المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شروط لا إله إلا الله


عبدالله الهُذلي
01-12-24, 02:45 PM
شروط لا إله إلا الله


قال العلامة حافظ حكمي: في "معارج القبول" (2/ 419): هذا تفصيل الشروط السبعة التي قيدت بها هذه الشهادة، فأصغ سمعك وأحضر قلبك لإملاء أدلتها وتفهمها وتعلقها، ثم اعمل على وَفق ذلك تفُز بسعادة الدنيا والآخرة إن شاء الله كما وعد الله تعالى ذلك، إنه لا يخلف الميعاد:

الأول: العلم بمعناها المراد منها نفيًا وإثباتًا المنافي للجهل بذلك:

قال الله عز وجل: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله ﴾ [محمد: 19].

وقال تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [الزخرف: 86]؛ أي: بلا إله إلا الله، وهم يعلمون بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم.



وقال الله تعالى: ﴿ شَهِدَ الله أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18].



وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].



وقال الله: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9].



وقال الله تعالى: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 43].



وفي صحيح مسلم (43) عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله، دخل الجنة).



الثاني: اليقين المنافي للشك بأن يكون قائلها مستيقنًا بمدلول هذه الكلمة يقينًا جازمًا:

فإن الإيمان لا يغني فيه إلَّا علم اليقين لا علم الظن، فكيف إذا دخله الشك، قال الله: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِالله وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحجرات: 15].



فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله، كونهم لم يرتابوا؛ أي: لم يشكوا.



فأمَّا المرتاب فهو من المنافقين والعياذ بالله الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ﴾ [التوبة: 45].



وفي "صحيح مسلم (44) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما، إلا دخل الجنة).



وفي رواية لمسلم (45): (لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما، فيحجب عن الجنة).



وفي "صحيح مسلم" (51) عنه رضي الله عنه من حديث طويل أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بنعليه، فقال: (مَن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًًا بها قلبه، فبشِّره بالجنة...).



فاشترط في دخول قائلها الجنة: أن يكون مستيقنًا بها قلبه غير شاك فيها، وإذا انتفى الشرط انتفى المشروط.



الثالث: القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه:

قد قص الله عز وجل علينا من أنباء ما قد سبق، من إنجاء من قَبِلَهَا، وانتقامه ممن ردَّها وأباها؛ كما قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [الزخرف: 23ـ 25].



وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47].



وقال تعالى: ﴿ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 103].



وكذلك أخبرنا بما وعد به القابلين لها من الثواب، وما أعدَّه لمن ردها من العذاب، كما قال تعالى: ﴿ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله ﴾ الآيات إلى قوله: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ﴾ [الصافات: 22ـ 36].



فجعل الله تعالى علة تعذيبهم وسببَه هو استكبارهم عن قول لا إلا إله الله، وتكذيبهم من جاء بها، فلم ينفوا ما نفته ولم يثبتوا ما أثبتته، بل قالوا إنكارًا واستكبارًا - كما أخبر الله عنهم -: ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴾ [ص: 5 ـ 7].



وقالوا ها هنا: ﴿ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ﴾ [الصافات: 36 ].



فكذبهم الله عز وجل ورد ذلك عليهم عن رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: ﴿ بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الصافات: 37] إلى آخر الآيات.



ثم قال في شأن من قبلها: ﴿ إِلَّا عِبَادَ الله الْمُخْلَصِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [الصافات: 40 ـ 43] إلى آخر الآيات.



وقال تعالى: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ﴾ [النمل: 89].



وفي "البخاري" (79)، و"مسلم" (2282)، عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم؛ كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا، فكان منها نقية قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء، ولا تنبت كلًا، فذلك مثل مَن فَقِهَ في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلِم وعمِل، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به).



الرابع: الانقياد لما دلت عليه الانقياد المنافي للترك:

قال الله عز وجل: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ﴾ [الزمر: 54].



وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾ [النساء: 125].



وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى الله وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ﴾؛ أي: بلا إله إلا الله ﴿ وَإِلَى الله عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 22].



ومعنى ﴿ يُسْلِمْ وَجْهَهُ ﴾ أي: ينقاد ﴿ وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾ موحد، ومن لم يسلم وجهه إلى الله، ولم يك محسنًا؛ فإنه لم يستمسك بالعروة الوثقى.



وهو المعني بقوله عز وجل بعد ذلك: ﴿ وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ الله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴾ [لقمان: 23 ـ 24].



وفي حديث صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئتُ به)، هذا هو تمام الانقياد وغايته.



الخامس: الصدق فيها المنافي للكذب:

وهو أن يقولها صدقًا من قلبه يواطئ قلبه لسانه؛ قال الله عز وجل: ﴿ الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ الله الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 1ـ 3].



وقال تعالى في شأن المنافقين الدين قالوها كذبًا: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِالله وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ الله وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ الله مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [البقرة: 8 ـ10].



وكم ذكر الله تعالى من شأنهم وأبدى وأعاد، وكشف أستارهم وهتكها، وأبدى فضائحهم في غير ما موضعٍ من كتابه، كالبقرة وآل عمران والنساء، والأنفال والتوبة وسورة كاملة في شأنهم، وغير ذلك.



