صفة الجنة ....

[عطاء دائم]

[COLOR="Blue"][COLOR="Blue"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://www.arabsharing.com/do.php?img=329142

صفة الجنة

الجزء 1️⃣

سنبدأ بعون الله سلسلة جديدة عن الجنة و صفتها

* وبما أنها من عالم الغيب، فهي داخلة في علوم العقيدة، وأردنا أن نذكر فى سلسلة دروس العقيدة صفة الجنة والنار، لأنهما من آخر دور الإنسان، فلا دار بعدهما، ولا حياة بعدهما، ففيهما الحياة الدائمة الأبدية السرمدية ومن باب تشويق المؤمنين لكى يعملوا من الصالحات ليكونوا من أهلها جعلنى الله عز وجل وإخوانى المسلمين من أهلها إنه ولى ذلك والقادر عليه .

هي اﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ :
* { ﺇﻥ اﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺕ ﻭﻧﻬﺮ (54) ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪ ﺻﺪﻕ ﻋﻨﺪ ﻣﻠﻴﻚ ﻣﻘﺘﺪﺭ (54)}
* [اﻟﻘﻤﺮ : 54، 55]

ﻭﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻘﺪﺳﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ، ﻳﺒﻠﻎ ﺑﻪ عن اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺃﻋﺪﺩﺕ ﻟﻌﺒﺎﺩﻱ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻣﺎ ﻻ ﻋﻴﻦ ﺭﺃﺕ ، ﻭﻻ ﺃﺫﻥ ﺳﻤﻌﺖ ، ﻭﻻ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺑﺸﺮ ، ﻭﻣﺼﺪاﻕ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ : {ﻓﻼ ﺗﻌﻠﻢ ﻧﻔﺲ ﻣﺎ ﺃﺧﻔﻲ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺮﺓ ﺃﻋﻴﻦ ﺟﺰاء ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ} .
** متفق عليه.

وسنتناول إن شاء الله تعالى وصف الجنة وما فيها بحسب ما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهلها.
************

[جرااح]

جعلنا الله وأياكم
والمسلمين من اهلها اللهم
امين
حزااكم الله خيرر
اختنا الموقره عطاء
على عطآئكم اللامحدوده

[عطاء دائم]

جعلنا الله وأياكم
والمسلمين من اهلها اللهم
امين
حزااكم الله خيرر
اختنا الموقره عطاء
على عطآئكم اللامحدوده

اللهم آمين
واياك خير الجزاء اخي
ربي يحفظك

[عطاء دائم]

صفة الجنة

الجزء 2️⃣

ﺃﺳﻤﺎء اﻟﺠﻨﺔ.

ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺷﺮﻑ اﻟﺠﻨﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻟﻬﺎ ﻋﺪﺓ ﺃﺳﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ،
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻤﺎﻫﺎ ﻭاﺣﺪا ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ اﻟﺬاﺕ، ﻓﺎﻻﺳﻢ اﻟﻌﺎﻡ اﻟﻤﺘﻨﺎﻭﻝ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺪاﺭ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻴﻢ ﻫﻮ( اﻟﺠﻨﺔ)،

* ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻮﺭﺙ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻧﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺗﻘﻴﺎ}.
* [ مريم : 63 ]
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﻧﻮﺩﻭا ﺃﻥ ﺗﻠﻜﻢ اﻟﺠﻨﺔ ﺃﻭﺭﺛﺘﻤﻮﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ}.
* [ الأعراف : 43 ]

ﻭﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺋﻬﺎ : (ﺩاﺭ اﻟﺴﻼﻡ) ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻟﻬﻢ ﺩاﺭ اﻟﺴﻼﻡ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻭﻟﻴﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ}
[ الأنعام : 127 ]

ﻭﻣﻨﻬﺎ : (ﺩاﺭ اﻟﻤﻘﺎﻣﺔ) ﻓﻔﻲ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ {اﻟﺬﻱ ﺃﺣﻠﻨﺎ ﺩاﺭ اﻟﻤﻘﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﻻ ﻳﻤﺴﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺼﺐ ﻭﻻ ﻳﻤﺴﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻐﻮﺏ}.
* [ فاطر : 35 ]

ﻭﻣﻨﻬﺎ : (ﺟﻨﺔ اﻟﻤﺄﻭﻯ ) ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺟﻨﺔ اﻟﻤﺄﻭﻯ}
* [ النجم : 15 ]

ﻭﻣﻨﻬﺎ : (ﺟﻨﺎﺕ ﻋﺪﻥ) ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﺟﻨﺎﺕ ﻋﺪﻥ اﻟﺘﻲ ﻭﻋﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ}.
* [ مريم : 61 ]

ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء: ﻫﺬا اﻻﺳﻢ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺠﻨﺎﻥ ﺇﺫ ﻣﻌﻨﻰ ﻋﺪﻥ "ﺇﻗﺎﻣﺔ "

ﻭﻣﻨﻬﺎ : (ﺩاﺭ اﻟﺤﻴﻮاﻥ) ﺇﺫ ﻫﻲ ﺩاﺭ اﻟﺤﻴﺎﺓ اﻟﺪاﺋﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﻮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﺇﻥ اﻟﺪاﺭ اﻵﺧﺮﺓ ﻟﻬﻲ اﻟﺤﻴﻮاﻥ}.
* [ العنكبوت : 64 ]

ﻭﻣﻨﻬﺎ : (اﻟﻔﺮﺩﻭﺱ) ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ اﻟﻮاﺭﺛﻮﻥ* اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺛﻮﻥ اﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺎﻟﺪﻭﻥ}.
* [ المؤمنون : 10 ]

ﻭﻓﻰ ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - :" ﺫا ﺳﺄﻟﺘﻢ اﻟﻠﻪ ﻓﺎﺳﺄﻟﻮﻩ اﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ، ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻭﺳﻂ اﻟﺠﻨﺔ ﻭﺃﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﺔ ، ﺃﺭاﻩ ﻓﻮﻗﻪ ﻋﺮﺵ اﻟﺮﺣﻤﻦ ، ﻭﻣﻨﻪ ﺗﻔﺠﺮ ﺃﻧﻬﺎﺭ اﻟﺠﻨﺔ" .

ﻭﻣﻨﻬﺎ : (اﻟﻤﻘﺎﻡ اﻷﻣﻴﻦ) ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﺇﻥ اﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻡ ﺃﻣﻴﻦ}
* [ الدخان : ,51 ]

ﻭﻣﻨﻬﺎ : (ﻣﻘﻌﺪ ﺻﺪﻕ) ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺇﻥ اﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺕ ﻭﻧﻬﺮ *ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪ ﺻﺪﻕ ﻋﻨﺪ ﻣﻠﻴﻚ ﻣﻘﺘﺪﺭ}.
[ القمر : 54 ]

ﻭﻣﻨﻬﺎ : (ﺟﻨﺎﺕ اﻟﻨﻌﻴﻢ) ﻭﻫﻮ اﺳﻢ ﺟﺎﻣﻊ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺠﻨﺎﺕ ﻭﻣﺎ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻴﻢ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭاﻟﺒﺎﻃﻦ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺇﻥ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻭﻋﻤﻠﻮا اﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻟﻬﻢ ﺟﻨﺎﺕ اﻟﻨﻌﻴﻢ}.*
* [ لقمان : 8 ]**

يُتبع*

[عطاء دائم]

صفة الجنة

الجزء 3️⃣

ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ اﻟﺠﻨﺔ.

ﺇﻥ ﺃﻭﻝ اﻟﺒﺸﺮ ﺩﺧﻮﻻ ﺇﻟﻰ اﻟﺠﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼﻕ ﻫﻮ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ،

* ﻭﺃﻭﻝ اﻷﻣﻢ ﺩﺧﻮﻻ ﺇﻟﻰ اﻟﺠﻨﺔ ﻫﻢ ﺃﻣﺘﻪ،

* ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺔ ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .

ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ:
ﻓﻌﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ، ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - صلّ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - : ﺃﻧﺎ ﺃﻛﺜﺮ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﺗﺒﻌﺎ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﻉ ﺑﺎﺏ اﻟﺠﻨﺔ.
* (رواه مسلم)

ﻭﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - صلّ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - « ﺁﺗﻰ ﺑﺎﺏ اﻟﺠﻨﺔ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﺄﺳﺘﻔﺘﺢ ﻓﻴﻘﻮﻝ اﻟﺨﺎﺯﻥ ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻣﺤﻤﺪ.
ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺑﻚ ﺃﻣﺮﺕ ﻻ ﺃﻓﺘﺢ ﻷﺣﺪ ﻗﺒﻠﻚ ».
* (رواه مسلم).

ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - صلّ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - : ﺃﺧﺬ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺑﻴﺪﻱ ﻓﺄﺭاﻧﻲ ﺑﺎﺏ اﻟﺠﻨﺔ اﻟﺬﻱ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻨﻪ ﺃﻣﺘﻲ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ، ﻭﺩﺩﺕ ﺃﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﻌﻚ ﺣﺘﻰ ﺃﺭاﻩ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - : ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻚ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ".
* (رواه الحاكم في المستدرك).

ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ اﻟﻨﺒﻲ - صلّ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺻﻔﺎﺕ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ اﻟﺠﻨﺔ ، ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻰ ﻫﺮﻳﺮﺓ - ﺭﺿﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - « ﺃﻭﻝ ﺯﻣﺮﺓ ﺗﻠﺞ اﻟﺠﻨﺔ ﺻﻮﺭﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ اﻟﻘﻤﺮ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺒﺪﺭ ، ﻻ ﻳﺒﺼﻘﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻤﺘﺨﻄﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺘﻐﻮﻃﻮﻥ ، ﺁﻧﻴﺘﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺬﻫﺐ ، ﺃﻣﺸﺎﻃﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺐ ﻭاﻟﻔﻀﺔ ، ﻭﻣﺠﺎﻣﺮﻫﻢ اﻷﻟﻮﺓ ، ﻭﺭﺷﺤﻬﻢ اﻟﻤﺴﻚ ، ﻭﻟﻜﻞ ﻭاﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺯﻭﺟﺘﺎﻥ ، ﻳﺮﻯ ﻣﺦ ﺳﻮﻗﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻭﺭاء اﻟﻠﺤﻢ ، ﻣﻦ اﻟﺤﺴﻦ ، ﻻ اﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻻ ﺗﺒﺎﻏﺾ ، ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻗﻠﺐ ﻭاﺣﺪ ، ﻳﺴﺒﺤﻮﻥ اﻟﻠﻪ ﺑﻜﺮﺓ ﻭﻋﺸﻴﺎ ».
** (متفق عليه).

[عطاء دائم]

صفة الجنة

الجزء 4️⃣

ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ.

ﻋﻦ اﻟﺸﻌﺒﻲ ، ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻤﻐﻴﺮﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ ، ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ ، ﻳﺮﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -

*ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻣﻮﺳﻰ ﺳﺄﻝ ﺭﺑﻪ ، ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻱ ﺭﺏ ، ﺃﻱ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﻨﺰﻟﺔ ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﺭﺟﻞ ﻳﺠﻲء ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺩﺧﻞ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ اﻟﺠﻨﺔ ، ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ : اﺩﺧﻞ ، ﻭﻗﺪ ﻧﺰﻟﻮا ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ، ﻭﺃﺧﺬﻭا ﺃﺧﺬاﺗﻬﻢ ، ﻗﺎﻝ :

ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﺗﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﻣﻠﻮﻙ اﻟﺪﻧﻴﺎ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻧﻌﻢ ، ﺃﻱ ﺭﺏ ، ﻗﺪ ﺭﺿﻴﺖ ، ﻗﺎﻝ : ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻓﺈﻥ ﻟﻚ ﻫﺬا ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻭﻣﺜﻠﻪ ، ﻗﺎﻝ : ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﺭﺿﻴﺖ ﺃﻱ ﺭﺏ ، ﻗﺎﻝ : ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :

ﻓﺈﻥ ﻟﻚ ﻫﺬا ﻭﻋﺸﺮﺓ ﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻌﻪ ، ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﺭﺿﻴﺖ ﺃﻱ ﺭﺏ ، ﻗﺎﻝ : ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻓﺈﻥ ﻟﻚ ﻣﻊ ﻫﺬا ﻣﺎ اﺷﺘﻬﺖ ﻧﻔﺴﻚ ، ﻭﻟﺬﺕ ﻋﻴﻨﻚ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ : ﺃﻱ ﺭﺏ ، ﻓﺄﻱ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﺃﺭﻓﻊ ﻣﻨﺰﻟﺔ ؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺃﺭﺩﺕ ، ﻭﺳﺄﺣﺪﺛﻚ ﻋﻨﻬﻢ ، ﺇﻧﻲ ﻏﺮﺳﺖ ﻛﺮاﻣﺘﻬﻢ ﺑﻴﺪﻱ ، ﻭﺧﺘﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻓﻼ ﻋﻴﻦ ﺭﺃﺕ ، ﻭﻻ ﺃﺫﻥ ﺳﻤﻌﺖ ، ﻭﻻ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺑﺸﺮ ، ﻗﺎﻝ : ﻭﻣﺼﺪاﻕ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ، ﻋﺰ ﻭﺟﻞ :

{ﻓﻼ ﺗﻌﻠﻢ ﻧﻔﺲ ﻣﺎ ﺃﺧﻔﻲ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺮﺓ ﺃﻋﻴﻦ ﺟﺰاء ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ}
* [ السجدة : 17 ]
* رواه مسلم.

[عطاء دائم]

صفة الجنة

الجزء 5️⃣

درجات الجنة.

ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻣﻦ ﻳﺄﺗﻪ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻗﺪ ﻋﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻟﻬﻢ اﻟﺪﺭﺟﺎﺕ اﻟﻌﻠﻰ}
** [ طه : 75 ]

ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ:{ﻭﻣﺎ ﻟﻜﻢ ﺃﻻ ﺗﻨﻔﻘﻮا ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ ﻭﻟﻠﻪ ﻣﻴﺮاﺙ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﻻ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﻖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺘﺢ ﻭﻗﺎﺗﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺃﻋﻈﻢ ﺩﺭﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﻔﻘﻮا ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻭﻗﺎﺗﻠﻮا ﻭﻛﻼ ﻭﻋﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭاﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﺧﺒﻴﺮ}
** [ الحديد : 10 ]

اﻟﺠﻨﺔ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻣﺘﻔﺎﺿﻠﺔ ﺗﻔﺎﺿﻼ ﻋﻈﻴﻤﺎ، ﻭﺃﻭﻟﻴﺎء اﻟﻠﻪ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ اﻟﻤﺘﻘﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺑﺤﺴﺐ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻭﺗﻘﻮاﻫﻢ .

ﻗﺎﻝ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﻋﺠﻠﻨﺎ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻧﺸﺎء ﻟﻤﻦ ﻧﺮﻳﺪ ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻪ ﺟﻬﻨﻢ ﻳﺼﻼﻫﺎ ﻣﺬﻣﻮﻣﺎ ﻣﺪﺣﻮﺭا * ﻭﻣﻦ ﺃﺭاﺩ اﻵﺧﺮﺓ ﻭﺳﻌﻰ ﻟﻬﺎ ﺳﻌﻴﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺆﻣﻦ ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﻬﻢ ﻣﺸﻜﻮﺭا * ﻛﻼ ﻧﻤﺪ ﻫﺆﻻء ﻭﻫﺆﻻء ﻣﻦ ﻋﻄﺎء ﺭﺑﻚ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻄﺎء ﺭﺑﻚ ﻣﺤﻈﻮﺭا * اﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﻓﻀﻠﻨﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻭﻟﻵﺧﺮﺓ ﺃﻛﺒﺮ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻭﺃﻛﺒﺮ ﺗﻔﻀﻴﻼ}.
* [ الإسراء : 18 - 21 ]

ﻓﺒﻴﻦ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﺪ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ اﻵﺧﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻄﺎﺋﻪ ، ﻭﺃﻥ ﻋﻄﺎءﻩ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻈﻮﺭا ﻣﻦ ﺑﺮ ﻭﻻ ﻓﺎﺟﺮ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { اﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﻓﻀﻠﻨﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻭﻟﻵﺧﺮﺓ ﺃﻛﺒﺮ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻭﺃﻛﺒﺮ ﺗﻔﻀﻴﻼ }.

