المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كذا علمنا النبي احسان الظن بالناس


صمتي حكاية
01-28-15, 01:34 AM
... الحمد لله رب العالمين...

... والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.. نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...



اخواني واخواتي الأفاضل

علمنارسول الله صلى الله عليه وسلمإحسان الظن بالآخرين وعدم التشكيك في ضمائر الناس،والحكم عليهم بما نراه ونسمعه بأنفسنا، فالذي يعلم البواطن والسرائرهو الله وحده، وليس من حق أي إنسان أن يردد شائعات كاذبة حول إنسان آخر.


وقد سئلصلى الله عليه وسلم:أي الناس أفضل؟ فقال:كل مخموم القلب صدوق اللسانقيل:صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال:هو التقي النقي الذي لا إثم في قلبه ولا بغي ولا غل ولا حسد،ولقد نهىصلى الله عليه وسلمأتباعه عن أن يبلغوه أخبارا لا يحب أن يسمعها،فقال:لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئا،فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر.


حسن الظن بالناس خلق إسلامي أصيل أرشدنا إليهالقرآن الكريموتعلمناه منرسولنا صلى الله عليه وسلم،وشيوع هذا الخلق بين الناس يحمي المجتمع من مصائب كثيرة فالأمة السعيدة الرشيدة هي التي يكثر فيها الأفراد الذين يبنون علاقاتهم مع غيرهم على حسن الظن، وعلى عواطف المحبة المشتركة،والمودة الخالصة والتعاون المتبادل،والثقة الوثيقة والابتعاد عن سوء الظن دون أن تكون هناك ضرورة تدعو إليه،إذ من دعاء المؤمنين الصادقين:رَبنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً للذِينَ آمَنُوا رَبنَا إِنكَ رَؤُوفٌ رحِيمٌ (الحشر: 10).


خلق إسلامي


والذي يتدبرالقرآن الكريموتوجيهاترسول الله صلى الله عليه وسلم يدرك أن حسن الظن في مواطنه خلق من أفضل الأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم، وفضيلة من الفضائل التي يجب أن تسود المجتمع الإسلامي المستقيم على أمر الله،وأن سوء الظن دون مقتضى ليس من أخلاق المؤمنين الصادقين، فقد قالالله سبحانهعندما أشاع المنافقون حديث الإفك عن السيدة عائشةرضي الله عنها:لوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَن الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مبِينٌ (النور: 12).


والمعنى:هلا وقت أن سمعتم أيها المؤمنون والمؤمنات حديث الإفك هذا ظننتم بأنفسكم (أي بأخواتكم)ظنا حسنا جميلا،وقلتم لمن تفوه بهذا الحديث المفترى:هذا كذب لا يصدقه عقل أو نقل، وفي التعبير عن إخوانهم وأخواتهم بأنفسهم أسمى ألوان الدعوة إلى غرس فضيلة حسن الظن فيما بينهم حتى لكأن الذي يظن الظن السيئ بغيره، إنما ظنه بنفسه.


ولقد ضرب المؤمنون والمؤمنات أروع الأمثال في حسن الظن بغيرهم،فها هو أبو أيوب الأنصاريعندما أشاع مرضى النفوس حديث الإفك عنالسيدة عائشة يقول لامرأته: يا أم أيوب،أسمعت ما يقوله بعض الناس عن عائشة؟قالت سمعت وهذا هو الكذب.ثم قالت له:هل لو كنت مكانصفوان (وهو الشخص الذي اتهم مع عائشة)أكنت تظن بحرمة رسول الله صلى الله عليه وسلمسوءاً؟ قال:لا فقالت، له:ولو كنت أنا بدل عائشة ما خنترسول الله صلى الله عليه وسلم،وعائشة خير مني،وصفوان خير منك،وهكذا كان الأخيار الأطهار يبنون أمورهم على حسن الظن بالناس.


أنواع الظن


إن المسلم مطالب تنفيذا لأوامر الله وتوجيهات الرسول الكريم بأن يتجنب الظنون السيئة التي لا مبرر لها،وأن يقيم حياته على الظنون الحسنة التي تنبذ الشائعات الكاذبة التي ينشرها الأشرار عن الأخيارفالله سبحانهوتعالىيقول في سورة الحجرات:يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً منَ الظن إِن بَعْضَ الظن إِثْمٌ،والظن المنهي عنه في الآية الكريمة هو الظن السيئ بأهل الخير دون دليل أو برهان.


قال بعض العلماء: الظن أنواع منه ما هو واجب، ومنه ما هو محرم، ومنه ما هو مباح.


فالمحرم كسوء الظن بالمسلم المستور الحال، الظاهر العدالة، ففي الحديث الصحيح:إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديثوفي حديث آخرإن الله حرم من المسلم دمه وعرضه وأن يظن به.


والظن الواجب يكون فيما تعبدناالله تعالى بعلمه،ولم ينصب عليه دليلا قاطعا، فهنا يجب الظن للوصول إلى المعرفة الصحيحة،كقبول شهادة العدل،وتحري القبلة عند الصلاة.


والظن المباح:مثلوا له بالشك في الصلاة حين استواء الطرفين.


