المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة مثل. ( جاك يامهنى ماتمنى)


مسكك الغلا
12-01-14, 07:20 PM
جاك يا مهنا ما تمني

------------
بعد ان اخذت الثورات في بلاد القصيم حيزآ كبيرا لأهمية منطقة القصيم كـ منطقة اقتصادية وكانت تلك الثورات والتي اسفرت عن تعاقب أكثر من اربعة امراء علي مدينة بـريـدة في فتره لا تتجاوز سنتين وكان آخرهم سليمان آل رشيد التميمي من اسرة ال ابوعليان التميمي الذي تولي الاماره في عام 1280هـ ولكن لم يستمر في امارته سوي شهور معدوده حيث حصل اختلاف بينه وبين اهل بـريـدة وكثرت الشكايات ضده فاختار أهل بريدة مهنا الصالح أبا الخيل اميرآ علي بريدة وتوابعها من بلدان منطقة القصيـم وذلك في اواخر عام 1280هـ وكان مهنا الصالح أبا الخيل فيما يبدوا هو وراء تلك الشكايات لما يملك من نفوذ في البلد و ثروه و مال واتصال بالحكام والولاة في ذلك الوقت وخصوصا في بغداد و البصره ومع الامام فيصل بن تركي في الرياض الذي ايده في توليه الاماره. وكان مهنا الصالح أبا الخيل يخطط للوصول للاماره منذ فتره ويبدو ان المثل المعروف عند اهل نجد (جاك يا مهنا ما تمني) ضرب في ذلك فأصبح مهنا الصالح أبا الخيل اميرآ علي مدينة بـريـدة وتوابعها من منطقة القصيم. واستمرت امارته اثني عشر عاما استقرت فيها اوضاع بلاد القصيم السياسيه والاقتصاديه و كانت بلاد القصيم في و قته تتمتع بحكم شبه مستقل اذ لم تكن منطقة القصيم طرفا في اي صراع محلي او اقليمي لذلك لم تشارك بلاد القصيم في اي من المعارك المهمه في ذلك الوقت كمعركة المعتلا و موقعة البره بين أبناء فيصل بن تركي, عبدالله و سعود اذ كان الصراع مستشري بينهم في ذلك الوقت واستمر في الاماره الي ان قتل سنة 1292هـ

ومدينة بـريـدة تعتبر المركز المالي لمنطقة نـجـد

وأسرة آل مهنا هم أمراء بـريـدة ومنطقة القصيـم سابقاً

لنتعرف على هذه الأسره التي اهتم فيها المستشرقون الغربيون وكذلك أهتموا في بعض الأسر الحاكمة في قرى وبلدان هضبة نجد

آل مهنا أمراء بريدة عاصمة منطقة القصيم

تعتبر اسرة المهنا أبا الخيل من ابرز الاسر المتحضرة في نجد من قبيلة عنزة حيث كان للاسرة اهمية سياسية وكانت محط اهتمام البريطانيين كأحد أهم عشرين اسرة حاكمة في الجزيرة العربية في هذه الفترة حسب ما جاء في كتاب دليل الخليج للمؤلف لوريمر. وقد رسم لنسل صالح الحسين أبا الخيل أول شجرة في عام 1905 اي قبل مائة عام من قبل المستر جاكسين ونقحها المعتمد البريطاني في الكويت وقام بمساعدته عبدالعزيز الحسن ونقحها المعتمد البريطاني في البحرين الكابتن برودكس

اسرة آل مهنا من آل أبا الخيل من آل نجيد من المذهل من القرشه من المصاليخ من المنابهه من بني وهب من ضنا مسلم من قبيلة عنزة العدنانيه وجدهم هو مهنا الصالح الحسين أبا الخيل الذي تولي امارة بـريـدة عام 1280هـ.

حسن آل مهنا
ولد عام 1258ه أمير بريدة من عام 1292ه الي عام 1308ه, حسن بن مهنا بن صالح بن حسين أبا الخيل تولي امارة بريدة بعد مقتل أبيه علي أيدي جماعة من ال ابوعليان التميمي الأمراء السابقين لمدينة بـريـدة , وكانت القصيم في وقت حسن بن مهنا ذات مكانة سياسية واقتصاديةهامة لوجود القوافل التجارية وخصوصا قوافل العقيلات التي ازدهرت تجارتها في ذلك الوقت اذ كانت القوافل تنقل البضائع حول الجزيرة العربية من والي القصيم, أما على الصعيد السياسي فكان جماعة من ال ابوعليان من الذين أجلاهم مهنا الصالح أبا الخيل عند توليه امارة بريدة قدموا علي الامام عبدالله بن فيصل في الرياض عام 1293ه وكان منهم عبدالمحسن ال ابوعليان ورجال من عشيرته من بني تميم ومعهم كتاب من زامل بن سليم أمير عنيزة موجه الي عبدالله بن فيصل يطلب منه نصرة ال ابوعليان التميمي والقدوم عليه في مدينة عنيزة ويعده بمساعدتهم والقيام معهم علي غزو عاصمة القصيـم مدينة بـريـدة فمال عبدالله بن فيصل آل سعود الي ذلك, وما أن أحس الأمير: حسن آل مهنا أمير بريدة بخطورة الوضع عليه قام ببعث كتاب الي الأمير محمد بن عبدالله ال رشيد أمير حائل يطلب من الاشترك معه في قتال هؤلاء وبالفعل لبي الأمير محمد بن رشيد طلب ابن مهنا وعقد معه ما يمكن أن نسميها اتفاقية دفاع مشترك حيث اتفق الطرفان علي (ان عدو احدهما عدو للآخر وصديق احدهما صديق للجميع )

ومن المعلوم ان غلب بلدان منطقة القصيم تتبع لمدينة بـريـدة ما عدا مدينة عـنيزة

ومن المعلوم انهم اتفقاء على ان يستولون علي اغلب بلاد نجد من حاضره او باديه وتكون تحت نفوذهما ونفوذ الدولة العثمانية ، واثبتت الايام قوة هذه الاتفاقيه بين آل مهنا وآل رشيد

