المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آية استوقفتني د. شريف طه يونس 1


امانى يسرى
06-18-23, 07:32 PM
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِن لَّا يَعْلَمُونَ﴾[البقرة: 13]

آية عجيبة! لما سمعتها تذكرت حال أولئك الذين يعلنون الإلحاد.

يتهمون الناس بأن إيمانهم يعني أنهم سفهاء لا يستعملون عقولهم، والحقيقة أن أولئك الملاحدة هم السفهاء لأن خالفوا مقتضى العقل والفطرة.
أليس السفيه هو ذاك الذي ينكر وجود الله، رغم أن كل ما حولنا يشهد بوجوده سبحانه؟


♡آية استوقفتني (٢)♡


﴿قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ [البقرة : 32]


لو أن هذا المعنى استقر لدى الإنسان، ولو أنه قام بتحصينه من النسيان

لوقاه الله من كثير من الخذلان.

فليت كل من لديه علم يفتقر لربه دومًا، ولا يطغى أو يفتخر بعلمه أبدًا!




♡آية استوقفتني (٣)♡


﴿وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ﴾[البقرة : 41]


أخشى أن يكون الذي (يمسك جواله) أكثر مما (يمسك مصحفه) ممن اشترى بآيات الله ثمنا قليلًا؟

أخشى أن يكون الذي يعتني (بتفهم واتباع رسائل البشر له في الجوال) أكثر من عنايته (بتفهم واتباع رسائل الله له في القرآن) ممن اشترى بآيات الله ثمنًا قليلًا؟

أخشى أن يكون الذي يؤثر (مجالس اللهو ومجالس الدنيا) على (مجالس تعلم القرآن) ممن اشترى بآيات الله ثمنًا قليلًا؟

تفكر في حالك، ما هو نصيبك من الآية؟

هل أنت متلبس بأي صورة من صور إيثار (غير القرآن) على القرآن؟




♡آية استوقفتني(٤)♡


﴿اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ﴾


[البقرة : 40]

هذه وصية الله لبني إسرائيل ولخلقه جميعًا، فهل استجبنا لها؟!

هل ذكرنا نعمة الله في قلوبنا واستحضرنا فضل الله علينا وعدم أهليتنا لنعمه؟

هل ذكرناها بألسنتنا فحمدنا الله عليها، وأثنينا عليه بها، وحدثنا بها؟

هل ذكرناها باستعمالها في طاعة الله والإنفاق منها في مرضاته؟

تفكر في حالك، أين أنت مما أوصى الله به؟

************************************


♡آية استوقفتني(٥)♡


﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾


[البقرة : 40]

ليست مجرد وصية بالرهبة من الله بقدر ما هي تأكيد على توحيده سبحانه بالرهبة، كما نوحده بالرغبة ﴿وإياي﴾.

فهل ترهب شيئًا أكثر من رهبتك لله؟

اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة.

************************************


♡آية استوقفتني(٦)♡


﴿وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾


[البقرة : 43]

مشهد الجماعية

من أروع مشاهد العبودية.

ما أروع أن تنسجم مع جماهير العابدين! وما أجمل ألا تكون من الناشزين!

فتسلك سبل الهدى غير مستوحش من قلة السالكين.
وتهجر سبل الضلال غير مخدوع بكثرة الهالكين.

صم مع الصائمين.

وقم مع القائمين.

وتضرع مع المتضرعين.

واخشع مع الخاشعين.

وتدبر مع المتدبرين.

وتفكر مع المتفكرين.

وأخلص مع المخلصين.

وانصر الدين مع الناصرين

فاللهم أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، واحشرنا في زمرة المتقين.

************************************


♡آية استوقفتني (٧)♡


﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا﴾


[البقرة : 48]

ليتنا نعي هذه الحقيقة الآن، ونعمل بمقتضى ذلك الوعي!!!

لن يجزي والد عن ولد،

ولا ولد عن والد،

ولا زوج عن زوجته،

ولا زوجة عن زوجها،

ولا شيخ عن تابع،

ولا تابع عن شيخ،

ولا رئيس عن مرؤوس،

ولا مرؤوس عن رئيس.
فلا تؤثر على الله أحدًا، ولا تسخطه لترضي أحدًا.
************************************


♡آية استوقفتني (٨)♡

﴿وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾


[البقرة : 48]

يوم القيامة سيتمنى الإنسان أن يفتدي نفسه بكل ما يملك،

فما ستتمنى افتداء نفسك به حينها، قدمه الآن؟

يقول الله: ﴿لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَىٰ وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ﴾ [الرعد: 18]

ويقول سبحانه: ﴿وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾ [الزمر: 47]

ويقول جل جلاله: ﴿وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [يونس : 54]

ويقول تعالى: ﴿يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ﴾ [المعارج : 11-14]

لكن هل ستقبل منهم فديتهم، وتتحقق لهم أمنيتهم؟

يقول الله: ﴿فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ﴾ [الحديد : 15]، ويخبرنا سبحانه أنه ﴿لَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ بِهِ﴾ [آل عمران : 91]، ويؤكد أنه

﴿لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ﴾ [المائدة : 36]

وتلك الآيات وإن كان نزول معظمها في الكافرين والمنافقين، لكن فيها أبلغ العظة والعبرة للمؤمنين.

