المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : Post || بين أسرار يوميَّةٍ قدريَّةٍ .. و مصادفاتٍ محضة ||


㋡‏ مآع ـآش من يفرقنآ ㋡‏
07-06-10, 06:05 PM
|| بين أسرار يوميَّةٍ قدريَّةٍ .. و مصادفاتٍ محضة ||





...

تمتلئ حياتنا اليوميَّة بالأسرار القدريَّة

و المصادفات المحضة

منذ صدوح آذان الفجر و حتَّى يتغشَّى المساء السَّواد

و يتمطَّى بجسده على نصف الكرة الأرضيَّة

و يفصل ما بأجسادنا من تيَّار الطّاقة الحركيَّة

فيسكن النَّشاط الجسدي

و نتمطَّى نحن الآخرون وثير أسرَّتنا أو حصير أرضنا

فـنستغرق في مُعجزة النَّوم السُّباتيَّة ..

و مع هذا

تستمرُّ حياتنا اليوميَّة القدريَّة ،

و مُـصادفاتنا المحضة ..

حتَّى مع فصل التَّيار الحركي الجسدي ..

و لكن في صورة الأحلام و المنامات

و الرُّأى الحيَّة ..

هنا يكون النَّشاط حركي ذهني بـمعجزةٍ و قُـدرةٍ إلهيَّة ..

لتستمر أقدار الله فينا

.. حتَّى و نحن في الموتة الصُّغرى ..

...

سادتي ..

ما أسلفته ليس بالجديد عليكم ..

و ما قد أردفه من حديثي قد يكون ــ أيضاً ــ ليس جديداً

و لكن ربَّما يكون غائباً عن أذاهنكم فقط ..

...

(( الأسرار اليوميَّة القدريَّة ، و المصادفات المحضة ))

لا أقصد بها ما يجري في حياتنا من حوادث و أحداث الطبيعة الكونيَّة ..

كالأكل ، و الشُّرب ، و النَّوم ، و المطر ، و إرتفاع درجة الحرارة و انخفاضها ،

و كل ما هو من جنسها ..

بل أعني :

الأشخاص المارِّين بأقدارنا ..

المارقين بأرواحنا ..

الزَّارعين البصمة بأعماقنا ..

المخلِّفين وراءهم إمَّا ابتسامةً صادقةً ..

أو جُرحاً غائراً ..

أو شيئاً بين هذا و ذاك ..



في كل لحظة تُكتب لنا فيها حياة

تمتدُّ بأرواحنا معها مساحةٌ شاسعةٌ من البياض ..

تبحث عن أصباغٍ أخرى ،

و بصماتٍ أخرى ؛

لتشبع حاجتها الفطريَّة ..

.. بـحكم أنَّ الإنسان اجتماعيٌّ بطبعه ..

فما استطاع آدام البقاء بلا أنيس و هو في جنَّة الخُلد بـعظمتها .. !

فكيف بنا نحن البُسطاء على هذه البسيطة ؟!

من هنا وُجدنا و تزاوجنا و تكاثرنا و استمرَّينا ..

و التقينا مع هذا وذاك ..

نصافح حيناً ، و نتبادل الأفكار والأخبار حيناً أخرى ..

و قد يؤول بنا الحال إلى اجتماع حول زاد و زواد ..

واتِّحاد أرواحنا و اختلاطها ثم تقاسُمها في أجسادٍ عدَّة ..

.. حتَّى يستمر بَنْدُول حياتنا بالحراك إلى أن يشاء الله ..


لكن ما شأن تلك المساحات البيضاء .. !

برأيكم هل من السُّهولة النَّقش عليها بأيِّ أصباغٍ كانت ؟

و ما شأن تلك الأرواح !

هل من السُّهولة ــ أيضاً ــ المروق بها لأيٍّ كان ؟

أم أنَّنا صنُعٌ معقَّدٌ ، و مُعجزةٌ ربَّانيَّة ،

و مخلوق مكرَّم على مدى العصور و الأزمان ..