ونود ان نشير الى الموجه التي حصلت عندم قدم الأمير: عبدالله بن فيصل آل سعود بجنوده من الحاضره والباديه الي مدينة عـنيزه بالقصيـم حتي اجتمع جيش الأمير:حسن بن مهنا وجيش الأمير:محمد بن رشيد في مدينة بـريـدة ، وما ان علم عبدالله بن فيصل آل سعود بهذا فضل عدم الموجه و انسحب مع من معه من أهالي الباديه
وتذكر المصادر النجدية ان عبدالله بن عبدالرحمن البسام من وجهاء عنيزه قام بالصلح ايضا بين محمد بن رشيد و عبدالله بن فيصل علي ان لا يتدخل عبدالله بن فيصل في امور القصيم. بعد ذلك شجعت النتيجه كلا من محمد بن رشيد امير حائل و حسن بن مهنا امير بريده لان يبدأو تحقيق التوسع في بلاد نجد فبدأوا بالغارات علي منطقتي الوشم و سدير وبذلك يكون قد تم تفعيل الاتفاق المشترك بين القصيم و حائل ثم تطور الي دخول ابناءالامير سعود بن فيصل و خاصه محمد واتباعه وهي قوه اخري مستقله ضد قوة ابن رشيد وابن مهنا اما عن تصادم قوة عبدالله بن فيصل ومحمد بن رشيد و حسن بن مهنا فقد كانت بدايته حينما اقدم محمد بن رشيد علي توطيد علاقته مع امراء سدير والوشم
وتذكر المصادر النجدية ان أمير بـريـدة والقصيـم الامير: حسن بن مهنا في عام 1294هـ قام بغارات علي اقليم الوشم و خاصه شقراء و رغم هزيمته امام صمود أهالي شقراء الا انه اعاد الكره مره اخري بصحبة حليفه ابن رشيد حينما اغار علي بادية عتيبه و صار طريقهم علي الوشم و بخاصه اشيقر فدخلوا المدينه. اما عن المجمعه فراسلت الامير محمد بن رشيد واتفقت علي ان تكون تابعه له و تحت حمايته عندها سار عبدالله بن فيصل الي المجمعه عام 1299 فاستنجد اهلها بحليفهم محمد بن رشيد فخرج من حائل علي راس قوه كبيره و انضم اليه في بـريـدة اميرها حسن بن مهنا بجنوده من اهل القصيم فوصل الجميع الي الزلفي و كان عبدالله بن فيصل آل سعود قد وصل الي المجمعه و حاصرها ومعه بوادي عتيبه دون طائل ويبدو ان طول مدة الحصار دون نتيجه اضافه الي قرب وصول الأمير:حسن آل مهنا و الأمير محمد آل رشيد بقواتهما المتفوقه كل ذلك اوقع الفشل في اتباع عبدالله بن فيصل وعلي راسها قبيلة عـتيبه التي انسحبت من حربه منهزمه فارتحل عبدالله بن فيصل آل سعود من المجمعه بعد ان اكمل اربعين يوما في حصارها و عاد الي الرياض فسار الأمير محمد بن رشيد و الأمير حسن بن مهنا بقواتهم و دخلوا بلدة المجمعه وجعل ابن رشيد اميرا عليها من قبله هو سليمان بن سامي من اهالي حائل. ومن المعارك المهمه ايضا التي جرت ضمن هذا الحلف الكبير بين آل مهنا وآل رشيد هي معركة ام العصافير و معركة عروي التي كانت بين محمد بن رشيد و حسن بن مهنا ضد الامير محمد بن سعود بن فيصل آل سعود و معه قبيلة عتيبه التي انهزم فيها محمد بن سعود ومن ما قيل في هذه المعركه

قصيدة قائد عتيبه الشيخ محمد بن هندي
(لولا حسن نوخ بذربين الايمان - كان صارت عليكم يا أبو ماجد كسيره _ اولاد علي مطوعة كل فسقان - عاداتهم هدم الجموع الظهيره).

وكانت آخر غزوه ضمن هذا التحالف بين آل مهنا وآل رشيد في سنة 1305هـ عند سطوة أبناء سعود بن فيصل علي الرياض و حبسهم لعمهم عبدالله بن فيصل ومن ثم قام محمد بن رشيد من حائل لنصرة عبدالله بن فيصل وكتب الي اهل البلدان يشنع عمل أبناء سعود بعمهم و عقوقهم له. بينما يذكر سليمان ابن سحمان ان عبدالله بن فيصل هو الذي استنجد بمحمد بن رشيد من سجنه. سار الأمير محمد ابن رشيد بمن معه من حائل والأمير حسن المهنا بجنوده من اهل القصيم فاتجهوا الي بلدة الرياض و حاصروا أبناء سعود فيها ثم وقع الصلح بينهما بعد عشرين يوما من الحصار.وخلال هذه الفتره كانت القصيم تدفع خراجا للدوله العثمانيه في بعض السنوات فقد اشار داوتي الي ان بـريـدة دفعت منذ عام 1292ه اي منذ تولي حسن بن مهنا الاماره فيها ما يقارب الف ريال سنويا الي السلطان العثماني في الحجاز.


بداية الصراع بين آل مهنا وآل رشيد

بدأت العلاقات تسؤ بين الأمير:محمد بن رشيد و الأمير: حسن بن مهنا
فـ محمد بن رشيد اصبح يطمع لزعامة نجد بدون منافس و يبدو ان محمد بن رشيد قد شعر بـعـدم حاجته لمعونة صديقه أمير بـريـدة الأمير:حسن بن مهنا الذي كان في نفس الوقت نسيبه ايضا اذ تزوج الامير محمد بن رشيد بشقيقة الامير حسن لولوه بنت مهنا.
وتذكر المصادر التاريخي النجدية أن بداية الشراره حول زكاة بعض المناطق التابعه للقصيم والتي كانت زكاتها تدفع لاأمير بريدة حسن بن مهنا حيث امتنع من ارسلها لدولة العثمانية فحصل بينهم وبين ابن رشيد نزاع حول ذلك فكانت سببا في بداية العداوه الحقيقيه بين حسن بن مهنا و محمد بن رشيد وكان ذلك في عام 1306هـ. بعدها راي حسن بن مهنا ضرورة بحثه عن حليف جديد ضد حليفه القديم وكان اقرب ما يمكن ان يكون هو زامل بن سليم من سبيع امير عـنيزه خاصه وان الاخير بدأ يحس بخطورة ابن رشيد عليه. ادي ذلك لحدوث معركة القراعاء و معركة المليداء في عام 1308هـ الموافق فبراير 1891م وكانت معركه فاصله بما تعنيه الكلمه من معني فبعدها بسط الامير محمد بن عبدالله الرشيد سلطانه و نفوذه علي أكثر مناطق هضبة نجد وانهزم اهل القصيم وكانوا قبلها قد رجحت كفتهم في مكان يسمي القرعاء في بداية المعركه و لكن حنكة الامير محمد بن رشيد استطاعت ان تستدرجهم الي سهل المليداء وتبعدهم عن حصونهم و مراكز تموينهم فانتصر ابن رشيد و جيشه انتصارا عظيما ، وتوفي الامير حسن بن مهنا في عام 1320هـ.


