المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قــارب النــورس ... بقلمي


EL President
07-16-15, 11:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم





بدآيه :


يقولون أنه وُلد على متن قارب وأن فرحت الأب لاتوصف فهو أخيراً رأى قُرة عينه ...

لم يتمالك الأب نفسه فتساقطت دموعه من شدة الفرح حتى أنقضى الماء من عينيه !

وفي خضم هذه المشاعر وحين هدأ الأب تذكر وعداً قطعه على نفسه وهو أن يسمي طفله على أقرب شخصاً يقف بجانبه ...

نظر الأب للزوجته وهو يبتسم وقال لها : لقد قطعت عهداً على نفسي بأن أسمي أبني على أقرب شخصاً يقف بجانبه ! وكما ترين لايوجد في هذا القارب سوا أنا وأنتي وهذا الطفل وهو يتحدث سقطت عينيه فجأه على طائر النورس الذي يقف بجانب أبنه !


نظر إلى زوجته وقال لها لامفر لقد أجزت أسم أبني على أسم هذا الطائر !

بالإبتسامه وبحضن الأمن الدافي وحنان الأب وُلد نــورس ...





القصه


تربى نورس على الأخلاق الحميده وكان والده من خيرة رجال القريه وصاحب صيتاً لامعاً وكلمة مسموعه

الكل في القريه فرح بنورس ويحب نورس فقدومه كان فأل خيراً عليهم وأكثر من فرح بهذا الطفل هو العم مروان !


العم مروان هو أكبر رجل في القريه وهو الرجل الأول فيها
الجميع يحترمه ولايرد له طلباً مهما كان حجم هذا الطلب !
العم مروان لديه حفيده تُدعى رباب وهي من بقي له بعد وفاة إبنه الوحيد وزوجته ...
وبالطبع كان والد نورس هو الذراع الأيمن للعم مروان


تمضي السنين مسرعه ويكبر نورس شيئاً فشيئاً ويكبر كل شيء من حوله حتى وصل للمرحلة الثانويه وأنهاها بإقتدار ... وبالطبع الان نورس يريد أن يكمل دراسته وهذا لن يحدث في القريه !

وحدها المدينه من تستطيع أن توفر لنورس مستقبلاً باهر


والد نورس ووالدته والعم مروان ورباب لايريدون للنورس أن يسافر فهم أعتادوا عليه ولن يتحلموا بعده أبداً !
ولكن نورس لم يتوانى في إخبارهم بأنه لن يتنازل عن مستقبله مهما كلفه الأمر وهو لم يتعب ويجتهد لكي يقف عند هذا الحد وبالرغم من أنه يملك كل شيء ولم يطلب طلباً إلا وحضر له إلا أنه أقر رحيله وطلب موافقتهم لكي لايقفون عائقاً في مستقبله ...!


بعد عناء طويل وافق الأهل على رحيله إلا رباب فهي لاتريد رحيل نورس ولكن لاتستطيع أن تقول له ذلك فهو قرر الرحيل بالرغم من كل شيء ولن يلتفت للرغبتها أبداً


مرت الأيام مسرعه وأتى يوم الرحيل المرتقب ! وحضر جمعاً كبيراً من أهل القريه لكي يودعوا حبيب القلب نورس ...

ودع نورس والده ووالدته والعم مروان وسط دموع تأبى أن تقف !

خرج نورس وذهب إلى سكة القطار حتى يأتي موعد رحلته



لم يشعر نورس للحظه أن تناسى شيئاً مهماً وهو توديع رباب وفي الحقيقه لم يلقي لذلك بالاً


حضرت رباب إلى منزل نورس لتوديعه فتفاجأت بأنه رحل ... لم تتمالك نفسها ولحقت به إلى هناك وهي في طريقها كانت الأفكار تتضارب في رأسها !

تسأل نفسها لماذا لم يودعني ؟
لماذا لم يسأل عني ؟
لماذا ولماذا ولماذا ؟

كان الجواب لكل سؤال هي تلك الدموع التي تتساقط على خدها الناعم !

تسأل نفسها مره أخرى : أهو حقاً لم يلاحظ مشاعري نحوه ؟ لماذا لم يلقي لي بالاً !


ووسط كل تلك الأسئله وصلت رباب إلى سكة القطار !

