المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حب غير متوقع اكبر تجمع روائي لروايات احلام وعبير


الصفحات : [1] 2

برنس وصاب
09-22-15, 06:04 PM
حب غير متوقع


الملخص:


" كم انت جذابة و انت مغتاظة "
" قل لي اذا ماذا تريد ؟"
" اريدك انت "
اقتربت منه لتحثه على الخروج لكنه جرها الى حضنه فصفعته و وقفت قرب الباب و اشارت له بالخروج قام بعصبية ينظر اليها بتحد ثم همس لها
" اعرفي بان ذلك لن يحدث و لن تتزوجي به الا على جثتي و سأفعل المستحيل صدقيني فانا لن اسمح بان يسلخ جلدي مني افهمت؟! "
خرج و صفق الباب بقوة وقفت كالتمثال حاولت ان تسترجع كلماته ثم فكرت بكلماته شعرت بالخوف لتهديداته و لم تفهم ماذا عناه ؟؟




http://www.liilas.com/upp/uploads/images/liilas_eaa(يمنع عرض أرقام الهواتف بدون أذن الإدارة).jpg




الشخصيات :


جونيور : شاب فقد امه و تزوج والده من اخرى فقرر انينتقم...
فيرو (فيرونيكا) : ابنة زوجة اب جونيور ..
ليو : والد جونيور ..
جاك : ابن عم جونيور و افضل صديق له و اخ ..
اليكس : ابن عم جونيور الثانيو من افضل اصدقائه...
جولي : بنت خال فيرو و افضل صديقه ...
آلي: بنت خالةفيرو و ايضا من افضل الصديقات ..
ميلسا : والدة فيرو و زوجة ليو والد جونيور ..
مارك : صديق فيرو و خطيبها ...
جينيفير : صديقة جونيور ..
الكسندرا : صديقة جنيفير و جونيور ..
كارلا : صديقة فيرو ..

برنس وصاب
09-22-15, 06:05 PM
-1-

كان واقفا في مطار دنفر يودع جديه ليركب الطائرة العائدة الى لوس انجلوس و بالطائرة كان يفكر بالشهرين الذين قضاهما مع جديه و فكر في اخر سنة له في الثانوية و ماذا سيدرس في الجامعة ...
و في لوس انجلوس استقبله افضل اصدقائة ابناء عمه جاك و أليكس ليأخذانه إلى بيته حيث يقيم مع والده ليوناردو جارسيس دلفالي ..
حمل حقائبه و اسرع ليضم جاك " كيف حالك يا رجل ؟!"
" انا بخير مشتاق لك لا تبتعد اكثر مرة اخرى يا رجل ماذا كنا نفعل من دونك ؟! "
اكمل أليكس " لقد قتلنا الضجر و الملل لن تذهب الى دنفر في المرة القادمة الا و نحن معك افهمت ؟! "
قال جونيور و هو يضحك بصوت عال " لا في السنة القادمة سنذهب الى نيويورك يا شباب "
" نيويورك؟!" قال جاك مستنكرا.
" نعم نيويورك.."
ثم ابتسم ابتسامة اظهرت اسنانة البيضاء و غمزتاه الساحرتان
كان جونيور يتحدث عن مدى شوقه لابيه و كيف تركه هذه المدة الطويلة وحيدا..
بينما هم يتجهون بالسيارة التي يقودها جاك بجنون كالعادة
" هي جاك هديء لا اريد ان اموت اريد ان ارى والدي بعد هذه الغيبة الطويلة هل لك ان تبطيء"
" لا تخف يا رجل ستصل بسلام و ستعانق والدك يا مدلل "
قال جاك و غمز بعينه الى اليكس الذي ضحك
" اصمت انا لست مدلل انا فقط مشتاق اليه الا تفهم "
" بالطبع انت مشتاق اليه "
و غمز مرة اخرى الى اليكس الذي لم يتوقف عن الضحك فقام جونيور بضرب جاك على رأسة بينما هم يضحكون
ركن جاك السيارة و حملوا حقائب جونيور بينما كان جاك يعلق على الكس " ما بالك يا ضعيف الا تعرف كيف تحمل حقيبة ؟!"
" تعال و جرب كم هي ثقيلة ماذا وضعت فيها يا جونيور ؟! كأني احمل صخور " قال ضاحكا
لم يعلق جونيور فنظر إليهم بابتسامة و هو يحمل جواز سفره و حقيبة ظهره التي اخذها معه داخل الطائرة .
بينما كان الشباب يتحدثون و يضحكون في الخارج كان الاب ليو يستمع اليهم فدخل في هذه اللحظة جونيور و ابتسامة كبيرة تظهر اسنانه المصفوفة
" ابي!!!"
فعانق والده و هو مغمض عينية , بادله والده العناق و هو يرى الحقائب التي يحملها جاك و اليكس و عندما فتح جونيور عينيه رأى خلف ابيه امراتان في غاية الجمال و الاناقة واحدة ترتدي فستان ابيض يصل الى ركبتيها و شعرها احمر يقارب عمرها سبعة و ثلاثين عام بينما الاخرى اصغر سنا قد تكون ابنتها في السابعة عشر من العمر ترتدي تنورة قصيرة و قميص ابيض ضيق فتح عند الصدر يظهر جمال قوامها و شعرها الاشقر الرائع مرفوع للاعلى و خصل شقراء تنزل على كتفيها ..
ابتسم جونيور لهم في استغراب و نظر الى ابيه متسائل فقال له والده " كيف كانت رحلتك يا بني ؟!"
سكت لفترة و هو ما زال ينظر الى هاتين المرأتين الواقفتان في الصالة و هو يقف عند مدخل الباب ثم استوعب سؤال ابيه و تجاهل هاتين المرأتين بابتسانه مصطنعة
" لقد كانت اكثر من رائعة و استمتعت مع جديي "
"جيد جيد و هل قمت بمساعدة جدك في الحقل و بالاعتناء بالجياد ؟!"
ما يزال الاستغراب في عيني جونيور و هو يجيب
" اه بالطبع "
لم يستطع جونيور ان يتحمل السؤال الذي يلج في صدره فالتفت الى ابيه
" ابي "
و أشار على المرأتين
" لم تعرفني عليهن "
بلع الاب ريقه و نظر إليهن و هز برأسه ثم قال
" اسمع ... هذه مليسا زوجتي و هذه ابنتها فيرونيكا "
فتح جونيور عينيه الزرقاء مستغربا و اخذ يتنفس بسرعة و بدأ الغضب يظهر على معالم وجهه و كسا الألم عيناه الجميلتان المليئتان بالرموش الطويلة فحمل حقيبته و خرج مسرعا الى سيارة جاك بينما ذهب ليو يركض خلفه
" جونيور انتظر "
فصرخ جونيور " جاك اليكس هيا "
" يا بني انتظر دعنا نتفاهم "
فنادى جونيور جاك
" الن نذهب هيا اني اقول لك هيا اريد الذهاب من هذا المكان "
فركب جاك و الكس و انطلقا بالسيارة ..
"هل كنت تعرف عن زواج ابي ؟!"
سأل جونيور جاك بحدة و الغضب يتطاير من عينيه
" نعم و لم أرى الوقت المناسب كي نقول لك ارجوك افهم موقفنا "
قال جاك مهديء ابن عمه بصوت كله تعاطف
تنهد جونيور بصوت عال يملؤه الالم و اسند رأسه الى خلفه تارك الهواء السريع يتلاعب بخصلات شعرة البنية اللون و ينسه حزنه و خيبة أمله ...نظر جاك الى الكس نظرة تعاطف مع ابن عمهم ..
و في منزل ليو وقف الاب خارج يشتم بينما تقف زوجته مليسا على الباب تنظر اليه بتعاطف و تناديه " ارجوك ليو ادخل الجو بارد ارجوك ادخل "
دخل ليو غاضبا يشتم بصوت منخفض فصعد الى غرفته و أغلق الباب خلفه بقوة هزت المنزل كله