في سنة 1306هـ كانت بداية الخلاف بين الأميرين محمد بن رشيد و حسن بن مهنا أباالخيل. ايذانا ببداية التحالف بين الأمير حسن بن مهنا أمير بـريـدة و أمير عـنيزة زامل بن سليم. وكانت بداية الشرارة كما تذكر المصادر التاريخية النجدية كانت حول زكاة بعض المناطق التابعة للقصيم والتي كانت زكاتها تدفع لأمير بريدة حسن بن مهنا أباالخيل فـ امتنع عن ارساله للعثمانيون
فـ كانت سببا في بداية العداوة ، وقد كان الأمير: حسن بن مهنا يراسل و يكتب الي الأمير:عبدالرحمن بن فيصل آل سعود يحرضه علي ابن سبهان الذي عينه ابن رشيد أميرا على الرياض ويحرضه على التخلص منه ويعده بمناصرته وقد دبر ابن مهنا حيلة استطاع بها القبض على ابن سبهان.

وكما كان متوقعا لم يقف الأمير محمد بن رشيد موقف المتفرج ازاء القبض علي ابن سبهان فجهز جيشا, وتوجه به من حائل الي الرياض في مستهل عام 1308هـ. واستطاع ان يتفادى اهل القصيم في مسيرته. وحينما وصل الي الرياض خرج وفد للتفاوض وكان رئيس الوفد محمد بن فيصل آل سعود ومعه ابن اخيه عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وعبدالله بن عبداللطيف واتفقوا علي ان يطلق سراح ابن سبهان مقابل ان يطلق الأمير محمد ابن رشيد من كان عنده من آل سعود لمن كانوا قد وفدوا عليه عام 1307هـ.



احداث المعركة

بعد ان صمم محمد بن عبدالله ابن رشيد علي قتال حسن بن مهنا أباالخيل و جيوشه من أهل القصيم بعد أن رأي خطورة اتحاد ابن مهنا مع ابن سليم واتفاقهم مع عبدالرحمن بن فيصل آل سعود ، وأخذ أبن رشيد يستعد لذلك بكل ما يملك من قوة فأعلن النفير العام علي كل أتباعه من الحاضرة والبادية في منطقة جبل شمر كلها, بل بلغ من احساسه بالخطر ان أرسل - كما يقول موزول - اربعين رسولا علي أربعين ناقة مغطاة بأقمشة سوداء الي قبائل شمر الذين كانوا يحلون في ذلك الوقت علي الضفة اليمنى لنهر الفرات فيما بين كربلاء والبصرة, وكانت الأغطيه السوداء تعبر لجميع رعايا ابن رشيد بأن ذكرهم وشرفهم سوف يغطيان بعار أسود, اذا لم يسرعوا علي الفور لمساعدة قائدهم. وهكذا أسرع جميع الرجال القادرين علي القتال الي حائل. وتعدى ذلك أيضا استنفار ابن رشيد الي جميع العربان في المنطقة وما حولها من الظفير وحرب والمنتفق وعنزه والرشايده والشرارت وغيرهم. وبذلك تجمع لدي الأمير محمد ابن رشيد قوة هائلة لا يستهان بها, وسار بهم لملاقاة ابن مهنا في بلاد القصيم.

أما جيش أهالي القصيـم فيبدوا من المصادر التاريخية أن الأمير:حسن بن مهنا و الأمير:زامل بن سليم لم يستعدوا استعدادا كاملا لملاقاة الأمير:محمد ابن رشيد والاشتباك معه في معركة فاصلة, صحيح انهم كانوا آخذين في الاعتبار امكانية التصادم مع ابن رشيد في أي وقت وفي أي مكان, ولكن لم تكن نظرتهم للموقعة كنظرة ابن رشيد يدل علي ذلك عددة أموار :-

وكان من ضمن اخطائهم أنهم استهانوا في عدوهم ولم يقدرو قوته وما اعدلهم من قوات كبيره

ان الأمير:حسن بن مهنا أمير بريدة ومعه قواته من الحاضرة والبادية و الأمير:زامل بن سليم أمير عنيزة حينما خرجا بقواتهما كان أول عمل قاموا به هو اخراج سرية ابن رشيد من مدينة الـرس بقيادة ابن عساف بعد تأمينهم علي أنفسهم وأموالهم, وذلك بعد ان عزل ابن رشيد الأمير المعين من قبل الأمير:حسن بن مهنا في الرس صالح آل رشيد من قبيلة عجمان ووضع مكانه ابن عساف ، ثم اتجهت قوات القصيم نحو الخبراء ثم الصعيبيه - شرق البكيرية - ثم نزلوا القرعاء ومعني هذا انهم لم يرجعوا ليزيدوا استعدادهم أكثر أو يستقدموا مددا لهم.

أن جيش أهل القصيـم حينما هزم جيش محمد ابن رشيد في القرعاء اشار الأمير:زامل بن سليم بالاكتفاء بهذا النصر وعدم تتبع ابن رشيد حينما انسحب أو تظاهر بالانسحاب. ولكن رأي الأمير ابن مهنا بتتبع الجيش واللحاق بهم لكن لم تنفعهم شجاعتهم أمام كثرة جيش آل رشيد لأن الكثره تغلب الشجاعه