أخذت نفساً عميقاً ونظرت حولها فلم تجد القطار الذي ينتظره نورس ذهبت إلى بائع التذاكر وسألته عن رحلة نورس فأخبرها أن الرحلة مضت منذ قليل !

وقع جواب البائع على رباب كالصاعقه

صدمةً لن تنسى ! وألماً لن يمحى !


عادت رباب إلى القريه مكسوره ومتألمه ... عادت وهي مجروحه كانت دموعها لاتقف
ظلت رباب على هذه الحال ... ولازالت الأسئله تتكاثر في مخيلتها !






ماذا حدث للرباب ؟
وماذا حدث للنورس في المدينه


يتبع لاحقاً




ملاحظه :

كل عام وأنتم أخوتي وأحبتي وجميعكم بخير

أعتذر أن كان هناك خطأ وقع من غير قصد

منذ فترة ليست بالقليله لم أكتب قصصاً لذلك نسيت بعض الأساسيات ولامانع من أن يقدم أساتذتي لي النصيحه

كتبتها اليوم على عجاله ولا أخفيكم سراً أنها بالكامل منتهيه في مخيلتي ولكن أحاول أن أضيف عليها القليل


أرجو أن تعذروني أحبتي


أكرر كل عام وأنت بخير وأعدكم عندما أكمل القصه لن أتوانى في تصحيح الأخطاء





تحياتي

الامبراطوره
07-17-15, 12:14 AM
روعه:MonTaseR_11:

EL President
07-17-15, 12:17 AM
روعه:montaser_11:




أسعدني تواجدك


شآكر ومقدر

EL President
07-17-15, 03:07 PM
الفصل الثاني




وصل نورس إلى المدينه وكان متعباً ذهب إلى الشقه التي كان قد استأجرها مسبقاً تحضيراً للقدومه إلى المدينه

خلد إلى النوم في إنتظار صباح يوماً مشرق


في الجهه المقابله كانت رباب مستلقيه على سريرها ولم يأتيها النوم أبداً ولازالت تلك الأفكار تدور في رأسها

ولازال التفكير مستمر ولاتجد أي جواب على اسألتها

حاولت أن تنام ولكن لم تستطع لذلك قررت أن تذهب لشرفة المنزل كي تنظر إلى القمر والنجوم وتشكي لها مارأت اليوم من حبيباً لم يعرها أي أهتمام

نظرت إلى القمر ولم تعلم أن النجوم التي تشاهدها هي دموعها التي تنهمر بلا توقف

فهي لاتلام ماحدث معها اليوم كان بمثابت الصدمه وأكثر من ذلك !

وهي بقمة حزنها وإذا بيد تربت على كتفها نظرت إلى صاحب هذه اليد وإذا بالعم مروان ...

من دون أن تشعر إرتمت على حضنه وظلت تبكي

هدأها العم مروان وقال لها : أقدر كثيراً حزنك على ماحدث اليوم ولكن أن كنتي بالفعل تحبين نورس فعليك أن تلتمسي له العذر ... فراق أهله صعب وهو أكيد لن يتحمل بعده عن القريه أراد أن يرحل كي لايرى أحداً دموعه
تأكدي أنه عندما كان جالساً في سكة القطار لم تتوقف عينيه عن البكاء ...

أرتاحت رباب على كلام جدها العم مروان وأحست بالفعل بشعور نورس في تلك اللحظه ... قبلت يد عمها وذهبت للنوم



نورس واليوم الأول في الجامعه /


حضر نورس للجامعه كي ينهي ماتبقى له من أوراق كي ينتسب لها

أنهى جميع الإجراءات وأنتسب لحلمه ... خرج من الجامعه وهو في قمة السعادة وذهب إلى الكابينه كي يجري أتصالاً على والده ... أتصل كثيراً ولم يجب أحد من أهل بيته ... أحس بشعور مخيف في داخله وأخذت الأفكار تتضارب في رأسه


أتصل على منزل العم مروان فأجابت رباب ...


نورس : السلام عليكم

رباب : وعليكم السلام أهلاً نورس كيف حالك وماذا حدث معك هل أرتحت هناك و ... ؟

أستوقفها نورس وقال : أتصل على بيت والدي ولامجيب هل تذهبين إلى منزلنا وترين مايحدث هناك

رباب : نورس أنا ... حسناً سأذهب !