وفي "البخاري" برقم (128)، و"مسلم" (32) عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله صدقًا من قلبه، إلَّا حرَّمه الله على النار).




فاشترط في إنجاء من قال هذه الكلمة من النار أن يقولها صدقًا من قلبه، فلا ينفعه مجرد اللفظ بدون مواطأة القلب.


وفي "البخاري" (63) و"مسلم" (12) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، ومن حديث طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه في "البخاري" (46) و"مسلم" (11) في قصة ضمام بن ثعلبة وافد بني سعد بن بكر، لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرائع الإسلام، فأخبره، قال: هل عليَّ غيرها؟ قال: (لا إلا أن تطوع)، قال: والله لا أزيد عليها ولا أنقص منها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفلَح إن صدق).



وفي رواية للنسائي (459)- قال عنها العلامة الألبـاني: في "صحيح وضعيف النسائي": صحيح قال صلى الله عليه وسلم: (إن صدق ليدخلن الجنة)، فاشترط في فلاحه ودخول الجنة: أن يكون صادقًا.



السادس: الإخلاص:

وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك، قال الله تبارك وتعالى: ﴿ أَلَا لله الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ [الزمر: 3].



وقال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5].



وقال تعالى: ﴿ فَاعْبُدِ الله مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴾ [الزمر: 2].



وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ الله مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴾ [الزمر: 11].



وقال تعالى: ﴿ قُلِ الله أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي ﴾ [الزمر: 14].



وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِالله وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لله فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ الله الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 145ـ 146].



وفي "البخاري (99) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه أو نفسه).



وفي "البخاري" (425) و"مسلم" (33)، عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله عز).



وفي "جامع الترمذي" (3590)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما قال عبدٌ قط لا إله إلا الله مخلصًا؛ إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر).


قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه؛ اهـ.



وقال العلامة الألباني: في "صحيح وضعيف الترمذي" الرقم السابق: حسن؛ اهـ.


وللنسائي في "اليوم والليلة" (28) من حديث رجلين من الصحابة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، مخلصًا له بها قلبه، يصدق بها لسانه، إلا فتق الله لها السماء فتقًا، حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض، وحق لعبد نظر الله إليه أن يعطيه سؤله).



قال العلامة الألباني: في تخريج "كلمة الإخلاص" (ص61): إسناده صحيح؛ اهـ.



السابع: المحبة لهذه الكلمة ولما اقتضته ودلَّت عليه ولأهلها العاملين بها الملتزمين لشروطها، وبغض ما ناقض ذلك:

قال الله عز وجل: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ الله أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله ﴾ [البقرة: 165].



وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ﴾ [المائدة: 54].



فأخبرنا الله عز وجل أن عباده المؤمنين أشد حبًّا له، وذلك لأنهم لم يشركوا معه في محبته أحدًا كما فعل مدعو محبته من المشركين الذين اتخذوا من دونه أندادًا يحبونه كحبه؛ اهـ.




وقد نظم بعضهم شروط لا إله إلا الله، فقال:

علمٌ يقينٌ وإخلاصٌ وصدقك
معْ محبةٍ وانقيادٍ والقبول لها
وزيد ثا منها الكفرانُ منك بما
سوى الإله من الأشياء قد ألها


ركنا شهادة أن لا إله إلا الله وبيان أن النفي المحض أو الإثبات المحض ليسا بتوحيد:

الركن الأول: النفي، وهو قول (لا إله) نافيًا وجود معبود بحق سوى الله.


و الركن الثاني: الإثبات: وهو قول (إلَّا الله) مثبتًا العبادة لله وحده، دون كل من سواه.



فالإثبات المحض ليس بتوحيد، والنفي المحض ليس بتوحيد، فلا بد من الجمع بينهما، والله أعلم.



قال ابن القيم: في "البدائع" (1/ 141): طريقة القرآن في مثل هذا أن يقرن النفي بالإثبات، فينفي عبادة ما سوى الله، ويثبت عبادته، وهذا هو حقيقة التوحيد، والنفي المحض ليس بتوحيد؛ اهـ.



انظر: للمزيد: "معارج القبول" (2/ 418)، و"الدروس المهمة" الدرس الثاني، و"البيان المفيد" (ص12)، و"التمهيد شرح كتاب التوحيد" (ص93)، و"القول المفيد في أدلة التوحيد" (ص28)، وغيرها.




إعراب لا إله إلا الله:

قال العلامة العثيمين: في "شرح أصول في التفسير" (ص13): أسلم ما يقال في إعراب (لا إله إلى الله): أن خبر (لا) النافية محذوف، ولفظ الجلالة الذي بعد (إلَّا) بدل منه؛ اهـ.

SaMeH-DeS
01-12-24, 06:18 PM
طرح رائع
بروعتك
كلمات ابهرتنا وراقت لنا
ابداعك وصل القمم
كنت هنا اتذوق الشهد


SEO by vBSEO 3.6.1