وهم لم يستعدوا لذلك مثل نا استعدا عدوهم

المواجهه في القرعاء بالقصيـم

وعلي كلا فان جيش أهل القصيـم سار و نزل القرعاء وتترس في كثبانها الرملية. وقد انضم الي جيش القصيم بعض بواديهم التابعة لهم وخصوصا قبيلة مطير وقبيلة عـتيبة المعاديتين لابن رشيد. خرج محمد بن رشيد من حائل بجنوده من الحاضرة والبادية متجها الي القصيم فنزل قرية العيون - في الأسياح شمال بريدة - ثم رحل ابن رشيد بجنوده ونزل غضي شمال بريده وعسكر فيها وهي غرب القرعاء - معسكر جيش أهل القصيم - وبذلك تقابل جيش ابن رشيد مع جيش ابن مهنا في مكان واحد, وليس هناك تحديد دقيق لعدد جيوش كل واحد من الجانبين. ويمكن القول ان هذا التجمع هو أكبر تجمع في معركة شهدتها منطقة القصيـم وحائل ويقول لوريمر < انه تجمع في ميدان المعركة عدد من الرجال لم يعرفه وسط الجزيرة في تاريخها كله > وقدرت بعض المراجع الغربية في تقدير عدد المقاتلين الذين اشتركوا في الموقعة من الجانبين معا. فيقدرها هوجارث (Hogarth) بخمسين الف مقاتل, بل قدرها آخرون كدائرة المعارف البريطانية في كتاب ( Margoliouth, Wahabi ) بستين الف مقاتل. ومع ان أهل القصيم كانوا يقاتلون في منطقتهم وفي أماكن قريبة نسبيا من مراكز تموينهم الا ان بعض المصادر تشير الي صعوبات قابلت جيوش القصيم في امداد قواتهم المتمركزة في القرعاء, وتشكل بريدة أقرب ممون لها لكن يبدو ان ابن رشيد قد فرض ما يشبه الحصار الاقتصادي علي الجيش وذلك بقطع طرق تموين جيش القصيم من بريدة في الجنوب, هذا بالاضافه الي أن تمركز جيش ابن مهنا وابن سليم في القرعاء قرابة شهر كامل ومن معهم من الحاضرة والبادية قد استنفد أموالا طائلة من مواردهم المالية التي يعتمدون عليها. أما ابن رشيد فيظهر أنه أحسن حالا رغم طول المسافة بين معسكره و مركز تموينه في حائل
تقول بعض المصادر التاريخية النجدية < نزل ابن رشيد قبالة أهل القصيم, وكانت القوافل تأتيه كل يوم من حائل ومن العراق بجميع ما يحتاج اليه من الطعام علي أشكاله وأصنافه, وباالأسلحه والذخيره, وأهل القصيم شبه محصورين في القرعاء, حتي نفذ ما معهم من طعام >. ويبدو ان هذا الوضع السيئ الذي كان عليه جيش القصيم, اضافة الي خوف ابن رشيد من ان طول الانتظار ربما يكون في صالحهم اذا ما وصل مدد الأمير:عبدالرحمن بن فيصل آل سعود خصوصا وان الأمير:حسن بن مهنا كان يرسل الرسل تباعا لعبدالرحمن بن فيصل يستحثه سرعة القدوم بالامدادت لهم. كل ذلك دفع ابن رشيد الي ان يبدأ مناوشاته الحربيه مع أهل القصيم وذلك في الثالث من شهر جمادي الثانيه عام 1308ه (فبراير 1891) فثار القتال بين الجانبين, ولم يستطع ابن رشيد اشراك خيوله في المعركة لأن المكان غير مناسب لها فاالأرض رملية تغوص فيها حوافر الخيل. اضافة الي ان جيش القصيم كان مستعد له في هذا الموقع منذ مدة ومتترس وراء رمال القرعاء ويبدو ان جيش حسن بن مهنا استعمل في هذا القتال سلاح البنادق أكثر من غيره مما مكنهم من قتل عدد كبير من جنود ابن رشيد قدرتها بعض المصادر بخمسة و ثمانين رجلا بينما لم يقتل من جيش ابن مهنا سوى خمسة عشر رجلا فقط. بل أن حامل علم (بيرق) ابن رشيد واسمه ( مبارك الفريخ ) قتل في هذا القتال وكاد العلم أن يسقط علي الارض لولا أن ابنه ( عبدالله الفريخ ) شق طريقه بين المقاتلين فاستولى على العلم وأنقذه, وكان الذي يحمل علم (بيرق) القصمان هو من عائلة الصقعبي وأستمر القتال حتي جن الليل علي ميدان المعركة فتوقف وبهذا انتهت هذه الموقعة ( موقعة القرعاء ) بانتصار جيش القصيم.

ساء محمد ابن رشيد ما وصلت اليه المعركة في انتصار القصمان عليه في القرعاء . فجمع زعماء جنده من الحاضرة والبادية واستشارهم في العمل للخروج من هذا المأزق. وذلك في صباح اليوم التالي. فأشار البعض بمهاجمة جيش أهل القصيم دفعه واحدة وهم زعماء قبيلة شمر لكن ابن رشيد خافا من هذا الراي ولم يخذ فيه . ولكن ابن رشيد طلب مشورة ضيف الله الذويبي امير بني عمرو الذي وصل صباح ذلك اليوم الي ميدان المعركة وكان في رأيه خروج حقيقي من هذا المأزق وقلب النتيجة من هزيمة الي نصر. لقد أشار الذويبي الي وجوب مغادرة ابن رشيد بجيوشه الموقع لأن جيوش القصيم قد استعدوا به منذ مدة وحفروا لهم حفرا و مخابئ وجعلوها متاريس لهم لا يمكن الوصول اليهم, كما أن أرضية الموقع غير مناسبة لاشراك الخيول والرأي المسير غربا نحو مسطح المليداء فان تركنا جيش ابن مهنا فأمامنا عدد من قراهم - البكيرية وما بعدها - ننهبها ونملكها وان تبعونا تركناهم حتي نصير واياهم في سهل المليداء فنرجع عليهم بخيولنا. استحسن هذا الراي ابن رشيد وبدأ بالفعل ابن رشيد بتطبيق الخطة تدريجيا. فرحل بجيوشه من موضعه الي طرف غضي من الشمال فتبعه جيش الأمير:ابن مهنا وابن سليم ومعه جنودهم من البادية والحاضرة ونزلوا قبالته من الجنوب, وأقام الجانبان ثمانية ايام دون ان تحدث بينهم الا مناوشات خفيفة, ويبدو ان كلا الجانبين كان في صالحه الانتظار فابن مهنا كان ينتظر عبدالرحمن بن فيصل الذي تأخر كثيرا حتي قيل أنه استغرق سيره من الرياض الى الزلفي شهرا كاملا في مسافة لا تستغرق عدة ايام ويبدو انه اما وجد صعوبات في جمع اتباع له او انه كان ينتظر نتيجة المعركه
اما ابن رشيد فقد كان مشغولا في ترتيب قواته من جديد بعد هزيمتها في القرعاء, وكان في نفس الوقت يتتبع معلومات واخبار جيش القصيم اولا بأول. وتقول بعض الروايات أن هذه الاخبار كانت تأتيه من بعض الموالين له في القصيم وخاصه اسرة البسام والتي لم يخرج منها أحد للقتال لمعارضتهم اصلا فكرة جر عنيزه واهالها مع الأمير:حسن ال مهنا في قتال ابن رشيد وكان على رأسهم عبدالله بن عبدالرحمن البسام الذي نصح زامل بن سليم بعدم الركون لرأي حسن ال مهنا ومتابعته في حربه مع ابن رشيد لأن عنيزة لن تجني في هذه الحرب شيئا في حالة الانتصار وسينسب النصر فيها لحسن بن مهنا ولن تجني الا قتل ابنائها و ضياع ثرواتها فما بالك في حالة الهزيمة.