ﻓﺒﻴﻦ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ اﻵﺧﺮﺓ ﻳﺘﻔﺎﺿﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻔﺎﺿﻞ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻭﺃﻥ ﺩﺭﺟﺎﺗﻬﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺩﺭﺟﺎﺕ اﻟﺪﻧﻴﺎ.

ﺇﻥ ﺩﺭﺟﺎﺕ اﻟﺠﻨﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ، ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ، ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - : « ﺇﻥ ﻓﻰ اﻟﺠﻨﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻋﺪﻫﺎ اﻟﻠﻪ ﻟﻠﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ ، ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺪﺭﺟﺘﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻭاﻷﺭﺽ ، ﻓﺈﺫا ﺳﺄﻟﺘﻢ اﻟﻠﻪ ﻓﺎﺳﺄﻟﻮﻩ اﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ، ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻭﺳﻂ اﻟﺠﻨﺔ ﻭﺃﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﺔ ، ﺃﺭاﻩ ﻓﻮﻗﻪ ﻋﺮﺵ اﻟﺮﺣﻤﻦ ، ﻭﻣﻨﻪ ﺗﻔﺠﺮ ﺃﻧﻬﺎﺭ اﻟﺠﻨﺔ .(رواه الترمذي)

ﻭﻻ ﻳﻨﻔﻲ ﺃﻥ تكون ﺩﺭجات اﻟﺠﻨﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ، ﺇﺫ اﻟﻤﺮاﺩ ﻣﻨﻪ اﻹﺧﺒﺎﺭ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ اﻟﺪﺭﺟﺎﺕ اﻟﻤﺎﺋﺔ ﻫﻲ ﻟﻠﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ، ﻻ اﻹﺧﺒﺎﺭ ﺑﺤﺼﺮ ﺩﺭﺟﺎﺕ اﻟﺠﻨﺔ، ﻭﻳﺆﻳﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻮﻕ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ، ﻓﻬﻮ ﻓﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺩﺭﺟﺔ، ﺃﻣﺎ ﻫﺬﻩ اﻟﺪﺭﺟﺎﺕ اﻟﻤﺎﺋﺔ ﻳﻨﺎﻟﻬﺎ ﺁﺣﺎﺩ ﺃﻣﺘﻪ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺩ.

ﻭﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﺗﺘﻔﺎﻭﺕ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﺑﺤﺴﺐ ﺩﺭﺟﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻭاﻟﻔﻀﻞ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ اﻟﺪﺭﺟﺎﺕ اﻟﻌﻠﻰ ﻟﻴﺮاﻫﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﺳﻔﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﻟﻨﺠﻮﻡ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء،

* ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ : (ﺇﻥ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻟﻴﺘﺮاءﻭﻥ ﺃﻫﻞ اﻟﻐﺮﻑ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻬﻢ ، ﻛﻤﺎ ﺗﺮاءﻭﻥ اﻟﻜﻮﻛﺐ اﻟﺪﺭﻱ اﻟﻐﺎﺑﺮ ، ﺃﻭ اﻟﻐﺎﺋﺮ ﻓﻲ اﻷﻓﻖ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮﻕ ﺃﻭ اﻟﻤﻐﺮﺏ ، ﻗﺎﻟﻮا : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ، ﺗﻠﻚ ﻣﻨﺎﺯﻝ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻻ ﻳﺒﻠﻐﻬﺎ ﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﻗﺎﻝ : ﺑﻠﻰ ﻭاﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ، ﺭﺟﺎﻝ ﺁﻣﻨﻮا ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺻﺪﻗﻮا اﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ)..

(رواه مسلم)

[عطاء دائم]

صفة الجنة

الجزء 6️⃣


أبواب الجنة.

ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:{ﺟﻨﺎﺕ ﻋﺪﻥ ﻣﻔﺘﺤﺔ ﻟﻬﻢ اﻷﺑﻮاﺏ}
* [ ص : 50 ] أي: ﻣﻔﺘﺤﺔ ﺃﺑﻮاﺑﻬﺎ ﺇﻛﺮاﻣﺎ ﻟﻬﻢ ﻟﻴﺪﺧﻠﻮﻫﺎ ﺁﻣﻨﻴﻦ .

ذكر ابن جرير في تفسيره عن الحسن قال: ﺃﺑﻮاﺏ ﻳُﺮﻯ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﻃﻨﻬﺎ، ﻓﺘﻜﻠﻢ ﻭﺗﻜﻠﻢ، ﻓﺘﻬﻤﻬﻢ اﻧﻔﺘﺤﻲ اﻧﻐﻠﻘﻲ، ﻓﺘﻔﻌﻞ.

وأبواب الجنة واسعة، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في حديث الشفاعة الطويل: ﻗﺎﻝ رسول الله صلى الله عليه وسلم (ﻭاﻟﺬﻯ ﻧﻔﺴﻰ ﺑﻴﺪﻩ ﺇﻥ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺼﺮاﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺭﻳﻊ اﻟﺠﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﺔ ﻭﺣﻤﻴﺮ ، ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﺔ ﻭﺑﺼﺮﻯ).

ﻭﻟﻠﺠﻨﺔ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺑﻮاﺏ ، ﻓﻌﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ - ﺭﺿﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻰ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ « ﻓﻰ اﻟﺠﻨﺔ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﺑﻮاﺏ ، ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﺏ ﻳﺴﻤﻰ اﻟﺮﻳﺎﻥ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻪ ﺇﻻ اﻟﺼﺎﺋﻤﻮﻥ »
** (رواه البخاري).

ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﻨﺎﺕ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺑﻌﺾ، ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺑﻮاﺑﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﺑﺎﺏ اﻟﺠﻨﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻮﻕ ﺑﺎﺏ اﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻬﺎ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻋﻠﺖ اﻟﺠﻨﺔ اﺗﺴﻌﺖ، ﻓﻌﺎﻟﻴﻬﺎ ﺃﻭﺳﻊ ﻣﻤﺎ ﺩﻭﻧﻪ، ﻭﺳﻌﺔ اﻟﺒﺎﺏ ﺑﺤﺴﺐ ﻭﺳﻊ اﻟﺠﻨﺔ.

[عطاء دائم]

صفة الجنة

الجزء 7️⃣

خزنة الجنة.

ﺧﺰﻧﺔ: ﺟﻤﻊ ﺧﺎﺯﻥ،

ﻛﺤﻔﻈﺔ :ﺟﻤﻊ ﺣﺎﻓﻆ، ﻭﻫﻮ اﻟﻤﺆﺗﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻲء اﻟﺬﻱ ﻗﺪ اﺳﺘﺤﻔﻈﻪ.
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﺳﻴﻖ اﻟﺬﻳﻦ اﺗﻘﻮا ﺭﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﺠﻨﺔ ﺯﻣﺮا ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﺟﺎءﻭﻫﺎ ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺃﺑﻮاﺑﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺧﺰﻧﺘﻬﺎ ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻃﺒﺘﻢ ﻓﺎﺩﺧﻠﻮﻫﺎ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ}
[ الزمر : 73 ]

أي: إذا ﻭﺻﻠﻮا اﻟﺠﻨﺔ ﺗُﻔﺘﺢ ﻟﻬﻢ ﺃﺑﻮاﺑﻬﺎ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻬﻢ ، ﻭﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﺣﺮاﺳﻬﺎ ( ﺧﺰﻧﺘﻬﺎ ) ﺑﺎﻟﺘﺤﻴﺔ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻬﻢ : ﻃﺎﺑﺖ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻭﺃﻗﻮاﻟﻜﻢ ، ﻭﻃﺎﺏ ﺳﻌﻴﻜﻢ ﻭﺟﺰاﺅﻛﻢ ، ﻓﺎﺩﺧﻠﻮا اﻟﺠﻨﺔ ﻟﺘﻤﻜﺜﻮا ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﺃﺑﺪا .

ﻭﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺗﺜﺒﺖ ﻭﺟﻮﺩ ﺧﺰﻧﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ، ﻭﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ.
ﻭﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - « ﺁﺗﻰ ﺑﺎﺏ اﻟﺠﻨﺔ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﺄﺳﺘﻔﺘﺢ ﻓﻴﻘﻮﻝ اﻟﺨﺎﺯﻥ ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻣﺤﻤﺪ. ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺑﻚ ﺃﻣﺮﺕ ﻻ ﺃﻓﺘﺢ ﻷﺣﺪ ﻗﺒﻠﻚ » (رواه مسلم).

ﻭﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ أيضا ﻳﺜﺒﺖ ﻭﺟﻮﺩ ﺧﺰﻧﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ.

وﻗﺪ ﺳﻤﻰ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺒﻴﺮ ﻫﺬﻩ اﻟﺨﺰﻧﺔ: (ﺭﺿﻮاﻥ)، ﻭﻫﻮ اﺳﻢ ﻣﺸﺘﻖ ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎ.

ﻭﺳﻤﻰ ﺧﺎﺯﻥ اﻟﻨﺎﺭ (ﻣﺎﻟﻜﺎ)، ﻭﻫﻮ اﺳﻢ ﻣﺸﺘﻖ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻚ، ﻭﻫﻮ اﻟﻘﻮﺓ ﻭاﻟﺸﺪﺓ ﺣﻴﺚ ﺗﺼﺮﻓﺖ ﺣﺮﻭﻓﻪ.*************

[عطاء دائم]

صفة الجنة

الجزء 8️⃣

ﺑﻨﺎء اﻟﺠﻨﺔ ﻭﺗﺮاﺑﻬﺎ ﻭﺣﺼﺒﺎﺋﻬﺎ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ.

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه قال ﻗﻠﻨﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺇﻧﺎ ﺇﺫا ﺭﺃﻳﻨﺎﻙ ﺭَﻗﺖَ ﻗُﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﻛﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻵﺧﺮﺓ ﻭﺇﺫا ﻓﺎﺭﻗﻨﺎﻙ ﺃﻋﺠﺒﺘﻨﺎ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺷﻤﻤﻨﺎ اﻟﻨﺴﺎء ﻭاﻷﻭﻻﺩ. ﻗﺎﻝ « ﻟﻮ ﺗﻜﻮﻧﻮﻥ - ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻮ ﺃﻧﻜﻢ ﺗﻜﻮﻧﻮﻥ - ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﻝ اﻟﺘﻰ ﺃﻧﺘﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪﻯ ﻟﺼﺎﻓﺤﺘﻜﻢ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﺄﻛﻔﻬﻢ ﻭﻟﺰاﺭﺗﻜﻢ ﻓﻰ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﺬﻧﺒﻮا ﻟﺠﺎء اﻟﻠﻪ ﺑﻘﻮﻡ ﻳﺬﻧﺒﻮﻥ ﻛﻰ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ».

ﻗﺎﻝ ﻗﻠﻨﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺠﻨﺔ ﻣﺎ ﺑﻨﺎﺅﻫﺎ ﻗﺎﻝ « ﻟﺒﻨﺔ ﺫﻫﺐ ﻭﻟﺒﻨﺔ ﻓﻀﺔ، ﻭﻣﻼﻃﻬﺎ اﻟﻤﺴﻚ اﻷﺫﻓﺮ، ﻭﺣﺼﺒﺎﺅﻫﺎ اﻟﻠﺆﻟﺆ ﻭاﻟﻴﺎﻗﻮﺕ، ﻭﺗﺮاﺑﻬﺎ اﻟﺰﻋﻔﺮاﻥ، ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﻳَﻨﻌﻢ ﻻ ﻳَﺒﺄﺱ، ﻭﻳﺨﻠﺪ ﻻ ﻳﻤﻮﺕ، ﻻ ﺗُﺒﻠﻰ ﺛﻴﺎﺑﻪ، ﻭﻻ ﻳﻔﻨﻰ ﺷﺒﺎﺑﻪ»
* (رواه الإمام أحمد).

ﻭﻣﻼﻃﻬﺎ اﻟﻤﺴﻚ: ﺃﻱ ﻃﻴﻨﻬﺎ اﻟﻤﺴﻚ.
والملاط هو الطين الذي يُطلى به الحائط.
ﻗﺎﻝ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ في حادي الأرواح: ﻭاﻟﻐﺎﻟﺐ ﺃﻥ ﺗﺮاﺏ اﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻋﻔﺮاﻥ ﻓﺈﺫا ﻋﺠﻦ ﺑﺎﻟﻤﺎء اﻟﻄﻴﺐ ﺻﺎﺭ ﻣِﺴﻜﺎ.

ﻭﻓﻲ اﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺰﻫﺮﻱ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﻳﺤﺪﺙ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: "ﺃﺩﺧﻠﺖ اﻟﺠﻨﺔ ﻓﺈﺫا ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻨﺎﺫﺏ اﻟﻠﺆﻟﺆ ﻭﺇﺫا ﺗﺮاﺑﻬﺎ اﻟﻤﺴﻚ"
ﻭﻫﻮ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻤﻌﺮاﺝ.

[عطاء دائم]

صفة الجنة

الجزء 9️⃣

ﺧﻴﺎﻡ اﻟﺠﻨﺔ ﻭﺃﺳﺮﺗﻬﺎ ﻭﺃﺭاﺋﻜﻬﺎ.

ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺣﻮﺭ ﻣﻘﺼﻮﺭاﺕ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺎﻡ}،
* ﻭﻫﺬﻩ اﻟﺨﻴﺎﻡ ﻏﻴﺮ اﻟﻐﺮﻑ.

وأما صفتها ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻰ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ «ﺇﻥ ﻓﻰ اﻟﺠﻨﺔ ﺧﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻟﺆﻟﺆﺓ ﻣﺠﻮﻓﺔ ، ﻋﺮﺿﻬﺎ ﺳﺘﻮﻥ ﻣﻴﻼ ، ﻓﻰ ﻛﻞ ﺯاﻭﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻫﻞ ، ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻥ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻳﻄﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ»
* (رواه البخاري).

ﻭﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ، ﻗﺎﻝ : اﻟﺨﻴﻤﺔ ﻟﺆﻟﺆﺓ ﻣﺠﻮﻓﺔ ، ﻓﺮﺳﺦ ﻓﻲ ﻓﺮﺳﺦ ، ﻟﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﻣﺼﺮاﻉ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ. (رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح).
والفرسخ: قرابة خمسة كيلومتر.

ﻭعن سرر الجنة ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺮﺭ ﻣﺮﻓﻮﻋﺔ ﻭﺃﻛﻮاﺏ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻭﻧﻤﺎﺭﻕ ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ ﻭﺯﺭاﺑﻲ ﻣﺒﺜﻮﺛﺔ}.
* ﻭاﻟﻨﻤﺎﺭﻕ: ﻫﻲ اﻟﻮﺳﺎﺋﺪ،
* ﻭاﻟﺰﺭاﺑﻰ: ﻫﻲ اﻟﺒﺴﻂ.

ﻭﺗﺄﻣﻞ ﻛﻴﻒ ﻭﺻﻒ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
* اﻟﻔﺮﺵ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺮﻓﻮﻋﺔ،*
ﻭاﻟﺰﺭابي ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺒﺜﻮﺛﺔ،
ﻭاﻟﻨﻤﺎﺭﻕ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ.

