شموخ عزي
11-26-14, 07:46 AM
ماهو الصبر الجميل والصفح الجميل، والهجر الجميل
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال شيخ الإسلام ابن تيمية،عن (الصبر الجميل)و(الصفح الجميل) و(الهجر الجميل)
فأجاب رحمه اللّه،فإن اللّه أمر نبيه بالهجر الجميل، والصفح الجميل،والصبر الجميل،
الصبر الجميل،هو صبر بلا شكوى،إلى الناس وإنما يشكو إلى الله سبحانه وتعالى ولهذا يقول يعقوب عليه السلام(إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله )مع أنه قال( فصبر جميل )فالشكاية إلى الله لا تنافي الصبر إنما الذي ينافي الصبر الشكاية إلى الناس،
ويروي عن موسى عليه الصلاة والسلام،أنه كان يقول(اللهم لك الحمد،وإليك المشتكى،وأنت المستعان،وبك المستغاث وعليك التكلان)
وكان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يقرأ في صلاة الفجر(إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)يوسف،ويبكي حتى يسمع نشيجه من آخر الصفوف،بخلاف الشكوي إلى المخلوق،
والعبد مأمور أن يسأل ربه دون خلقه،
وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس(إذا سألت فاسأل اللّه، وإذا استعنت فاستعن باللّه)
قال تعالى،وقد قال يوسف(أَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)يوسف،
وقد قرن الصبر بالأعمال الصالحة عمومًا وخصوصًا فقال تعالى(وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ)يونس،
والمحمود هو الذي يصبر ويرحم، كما قال الفقهاء في المتولي: ينبغي أن يكون قوياً من غير عنف،لينا من غير ضعف فبصبره يقوى، وبلينه يرحم، وبالصبر ينصر العبد،فإن النصر مع الصبر، وبالرحمة يرحمه اللّه تعالى،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم(إنما يرحم اللّه من عباده الرحماء،
وقال من لا يرحم لا يرحم، وقال(لا تنزع الرحمة إلا من شقي، وقال،الراحمون يرحمهم الرحمن،وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)
وقرن بين الرحمة والصبر في قوله تعالى(وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ)البلد،
وفي الرحمة الإحسان إلى الخلق بالزكاة وغيرها،إذ من الناس من يصبر ولا يرحم كأهل القوة والقسوة،
ومنهم من يرحم ولا يصبر،كأهل الضعف واللين، مثل كثير من النساء،ومن يشبههن،
ومنهم من لا يصبر ولا يرحم كأهل القسوة والهلع،
والمحمود هو الذي يصبر ويرحم،كما قال الفقهاء،ينبغي أن يكون قويًا من غير عنف، لينا من غير ضعف فبصبره يقوى وبلينه يرحم،وبالصبر ينصر العبد،فإن النصر مع الصبر،
(الصفح الجميل)قال الله تعالى(فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)الحجر،
والصفح الجميل،صفح بلا عتاب،فإذا كان معه عتاب لم يكن صفحاً جميلاً،
وهو الصفح الذي لا أذية فيه،بل قابل إساءة المسيء بالإحسان،وذنبه بالغفران،لتنال من ربك جزيل الأجر والثواب،
وأن المأمور بالصفح الجميل،أي،الحسن الذي قد سلم من الحقد،والأذية،جانباً من اللين دون الشدّة،
فإنك حين تتعامل مع الناس بالصفح الجميل يكون أبلغ في الأثر عليهم وأدعى لقبول دعوتك،
والصفح الجميل الذي يبين للمخطئ خطأه وتقصيره لكن من غير أذى بقول أو فعل أو توبيخ،
على أن الأهم في العملية التربوية هو تصحيح الخطأ وكسب المخطئ،
فتصحيح الخطأ يكون بالبيان والتنبيه،وكسب المخطئ يكون بعدم إيذائه والتشنيع عليه،
فالصفح الجميل أن يكون اللين في محله والشدّة في محلها،والتغاضي عن المسيئ،
فالهجر الجميل،هجر بلا أذى،
قال الله تعالى(وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً)
سئل شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى،عن الهجر الجميل، فقال،الهجر الجميل،هجر بلا أذى،
والإمام ابن سعدي رحمه الله،قال،الهجر الجميل،هو الهجر حيث اقتضت المصلحة،الذي لا أذية فيه ، بل يعاملهم بالهجر والإعراض عن أقوالهم التي تؤذيه ، وأمره بجدالهم بالتي هي أحسن،