المواجهة في المليداء


ثم في يوم الجمعة الثاني عشر من جمادي الثانية عام 1308 قرر تنفيذ خطة الذويبي فرحل ابن رشيد بجنوده ونزل بالطرف الشمالي من المليداء - قرب الضلفعه - فاما ان يتبعه ابن مهنا في هذا السهل المسطح او يتركه فيتجه للقري الواقعه غرب المليداء فيملكها وهو أمر لن يسكت عليه زعماء القصيم. وهنا وقع الاختلاف بين زعماء القصيم وأصحاب الراي وانقسموا الي قسمين: 1- قسم أدرك خطة ابن رشيد واشار أن يثبت جيش القصيم في مكانه ويرسلون وراء ابن رشيد من يكشف خبره وكان على رأس هذا الراي زامل بن سليم. 2- وقسم آخر رأي ان قصد ابن رشيد الرجوع الي بلاده والانسحاب اليها بعد هزيمته في القرعاء. ولذلك لابد من تتبع فلوله وكان على رأس هذا الرأي أمير بريدة حسن ال مهنا. ولم يستمر الخلاف كثيرا ذلك ان حسن بن مهنا ومن معه انتصر رأيهم ويبدو سبب ذلك هو قوة نفوذ حسن بن مهنا في القصيم و ((انهم رموا اصحاب الراي الاول بالخوف والجبن عن ملاقاة العدو)) وهو أمر لم يحتمله اصحاب الرأي الأول ابدا(حينما قال حسن المهنا للأمير زامل خفت يازويمل))
وهذه المقالة معروفة للكثير مع العلم ان زامل كان يعلم بخطة ابن رشيد لجر الجيش إلى ارض مستوية بحنكة الأمير زامــل والذي نصح ابن مهنا بالتريث والحذر ولكن رأي الأمير حسن المهنا رجح ووقعت اكبر خسارة وقتلى لأهل القصيم في المعارك مع العلم انهم كانو متترسين في رمال نفود الغميس ولديهم الامداد . يزيد في ذلك ان ابن رشيد اخذ يتحرش بجيش القصيم وكان قصده من ذلك ان تأخذ زعماء القصيم حسن بن مهنا و زامل بن سليم النخوة فيخرجوا اليه وقد كان. ويبدو كما يقول فهد المارك ان زامل كان شجاعا ((بقلبه ورأيه)). بينما حسن ال مهنا كان شجاعا ((بقلبه)) أكثر من شجاعته برأيه, لذلك لم يفهم مقاصد ابن رشيد من انسحابه. وعلي كلا فان أهل القصيم استقر رأيهم على الرحيل نحو ابن رشيد الذي عسكر في شمال المليداء. فسار ابن مهنا و ابن سليم في يوم السبت 13 جمادي الثاني عام 1308ه (فبراير 1891) فوجدوا عدوهم قد نزل أمامهم في الطرف الثاني من المليداء فنزلو قبالته من الجنوب, وكان ابن رشيد قد استعد للقتال اتم الاستعداد, كما أعد سلاح الفرسان علي خيولهم لتشترك في الموقعة لأن هذه المرة أرض المليداء أرض صلبة جرداء تستطيع الخيل ان تجري فيها بصورة يكون فيها لفرسان الخيل كر وفر ومجال للقتال أكثر من المجال الاول القرعاء الذي كان في أرض رملية. ولم يكتف ابن رشيد باشراك الفرسان فحسب بل أعد خطة لاشراك الابل ايضا وذلك بجعلها في مقدمة الجيش عند هجومه على العدو لتكون درعا للفرسان. ولم يلبث ان نشب القتال بين الفريقين فسارت ابل ابن رشيد في المقدمة وخلفها الفرسان على خيولهم, فكانت وقاية لهم من رمي البنادق حتى التحم الفريقان بالقتال صباح السبت 13 جمادي الثانية واستمر حتي ما بعد الظهر. ويبدو ان سلاح الفرسان قد لاقى منه جيش القصيم الشدائد بينما فرسان أهل القصيم قليلون.
ولم يكتف ابن رشيد بذلك بل يذكر موزول بأن ابن رشيد حشد ثلاثة الاف من الابل وربط فيها أكواما من الخشب ربطت في مؤخرة الابل ثم اشعلت النار في هذا الخشب فسار خلفها المشاة وبعض الفرسان وخرقوا جيش القصيم فأحدثوا به البلبلة والاضطراب. لاشك ان موقف أهل القصيم سيكون صعبا حتما خصوصا وأن أحد قادتهم زامل بن سليم قد سقط قتيلا بالاضافه الي عبدالعزيز بن عبدالله المهنا قائد الفرسان بجيش القصيم ولكن لم يكن لذلك تأثير في بداية الأمر لأنهم قتلوا والمعركة حامية الوطيس ، ويروي من حضر المعركة أن القتال كان شديدا وان ملح البارود والبنادق قد غطا سماء المعركة وكانت أصوات الرمي تسمع من مكان بعيد وبلغ من تحمس الفريقين للقتال أنهم كانوا يتضاربون بالبنادق كالمضاربة بالأخشاب وتذكر بعض الروايات النجدية ان جيش أهل القصيم قد صمدوا بكل قوة أمام جيش ابن رشيد الهائل حتي ظهرت بوادر الهزيمة علي ابن رشيد ، وان حاضرة القصيـم قد هزموا حاضرة حائل وبادية شمر في بداية الأمر في المليداء ولكن قبيلة حرب التي مع ابن رشيد هزمت قبيلة مطير التي مع جيش القصيم مما شجع ابن رشيد وحاضرة وباديته علي الصمود أكثر أمام القصمان ويبدوا ان هزيمة قبيلة مطير قد اثرت علي أمير بـريـدة حسن ال مهنا لأنه كان يعتمد عليهم كثيرا فما كان منه حينما علم بهزيمتهم الي ان ركب خيله و جيشه هو و خدمه و طوارفه - كما تقول المصادر التاريخية النجدية - وانهزموا
واستمر أهل القصيم في قتالهم الي ان طوقهم جيش ابن رشيد من خلفهم خوفا منه ان يلحقوا بأميرهم حسن بن مهنا ثم أمر أهل الخيل باللحاق بحسن بن مهنا و تتبع فلوله. وخسر أهل القصيم العديد من القتلى ويبدوا أنها أكبر خسارة تعرضوا لها في تاريخهم ويري الباحث التبايبن في عدد القتلي من بعض المصادر فبعضها قدرها بثلاثة الاف قتيل والبعض الاخر 800-100 قتيل. وكان حسن آل مهنا أمير بريدة قد اتجه بعد انهزامه الي بريدة املا في جمع من بقي معه من المقاتلين ولكنه فوجئ بمقتل غالبيتهم في المعركة فاتجه الي عنيزة وكان قد صوب في المعركه فانكسرت يمينه بينما يذكر موزول انه فقد يده اليسرى ثم قبض عليه ابن رشيد وارسله مع عائلته وابنائه الي حائل و بقى هناك حتي توفي عام 1320ه, ومن أهم نتائج معركة المليداء انها كانت من أكبر الخطوات الحاسمه لابن رشيد اذ مكنته من السيطره علي جميع انحاء نجد .

