الْياسَمِينْ
04-20-24, 11:55 AM
يقول أبو العلاء هنا:
إذا عيّر الطائي بالبخل مادر وعيّر قسًا بالفهاهة باقل
وقال السهى للشمس أنت كسيفة وقال الدجى للبدر وجهك حائل
فيا موت زر إن الحياة ذميمة ويا نفس جدي إن دهرك هازل
يصف أبو العلاء المعري في قصيدة له حالة تتقلب القيم فيها رأسا على عقب ويمثل على ذلك بالقول؛ إذا وصف الطائيَّ الكريم بالبخل مادرٌ، أحد المشهورين بالبخل ،وإذا اتهم باقلٌ الذي يعاني من العيِّ خطيبًا مشهورا بالفهاهة، وإذا تحدث نجم السهى الخافت الضوء وقال للشمس: أنت ضئيلة، وتبجّح الدجى وادّعى أن لون الصبح باهت، إذا حدث كل هذا فأيّ قيمة تبقى للحياة على الأرض؟
أليس الأجدر بها دعوة الموت إلى زيارتها كما يقول أبو العلاء؟!!
بهذه الحدة يخلص هذا الشاعر الفيلسوف،أو فيلسوف الشعراء بتعبير بعضهم إلى أن سيادة غير المعقول وغير المنطقي والمتنافر مع الحس السليم، يجعل الحياة ذميمة، ولكنه يعود إلى نفسه في النهاية ويطلق هذا النداء: ويانفس جدي إن دهرك هازل، أي أنه قرر وحيدا منفردا تحمل مسؤولية الرد على مسرحية أدت بها أقاويل البخيل والعيّ والدجى والأرض والحصى والجنادل أدوارها،
في هذا النداء الأخير يحضر الإنسان مصمما وقويا على رد الصاع صاعين، ومنازلة انقلاب القيم بالجدية التامة التي لا تقبل سيادة الصور الهازلة، والتي لا تقبل الانسحاق تحت وطأة عالم يشارك في تزويره المزورون، وتشارك حتى عناصر الطبيعة في جعله لا يطاق حتى تتخلى عن سنن الخلق .
صحيح أن هذه الصور تمثيلية ليست سوى تخيلات شاعر،ولكن كثيرًا ما يكون الخيال أعمق من أميال من الأكاذيب التي لا يثبت صحتها إلى التكرار وحدة .
إذا عيّر الطائي بالبخل مادر وعيّر قسًا بالفهاهة باقل
وقال السهى للشمس أنت كسيفة وقال الدجى للبدر وجهك حائل
فيا موت زر إن الحياة ذميمة ويا نفس جدي إن دهرك هازل
يصف أبو العلاء المعري في قصيدة له حالة تتقلب القيم فيها رأسا على عقب ويمثل على ذلك بالقول؛ إذا وصف الطائيَّ الكريم بالبخل مادرٌ، أحد المشهورين بالبخل ،وإذا اتهم باقلٌ الذي يعاني من العيِّ خطيبًا مشهورا بالفهاهة، وإذا تحدث نجم السهى الخافت الضوء وقال للشمس: أنت ضئيلة، وتبجّح الدجى وادّعى أن لون الصبح باهت، إذا حدث كل هذا فأيّ قيمة تبقى للحياة على الأرض؟
أليس الأجدر بها دعوة الموت إلى زيارتها كما يقول أبو العلاء؟!!
بهذه الحدة يخلص هذا الشاعر الفيلسوف،أو فيلسوف الشعراء بتعبير بعضهم إلى أن سيادة غير المعقول وغير المنطقي والمتنافر مع الحس السليم، يجعل الحياة ذميمة، ولكنه يعود إلى نفسه في النهاية ويطلق هذا النداء: ويانفس جدي إن دهرك هازل، أي أنه قرر وحيدا منفردا تحمل مسؤولية الرد على مسرحية أدت بها أقاويل البخيل والعيّ والدجى والأرض والحصى والجنادل أدوارها،
في هذا النداء الأخير يحضر الإنسان مصمما وقويا على رد الصاع صاعين، ومنازلة انقلاب القيم بالجدية التامة التي لا تقبل سيادة الصور الهازلة، والتي لا تقبل الانسحاق تحت وطأة عالم يشارك في تزويره المزورون، وتشارك حتى عناصر الطبيعة في جعله لا يطاق حتى تتخلى عن سنن الخلق .
صحيح أن هذه الصور تمثيلية ليست سوى تخيلات شاعر،ولكن كثيرًا ما يكون الخيال أعمق من أميال من الأكاذيب التي لا يثبت صحتها إلى التكرار وحدة .