المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تدبر ســـورة الفجر لد.رقية العلواني 2


امانى يسرى
06-07-23, 06:44 AM
افضل الأعمال فى العشر الأوائل من ذي الحجة




https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=http://u.damasgate.com/001/1/lhqg2il3g2ziwp0bjhs8.jpg&key=84a0abc1fdc0c452414e52208e12951cf33e38558ada94 ff79a768a0ea6ebddb (http://u.damasgate.com/001/1/lhqg2il3g2ziwp0bjhs8.jpg)



كلنا يتكلم عن الأيام العشر وفضل الأيام العشر وكلنا يستشهد بالحديث:


(ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر فأكثروا فيها من التهليل من التحميد من التسبيح من الصيام من الصدقة من الصلاة)



تدبروا قول الله عز وجلّ في هذه السورة


(كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ )


أعظم الأعمال التي تقوم بها في مثل هذه الأيام إكرام اليتيم وتدبروا ما قال تعطي وإنما قال تكرم لأن الإكرام لليتيم والإحسان إليه لا ينحصر في جانب العطاء المادي فقط، العطاء النفسي العطاء المعنوي اليتيم لا يحتاج فقط إلى دراهمك ودنانيرك اليتيم يحتاج إلى حنان يحتاج إلى عطف، إلى محبة، يحتاج إلى أسرة تحتويه وتضمه، يحتاج إلى أب بدل ذلك الأب الذي فقده، يحتاج أمومة يحتاج حنان هذه العواطف هي التي يعبر عنها القرآن أجمل تعبير


(َلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ).




ما قيمة أن تمتلك الملايين ولكنك لم تجرب حلاوة أن تمسح على رأس يتيم ما قيمة تلك الملايين؟!! المال ليس له قيمة في ذاته، قيمته فيما تفعل به وتتصرف فيه!!

(وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)


يحضّ بعضكم البعض، التواصي بالحق التواصي بالصبر قد لا تمتلك الكثير من المال ولكنك تستطيع أن ترسل رسالة تذكّر أحدًأ من الناس بالإطعام، بالشعور، بأن تكون إنسانًا تشعر بغيرك، تشعر بالآخرين من حولك تداوي وتواسي وتخفف من آلآمهم وأوجاعهم.


https://akhawat.islamway.net/forum/uploads/monthly_2023_06/image.png.3f45939ad4107f874e560579b432e450.png



سارع بالتقديم لحياتك الحقيقية




ما قيمة المال حين يأكله الإنسان وتدبروا في الكلمة


(وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا )


ليس تأخذون الميراث فقط، تأكلوه من شدة الحرص عليهّ تدبروا في تلك الحالة الإنسانية التي يصورها القرآن أعظم تصوير!


يتمسك الإنسان بذلك المال تمسكًأ يدفعه إلى أن يأكله أكلًأ وكأنه يأكل أكلا لمّا لا يهمه يخلط حلال مع حرام ولكنه يأكله أكلا لشدة حرصه عليه علمًا بأنه سيتركه


ولذلك قال القرآن مباشرة


(كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا )


جاء بيوم القيامة مباشرة، انتهت الرحلة


ولكن في تلك الرحلة القصيرة مهما طالت لم أتزود بخير زاد:


التقوى

(وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا *وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى )


عندها فقط يتذكر الإنسان، المفروض أنه كان يتذكر في الدنيا، المفروض أن الايام العشر التي أطلتنا تذكرنا بالله، تذكرنا بالرحلة تذكرنا بفترة بقائنا القصيرة على هذه الأرض، تدبروا في الآية


(يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى)


ماذا تنفع؟!


فات الأوان فات!


فات وقت العمل!


فات وقت التزود بالزاد والمتاع الباقي


فماذا يقول؟


(يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )


أمنية لا قيمة لها لأنه فات أوان تحققها فات أوان تمكنك من أن تجعلها واقعًأ في حياتك.




(يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )


أدرك هنا ذلك الإنسان المفرّط أن الحياة الحقيقية هي الآخرة وليست هي هذه الرحلة الفانية الدار الفانية التي إلى زوال سرعان ما تنقضي أخذت منها كثيرًا أو أخذت منها قليلا، لن تأخذ معك إلا ما قدمت


لأن الدنيا هنا هي دار التقديم، الآخرة ليس فيها تقديم، فيها جزاء، ولكن الدنيا هي التي ينبغي أن تقدم لها فسارع بالتقديم لحياتك الحقيقية.




(فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ *وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ )


أكيد، الإنسان الغافل الإنسان الذي لم يتيقظ للحكمة من الحياة، هذا الإنسان ربي عز وجلّ لن يغفل أبدًا عن عذابه، تدبروا في الكلمات كلمات قوية جدًا!!


ولكن هناك صنف من الناس صنف أدرك فعلًأ قيمة الحياة الحقيقية،


قيمة الأيام العشر فبادروا بالصالحات



(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً *فَادْخُلِي فِي عِبَادِي *وَادْخُلِي جَنَّتِي ).
وتأملوا في هذه الآيات الأيام العشر على عظمة ما فيها من أعمال لا ينبغي أبدًا أن تشتغل بالأعمال والهيئات وأشكالها وصورها عن المقصد والغاية من العمل الصالح ما هو قصدك؟ لماذا تصلي؟ تصوم؟ لماذا تتصدق؟ لماذا تكرم اليتيم؟ لماذا تفعل كل ما تفعله؟


تفعل كل ذلك لأجل أن ترجع إلى ربك تدبروا في الربط: في البداية قال


(وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ )


هذه الأيام العشر هي التي تسهل لك طريق العودة إلى خالقك سبحانه وتعالى كلنا سنعود إليه لا مفر أبدا


(كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)



ولكن هناك فرق شاسع بين عودة العبد الآبق العاصي الذي فرط في نفسه وفرط في دنياه وفرط في حياته وآخرته فعاد إلى ربه منكسرًا مقيدًأ بالقيود تسوقه ملائكة العذاب وبين تكل النفس التي تفد على الرحمن وفدا وتستقبلها الملائكة بالبشائر حال مفارقتها الدنيا




(ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً )


الرضا الذي لا يتحقق أبدًا إلا بالاطمئنان الذي يعانيه المؤمن، الاطمئنان الذي ستخلفه علينا هذه الأيام العشر إذا ما أحسنا التعامل معها وفيها، الاطمئنان الذي بمعنى السكون بعد الانزعاج، طمأنينتك بما قسم الله لك، اطمئن واقنع بما قسمه الله لك ليس من باب التخاذل أو الكسل وإنما من باب إدراك حقائق الأشياء لا تجزع، اصبر، إن ضيق عليك في رزقك فاصبر، اعمل العمل بالجوارح والاطمئنان بالقلب والسكينة في النفس. اِرض، لأن الرضى بالنفس قضية لا تتعارض، ليس هناك تعارض مع العمل والنشاط افعل وخذ بالأسباب ولكن لا تجعل تلك الأسباب تأخذ أجمل منك ما فيك: القناعة والطمأنينة والرضى عن الله عز وجلّ، الرضى عن حكمه وهذا معنى رضيت بالله ربًا، اِرض عن الله ليرضيك، اِرض عنه واطمئن بما أعطاك وعليك أن تدرك دومًا أن المنع والعطاء كلاهما امتحان، اعرف ما هو السؤال لكي تنجح فيه.



اجعل هذه الأيام العشر عودة حقيقية لله لأن المقصد الأساسي من هذه الأيام العشر العظيمة، عظيمة الفضائل التي جاءت بصيغة التنكير


(وَلَيَالٍ عَشْرٍ)


لعظيم ما جاء فيها من فضل في المكانة في المنزلة في الأجر في الثواب في كل شيء. هذه الفرصة العظيمة التي بلغنا الله سبحانه وتعالى إياها علينا أن نفهم ما المعنى وما الغرض فيها، علينا أن نعود وأن نحسن الأوبة والعودة لله سبحانه وتعالى، نرجع إليه قانعين مطمئنين فينا من اليقين ما يوصلنا إلى درجة الطمأنينة والرضا بما قسمه الله لنا ولذلك نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا نفوسًا راضية مطمئنة قانعة بعطائه سبحانه وتعالى، عائدة راجعة إليه تأخذ من الخير وييسر لها الخير، ونسأله من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، تقبّل الله منا ومنكم صالح العمل.






موقع اسلاميات

أورلينا
06-07-23, 08:21 PM
جزاك الله خير على الموضوع القيم

غير مهتم
06-08-23, 01:01 AM
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز، وفي انتظار جديدك الأروع والمميز.. لك مني أجمل التحيات، وكل التوفيق لك يارب


SEO by vBSEO 3.6.1