ومن المعلوم ان العثمانيون كانوا يمدون محمد آل رشيد بالمال واسلاح والجنود
وهناك روايات لكبارالسن انه شارك في معركة المليداء جنود اتراك

ومن المعلوم أن قبيلة حـرب وقفت مع أمراء آل رشيد في اغلب غزواتهم ضد أهل القصيـم وهي من صنعت النصر لأبن رشيد في غزوة حائل ومعركة المليداء ووقعة الصريف


الاحداث التي حدثت بعد معركة المليداء بالقصيـم

الأمير: إبراهيم ال مهنا
أمير مدينة بـريـدة ومنطقة القصيـم

استطاع هذا الأمير بعد معركة المليدا ان يجمع من بقي معه من اهل القصيم ،وانضم الي الأمير:عبدالرحمن بن فيصل آل سعود ومعه قبيلة العجمان ، وهاجموا بأتباعهم بلدة الدلم جنوب منطقة الرياض , وانتزعوها من ابن رشيد ثم ساروا الي الرياض ودخلوها و لكن لم يمكثوا طويلا بل غادروا الي اقليم بلدة المحمل شمال منطقة الرياض ، وقام الأمير محمد آل رشيد في تجهيز جيشاً كبيراً لصد تحركاتهم و توجه به لمقاتلة الأمير:ابراهيم آل مهنا أمير بـريـدة ومن معه من أهل القصيـم والأمير:عبدالرحمن بن فيصل آل سعود و معه قبيلة العجمان والتقي الطرفان عند بلدة حريملاء شمال منطقة الرياض فانهزموا وانتصر ابن رشيد علي إبراهيم بن مهنا



معركة الصريف و الطرفيه


في عام 1315هـ الموافق 1897م توفي الأمير:محمد بن رشيد أمير حاضرة حائل وكان عقيما رحمه الله فخلفه ابن اخيه عبدالعزيز بن متعب آل رشيد فكان عكس عمه محمد الذي كان سياسيا محنكا و لينا مع الناس فسار علي سياسة الشده والقسوه وكانت سياسته الخارجيه مع الكويت متوتره وزادت أكثر توترا حينما قدم الي حائل يوسف بن إبراهيم خال اخوة الشيخ مبارك محمد و جراح الذي قتلهم الشيخ مبارك واستولي علي حكم الكويت عام 1896م وحرضه بالمال علي قتال مبارك امير الكويت كما ان وجود آل سعود و آل مهنا و آل سليم زادت من توتر الوضع خصوصا بعد ان استغلهم الشيخ مبارك أمير الكويت في الضغط علي الأمير: عبدالعزيز ابن متعب آل رشيد و محاربته فأعد الشيخ مبارك جيشا قوامه عشرة الاف مقاتل من قبيلة مطير وقبيلة العجمان و مره و قبيلة عتيبه والمنتفق والرشايده اضافه الي آل سعود و آل مهنا و آل سليم و اتباعهم من أهالي منطقة القصيـم ، فسار الأمير:مبارك أمير الكويت بهذه الجموع وفي الطريق انفصل الأمير:عبدالرحمن بن فيصل آل سعود وأبنه عبدالعزيز آل سعود بألف مقاتل لاحتلال بلدة الرياض ، ولاشغال ابن رشيد و تقسيم قواته و يبدوا ان الأمير:عبدالعزيز بن متعب آل رشيد قد تقهقر وابتعد عن جيش مبارك وابتعد ابن رشيد عن منطقة القصيم , لأن الأمير:مبارك ومن معه و آل مهنا و آل سليم قد تمكنوا من السيطره علي بـريـدة و عـنيزة و هرب امراؤها من قبل ابن رشيد و يظهر ان الاهالي رحبوا بهم و نزل الشيخ مبارك في منطقة الصريف شمال شرق مدينة بـريـدة وظن أمير الكويت انه قد تم له الاستيلاء علي نجد كلها بعد ماسيطر على القصيـم و تقهقر ابن رشيد
ثم فاجأهم الأمير:عبدالعزيز بن متعب آل رشيد بجيشه في الصريف في مارس 1901م
وكان معه حاضرة حائل والوشم وسدير وقبيلة شمر وقبيلة حرب وقبيلة عنزه والرشايده والشراري
وتذكر المصادر النجدية ان من ضمن جنوده اتراك ، وكان ابن رشيد قد وضع خطه هجومه المباغت و قسم جيشه الي ميمنه و ميسره و جعل مجموعه من الابل في مقدمة هجومه و بذلك استطاع خلخلة جيش مبارك كما ان قبيلة عـتيبه انقلبت علي جيش مبارك أمير الكويت وهذه عادته أهالي البوادي
و بذلك انهزم ابن صباح أمير الكويت و قتل من جيشه ثمانمائة مقاتل و تتبع جيش ابن رشيد فلول المنهزمين فقضوا علي اكثرهم كما انسحب آل مهنا من بريدة و آل سليم من عنيزه وآل سعود وعادوا الي الكويت

ومن المعلوم أن الأمير عبدالرحمن بن فيصل آل سعود وأبنه عبدالعزيز حاصرا الرياض ولم يفلحوا في اقتحامها ووصلتهم أخبار الهزيمه في وقعة الصريف فـ فضلوا الانسحاب ، وقيل أنهم بالفعل دخلوا الرياض لكن عندم علموا بخبراء معركة الصريف فضلوا العوده للكويت وقيل أن أهل الرياض صمدوا ودافعوا عن بلددهم ولم يفلح حصارهم للرياض وانسحابوا للكويت


