المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عِظَة مُسْتَلْفَظَة


لبلبوني
02-22-24, 02:16 PM
لفّتْ عيناي لفَّةً دائرية باستدارة كاملة كمن يدعكها بأصبعه فترفّ باحثةً عن شيءٍ ما كمن يبحث عن مفقود فرأيت نظرات استغراب من المارقين حولي فلا غرو فمع دوار العين تدور الأفكار فتتضعضع هم لا يعلمون عن رغبتي

هذه اللَّحْظَةَ حتى فهموا بعد ما لأجله فرّعت كُمَّيَّ عكس ما تُفرّع عارضة أزياء قوامها أمام فاتنيها من الرجال فسرتُ تائها أبحث عن ماء لأتوضّأ وأصلي مع جماعة تحيط بمكاني ولست من الرعاة القُحَاحِ المُتَفَنِّنِين في وصف

حركة السُّحب لأستسقي قطراتها ولا من المتكهِّنين من علماء معبري حالة الطقس لأتمايل بين أضِبَّتِهِ أبدا كل ما في الأمر أن وقت صلاة المغرب حان وما وجدتُ ماءً للوضوء فوثبتْ في نفسي فكرة أبكتني ووقعت في حيرة

فقد قرأت مرارًا ومن مِنَّا لم يقرأها في قوله تعالى (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ) انشغلت في تفسيرها فشغلتني عن الصلاة فاحترت أي العبادتين أقرِّبها لجلاله وعظمته حتى استلهمتني

فكرة شراء قارورة ماء بريال وأخشى عليّ مِنِّي حتى وأنا أكتب خشيت من إثم مَمْنونِيَّتِي فلست أهلاً لإقرار أحد واعترافه بامتناني فالله عز شأنه الذي مَنَّنَ عليَّ نِعَمَهُ بلا عدد حتى فاقت البدد في كل زُقاق فليس أَعْوَزَ ولا

أَحْوَجَ من مخلوق لخالقه ومرزوق لرازقه ومُتَّكِلٍ لِمُتَوَكَّلٍ عليه الأمر يا سادة تقريب قرباني له لا أكثر ( وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَىْ ءَادَمَ بِٱلْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلْءَاخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ

ٱلْمُتَّقِينَ ) عساه يكون من القرابين المتقبلة فاشتريت القارورة كلَّفتني مئة هللةٍ فحسب لتزيد في القُرب توضَّأْتُ بها بكيت لتأخري فللصلاة وقت محدد والقلب يزيد من فَيْنانِهِ أن يتعبّد اصطففت معهم في

سجدتهم الأخيرة حلوة هي في المذاق والاشتياق لا أعرف كيف أعبر عن طعم دمعي الرقراق والحرّاق فقد تذكرت لمّا قمت أكمل ما فاتني لقاء الله بمفردي خلاف صلاة الجماعة على غرار(وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ القَوْمُ لا يَشْقَى

بهِمْ جَلِيسُهُمْ ) فقد انفلت الحبل المهين مع البشر واشتد المتين مع الله ولات ساعة مندم في أوقات الصلوات فقد قيل قول الحق من أحاديث سُنن آيات وعظات


محمد الشعلان

جرااح
02-22-24, 02:25 PM
احسسنت اخي الموقرر
جزااك الله خيرر
استاذي موضوع قيم
وهادف حفظك الله

عطاء دائم
02-23-24, 07:25 AM
مقالة رائعة اخي
نسأل الله ان يتقبل منا ومنكم
ويجعلنا واياكم من عباده المقربين
يعطيك العافية
يختم ل3 ايام مع التقييم

شريان قلب
02-23-24, 09:57 AM
يعطيك العافية وقواك الله

EVE
02-24-24, 09:30 AM
لحظات


تستحق التأمل


و الحمد و الشكر على النعم



أحسنت أخي الشعلان

الْياسَمِينْ
02-24-24, 08:55 PM
إنها اللبنات الأساسية لعواطفنا التي تغمرنا
فمن خلال التأمل والتذكر والتفكر
بما يدور حولنا وما نشاهده..
نستطيع بناء هياكل هائلة في قلوبنا
من المعرفة والفهم ..
عافانا الله من تلك المظاهر والمواقف
التي تستوقفنا وأبعدنا عنها .

استمتعت جدا بقراءتي لك:81:


SEO by vBSEO 3.6.1