي تحدثنا عنها في البداية معالجة مظاهر القسوة في القلوب.


سورة الحديد هي دعوة من الله عز وجل تحبُّباً لعباده للعودة إليه، تحبُّباً من خالق كريم غني حميد ولكنه رؤوف بعباده رحيم، يفتح أبواب التوبة والرحمة لعباده، يدعوهم، يتحبَّب إليهم أنْ هلُّموا إلي مهما إبتعدت بكم الدروب ومهما إختلفت الأحوال ومهما قست القلوب بل ومهما وصل بها الحال إلى حدّ الموت والصلابة والجمود تبقى أبواب التوبة التي تفتح سورة الحديد مشرعة أمامنا جميعاً للعودة إلى الله عز وجل ذلاً وانكساراً بين يديه، خشوعاً وتسبيحاً، إذعاناً لأمره ليخرج المؤمن من نفسه وماله لله عزّ وجل وحده لا شريك له. ليخرج من كل ما يمتلك تضحية وبذلاً وعطاءً لربٍّ كريم يرجو أن يجد عنده سبحانه وتعالى كل ما ترك من متاع الدنيا الزائل الذي في نهاية الأمر لن يأخذ معه من شيء.




هذه السورة العظيمة حين تتغلغل بآياتها في داخل القلب لتسكن فيه يُضيء القلب، ينير للإنسان دربه في الحياة، في الواقع الذي يعيش، في المجتمع، في الأسرة، في كل من حوله ليصبح هذا الإنسان المتحرِّك بأمر الله سبحانه وتعالى تسبيحاً وإذعاناً وخشوعاً لأمره وتنفيذاً لما جاء في هذه السورة مصدر نور وإشعاع لكل من حوله.

كل من يقترب من هذا الإنسان المؤمن يصيبه من ذاك النور شيء، يصيبه من ذلك الغيث شيء، يصيبه من ذلك الخير الذي يفيض والعطاء الذي يشعّ من قلبه وروحه بشيء. هذه السورة العظيمة تواصل بآياتها العظيمة النور وزرع النور وغرس النور في قلب المؤمن ليعود تلك الرحلة من رحلة القسوة والبعد عن الله عز وجل ليعود إلى خالقه من جديد فيبقى ذلك النور متواصلاً معه في مسيرته ودربه في الحياة ولا يفارقه أبداً ولا حتى بعد الممات ولا حتى في عَرَصات يوم القيامة ولا حتى في مقام الصراط، تلك المواقف العظيمة المهولة التي تأخذ بالألباب وبالعقول. يبقى النور مصاحباً لذلك المؤمن ليسعى بين يديه ويسعى من خلفه وعن أيمانهم وعن شمائلهم ليجعل كل من حوله يطمع في أن يصل إليه شيء من ذلك النور.




استشعر أثر التسبيح بقلبك




https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://i0.wp.com/sanadkids.islammessage.com/SanadKidsPanel/media/image/%25D9%2585%25D8%25B9%25D8%25AF%25D9%2584%25D8%25A9 %2520%25D8%25A3%25D8%25AC%25D8%25B1-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AA%25D8%25B3%25D8%25A8 %25D9%258A%25D8%25AD.jpg&key=2d217ae7462be162413d77ef2f2340e94e5ad6fdbf4b96 dcf189db8b98e8a842 (https://i0.wp.com/sanadkids.islammessage.com/SanadKidsPanel/media/image/%D9%85%D8%B9%D8%AF%D9%84%D8%A9%20%D8%A3%D8%AC%D8%B 1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D8%AD.jpg)



نبدأ ببداية السورة العظيمة أول خطوة على ذلك الطريق ليعود القلب من جديد إلى خالقه يعيد عبادة من أعظم العبادت عبادة التسبيح وتدبروا معي ابتدأت السورة بقوله عز وجل
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) سورة الحديد 1
التسبيح هنا ليس مجرد أن أقول "سبحان الله" بلساني وإن كان ذلك جزء منها ولكنه تسبيح يجتذب القلب من نواحي الغفلة التي قد علته إلى عالم جديد، يصبح ذلك القلب الغافل مُسَبِّحاً مع كل من حوله، كل شيء من حولنا يسبِّح الله عز وجل.



https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=http://www.akteb.com/news/wp-content/uploads/2016/09/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AA%25D8%25B3%25D8%25A8 %25D9%258A%25D8%25AD-%25D8%25A8%25D8%25B9%25D8%25AF-%25D9%2583%25D9%2584-%25D8%25B5%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25A9.jpg&key=dba20232e2614df1024890e3e83976c3784cfe37fcff6a c05c2571b99b9e92da (http://www.akteb.com/news/wp-content/uploads/2016/09/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D8%AD-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%83%D9%84-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9.jpg)