برنس وصاب
09-22-15, 06:07 PM
" سيهدأ بعد لحظات يا امي لا تقلقي " قالت فيرونيكا لامها
" لست متأكدة من ذلك ان ليو يحب انه جدا و لا يرضى ان يحزن ابنه عليه "
" الم تريكيف كان يرمقنا ابنه ؟!"
" نعم لقد رأيته لقد كان مستغربا و شاكا بما سيحدث ياليو المسكين "
" لقد كنت واثقة بردة فعله فلقد تزوج والده من امرأة اخرى و لااعتقد بانه سيسكت عن هذا الوضع ارى بان حياتنا لن تكون هادئة يا امي بوجود هذاالصبي "
" لن اتركه يفعل ذلك ساقف بوجهه " ...
و في هذه اللحظة اوقف جاكسيارته في منزله و سأل جنير " هل ستنام عندنا اليوم ؟!" قال جونيور بتكاسل " لااعلم " "ما بالك يا رجل ؟! اعلم بانك متضايق لكن ذلك لا يعني نهاية العالم "
" انها نهاية العالم بالنسبة لي فابي الذي اعتقدت بانه اوفى صديق خذلني و خذل امي لميدم على وفاتها سنتين لقد نسيها بكل سهولة يا له من رجل عديم احساس " قالها صاراعلى اسنانه بكل عصبيه
" و ماذا ستفعل ؟! " قال جاك متسائلا
" لا اعلم " اجاب جنير و هو يضرب رأسه على الكرسي بحسرة مغمض عيناه
" هل ستترك البيت لها ولابنتها ؟!" قال اليكس
" بالطبع لا فهذا منزلي و منزل امي و لن يكون منزلهاأبدا سأسعى بكل جهدي ان أتخلص منها و من ابنتها " قال جونيور بعصبية
" ماذاستفعل يا مجنون ؟!" قال جاك مستغربا
" لا اعلم لكني لن اتركها بسلام لن اتركهاتتمتع في منزلي متخذه مكان امي أسمعت"
؟" اذا متى تريد ان تعود الى البيت ؟!" قال جاك
" غدا صباحا بعد ان تهدأ الامور " قال جونيور بعد تنهيده بينت ألمه
" حسنا جدا سنعمل انا و اليكس على ان تنسى ما حدث ما رأيك ان نخرج مع الشباب ونحتفل بعودتك " قال جاك مشجعا جونيور على النهوض
" هيا اني بحاجة الى النسيان " و قام معهم
و في المنزل كانت فيرونيكا مستلقية على فراشها تقرا رواية و لكنبالها لم يكن مع الرواية بالها كان مع الشاب الاسمرالطويل العريض الذي كان يلبسقميص ازرق تحته بلوزة بيضاء و جينز و كان مسرح شعره بطريقة تجعل خصلات شعرهالامامية واقفة و كان ينظر اليها بعنين زرقاء كلون السماء و رموش طويله و غمزتان واسنان بيضاء تظهر بابتسامه رائعة كانت تراه في روايتها التي بين يديها بدل الاحرفالسوداء من اين له هذا الشعر البني الفاتح ان لاباه شعر اسود داكن و من اين له تلكالعينين الساحرتين فعينا ليو سوداء كالليل و من اين له غمزتان يا الهي من اتى هذاالملاك و كيف خرج بعصبية جعلته مثيرا اكثر ؟َ!!

برنس وصاب
09-22-15, 06:08 PM
و بعد احتفال دام الى اوجه النهار رجع الشبان الثلاث منهلكين من الاحتفال الرائع الذي اقامه اصحابهم فالقى جونيور بجسمه على الفراش مفكرا بكل شيء حدث بتوديعه جده و جدته و استقبال ابناء عمه له و استقبال ابيه و زوجته و ابنتها !!! ابنتها !!! ابنتها!!! فيرونيكا ... يا لها من رائعة بشعرها الاشقر الذي يصل الى كتفيها و عيناها البنفسجيتان و رموشها الطويلةالساحرة و قوامها الرشيق و انفها الدقيق و فمها الممتليء يا لها من فتاة خلابة كيف استطعت ان ابعد عيني عنها كيف ؟!! كيف لي ان اعجب بها و هي من اعدائي يجب ان اكف عن التفكير بها لكن لها اجمل عينين
" هي جونيور هل نمت ؟!"
سأل جاك بتثاؤب قاطعا على جونيور افكاره
" لا " رد جونيور ناعسا
" بمن تفكر اذا ؟!"
" لا احد "
" انه يفكر بتلك الفتاة جلوريا " قال اليكس متأكدا
" قلت لكم لااحد "
" انها جميلة جدا , لم لم تاخذ رقم هاتفها و تدعوها لتناول العشاء " قال اليكس مقترحا
" لم لا تدعوها انت انك مسحور بها انا لدي انيتا و ساذهب غدا لاراها و الان دعني انام بسلام " و تثائب جونيور
"مممم اذا تصبح على خير " قال اليكس و غط في نوم عميق



انتهى الفصل الأول

برنس وصاب
09-22-15, 06:09 PM
-2-


فتح جونيور عينيه بتثاقل بسبب ضوء الشمس المتخلل بين ستائر الغرفة
" اااااه ه ه .. استيقظوا يا شباب إنها الساعة الواحدة ظهرا "
و قفز من الفراش على الأرض و اخذ يبحث عن بلوزته التي ألقاها على الأرض و لبسها و دخل الى الحمام ليغتسل و يلبس و عندما خرج من الحمام وجد ان جاك و الكيس مازالوا نائمين فصرخ بمرح يوقظهم
" هي استيقظوا استيقظوا حريق حريق في المنزل "
" اصمت يا جونيور و دعنا ننام لقد تعبنا في الأمس "
رد جاك بعصبية و بصوت ناعس
" آه نعم تعبنا بسبب الاحتفال الذي أقيم من أجلك فأرجوك دعنا ننام ما زال صوت الموسيقى في إذني " قال اليكس و اخذ الوسادة و غطى بها وجهه
" حسنا أنا ذاهب الى المنزل و سألقاكم فيما بعد .."
حمل جونيور أغراضه و فتح كبت جاك و اخذ منه قبعة و اخذ مفتاح سيارة جاك
" سآخذ سيارتك .. الى اللقاء و شكرا "
و أغلق الباب خلفه نزل الدرج بخفة و سرعة و ركب السيارة و انطلق الى المنزل يفكر كيف سيواجه والد و زوجته الجديدة و بعد دقائق وصل الى المنزل نزل من السيارة و حمل حقائبه و اتجه الى الباب فلم يجد سيارة والده في الكاراج مما أراحه قليلا , دخل المنزل و وضع حقائبه في المدخل و صعد الدرج الى غرفته و بينما هو يصعد الدرج ظهرت فيرونيكا في وجهه فوقف ينظر إليها متحديا من تحت الى فوق ثم اتجه الى غرفته و أغلق الباب
وقفت فيرونيكا مدهشة مما رأته و سرت قشعريرة في جسدها بسبب القرب و النظرة التي نظر فيها " يا الهي " تنهدت و ذهبت الى المطبخ و فتح البراد أخرجت منه إبريق ماء و هي مازالت ترتجف من تلك النظرة و تفكر
" ما بال هذا الشاب يا له من وقح لن اسكت سأكلمه و أسأله عن هذه النظرة ماذا يظنني ذلك المغرور "
دخل جونيور المطبخ قاطعا عليها حبل افكارها مما جعلها تتجمد في مكانها , حاول فتح البراد لكنها كانت تستند عليه و بيدها ابريق الماء
" ما بك ابتعدي الا ترينني اريد فتح البراد ام تظنين بانك هنا صاحبة المنزل ليكن في علمك انا ولدت في هذا المنزل و ساموت فيه اتفهمين قولي لامك هذا الكلام و الان ابتعدي و الا ابعدتك بيدي "