ذهب رباب إلى منزل أهل نورس وطرقت الباب ولكن لامجيب فكرت قليلاً وتذكرت أن والد نورس ووالدته لايفارقان القارب أبداً فهم قبل قدوم نورس كانوا يعشقون البحر كيف الان وأبنه وُلد على قارب وفي كبد البحر !


ذهبت إلي الشاطىء ونطرت وإذا بها تشاهد قارب والد نورس !

ارتاحت واطمأن قلبها وذهبت لمنزلها لكي تنتظر اتصال نورس ... !


بعد مرور نصف ساعه من إنتظارها رن الهاتف !!! ذهبت مسرعه إليه ورفعت السماعه


نورس : طمنيني يارباب هل أهلي بخير

رباب : اطمأن أنهم على قارب النورس كالعاده

نورس : آه شكراً يارباب لقد ارتاح قلبي

رباب : لاتشكرني فأنا وأنت واحد

نورس : حسناً رباب سأتصل لاحقاً وأغلق السماعه !



ظلت رباب ممسكه بالسماعه فنورس لم يعرها أي أهتمام ولولا خوفه على أهله لما أتصل عليها ابداً

ولكن تذكرت كلام العم مروان وألتمست العذر له

ذهبت رباب لإكمال تدابير المنزل وقضاء حاجياته وذهب نورس لأحد مقاهي المدينه كي يستريح هناك


مضى اليوم ...!


وعاد العم مروان إلى المنزل

العم مروان : السلام عليكم يارباب


رباب : أهلا جدي وعليكم السلام عمت مساءاً


العم مروان : ماذا أعددتي لنا على العشاء


رباب : ماتشتهيه نفس أبي وجدي وحبيبي الغاليه


أبتسم العم مروان وذهب لتبديل ملابسه


أعدت رباب السفره وجلست تنتظر قدوم الجد

حضر العم مروان وجلس على كرسيه لكي يشرع في الأكل

سبقت كلمات رباب لقمة العم وقالت له : جدي أتصل نورس اليوم

العم مروان : الحمد لله ماهي أحواله !


رباب : لم يتحدث في هذا الموضوع أتصل لكي يسأل عن أهل بيته فهم لم يردوا عليه أبداً



صمت العم مروان قليلاً وقال لها : مارأيك أن نذهب لمنزل والد نورس ونحضره لهنا لكي نتعشى سوياً


رباب : نِعم الرأي ياجدي


وقف العم مروان وفتح الباب لكي يذهب لهم ولحقت به رباب


أخذت الأحاديث بينهم مشوار الطريق


العم مروان : هل قال نورس ماتحب أن تسمعه حفيدتي الجميله


رباب بخجل : لم يقل شيئاً أنا أتلمست العذر له فهو خائف على والده ووالدته


أبتسم العم مروان وعلم أن كلامه لها ليلة البارحه لم يذهب هباءاً منثورا



وصل العم مروان إلى منزل والد نورس وطرق الباب أكثر من مره ولم يجب أحد عليه


وقف قليلاً هو ورباب ينتظرون من يجيب عليهم ولكن لا أحد !!!


سألها العم مروان ماذا قلتي للنورس عندما سألك عنهم ؟


رباب : ذهبت إلى منزلهم ولم يجب أحد وذهبت إلى الشاطىء فوجدت قاربهم هناك


سألها العم نورس مسرعاً : ومتى كان الوقت !


رباب : في العاشره صباحاً


لم تكمل رباب كلمة صباحاً حتى رأت العم يذهب بإتجاه الشاطىء مسرعاً ... لحقت به وبدأ الخوف يأخذ معلمه على وجه رباب والجد !


وصل العم مروان إلى الشاطىء ونظر إلى قاربهم فرأى شيئاً غريباً



إنتهى



ماذا رأي العم مروان ؟ هل هناك شيئاً لايسر القلب ؟


الفصل الثالث فيه أحداثاً كثيره




إنتظروني



شآكر ومقدر ...

