المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التواضع بين الانقياد والسلوك


صمتي حكاية
01-23-15, 05:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتنآ ...
ليس أرقى للعبد ولا أرفع في منزلته ومكانته بين الناس وعند ربه عز وجل
من خلق التواضع، وقد ورد في الأثر : "من تواضع لله رفعه"،
أي رفع مقامه بين الناس، ورفع ذكره فيما بينهم،
ورفع أجره عند الله تعالى، ورفع منزلته في الجنة،
فهو يتقلب في رفعة بعد رفعة، يتقلب في درجات الدنيا استعدادًا
للرقي في درجات الجنة في الآخرة.

إن التواضع صفة المؤمنين المخبتين لربهم، وعلى رأسهم أنبياؤه وأصفياؤه،
والتواضع هو ضد الكبر، قال حمدون القصار -رحمه الله-:
"التواضع أن لا ترى لأحد إلى نفسك حاجة، لا في الدين ولا في الدنيا"،
وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله- :
"التواضع أن يخضع للحق وينقاد له ويقبله ممن قاله ولو كان صبيًا أو جاهلاً"،
وقال آخرون: " هو خفض الجناح ولين الجانب ".

إن المتواضعين بهذا المقياس قليل، بل أقل من القليل، والله المستعان،
فمن منا يقبل الحق من الصبي، أو من الجاهل، أو من الفقير،
قال يحيى بن أبي كثير -رحمه الله- مفصِّلاً أمر التواضع:
"رأس التواضع ثلاث:
أن ترضى بالدون من المجلس، وأن تبدأ من لقيته بالسلام،
وأن تكره المدحة والسمعة والرياء بالبر".

قال ابن الحاج -رحمه الله- :
"من أراد الرفعة فليتواضع لله تعالى، فإن العزة لا تقع إلا بقدر النزول،
ألا ترى أن الماء لمّا نزل إلى أصل الشجرة صعد إلى أعلاها ".

ومن أراد التواضع فعليه أن يعرف قدر نفسه، قال أبو سليمان الداراني -رحمه الله-:
"لا يتواضع العبد حتى يعرف نفسه"،
وقال أبو يزيد -رحمه الله-: "ما دام العبد يظن أن في الخلق من هو شر منه فهو متكبر،
فقيل له: فمتى يكون متواضعًا؟!
قال: إذا لم ير لنفسه مقامًا ولا حالاً،
وتواضع كل إنسان على قدر معرفته بربه -عز وجل- ومعرفته بنفسه".

ولقد كان سلف الأمة لا تغيرهم المناصب ولا دنيا،
ولا يحتقرون أحدًا صغر عنهم أو كبر،
قال بكر بن عبد الله المزني:
"إذا رأيت من هو أكبر منك فقل : سبقني بالإيمان، والعمل الصالح،
فهو خير مني، وإذا رأيت من هو أصغر منك، فقل :
سبقته إلى الذنوب والمعاصي فهو خير مني ،
وإذا رأيت إخوانك يكرمونك ويعظمونك فقل :
هذا فضل أخذوا به ، وإذا رأيت منهم تقصيرًا فقل:
هذا ذنب أحدثته ".

من أراد التواضع، فليحتقر نفسه في جنب الله،
وليذكر هفواته وخلواته، قال مالك بن دينار:
" لو أن مناديًا ينادي بباب المسجد ليخرج شركم رجلاً،
والله ما كان أحد يسبقني إلى الباب إلا رجلاً بفضل قوة أو سعي"،
فلما بلغ ابن المبارك قوله قال :
" بهذا صار مالك مالكًا ".

قال علي بن ثابت: "ما رأيت سفيان الثوري في صدر المجلس قط،
إنما كان يقعد إلى جانب الحائط ويستند إلى الحائط، ويجمع بين ركبتيه".

جَســـــوُرْ..،
01-25-15, 08:27 PM
من تواضع لله رفعه

طرح قيم بارك الله فيك ../

فهد شمر
01-25-15, 10:00 PM
بارك الله بك وبجهودك القيمه


SEO by vBSEO 3.6.1