" هل انت هكذا دائما لا تعرف كيف تطلب بادب انا لم اقل باني صاحبة هذا المنزل و لما تتخذ معي موقف المعادي انا لم افعل لك شيئا و لم ارك الا بالامس ولم اتكلم معك حتى " ردت بنفس عصبيته متحديه
" انا عادة اتكلم بكل احترام لكن ليس مع امثالك انت و امك و الان لا اريد النقاش معك فابتعدي "
ازاحها بيده و فتح البراد و اخذ منه كولا و صفع الباب و خرج و هو يشتم
وقفت مصدومة و الذي اوقضها من صدمتها صوت الهاتف المنبعث من الصالة فركضت تلتقط الهاتف و وجدت جونيور يجلس بالصالة يشاهد التلفاز
" الو "
ردت على الهاتف و هي تنظر اليه بظرف عينيها
" هاي فيرو كيف الحال لقد اشتقت لك "
" اهلا اهلا جولي انا بخير و انت ؟ كيف هي آلي ؟"
رد فيرو ببهجة مما جعل جونيور يرفع رأسة و يراها باستهزاء
" انا بخير و آلي بخير ايضا سنأتي قريبا كي نحضر معك حفلة المدرسة "
"آه حقا سأنتظركن على أحر من الجمر آه كم اشتقت اليكن "
اغرورقت عياناها بالدموع فقام جونيور برفع صوت التلفاز و هو يبتسم بسخرية
رفعت السماعة عن اذنها و قالت له" ألا تراني اتحدث بالهاتف ارجوك اخفض الصوت انها مكالمة من لندن"
رفع كتفيه بلا اكتراث " و ما خصني انا ,اريد ان اسمع ما يقال بالتلفاز و انت تثرثرين لا استطيع ان اسمع شيئا "
صرت على اسنانها " جولي اتصلي غدا فانا مع مخلوق مزعج حاليا و لا استطيع ان اكلمك براحة "" من هو هذا المخلوق المزعج ؟! "
" انه ابن ليو لقد اتى لتوه من دنفر و انه يشكل خطرا علينا " همست
" وهل هو جذاب كوالده؟!" قهقهت جولي
" لا و الان الى اللقاء جولي "
" يا لك من محتالة تردين انهاء المكالمة كي لا تحدثيني عنه لا بأس سنتكلم عنه لاحقا الى اللقاء" و اغلقت السماعة
" لم اتوقع ان تنهي المكالمة " تنهد جونيور
صعدت فيرو غرفتها غير مكترثة بما قال , و هنا دخلت مليسا و صوتت
" عزيزتي انا هنا تعالي و ساعديني بحمل الاكياس من السيارة "
"عزيزتك في غرفتها لا داعي لان تصرخي فهي لن تسمعك .. اف لا يمكن ان يحظى الرجل ببعض الراحة في منزله "
" اهلا بعودتك اذا سنتعشى جميعا الليلة ؟" ابتسمت ابتسامة مصطنعة
" لا تلعبي دور الزوجة الحنون اعرف بانك لا تأملين وجودي لكنني سأبقى سواء شئت ام ابيت فلا داعي لان اذكرك منزل من هذا "
وقف جونيور و اسند بطرف جسده على الباب مكتف يديه ينظر اليها بتحدي
" لا انا آمل بوجودك لانه يسعد اباك و ما يسعده يسعدني و لا داعي لتذكرني لاني اعرف منزل من هذا " اجابت بتحد
نزلت فيرو " مرحبا امي لقد اتصلت جولي و قالت انها ستأتي و آلي لتحضر حفلة المدرسة " و ضمت والدتها
" خبر سعيد كنت احتاج اليه "
و نظرت الى جونيور و دخلت المطبخ ترتب اغراضها و تحضر الطعام مع ابنتها للعشاء
و على الطاولة اجتمع الجميع ما عدا جنير الذي تأخر متعمدا عن العشاء لمدة ربع ساعة
" اين هو ؟! امتأكد انه قال سيحضر؟!" سأل الاب متململا
" نعم يا عزيزي متأكدة " نظرت الى ابنتها بعصبية
دخل جونيور بعد دقائق " اه هل تأخرت ؟! "
همست مليسا لابنتها " ساحطم رأسه "
" هيا لنأكل " قال الاب بعصبية
وضعت الطعام و كان ستيك و خضار مسلوقة و عصير التوت ( طعام جنير المفضل )
" لا استطيع ان اكل اللحم و الخضار " قال جونيور واضعا يديه على بطنه مظهرا ازدراءه
" لم لا انه اكلتك المفضلة ؟!" قال الاب مستغربا
" لانني رأيت في حقل جدي بقرة ياكلها الدود و الدماء يغطيها و مصرانها ملقية على الارض بجانبها و الذباب يتطاير فوق عينيها و اتى المنظر امامي " و بلع ريقه بازدراء و كأنه سيتقيأ
وضعت فيرو شوكتها و ابعدت الصحن و قامت الى الحمام , و ابعدت مليسا صحن اللحم و اكتفت باكل الخضار لكن الاب لم يكترث و قال
" لابد انها كانت مريضة لكن طعمها لذيذ هيا كل " و بدأ يقضم الطعام بنهم
قامت مليسا لترى ابنتها " هل كل شيئ على ما يرام ؟!"
" نعم نعم لكن ذلك اللعين سأقتله لقد جعلني اتخيل المنظر لن استطيع ان آكل "
وقف جونيور مستند على باب حمام الضيوف يسمعهم و ابتسامة على شفتيه ساخرة
" و هل ستقتليني و انا نائم ؟! "نظرت اليه و هي تتنهد بعصبية غسلت فمها و ابتعدت عنه
" لم فعلت ذلك ؟! " قالت الام بعصبية
" انا لم افعل شيئا كنت افسر لابي لم لا استطيع ان اكل اللحم "
و ذهب و هو يبتسم