وهكذا يتضح لنا وفقا لما ترشدنا إليه الآيةالسابقة وما علمنا إياهرسولنا الكريمووجهنا إليه من خلال الحديثين السابقين أن واجب المسلم أن يبتعد ابتعادا تاما عن الظنون السيئة بأهل الخير،لأن هذه الظنون السيئة التي لا تستند إلى دليل أو قرينة صحيحة إنما هي مجرد تهم، تؤدي إلى تولد الشكوك والمفاسد بين الناس.


قال الإمام ابن كثيرعند تفسيرهلقول الحق سبحانه:يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً منَ الظن إِن بَعْضَ الظن إِثْمٌ ينهىاللهعباده المؤمنين عن كثير من الظن، وهو التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله، لأن بعض ذلك يكون إثما محضا، فليجتنب كثيرا منه احتياطا، ففي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ثلاث لازمات لأمتي:الطيرة (أي التشاؤم) والحسد،وسوء الظن فقال رجل:يا رسول اللهما الذي يذهب من هن فيه؟ فقالصلى الله عليه وسلم:إذا حسدت فاستغفر الله، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا تطيرت فامض.

تغليب حسن الظن

إن من واجب المسلم العاقل أن يتذكرأن الرسول صلى الله عليه وسلمقد علمنا كيف نحسن الظن بالآخرين،ودعانا إلى تغليب حسن الظن على سوء الظن، ونهانا عن تتبع الزلات والعورات فقالصلى الله عليه وسلم:يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قبله لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم، ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه طلب الله عورته حتى يفضحه في مقر بيته.


بل نهىصلى الله عليه وسلمكل مسؤول أن يجعل سوء الظن أساس المعاملة لمن هو مسؤول عنهم فقال: إنالأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهمأي لا يصح لمن هو في وظيفة أن يعامل مرؤوسيه معاملة تحملهم على سوء الظن فيما بينهم،لأنه لو فعل ذلك أفسدهم، وجعلهم لا يثق أحدهم بالآخر،فيترتب على ذلك ضياع مصالح الأمة.


وفي الحديث الصحيح:إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديثأي احذروا سوء الظن دون مقتضى لذلك، فإن سوء الظن دون ضرورة تدعو إليه يعد من الرذائل المنهي عنها.


تجنب الشبهات


والرسول صلى الله عليه وسلمالذي علمنا إحسان الظن بالآخرين والكف عن ترديد الأقاويل والتهم العشوائية لهم دون دليل أو برهان،علمنا أيضا أن نتجنب كل ما فيه شبهة،فمن أراد أن يحسن الناس الظن به فعليه أن يتجنب الشبهات ومواطن التهم وألا يقول قولا أو يفعل فعلا يحمل غيره على سوء الظن به،ولقد ضرب لناسيدنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليمأروع الأمثال في اتقاء الشبهات، فقد روتأم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطبأن النبي صلى الله عليه وسلمكان معتكفا في المسجد،فذهبت إليه وتحدثت معه،فلما أرادت الانصراف قامرسول الله صلى الله عليه وسلميمشي معها،فمر بهما رجلان من الأنصار فسلما وانصرفا مسرعين فناداهماالرسول صلى الله عليه وسلموقال لهما: إنها زوجتي صفيةفقالايا رسول اللهما نظن بك إلا خيرا فقالصلى الله عليه وسلم:أنا أعلم ذلك منكما ولكن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف فيكما شيئا.


والدعوة إلى حسن الظن ليس معناها كما يؤكد العلماء الغفلة عن كيد الأعداء ومكرهم وسوء سعيهم،وإنما تعني اليقظة والحذر،ولكن دون شطط أو تحميل الأشياء ما لا تحتمله،فكم من شائعات كاذبة وكم من أراجيف باطلة، وكم من تهم فاسدة أساسها سوء الظن دون مبرر ومبعثها الأحقاد و الأهواء والابتزاز والشهوات والانقياد للهوى وللمنافع الذاتية التي تتنافى مع كل خلق كريم، ومع كل سلوك حميد.

ريم الغلاا
01-28-15, 08:43 AM
صمتي حكايه


انتي دائما متألقه
ما اجمل سطورك ومااروعها
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف
وإختيارك القيّـــــــــم
أسأل الله لك كثرة الهبات
وتحقيق الأمنيات ودخول الجنات
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخـــرة وأجــــــزل لك العطـــاء
لك تقديري

السندريلآ
01-28-15, 11:53 AM
http://im35.gulfup.com/nD3wR.gif
للأسف في زمنا اصبح بكثرة بيننا سوء الظن

دائما متميزة فى الانتقاء

سلمتِ يالغالىة على روعه طرحك

نترقب المزيد من جديدك الرائع

دمتِ ودامت لنا روعه مواضيعك
http://im35.gulfup.com/nD3wR.gif

شموخ المجد
01-29-15, 11:07 AM
موضوع رائع وقيم ومهم جداً في زماننا هذا

الذي وللأسف كثر فيه بيننا سوء الظن

بوركت يمينك غاليتي صمتي حكاية

جزاكِ الله الفردوس الأعلى ..

أميرالكلمة
01-29-15, 11:10 AM
جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك
:733449542:

khalidsa
01-29-15, 06:18 PM
أختي الكريمة
جزاكي الله خيرا على عطائكي المقترن بالفائدة
نسأل الله أن يثيبكي عليه
وأن يجزل لكي العطاء
دمتي بخير وسعادة


SEO by vBSEO 3.6.1