المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيرة الصحابية الجليلة/1/حفصة بنت عمر


ناطق العبيدي
11-05-23, 06:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر رضى الله عنها و عن أبيها و صلى الله و سلم على زوجها سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين السيدة حفصة بنت عمر بنالخطاب -رضي الله عنهما- ،ولدت قبل المبعث بخمسة أعـوام ، وتزوّجها النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- سنة ثلاث من الهجرة ، بعد أن توفي زوجها المهاجر ( خنيـس بن حذافـة السهمـي ) الذي توفي من آثار جراحة أصابته يوم أحـد ، وكان من السابقين الى الإسـلام ، هاجر الى الحبشـة وعاد الى المدينة وشهد بدراً وأحداً فترمَّلت ولها عشرون سنة
الزواج المبارك
تألم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لابنته الشابة كثيراً ،ولألمها وعزلتها ، وبعد انقضاء عدّتها أخذ يفكر لها بزوج جديد، ولمّا مرت الأيام ولم يخطبها أحد قام بعرضها على أبي بكر -رضي الله عنه- فلم يُجِبّه بشيء ، وعرضها على عثمان بن عفان-رضي الله عنه- فقال بدا لي اليوم ألا أتزوج ) فوَجَد عليهما وانكسر ، وشكا حاله الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فق الله يتزوّج حفصة من هو خير من عثمان ، ويتزوّج عثمان من هو خير من حفصة ) ومع أن عمر -رضي الله عنه- من الهمّ لم يفهم معنى كلام
الرسـول الكريـم ، إلا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- خطبها،ونال عمر شرف مصاهرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وزوَّج النبي عثمان بابنته ( أم كلثوم ) بعد وفاة أختها ( زينب ) ، وبعدأن تمّ الزواج لقي أبو بكر عمر -رضي الله عنهما- فاعتذر له وقال لا تجـدْ عليّ ، فإن رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم-
كان قد ذكر حفصة ، فلم أكن لأفشي سِرّه ، ولو تركها لتزوّجتها

بيت الزوجية
ودخلت حفصة بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- ثالثة الزوجات في بيوتاته عليه الصلاة والسلام ، بعد سودة وعائشة ، أما سودة فرحّبت بها راضية ، وأمّا عائشة فحارت ماذا تصنع بابنة الفاروق عمر ، وسكتت أمام هذا الزواج المفاجيء ، الذي تقتطع فيه حفصة ثلث أيامها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولكن هذه الغيرة تضاءلت مع قدوم زوجات أخريات ، فلم يسعها إلا أن تصافيها الودّ ، وتُسرّ حفصة لودّ ضرتها عائشة ، وعندها حذّر عمربن الخطاب ابنته من هذا الحلف الداخلي ، ومن مسايرة حفصة لعائشة المدللة ، فقاللها يا حفصة ، أين أنت من عائشة ،وأين أبوكِ من أبيها ؟

الجرأة الأدبية
سمع عمر -رضي الله عنه- يوما من زوجته أن حفصة تراجع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالكلام ، فمضى إليها غاضباً،وزجرها قائلاً تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله ،يا بُنيّة ! لايغرنّك هذه التي أعجبها حسنها وحبّ ُالرسول -صلى الله عليه وسلم- إياها ، والله لقد علمت أنرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لولا أنا لطلّقك ) ولكن على الرغم من تحذير أبيها لها ، كانت تتمتع حفصة بجرأة أدبية كبيرة ، فقد كانت كاتبة ذات فصاحة وبلاغة ، ولعل هذا مايجعلها تبدي رأيها ولو بين يدي الرسـول –صلى اللـه عليه وسلم- ، فقد رويَ أن الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- قد ذكر عند حفصة أصحابه الذين بايعوه تحت الشجرة فقال لا يدخل النار إن شاء الله أصحاب الشجـرة الذين بايعوا تحتها ) فقالت حفصـة بلى يا رسـول الله ) فانتهـرها ، فقالت حفصـة الآية الكريمة قال تعالى :"( وإنْ منكم إلا واردُها كان على ربِّك حتماًمقضياً ") فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال الله تعالى :"( ثم ننجي الذين اتقوا ونذرُ الظالمين فيها جثِيّاً(