برنس وصاب
09-22-15, 06:09 PM
3-

و في المساء استيقظت مليسا على صوت ارتطام و اصوات ناس يضحكون و نظرت الى الساعة التي تشير الى الثالثة صباحا وشتمت و هي ترى ليو يغط في نوم عميق و فتحت الستارة و وجدت جونيور و اصدقائة يلعبون كرة السلة و يضحكون
" ااااه "
و حاولت ان تنام ثانية لكن دون جدوى حتى اشرقت شمس الصباح
" مليسا انا ذاهب الى العمل و من ثم ساتجه للمطار عندي اجتماع لمدة اسبوع في شيكاغو ارجوا ان تهتمي بالبيت "
و طبع قبلة على وجنتيها و خرج و اكملت مليسا نومها المتقطع .
" امي لم استطع ان انم بالامس بسبب جونيور و رفاقه "
قالت فيرو و هي تاخذ كوب ماء مع حبة بندول لتهدئة الصداع
" و انا كذلك يا الهي سيقلب حياتنا جحيما "
" حسنا امي لننسى الموضوع و نخرج فاليوم سبت "
" اصبت لنذهب الى السوق و من ثم نخرج لنتعشى و نحضر فليما ما رأيك "
" فكرة رائعة يا امي" و قامت بضم امها
دخل جونيور و هو يغني بصوت منخفض و ثم دخل المطبح حيث تقف مليسا و فيرو اخذ يتأملهن مبتسما بسخرية
" يا له من نهار جميل سأدعو بعض الاصدقاء في المساء ارجو ان لا اراكم الليلة " و أخذ يشرب عصيره و خرج
" يا له من **** "
" لا عليك امي لنخرج و نستمتع هيا " و جرت امها نحو الباب
ذهبتا الى السوق و ثم الى السنما و ثم الى المطعم الايطالي الذي يبعد عن منطقتهم حوالي 45 دقيقة و عندما رجعتا وجدتا حديقة المنزل مليئة بالاوساخ و علب العصير و الكولا و الكثير من الصبيان و البنات يجلسون على الشرفة و الكثير من السيارات تصطف خارج المنزل و في كاراج المنزل توسعت حدقتا مليسا في استغراب و دهشة
"ماذا يحصل في المنزل " سألت ابنتها " هل هذا منزلنا ؟! "
و نزلت مسرعة تدخل المنزل و وجدت احتفالا كبير و المكان ملئ بالشباب و الشابات يرقصون في كل مكان و يغنون و الاضواء خافته و الاوساخ تملا الارض , كاد ان يغمى عليها من هول ما ترى
" يا الهي "
و وضعت يديها على رأسها غير مصدقة ما ترى رأت جونيور يقف على طاولة الطعام بيده شراب و يمسك بخصر فتاة و يراقصها و يدور حتى وقف و رآها مصدومة فابتسم بانتصار
" رحبوا بزوجة ابي الجديدة و ابنتها فيرو "
صفق الجميع
" و الان ينتهي الاحتفال يا شباب "
قال جونيور " الى اللقاء "
و قفز من على الطاولة و خرج مع رفاقة تاركين المنزل بأقل من خمسة دقائق فارغا منهم و الفوضى تعمه
" ساجن سأجن سيقتلي ذلك الوغد من سينظف تلك الفوضى من ؟؟" صرخت بهستيريا
" اهدئي امي اهدئي سنتعاون انا و انت بتنظيفه "
و تلفتت و هي ترى الفوضى العارمة في كل ركن و زاوية في المنزل و كأن اعصار اجتاح المكان و قلبه رأسا على عقب و قامتا بالتنظيف الشاق حتى الساعة الثانية فجرا فتهالكت كل واحدة على فراشها بعد هذه الليلة المتعبة
و في الليلة التالية سمعت مليسا صوتا في الصالة التحتية ففتح باب غرفتها و اطلت برأسها اسفل الدرج لترى جونيور و اربعة من رفاقة يلعبون ( البلاي ستيشن) و يتكلمون و يصرخون بصوت عال
" جونيور هل لك ان تخفض صوتك قليلا الا يكفي ما فعلته بالامس " صرخت
تجاهلها و اكمل لعبه و هم يأكلون الرقائق و الفشار
" اه لقد خسرنا " قال اليكس
" ربحنا ربحنا و الان ماذا ستقدمون لنا بمناسبة فوزنا عليكم انا و جاك ؟" صرخوا بصوت عال
دخلت غرفة ابنتها و الغضب يتطاير من عينيها
" لا اتحمل وجوده لا استحمل ماذا افعل ؟"
" لن تستطيعي عمل شيئ استحمليه يا امي "
" لا استطيع سانتظره ريثما يرجع و سأوضع له حدا لتصرفاته "
و خرجت من غرفتها و نزلت الى الصاله و لم تجده وجدت الفوضى فقط
" امي انتظري هل جننتي انه يامل ان تصابي بالجنون و تفقدي اعصابك و صبرك انا اقول ان تشكينه لوالده افضل "دخل جونيور و رفع رأسه و نظر اليهم رافعا حاجبيه
" ماذا تفعلان بهذا الوقت من الليل؟!"
" ليس من شأنك , هيا امي لنذهب و ننام "
و مسكت يد امها تقودها الى الدرج
" نحن مستيقظات بسبب ازعاجك الا تنام في الليل هل انت خفاش اليس لديك مدرسة غدا تذهب اليها ؟!" اجابته بغضب
" هي اهدئي و لا تصرخي بوجهي من انت كي تقولي لي ماذا افعل انا حر بتصرفاتي لا احد يستطيع ان يفعل شيئا اذا انا اردت عليك ان تفهمي و تهتمي بشؤونك الخاصة و لا تتدخلي في شؤوني سافعل ما يحلو لي و انام متى ما اردت ان انام افهمت ؟" رد بتحدي
" يا لك من وقح كيف تكلم امراة اكبر منك بهذا الشكل اتمنى ان يكون والدك هنا ليرى
كيف تتصرف مع من هم اكبر منك سنا " قالت مليسا و صعدت الى غرفتها
و في الصباح قامت مليسا بايصال ابنتها بينما ذهب جونيور الى نفس المدرسة بسيارته و عندما دخل المدرسة ذهبت الفتيات اليه يتملقونه و يمتدحونه وقفت فيرو تراهن باستهزاء و تقول لصديقتها كارلا
" من يكون يا ترى براد بت ؟"
" حقا انك فتاة جديدة , انه ذا شعبية كبيرة في المدرسة انه جذاب حقا و هو كابتن فريق المدرسة لكرة القدم و صاحب نفوذ كبير و شخصية مرحة انه محبوب لدى الجميع "
مر بالقرب منهن و ابتسم لكارلا
" صباح الخير كارلا ارى انك تعرفت على فيرونيكا " و غمز لها و مشى
فتحت فيرو عينيها " انه مغرور ماذا ترين فيه و من تلك التي تلتصق به ؟"
" انها انيتا عشيقته انها مجنونه به و مغرورة جدا و وقحة "
" اها اذا هو ينتقي فتيات من نفس فصيلته "و ضحكتا و هم يدخلون الفصل الذي يجلس فيه جونيور و جاك و اليكس صدمت فيرو لوجدها بنفس فصل جونيور و تمنت انها لم تدخل لتراه يعانق انيتا التي تجلس على حضنه فادارت وجهها بعيدا عنهما و جلست على الكرسي بالقرب من كارلا الفتاة التي تعرفت عليها فيرو عندما اتت لاول مرة الى لوس اجلوس فكانت تراها بالجمعيات و اصبحت صديقتها الجديدة انها فتاة لطيفة لها شعر اسود قصير و قوام رشيق لكنها ليست طويلة كما فيرونيكا و ليس لها جمالها.
و عند نهاية اليوم الدراسي حملت فيرو كتبها و اتجهت مسرعة لتضعهم في خزانة كتبها و لسرعتها اصطدمت بجسم قوي و سقطت فوقه على الارض و تبعثرت كتبها و عندما فتحت عينيها وجدت نفسها تحدق بعيون زرقاء كلون السماء عيون اعجبت بها من قبل و سمعته يتاوه
" يا لك من خرقاء الا ترين امامك ابتعدي عني "
و ازاحها عنه و استلقت على الارض ثم وقفت
" كنت مستعجلة حقا فانا احمل كنت ثقيلة و لم ارك امامي لانك كنت مسرع ايضا فامي تنتظري في الخارج و لا اريد ان اتاخر و انت لم لم تر امامك يا اخرق "

