مسكك الغلا
01-13-15, 02:28 AM
*****************
�� سمّاهُ أبوه "حافظ" ولم يدْر أنه سيكون حافظًا بحق، كان خادما مطيعا لوالديه، قريبا منهما، يرعى غنم أبيه، ولم يكن والده يأذن له بالابتعاد عنه ،
�� ذهب أخوه "محمد" للتعلم في الكتاتيب، وبقي "حافظ" في رَعْي الغنم، لكنه صار يتعلم من أخيه ما يأخذه في الكتاتيب، حتى أتقن القراءة والكتابة ..
�� وما إن أتقن القراءة حتى بدأ يستعير الكتب ويقرأها، ولنُدرة الكتب ذلك الوقت؛ فما كان يسمع برجل لديه كتاب إلا ويذهب له أو يرسل أخاه لاستعارته ..
�� رأى كتابا لغويّا اسمه "لاميّة الأفعال" فحفظه ليتحدى به رُعاة الغنم في السجع، ولم يكن يفهم معانيه! ولم يخطر بباله أنه سيكون له شأن في الشعر ،
�� في هذه الأثناء أرسل مفتي المملكة الشيخ "محمدُ بن إبراهيم " الشيخَ "عبداَلله القرعاوي" لمنطقة الجنوب؛ للدعوة إلى الله وتعليم الناس ..
�� ذهب " محمد " للشيخ القرعاوي لاستعارة الكتب لأخيه "حافظ" الذي أرسل معه خطابًا جميلا خطًا ومضمونًا، ضمّنه بيتين مِن نَظْمه، وكان في الـ 16 من عمره !
�� والبيتان هما:
إنّ الذي رقمَ الكتابَ بكفّه ☆ يُقْري السلامَ على الذي يقراهُ
وعلى الذي يقراهُ ألفُ تحيّة ☆ مقرونة بالمِسْكِ حينَ يراهُ
�� ولما قرأ الشيخُ القرعاوي الكتابَ تعجّب وأخذ يُقلّبه ويُردّد: بالله؛ هذه كتابةُ راعي غنم؟!
ثم قال لمحمد: سنزوركم ! فرحل لزيارة هذا الفتى ،
�� ولما رأى القرعاوي ذلك الفتى؛ أعجب به وقرّر المكوث في القرية لأجله! فبقي أياما حتى ألحّ كبار طلاّبه عليه بالرجوع، فرجع وبقي حافظ مع والديه ..
�� أراد الله تعالى أن يموت والدا الشيخ حافظ في سنة واحدة، وكان وحينها في الـ 18 من عمره؛ فرحل مباشرة للشيخ القرعاوي ولازمه ملازمة شديدة ..
�� لاحظ شيخه عليه النبوغ والذكاء ؛ فأراد اختباره، حيث طلب منه أن يجمع خلاصة ما تعلمه من الكتب! وما علم القرعاوي أنه يستثير بَحْرًا هادِرًا ..
�� فكان من ذلك الفتى ذي الـ 20 عامًا؛ أنْ ألّف منظومة فريدة في التوحيد؛ أذهلتْ مَن بعده!
سمّاها "سُلّم الوصول إلى علم الأصول" بلغت 290 بيتًا ، ثم عاد وشرح منظومتَه وهو في الـ 24 من عمره ..
�� ومن الأدلة على ذكاءه؛ أنه حفظ القرآن الكريم في شهر رمضان! فكان يحفظ الجزءَ في النهار، ويَؤمّ الناس به في الليل!
�� ألّف كثيراً، وفي شتى الفنون، ومن أشهر كتبه "سلّم الوصول" في التوحيد، و"السبل السويّة" في الفقه، والمؤسف أن كتبه لم تنل الشهرة التي تستحقها ..
�� آخر معلومة أختم بها سيرته العطرة؛ وأنا متأكد أنها ستُذهل الجميع! أنه توفي وله من العمر 35 عامًا! كل هذا المجد والمكانة حصّلها في عمر قصير ..
�� العلامة حافظ بن أحمد الحكمي؛ أحد أعلام جازان، ولد 1342 هـ، وتوفي 1377 هـ، عن 35 عامًا، ترك إرثا عظيمًا، وعلمًا غزيرًا، ومؤلّفاته شاهدة له ..