الطـلاق
طلق الرسول –صلى الله عليه وسلم- حفصة طلقةً رجعية ، وذلك لإفشائها سرّاً استكتمها إيّاه ، فلم تكتمه ، وقصة ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خلا يوماً بمارية -رضي الله عنها-في بيت حفصة ، فلمّا انصرفت مارية دخلت حفصة حجرتها وقالت للنبي –صلى الله عليه وسلم- لقد رأيت من كان عندك ،
يا نبي الله لقد جئت إليّ شيئاً ما جئت إلى أحدٍ من أزواجك في يومي ، وفي دوري وفي فراشي ) ثم استعبرت باكية ،فأخذالرسول -صلى الله عليه وسلم- باسترضائها فقال ألا ترضين أن أحرّمها فلا أقربها قالت بلى ) فحرّمها وقال لها : لا تذكري ذلك لأحدٍ ورضيت حفصةبذلك ، وسعدت ليلتها بقرب النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى إذا أصبحت الغداةَ ،لم تستطع على كتمان سرّها ، فنبّأت به عائشة ، فأنزل الله تعالى قوله الكريم مؤدِّباً لحفصة خاصة ولنساء النبي عامةقال الله تعالى :"( وإذْ أسَرَّالنَّبِيُّ إلى بَعْضِ أزْوَاجه حَديثاً ، فلمّ انَبّأتْ بِهِ وأظهَرَهُ اللّهُ عليه عَرَّفَ بعضَه وأعْرَض عن بَعْضٍ فلمّ انَبّأهَا بِهِ قالت مَنْ أنْبَأكَ هَذا قال نَبّأنِي العَلِيمُ الخَبيرُ "سورة التحريم آية ( 3( فبلغ ذلك عمر فحثا التراب على رأسه وقال ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها ) فنزل جبريل -عليه السلام- من الغَدِ على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال إن الله يأمرك أن تُراجِعَ حفصة رحمة بعمر ) وفي رواية أن جبريل قال أرْجِع حفصة ،فإنهاصوّامة قوّامة ، وإنها زوجتك في الجنة.



اعتزال النبي لنسائه
اعتزلالنبي -صلى الله عليه وسلم- نساءه شهراً ، وشاع الخبر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد طلّق نساءه ، ولم يكن أحدمن الصحابة يجرؤ على الكلام معه في ذلك ،واستأذن عمر عدّة مرات للدخول على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلم يؤذن له،فذهب مسرعاً الى بيت حفصة ، فوجدها تبكي فقال لعلّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قد طلّقك ؟ إنه كان قد طلّقك مرةً ، ثم راجعك من أجلي ، فإن كان طلّقك مرّة أخرى لا أكلمك أبداً ثم ذهب ثالثة يستأذن في الدخول على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأذِنَ له ، فدخل عمروالنبي -صلى الله عليه وسلم- متكىء على حصير قد أثر في
جنبه ، فقال عمر أطلقت يا رسول الله نساءك ؟) فرفع-صلى الله عليه وسلم- رأسه وقال لا) فقال عمر الله أكبر )ثم أخذ عمر وهو مسرور يهوّن على النبـي -صلى الله عليه وسلم- ما لاقى من نسائـه ، فقال عمرالله أكبر ! لو رأيتنا يا رسـول اللـه وكنّا معشر قريش قوماًنغلِبُ النساء ، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلّمن من نسائهم ، فغضبتُ على امرأتي يوماً ، فإذا هي تراجعني ، فأنكرت أن تراجعني ، فقالت ما تُنْكِر أن راجعتك ؟فوالله إن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-ليراجعْنَهُ ، وتهجره إحداهنّ اليوم الى الليل ) فقلت قد خاب من فعل ذلك منكنّ وخسِرَتْ ، أفتأمَنُ إحداكنّ أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فإذاً هي قد هلكت ؟فتبسّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال عمر يا رسول الله ، قد دخلت على حفصة فقلت : لا يغرنّك أن كانت جاريتك -يعني عائشة- هي أوْسَم وأحبُّ إلىرسول الله -صلى الله عليه وسلم- منك فتبسّم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثانية ، فاستأذن عمر -رضي الله عنه- بالجلوس فأذن له وكان -صلى الله عليه وسلم-أقسم أن لا يدخل على نسائه شهراًمن شدّة مَوْجدَتِهِ عليهنّ ، حتى عاتبه الله تعالى ونزلت هذه الآيةفي عائشة وحفصة لأنهما البادئتان في مظاهرة النبي -صلى الله عليه وسلم- والآية التي تليها في أمهات المؤمنين قال تعالى إِن تَتُوبَا إلى اللهِ فقد صَغَتْ قُلُوبُكُما وإن تَظَاهرا عَلَيه فإنّ اللهَ هوَ مَوْلاهُ وجِبريلُ وَصَالِحُ المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرٌ ** عسى رَبُّهُ إن طلَّقَكُنَّ أن يُبْدِلَهُأزواجاً خَيْراً منكُنَّ مُسْلِماتٍ مؤمناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ عابداتٍ سائِحاتٍ ثَيَّباتٍ وأبكاراً ) سورة التحريم آية ( 4 – 5( فما كان منهن وآيات الله تتلى على مسامعهن إلا أن قلن َقال تعالى سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير(
وارِثة المصحف
لقد عكِفَـت أم المؤمنين حفصـة على تلاوة المصحف وتدبُّره والتأمـل فيه ، مما أثار انتباه أمير المؤمنين عمر-رضي الله عنه- مما جعله يُوصي الى ابنته حفصة بالمصحف الشريف الذي كُتِبَ في عهد أبي بكر الصدّيق بعدوفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وكتابته كانت على العرضة الأخيرة التي عارضها له جبريل مرتين في شهر رمضان من عام وفاته –صلى الله عليه وسلم- ولمّا أجمع الصحابة على أمر أمير
المؤمنين عثمان بن عفان في جمع الناس على مصحف إمامٍ ينسخون منه مصاحفهم ، أرسل أمير المؤمنين عثمان الى أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- أن أرسلي إلينا بالصُّحُف ِننسخها في المصاحف )فحفظت أم المؤمنين الوديعة الغالية بكلأم انة ، وصانتها ورعتها

