المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سبب آخر لهلاك الأمم هو الكفر بنعم الله عز وجل


فهد شمر
12-27-14, 12:56 PM
الكفر بنعم الله وعدم القيام بواجب شكرها والأشر والبطر
سبب آخر لهلاك الأمم هو الكفر بنعم الله عز وجل، وعدم القيام بواجب شكرها، قال تعالى:قال تعالى: * لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور * فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل * ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور * وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين * فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور * *سبأ:1519*. وقال تعالى: * وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون * *النحل:112*.
وقد ورد في الأثر القدسي: " إني والإنس والجن في نبأ عظيم، أخلق ويُعبد غيري، وأرزق ويُشكر سواي، خيري إلى العباد نازل، وشرهم إليّ صاعد، أتحبب إليهم بنعمي، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أفقر شيء إليّ، من أقبل علي منهم تلقيته من بعيد، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب، أهل ذكري أهل محبتي، أهل شكري أهل زيادتي، أهل معصيتي، لا أقنطهم من رحمتي، إن تابوا فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب " *رواه البيهقي والحاكم عن معاذ، والديلمي وابن عساكر عن أبي الدرداء*
" الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد، والسيئة بمثلها وأعفو، وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها " *رواه البيهقي والحاكم عن معاذ، والديلمي وابن عساكر عن أبي الدرداء*
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " " يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ، لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا أليس مرض الإيدز هذا المرض الذي لم يكن معروفاً من قبل بسبب الفاحشة، السبب الأول والأكبر هو الفاحشة، والفاحشة الشاذة وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ كل أنواع الغش يدخل في هذه الكلمة إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ " " *ابن ماجه وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " " سورة النحل: الآية 112 "
امتنَّ الله على قريش بأنه أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف, وإذا أراد الله أن يهلك أمة ألْبَسَها لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون، ونعمة الأمن خاصة بالمؤمن، قال تعالى: " فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " * " الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ " " سورة الأنعام، آية 82،81 " لم يقل: أولئك الأمن لهم، لو قال ذلك لقيل: أولئك الأمن لهم.. ولغيرهم، ولكن العبارة تعني: أولئك لهم الأمن وحدهم، إن الله يعطي الصحة والذكاء والمال والجمال للكثيرين من خَلْقه، ولكنه يعطي السكينة بقدر لأصفيائه المؤمنين فقط.
أنت من خوف الفقر في فقر، ومن خوف المرض في مرض، وتوقع المصيبة مصيبة أكبر منها، وقد قال الله عز وجل: " قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا " " سورة التوبة: الآية 51 " نعمة الأمن التي يتمتع بها المؤمن، لو وزعت على أهل بلد لكفتهم. 1
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1- َد. محمد راتب النابلسي
فمن أسباب الهلاك: الأشر والبطر وجحود النعم؛ فالأشر والبطر مظهر لجحود النعمة، وبادرة لسوء المصير، ولقد كان فيما قصَّ الله تعالى في كتابه عن قارون وقد آتاه من كنوز المال ما قابله بالأشر والبطر، وكان له سوء المصير: " إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ... " *القصص:76*.
