المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأملات في سورة يوسف


امانى يسرى
06-21-23, 05:44 AM
سورة يوسف نزلت في عام الحزن..

هي السورة الوحيدة في القرآن، التي تقص قصة كاملة بكل لقطاتها..
لذلك قال الله تعالى عنها: أنه سيقص على النبي - صلى الله عليه و سلم -: {أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف من الآية:3]..
وهي أحسن القصص بالفعل، كما يقول علماء الأدب، وخاصة المتخصصين في علم القصة.. فكل عناصر القصة الجيدة متوفرة بها: من التشويق، واستخدام الرمز، والترابط المنطقي، وغير ذلك.. فهي تبدأ بحلم، وتنتهي بتفسير هذا الحلم..


من الطريف أن قميص يوسف:
- استُخدم كأداة براءة لإخوته.. فدل على خيانتهم..
- ثم استُخدم كأداة براءة بعد ذلك ليوسف - عليه السلام - نفسه مع إمرأة العزيز.. فبرَّأه!! -
ثم استخدم للبشارة.. فأعاد الله تعالى به بصر والده..


نلاحظ أن معاني القصة متجسِّدة، وكأنك تراها بالصوت والصورة..
وهي من أجمل القصص التي يمكن أن تقرأها ومن أبدع ما تتأثر به..
لكنها لم تجيء في القرآن لمجرد رواية القصص..
لكن هدفها هو ما جاء في آخر سطر من القصة وهو :
{إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف من الآية:90]..
فالمحور الأساسي للقصة هو:
- ثِق في تدبير الله.. - اصبر.. - لا تيأَس..


﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (يوسف 2)
كلَّمَا زادَ حظُّكَ من الُّلغةِ العربيةِ زادَ تدبُّرُكَ وتعقُّلُكَ للقُرآنِ.


﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾ (يوسف 3)
كلُّ قصَّةٍ إنْ سمعتَهَا مرَّةً فإنَّكَ تملُّ مِنَ سمَاعِهَا في المَّرةِ الثانيةِ إلَّا قصصَ القرآنِ.


﴿يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا﴾ (يوسف 5)
من الحكمةِ كتمانِ الأمورِ عن من هو مظَنَّةُ الغَيرَةِ أو الحَسَدِ.


﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ (يوسف 9)
أُسْلوبُ الشّيطانِ: اعملْ المعصيةَ ثُمَّ تُبْ.


﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (يوسف 12)
حتى أبناءُ الأنبياءِ يحبُّون الَّلعبَ! فلا تقتلْ فرحةَ طفلِكَ.


﴿وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ (يوسف 18)
قُوةُ الإيمانِ بالقدرِ تُكْسِبُ الصبرَ عندَ المصائبِ.


هذه هي أكثر السور التي تحدَّثت عن اليأس، قال تعالى: {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا} [يوسف من الآية:80].. {وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف من الآية:87].. {حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} [يوسف من الآية:110].. وكأنها تقول لك أيُّها المؤمن: إن اللهَ قادر.. فلِمَ اليأس؟ إن يوسف - عليه السلام -، رغم كل ظروفه الصعبة، لم ييأس ولم يفقد الأمل.. فهي قصة نجاح في الدنيا والآخرة؛ في الدنيا: حين استطاع، بفضل الله، ثم بحكمته، في التعامل مع الملِك، أن يُصبح عزيز مصر.. وفي الآخرة: حين تصدَّى لامرأة العزيز.. ورفض الفاحشة.. ونجح! لقد نزلت هذه السورة بعد عام الحزن حين كان النبي - صلى الله عليه و سلم - في أشد أوقات الضيق، وعلى وشك الهجرة وفراق مكة..



هذه هي أكثر السور التي تحدَّثت عن اليأس،
قال تعالى: {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا} [يوسف من الآية:80]..
{وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف من الآية:87]..
{حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} [يوسف من الآية:110]..
وكأنها تقول لك أيُّها المؤمن:
إن اللهَ قادر.. فلِمَ اليأس؟ إن يوسف - عليه السلام -، رغم كل ظروفه الصعبة، لم ييأس ولم يفقد الأمل..


فهي قصة نجاح في الدنيا والآخرة؛

في الدنيا: حين استطاع، بفضل الله، ثم بحكمته، في التعامل مع الملِك، أن يُصبح عزيز مصر..
وفي الآخرة: حين تصدَّى لامرأة العزيز.. ورفض الفاحشة.. ونجح!
لقد نزلت هذه السورة بعد عام الحزن حين كان النبي - صلى الله عليه و سلم - في أشد أوقات الضيق، وعلى وشك الهجرة وفراق مكة..


هذه السورة تعلِّمنا الأمل.. ولكن تذكَّر أنه بعد النجاح مطلوب منك التواضع.. لأن النجاح فضلٌ من الله.. قال تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ . وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: -3]..
فلا تدع غمرة النجاح ونشوة الانتصار تنسيك التواضع لله..
وليكُن قدوتك في ذلك يوسف - عليه السلام - حين قال في نهاية القصة في الآية: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف:101]، وكأن الصالحين سبقوه.. وهو يريد اللحاق بهم.
. فهذه السورة كما قال العلماء: "ما قرأها محزون ٌ.. إلا سُرِّي عنه"





المصدر طريق الاسلام والحفظ الميسر

ضمير الحب
06-22-23, 02:32 AM
ما شاء الله

جزاك الله خيرا ونفع بك

فما احوجنا لمثل هذه الاطروحات القيمة والمفيدة

جعله الله في ميزان حسناتك

ضمير الحب
06-22-23, 02:33 AM
ما شاء الله

جزاك الله خيرا ونفع بك

فما احوجنا لمثل هذه الاطروحات القيمة والمفيدة

جعله الله في ميزان حسناتك

غير مهتم
07-02-23, 11:33 PM
جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ
وجعل هذا في ميزان حسناتك


SEO by vBSEO 3.6.1