ﻓﺮﻓﻊ اﻟﻔﺮﺵ ﺩاﻝ ﻋﻠﻰ ﺳﻤﻜﻬﺎ ﻭﻟﻴﻨﻬﺎ،
* وﺑﺚ اﻟﺰﺭاﺑﻲ: ﺩاﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﺮﺗﻬﺎ ﻭاﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻊ،
* ﻭﺻﻒ اﻟﻤﺴﺎﻧﺪ: ﺩاﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻬﻴﺄﺓ ﻟﻻﺳﺘﻨﺎﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺩاﺋﻤﺎ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺨﺒﺄﺓ ﺗﺼﻒ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺩﻭﻥ ﻭﻗﺖ.

ﻭﺃﻣﺎ اﻷﺭاﺋﻚ ﻓﻬﻲ ﺟﻤﻊ ﺃﺭﻳﻜﺔ، ﻗﺎﻝ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: {ﻣﺘﻜﺌﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺭاﺋﻚ}، ﻗﺎﻝ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺭﻳﻜﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﺴﺮﻳﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﻠﺔ، ﻓﺈﺫا ﻛﺎﻥ ﺳﺮﻳﺮا ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺠﻠﺔ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺭﻳﻜﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺠﻠﺔ ﺑﻐﻴﺮ ﺳﺮﻳﺮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺃﺭﻳﻜﺔ، ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺭﻳﻜﺔ ﺇﻻ ﻭاﻟﺴﺮﻳﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﻠﺔ، ﻓﺈﺫا اﺟﺘﻤﻌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺭﻳﻜﺔ.

والحجلة هي التي نسميها اليوم (ناموسية).

[عطاء دائم]

صفة الجنة

الجزء 🔟

رائحة الجنة.

ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺭاﺋﺤﺔ ﻋﺒﻘﺔ ﺯﻛﻴﺔ ﺗﻤﻸ ﺟﻨﺒﺎﺗﻬﺎ ، ﻭﻫﺬﻩ اﻟﺮاﺋﺤﺔ ﻳﺠﺪﻫﺎ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻓﺎﺕ ﺷﺎﺳﻌﺔ، ﻭﺟﺎءﺕ اﻟﺴﻨﺔ ﺑﺈﺛﺒﺎﺕ ﺫﻟﻚ، ﻭﺃﻥ ﺑﻌﺾ اﻟﺬﻧﻮﺏ ﺗﺤﺮﻡ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺭاﺋﺤﺔ اﻟﺠﻨﺔ،

* ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻰ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ، ﻗﺎﻝ : (ﺻﻨﻔﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﻟﻢ ﺃﺭﻫﻤﺎ : ﻗﻮﻡ ﻣﻌﻬﻢ ﺳﻴﺎﻁ ﻣﺜﻞ ﺃﺫﻧﺎﺏ اﻟﺒﻘﺮ ﻳﻀﺮﺑﻮﻥ ﺑﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻧﺴﺎء ﻛﺎﺳﻴﺎﺕ ﻋﺎﺭﻳﺎﺕ ﻣﺎﺋﻼﺕ ﻣﻤﻴﻼﺕ، ﺭﺅﻭﺳﻬﻦ ﻣﺜﻞ ﺃﺳﻨﻤﺔ اﻟﺒﺨﺖ اﻟﻤﺎﺋﻠﺔ، ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ اﻟﺠﻨﺔ ﻭﻻ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺭﻳﺤﻬﺎ ، ﻭﺇﻥ ﺭﻳﺤﻬﺎ ﻟﺘﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻛﺬا ﻭﻛﺬا).
* (رواه مسلم).

وفي السنن الكبرى للبيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(ﻭﺇﻥ ﺭﻳﺤﻬﺎ ﻟﺘﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺧﺮﻳﻔﺎ)،
أي سبعين سنة.
وفي صحيح البخاري أربعين سنة.

ﻭاﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻊ بين هذه المسافات ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ : ﺇﻥ اﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﺃﻗﻞ ﺯﻣﻦ ﻳﺪﺭﻙ ﺑﻪ ﺭﻳﺢ اﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻗﻒ ، ﻭاﻟﺴﺒﻌﻴﻦ ﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ.

ﻭﻳﺨﺘﻠﻒ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ اﻷﺷﺨﺎﺹ ﻭاﻷﻋﻤﺎﻝ ، ﻓﻤﻦ ﺃﺩﺭﻛﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ البعيدة ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻤﻦ ﺃﺩﺭﻛﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ القريبة.

[عطاء دائم]

صفة الجنة

الجزء 1️⃣1️⃣

ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻳﺮﺛﻮﻥ ﺃﻫﻞ اﻟﻨﺎﺭ.

ﺟﻌﻞ اﻟﻠﻪ ﻟﻜﻞ ﻭاﺣﺪ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﻣﻨﺰﻟﻴﻦ :
* ﻣﻨﺰﻻ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ
* ﻭﻣﻨﺰﻻ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ ،

* ﺛﻢ أهل النار ﻳﺮﺛﻮﻥ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺭ لو عصوا ربهم ،
* وﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻳﺮﺛﻮﻥ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺃﻫﻞ اﻟﻨﺎﺭ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ لو أطاعوا ربهم ،
* ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ اﻟﻤﻔﻠﺤﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺫﻛﺮ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻠﻬﻢ اﻟﺠﻨﺔ : {ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ اﻟﻮاﺭﺛﻮﻥ * اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺛﻮﻥ اﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺎﻟﺪﻭﻥ}.
* [ المؤمنون : 10 - 11 ]

ﻋﻦ ﺃﺑﻰ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - (ﻣﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﻟﻪ ﻣﻨﺰﻻﻥ، ﻣﻨﺰﻝ ﻓﻰ اﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﻨﺰﻝ ﻓﻰ اﻟﻨﺎﺭ، ﻓﺈﺫا ﻣﺎﺕ ﻓﺪﺧﻞ اﻟﻨﺎﺭ ﻭﺭﺙ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻣﻨﺰﻟﻪ، ﻓﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ اﻟﻮاﺭﺛﻮﻥ).
(رواه ابن حبان)

ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ،( ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ اﻟﻮاﺭﺛﻮﻥ ) ﻗﺎﻝ: ﻳﺮﺛﻮﻥ ﻣﺴﺎﻛﻨﻬﻢ، ﻭﻣﺴﺎﻛﻦ ﺇﺧﻮاﻧﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﺃﻋﺪﺕ ﻟﻬﻢ ﻟﻮ ﺃﻃﺎﻋﻮا اﻟﻠﻪ.
رواه ابن جرير في تفسيره.

[عطاء دائم]

صفة الجنة

الجزء 12

أنهار الجنة.

ﻗﺪ ﺗﻜﺮﺭ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﻮاﺿﻊ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺗﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻬﺎ اﻷﻧﻬﺎﺭ}.
[ البقرة : 25 ]

ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ {ﺗﺠﺮﻱ ﺗﺤﺘﻬﺎ اﻷﻧﻬﺎﺭ}.
* [ التوبة : 100 ]

ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ {ﺗﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻬﻢ اﻷﻧﻬﺎﺭ}.
* [ الأعراف : 43 ]

ﻭﻫﺬا ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺭ:
1️⃣- ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﻭﺟﻮﺩ اﻷﻧﻬﺎﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ.
2️⃣- اﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻬﺎﺭ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻻ ﻭاﻗﻔﺔ.
3️⃣- اﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻏﺮﻓﻬﻢ ﻭﻗﺼﻮﺭﻫﻢ ﻭﺑﺴﺎﺗﻴﻨﻬﻢ.

وأما أنواع الأنهار
فمنها : نهر الكوثر،

فعن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -* اﻟﻜﻮﺛﺮ ﻧﻬﺮ ﻓﻰ اﻟﺠﻨﺔ ﺣﺎﻓﺘﺎﻩ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻭﻣﺠﺮاﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺭ ﻭاﻟﻴﺎﻗﻮﺕ ﺗﺮﺑﺘﻪ ﺃﻃﻴﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻚ ﻭﻣﺎﺅﻩ ﺃﺣﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻌﺴﻞ ﻭﺃﺑﻴﺾ ﻣﻦ اﻟﺜﻠﺞ***
** (رواه الترمذي)

اﻟﻴﺎﻗﻮﺕ : ﺣﺠﺮ ﻛﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻮﺩ اﻷﻧﻮاﻉ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺻﻼﺑﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺎﺱ ، ﺧﺎﺻﺔ ﺫﻭ اﻟﻠﻮﻥ اﻷﺣﻤﺮ.
وهذا النهر أعطاه الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم .

ﻭهناك أنهار أخرى ذكر الله بعضها في قوله ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتي وُعِدَ المُتَّقونَ فيها أَنهارٌ مِن ماءٍ غَيرِ آسِنٍ وَأَنهارٌ مِن لَبَنٍ لَم يَتَغَيَّر طَعمُهُ وَأَنهارٌ مِن خَمرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبينَ وَأَنهارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُم فيها مِن كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغفِرَةٌ مِن رَبِّهِم﴾
* [ محمد : 15 ]

ﻓﺬﻛﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻫﺬﻩ اﻷﺟﻨﺎﺱ اﻷﺭﺑﻌﺔ، ﻭﻧﻔﻰ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻭاﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ اﻵﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﺂﻓﺔ اﻟﻤﺎء ﺃﻥ ﻳﺄﺳﻦ ﻭﻳﺄﺟﻦ ﻣﻦ ﻃﻮﻝ ﻣﻜﺜﻪ، ﻭﺁﻓﺔ اﻟﻠﺒﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻃﻌﻤﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﻤﻮﺿﺔ، ﻭﺁﻓﺔ اﻟﺨﻤﺮ ﻛﺮاﻫﺔ ﻣﺬاﻗﻬﺎ اﻟﻤﻨﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻠﺬﺓ ﻭﺷﺮﺑﻬﺎ، وما تحدثه من الإسكار وذهاب العقل، وغير ذلك من مفاسد الخمر في الدنيا، ﻭﺁﻓﺔ اﻟﻌﺴﻞ ﻋﺪﻡ تصفيته.

ﻭﻫﺬا ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ اﻟﺮﺏ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﻱ ﺃﻧﻬﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺟﻨﺎﺱ ﻟﻢ ﺗﺠﺮ اﻟﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺈﺟﺮاﺋﻬﺎ، فلم ير الناس في الدنيا نهرا من لبن، ولا نهرا من عسل، ولا نهرا من خمر، ﻭﻳﺠﺮﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺃﺧﺪﻭﺩ، ﻭﻳﻨﻔﻲ ﻋﻨﻬﺎ اﻵﻓﺎﺕ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﻊ ﻛﻤﺎﻝ اﻟﻠﺬﺓ ﺑﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻔﻲ ﻋﻦ ﺧﻤﺮ اﻟﺠﻨﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺁﻓﺎﺕ ﺧﻤﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ.

ﻭﺃﻧﻬﺎﺭ اﻟﺠﻨﺔ ﺗﺘﻔﺠﺮ ﻣﻦ ﺃﻋﻼﻫﺎ ﺛﻢ ﺗﻨﺤﺪﺭ ﻧﺎﺯﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟﺎﺗﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻯ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: "ﻓﺈﺫا ﺳﺄﻟﺘﻢ اﻟﻠﻪ ﻓﺎﺳﺄﻟﻮﻩ اﻟﻔﺮﺩﻭﺱ، ﻓﺈﻧﻪ ﻭﺳﻂ اﻟﺠﻨﺔ، ﻭﺃﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﺔ، ﻭﻓﻮﻗﻪ ﻋﺮﺵ اﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻭﻣﻨﻪ ﺗﻔﺠﺮ ﺃﻧﻬﺎﺭ اﻟﺠﻨﺔ".

[واحد قهوه]

موضوع جميل

[صفصف]

قلمك ومواضيعك متالقة ومبدعـــــة

اترقب قلمك واسمك

معلومــات مفيدة ومحفزة

شكرا لك

ودمت بخير من الرحمــــن

[عطاء دائم]

موضوع جميل

اهلا بك
شكرا لكرم مرورك

[عطاء دائم]

قلمك ومواضيعك متالقة ومبدعـــــة

اترقب قلمك واسمك

معلومــات مفيدة ومحفزة

شكرا لك

ودمت بخير من الرحمــــن

أهلا بكِ غاليتي
هو موضوع منقول للفائدة
ربي يحفظك شكراً على كرم مرورك

[عطاء دائم]

صفة الجنة

الجزء 13

عيون الجنة.

ﺃﺧﺒﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻮﺟﻮﺩ العيون ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﻓﻘﺎﻝ : {ﺇﻥ اﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺕ ﻭﻋﻴﻮﻥ}
* [ اﻟﺤﺠﺮ : 45 ]
أي: ﻟﻬﻢ ﺟﻨﺎﺕ ﺗﻨﺒﻊ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻬﺎ ﻋﻴﻮﻥ اﻟﻤﺎء .

ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻋﻴﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺴﻤﻰ ﺳﻠﺴﺒﻴﻼ}
* [ الإنسان : 18 ]

أي: ﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﺗﺴﻤﻰ ﺳﻠﺴﺒﻴﻼ؛ ﻟﺴﻼﻣﺔ ﺷﺮاﺑﻬﺎ ﻭﺳﻬﻮﻟﺔ ﻣﺴﺎﻏﻪ ﻭﻃﻴﺒﻪ.

ﻭﻗﺎﻝ تعالى: {ﻋﻴﻨﺎ ﻳﺸﺮﺏ ﺑﻬﺎ ﻋﺒﺎﺩ اﻟﻠﻪ ﻳﻔﺠﺮﻭﻧﻬﺎ ﺗﻔﺠﻴﺮا}.
* [ الإنسان : 6 ]

وقال تعالى: { ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻋﻴﻨﺎﻥ ﺗﺠﺮﻳﺎﻥ}،
* [ الرحمن : 50 ]

أي : ﻋﻴﻨﺎﻥ ﺗﺴﺮﺣﺎﻥ ﻟﺴﻘﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭاﻷﻏﺼﺎﻥ، ﻓﺘﺜﻤﺮ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻟﻮاﻥ من الفواكه والثمار.

وقال تعالى: {ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻋﻴﻨﺎﻥ ﻧﻀﺎﺧﺘﺎﻥ}،
[ الرحمن : 66 ]

أي : ﻓﻴﺎﺿﺘﺎﻥ ﻓﻮاﺭﺗﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺎء اﻟﻌﺬﺏ، ﻓﻬﻨﺎﻙ عينان ﺗﺠﺮﻳﺎﻥ، ﻭﻫﻨﺎ عينان ﻓﻮاﺭﺗﺎﻥ، ﻭاﻟﺠﺮﻱ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ اﻟﻨﻀﺦ.

[عطاء دائم]

صفة الجنة

الجزء 14

ﺷﺠﺮ اﻟﺠﻨﺔ.

ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻰ ﻭﺻﻒ اﻟﺠﻨﺘﻴﻦ اﻷﻭﻟﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﺮﺣﻤﻦ: {ﺫﻭاﺗﺎ ﺃﻓﻨﺎﻥ}.
* [ الرحمن : 47 ]
ﺃﻱ:ﺃﻏﺼﺎﻥ.