هذه حالة اليقظة التي تبدأ بها سورة الحديد توقظ النفوس توقظ القلوب تعيد القلوب من جديد التي كانت بعيدة عن خالقها تعيدها من جديد إلى خالقها كيف تعود؟
أول ناحية بعبادة التسبيح وليس كأي" تسبيح وإنما تسبيح يعيد الأمور إلى نصابها، تسبيح يعيد القلب البعيد عن الله عزّ وجل الصلد القاسي يعيده من جديد إلى خالقه. حين تُسبِّح الله استحضر أن الله سبحانه مُطّلع على ما في قلبك، وإذا كان ربي مطلع فماذا أفعل؟ على أن أنزه القلب وأطهر القلب على أن أستشعر وأنا أقول سبحان الله عظمة الله عز وجل في خلقه أستحضر المعاني والأسماء العظيمة الحسنى التي جاء ذكرها في بدايات السورة


(لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)


لا يدين قلبي باستشعار بملك أحد من الناس مهما بلغ ملكه ومهما بلغ جاهه ومهما بلغت قوته أنه يملك من الأمر شيئاً، لا يملك ولا شيء الملك الحق لله الواحد الأحد.



سبِّح بالقلب قبل أن تسبِّح باللسان




https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/08ebadat/07zekr01/p-zekr020.jpg&key=62054c2446e01576f4f98a8bbd0ec8af92256e5df357c2 31d137529350f697cf (https://www.albetaqa.site/data/alwaraqa/08ebadat/07zekr01/p-zekr020.jpg)



تأتي الآيات بأسماء وصفات عظيمة من أسماء الله سبحانه وتعالى عزيز قوي لا يُغلَب، حكيم في أمره ومشيئه
(لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
وهنا تبدأ المفاهيم يبدأ القلب حين يستحضر ويقف مع الآيات كلمة كلمة يبدأ القلب يعود من مرحلة ورحلة الغفلة والقسوة والبُعد عن الله عز وجل.

أنا حين يقسو قلبي أو أغفل عن الله عز وجل أغفل عنه لأجل مَنْ؟
أغفل عنه كيف ولماذا؟ وماذا وبماذا؟
وهو سبحانه


(لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).


ماذا أريد حين أغفل؟

وستأتي السورة كما سنأتي عليها بتسلسل رائع معجز عجيب للوقوف على أسباب ذلك الداء، لماذا يتصلب القلب؟ لماذا يغفل عن ذكر الله؟ لماذا يقسو ذلك القلب؟ ويحلِّلها بتحليل من أعظم وأكثر الآيات والسور اعجازاً في كتاب الله وكل آيات ربي معجزة سبحانه وتعالى.

إن أردت شيئاً، مالاً، متاعاً من متاع الدنيا الزائل أو من عطاء الآخرة الباقي الذي لا يزول ولا يتغير ولا يتبدل ستجد كل ما تبحث عنه عند من؟


عنده سبحانه وتعالى الذي


(لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)


هل ما تطمح إليه وتتشوق نفسك إليه هل يخرج عن ملك السماوات والأرض شيء؟ مستحيل، ثم إنه سبحانه
(يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).



ما أبحث عنه في حياتي مهما بلغت قوة من انشغلت بهم عن الله سبحانه هل يملكون لي حياة؟ هل يملكون لي إماتة؟ هل يملكون لي نفساً من أنفاس الحياة حتى أُشغَل بهم عن الله سبحانه حتى أذهب معهم بعيداً عن خالقي سبحانه وتعالى؟! ثم من الذي يملك القدرة على الفعل؟ من الذي يملك القدرة على كل شيء؟


إذاً التسبيح لم يعد مجرد كلمات باللسان، التسبيح أصبح هنا عبادة قلبية وأعظم أنواع العبادات عبادات القلوب، تلك العبادات التي غفلنا عنها، تلك العبادات التي شُوِّهت صورة العبادات حين فرَّغنا العبادة من شكلها الحقيقي من شكلها في القلب لنجعلها مجرد مظاهر ومجرد طقوس وهي ليست كذلك.


ولذا الإمام أحمد ابن حنبل رحمة الله عليه يقول: سيأتي زمان على الناس يصلّون فيه وهم لا يصلّون أقف بين يدي الله وأقرأ الفاتحة وأركع وأسجد وأفعل كل أعمال الصلاة الظاهرة التي أمرني بها الله سبحانه وتعالى ولكنها أعمال مفرّغة كالتسبيح تماماً عبادة من أعظم أنواع العبادات.


التسبيح من أعظم أنواع العبادات ولكن متى؟


حين يسبِّح القلب قبل أن يسبِّح اللسان قبل أن تتحرك الشفاه بكلمات التسبيح تستحضر معاني هذه الأسماء العظيمة تتعبد الله سبحانه بأسمائه:


أول، آخر، ظاهر، باطن، بكل شيء عليم إذاً هذه المرحلة الأولى




اسلاميات

https://akhawat.islamway.net/forum/uploads/monthly_2023_05/image.png.1e770742dd703e9f19d4e9b32b69b11d.png

شباصة منحاشة
05-28-23, 06:02 AM
جزاك الله خير وبوركتي يَ بطله :MonTaseR_205:


SEO by vBSEO 3.6.1