عطاء دائم
07-26-23, 07:23 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأصل الشرك بالله، والإشراك في المحبة
كما قال تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَهِ
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَهِ} [سورة البقرة: ١٦٥]
فأخبر سبحانه أن من الناس من يشرك به ندا يحبه كما يحب الله، وأخبر أن الذين آمنوا أشد حبا لله من أصحاب الأنداد لأندادهم.
وقيل: بل المعنى أنهم أشد حبا لله، فإنهم وإن أحبوا الله
لكن لما شركوا بينه وبين أندادهم في المحبة
ضعفت محبتهم لله، والموحدون لله لما خلصت
محبتهم له كانت أشد من محبة أولئك والعدل
برب العالمين، والتسوية بينه وبين الأنداد
هو في هذه المحبة، كما تقدم.
ولما كان مراد الله من خلقه خلوص هذه المحبة له
أنكر على من اتخذ من دونه وليا أو شفيعا غاية الإنكار
وجمع ذلك تارة، وإفراد أحدهما عن الآخر، فقال تعالى:
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ
ذَلِكُمُ اللَهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [سورة يونس: ٣]
وقال تعالى:
{اللَهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ
وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [سورة السجدة: ٤]
وقال في الإفراد:
{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا
وَلَا يَعْقِلُونَ - قُلْ لِلَهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} [سورة الزمر: ٤٣ - ٤٤]
فإذا والى العبد ربه وحده أقام له الشفعاء، وعقد الموالاة
بينه وبين عباده المؤمنين فصاروا أولياءه في الله
بخلاف من اتخذ مخلوقا وليا من دون الله.
فهذا لون وذاك لون، كما أن الشفاعة الشركية الباطلة لون
والشفاعة الحق الثابتة التي إنما تنال بالتوحيد لون
وهذا موضع فرقان بين أهل التوحيد وأهل الإشراك
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
والمقصود:
أن حقيقة العبودية لا تحصل مع الإشراك بالله في المحبة
بخلاف المحبة لله، فإنها من لوازم العبودية وموجباتها
فإن محبة الرسول صلّ الله عليه وسلم
- بل تقديمه في الحب على الأنفس والآباء والأبناء -
لا يتم الإيمان إلا بها، إذ محبته من محبة الله
وكذلك كل حب في الله ولله
كما في الصحيحين عنه صلّ الله عليه وسلم أنه قال:
«ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان» .
وفي لفظ في الصحيحين:
«لا يجد حلاوة الإيمان إلا من كان فيه ثلاث خصال:
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله
وأن يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه
كما يكره أن يلقى في النار» .
وفي الحديث الذي في السنن:
«من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله
فقد استكمل الإيمان» .
وفي حديث آخر:
«ما تحاب رجلان في الله إلا كان أفضلهما
أشدهما حبا لصاحبه»
فإن هذه المحبة من لوازم محبة الله تعالى وموجباتها
وكلما كانت أقوى كان أصلها كذلك.
الشرك_في_المحبة
الجواب_الكافي
يـتـــبــع في الغد بعون الله تعالى
وأصل الشرك بالله، والإشراك في المحبة
كما قال تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَهِ
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَهِ} [سورة البقرة: ١٦٥]
فأخبر سبحانه أن من الناس من يشرك به ندا يحبه كما يحب الله، وأخبر أن الذين آمنوا أشد حبا لله من أصحاب الأنداد لأندادهم.
وقيل: بل المعنى أنهم أشد حبا لله، فإنهم وإن أحبوا الله
لكن لما شركوا بينه وبين أندادهم في المحبة
ضعفت محبتهم لله، والموحدون لله لما خلصت
محبتهم له كانت أشد من محبة أولئك والعدل
برب العالمين، والتسوية بينه وبين الأنداد
هو في هذه المحبة، كما تقدم.
ولما كان مراد الله من خلقه خلوص هذه المحبة له
أنكر على من اتخذ من دونه وليا أو شفيعا غاية الإنكار
وجمع ذلك تارة، وإفراد أحدهما عن الآخر، فقال تعالى:
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ
ذَلِكُمُ اللَهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [سورة يونس: ٣]
وقال تعالى:
{اللَهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ
وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [سورة السجدة: ٤]
وقال في الإفراد:
{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا
وَلَا يَعْقِلُونَ - قُلْ لِلَهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} [سورة الزمر: ٤٣ - ٤٤]
فإذا والى العبد ربه وحده أقام له الشفعاء، وعقد الموالاة
بينه وبين عباده المؤمنين فصاروا أولياءه في الله
بخلاف من اتخذ مخلوقا وليا من دون الله.
فهذا لون وذاك لون، كما أن الشفاعة الشركية الباطلة لون
والشفاعة الحق الثابتة التي إنما تنال بالتوحيد لون
وهذا موضع فرقان بين أهل التوحيد وأهل الإشراك
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
والمقصود:
أن حقيقة العبودية لا تحصل مع الإشراك بالله في المحبة
بخلاف المحبة لله، فإنها من لوازم العبودية وموجباتها
فإن محبة الرسول صلّ الله عليه وسلم
- بل تقديمه في الحب على الأنفس والآباء والأبناء -
لا يتم الإيمان إلا بها، إذ محبته من محبة الله
وكذلك كل حب في الله ولله
كما في الصحيحين عنه صلّ الله عليه وسلم أنه قال:
«ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان» .
وفي لفظ في الصحيحين:
«لا يجد حلاوة الإيمان إلا من كان فيه ثلاث خصال:
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله
وأن يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه
كما يكره أن يلقى في النار» .
وفي الحديث الذي في السنن:
«من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله
فقد استكمل الإيمان» .
وفي حديث آخر:
«ما تحاب رجلان في الله إلا كان أفضلهما
أشدهما حبا لصاحبه»
فإن هذه المحبة من لوازم محبة الله تعالى وموجباتها
وكلما كانت أقوى كان أصلها كذلك.
الشرك_في_المحبة
الجواب_الكافي
يـتـــبــع في الغد بعون الله تعالى