المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات تدبرية – الآية رقم 11 من سورة النساء


امانى يسرى
06-25-23, 04:28 AM
﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 11].



[1] ﴿يُوصِيكُمُ اللَّـهُ فِي أَوْلَادِكُمْ﴾ هذا مما يدل على أن الله تعالى أرحم بعباده من الوالدين؛ حيث أوصى الوالدين مع كمال شفقتهم عليهم.

[2] ﴿يُوصِيكُمُ اللَّـهُ فِي أَوْلَادِكُمْ﴾ فماذا فعلتم بهذه الوصية أيها الآباء؟!

[3] ﴿يُوصِيكُمُ اللَّـهُ فِي أَوْلَادِكُمْ﴾ لمَّا كان المال من أكثر أسباب النزاع بين الناس تولى الله تعالى قسمته في أحكام المواريث.

[4] أعجب من والد لا يقبل أولاده، ولا يضمّهم، ولا يمسح على رؤوسهم، ولا يحنّ عليهم! وربنا تبارك وتعالى يقول: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّـهُ فِي أَوْلَادِكُمْ﴾.

[5] ﴿يُوصِيكُمُ اللَّـهُ فِي أَوْلَادِكُمْ﴾ إنما قال: ﴿فِي أَوْلَادِكُمْ﴾ ولم يقل: (في أبنائكم)؛ لأن الابن يقع على الابن من الرضاعة، وعلى ابن البنت، وعلى الابن المتبنى، وليسوا من الورثة.



[6] ما الفرق بين الأبناء والأولاد؟ الأبناء: جمع ابن، وهي للذكور، مثل قوله تعالى: ﴿يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ﴾ [البقرة: ٤٩]، أما الأولاد فعامة للذكور والإناث: ﴿يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ﴾، ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ﴾ [البقرة: ٢٣٣].

[7] أرسل رسالة تذكر فيها الآباء والأمهات بأهمية العدل بين الأولاد ﴿يُوصِيكُمُ اللَّـهُ فِي أَوْلَادِكُمْ﴾.

[8] ما الفرق بين استعمال وصّى وأوصى؟ من الملاحظ في القرآن أنه يستعمل (وصّى) في أمور الدين والأمور المعنوية، و(أوصى) في الأمور المادية، ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ﴾ [النساء: ١٣١]، ويستعمل (أوصى) في المواريث: ﴿يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ﴾، ﴿مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا﴾، ولم ترد (أوصى) في الأمور المعنوية وفي أمور الدين إلا في موطن واحد اقترنت بأمر مادي عبادي، وهو قوله تعالى على لسان المسيح: ﴿وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا﴾ [مريم: 31]، قال: أوصاني؛ لأنها اقترنت بأمر مادي وعبادي، وهو الزكاة، والأمر الآخر أن القائل هو غير مكلّف لذلك خفّف من الوصية؛ لأنه الآن ليس مكلفًا لا بالصلاة ولا بالزكاة، فخفف لأنه لا تكاليف عليه.

[8] الحكمة من جعل حظ الذكر مثل حظ الأنثيين هي: أن الأنثى لا تحتاج إلى المال كما يحتاج إليه الرجل،فنفقتها قبل الزواج على أبيها، أو من تلزمه نفقتها، وبعد الزواج على زوجها، وإن عجز عن ذلك وجبت على أولادها، وهذا كله بخلاف الرجل، فتجب عليه نفقة غيره، كالأبناء والآباء والزوجات وغيرهم.





الحفظ الميسر

أورلينا
06-25-23, 06:58 AM
جزاك الله خير ونفع بك

غير مهتم
07-02-23, 11:19 PM
جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ
وجعل هذا في ميزان حسناتك


SEO by vBSEO 3.6.1