ﻭﻓﻲ ﻭﺻﻒ اﻟﺠﻨﺘﻴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻴﺘﻴﻦ ﻗﺎﻝ: {ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﻭﻧﺨﻞ ﻭﺭﻣﺎﻥ}.
* [ الرحمن : 68 ]

ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻴﻤﻴﻦ ﻣﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻴﻤﻴﻦ * ﻓﻲ ﺳﺪﺭ ﻣﺨﻀﻮﺩ * ﻭﻃﻠﺢ ﻣﻨﻀﻮﺩ * ﻭﻇﻞ ﻣﻤﺪﻭﺩ} .
[ الواقعة : 27 - 30 ]

ﻭاﻟﺴﺪﺭ : ﺷﺠﺮ معروف،
ﻭﻭﺻﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺨﻀﻮﺩ: ﺃﻱ ﻻ ﺷﻮﻙ ﻓﻴﻪ،
ﻭﻗﻴﻞ: ﻗﻄﻊ ﺷﻮﻛﻪ ﻭﺟﻌﻞ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺛﻤﺮا ﻋﻈﻴﻤﺎ،
ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﻨﻔﻌﻨﺎ ﺑﺎﻷﻋﺮاﺏ ﻭﻣﺴﺎﺋﻠﻬﻢ ﺃﻗﺒﻞ ﺃﻋﺮاﺑﻲ ﻳﻮﻣﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ، ﻟﻘﺪ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺷﺠﺮﺓ ﻣﺆﺫﻳﺔ ﻭﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﺷﺠﺮﺓ ﺗﺆﺫﻱ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - : ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ؟ ﻗﺎﻝ : اﻟﺴﺪﺭ ، ﻓﺈﻥ ﻟﻬﺎ ﺷﻮﻛﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - : ﻓﻲ ﺳﺪﺭ ﻣﺨﻀﻮﺩ ﻳﺨﻀﺪ اﻟﻠﻪ ﺷﻮﻛﻪ ﻓﻴﺠﻌﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﻮﻛﺔ ﺛﻤﺮﺓ ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻨﺒﺖ ﺛﻤﺮا ﺗﻔﺘﻖ اﻟﺜﻤﺮﺓ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻦ اﺛﻨﻴﻦ ﻭﺳﺒﻌﻴﻦ ﻟﻮﻧﺎ ﻣﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻮﻥ ﻳﺸﺒﻪ اﻵﺧﺮ ".
(أخرجه الحاكم)
ﻭاﻟﻄﻠﺢ: ﻫﻮ ﺷﺠﺮ اﻟﻤﻮﺯ، ﻗﺎﻟﻪ ﺃﻛﺜﺮ اﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ.

ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻈﻞ اﻟﻤﻤﺪﻭﺩ: ﻓﻴﻔﺴﺮﻩ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻰ ﻫﺮﻳﺮﺓ - ﺭﺿﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻳﺒﻠﻎ ﺑﻪ اﻟﻨﺒﻰ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ : « ﺇﻥ ﻓﻰ اﻟﺠﻨﺔ ﺷﺠﺮﺓ ﻳﺴﻴﺮ اﻟﺮاﻛﺐ ﻓﻰ ﻇﻠﻬﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﻻ ﻳﻘﻄﻌﻬﺎ ، ﻭاﻗﺮؤﻭا ﺇﻥ ﺷﺌﺘﻢ {ﻭﻇﻞ ﻣﻤﺪﻭﺩ }.
(رواه البخاري).

وعن أبي ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻯ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻰ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ « ﺇﻥ ﻓﻰ اﻟﺠﻨﺔ ﺷﺠﺮﺓ ﻳﺴﻴﺮ اﻟﺮاﻛﺐ اﻟﺠﻮاﺩ اﻟﻤﻀﻤﺮ اﻟﺴﺮﻳﻊ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﻣﺎ ﻳﻘﻄﻌﻬﺎ ».
(رواه مسلم).

المضمر : أي الخيل اﻟﻤﻌﺪ ﻟﻠﺴﺒﺎﻕ ﺑﺎﻟﻌﻠﻒ ﻭاﻟﺘﻤﺮﻳﻦ.

وأما عن شكل الأشجار ومادتها ففي ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﻣﺪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﺷﺠﺮﺓ ﺇﻻ ﻭﺳﺎﻗﻬﺎ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ".

ووردت روايات عن جذوع الأشجار أنها من ذهب وزمرد ولؤلؤ وغير ذلك.

[عطاء دائم]

صفة الجنة
الجزء 15

ثمار الجنة.

ﻗﺎﻝ تعالى: {ﺟﻨﺎﺕ ﻋﺪﻥ ﻣﻔﺘﺤﺔ ﻟﻬﻢ اﻷﺑﻮاﺏ ﻣﺘﻜﺌﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻔﺎﻛﻬﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺷﺮاﺏ}.
* [ ص : 50-51 ]

وﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﺁﻣﻨﻴﻦ}
* [ الدخان : 55 ]

ﻫﺬا ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ كثرة الفاكهة والثمار وتنوعها، مع ﺃﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﻧﻘﻄﺎﻋﻬﺎ ﻭﻣﻀﺮﺗﻬﺎ.

ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﺗﻠﻚ اﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺃﻭﺭﺛﺘﻤﻮﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ﻟﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ}.
* [ الزخرف : 72- 73 ]

ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻓﺎﻛﻬﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻻ ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﻭﻻ ﻣﻤﻨﻮﻋﺔ}.
* [ الواقعة : 32 - 33 ]

ﺃﻱ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺩﻭﻥ ﻭﻗﺖ، ﻭﻻ ﺗﻤﻨﻊ ﻣﻤﻦ ﺃﺭاﺩﻫﺎ.

ﻭﻗﺎﻝ تعالى : {ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﻋﻴﺸﺔ ﺭاﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻗﻄﻮﻓﻬﺎ ﺩاﻧﻴﺔ}.
* [ الحاقة : 21 - 23 ]

ﻭاﻟﻘﻄﻮﻑ ﺟﻤﻊ ﻗﻄﻒ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﻄﻒ، ﻭاﻟﻘﻄﻒ ﺑﺎﻟﻔﺘﺢ اﻟﻔﻌﻞ، ﺃﻱ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ﺩاﻧﻴﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻤﻦ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻓﻴﺄﺧﺬﻫﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﺸﺎء.
ﻗﺎﻝ اﻟﺒﺮاء ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ : ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ اﻟﺜﻤﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﻧﺎﺋﻢ.

ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﺩاﻧﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻇﻼﻟﻬﺎ ﻭﺫﻟﻠﺖ ﻗﻄﻮﻓﻬﺎ ﺗﺬﻟﻴﻼ}.
* [ الإنسان : 14 ]

ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ : ﺇﺫا ﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ﺗﺪﻟﺖ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ.
ﻭﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ : ﻗﺮﻳﺐ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﺬﻟﻠﺔ ﻛﻴﻒ ﺷﺎﺅوا، ﻓﻬﻢ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻮﻧﻬﺎ ﻗﻴﺎﻣﺎ ﻭﻗﻌﻮﺩا ﻭﻣﻀﻄﺠﻌﻴﻦ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻛﻘﻮﻟﻪ: {ﻗﻄﻮﻓﻬﺎ ﺩاﻧﻴﺔ}.

ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺗﺬﻟﻴﻞ اﻟﻘﻄﻒ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ، ﻭﺃﻫﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺫﻟﻞ اﻟﻨﺨﻞ ﺃﻱ : ﺳﻮ ﻋﺮﻭﻗﻬﺎ ﻭﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻌﻒ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻬﻞ ﺗﻨﺎﻭﻟﻬﺎ.

ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﺯﻭﺟﺎﻥ}،
* [ الرحمن : 52 ]

ﻭﻓﻲ اﻟﺠﻨﺘﻴﻦ اﻷﺧﺮﻳﻴﻦ : {ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﻭﻧﺨﻞ ﻭﺭﻣﺎﻥ}.
* [ الرحمن : 68 ]

ﻭﺧﺺ اﻟﻨﺨﻞ ﻭاﻟﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻟﻔﻀﻠﻬﻤﺎ ﻭﺷﺮﻓﻬﻤﺎ، ﻛﻤﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ ﺣﺪاﺋﻖ اﻟﻨﺨﻞ ﻭاﻷﻋﻨﺎﺏ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﻨﺒﺄ، ﺇﺫ ﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻧﻮاﻉ اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﻭﺃﻃﻴﺒﻬﺎ ﻭﺃﺣﻼﻫﺎ.

وﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺜﻤﺮاﺕ ﻭﻣﻐﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﺭﺑﻬﻢ}
[ محمد : 15 ]

ﻭﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ اﻟﺰﺑﻴﺮ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: "ﻋُﺮﺿﺖ ﻋﻠﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻄﻔﺎ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﻭﻓﻲ ﻟﻔﻆ ﻓﺘﻨﺎﻭﻟﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻄﻔﺎ ﻓﻘﺼﺮﺕ ﻋﻨﻪ ﻳﺪﻱ".

ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﻬﺬﻳﻞ ، ﻗﺎﻝ : ﻛﻨﺎ ﻣﻊ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﺃﻭ ﺑﻌﻤﺎﻥ ، ﻓﺘﺬاﻛﺮﻭا اﻟﺠﻨﺔ ، ﻓﻘﺎﻝ : « ﺇﻥ اﻟﻌﻨﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﻗﻴﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﻨﻌﺎء ».
(رواه ابن أبي نعيم في صفة الجنة).

ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ : ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ : " ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺃﺗﻨﺎﻭﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻄﻔﺎ ﺃﺭﻳﻜﻤﻮﻩ ﻓﺤﻴﻞ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻪ " . ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ، ﻣﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺐ ؟ ﻗﺎﻝ : " ﻛﺄﻋﻈﻢ ﺩَﻟﻮِِ ﻓَﺮَﺕْ ﺃُﻣُّﻚَ ﻗﻂ "
* (رواه أبو يعلى).

اﻟﺪﻟﻮ : ﺇﻧﺎء ﻳﺴﺘﻘﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﺌﺮ ﻭﻧﺤﻮﻩ.
قط : بمعنى أبدا وفيما مضى من الزمان....

[عطاء دائم]

صفة الجنة

الجزء 16

طعام ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ.

ﺫﻛﺮﻩ اﻟﻠﻪ-ﻋﺰ ﻭﺟﻞ- ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻭﻓﺎﻛﻬﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﺨﻴﺮﻭﻥ * ﻭﻟﺤﻢ ﻃﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﺘﻬﻮﻥ}.
* [ الواقعة : 20 - 21 ]

ﺃﻱ :ﻭﻳﻄﻮﻑ اﻟﻮﻟﺪاﻥ اﻟﻤﺨﻠﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻء اﻷﺑﺮاﺭ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﺑﺄﻟﻮاﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ، ﻓﻴﺨﺘﺎﺭﻭﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﻤﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ .

ﻭﻳﻄﻮﻓﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄﺻﻨﺎﻑ ﻣﻦ ﻟﺤﻮﻡ اﻟﻄﻴﺮ ، ﻓﻴﺄﺧﺬﻭﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻬﻮﻥ .

ﻭﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - : " ﺇﻥ ﻃﻴﺮ اﻟﺠﻨﺔ ﻛﺄﻣﺜﺎﻝ اﻟﺒﺨﺖ ، ﺗﺮﻋﻰ ﻓﻲ ﺷﺠﺮ اﻟﺠﻨﺔ " .

ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ، ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﻟﻄﻴﺮ ﻧﺎﻋﻤﺔ !
ﻓﻘﺎﻝ : " ﺃَﻛْٔﻠَﺘُﻬﺎ ﺃﻧﻌﻢ ﻣﻨﻬﺎ - ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺛﻼﺛﺎ - ﻭﺇﻧﻲ ﻷﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﻤﻦ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ [ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ]
"(رواه أحمد بسند صحيح)


اﻟﺒﺨﺖ ﺑﻀﻢ اﻟﻤﻮﺣﺪﺓ ﻭﺇﺳﻜﺎﻥ اﻟﺨﺎء اﻟﻤﻌﺠﻤﺔ ﻫﻲ اﻹﺑﻞ اﻟﺨﺮاﺳﺎﻧﻴﺔ
ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ، ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - : ﺇﻧﻚ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ اﻟﻄﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﻓﺘﺸﺘﻬﻴﻪ ﻓﻴﺠﻲء ﻣﺸﻮﻳﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ.
** (رواه البزار بسند ضعيف)

ﻭﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﻭﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﻭﻻﻳﺘﻐﻮﻃﻮﻥ,
* ﻓﻌﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - :« ﻳﺄﻛﻞ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺘﻐﻮﻃﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﻤﺘﺨﻄﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺒﻮﻟﻮﻥ* ﻭﻟﻜﻦ ﻃﻌﺎﻣﻬﻢ ﺫاﻙ ﺟﺸﺎء ﻛﺮﺷﺢ اﻟﻤﺴﻚ* ﻳﻠﻬﻤﻮﻥ اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻭاﻟﺤﻤﺪ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻬﻤﻮﻥ اﻟﻨﻔﺲ ».
** (رواه مسلم)
اﻟﺠﺸﺎء : ﺗﻨﻔﺲ اﻟﻤﻌﺪﺓ ﻣﻦ اﻻﻣﺘﻼء.

ﻭﻋﻦ ﺃﻧﺲ ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ : ﺃﻭﻝ ﺷﻲء ﻳﺄﻛﻠﻪ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻛﺒﺪ اﻟﺤﻮﺕ.
(رواه الطيالسي بسند صحيح).

وﺯﻳﺎﺩﺓ ﻛﺒﺪ اﻟﺤﻮﺕ : اﻟﻘﻄﻌﺔ اﻟﻤﻨﻔﺮﺩﺓ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻜﺒﺪ اﻟﺤﻮﺕ ، ﻭﻫﻲ ﺃﻃﻴﺒﻬﺎ ﻭﺃﻟﺬﻫﺎ.

ﻭﻋﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺭﻗﻢ ، ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - : (ﺇﻥ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻟﻴﻌﻄﻰ ﻗﻮﺓ ﻣﺌﺔ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ اﻷﻛﻞ ، ﻭاﻟﺸﺮﺏ ، ﻭاﻟﺠﻤﺎﻉ ، ﻭاﻟﺸﻬﻮﺓ ،
‼️ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮﺩ : ﻓﺈﻥ اﻟﺬﻱ ﻳﺄﻛﻞ ﻭﻳﺸﺮﺏ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ اﻟﺤﺎﺟﺔ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - : ﺣﺎﺟﺔ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻋﺮﻕ ﻳﻔﻴﺾ ﻣﻦ ﺟﻠﺪﻩ ، ﻓﺈﺫا ﺑﻄﻨﻪ ﻗﺪ ﺿﻤﺮ).
(رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح).

ﻗﺎﻝ اﻟﻨﻮﻭﻱ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ :" ﻣﺬﻫﺐ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻭﻋﺎﻣﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺸﺮﺑﻮﻥ ، ﻳﺘﻨﻌﻤﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺑﻐﻴﺮﻩ ، ﻣﻦ ﻣﻼﺫ ﻭﺃﻧﻮاﻉ ﻧﻌﻴﻤﻬﺎ ﺗﻨﻌﻤﺎ ﺩاﺋﻤﺎ ﻻ ﺁﺧﺮ ﻟﻪ ، ﻭﻻ اﻧﻘﻄﺎﻉ ﺃﺑﺪا ، ﻭﺇﻥ ﺗﻨﻌﻤﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﻨﻌﻢ ﺃﻫﻞ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺿﻞ ﻓﻲ اﻟﻠﺬﺓ ﻭاﻟﻨﻔﺎﺳﺔ ، اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻧﻌﻴﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ، ﻭﺃﺻﻞ اﻟﻬﻴﺌﺔ ، ﻭﺇﻻ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺒﻮﻟﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺘﻐﻮﻃﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺘﻤﺨﻄﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﺒﺼﻘﻮﻥ ، ﻭﻗﺪ ﺩﻟﺖ ﺩﻻﺋﻞ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭاﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻏﻴﺮﻩ ، ﺃﻥ ﻧﻌﻴﻢ اﻟﺠﻨﺔ ﺩاﺋﻢ ﻻ اﻧﻘﻄﺎﻉ ﻟﻪ ﺃﺑﺪا ."

هذا وإن ما في الجنة من أنواع الثمار والفواكه واللحوم ليس كمثل الذي في الدنيا، ولا اشتراك بينهما إلا في التسمية فقط، وإلا فإن ما في الجنة يختلف عما في الدنيا اختلافا عظيما.