المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قد أروح ولا أعود...


عااازف الليل
08-12-23, 03:24 PM
قد أروح ولا أعود...

هكذا ترددت هذه الكلمات في ذهني، وسط تلك الأفكار المتشتتة والمشاعر المتناقضة. كانت الحياة قد أصبحت عبارة عن متاهة مظلمة، لا نهاية لها، ولا أمل يلوح في الأفق. كانت الأحلام تتلاشى تدريجياً، والأمل يتلاشى معها، حتى أصبحت الحياة مجرد حقيقة قاسية ومريرة.

لم أكن أعرف كيف أصل إلى هنا، إلى هذا الحال الذي أصبحت فيه. كانت السنوات تمر وأنا أتبع النمط الروتيني للحياة، بدون تغيير أو تطور. كنت محاطاً بأشخاص لا يفهمونني، لا يشعرون بألمي، ولا يهتمون بما يجول في دواخلي.

وفي يوم من الأيام، قررت أن أغادر هذا العالم، هذا العالم الذي أصبح لا يعنيني شيئاً. قررت أن أبحث عن السعادة والهدوء في مكان آخر، حيث لا يوجد ضغوط ولا أحداث سلبية. قررت أن أترك كل شيء وأبدأ حياة جديدة، حياة تختلف تماماً عن تلك التي عشتها حتى الآن.

وبهذا القرار، بدأت رحلتي المليئة بالتحديات والمخاطر. تركت كل ما كان يمثلني وأحببته، وأغلقت باب الوراء بقوة، متجاهلاً كل الأصوات التي توجهت لي، تحذرني من الخطوة التي أقدمت عليها. كانت تلك الأصوات تعبيراً عن الخوف والقلق على مستقبلي، ولكنني لم أستمع إليها، لأنني كنت مصمماً على تحقيق حلمي.

سافرت إلى بلد آخر، بلد غريب عني، حيث لم أكن أعرف أحداً، ولا أحد يعرفني. هناك بدأت حياة جديدة، حياة تحمل الكثير من المفاجآت والتحديات. بدأت في بناء ذاتي، واكتشاف مواهبي وقدراتي الجديدة. تعلمت أشياء جديدة وقمت بتجربة أشياء لم أكن أتوقع أنني سأفعلها يوماً ما.

لكن رغم كل ذلك، لا يزال هناك شيء يشتاق إليه قلبي، شيء لا يمكن أن أجده في أي مكان آخر. إنهم أحبائي، عائلتي وأصدقائي الذين تركتهم وراء ظهري. أشتاق لضحكاتهم ودموعهم، لحنانهم ودعمهم. أشتاق لأصواتهم وأحاديثهم، ولكل تلك اللحظات الجميلة التي قضيناها معاً.

في هذه اللحظة، أدركت أن السعادة ليست في مكان آخر، ولا في حياة جديدة، بل في الأشخاص الذين نحبهم ونحن بجانبهم. فقد أدركت أنني لا يمكنني أن أكون سعيداً حقاً بدونهم.

فعادت الأمنيات والأحلام إلى قلبي، ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة. أصبحت أرغب في العودة إلى بلدي، إلى أحضان أحبائي، لأشعر بالسعادة الحقيقية والهناء. أدركت أنني لا يمكنني تحقيق السعادة بمفردي، بل بوجود الأشخاص الذين يهتمون بي ويحبونني.

قد أروح ولا أعود... لم تكن هذه الجملة تعبر عن رغبتي في الرحيل، بل كانت تعبر عن تجربة حياة جديدة، تعبر عن الاستكشاف والتغيير. والآن، بعد أن عشت تلك الحياة، أدركت أنني لا يمكنني العيش بدون أحبائي، بدون بلدي، بدون أصواتهم وضحكاتهم.

فقد أدركت أنني سأعود، ولن أكون أبداً بعيداً عنهم. لأن الحياة لا تعني شيئاً بدونهم، وأنا لا أستطيع أن أكون سعيداً بدونهم. فقد أروح ولكني سأعود، لأنهم هم الحقيقة والهدف الحقيقي لحياتي.

عطاء دائم
08-12-23, 04:29 PM
يبقى الوطن والأهل هم الملاذ الآمن والدافئ
والسعادة هي البقاء بين الأهل والأحباب

مقالة جميلة يعطيك العافية أخي
يختم ل3ايام مع التقييم

هيراا
08-12-23, 04:51 PM
هي دي طبيعة البشر

لو لم نخض تجربة المجهول سيظل داخلنا هاتف يردد قم بها انها الخطوة الصح والا ستخسر الكثير
ولكن عندما ناخد الخطوة نتفاجأ ان الهاتف كان وهمي وانها تظل تجربة ليس اكثر
^ حالتنا النفسية لها التاثير الكبير في مثل هذة القرارات
وبمجرد تغيير الأماكن والأشخاص لفترة زمنية بيرجع الانسان لنفسه
كل اللي كان محتاجة تغيير جو وعزلة مؤقتة يفصل فيها عن العالم


عجبني جداااا عازف ما قرأت هنا
تسلم ايدك :81:


.



