المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصحوة...


لا أعرف
05-28-23, 06:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
_____________________________________
صريعٌ أنا.
على شفة حفرة من الموت، لكنني هنا في هذه الدنيا!
أين أنا، أين أمي؟
أدفع قدماي مصارعًا روحي التي أراها تصعد نحو السماء: لا، لا أعيدوها لم أعش أنا، لم يضمني أبي تحت جناحه، لم أرى أيامًا تستحق قول أني عشت.
ثم أراني هويت من مكان ما صعدت.
أفتح عيناك هنا لا موت ولا حياة!
:أين أنا؟
أضرب نفسي علني أستيقظ، أرخي قبضتي: هل عدتُ إلى الديار؟
اللهم أعدني، أنقذني من هذا أريد الحياة، أو الموت لكن ليس ما أنا عليه الآن.
يخفق قلبه بشده، ويشعر بعيناه تتقلبان، ويدٌ تمسح وجهه ودمعته.
أدمعةٌ واحدة؟ لا بل كُثر يبكي ما لم يبكه طِوال حياته.
:أمي هل عدتي؟ يضحك متألمًا: أرجوك أيقظيني، خذيني لطبيبٍ أو ضميني.
لم يعد يشعر بوجودها وعيناه دموعها لا أحد يمسحها.
رأي نفسه ماشيًا بمرتفع ولكن لم يكن فوقه نسرٌ وحمامةٌ يحميانه؛ لكان فَرِحْ.
أسفل منه أرضٌ مليئة بذئاب تنظر إليه تنتظر وصوله إلى الأسفل ليأكلوه؛ بل ربما ليمسحوا دموعه ويحنون على رأسه؛ أقنع نفسه بهذا.
مر على الذئاب نظروا إليه وقدموا إليه طعامهم.
قال: أتأثرونني على أنفسكم؟
هُيئ له أن أحد الذئاب قد ضحك، ثم قاموا عنه وتركوه.
: حتى الذئاب ليست جائعة للحد الذي تأكل بهِ الجيفة.
عاد لتساؤله:
أميتٌ أنا أم على قيد الحياة؟
هذا المكان يعرفه يشبه غرفته لكن دون أسوار، حدّث نفسه : ما هذه الفوضى الآن
لو رأتها أمي لعلقتني، بدأ بالتنظيف حتى وصل إلى عقب السيجار ألذي أودى بهِ إلى هنا.
رأى صديقه يمده إليه قائلًا بغمزة لم تُرحه: خذها، وسينمو لك جناحين.
لم ترحه نظرته ولا كلامه ولا سجارته لكنه غريق أراد تجربة الطيران.
رأى نفسه أخيرًا يحلق بجناحين أسودين، وقرنا شيطان.
لكنه في مكانٍ يعرفه، إنه في حيه إذن عليه أن يري جناحيه لصديقه.
مضى محلقًا إلى بيت صديقه ولكن قبل وصوله سمع في أحد الزقاق همهمة أقترب، إذا هما صديقيه.
سمع صاحب سيجارته: لا تخف ستنجح الخطة وسيدمن.
ليرد الأخر متشفيًا: أكون مدينًا لك بحياتي.
ضحك حتى سمعاه اقترب حتى صار يحلقُ فوق رؤوسهم قائلًا : أنظروا إلي إني أطير.
نزل وخلع أحد قرناه متألمًا وطعن أحدهم.
أما الأخر فقد فر منذ أن نزل.
قال: نذل؛ ترك صديقه وهرب.
أما هو تعبه هده يشعر أنه لا يستطيع العودة ويعرف أنه ليس في مكانه.
همَّ بالطيران لكنه رأى قطةً ترضع أبنها وتمسح بيدها على رأسه أو هكذا هيئ له
قال: لم تُعدم الأمومة في الدنيا إلا من قلوب البشر.
استلقى بجانبهم ضم نفسه بأجنحته يمسك بيده قرن طرفاه ملطخاتٍ بالدم أحدهما دمه.
ورأسه يَنزُف، لكنه تَعِب حتى من الشعور بالألم.
أستيقظ مد يده إلى رأسه متفقدًا: أما زال الأخر؟
لم يجد شيئًا، قرص نفسه، شعر بألم،نظر حوله صديقاه ينظراني إليه بقلق.
أخذ نفسًا عميقًا: ما أغلى الحياة على الإنسان، لكن ما قيمة حياتي وانا أجتازُ أختباراتها وحيدًا متألمًا.
نظر إليهم: أعطوني أخرى أدخنها ليلًا
نظرا إلى بعضهما مستغربين من سهولة ما أوقعوه.
مد له أحدهما سيجارةً ثم قاما عنه مغلقين الباب خلفهما.
خبئ ما أعطوه في جيبه، ثم أراد أن يكمل نومه، لكنه خاف؛ خاف أن يعود إلى ما كان عليه.
قام رغم جسدهِ التعب أعد له قهوة، وشربها في حديقة بيته،لا يريد أن يسترجع ما حدث معه بالأمس.
نظر إلى السماء رأى العصافير المحلقة،ضم نفسه وحيدًا ليس معه أحد.
حتى رأى ظلًا قادمًا من البوابة، ظل يقترب حتى بانت ملامحه
وقف مندهشًا: إنها أمي
وما أن وصلته حتى ضمته ضمة طويلة : أأنت بخيرٍ يا صغيري؟ لم أنم أمس ظل قلبي قلقًا عليك شعرت أني قد أفقدك، ظللتُ طوال الليل أنتظر الشروق لأوصلك، هذه المرة لن أتركك وحدك هنا، من يريدنا فليأتي إلينا هنا،
حتى أخوتك أمرتهم أن يلحقوني.
شد رأسه في حضن إمه فرحًا حتى دموعه خانته من فرحتها، ثم مد يده إلى جيبه أخرج ما فيها دون إنتباه أمه ودفنها برجله في التراب؛
لم يعد يريدها؛ أمه هنا.
______
العنوان إستشارة من صديق:MonTaseR_1:

الْياسَمِينْ
05-28-23, 09:57 PM
هنالك حب واحد في هذا العالم وما عداه فهو مصالح..
قصة تحتوي على كثير من الدلالات لما يعتمل داخل الذات
دمت رائعة
كل التقدير والمحبة :27:

عطاء دائم
05-29-23, 06:38 AM
قصة جميلة ومعبرة
يعطيك العافية
يختم ل3 ايام مع التقييم

لا أعرف
06-06-23, 08:43 PM
هنالك حب واحد في هذا العالم وما عداه فهو مصالح..
قصة تحتوي على كثير من الدلالات لما يعتمل داخل الذات
دمت رائعة
كل التقدير والمحبة :27:

سرني رأيك وتواجدك.:قلب ازرق:
دمت متميزة بردودك
شكرًا:قلب ازرق:

لا أعرف
06-06-23, 08:44 PM
قصة جميلة ومعبرة
يعطيك العافية
يختم ل3 ايام مع التقييم
من جمال قلبك :31::31:
شكرًا:icon16:

نجمة
06-07-23, 03:23 AM
سرد سلس
وربط جميل بالأحداث
تشبيهات بليغة رائعة
بالمجمل قصة جميلة
وقلم يستحق التألق ^^

لا أعرف
06-07-23, 09:20 PM
سرد سلس
وربط جميل بالأحداث
تشبيهات بليغة رائعة
بالمجمل قصة جميلة
وقلم يستحق التألق ^^
أختي نجمة شكرًا لكلامك الجميل:MonTaseR_205:
أفرحتيني صدقًا

ضمير الحب
06-15-23, 12:18 AM
قصة جميلة تستحق القراءة

واحداثها ممتعة والسرد القصصي

في غاية الروعة

سلمت الافكار الراقية

إرتواء
08-05-23, 06:51 AM
رائعة هذه القصة، في المقدمة أتسائل ما فكرتها وماذا حدث له
حتى وصلنا لحديث صديق السوء، من الجيد إدراكه لنواياه
ومن الجيد أنه أدرك بنفسه ضرر ما سيحدث له
وعن إحساس الأم... إنتقال جميل للأحداث
سرد مشوق، وقصة مُعبرة
بارك الله فيك :رحيق:


SEO by vBSEO 3.6.1