برنس وصاب
09-22-15, 06:13 PM
و في اليوم التالي خرج جونيور مارا بالمطبخ
" هيا يا انسة " قالها بسخرية
ركبت السيارة في المقعد الخلفي
" ماذا اتظنين باني سائقك ؟! هيا تعالي و اجلسي بالمقعد الامامي "
" الن تذهب لاحضار انيتا ؟"
" لا " و انطلق بالسيارة
و في الظهيرة كانت فيرو تنتظر جونيور بالقرب من سيارته فاتى و معه مجموعة من الصبيان
" هيا اركبوا "
هتف جونيور و ركب الجميع ما عدا فيرو التي لم تعرف ماذا تفعل انها الفتاة الوحيدة فهل تركب انزل نظارته الشمسيه من عينيه ينظر اليها بسخرية
" الن تركبي ؟!"
" و اين اجلس لا يوجد مكان ؟"
قال واحد من الشباب " يمكنكي ان تجلسي في حضني يا جميلة "
ضحك جونيور " هيا ازيحوا للملكة لتجلس"
تقلصت بين الشباب الثلاثة و اخذ جونيور ينظر اليها من مرآته و يبتسم بسخرية
فاوصلها الى المنزل و انطلق مع رفاقه
" اتتصورين لقد تقلصت بين شباب في سيارة جونيور , كنت سأموت من الخجل " قالت لجولي في الهاتف التي ضحكت
" و كان يرمقني بنظرات يستهزأ مني سأجعله يندم على فعلته"
و في الصباح التالي كان جونيور ينتظرها و لم تنزل من الدرج فأخذ يضرب باب حجرتها لكنها لا تجيب حاول فتح الباب لكنه مقفل فانطلق بالسيارة بسرعة لانه تأخر كثيرا في انتظارها عن الحصة الاولى و عندما فتح الباب رآها جالسة في مقعدها تبتسم انتصار
" آسف لتأخري "
قالها و هو يلهث لانه كان يركض ليلحق على نهاية الحصة
" و أنا آسفة لتأخرك لكنك لن تدخل " قالت المعلمة
" و لكن كنت .."
" اخرج و اذهب الى المديرة ان كنت تريد الدخول "
" حسنا حسنا " و نظر الى فيرو بعصبية
و بعد انتهاء الحصة خرجت فيرو مع كارلا تضحك بينما جنير ينتظرها بالخارج بغضب
" يا لئيمة لم فعلت ذلك ؟"
" انا لم افعل شيء و ما دخلي انا اذ انت تاخرت في المرة القادمة تعلم كيف تستيقظ باكرا " اجابت بسخرية
" ها ها ها يا لك من مضحكة ستندمين على فعلتك هذه و لن تاتي معي مرة اخرى اريحي رجليك اليوم لانك ستتعبيها غدا " و ذهب مع رفاقه
و عندما دخل المنزل قال " لقد تاخرت عن المدرسة بسبب تلك المعتوها "
" هل هذا صحيح يا فيرو ؟!"
" لا انا قلت له بالامس بانني سأذهب مع كارلا "
" نعم صحيح لقد قالت له " قالت مليسا تدافع عن ابنتها
" طبعا صحيح لذلك كنت انتظرها لمدة و هي لم تنزل و ذهبت لايقاضها لكن لا احد يرد" قالها بعصبية
" لن تركب معي غدا " و خرج من الغرفة صافقا الباب خلفه
ابتسمت مليسا لابنتها معجبة بافكارها .


/
/


انتهى الفصل الثالث

برنس وصاب
09-22-15, 06:14 PM
-4-


دخل ليو غرفة جونيور و اخذ غيتار ابنه و بدأ يعزف عليه انغام غريبة و مزعجة فتح جونيور عينيه بتثاقل ليرى ما يجري
-" ااااه ابي ماذا تفعل هنا ؟! او ماذا تريد؟ اترك الغيتار ارجوك "
-" استيقظ الان "
-" لم ؟"
-" لان الساعة تعدت الثانية ظهرا هيا استيقظ"
-" و ماذا في ذلك ابي ارجوك دعني اكمل نومي الهانيء "
-" تعلم ان لا تسهر في الليالي المقبلة و الان هيا اريدك في مهمة "
-" ابي ارجوك "
وضع رأسه على الوسادة و اخذ الغطاء و غطى به رأسه لكن ليو اسرع و جذبه و القاه على الارض
صرخ جونيور " حسنا حسنا قل لي ماذا تريد ؟ ما هذه المهمة "
-"اريدك ان تذهب للمطار فأقارب فيرونيكا على وصول "
-" احضر من ؟!" قال مستغربا
-" جولي و آلي انهما ابنتا أختا مليسا و سيأتيان من لندن اليوم فأرجوك اذهب و ساعدهم انا سأكون في اجتماع متأخر و سأرجع للعشاء و تستطيع ان تعزف لنا بغيتارك هذا "
-" أبي لكنني اتفقت مع رفاقي على الخر.... "
-" اتريدني ان اترجاك كثيرا يا بني افعل ذلك من اجلي "
-" حسنا سافعل ما تريد " و خرج متذمرا
و في المطار وقف جونيور بعيدا قليلا عن مليسا و فيرو يدخن سيجارته و بعد دقائق كانت جولي تركض ناحية فيرو و تضمها بشده بينما آلي تدفع العربة وهي تصرخ
-" فيرو فيرو خالتي "
-" اشتقت اليكن " قالت فيرو و هي تبكي و تضم جولي
-" و نحن كذلك "
تركت آلي العربة و انظمت الى ذلك العناق الكبير
وقف جونيور ينظر اليهن ثم ذهب و احضر عربة آلي التي تركتها في الوسط مما جعل رجل الامن يتذمر
-" هيا لا اريد ان اتأخر على رفاقي "
قال جونيور و هو يدفع العربة خارج المطار بتذمر
-" واو من هو ذلك الوسيم ؟!" قالت آلي
-" انه جونيور ابن ليو لا تنخدعي بمظهره "
قالت فيرو و هي تضم الفتاتين
-" حقا؟! لقد سألتك هل هو جذاب كوالده و قلتي لي لا " قالت جولي
-" انا لا ارى المظاهر " و ضحكت
و في السيارة تحدثت الفتيات عن لندن و كيف انهوا دراستهم هناك كي يلتحقوا بالجامعة في لوس انجلوس و ما عليهن ان يفعلوا و الى غير ذلك من كلام الفتيات
-" اووف "
تنهد جونيور بضجر و فتح الراديو سكت الجميع ينظرون اليه
-" ما به ؟! " تساءلت آلي
-" يشعر بالضجر المسكين "
قالت جولي و ضحكت بصوت عالي مما جعل جونيور يرفع بصره الى المرآة ليلقي نظرة فتصطدم عيناه بعينان بنفسجيتان تحيطها رموش ذهبية انزلت فيرو عيناها و اصطبغ وجهها باللون الاحمر
و على العشاء اجتمع الجميع على المائدة
-" كيف كانت رحلتكن ؟!" سأل ليو
-" مهلكة لم ننم لاثنا عشر ساعة " اجابت آلي
قالت مليسا " اذن اسرعن بانهاء طعامكن لتذهبن للنوم "
-" لا يا خالتي اشعر بطاقة زائدة لكن لا بأس في الراحة " قالت جولي
-" جونيور ما رأيك ان تعز..."
قاطع جونيور والده
-" لا ابي في مرة اخرى يجب ان اذهب لاتدرب مع الشباب استأذنكم"
-" كما تريد يا بني "
بعد العشاء ذهبت الفتيات لحجرة فيرو يستريحون بعد يوم طويل و لكنهم جلسن في شرفة فيرو بلباس النوم يشربون الحليب مع البسكويت
جولي شقراء تقطر انوثة لها عينان واسعتان بلون العشب الاخضر و وجنتان ممتلئتان قليلا تزين احداهما غمازة صغيرة و معروف انها سريعة التأثر بالاشياء المحيطة بها و مدرسة ناجحة في تعليم اصول التعامل مع الرجال فهي من تلجأ اليها فيرو و آلي للاستشارات العاطفية
بينما آلي شقراء و لها لون برونزي و عينان كبيرتان زرقاء ايضا و لها انف دقيق و جسم ممتليء لكنه يضفي اليها انوثة اكثر و هي رزينة لها عقل راجح و مدبرة جيدة للمقالب و هي عملية جدا لا تحب المظاهر كثيرا لكنها تهتم بنفسها بشكل معقول
اما فيرونيكا فهي اطولهن و ارشقهن لها عينان واسعتان زرقاء تميل الى البنفسجي و فم ممتلئ و وجنتان بارزتان و لها رقبة طويلة جميلة و هي تمتاز بجنونها للموضة و الازياء و المكياج و هي تشبه عارضات الازياء و دائما تلفت نظر الشباب و تاسر قلوبهم بمجرد مرورها امامهم
-" جونيور هل تجلس فتيات لندن على الشرفة بلباس النوم " سأل جاك

