المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا ذنب يتعاظمُ اللهَ تعالى أن يغفره


عبدالله الهُذلي
07-18-23, 10:30 AM
لا ذنب يتعاظمُ اللهَ تعالى أن يغفره


قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ سُورَةُ النِّسَاءِ: الْآيَة/ 16.



تأمل قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا ﴾، مع قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾، لتعلم أنَّ الله تعالى لا تعاظمه ذنب أن يغفره، وأن رحمته تعالى وسعت كل شيء، فهذان قد أتيا كبيرة من الكبائر، وذنبًا شنيعًا، وفاحشة قبيحة، ومع ذلك فقد فتح الله تعالى لهما باب التوبة على مصراعيه، حتى لا يقنط من رحمته عاصٍ، ولا ييأس من إحسانه مذنبٌ.



ثم تأمل كيف يداوي الله تبارك وتعالى جراح تلك النفوس التي اقترفت الذنب، بقوله: ﴿فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا ﴾، فلا تعيير، ولا تشهير، وفضيحة، وإنما إعراض عن الذنب، وتجاوز عن الخطأ كأنه لم يكن؛ لفتح صفحة بيضاء يحيا بها بين الناس.



ثم تأمل كيف يدعو الله تبارك وتعالى من ستره عن أعين الناس إلى التوبة إليه!



فإذا كان الله تعالى قد أمر بالإعراض والصفح عمن عُرِفَ عنه ذلك الذنبُ، وأخبر أنَّه إذا تاب صحت توبته، وأن رحمته تعالى تشمله، فغيره ممن ستره الله ولم يعرف عنه ذلك الذنب، سيكون أكثرَ طمعًا في العفو، وأشدَّ تعلقًا بأردانِ التوبة، وأعظمَ رجاءً في رحمة الله تعالى.



إنها رحمة الله التي وسعت كل شيء، وإحسانه الذي عمَّ الخلائق جميعًا، وفضله الذي لا منتهى له؛ ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ سُورَةُ الْأَعْرَافِ: الآية/ 156.



فاحذر يا عبد الله أن تقنط من رحمة الله، واحذري يا أمة الله أن تيأسي من روح الله؛ ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ سُورَةُ يُوسُفَ: الآية/ 87.

ورد .
07-19-23, 12:20 AM
بوركت وجزاك الله خير

غير مهتم
07-21-23, 07:00 AM
كعاده مبدع في طرحك الموضيع

أوتار الأمل
07-22-23, 06:33 AM
الله يجزيك خير .،
عـ التذكير الجميل بعفو الكريم
سبحااانه / ووفقك لمايحبه ويرضاه
..

همس الآيام
07-22-23, 05:03 PM
جزاك الله خير ~

غير مهتم
08-02-23, 12:52 PM
جزاك الله خيرا
وجعل هذا في ميزان حسناتك


SEO by vBSEO 3.6.1