إنَّ قارون كان من بني إسرائيل قومِ موسى عليه السلام فظلم قومه الإسرائيليين، وتَجَاوَزَ حدَّه عليهم في الظلم والكبْر والتجبُّر والفساد في الأرض؛ إذ جعل نفسه خادماً لمصالح فرعون وآله، في إذلال بني إسرائيل واستعبادهم، وأعطيناهُ من كنوز الأموال شيئاً عظيماً، اكتنزها في مبانٍ حصينة، ذات أبواب تُقْفل بإحكامٍ، فلا تفتح إلا بمفاتيح خاصَّة بها، حتى إنَّ مفاتيح خزائنه ليثقل حملُها على الجماعة الأقوياء من الرجال، فإذا حملوها مالت ظهورهم من ثقلها عجزاً عن النهوض بها قائمين. وحين اغترَّ بنعمة الله عليه وكفر بها، نصحه عقلاء قومه مُوجِّهين له أربع نصائح: ... لا تَبْطَر بكثرة مالك، وتستكبر وتتعالى به على الناس، ولا يفتنك الفرح به عن شكر الله؛ إنَّ الله لا يُحب البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم، فكن على حذر من نقمة الله عليك وعقابه، فَمَنْ جعل نفسه بإرادته في زمرة من لا يحبُّهم الله، فقد جعلها عُرضةً لنقمته وعذابه الشديد. وهذا التوجيه للناس جميعا إلى الأبد، لا يخصُّ قارون وحده، فكم في أعقاب الزمن من أمثال قارون، من تبطره النعمة، ويستعملها في المعصية والإفساد في الأرض، والتعالي على الخلق، فيكون خطراً على نفسه، وعرضة لأن يناله من غضب الله!. وإنها لعبرة الدهر، في قرآن يتلى، تذكر بسوء المصير لكل من طغى وبغى، وجحد نعمة المولى جل وعلا. ولقد كان في قوم قارون من انخدع بالمظاهر التي كان فيها قارون، كما ينخدع الظامئ بالسراب، فتمنوا أن لو كان لهم مثل نعيمه، كما قال تعالى: " فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا " *القصص:82*. ودخل في صباح ليلة الخَسْف بقارون، المفتونون من جمهور بني إسرائيل الذين تمنَّوْا باليوم الذي كان قبل ليلة الخسف، ما رَزَقه الله من الأموال والزينة، يقول بعضهم لبعض متوجِّعين ومُتحسِّرين: اسمع أيها المخاطب تعجُّبي من نفسي، كيف كنتُ جاهلاً عن حقيقة أنَّ الله يُوسِّع الرزقَ لِمَنْ يشاء من عباده، ويُضيِّق الرزق على مَنْ يشاء من عباده، لحكمٍ يعلَمُها، وليس بسط الرزق تكريماً، ولا تضييقه إهانة، وإنما هو امتحان وابتلاء، لولا أنْ أنعم الله علينا النعمة العظمى بالإيمان، وأبْعَدنا عن بَسْط الرزق المُطْغي والمُوصل إلى ما وَصَل إليه قارون، لَخَسَف بنا الأرض كما فعل بقارون لأنا وددنا أن نكون مثله. " وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الكَافِرُونَ " أي: اسمع أيُّها المخاطَب تعجُّبي من نفسي، كيف كنتُ جاهلاً عن حقيقة أنَّ الشأن العظيم من مقادير الله في كونه، وسُننه في عباده، عدمُ ظفر الكافرين الذين يَجْحَدون نِعَمَ الله عليهم ولا يؤمنون بما أوْجَبَ عليهم أن يؤمنوا به.
وكم في دنيا الناس من ينظر إلى ما في يد الغير من نعمة، ويحسد عليها، وعلم أن الخير بالنسبة له هو ما قدره الله وجعله فيه! ولذلك قال تعالى: " وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى " *طه:131*. والمعنى: ولا تَنظُرنَّ أيُّها المؤمن نَظَرَ اسْتِحْسَانٍ وإعجابٍ وتَمَنٍّ إلى ما أعطينا من متاع الحياة الدنيا، أصنافاً وجماعات من الناس، حالة كون ما متَّعناهم به زهرة الحياة الدنيا، ذات المنظر الجميل، والرائحة الزكيَّة، إلا أنها قصيرة العمر، سريعة الذبول والفناء كزهر الأشجار؛ لِنَبْتَلَيَهُم ونختبر إراداتهم، وليس تشريفاً وتكريماً لهم، ورزقُ ربِّك في الحياة الدنيا المقْرون بالطمأنينة والرِّضا، والذي سَيُفيضُه عليك في جنات النعيم خيرٌ من كلِّ ما في هذه الحياة من متاع وزينة؛ وأبقى أنواعاً وأصنافاً وأفراداً؛ لأن دار النعيم هي دار البقاء، أما الحياة الدنيا فهي دار الفناء والأكدار. وقد رسم سبحانه لعباده في نهاية قصة قارون الخطة المثلى للحياة: " تِلْكَ الدَّارُ الآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلَا فَسَادًا " *القصص:83*. أي:تلك الجنَّة البعيدة المكان والمكانة، والمرتفعة المنزلة، نجْعَلُ نعيمَها مستقبلاً للَّذين لا يريدون اسْتكباراً عن الإيمان، واستطالةً على الناس، لتحقيق حظوظ أنفسهم من الدنيا؛ ولا الذين يدعون إلى عبادة غير الله، وينشرون الفاحشة، ويطرحون الشبهات، ويفسدون الأخلاق والقيم والآداب. " وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " والعاقبةُ الحسنة المحمودة في جنَّات النعيم لِمَنْ اتَّقى عقابَ الله بأداءِ أوامره، واجْتناب نواهيه

مسكك الغلا
12-27-14, 12:57 PM
فهد شمر

لقد اثبت وجودك

بمواضيعك القيمه

شكرا لك وبارك الله فيك

وجزاك عنا كل خير

لك تقديري واحترامي

:MonTaseR_11:

اول السطر
12-28-14, 01:09 AM
ربي يعطيك العافيه

ويجزاك خير

على هذا الطرح القيم

فهد شمر
01-03-15, 06:43 PM
حياكم الله ايها الاخوه واسعدني كثيرا مروركم الكريم وتعليقكم القيم حفظكم الله وحفظ والديكم واحبابكم


SEO by vBSEO 3.6.1