وفاتها
وبقيت حفصة عاكفة على العبادة ، صوّامة قوّامة إلى أن توفيت أول ما بويع معاوية سنة إحدى وأربعين ، وشيّعها أهل المدينةالى مثواها الأخير في البقيع مع أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن-
مراجعة وتنسيق ناطق ابراهيم العبيدي

Loner
11-06-23, 03:51 AM
جزاك الله خير ناطق:رحيق:

عطاء دائم
11-06-23, 07:23 AM
جزاك الله خيرا ونفع بك اخي
وجعل هذا في ميزان حسناتك
يختم ل3 ايام مع التقييم

ناطق العبيدي
11-06-23, 07:43 PM
جزاك الله خير ناطق:رحيق:

دآمت آنفــآسك
لمروك الطيب كل الشكــر
تألق متصفحي برونقه وبهـآئه
بحضــورك العطر
لروحك جنـآئن ورد

ناطق العبيدي
11-06-23, 07:46 PM
جزاك الله خيرا ونفع بك اخي
وجعل هذا في ميزان حسناتك
يختم ل3 ايام مع التقييم
تحية من القلب معطرة بكل ما يحمله هذا الكون
من رائحة زكية طيبة تفوح بأجمل الطيب
ولك جزيل الشكر على مرورك الرائع
دمت في حفظ الله ورعايته

احلام عابره
11-07-23, 01:33 AM
جزاك الله خيرا وجعله في موازين حسناتك

جرااح
11-15-23, 09:59 AM
جزااكم الله خيرر
على الطرح الطيب
وفقكم الله

ناطق العبيدي
11-18-23, 03:58 PM
جزاك الله خيرا وجعله في موازين حسناتك
ألف شكر أختنا على العبور العطر ....بكلماتك الصادقة النيرة .....
زاد بك الطرح جمالا وابداعا طاهر نبيل سلامي وتحيتي

ناطق العبيدي
11-18-23, 03:59 PM
جزااكم الله خيرر
على الطرح الطيب
وفقكم الله
الشكر لك أخي الطيب على الاطلالة الراقية منك ....
زينت الصفحة لك أغلى سلام وتحيتي

جرااح
11-20-23, 06:07 AM
شكرا يعطيك
العافيه على النقل القيم
جزيتي خيراا

نارا
12-13-23, 02:58 AM
جزاك الله خيراً على الطرح المفيد


SEO by vBSEO 3.6.1