رويدا محمد
07-17-15, 04:57 PM
جميل جدآ
أحداث رائعةة بإنتظار الفصل الثالث على شوق

مرجانة
07-17-15, 08:58 PM
قصة رائعة وسرد جميل

مسكينة رباب

انتظر الجزء المقبل

احسنتِ

EL President
07-17-15, 10:24 PM
الجزء الثالث






وقف العم مروان في دهشه وهو ينظر إلى قارب النورس وهو مقلوباً رأساً على عقب

رباب سقطت على الأرض من هول الصدمه ... أخذ العم مروان يصرخ على أصحاب القوارب كي يتوجهوا إلى البحر وفي تصرف لاإرادي أخذ العم أحد القوارب وأنطلق إلى هناك


كانت الكارثه قد حلت منذ فتره والأمواج كانت عاتيه ولكن العم مروان كان هادئاً لأنه يعلم بأن والد نورس سباحاً ماهر


ذهب إلى هناك وعندما وصل كان القارب قد أنسل إلى أسفل الشاطىء


ألتفت العم مروان يمنة ويسره وهو ملهوف ينادي ويصرخ ولامجيب


وفي الجهه المقابله كانت رباب لاتزال على الأرض وهي تفكر بنورس وماذا سيحدث له لو أحل بوالديه أي ضرر
الجميع كان ملهوف على عائلة نورس


هب الجميع للنجدتهم ولازال العم مروان ينادي وفجأه رأى والد نورس يتخبط بسبب الأمواج


رمى الحبل له أكثر من مره ولكن لافائدة ... وكما تعلمون من الصعب جداً أن ترى أي شخص كان حتى لو لم تكن تعرفه يصارع الموت ... فما هو شعور العم مروان وهو يرى أكثر الأشخاص حباً على قلبه يصارع الموت


خطرة على بال العم فكرة جميله وهب لتنفيذها ... ربط الحبل على عامود القارب ورمى نفسه

كان يحاول الوصول لوالد نورس ولكن لافائدة


وهو في خضم هذه المصيبه وإذا بالحبال تتهاطل عليه من كل مكان ... أهل القريه بأكملهم حظروا لنجدتهم

والحبال تُرمى على البحر كأنها رِماحاً في وسط معركه ...!


تمسك والد نورس بأحد هذه الحبال وأمسك العم مروان به أيضاً فسُحب من البحر ...


صعد العم مروان على القارب وقال للصياد : إذهب بسرعه إلى مشفى القريه وجميعنا سوف يظل هنا حتى نجد والدة نورس !


العم مروان يعلم تماماً أن والدة نورس ميته ... فإذا كان والده السباح الماهر عجز عن مجاراة الأمواج ... ماذا حدث لهذه المرأة المسكينه إذاً !


ظل الجميع يبحثون ويبحثون حتى رأي أحد الصيادين جسماً يطفو ! نادى على الجميع وذهبوا إلى هناك فإذا هي والدة نورس ... ميته


أخذوها من هناك ووضعوها في قارب العم مروان ... وأخيراً عاد الجميع إلى القريه


ماأصعب أن تختلط المشاعر ببعضها


عندما تفرح وفجأه تبكي هماً ... هل تحزن ؟ أم تفرح ! هل تبكي ؟ أم تضحك !


هذا هو حال أهل القريه الآن


الفرح على نجاة والد نورس أم البكاء على زوجته ...


وصل الجميع إلى المشفى وكانت حالة والد نورس مستقره ...


العم مروان كان مهموماً ... دمعةً تسقط على والدة نورس وإبتسامةً على الشفتين للنجاة والد نورس وجرحاً في القلب يُدمي على حال نورس عندما يعلم بما حدث !


في وسط هذه المشاعر نادى العم بإسم رباب ... ولكن لامجيب !


لم يكن العم في حال جيده لكي يبحث عنها لذلك أرسل أحد الرجال للبحث عنها حول الشاطىء !



وهذا ماحدث !


وجد الرجل رباب جالسةً لاتتكلم أبداً أخبرها بما حدث وقال أن العم ينتظرها هناك وعليها أن تأتي حالاً !


نهضت رباب وهي صامته وأتجهت إلى المشفى !


وصلت إلى هناك وهي تنظر إلى وجوه أهل القريه ... الدموع والحزن والأسى يخيم على المكان !


ذهبت إلى جدها وقالت له : قلبي يتفطر على والدة نورس ... لماذا حدث ذلك وماذا سنفعل مع نورس ؟ بما سنخبره وكيف نقول له !


العم مروان والدمع ينزل من عينيه : آآآآآه دعيني يارباب ولاتزيدي همي ...!



