السهم الأخير
09-13-23, 01:53 PM
هناك خبط جواد حول إحدى الخيام . الضمير : أهذا أنت ؟ أخيرا أيها السهم؟ أردك الشوق أم ردتك الحاجة؟ فكلاهما صفعة في صميمك المقصر في حقنا .
السهم بصوت هادئ حزين : أكنت تنتظرني يا صاحبي ؟ لا تقل لي أن أحدا قد سأل عني ولم يجدني .
الحياة كما ترى يا صاحبي . لا أكاد أنهي أمرا إلا وجدت نفسي في أمر آخر يأخذني كما يقول الشاعر إلى حدود الشمس ويرميني .
الضمير : ولهفا عليك أيها السهم ، وكأنه ليس في هذه الدنيا غيرك وكأننا لا نعيش وننشغل وكأننا لا ننام ونصحى .
أملكا على الخطوب كلها فلم تعد تملك حق الراحة ؟ أم شخت قبل الأوان ودفنتك الظروف تحت حوافر الأحداث ؟
ولهفا عليك أيها السهم ونحن الذين توسمنا فيك كذا وكذا . أميتا فنرثيك أم حيا نبقيك ضمن من يشد بهم الظهر؟
أم تراك تحب أن يثنى عليك بمحاسن غيرك؟
ستظل هكذا فقد خبرتك زمنا طويلا . تغادر حيث لا مجال للمغادرة وتعود حينما يكون الزمن قد واراك لتجدد لأحبابك مسلسل الاشتياق.
أما إنك لرجل غريب الأطوار ولو كنا في زمن غير هذا لوجدت في هذه البوادي من يعالجك بسهم عربي يرديك صريعا لكي تموت وتموت معك أشغالك التي شغلت بها المكان والزمان.
ثم ماذا حققت ؟ سرج جوادك وحوافرها كما هي وثيابك الرثة كما هي وتلك الخيمة التي تشققت أحجار القدور بغير سواد الطهي شاهدة على غيابك الغير مبرر .
وتأتِ هكذا وتخرج وكأن شيئا لم يكن؟ لقد علوت وغلوت وما علا شأنك إلا بنا وبما نكن لك . وتدير ظهرك وترحل وكأنك لا تدري أن في زمن مضى قد عولج من هو أكثر غطرسة منك برمح لهذا الأمر .
لقد وددت أن أستل سيفا أهوي به على عنقك قبل أن تكمل سماع صوته وهو يخرج من غمده ولكنني تركتك للأيام التي حيرتك وحيرتنا معك أنقتلك أم نبقيك وأنت الذي مات وهو على قيد الحياة.
سنخرج للصيد هل ستخرج معنا ؟ لا تجب . لن تخرج معنا أعرف جوابك . فاقعد وحدك إذا فلا وقت لدي لصامت متثاقل في الرد على أبسط أمور الحياة. انظر يا رجل هكذا يشرب الماء . هكذا . كيف تشربه أنت ؟
حينها قال السهم وحاله يسبق نطقه لما داهمته من ظروف : أُقَسِّمُ جِسْمي في جسومٍ كثيرةٍ *** وأَحْسو قَرَاحَ الماءِ والماءُ باردُ
هكذا أشرب الماء كما يشربه عروة بن الورد العبسي. إني خارج مجددا لدنيا لا أدري ماذا اخفت لي من أمور.
إهداء : لا أدري لمن أهديك هذه المرة يا حروفي . ربما أتركها لمن يريد منها شيئا .
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQyHJr2jA0X61DR3aY_iFGn08-0Q9R_7FHRcA&usqp=CAU
السهم بصوت هادئ حزين : أكنت تنتظرني يا صاحبي ؟ لا تقل لي أن أحدا قد سأل عني ولم يجدني .
الحياة كما ترى يا صاحبي . لا أكاد أنهي أمرا إلا وجدت نفسي في أمر آخر يأخذني كما يقول الشاعر إلى حدود الشمس ويرميني .
الضمير : ولهفا عليك أيها السهم ، وكأنه ليس في هذه الدنيا غيرك وكأننا لا نعيش وننشغل وكأننا لا ننام ونصحى .
أملكا على الخطوب كلها فلم تعد تملك حق الراحة ؟ أم شخت قبل الأوان ودفنتك الظروف تحت حوافر الأحداث ؟
ولهفا عليك أيها السهم ونحن الذين توسمنا فيك كذا وكذا . أميتا فنرثيك أم حيا نبقيك ضمن من يشد بهم الظهر؟
أم تراك تحب أن يثنى عليك بمحاسن غيرك؟
ستظل هكذا فقد خبرتك زمنا طويلا . تغادر حيث لا مجال للمغادرة وتعود حينما يكون الزمن قد واراك لتجدد لأحبابك مسلسل الاشتياق.
أما إنك لرجل غريب الأطوار ولو كنا في زمن غير هذا لوجدت في هذه البوادي من يعالجك بسهم عربي يرديك صريعا لكي تموت وتموت معك أشغالك التي شغلت بها المكان والزمان.
ثم ماذا حققت ؟ سرج جوادك وحوافرها كما هي وثيابك الرثة كما هي وتلك الخيمة التي تشققت أحجار القدور بغير سواد الطهي شاهدة على غيابك الغير مبرر .
وتأتِ هكذا وتخرج وكأن شيئا لم يكن؟ لقد علوت وغلوت وما علا شأنك إلا بنا وبما نكن لك . وتدير ظهرك وترحل وكأنك لا تدري أن في زمن مضى قد عولج من هو أكثر غطرسة منك برمح لهذا الأمر .
لقد وددت أن أستل سيفا أهوي به على عنقك قبل أن تكمل سماع صوته وهو يخرج من غمده ولكنني تركتك للأيام التي حيرتك وحيرتنا معك أنقتلك أم نبقيك وأنت الذي مات وهو على قيد الحياة.
سنخرج للصيد هل ستخرج معنا ؟ لا تجب . لن تخرج معنا أعرف جوابك . فاقعد وحدك إذا فلا وقت لدي لصامت متثاقل في الرد على أبسط أمور الحياة. انظر يا رجل هكذا يشرب الماء . هكذا . كيف تشربه أنت ؟
حينها قال السهم وحاله يسبق نطقه لما داهمته من ظروف : أُقَسِّمُ جِسْمي في جسومٍ كثيرةٍ *** وأَحْسو قَرَاحَ الماءِ والماءُ باردُ
هكذا أشرب الماء كما يشربه عروة بن الورد العبسي. إني خارج مجددا لدنيا لا أدري ماذا اخفت لي من أمور.
إهداء : لا أدري لمن أهديك هذه المرة يا حروفي . ربما أتركها لمن يريد منها شيئا .
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQyHJr2jA0X61DR3aY_iFGn08-0Q9R_7FHRcA&usqp=CAU