الْياسَمِينْ
11-19-23, 08:49 PM
بينما يتصارع الثيران في الغابات من أجل البقاء..
ترى ليثًا يجر بقوة غزالة مسكينة وهو يطبق بأنيابه على رقبتها الممشوقة الجميلة..
وتتبع الضباع أثر دم مسكوبة قهرًا من فريسة لاذت لتختبئ تحت إحدى الأشجار..
في جهة الشرق تمطر سماء غزة قنابل يهودية تغوص في أعماق أراضيها تلحق الدمار في كل بقعة فتصبح المدينة أثرا بعد عين..
الموت يلاحقهم حتى الحدود، تحصدهم الألغام القاتلة فيصرح بثقة أحد القادة وهو يحتفل بعيد ميلاده:
" الأرض هي العرض لن نسكت لتلك المهزلة ، لن ولن ولن.."
ثم يخفت صوته تدريجيا في زحام الوجوه والأصوات الصاخبة، يأتي الصبية مهرولين نحو العدو غير عابثين بهذيان أصحاب العروش المذهبة..
تنتفض مشاعر الغصب والغيرة في نفوسهم، وتنطلق من بين أصابعهم الحجارة كالصاروخ يدوي في أصداء القضية المنسية..
ثم يعلق شيخ مسن من سكان القدس وقد أكل الدهر من أسنانه وعمره، بلهجته الفلسطينية المعجونة برائحة الزعتر:
( نحنا ماراح نترك هاي الأرض حتى ولو على جثثنا)..
بينما حفيدته الصغيرة تبكي ضياع طفولتها البريئة وهي تنكش بيدها البريئة الرمل وتقول:
" بدنا نعيش متل الناس ، بدنا ألعاب ومراجيح"…
لكن الرشاشات انطلقت من كل جانب لتخترق جسد أحد الصبية، فيسقط بين الجموع، تهتز المدينة بصيحات التكبير : الله أكبر- الله أكبر ..
حملت الأجساد وزفت الأرواح وتوارت تحت التراب، وصدى عويل الفتيات الأسارى يسمع من بين قضبان السجون، يندبن حظهن العاثر:
" ياليتنا متنا وكنا نسيا منسيا"…
وامرأة تستنجد نحو معتصم آخر…
لكن أين هذا المعتصم وقد تناثرت أشلاء أبنائها الصغار من حولها، وضاعت خارطة مدينتها الثكلى..
سألت عجوز أحد الشباب وهي تتكئ على عصاها والدموع تسبق كلماتها:
" أين نذهب، ومن سينجدنا؟!"..
رد عليها بصوت يكاد لا يسمع :
" ننتظر رسائل الشجب والاستنكار من إخواننا المسلمين العرب لتنقذنا ،
الموت في كل مكان لكن الموت في ****** أرحم..
الجرذان بدأت تتسلل من بين ركام الأبنية والمنازل، والثلج يتساقط يغطي ببياضه الأجساد المهترئة، والمستشفيات تزدحم بالموتى والجرحى و( الروس) يتبعون أثر دماء الجرحى هكذا تذكرنا بالضباع؟!"…
متى يصل العرب، طفلة تسأل أمها وهي تلفظ آخر أنفاسها ، فتصرخ الأم:
" قبل قيام الساعة ولكن لا تموتي يا ابنتي"
تسمع مثل هذا البكاء والنحيب في كل مكان يقطن فيه الخوف والحرب وأيضا رائحة العرب؟!
ترى ليثًا يجر بقوة غزالة مسكينة وهو يطبق بأنيابه على رقبتها الممشوقة الجميلة..
وتتبع الضباع أثر دم مسكوبة قهرًا من فريسة لاذت لتختبئ تحت إحدى الأشجار..
في جهة الشرق تمطر سماء غزة قنابل يهودية تغوص في أعماق أراضيها تلحق الدمار في كل بقعة فتصبح المدينة أثرا بعد عين..
الموت يلاحقهم حتى الحدود، تحصدهم الألغام القاتلة فيصرح بثقة أحد القادة وهو يحتفل بعيد ميلاده:
" الأرض هي العرض لن نسكت لتلك المهزلة ، لن ولن ولن.."
ثم يخفت صوته تدريجيا في زحام الوجوه والأصوات الصاخبة، يأتي الصبية مهرولين نحو العدو غير عابثين بهذيان أصحاب العروش المذهبة..
تنتفض مشاعر الغصب والغيرة في نفوسهم، وتنطلق من بين أصابعهم الحجارة كالصاروخ يدوي في أصداء القضية المنسية..
ثم يعلق شيخ مسن من سكان القدس وقد أكل الدهر من أسنانه وعمره، بلهجته الفلسطينية المعجونة برائحة الزعتر:
( نحنا ماراح نترك هاي الأرض حتى ولو على جثثنا)..
بينما حفيدته الصغيرة تبكي ضياع طفولتها البريئة وهي تنكش بيدها البريئة الرمل وتقول:
" بدنا نعيش متل الناس ، بدنا ألعاب ومراجيح"…
لكن الرشاشات انطلقت من كل جانب لتخترق جسد أحد الصبية، فيسقط بين الجموع، تهتز المدينة بصيحات التكبير : الله أكبر- الله أكبر ..
حملت الأجساد وزفت الأرواح وتوارت تحت التراب، وصدى عويل الفتيات الأسارى يسمع من بين قضبان السجون، يندبن حظهن العاثر:
" ياليتنا متنا وكنا نسيا منسيا"…
وامرأة تستنجد نحو معتصم آخر…
لكن أين هذا المعتصم وقد تناثرت أشلاء أبنائها الصغار من حولها، وضاعت خارطة مدينتها الثكلى..
سألت عجوز أحد الشباب وهي تتكئ على عصاها والدموع تسبق كلماتها:
" أين نذهب، ومن سينجدنا؟!"..
رد عليها بصوت يكاد لا يسمع :
" ننتظر رسائل الشجب والاستنكار من إخواننا المسلمين العرب لتنقذنا ،
الموت في كل مكان لكن الموت في ****** أرحم..
الجرذان بدأت تتسلل من بين ركام الأبنية والمنازل، والثلج يتساقط يغطي ببياضه الأجساد المهترئة، والمستشفيات تزدحم بالموتى والجرحى و( الروس) يتبعون أثر دماء الجرحى هكذا تذكرنا بالضباع؟!"…
متى يصل العرب، طفلة تسأل أمها وهي تلفظ آخر أنفاسها ، فتصرخ الأم:
" قبل قيام الساعة ولكن لا تموتي يا ابنتي"
تسمع مثل هذا البكاء والنحيب في كل مكان يقطن فيه الخوف والحرب وأيضا رائحة العرب؟!