الفكرة واحدة، لا فدية مقبولة حينها، وسيندم المرء على أنه لم يفتد نفسه.

************************************


♡آية استوقفتني (٩)♡


﴿ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾


[البقرة : 52]

كم مرة عفا الله عنك، فلم يؤاخذك؟

يقول تعالى: ﴿وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ﴾ [الكهف : 58]

ويقول سبحانه: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ [فاطر : 45]

فهل شكرت قلبيًا وقوليًا وعمليًا؟

أخشى أن تعرضك غفلتك عن الشكر للمزيد من المصائب.

يقول تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ (30) وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ [الشورى : 30-31]

************************************


♡آية استوقفتني (١٠)♡


﴿ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾


[البقرة : 56]

كم مرة أحياك الله، وبعثك من بعد الموت؟

كم مرة استيقظت بعد النوم؟

﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ﴾ [الأنعام : 60]

كم مرة كنت في ظلمات الضلال والغواية، فأحياك بأنوار الإصلاح والهداية؟
﴿أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا﴾ [الأنعام : 122]

فهل شكرت ذلك قلبيًا وقوليًا وعمليًا؟

أما ضللت عن الكثير فهداك؟

فأين تحديثك بنعمة مولاك؟

**

﴿وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾


[البقرة: 57]
أما آن الأوان لتتوقف عن ظلمك لنفسك، بتعريضها لغضب الله، بارتكابك للمخالفات؟
أما آن الأوان لتتحرر من أوهامك التي تجعلك تعتبر القدر شماعة تعلق عليها تقصيرك، فتتوهم أنك إنما قصرت لأن الظروف من حولك ظلمتك؟

أما آن الأوان لتنادي تائبا: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف : 23]؛ فتأتيك البشرى كما جاءت لآدم صلى الله عليه وسلم: ﴿ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ﴾
[طه : 122]
أما آن الأوان لتصرخ متضرعا: ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي﴾، فتأتيك البشرى كما جاءت لموسى صلى الله عليه وسلم: ﴿فَغَفَرَ لَهُ﴾ [القصص : 16]

************************************


♡آية استوقفتني (١٢)♡


﴿أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾


[البقرة : 61]

أما آن الأوان لنتطهر من تقديم الذي هو أدنى على الذي هو خير في أبواب الأقوال والأعمال والأحوال والخلال؟!

حتى متى نعتني بكلام غير الله أكثر من عنايتنا بكلام الله؟!
حتى متى نخشع أمام المشهد أو المبارة ونهمل الخشوع في الصلاة؟!

حتى متى نتعلق بالبشر، ونترك التعلق برب البشر؟!

فاللهم اكفنا بحلالك عن حرامك،

وأغننا بفضلك عمن سواك.



♡آية استوقفتني (١٣)♡


﴿خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾


[البقرة : 63]

أعلمت لماذا لا تقوى على استكمال التقوى؟

هل أخذت القرآن بقوة علمًا وعملًا؟

هل ذكرت ما فيه، وتدبرت معانيه، أم أن كل انشغالك بألفاظه ومبانيه؟




♡آية استوقفتني (١٤)♡


﴿فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ﴾


[البقرة : 64]

هذا هو على الحقيقة سبب فلاح المفلحين، وسبب خسارة الخاسرين.
لكننا ننسى فضل الله ورحمته، ونتوهم أن النجاة من الخسران كان سببها الأوحد ذكاء الواحد منا وقوته.



♡آية استوقفتني (١٥)♡


﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ﴾


[البقرة : 65-66]
قد كانت عاقبة المعتدين، أن جعلهم الله قردة خاسئين، وأخبرنا سبحانه أن في ذلك موعظة للمتقين.

فهل اتعظتم يا معاشر المتقين؟

وهل اعتبرتم بمآل أولئك المعتدين؟

وهل لازلتم مصرين على التحايل على أحكام الدين؟

وإلى متى نهمل نصح المتحايلين؟



المصدر: آية استوقفتني د. شريف طه يونس.


الحفظ الميسر

أورلينا
06-19-23, 01:54 AM
جزك الله خير ونفع بك

ضمير الحب
06-22-23, 01:58 AM
جزاك الله خيرا وبارك الله بك ولك

ما احوجنا لمثل تلكم الاطروحات المفيدة

جعله الله في ميزان حسناتك

غير مهتم
07-02-23, 10:51 PM
جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ
وجعل هذا في ميزان حسناتك


SEO by vBSEO 3.6.1