في المدينه :


نورس لايزال منشغل البال فهو يعلم أن والده ووالدته مشتاقان له ... وأخذ يسأل نفسه لماذا لايتصلان ! مالذي يحدث ؟ هل هناك خطباً ما !؟


وفي وسط هذه الأفكار قال في نفسه : صحيح أن مستقبلي مهم ولكن هناك من هو أساس وجودي بعد الله أنهم والدي ووالدتي ... إذا ذهب من أحب لماذا العيش إذاً ! لماذا أغضبتهم برحيلي ؟ لماذا لم ألبي رغبتهم !
لن أنتظر أكثر سوف أعود للقريه ... أريد الإطمئنان على من ربياني وأنا صغيرا !


هب نورس مسرعاً إلى سكة القطار ... لم يأخذ شيئاً معه سوى هماً وخوفاً وقلقاً على والده ووالدته !


وصل إلى السكه وركب القطار وعاد ... !



هناك في القريه لايزال العم مروان مهموماً ولاتزال رباب تفكر بنورس !


هما يفكران بنورس وكيفية إخباره بهذا الخبر المؤلم وهما لايعلمان أن نورس أستقل القطار عائداً للقريه



أنطوت الظلمه وظهرت خيوط الشمس على أهل القريه ... خيوطاً ثوبها البحر وإبرتها قآرب نورس !




مالذي سيحدث عندما يعود نورس ! وماهو حال القريه ؟



الجزء الأخير من القصه لاحقاً





شاكر ومقدر

مرجانة
07-18-15, 12:58 AM
جميل جداً

ارجو ان تجبر بخاطر رباب في الجزء الأخير ههههه
تعاطفت معها

سلم قلمك

متابعة بشوق

EL President
07-18-15, 09:44 AM
الجزء الأخير





في إشراقه شمس اليوم الجديد كان الحزن يخيم على أهل القريه ... ولازال الجميع في المشفى ينتظرون ماسوف يفعله العم مروان ... وقف العم مروان ودخل على غرفة والد نورس ... أخبره بما حدث وأنهم حاولوا بشتى الطرق إنقاذها ولكنهم وجدوا الجسد وقد خرجت الروح منها !



ساءت حالة الوالد وأنتكست ...



دخلت رباب على العم مروان وأخبرته بأن هناك حديثاً تود قوله له ... خرج العم ورباب وبدأ الحديث



رباب : جدي يجب أن نذهب إلى منزل نورس لأنه بالتأكيد سوف يتصل وأن لم يجب أحد عليه سوف يأتي للقريه


العم مروان : بالفعل ولكن كما ترين أنا مكبل اليدين ... هل أذهب وأدع والده هنا لوحده ؟


رباب : أنت تعلم جيداً أنه متعلق بزوجته ولن يصحو الآن من صدمته يجب أن نقوم بواجب دفنها ونفكر في كيفية إخبار نورس ...!



العم مروان : هذا ماسأفعله ... هيا يأبنتي



ذهب العم مروان ورباب إلى المقبره لدفن والدة نورس ... كان السواد يطغى على المكان ولايُسمع إلى النحيب والبكاء والألم ... أقاموا الجنازه ودفنوا والدة نورس وودعوا امرأة عظيمه كانت خير سند لأهل القريه في أحنك الظروف



ذهب الجميع إلى منزل العم مروان كي يقوموا بواجب العزاء ... جميع أهل القريه كانوا في العزاء ... ورباب لازالت تفكر ... ماذا سأفعل ؟ كيف أخبر نورس !


في وسط المشاعر المتفاوته وفي معمعة الحزن وصل نورس للقريه ...



نزل نورس من القطار وأتجه مسرعاً إلى منزل أهله ... كانت الأفكار تتضارب في عقله ... تأنيب الضمير والخوف والقلق وكل المشاعر المحزنه كانت في تلك اللحظه داخل نورس ...



وصل نورس إلى منزله وشاهد هدوءاً لم يره منذ كان طفلاً ... تنهد قليلاً وطرق الباب ولكن لامجيب ... كان يطرق الباب بجنون وفجأه بصوت يناديه ؟ نورس !



إلتفت نورس فإذا ببائع الخضروات في القريه يناديه ذهب إليه مسرعاً ... أمسك بكتفه وقال أين أهلي ؟ مالذي يحدث ! تحدث أرجوك ...