رحمه الله وغفر له.
�� سمّاهُ أبوه "حافظ" ولم يدْر أنه سيكون حافظًا بحق، كان خادما مطيعا لوالديه، قريبا منهما، يرعى غنم أبيه، ولم يكن والده يأذن له بالابتعاد عنه ،
�� ذهب أخوه "محمد" للتعلم في الكتاتيب، وبقي "حافظ" في رَعْي الغنم، لكنه صار يتعلم من أخيه ما يأخذه في الكتاتيب، حتى أتقن القراءة والكتابة ..
�� وما إن أتقن القراءة حتى بدأ يستعير الكتب ويقرأها، ولنُدرة الكتب ذلك الوقت؛ فما كان يسمع برجل لديه كتاب إلا ويذهب له أو يرسل أخاه لاستعارته ..
�� رأى كتابا لغويّا اسمه "لاميّة الأفعال" فحفظه ليتحدى به رُعاة الغنم في السجع، ولم يكن يفهم معانيه! ولم يخطر بباله أنه سيكون له شأن في الشعر ،
�� في هذه الأثناء أرسل مفتي المملكة الشيخ "محمدُ بن إبراهيم " الشيخَ "عبداَلله القرعاوي" لمنطقة الجنوب؛ للدعوة إلى الله وتعليم الناس ..
�� ذهب " محمد " للشيخ القرعاوي لاستعارة الكتب لأخيه "حافظ" الذي أرسل معه خطابًا جميلا خطًا ومضمونًا، ضمّنه بيتين مِن نَظْمه، وكان في الـ 16 من عمره !
�� والبيتان هما:
إنّ الذي رقمَ الكتابَ بكفّه ☆ يُقْري السلامَ على الذي يقراهُ
وعلى الذي يقراهُ ألفُ تحيّة ☆ مقرونة بالمِسْكِ حينَ يراهُ
�� ولما قرأ الشيخُ القرعاوي الكتابَ تعجّب وأخذ يُقلّبه ويُردّد: بالله؛ هذه كتابةُ راعي غنم؟!
ثم قال لمحمد: سنزوركم ! فرحل لزيارة هذا الفتى ،
�� ولما رأى القرعاوي ذلك الفتى؛ أعجب به وقرّر المكوث في القرية لأجله! فبقي أياما حتى ألحّ كبار طلاّبه عليه بالرجوع، فرجع وبقي حافظ مع والديه ..
�� أراد الله تعالى أن يموت والدا الشيخ حافظ في سنة واحدة، وكان وحينها في الـ 18 من عمره؛ فرحل مباشرة للشيخ القرعاوي ولازمه ملازمة شديدة ..
�� لاحظ شيخه عليه النبوغ والذكاء ؛ فأراد اختباره، حيث طلب منه أن يجمع خلاصة ما تعلمه من الكتب! وما علم القرعاوي أنه يستثير بَحْرًا هادِرًا ..
�� فكان من ذلك الفتى ذي الـ 20 عامًا؛ أنْ ألّف منظومة فريدة في التوحيد؛ أذهلتْ مَن بعده!
سمّاها "سُلّم الوصول إلى علم الأصول" بلغت 290 بيتًا ، ثم عاد وشرح منظومتَه وهو في الـ 24 من عمره ..
�� ومن الأدلة على ذكاءه؛ أنه حفظ القرآن الكريم في شهر رمضان! فكان يحفظ الجزءَ في النهار، ويَؤمّ الناس به في الليل!
�� ألّف كثيراً، وفي شتى الفنون، ومن أشهر كتبه "سلّم الوصول" في التوحيد، و"السبل السويّة" في الفقه، والمؤسف أن كتبه لم تنل الشهرة التي تستحقها ..
�� آخر معلومة أختم بها سيرته العطرة؛ وأنا متأكد أنها ستُذهل الجميع! أنه توفي وله من العمر 35 عامًا! كل هذا المجد والمكانة حصّلها في عمر قصير ..
�� العلامة حافظ بن أحمد الحكمي؛ أحد أعلام جازان، ولد 1342 هـ، وتوفي 1377 هـ، عن 35 عامًا، ترك إرثا عظيمًا، وعلمًا غزيرًا، ومؤلّفاته شاهدة له ..
رحمه الله وغفر له.