وتذكر المصادر التاريخية النجدية

انه لم تمضي سنه حتي عادوا اسرتي الاماره في القصيم آل مهنا و آل سليم و قد وصل الجميع الي الزلفي سنة 1321هـ و كانت تلك سنة قحط وكان قبل ذلك عبدالعزيز بن سعود(الملك عبدالعزيز) قد راسل آل مهنا في الكويت يستحثهم علي العوده لانتزاع بـريـدة و يعدهم بمناصرتهم وكان الجيش الذي معهم وخيله قليله جدا بحيث كان هذا سببا في عدم مواصلة المسيره نحو بلاد القصيـم و توجه آل مهنا و من معهم آل سليم الي بلدة شقراء شمال منطقة الرياض ، وفي هذه الفتره توجه الامير عبدالعزيز بن متعب آل رشيد الي حدود العراق في العاشر من شوال وكان هدفه التزود هو واتباعه بما يحتاجون اليه من مؤن و يستنهض من كان هناك من قبيلة شمر ويستنجد العثمانيين لامداده بالاموال والجنود ، وكان من نتائج مغادرة ابن رشيد واتباعه للقصيم ان ازداد حماس آل مهنا و آل سليم كي يتوجهوا الي منطقة القصيـم فتوجهوا علي رأس قواتهم هناك فلما تجاوزوا بلدة الوشم شمال منطقة الرياض ، وافتهم الاخبار بنزول حسين بن جراد ومن معه في فيضة السر شمال منطقة الرياض فشن جيش أهل القصيـم هجوما مباغتا عليهم وقتل ابن جراد و كما قتل عدد ليس بالقليل من اسرته و غنم ما كان معهم من ابل و اموال و ذلك في الثامن والعشرين من ذي القعده سنة 1321هـ ومع ان هذا كان كسبا كبيرا لاآل مهنا و آل سليم الا انهم ادركوا ان ذلك الحادث قد اصبح نذيرا لقوات ابن رشيد والمقاومين معها في القصيم مما سيفقد عنصر المفاجأه و يجعلهم علي اهبة الاستعداد لصده و لذلك عاد آل مهنا و آل سليم الي بلدة شقراء.
وكان ماجد بن حمود آل رشيد راوده الخوف بعد ان علم بفعلت أمراء القصيـم وبما حصل لابن جراد ومن معه, فانتقل الي مكان قريب من سور عـنيزة محاولة منه لتقليل خطر هجوم مباغت ضده من ناحيه ورغبه منه في دعم للسريه الموجوده في تلك البلده من ناحيه اخري. وفي يوم 5 محرم سنة 1322هـ اتجه آل مهنا و آل سليم بقوات من بعض أهالي القصيـم الي قرية الحميديه التي تبعد عن مدينة عـنيزة ثلاث ساعات و بعد فتره دخل آل سليم و آل مهنا بلدة عـنيزة ليستولوا علي البلد فدخلوها دون صعوبه و كمنوا لرئيس السريه فهيد بن سبهان فتمكنوا من قتله و اخذوا يحاصرون قصر الاماره الذي تحصن فيه تلك السريه و بعد يوم استسلم من في داخل القصر وهرب بعضهم, وبعد يومين من دخول عـنيزة سار الأمير:صالح الحسن آل مهنا الي مدينة بـريـدة واستقبله اهلها بحماس وبايعه اهلها وبدأ مع من معه من قوات واهل بـريـدة بحصار عبدالرحمن بن ضبعان امير بريدة المعين من قبل ابن رشيد الذي تحصن مع رجاله بقصر بريدة (قصر مهنا) المنيع و قد دام ذلك الحصار حوالي شهرين و نصف ولما نفذ ما كان لدي المحاصرين من اطعمه اضطر قائدهم الي التفاوض لانهاء الحصار و تم التوصل معه الي اتفاق يسلم بموجبه القصر و يخرج المحاصرون منه باسلحتهم آمنين و هكذا عادة امارة بـريـدة الي آل مهنا وتولي الاماره فيها صالح ابن اميرها السابق حسن آل مهنا.




صالح بن حسن آل مهنا

ولد عام 1290هـ*
تولي امارة بريدة في عام 1321هـ

انضم الي جيش الشيخ مبارك الصباح و معه اهل القصيم في معركة الصريف/الطرفيه
وكان قبل ذلك قد جلي مع من معه من اهل القصيم بعد معركة المليدا الي الزبير في العراق ثم ذهب الي الكويت لينضم الي جيوش الشيخ مبارك في معركة الصريف ، وكان بعض رجال من اسرة ال مهنا استطاع الهرب من حائل وهكذا اجتمع عند الشيخ مبارك اسر آل سعود و آل مهنا و آل سليم فكانوا يدا واحده مع مبارك الصباح ضد دولة آل رشيد.
وكان صالح الحسن آل مهنا يملك شعبيه كبيره بين اهل بـريـدة
قال عنه شاعر بريدة محمد الصغير قصيده
يقول في مطلعها, ( نحمد الله جميله - شيخنا صار منا _ نافلا كل جيله من سلايل مهنا)
ومن أهم المعارك التي قاد فيها اهل القصيم معركة البكيريه والشنانه.



تقول المصادر التاريخية النجدية

أن الأمير: صالح بن حـسـن آل مهنا قاد جموع أهل القصيم قبل غروب الشمس والتقي بجموع أهل حائل ومعهم مجموعه من الجيش التركي بمدافعهم وقد انكشفت مواقعهم فهزموهم وقد أبدي أهل القصيم بساله و شجاعه في كبح جماح هذه الجنود.



وتذكر المصادر التاريخية النجدية
أن الأمير صالح آل مهنا أمير القصيـم (التقي سنة 1323هـ بقائد القوات التركيه في القصيم المشير احمد فيضي واعلن عن استعداده لان يكون القصيم اقليم مستقل تابع للدوله العثمانيه )