البائع : عزيزي نورس إذهب للمنزل العم مروان وهناك سوف تجد الجواب كل أهل القريه مجتمعين ... !



إرتاح نورس على كلام البائع ظناً منه بأن والديه بخير ... ومن دون أن يشعر قبل رأس البائع وركض بإتجاه منزل العم مروان ...!


كان يركض مسرعاً وسط مشاعراً متضاربه !



وصل نورس إلى منزل العم مروان وهو واقف عند باب منزله يرى جميع أهل القريه متشحين بالسواد ... وقف عند الباب قليلاً وأخذ نفساً عميقاً ... ودخل !



دخول نورس كان بمثابة الصدمه للعم مروان ورباب ... إتجه نورس إلى العم مروان ومن دون ان يسأل عن أحوال أهل القريه أو أن يسلم عليهم ... وضع يديه على كتف العم مروان وقال له ...!


نورس : أمي وأبي ...!



العم مروان صمت قليلاً وتحدث : تعال إلى الداخل أريد أن أقول لك شيئاً هناك



دخل العم مروان ونورس ورباب إلى غرفة القراءه ...



كانت الدموع تنزل من عيني نورس وهو ينظر للعم مروان وينتظر منه كلمةً تجبر بألمه وحسرته


كان يريده أن يقول والديك بخير ... أو أن هذا العزاء لأحد رجال القريه !



العم مروان : إسمع يابني أنت لاتحصل على ماتريد دائماً والله سبحانه وتعالى يبتلي العبد إذا أحبه ... حصلت حادثه بالأمس و ...!!



لم يتحمل نورس كلام العم مروان وقال له أمي وأبي أين هم ؟



في وسط النقاش كانت الدموع تنزل من عيني رباب البريئتان ... لأنها لم تشاهد نورس بهذه الحاله أبداً ... كانت تود لو أن ماحدث مع والدة نورس حدث لها كي لاترى دموعه وحزنه ...!


نست كل ماحدث من قبل نورس ولم تفكر بنفسها ... فكرت في مشاعره وأحاسيسه ...!



كانت رباب سارحه وتفكر بنورس وقطع سرحانها كلمة أمي من شفتي نورس !



سقط نورس مغشياً عليه ... عناء السفر وتأنيب الضمير ... وأخيراً إنفطار قلبه !



سارع العم مروان ونادى بعضاً من شباب القريه ! حملوا نورس ووضعوه في غرفة الضيوف ... أخرج العم مروان الجميع وأخبرهم بأن حال نورس ليست على مايرام لذلك يجب أن يرحل الجميع كي يرتاح نورس !



ذهب العم مروان لإحضار الطبيب ... وكانت رباب ممسكه بيد نورس تبكي على حاله ... وتقول له ليتني كنت أنا وليست أمك ... ليتني كنت أنا !


كانت تمسح على وجهه وتبكي ... !


حضر العم مروان ومعه الطبيب وأدخله على نورس ... فحص الطبيب نورس وكانت عيني رباب لاتفارق وجه نورس !



العم مروان : أرجوك أخبرني ماهو حال نورس ...!



الطبيب : لاتخف ياعم هي مجرد صدمه ووجهه شاحب ... هذا يدل أنه لم يأكل شيئاً منذ فتره و ... !



لم يكمل الطبيب حديثه للعم مروان وإذا برباب تتخبط في المنزل وتضع الأكل ... كانت تبكي وتتألم ... !



أنزل الطبيب رأسه ألماً على حالها ونظر للعم مروان ... كان العم مروان حزيناً وهو يرى حفيدته بهذه الحال !


أحضرت رباب الأكل وقالت أستيقظ يانورس أرجوك وضعت الملعقة على شفتي نورس وكانت يديها ترتجف خوفاً وألماً على حاله ... وضع العم مروان يده على كتف رباب وقال لها : أهدئي يابنتي نورس بخير هو يحتاج للراحه



الطبيب : لاخوف على نورس فهو سوف يستيقظ قريباً ... عافاه الله وشفاه



خرج الطبيب ونظر العم مروان إلى حفيدته وقال لها أنا متعب أريد أن أستريح قليلاً ... أخبريني أن حدث أي طارىء !