برنس وصاب
09-22-15, 06:14 PM
-" اين ؟دعني ارى " التفت جونيور اليهن
-" يا الهي انهن بلباس النوم شيء جميل ما رايكن ان نسكب عليهن ماء لنرى اوضح ما يوجد تحت لباسهم الرقيق"
قال اليكس و هو يضحك
-" يا لك من احمق انها فكرة جيدة لكن كيف؟" سأل جونيور و هو يضحك
نظرت جولي الى الاسفل فالتفت الى الفتيات و هي مندهشة
-" انظرن انه جونيور مع رفاقة ينظرون الينا"
نظرت فيرو
-" يا الهي انهم يخططون لشيء هيا لندخل و نغلق الباب انا اعرف نواياه السيئة ذلك المغرور "
و دخلت الفتيات و اغلقن الباب عليهم
-" لا يا لخيبة الامل " قال اليكس
و في صباح يوم السبت جلست الفتيات في الحديقة يتناولن الفطور
-" صباح الخير " قال جاك
-" اهلا جاك صباح النور " قالت مليسا
-" اين جونيور ؟! هل ما زال نائما لدينا تدريب "
-" اعتقد بانه نائم انه لا يصحى الا الظهر اذا اردت اذهب و أوقظه "
-" لا داعي انا مستيقظ و جاهز لتمرينات شاقة ايضا "
قال جونيور رأته فيرو وسيما و هو يبتسم باشراقه هذا الصباح فابعدت هذه الفكره فورا عن رأسها
-" من هذا ؟!" سألت جولي
-" انه جاك ابن اخ ليو "
-" انه جذاب ايضا ما هذه العائلة كل رجالها جذابين " قالت جولي
وفي ملعب المدرسة بينما يتدرب الشبان لتقوية عضلاتهم و ليتجهزوا لنهائي كرة القدم لمدارس المنطقة
-" انها جميلة " قال جاك
اجاب جونيور و هو يمدد رجليه
-" من هي ؟ انا لا ارى نساءجميلات حولنا "
-" امم لا اعرف اسمها لكنها كانت تجلس بالقرب من فيرو لها شعر اشقر قصير و لها غمازة "
-" اعتقد انها جولي "
و في المساء رجع الشباب الى المنزل و رأوا الجميع يلعبون الورق
-" ماذا تلعبون ؟َ" سأل جاك بفضول
-" لعبة الافتراء اتود ان تنضم الينا " قال الاب
-" بالطبع لكن متى العشاء فنحن نتضور جوعا بعد تلك التدريبات "
-" و ماذا عنك يا اليكس الن تنضم الينا انت و ابني العزيز؟ "
-" بالطبع و لم لا يا ابي هيا اليكس "
و جلس الجميع على الارض يلعبون و نسى جونيور غضبه و حقده على مليسا و ابنتها
-" هيا العشاء جاهز "
قالت مليسا قاطعة اللعب عليهم
-" اذا انا الفائز " قال جاك
-" لا انا الفائزة انكم محتالين "
قالت جولي مستنكرة بابتسامة زادت عليها جمالا و اسرت قلب جاك بها
-" حسنا قولي ما تشائين يا .... "
-" جولي "
-" يا جولي "
قال جاك مبتسما و ينظر اليها باعجاب فاشاحت بنظرها عنه و ابتعدت لتجلس بالقرب من فيرو و مقابلة له فازداد خجلها
-" اذا متى ستبدا المباراة يا شباب ؟" سأل ليو
-" بعد غد "
قال جونيور و يهو يقطع اللحم
-" امل ان تحصلوا على الكأس النهائي "
-" و نحن كذلك يا عمي فقد تعبنا جدا "
قال جاك و هو يتفاخر بنفسه امام جولي ليكسب اعجابها
و بعد العشاء ارادت جولي ان تصعد الدرج لتخلد الى النوم لكن جاك اوقفها
-" جولي انتظري "
-" عذرا ؟!!"
-" انتظري اريد ان اقول لك شيئا او بالأحرى أسألك "
-" تفضل اسأل "
-" اني اتساءل من سيأخذك الى حفلة المدرسة ؟!"
-" ممم لم اقرر بعد لكني سأذهب مع آلي "
-" لا ..اقصد هل استطيع ان آخذك معي ؟!"
نظرت اليه مبتسة مظهره اسنانها و غمازتها
-" بالطبع , تصبح على خير يا جاك "
تنهد مبتسما " تصبحين على خير جولي "
-" ارى بانك وجدت من يذهب معك ؟! و انا لم اجد احدا " قال اليكس معترضا
-" انتظر قليلا "
-" آلي "
-" نعم " ردت باستغراب
-" ان اليكس يود ان يسألك سؤال "
و دفع اليكس ناحيتها بذراعيه مم جعل اليكس يضطرب و يحك رأسه متوترا
-" هيا يا غبي اسألها من سيأخذك الى الحفلة هيا "
-" الي هل استطيع ان آخذك الى الحفلة فجاك سيأخذ جولي و جنير سيذهب مع انيتا فهل .."
ابتسمت لتوتره " بالطبع و سأكون مسرورة "
-" شكرا لك "
و ذهبت الى الغرفة
-" و الن تشكرني انا ؟!" قال جاك
-" لا لن افعل لانك احرجتني "
-" يا ناكر المعروف لولاي لما دعوتها الى الحفل "
تجاهله الكس و ذهب بعيدا عنه ...