.

عبدالله همام
08-12-23, 04:53 PM
نص وبوح الاشتياق ليس يشابهه شيء
ولكل منا وجهة يبحث عنها لكن سيبقى
في أذهاننا مهما ابتعدنا
من تربينا على أيديهم ومعهم
سيبقون واجهة لا تشابهها واجهة
وصدق ابو تمام عندما قال:

نقِّل فؤادك حيث شئت من الهوى *** ما الحبُّ إلا للحبيب الأوّلِ
كم منزلٍ في الأرض يألفُه الفتى *** وحنينُــه أبــداً لأوّلِ منــــزلِ

كلماتك معبرة وجميلة وأسلوبك رائع في الكتابة
ما شاء الله عليك دمت بخير

عااازف الليل
08-12-23, 06:53 PM
يبقى الوطن والأهل هم الملاذ الآمن والدافئ
والسعادة هي البقاء بين الأهل والأحباب

مقالة جميلة يعطيك العافية أخي
يختم ل3ايام مع التقييم

الجميل هو حضورك
لي الشرف
اشكرك جزيل الشكر
كل الموووووده والتقدير

عااازف الليل
08-12-23, 06:55 PM
هي دي طبيعة البشر

لو لم نخض تجربة المجهول سيظل داخلنا هاتف يردد قم بها انها الخطوة الصح والا ستخسر الكثير
ولكن عندما ناخد الخطوة نتفاجأ ان الهاتف كان وهمي وانها تظل تجربة ليس اكثر
^ حالتنا النفسية لها التاثير الكبير في مثل هذة القرارات
وبمجرد تغيير الأماكن والأشخاص لفترة زمنية بيرجع الانسان لنفسه
كل اللي كان محتاجة تغيير جو وعزلة مؤقتة يفصل فيها عن العالم


عجبني جداااا عازف ما قرأت هنا
تسلم ايدك :81:


.



.

شكرااا لهذا الاطراء العطر
والاعجاب محط تقديري واعتزازي
لك ودي هيراا

عااازف الليل
08-12-23, 06:56 PM
نص وبوح الاشتياق ليس يشابهه شيء
ولكل منا وجهة يبحث عنها لكن سيبقى
في أذهاننا مهما ابتعدنا
من تربينا على أيديهم ومعهم
سيبقون واجهة لا تشابهها واجهة
وصدق ابو تمام عندما قال:

نقِّل فؤادك حيث شئت من الهوى *** ما الحبُّ إلا للحبيب الأوّلِ
كم منزلٍ في الأرض يألفُه الفتى *** وحنينُــه أبــداً لأوّلِ منــــزلِ

كلماتك معبرة وجميلة وأسلوبك رائع في الكتابة
ما شاء الله عليك دمت بخير

لقد تشرفت بقدومك هنا في موضوعي البسيط
وانرت متصفحي بكلماتك الجميله والرائعه
اتمنى ان اراك تُنير مواضيعي دائماً
دمت بحفظ الرحمن

جواناا
08-12-23, 06:59 PM
اني بدي غير جو واسكن في جزيره جميله لوحدي :y2o01875:

تاني يوم غير رأئي واشتاق للبشر هههههههههههه

يسعد قلبك ع كتابتك الجميله واللزيزه:ah11:

عااازف الليل
08-12-23, 08:04 PM
الجزيرة موجودة جوجو :Kq600697:

كم سعدت حروفي بتواجدك الانيق
شكرا لمرورك واطرائك الجميل
،، تحياتي واحترامي ،

الْياسَمِينْ
08-13-23, 09:39 PM
كلما كانت الحروف مثقلة بالهم والوجع في الحنين والشوق
كان ذلك دليلاً على سمو الوفاء…
وهنا أجد الصدق والحب والولاء
لهواء كان متنفسك وتراب كان مزرعة لأحلامك
كلمات لها وقع في القلب ….
صورت واقع المغترب عن وطنه عن أحبته
عن ذكرياته الجميلة وكيف يعيش هذه اللحظات من العمر
لقلبك الراحة ……
نص أنيق كما أنـت يا عازف…:MonTaseR_205:

عااازف الليل
08-13-23, 10:41 PM
كلما كانت الحروف مثقلة بالهم والوجع في الحنين والشوق
كان ذلك دليلاً على سمو الوفاء…
وهنا أجد الصدق والحب والولاء
لهواء كان متنفسك وتراب كان مزرعة لأحلامك
كلمات لها وقع في القلب ….
صورت واقع المغترب عن وطنه عن أحبته
عن ذكرياته الجميلة وكيف يعيش هذه اللحظات من العمر
لقلبك الراحة ……
نص أنيق كما أنـت يا عازف…:montaser_205:

اسعدني تواجدك ونثر حروفك العطره
مودتي التي لا تفنى

سلمان
08-15-23, 02:21 AM
الله عليك ياعازف الحرف الجميل

منفرد بالعزف المخملي اسولب تشويقي

لايجيده الا كاتب محترف تبارك الله

تحيتي واحترامي

عااازف الليل
08-15-23, 08:47 AM
الله عليك ياعازف الحرف الجميل

منفرد بالعزف المخملي اسولب تشويقي

لايجيده الا كاتب محترف تبارك الله

تحيتي واحترامي


شكرااا لهذا الاطراء العطر
والاعجاب محط تقديري واعتزازي
لك ودي

أوتار الأمل
11-26-23, 09:29 PM
قد أروح ولا أعود...