ذهب العم إلى غرفته لكي يرتاح ...



رباب ظلت بجانب نورس طوال اليوم وكانت متعبه ومرهقه جداً ... مضى نهار القريه المشؤوم وأنطوت صفحته !



حل الليل على القريه و التعب أخذ مأخذه على رباب وكانت نائمه على كتف نورس ... سمعت صوتاً يهمس لها ... أمي ... !


ظنت رباب أنها تحلم ولكن الصوت لم يهدأ أستيقظت من سباتها وإذا بنورس يحدثها



أمي ماتت يارباب ...!


بكا الأثنين معاً ووضعت رباب يدها على كتف نورس وقالت له : ليتني كنت أنا يانورس ... لاأريد أن أرى دمعك وألمك ... لأريد أن أرى حزنك ... ليتني كنت أنا ... ليتني كنت أنا !



أستوقفها نورس وقال : هل بالفعل كنتي تتمنين موتي ... !؟



أستغربت رباب وراجعت نفسها هل قالت ليتك كنت أنت !


رباب : نورس أنا قلت ليتني كنت أنا ولم أقل ليتك كنت أنت كيف أدعي عليك وأنت ...!



أستوقفها نورس وقال : أنتي أنا يارباب ... أنتي أنا !



عاد نورس إلى النوم لأنه كان متعباً ورباب ظلت صامتتاً مذهوله مما سمعت !



حاولت أن تُقيظ نورس ولكن لافائدة


ظلت بجانب نورس أياماً عديده تداويه وتهتم به ... والعم مروان يطمئن عليه دائما ً... تمضي الأيام وتمضي ... تظهر شمساً تنير القريه ويتبعها ليلاً يعيد أحزان القريه ...



في صباح أحد الأيام أستيقظ نورس ... كانت حاله جيده بفضل الله ثم بفضل رباب !



رأى رباب نائمةً على الكرسي ... أخذ لحافاً ووضعه عليها ... خرج من الغرفه وإذا بالعم مروان جالساً عند شرفة المنزل



نورس : صباح الخير


العم مروان : آه نورس صباح الخير أنه أجمل صباحاً أشاهده منذ أيام كيف حالك وكيف أصبحت ...!


نورس : بفضل الله ياعم ثم بفضلك أنت ورباب أنا بخير ... أريد أن أرى أبي !



العم مروان : بالتأكيد بالتأكيد سوف نذهب له بعد قليل إذهب لتغتسل الآن ...!



ذهب العم مروان من دون أن يدري نورس إلى المشفى لكي يرى حال والده فإذا كانت سيئه لن يدع نورس يذهب له فهو للتوه صحى من ألمه !



أغتسل نورس وخرج وبحث عن العم ولم يجده ... أراد أن يذهب إلى المشفى ولو من دون العم مروان



عندما وضع نورس يده على باب الخروج أستوقفه منادي ينادي بأسمه ... نورس !



إلتفت نورس وإذا برباب وهي تبتسم فرحاً بشفائه ... أبتسم نورس وقال لها تعالي أريد أن ارى أبي ...!



فرحت رباب لأن نورس يريدها أن تكون بجانبه


ذهبت وأغتسلت مسرعة ... ثم خرجت مع نورس إلى المشفى





في المشفى :
وصل العم مروان إلى هناك ولم يجد والد نورس ... سأل عنه أهل القريه وقالوا أنه لم يشاهده أحد


جلس العم مروان على كرسي الإنتظار واضعاً رأسه على يده !



أقترب نورس ومعه ورباب من المشفى وكانت الحركه غريبه ... دخل نورس مسرعاً ووجد العم جالساً


نورس : أين أبي ؟


العم : لأعلم يابني أتيت إلى هنا ولم أجده وسألت عنه ولم يره أحد



قال نورس : أنا أعلم أين أبي ! رحل مسرعاً وعندما وصل للباب المشفى ألتفت إلى رباب وقال : هل تأتين معي !




لم يكمل سؤاله إلا ويد رباب على يده ...



رباب : هل حقاً تعلم أين مكان والدك !



نورس : بالتأكيد فهو الآن في المقبره ...



أحست رباب بالراحه لأن جواب نورس كان مقنعاً



وصل نورس إلى المقبره ووقف عند قبر والدته ... مسح عليه وقبله !



