الْياسَمِينْ
02-25-24, 08:49 AM
للرحلة فلسفتها في الآداب والفنون والعلوم ..
فلسفة بسيطة في الظاهر أن ترتحل هو أن تعرف أكثر..
أن ترتحل هو أن تتفهم الأفكار والعقائد أكثر..
أن ترتحل هو أن تستكشف المجهول..
ولكن في عمق كل هذا أن ترتحل هو أن تقترب من نفسك أكثر كيف ؟!
كيف تجتمع ما يبدو أنها نقائض؟
كلما ابتعدنا عن المألوف صار البعيد مألوفًا..
كلما ارتحلنا اقتربنا..
كلما احتوتنا المتاهات عرفنا الطريق!
كل هذه نقائض، أو هكذا تبدو ..
تمحو إحداها الأخرى،تقول إحداها شيئا
وتقول الأخرى شيئًا مختلفًا ، ومع ذلك يبدو لمن يمارس الرحيل
سواء على صفحات كتاب أو على تضاريس جغرافية،
أنه يمحو النقائض،ويصل إلى وحدة من نوع ما
تحت كل هذا التنوع ،وهذا التجاذب
بين مفاهيم البعد والقرب، والآخر والذات، والأفق والمكان ..
وحدة من أبرز خصائصها إنها إسقاط أضواء على الذات ومحيطها..
تعريف بالمجهول في النفس وقدراتها، وتعميق لإمكانيات البصر والبصيرة.
في هذه الوحدة، أو البؤرة، يقول الإنسان أنه يغدو كذلك
بقدر ما يجمع من آفاق وبقدر ما يرتاد من متاهات
وبقدر ما يتعلم من لغات سواء أكانت لغات بشر أو شعر أوحجر.
الرحلة قراءة في المشهد الإنساني والطبيعي
اغتراب من أجل انتماء أوسع وأغنى
ليس لأن " العود في أرضه نوع من الحطب" كما يقول شاعر قديم
- لايحضرني اسمه-
بل لأن العود يظل نوعا من الحطب في أي مكان يحط فيه
إن لم يخرج من حالته الخشبية، ويتخطى وجوده المغلف
ويتحول إلى موجة أو هبة رياح أفق.
وليس من سبيل سوى هذه الرحلة إلى تخطي
مثل هذه الحالة التي لاتعرفها إلا المستنقعات..
لا الجداول والأنهار..
كن جدولا أو نهرًا لا مستنقعا!
ربما كان هذا هو نداء الحياة.
بقلم الياسمين
الأحد 25 فبراير 2024م
فلسفة بسيطة في الظاهر أن ترتحل هو أن تعرف أكثر..
أن ترتحل هو أن تتفهم الأفكار والعقائد أكثر..
أن ترتحل هو أن تستكشف المجهول..
ولكن في عمق كل هذا أن ترتحل هو أن تقترب من نفسك أكثر كيف ؟!
كيف تجتمع ما يبدو أنها نقائض؟
كلما ابتعدنا عن المألوف صار البعيد مألوفًا..
كلما ارتحلنا اقتربنا..
كلما احتوتنا المتاهات عرفنا الطريق!
كل هذه نقائض، أو هكذا تبدو ..
تمحو إحداها الأخرى،تقول إحداها شيئا
وتقول الأخرى شيئًا مختلفًا ، ومع ذلك يبدو لمن يمارس الرحيل
سواء على صفحات كتاب أو على تضاريس جغرافية،
أنه يمحو النقائض،ويصل إلى وحدة من نوع ما
تحت كل هذا التنوع ،وهذا التجاذب
بين مفاهيم البعد والقرب، والآخر والذات، والأفق والمكان ..
وحدة من أبرز خصائصها إنها إسقاط أضواء على الذات ومحيطها..
تعريف بالمجهول في النفس وقدراتها، وتعميق لإمكانيات البصر والبصيرة.
في هذه الوحدة، أو البؤرة، يقول الإنسان أنه يغدو كذلك
بقدر ما يجمع من آفاق وبقدر ما يرتاد من متاهات
وبقدر ما يتعلم من لغات سواء أكانت لغات بشر أو شعر أوحجر.
الرحلة قراءة في المشهد الإنساني والطبيعي
اغتراب من أجل انتماء أوسع وأغنى
ليس لأن " العود في أرضه نوع من الحطب" كما يقول شاعر قديم
- لايحضرني اسمه-
بل لأن العود يظل نوعا من الحطب في أي مكان يحط فيه
إن لم يخرج من حالته الخشبية، ويتخطى وجوده المغلف
ويتحول إلى موجة أو هبة رياح أفق.
وليس من سبيل سوى هذه الرحلة إلى تخطي
مثل هذه الحالة التي لاتعرفها إلا المستنقعات..
لا الجداول والأنهار..
كن جدولا أو نهرًا لا مستنقعا!
ربما كان هذا هو نداء الحياة.
بقلم الياسمين
الأحد 25 فبراير 2024م