المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تدبر ســـورة الفجر لد.رقية العلواني 1


امانى يسرى
06-07-23, 06:43 AM
مقدمه




https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=http://www.arraid.org/sites/default/files/article/fadail-dil-hijja.jpg&key=cffdb9eb3ea8b9f9ed1eb23f6db4befe1a15d8b8a374c2 91fdcd1d70b28bdea4 (http://www.arraid.org/sites/default/files/article/fadail-dil-hijja.jpg)



في حديثنا عن الأيام العشر لا نستطيع إلا أن نقف عند سورة الفجر


(وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ).


هذه السورة المكية العظيمة المكونة من ثلاثين آية العظيمة في معانيها التي ابتدأها الله سبحانه وتعالى بالقسم والله لا يقسم إلا بعظيم بهذه الأوقات والأزمنة (والفجر) والأيام التي ذكر أكثر المفسرين على أنها هي هذه الأيام العشر العشر من ذي الحجة ويوم عرفة ويوم النحر، هذه الأيام العظيمة التي أقسم الله عز وجلّ بها هي ايام عظيمة كان لا بد أن تحرك في نفس العاقل صاحب الحجر أي الإنسان الذي يمنعه عقله ويضبطه عن الوقوع في الغفلة والتهافت فيما لا ينبغي أن يتهافت فيه ويتراكض ويتسارع إليه.


هذه الآيات لا بد لها أن توقظ في نفوس البشر الرجوع والعودة لله سبحانه وتعالى


والحقيقة أن محور سورة الفجر التي هي في واقع الأمر


هي حديث عن الأيام العشر هي النفس المطمئنة عودة النفس المطمئنة إلى خالقها.


تلك النفس التي إن لم يتمكن الإنسان من الرقي بها والوصول إليها في الدنيا


لا يمكن أبدًا أن تنتهي رحلة هذه النفس بقوله


(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً )


العبد لا يعود إلى ربه في الدنيا مطمئنا في الدنيا راضيا مطمئنا قانعا لن تقال له هذه الكلمة في وقت أحوج ما يكون أن تقال له وأن يسمع البشارة بها.


https://akhawat.islamway.net/forum/uploads/monthly_2023_06/image.png.0de276f00e4e288c118c16a4394ed122.png



يهمل ولا يهمل




https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=https://78.media.tumblr.com/6c20477080b6174e7956c8b2e9ba7724/tumblr_ov389eVEII1ttsw3no1_1280.jpg&key=dd6c4ed74e0bc86d2ce261193200980973e027719a9b9b f0483c61190cc784a7 (https://78.media.tumblr.com/6c20477080b6174e7956c8b2e9ba7724/tumblr_ov389eVEII1ttsw3no1_1280.jpg)



هذه السورة العظيمة بدأت منذ البداية بالقسم بالأزمنة ثم انتقلت بعد ذلك للحديث عن أكثر الأقوام منعة وعزة مادية وعطاء من العطاء الرباني من العطاء الذي أعطاهم الله وأغدق عليهم من النعم




(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ *وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ *وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ )


أقوام كانت لهم منعة وفتحت عليهم الأموال والسلطة والجاه ولكنهم ماذا فعلوا بها؟!


لأنهم غفلوا عن تلك الآيات والأزمنة والآيات المبثوثة في الكون والنفس طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد


(الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ )



وهكذا كل البشر أمم مجتمعات أفراد إن غفل الإنسان عن حقيقة الدنيا وحقيقة الآخرة وأن الآخرة هي الحياة الحقيقية وغفل عن تعاقب الأزمنة فيه وتداور الأيام وصل إلى تلك الحالة من الطغيان والفساد لأنه تنكص ببساطة شديدة عن الغاية التي لأجلها خُلِق ولكنه حتى وإن فعل ذلك فعليه أن يدرك أن الله له بالمرصاد


وإنه يهمل ولا يهمل


(فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ *إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ )


https://akhawat.islamway.net/forum/uploads/monthly_2023_06/image.png.4a5f1e9dacf0ccf0c354e3f82b6b6d1c.png



العطاء ابتلاء



انتقلت الآيات بانسيابية رائعة تتكلم عن حالة الإنسان الغافل التي لا تحركه الآيات الزمنية والكونية والأحداث التاريخية فيعتبر بما حلّ بالأقوام السابقة فينظر نظرة سطحية إلى المال




(فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ )


يعتبرها قضية إكرام له أن تُفتح عليه الدنيا ويُغدق عليه الرزق المادي والمال في حين أن السورة قالت (ابتلاه) العطاء ابتلاء الغنى ابتلاء، أن تفتح عليك الدنيا اختبار امتحان فإياك أن تغفل عن هذه الحقيقية!!


(وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ )



وفي واقع الأمر أن العطاء أو المنع، السعة في المال أو الضيق في الرزق كلاهما اختبار وامتحان، القيمة الحقيقية للمال في كيفية تصرفنا فيه قد يعطيك الله ملايين من الدنانير لكن يغفل الإنسان فإذا به لا ينفق فيها لا يجعل لها حظا من أعمال الخير والنفع لنفسه، لأسرته، لمجتمعه، لا يشعر بالآخرين!




وإنما يوظف ذلك المال في التفاخر والتكاثر وتلبية شهواته ونزواته والإسراف والمغالاة فيها والبطر والطغيان وتجاوز الحدود التي وضعها الله سبحانه وتعالى له.


يا ترى ماذا ستكون النتيجة؟!


هذا المال سيكون وبالًا عليه كما حدث مع تلك الأمم، فرعون وغيره لما ذكر الله سبحانه وتعالى على سبيل المثال


(إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ *الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ )


قوة، تقدّم، تحضّر، مدن، نحت جبال وبيوت وقصور فارهة!!


ماذا أغنت عنهم تلك القصور؟!




تركوها خاوية بالأعمال والتصرفات السيئة التي لم يدركوا من خلالها وغفلوا أن هذا المال وذاك العطاء والقوة والمنعة إنما هو امتحان عليك أن تفهم السؤال كي تجيب عنه إجابة حقيقية تنفعك في حياتك الآخرة.

أورلينا
06-07-23, 08:15 PM
جزاك الله خير على الموضوع القيم

غير مهتم
06-08-23, 01:03 AM
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز، وفي انتظار جديدك الأروع والمميز.. لك مني أجمل التحيات، وكل التوفيق لك يارب


SEO by vBSEO 3.6.1