هكذا ترددت هذه الكلمات في ذهني، وسط تلك الأفكار المتشتتة والمشاعر المتناقضة. كانت الحياة قد أصبحت عبارة عن متاهة مظلمة، لا نهاية لها، ولا أمل يلوح في الأفق. كانت الأحلام تتلاشى تدريجياً، والأمل يتلاشى معها، حتى أصبحت الحياة مجرد حقيقة قاسية ومريرة.

لم أكن أعرف كيف أصل إلى هنا، إلى هذا الحال الذي أصبحت فيه. كانت السنوات تمر وأنا أتبع النمط الروتيني للحياة، بدون تغيير أو تطور. كنت محاطاً بأشخاص لا يفهمونني، لا يشعرون بألمي، ولا يهتمون بما يجول في دواخلي.

وفي يوم من الأيام، قررت أن أغادر هذا العالم، هذا العالم الذي أصبح لا يعنيني شيئاً. قررت أن أبحث عن السعادة والهدوء في مكان آخر، حيث لا يوجد ضغوط ولا أحداث سلبية. قررت أن أترك كل شيء وأبدأ حياة جديدة، حياة تختلف تماماً عن تلك التي عشتها حتى الآن.

وبهذا القرار، بدأت رحلتي المليئة بالتحديات والمخاطر. تركت كل ما كان يمثلني وأحببته، وأغلقت باب الوراء بقوة، متجاهلاً كل الأصوات التي توجهت لي، تحذرني من الخطوة التي أقدمت عليها. كانت تلك الأصوات تعبيراً عن الخوف والقلق على مستقبلي، ولكنني لم أستمع إليها، لأنني كنت مصمماً على تحقيق حلمي.

سافرت إلى بلد آخر، بلد غريب عني، حيث لم أكن أعرف أحداً، ولا أحد يعرفني. هناك بدأت حياة جديدة، حياة تحمل الكثير من المفاجآت والتحديات. بدأت في بناء ذاتي، واكتشاف مواهبي وقدراتي الجديدة. تعلمت أشياء جديدة وقمت بتجربة أشياء لم أكن أتوقع أنني سأفعلها يوماً ما.

لكن رغم كل ذلك، لا يزال هناك شيء يشتاق إليه قلبي، شيء لا يمكن أن أجده في أي مكان آخر. إنهم أحبائي، عائلتي وأصدقائي الذين تركتهم وراء ظهري. أشتاق لضحكاتهم ودموعهم، لحنانهم ودعمهم. أشتاق لأصواتهم وأحاديثهم، ولكل تلك اللحظات الجميلة التي قضيناها معاً.

في هذه اللحظة، أدركت أن السعادة ليست في مكان آخر، ولا في حياة جديدة، بل في الأشخاص الذين نحبهم ونحن بجانبهم. فقد أدركت أنني لا يمكنني أن أكون سعيداً حقاً بدونهم.

فعادت الأمنيات والأحلام إلى قلبي، ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة. أصبحت أرغب في العودة إلى بلدي، إلى أحضان أحبائي، لأشعر بالسعادة الحقيقية والهناء. أدركت أنني لا يمكنني تحقيق السعادة بمفردي، بل بوجود الأشخاص الذين يهتمون بي ويحبونني.

قد أروح ولا أعود... لم تكن هذه الجملة تعبر عن رغبتي في الرحيل، بل كانت تعبر عن تجربة حياة جديدة، تعبر عن الاستكشاف والتغيير. والآن، بعد أن عشت تلك الحياة، أدركت أنني لا يمكنني العيش بدون أحبائي، بدون بلدي، بدون أصواتهم وضحكاتهم.

فقد أدركت أنني سأعود، ولن أكون أبداً بعيداً عنهم. لأن الحياة لا تعني شيئاً بدونهم، وأنا لا أستطيع أن أكون سعيداً بدونهم. فقد أروح ولكني سأعود، لأنهم هم الحقيقة والهدف الحقيقي لحياتي.

|جمال اللغة محصور في المسافات
التي تفصل بين أحرفك الجميلة .~
لقد أحكمت النظم وأحسنت الوصف
وأجزلت المعاني لافض فوك ~
دمت بفرح ودام المِداد
:81: ..|


SEO by vBSEO 3.6.1