برنس وصاب
09-22-15, 06:15 PM
5_


-" لا استطيع ان اصدق بانهن حصلن على رفيق للحفلة في ثالث يوم من وصولهن و انا التي اقيم هنا "

قالت فيرو لكارلا تتصنع الغضب بمزاح
-" استطيع ان اخذك انا الى الحفلة و و سيكون ذلك شرف لي "
التفت فيرو و رأت مارك ذلك الفتى الذي يرمقها بنظرات اعجاب دائما و يحاول التقرب منها كلما سنحت الفرصة ففي الكافتيريا قدم لها سلطته و حمل حقيبتها و كتبها في كثير من الاحيان
-" ان لطف منك ان تدعوني لكن .." اجابت بخجل
-" لا لا تقولي لكن انا لم اجد الفتاة لا اصطحبها معي فارجوك لا تجعليني اذهب وحيدا"
-" حسنا اذن " و ابتسمت
-" جيد جدا سأمر لاصطحبك في الثامنة , الى اللقاء في الغد اذن "
و ذهب بعيدا عنه
-" واو بمجرد انهائك لجملتك السابقة حصلتي على رفيق جذاب " علقت كارلا
-" سأذهب اليوم مع جولي و آلي لشراء الفساتين و مكملاتها الن تاتي معنا ؟!"
-" و لم لا ؟ فكرة جيدة اريد ان اتعرف اليهن "


ذهبت الفتيات لشراء الفساتين و الاحذية و في اليوم التالي وقفت الفتيات امام المرآة ينظرون الى جمال فساتينهن و جمالهن بالذات
-" كم انتن جميلات " قالت مليسا بمرح
-" نعرف ذلك "
اجابت جولي مازحة فضحك الجميع
-" هيا فالشباب سيطير عقلهن اذا لم تنزلن الان انهم هنا ينظرون "
و نزلت جولي بفستانها الاخضر كلون عينيها العاري الصدر بلا اكمام تزينه بدبوس فضي يبرق و وضعت الضلال فوق عينيها بشكل انيق و رسمت اللون الاحمر على شفاهها و اسدلت شعرها الذهبي على كتفيها رافعته عند جبهتها فانبهر جاك بجمالها الذي وقف يحدق فيها وكان يلبس بذلة سوداء و قميص ابيض و ربطة عنق سوداء ايضا
-" انك رائعة الجمال يا جولي "
-" و انت تبدو وسيم يا جاك "
و آلي كانت تلبس فستان ذهبي بلا اكام ايضا مفتوح عند الصدر و عاري الظهر و رفعت نصف شعرها و اسدلت الباقي كما زينت عينيها بظلال ذهبي بينما وضعت اللون العنابي على شفاهها
-" يا الهي "
قال اليكس معلقا فابتسمت آلي لانه لم يستطع ان يعبر عن جمالها فقالت له
-" و انت تبدو ... يا الهي "
قالت بمزح كان يلبس مثل جاك بذلة سوداء و قميص ابيض و ربطة عنق بيضاء
وقف مارك الذي يلبس مثل الشباب ينتظر نزول فيرونيكا التي نزلت كالملاك بلباسها الابيض القصير بلا اكمام و عاري الصدر و الظهر ( ديكونتيل) مزين بالدانتيل الاسود و يزن رقبتها الطويلة و رسغها لؤلؤ ابيض و رفعت شعرها عاليا بمشبك اسود بالطريقة اليابانية لونت عينيها بضلال اسود و شفتاها باللون الاحمر الغامق كانت خلابة فرفع مارك ينظهر الى جمالها الاسر بينما جنير تجاهل و جود انيتا بالقرب منه و نظر الى فيرو غير مصدق وجود ملاك على الارض فامسكت بوجهه و ادارته ناحيتها
-" ما رأيك في لبسي يا حبيبي "
-" رائع "
و اشاح ناحية فيرو يمعن النظر فيها
كان هو ايضا وسيم جدا يلبس بذلة سوداء و قميص اسود فاتح ازراره الثلاث الاولى من دون ربطة عنق و مبعثر شعره الى الاعلى بطريقة عصرية التفت فيرو اليه فاشاحت بسرعة عنه لانها خافت ان يرى نظرة الاعجاب في عينيها
-" هيا هيا لنذهب "
قال مارك و فتح الباب ليذهبوا الى الحفل
و في الحفلة رقص الشباب مع الفتيات اللاتي رافقناهن و كان جاك و جولي في وفاق تام كما اليكس و آلي لم يفترقا عن بعض للحظة و تغزل مارك بفيرو التي بدأت تنفر منه لكثرت مدحها فقالت له انها ستذهب الى دورة المياة و انها تعبت من الرقص
و بينما هي تمشي رأت جنير واقفا ينظر الى الراقصين يشرب العصير فمرت بجانبه
-" لم انت وحيدا لا ارى رفيقتك "
فاشار الى صديقته دون ان ينطق نظرت فيرو اليها و رآها ترقص مع شاب اخر
-" اها هل تشاجرتما ؟؟"
-" ابدا لكني سئمت من الرقص معها فهي تحب الرقص على الانغام السريعة لكنني افضل الرقص بانغام هادئة فاخذ التي ترقص معي بين يدي و الصقها بي هذا برأيي ما يسمى رقص يا انسة "
بلعت ريقها و هي تسمعه يلقي بكلماته و كأنه عاشق مجنون يحب الرومانسية كيف لرجل قاسي ان يكون هكذا حساس و رومانسي بدأت موسيقى هادئة بالعزف فرفع حاجبه و ابتسم لها
-"هل ترقصين معي ؟!"
قالها و هو ينظر اليها بنظرات غزل وقفت تفكر قليلا ثم ابتسمت له
-" نعم ولم لا "
فاخذها من يدها الى وسط القاعة واضعا يديه على خصرها فوضعت يدها على رقبته فقربا اكثر منه مما جعلها ترتجف قليلا لشدة اقتراب جسديهما فراقصها على انغام الموسيقى الهادئة و في هذه اللحظة زال شعور الكراهية و الحقد و انسجما مع بعضهما همس في اذنها بلطف يداعبها
-" انك ساحرة سحرتيني بجمالك فنسيت اني اكرهك و حاقد على امك "
فنظرت اليه مأخوذة بجاذبيته و اقتربت منه اكثر واضعة رأسها على كتفه
-" و انت تبدو وسيم جدا "
و عندما رفعا رأسهما انتهاء من الرقص راوا ان القاعة فارغة تقريبا من الطلاب
-" اين الجميع "
تساءلت فيرو" لم نرقص بالحديقة "
-" انا احضرتك الى هنا و انت لم تشعري بشيء "

برنس وصاب
09-22-15, 06:15 PM
قال لها بلطف و كم بدا ساحر و هو يبتسم لها كأنه انسان مختلف عن ذلك المغرور الحاقد فقرب فمه من فمها و قبلها بحنان و احست بضعفها و تجاوبها معه فخافت من ذلك التجاوب و عندما فتحت عينيها استوعبت ما يحدث فابتعدت عنه مسرعة و دخلت القاعة فرأت الجميع يرقصون ذهبت الى مارك و قالت له:
هل تاخذني الى البيت احس بتعب "
-" لكنني لم ارقص معك كفاية " قال معترضا
-" ارجوك "
و عندما وصلا الى منزلها-
" هل تريدني ان اجلس معك لحين يأتي الباقين؟"
-" لا احد في المنزل و سأكون على ما يرام اريد ان انام اشكرك للطفك معي و حقا لقد استمتعت "
و طبعت قبلة على خديه
-" هل تقبلين دعوتي للعشاء يوم الاثنين بعد اعلان نتائج الامتحانات النهائية ؟ "
-" سأفكر في الموضوع يا مارك و ساتصل عليك , الى اللقاء "
ودخلت المنزل... القت نفسها على الفراش تفكر بما حدث بينها و بين جونيور" هل كان قاصدها ام كانت وليدة اللحظة و الجو الرومانسي المحيط بهما ام هي انتقام يا الهي لا استطيع ان افهم هذا الرجل "
دخلت جولي بعد فترة و هاجمت فيرو
- " اين كنت يا حمقاء لقد قلقنا عليك انتظرنا ان تفرغ القاعة لنعود لولا جونيور لاكملنا البحث عنك حتى أوجه الصباح"
-" اسفة لقد احسست بتعب مفاجيء فقلت لمارك ان يعود بي الى المنزل "
-" لم لم تقولي لنا انك ذاهبة ؟"
-" قلت لك يا جولي كنت تعبة فلم استطيع ان ابحث عنك لاقول لك و اسفة للمرة الالف لانني افزعتكم و لم اترك خبرا عند احد لكن جونيور رآني و اعتقدت بأنه سيخبركم "
-" و كيف تشعرين الان؟!"
سألت آلي و هي تمسح على رأسها
-" انا بخير شكرا "
نام الجميع ماعدا فيرو التي ظلت مستيقظة تفكر و تفكر بذلك الوسيم الذي قبلها و بشفاته الناعمة و لمسته الحنونة التي مازالت تشعر بها و اذا بها تسمع صوت عزف غيتار في الصالة لبست كمشيروها و نزلت الى السلم فرات جونيور يعزف و يغني بصوت هاديء تذكرت انها رأت ذلك الغيتار من قبل و لكنها تساءلت لم يكون يا ترى فاذا بها ترى جونيور يعزف عليه معزوفة حزن و الم و انسجمت مع الانغام التي يعزفها الى ان شعر بوجودها
-" من هنا ؟"
و حمل غيتاره و بدأ يبحث عن الشخص الذي يستمع اليه حاولت ان تبتعد ببطيء كي لا يراها
-" منذ متى و انت هنا ؟"
-" منذ فترة "
وقفت تنظر اليه بادلها النظرة لفترة ثم قال بصوت حنون لكنه آمر
-" هيا اذهبي للنوم "
و ذهب الى الصالة فتبعته
-" لا اشعر بالنعاس و احب ان استمع الى عزفك "
-" ساتوقف و اذهب لأنام "
-" ارجوك اغنية واحدة من اجلي "
رمقها " من اجلك و من تكونين ؟ "
احمرت خجلا و راته يرحل
انا حقا لا أفهمك "وقف ينظر اليها