وأن من الهجر الجميل،هجر الإعراض عن أقوال وأفعال المكذبين مع الاستمرار في دعوتهم،فهو هجر جميل لا لجرح العواطف والمشاعر والتلاعب بها،
وإنك تجد من البعض من يهجر أخاه أو يهجر مجتمعه هجراً بشتم وخصومة،هجراً الأحقاد والأضغان،هجراً على درهم ،أو منصب أو شهرة،
والله تعالى يريد من الدعاة وحملة المبادئ أن تسمو مواقفهم في سبيل الدعوة ومن أجلها،ويلبسون هذا الهجر لباس التقوى،الهجر الجميل،هجر في ذات الله ولله،
ولقد اخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن(المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم )
فبيّن صلى الله عليه وسلم أن واجب الدعاة إلى الله أن يخالطوا الناس،ليست هي مخالطة التعايش والموافقة وإنما مخالطة علامتها الصبر،للبذل والنصح والتضحية والتغيير،
وكيف يكون هجراً جميلاً،
إن من واجب الدعاة اليوم أن يكونوا أكثر خُلطة بالناس لدعوتهم وبذل النصح لهم،على فساد المجتمع وادلهام الفتن،وواجبهم،أن يعيشوا الهجر الجميل لمجتمع ضج بالفتن والمغريات،
وهجر الكلام حين الفتن،عن أبى سعيد قال،قيل يا رسول الله(أي الناس أفضل،قال،مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله،قالوا ثم من،قال،مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره )
إن الهجر الجميل في زمن المحن والفتن أن يهجر المسلم الخوض فيما يفسد ولا يصلح ، ويفرّق ولا يجمع ، وأن يسعى جهده أن يصلح من أمره وأمر من حوله ما استطاع إلى ذلك سبيلا،بالبيان والبرهان والحكمة والموعظة الحسنة،
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى،
اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا ومن شر الشيطان وشركه،والسلامة من أن تعترضنا فتنة أو شبهة,وأن يثبت قلوبنا على طاعتك،
اللهم اجعلنا من أهل هؤلاء الثلاثه الصفح الجميل والهجر الجميل والصبر الجميل.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال شيخ الإسلام ابن تيمية،عن (الصبر الجميل)و(الصفح الجميل) و(الهجر الجميل)
فأجاب رحمه اللّه،فإن اللّه أمر نبيه بالهجر الجميل، والصفح الجميل،والصبر الجميل،
الصبر الجميل،هو صبر بلا شكوى،إلى الناس وإنما يشكو إلى الله سبحانه وتعالى ولهذا يقول يعقوب عليه السلام(إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله )مع أنه قال( فصبر جميل )فالشكاية إلى الله لا تنافي الصبر إنما الذي ينافي الصبر الشكاية إلى الناس،
ويروي عن موسى عليه الصلاة والسلام،أنه كان يقول(اللهم لك الحمد،وإليك المشتكى،وأنت المستعان،وبك المستغاث وعليك التكلان)
وكان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يقرأ في صلاة الفجر(إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)يوسف،ويبكي حتى يسمع نشيجه من آخر الصفوف،بخلاف الشكوي إلى المخلوق،
والعبد مأمور أن يسأل ربه دون خلقه،
وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس(إذا سألت فاسأل اللّه، وإذا استعنت فاستعن باللّه)
قال تعالى،وقد قال يوسف(أَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)يوسف،
وقد قرن الصبر بالأعمال الصالحة عمومًا وخصوصًا فقال تعالى(وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ)يونس،
والمحمود هو الذي يصبر ويرحم، كما قال الفقهاء في المتولي: ينبغي أن يكون قوياً من غير عنف،لينا من غير ضعف فبصبره يقوى، وبلينه يرحم، وبالصبر ينصر العبد،فإن النصر مع الصبر، وبالرحمة يرحمه اللّه تعالى،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم(إنما يرحم اللّه من عباده الرحماء،
وقال من لا يرحم لا يرحم، وقال(لا تنزع الرحمة إلا من شقي، وقال،الراحمون يرحمهم الرحمن،وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)
