المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد مختارة من تفسير ابن كثير سورة الفاتحة


عبدالله الهُذلي
12-30-23, 10:05 AM
فوائد مختارة من تفسير ابن كثير سورة الفاتحة




فمن أفضل تفاسير القرآن التي هي منهج أهل السنة والجماعة تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير رحمه الله، المعروف بـــ" تفسير ابن كثير" فهو تفسير نافع لا يمكن الاستغناء عنه لفهم القرآن الكريم، وقد سلك فيه أحسن طرق التفسير، يقول رحمه الله في مقدمة تفسيره: فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟ فالجواب: إن أصحَّ الطريق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أُجْمِل في مكان فإنه قد بسط في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له...وإذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك؛ لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختُصُّوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح...وإذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته في أقوال الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين.



وتفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله قد نال الثناء العظيم من العلماء المتقدمين والمتأخرين، والتفسير يوجد به كنوز عظيمة، وجواهر كثيرة، ودرر وفوائد، وقد يسَّر الله الكريم فاخترتُ بعضًا من تلك الفوائد، أسأل الله الكريم أن يرفع درجة الحافظ ابن كثير في أعلى الجنان جزاء ما بذل من جهد في تفسيره.



وهذا الجزء الأول من فوائد مختارة من تفسيره، من سورة "الفاتحة"، أسأل الله أن ينفع بها الجميع.



أسماء الفاتحة:

• الفاتحة؛ أي: فاتحة الكتاب.

• أم الكتاب.

• الحمد.

• الصلاة.

• الشفاء.

• الكافية.

• الشافية.



من لطائف الاستعاذة:

من لطائف الاستعاذة: أنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللهو والرفث، وتطييب له لتلاوة كلام الله، وهي استعانة بالله واعتراف له بالقدرة، وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطني الذي لا يقدر على منعه ودفعه إلا الله الذي خلقه، ولا يقبل مصانعة، ولا يدارى بالإحسان.



• لما كان الشيطان يرى الإنسان من حيث لا يراه، استعاذ منه بالذي يراه، ولا يراه الشيطان.



معنى الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم:

معنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ أي: أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم، أن يضرني في ديني، أو دنياي، أو يصدني عن فعل ما أمرت به، أو يحثني على فعل ما نهيت عنه، فإن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله.



البسملة:

البسملة تستحبُّ في أول كل عمل وقول...تبركًا وتيمُّنًا، واستعانة على الإتمام، والتقبل، والله أعلم.



﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]:

• الحمد لله: الشكر لله خالصًا دون سائر ما يعبد من دونه، ودون كل ما برأ من خلقه، بما أنعم من عباده من النعم التي لا يحصيها العدد، ولا يحيط بعددها غيره أحد.



• الرب، هو المالك المتصرف، ولا يستعمل الرب لغير الله، بل بالإضافة تقول: رب الدار، ورب كذا، وأما الرب فلا يقال إلا لله عز وجل.



• العالمين: جمع عالم، وهو كل موجود سوى الله عز وجل.



﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 3]:

• الرحمن: رحمان الدنيا والآخرة، والرحيم: رحيم الآخرة.



• قال القرطبي: إنما وصف نفسه بالرحمن الرحيم بعد قوله: ﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]؛ ليكون من باب قرن الترغيب بعد الترهيب....فالرب فيه ترهيب، والرحمن الرحيم ترغيب.



﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]:

• تخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه عما عداه؛ لأنه قد تقدم الإخبار بأنه رب العالمين، وذلك عام في الدنيا والآخرة، وإنما أضيف إلىيوم الدين؛ لأنه لا يدعي أحد هنالك شيئًا، ولا يتكلم أحد إلا بإذنه.



• يوم الدين: يوم الحساب للخلائق، وهو يوم القيامة.



﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]:

• قدَّم المفعول وهو إياك، وكرر للاهتمام والحصر؛ أي: لا نعبد إلا إياك، ولا نتوكَّل إلا عليك، وهذا هو كمال الطاعة، والدين يرجع إلى هذين المعنيين، وهذا كما قال بعض السلف: الفاتحة سِرُّ القرآن، وسرها هذه الكلمة ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ فالأول تبرؤ من الشرك، والثاني تبرؤ من الحول والقوة، والتفويضإلى الله عز وجل.



• تحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب، وهو مناسبة؛ لأنه لما أثنى على الله، فكأنه اقترب وحضر بين يدي الله تعالى؛ فلهذا قال: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾.



• عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ يعني إياك نوحِّد ونخاف ونرجوك يا ربنا لا غيرك ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ على طاعتك، وعلى أمورنا كلها.



﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]:

• هذا أكمل أحوال السائل، أن يمدح مسئوله، ثم يسأل حاجته، وحاجة إخوانه المؤمنين، بقوله:﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ لأنه أنجح للحاجة، وأنجع للإجابة.



• الهداية هنا الإرشاد والتوفيق.

• الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه.



• فإن قيل: فكيف يسأل المؤمن الهداية في كل وقت من صلاة وغيرها، وهو متصف بذلك؟ فهذا من باب تحصيل الحاصل أم لا؟



فالجواب: أن لا، لولا احتياجه ليلًا ونهارًا إلى سؤال الهداية لما أرشده الله إلى ذلك، فإن العبد مفتقر في كل ساعة وحالة إلى الله تعالى في تثبيته على الهداية، ورسخوه فيها، وتبصره وازدياده منها، واستمراره عليها، فإن العبد لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا إلا ما شاء الله، فأرشده تعالى إلى أن يسأله في كل وقت أن يمده بالمعونة والثبات والتوفيق، فالسعيد من وفَّقه الله تعالى لسؤاله، فإنه تعالى قد تكفَّل بإجابة الداعي إذا دعاه، ولا سيما المضطر المحتاج المفتقر إليه آناء الليل، وأطراف النهار.



• قال ابن عباس: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفاتحة: 7] بطاعتك، وعبادتك، من ملائكتك، وأنبيائك، والصدِّيقين، والشهداء، والصالحين.



﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]:

• اليهود فقدوا العمل، والنصارى فقدوا العلم؛ ولهذا كان الغضب لليهود، والضلال للنصارى؛ لأن من علم وترك استحق الغضب، بخلاف من لم يعلم.



• المعنى اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم ممن تقدم وصفهم ونعتهم...غير صراط المغضوب عليهم، وهم الذين فسدت إرادتهم، فعلموا الحق وعدلوا عنه، ولا صراط الضالين وهم الذين فقدوا العلم، فهم هائمون في الضلالة، لا يهتدون إلى الحق.

جرااح
12-30-23, 03:57 PM
الله يجزااك الخير
اخي الموقر وبارك
بك واثابك

عطاء دائم
12-31-23, 07:37 AM
جزاك الله عنا خير الجزاء اخي
ونفع بك
يختم ل3 ايام مع التقييم


SEO by vBSEO 3.6.1