وتذكر المصادر التاريخية النجدية
أن الأمير : صالح آل مهنا أمير بـريـدة ومنطقة القصيـم قد اتفق مع الامير: عبدالعزيز بن متعب آل رشيد علي التعاون والتحالف بينهما ضد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ، وذلك بسبب بعد ان اقنعه بذلك المشير فيضي بعد ان تغيرت سياسة عبدالعزيز بن سعود تجاهه و تزايد قوة عبدالعزيز بن سعود و توسع نفوذه فلم يجد الأمير:صالح الحسن آل مهنا الي التعاون مع عبدالعزيز بن متعب آل رشيد وتم ذلك في منتصف سنة 1323هـ , ولكن بعد ان انسحبت القوات التركيه من القصيم وحائل سنة 1324هـ واتجهت الي اليمن لمواجهة الثوره القائمه هناك في ذلك الوقت بأمر من والي البصره بالعراق ومقتل الامير عبدالعزيز بن متعب آل رشيد أمير حائل في معركة روضة مهنا بالقصيـم على ايدي أهل القصيـم ، ادي ذلك الي ضعف مركز الأمير:صالح آل مهنا أمير بـريـدة سابقاً فاستطاع الملك عبدالعزيز بن سعود بعد ذلك بمساعدة جماعه من اهل بـريـدة بالقبض علي اميرها, وكان ذلك بعد ان تظاهر اتباع الملك عبدالعزيز آل سعود بأنهم يجمعون الزكاة من باديه تابعه لهم علي اطراف مدينة بـريـدة ومن ثم بعد ان تم فتح اسوار قصر بريدة (قصر آل مهنا)من قبل اتباع الملك عبدالعزيز بن سعود داخل البلد حصلت بعض المناوشات والمقاومه بين اتباع امير بـريـدة و بين رجال الملك عبدالعزيز آل سعود ، وكان علي رأس المقاومين الأمير: صالح بن حسن آل مهنا نفسه ولكن قلة عدد اتباع امير بـريـدة ووجود اغلب المقاتلين بغزوه خارج البلد ادي ذلك الي استطاعة الملك عبدالعزيز بن سعود القبض علي الامير صالح آل مهنا بعد اصابته هو واخوه مهنا آل مهنا وتم ارسالهم الي مدينة الرياض وبعد بقاء الأمير:صالح آل مهنا واخوه مهنا آل مهنا فتره في الرياض استطاعوا الهرب ثم القي القبض عليهم فقتل الأمير صالح آل مهنا و اخوه مهنا آل مهنا.


وتقول بعض الروايات الشفهيه من كبار السن
أن صالح وأخوه مهنا (انهم كانوا يرشون جدار المكان الذين كانوا محبوسين فيه بالماء ويحفرونه شيئا فشيئا حتي وضعوا نقبا, وتسللوا من خلاله فعندما علم الملك عبدالعزيز بن سعود بذلك قال دعوهم سوف يموتون من العطش ولكن الأمير:محمد بن عبدالرحمن آل سعود اصر الي ان يتبع فلولهم فتبعم في مكان يقال له البره شمال مدينة الرياض فقتلهم هناك وكانوا بدون سلاح عندما هربوا رحمهم الله.


و تولي بعد ذلك أمارة مدينة بـريـدة الأمير : محمد بن عبدالله بن مهنا أبا الخيل امارة بريدة وتوابعها من بلدان القصيـم .



الأمير:محمد العبدالله آل مهنا
أمير بـريـدة والقصيـم

ولد عام 1292هـ
تولي امارة بريده عام 1324هـ
قام بالتحالف مع أمير قبيلة مطير فيصل بن سلطان الدويش ومعه حليفه امير بريه نايف بن هذال بن بصيص وامير حائل سلطان الحمود آل رشيد وذلك عندما علموا بمقتل الامير صالح الحسن آل مهنا واخوه مهنا آل مهنا بالرياض فاستطاع الملك عبدالعزيز بن سعود ان ينتصر علي هذا التحالف الكبير في معركة الطرفيه عام1326هـ وبعد انتصار الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود فترت عزيمة اتباع امير بـريـدة و ازداد انصار الملك عبدالعزيز آل سعود فاصبح الجو مهيئا أكثر من ذي قبل للتخلص من أمير بـريـدة فارسل اولئك الأنصار الي الملك عبدالعزيز بن سعود يخبرونه بأنهم سيكونون في انتظاره مع آذان العشاء ليلة العشرين من ربيع الثاني عام 1326هـ الموافق 21-5-1908م عند البوابه الشماليه من البلده. ولما وصل اليها في الموعد المحدد فتحوها له ودخل اتباعه بـريـدة , فحدثت مناوشات كبيره بينهم وبين انصار امير بـريـدة. ثم حاصروا الامير ومن معه في قصرها (قصر آل مهنا)حتي اليوم الثاني واستسلم لابن سعود ورحل بعدها الأمير:محمد بن عبدالله آل مهنا واخوه إبراهيم بن عبدالله آل مهنا الي العراق واستمر فيها الي ان توفي رحمه الله , اما اخوه فهد بن عبدالله آل مهنا والشاعر محمد بن عبد الله العوني شاعر القصيـم فرحلوا الي مدينة حائل وأقاموا هناك حتي سقوط حائل وكان لقصائد الشاعر محمد العوني الاثر الكبير في تحميس امراء ال رشيد في قتالهم للملك عبدالعزيز بن سعود و خصوصا الامير سعود بن عبدالعزيز آل رشيد الذي امتدحه في كثير من قصائده.ومن ثم أمر الملك عبدالعزيز بن سعود بعد ان سيطر علي بلد حائل بقتل عبدالعزيز بن حسن آل مهنا, وسته من أبناء إبراهيم بن مهنا آل مهنا و ومعهم شاعر بريده محمد الصغير الذي كان ضد سياسة الملك عبدالعزيز وذلك في جمادي الاخره عام 1327هـ في قرية الشماسيه ، وكان شاعر بريده محمد الصغير الذي كان يعد من ابرز شعراء الحرب والعرضات في نجد في تلك الفتره ملازما وصديقا للأمير صالح الحسن آل مهنا واسرته, وكان الأمير:محمد بن عبدالله آل مهنا آخر امراء بـريــدة من اسرة آل مهنا أبا الخيل.
كما ارتبط الشاعر المشهور محمد بن عبدالله العوني بصداقه حميمه معه ومن القصائد التي قالها فيه
(والله لولا واحد فاطن له الزول زوله والحلايا حلاياه _ لافز فزة من غدت فاطر له عليه صميله في لظي القيض و اغداه _ صاب الرمد عينه ولا أحد يدله والماء عنه يومين يابعد مسراه).

ذبحني غيابك
12-01-14, 07:47 PM
يسلمو يالغلا ع المعلومات القيمة والمفيده

ساكمل قراءه القصه كامله عندما يصبح لدي وقت


الله يعطيك العافيه

لكي باقه ورد جوري معطره


دمتي في حفظ الله ورعايته

شموخ عزي
12-02-14, 09:31 AM
تسلم الأيآدي والذوق
راق لي مآوجدت هنآ من طرح مميز ..
شكراً لك ودـآم لنآ نبض قلبك وذـآئقتك..!
وبشوووق لـ جديدك القآدم
أرق التحآيآ لك ..

مسكك الغلا
12-07-14, 10:15 PM
هَــــْـلا وَغَـــْـلا
انرتموني واسعدتموني
لا خلا ولا عدم


SEO by vBSEO 3.6.1