وقرن بين الرحمة والصبر في قوله تعالى(وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ)البلد،
وفي الرحمة الإحسان إلى الخلق بالزكاة وغيرها،إذ من الناس من يصبر ولا يرحم كأهل القوة والقسوة،
ومنهم من يرحم ولا يصبر،كأهل الضعف واللين، مثل كثير من النساء،ومن يشبههن،
ومنهم من لا يصبر ولا يرحم كأهل القسوة والهلع،
والمحمود هو الذي يصبر ويرحم،كما قال الفقهاء،ينبغي أن يكون قويًا من غير عنف، لينا من غير ضعف فبصبره يقوى وبلينه يرحم،وبالصبر ينصر العبد،فإن النصر مع الصبر،
(الصفح الجميل)قال الله تعالى(فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)الحجر،
والصفح الجميل،صفح بلا عتاب،فإذا كان معه عتاب لم يكن صفحاً جميلاً،
وهو الصفح الذي لا أذية فيه،بل قابل إساءة المسيء بالإحسان،وذنبه بالغفران،لتنال من ربك جزيل الأجر والثواب،
وأن المأمور بالصفح الجميل،أي،الحسن الذي قد سلم من الحقد،والأذية،جانباً من اللين دون الشدّة،
فإنك حين تتعامل مع الناس بالصفح الجميل يكون أبلغ في الأثر عليهم وأدعى لقبول دعوتك،
والصفح الجميل الذي يبين للمخطئ خطأه وتقصيره لكن من غير أذى بقول أو فعل أو توبيخ،
على أن الأهم في العملية التربوية هو تصحيح الخطأ وكسب المخطئ،
فتصحيح الخطأ يكون بالبيان والتنبيه،وكسب المخطئ يكون بعدم إيذائه والتشنيع عليه،
فالصفح الجميل أن يكون اللين في محله والشدّة في محلها،والتغاضي عن المسيئ،
فالهجر الجميل،هجر بلا أذى،
قال الله تعالى(وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً)
سئل شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى،عن الهجر الجميل، فقال،الهجر الجميل،هجر بلا أذى،
والإمام ابن سعدي رحمه الله،قال،الهجر الجميل،هو الهجر حيث اقتضت المصلحة،الذي لا أذية فيه ، بل يعاملهم بالهجر والإعراض عن أقوالهم التي تؤذيه ، وأمره بجدالهم بالتي هي أحسن،
وأن من الهجر الجميل،هجر الإعراض عن أقوال وأفعال المكذبين مع الاستمرار في دعوتهم،فهو هجر جميل لا لجرح العواطف والمشاعر والتلاعب بها،
وإنك تجد من البعض من يهجر أخاه أو يهجر مجتمعه هجراً بشتم وخصومة،هجراً الأحقاد والأضغان،هجراً على درهم ،أو منصب أو شهرة،
والله تعالى يريد من الدعاة وحملة المبادئ أن تسمو مواقفهم في سبيل الدعوة ومن أجلها،ويلبسون هذا الهجر لباس التقوى،الهجر الجميل،هجر في ذات الله ولله،
ولقد اخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن(المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم )
فبيّن صلى الله عليه وسلم أن واجب الدعاة إلى الله أن يخالطوا الناس،ليست هي مخالطة التعايش والموافقة وإنما مخالطة علامتها الصبر،للبذل والنصح والتضحية والتغيير،
وكيف يكون هجراً جميلاً،
إن من واجب الدعاة اليوم أن يكونوا أكثر خُلطة بالناس لدعوتهم وبذل النصح لهم،على فساد المجتمع وادلهام الفتن،وواجبهم،أن يعيشوا الهجر الجميل لمجتمع ضج بالفتن والمغريات،
وهجر الكلام حين الفتن،عن أبى سعيد قال،قيل يا رسول الله(أي الناس أفضل،قال،مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله،قالوا ثم من،قال،مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره )
إن الهجر الجميل في زمن المحن والفتن أن يهجر المسلم الخوض فيما يفسد ولا يصلح ، ويفرّق ولا يجمع ، وأن يسعى جهده أن يصلح من أمره وأمر من حوله ما استطاع إلى ذلك سبيلا،بالبيان والبرهان والحكمة والموعظة الحسنة،
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى،
اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا ومن شر الشيطان وشركه،والسلامة من أن تعترضنا فتنة أو شبهة,وأن يثبت قلوبنا على طاعتك،
اللهم اجعلنا من أهل هؤلاء الثلاثه الصفح الجميل والهجر الجميل والصبر الجميل.