نظر إلى الورد الموضوع على حافة القبر ووضع يده عليه ووجده جافاً ...! أنصدم نورس وعلم أن أباه لم يأتي هنا



وقف مع رباب قليلاً وقال لها : رباب لم يعد عقلي يتحمل أريد أن أرى أبي ...!


وضعت رباب يدها على يد نورس وقالت له سوف نجده لاتقلق



خرج نورس مع رباب من المقبره ... وهما في الطريق قال لها : أريد أن اذهب إلى الشاطىء



قالت رباب : حسنا نورس لنذهب




ذهبوا إلى الشاطىء ونظر نورس إلى البحر ... كان حزيناً وشارد الذهن وإذا برباب تقول له : نورس أنظر هناك ...!!



نظر نورس وإذا بوالده جالساً على الشاطىء ومعه باقة ورد كان ينظر إلى مكان الغرق ... لم يتوقع نورس للحظه أن يرى والده هنا ... !



هب مسرعاً إلى أبيه فأوقفته رباب وقالت له : نورس لاتذهب ...!


نورس : ماذا تقولين أريد أن أحضن أبي وأقبل رأسه


رباب : أرجوك يانورس أن أباك الآن يعيش شعوراً جميلاً أنه الان يحادث والدتك ... لاتقطع حديثهم !



أقتنع نورس بما قالت رباب وأبتسم لها !




قالت رباب : نورس لقد حلمت حلماً جميلاً ...


نورس: ماهو ؟!



رباب : لقد حلمت أنك تحداثني بطريقة جميله وقلت لي أنتي أنا يارباب !



أبتسم نورس وقال : لم يكن حلماً هذه هي الحقيقه يارباب



وضعت رباب رأسها على كتف نورس وقالت لماذا لم تودعني إذا ...!!



نورس : عندما رحلت من القريه كان قلبي مفطوراً للفراق أهلي وأبناء قريتي ... في الحقيقه كان يكفيني أن يكون قلبي مفطوراً لأنه أفضل بكثير من أن يكون منزوعاً


رباب : ماذا تقصد !



نورس : لم أتحمل أن أودعك ولم أرد ذلك لأنني خفت كثيراً أن أرى دموعك وأعدل عن فكرة الرحيل ... لقد جلست أسابيعاً أقنع والداي حتى ودعاني بإبتسامه ورضى ! أنتي لاأستطيع إقناعك ...



فرحت رباب كثيراً بما سمعت وكأن الحياه عادت لها من جديد ... لأن نورس كان يبادلها الشعور ويهتم لأمرها ولم يكن لايبالي ...



وهي في وسط هذا التفكير وإذا بنورس يمسك يدها ويذهب إلى أبيه ... أحتضن نورس أبيه وسط دموعاً وبكاء وكانت رباب لازالت ممسكه بيد نورس ...!



والد نورس : لقد عادت لي الروح برؤيتك لأريدك أن تبتعد عني !



نورس : أنا بجانبك دائماً يأبي ! أنا ورباب بجانبك ...



أبتسم الأب وعرف بما يفكر نورس وقال له : أريد أن أذهب إلى قبر والدتك وبعدها إلى منزل العم مروان




نورس : حاضر يأبي أعتني بنفسك



ذهب الأب وهو في الطريق إلتفت إلى نورس ...



رأي إبنه ورباب ممسكين ببعض وينظرون إلى الشاطىء ... فقال بينه وبين نفسه وهو يبتسم : إنظري إلى أبنك لقد غرق قاربنا ورحلتي عني ... وأنا الآن أرى قارب نورس على بحر رباب .





إنتهى




الحب والوفاء وإحسان الظن صفاةً نادراً ماتجتمع بشخص !



إذا كنت تملك هذا الشخص تمسك به





خاتمه : أعتذر عن أي تقصير من دون قصد ... وأعدكم بالجديد والمفيد





شاكر ومقدر للجميع

مرجانة
07-18-15, 02:06 PM
ممتعة بارك الله فيك وسلم قلمك

الخاتمة جميلة جداً

تقبل مروري

دمت بخير

EL President
07-18-15, 02:43 PM
ممتعة بارك الله فيك وسلم قلمك

الخاتمة جميلة جداً

تقبل مروري

دمت بخير




شآكر مرورك


SEO by vBSEO 3.6.1