ليس من مقامنا كـطين سجدت له الملائكة

أن يُعبث معنا ، و ربُّ الأرباب أعلى شأننا

و لا أن يُستهان بكينونتنا و كياننا و فالقُ الإصباحِ كوَّننا .. ؟!


حقُّنا أن تُنقش بأرواحنا أجمل الزَّخارف و الآثار ..

و أن تُربَّى حدائقٌ من أطيب الثِّمار و الأزهار ..

و أن تحتفل بنا مخلوقات الكون أجمع ..

و أن نُسعد لِنَسْعِد ..

و أن تُبنى بأعماقنا جسور الثِّقة ، و الإطمئنان ، و الأمان ..

و أن نحيا كما ينبغي لنا .. و كما يليق بنا ..

لكن ماذا إن كان العكس .. ؟!!

ما ذا لو صُنعت من أعماقنا كهوفٌ مهجورةٌ ؟

و مخابئ ضباعٍ مسعورةٍ ؟

ماذا لو سكنتنا الغربان و الخفافيش قسراً .. ؟

ماذا لو صهل حصان الذَّاكرة بباعثٍ جديدٍ لكلِّ المموياءات الجراحيَّة

القابعة على مركز الألم فيها .. ؟

تُرى أيُّ لجامٍ سيحجمه ؟!

أو على الأقل يُهدِّئ من روعه ؟!

فـلنفرض أننا سنكذب على أنفسنا و نقول التأمت الخلايا الجراحيَّة ..

و تمهَّد الجلد ، و زال النَّدب ..

لكن ماذا عن التصدُّع العابث في جدران الذَّاكرة

و أيُّ طلاءٍ سيمحوه أو سيلحم أجزاؤه ؟

و أيُّ سنونٍ ستتوالى عليه تترى دون أن تنحته ؟

㋡‏ مآع ـآش من يفرقنآ ㋡‏
07-06-10, 06:06 PM
تالله أعجب ممَّن يغمس فرشاته بأصباغٍ قاتمة ليلطٍّخ مساحاتنا البيضاء

غير مبالٍ بحجم التَّشوِّه الذي سيخلِّفه ، و لا للبشاعة التي سيلدها

جرَّاء المسخ الدَّامغ لأعماقه ..


و أهتف لمن يتخيَّر الأزهار و الثِّمار التي يستخلص منها أصباغه الزَّاهيَّة ..

و كيف يعتني بفرشه النَّاعمة ، و يستغرق في الشَّهيق و الزَّفير

لينقش إبداعاً زُخرفيّاً على مساحاتنا ، مُراعياً حساسيَّتها و بياضها النَّاصع ..


* صدقوني أيَّها السَّادة ..

ليست مشاعرنا تافهةً ليُعزف عليها بأعواد القش ..

و لا هي مسودَّة تحتمل عبث الأطفال ..

و لا هامشاً تُمارس به المسائل الرِّياضيِّة الصَّعبة ..

و لا ضمادات تُلوَّث بالدِّماء لتوقف نزيف غيرها ..


فقط ..

عتبي على من نمنحهم مساحةً حُـــــرَّةً بيضاء ..

و جسراً صلباً صلداً من الثِّقة ..

فيلطِّخون مساحاتنا ..

و يهدمون الجسور ..

!!

أتدرون يا سآدة ؟

أسوأ الصَّدمات على الإطلاق تلك التي تلامس مبدأ الثِّقة فتزعزه ..

و تسحق الصُّورة المعنويّة الحسيُّة العذبة

التي نقشناها نحن لأولئك بأصباغٍ من خُلاصة الأزهار النديَّة ..

و نحتناها بأعماق الرُّوح ، و أطَّرناها بإطار الذَّاكرة ..

فتضحى بقايانا مخلّفات بعبق الشّظايا

و نكهة الحُطام ، و رائحة الهلاك .. !!


أعزائي ..

ليس نحن من نرسم حياتنا اليوميَّة القدريَّة

و لا مُصادفاتنا المحضة

ففي صحائفنا قد دُوِّنت منذ الأزل ..

و لا نحن من نرسم خطواتنا لأقدارنا و مصادفاتنا تلك ..

و لا نحن من نتخيَّر من ترمينا أقدارنا عليهم ..

و لا نحن من شكَّلنا شخصياتهم و ذواتهم ..

و لا نحن من رسمنا حدود أبعادهم و تخيُّلاتهم ..

و لا نحن من علَّمناهم إزدواجية الرّسم و التَّلوين ..

و لا نحن من أعطيناهم الفرشاة ، و استخلصنا لهم الأصباغ ..

لكن نحن من نمتلك مساحتنا البيضاء

و نحن من نقرِّر ما إذا كنَّا راغبين في امتصاص الأرواح الأخرى

أم غير راغبين ..

و إن رغبنا ما مقدار المساحة المسموحة بها لهم ..؟

و بأيِّ أصباغٍ تُنقش و تُرسم علاماتهم .. ؟

و ما دقَّة الفرش المستعملة لعملهم .. ؟

و قَبْلاً ..

من أيِّ المعاهد تخرَّجوا ؟

و على يد من تتلمذوا ؟


تخيّر صاحابي من تُمكِّنه من نفسك فتقف أمامه ، و تكشف له مساحتك ..

و ليس بالضَّرورة أن تُطيل المدى في المكوث في حظيرته و بين يدي حضرته

لتُقرِّر ما إذا كان أهلاً لمساحتك أم لا ..

فأغلب الأشخاص هم عابرو سبيل تجمعك بهم مصلحةٌ ما للحظات معدودة ..

و مع هذا حتماً و من غير أن يُدرك سيقتطع جزءاً من لحضاته

و يحمل فرشاته ليرسم نقشا بأصباغه

على مساحتك البيضاء ..

و من غير أن تشعر أنت ، أو تُقرِّر برفضٍ أو قبولٍ

ستمنحه جزءاً من مساحتك ..

تلك مُسلَّمات في عالمنا الإنساني الإجتماعي ..

و أقدارٌ لا مفرَّ منها و لا مهرب ..

لكن يكمن دورك في توجيه مسارات

و انحناءات تلك الفرشاة على مساحتك !

أنت من سيتحرَّك أمامها حتى ترسم النَّقش الذي تريد ..

لا الذي يُراد ..

و أنت من ستربِّي مساحتك لتمتصَّ الأصباغ التي تريد ..

لا التي تُراد ..

معادلةٌ سهلةٌ ممتنعةٌ ..

حلّها : ( أنت )



ختاماً :

أجزم بأنَّ أعماقنا تمتلئ بالمساحات البيضاء الشَّاغرة

لكنَّها ما زالت تبحث عن فنانين محترفين يُحسنون

استخدامها لرسم لوحةٍ فنيَّةٍ زُخرفيَّة بشتى الألوان الزَّاهية ..

و بنَّائين آخرين ينصبون فوقها جسور الثِّقة الحيَّة ..

و بين الرَّسم و النَّصب تلد مساحاتٌ مساحاتٌ ..

و تمتدُّ مساحاتٍ من مساحاتٍ ..

لتُرسم و تُنقش ما دمنا أحياء نمارس

(( الأسرار اليوميّة القدريَّة ، و المصادفات المحضة ))

...

M.ahmad
07-06-10, 07:27 PM
مووضوووعـ في قمة الروع ــه ~

لاهنتي ع ـلى هيك آبدآعـ ~

وآنآ ملك ع ـلى هذآ آلآبدآعـ ~

ودمتي لنآ بهذآ آلآبدآعـ ~

تفاصيل ..!
07-06-10, 09:43 PM
موضمع مميز
مشكور


SEO by vBSEO 3.6.1