برنس وصاب
09-22-15, 06:19 PM
ماذاتقصدين ؟"
وقفت متحدية تنظر اليه
-" انت تعرف ما اقصده جيدا انني اتكلم عما حدث اليوم في الحفلة لقد بدوت رجلا مختلفا لينا و حنونا و الان فجأة ينقلب كل شيء وتكشر بانيابك لم انت هكذا "
وقف لفترة يفكر في ما يريد ان يقول و كأن الكلمات طارت من عقله و عندما لم يجد الكلمات قرر ان يتجاهلها فاشاح بوجهه عنها-"
اجبني لم انت هكذا؟ من انت ؟"
قالت بحدة وغضب جعلته يلتفتت اليها و يقول لها بغضب يخرج من عينين زرقاوين و كأن كلماتها هذه
" تريدين ان تعرفي من انا ؟ حسنا ساقول لك ؟, انا الذي توفيت امه بأقل من سنتين و مازلت متألما فراقها فهي كانت صديقتي و أختي و أبي عندما يسافر ابي و أعود لأرى امرأة تحتل مكانها في منزلها و غرفتها و فراشها و حتى زوجها الذي تخلى عنها و نسيها و تصنع الالم في عزاءها و اذا به يقع بسحر امرأة اخرى و تحتل كيانه اما انا فلن اسمح لتلك المرأة ان تصل يدها لتحتل ابنها الان عرفت من انا؟َ"
صدمت من كلامه الجارح المتألم و صدمت حين رأت الدموع تتجمع و تتدافع لكنه امسك الدموع في عينيه فألقت بذراعيها حوله و ضمته بقوة تشد من عزيمتة وقف جونيور متصلبا غير مصدق ماذايحدث و لكنه نسي همه و شدها اكثر اليه ثم ابعدها عنه ليقبل شفتيها فيتبدل الشعورالحاقد الى شعور غريب لم يألفه و هي تجاوبت مع تقبيله و تمسكت به اكثر ثم رفع عينيه ليراها مغمضة العينين ثم اجلسها على الكنبة و جلس امامها على الارض ينظر اليها باعجاب فهذه المرأة شعرت بألمه فجعلت عناقها يواسيه بدل الكلمات اخذا يتبادلان النظرات يتكلمان بلغة العيون فاغمض عينيه و وضع رأسها على حضنها فأخذت تلعب في خصلات شعره حتى نام ثم نامت و هي جالسة في مكانها
فتحت فيرو عينيها تقاوم ضوء النهار المنبعث من النافذة فرأت نفسها على الفراش ملقاة حاولت ان تتذكر ما حدث في الامس هل كان حلما ام حقيقة ...
" هي يا كسولة استيقظي"
-" اه جولي كم الساعة الان"
ثم تثاءبت و هي تجلس
-" انها الثانية عشر ظهرا استيقظي سيأخذنا الشباب لنتغدى فيمطعم للبيتزا هيا "
-" اين كنت بالامس ؟! " سألت آلي
-" لقد كنت نائمة في غرفتي " قالت بارتباك
-" لا اصدقك لاني لم اجدك في فراشك "
-" حسنا لقد كنت مع جونيور و تكلمنا قليلا ثم آلت الامور الى ان ينام على حضني و لا اعرف كيف اتيت الى هنا لابد انه حملني صدقيني كنت اعتقد ما حدث بالامس حلما"
و تذكرت ما حدث بالامس و كيف احست بشعور غريب لكنه رائع ...
/
/
انتهى الفصل الخامس

برنس وصاب
09-22-15, 06:20 PM
-6-


ذهب الجميع الى المباراة النهائية لكرة القدم في الثانوية دخل الشباب و لعبوا جيدا , و بنشاط حتى انتهاء الشوط الاول لكن الفريق الاخر كان يلعب في مهارة مع بداية الشوط الثاني و تعادل الفريقان
نادى المدرب الشباب ليضعوا خطة جديدة
-" جونيور اسمعني يجب ان تسيطر على الكرة و اذا شعرت بالخطر اعطها لجاك و اذا شعرت يا جاك بالخطر ارجع الكرة لاليكس الذي سيتبعك في الخلف افهمت يجب ان نفوز يا شباب ان البطولة ستكون من نصيبنا"
-" جونيور اسمعني يجب ان تسيطر على الكرة و اذا شعرت بالخطر اعطها لجاك و اذا شعرت يا جاك بالخطر ارجع الكرة لاليكس الذي سيتبعك في الخلف افهمت يجب ان نفوز يا شباب ان البطولة ستكون من نصيبنا"
لم يتبع جونيور خطة المدرب بل لعب على مزاجه فأحرز اخر هدف في اخر دقيقة غضب المدرب وقتها لكنه فرح بالنتيجة قام الجمهور من مكانهم يصفقون لجهد كابتن الفريق جونيور و يهنئونه
بعد المباراة جلس الجميع على الطاولة في مطعم للبيتزا ثم دخل جونيور و معه انيتا
- " مرحبا اسف على التأخير "
نظر الى فيرو التي نظرت اليه ثم اشاحت برأسها تحدث جولي , بعد الانتهاء من الاكل و الاستمتاع بالاحاديث و المقالب قال جونيور و قد تغيرت ملامح وجهه ليصبح اكثر جدية
- " اريد ان اخبركم شيئا"
لاحظ الجميع تغير ملامح وجهه الى حزن

ما بك يا جونيور ؟
ماذا تريد ان تقول "قال جاك قلقا على ابن عمه
-" بعد حفل التخرج مباشرة سأسافر الى نيويورك "
-" نيويورك ؟! لماذا ؟!"
قال اليكس بصوت عال يملؤه الدهشة
-" نعم نيويورك اتذكر عندما اخبرتكم بانكم ستزوروني في نيويورك عندما رجعت من دنفر "
-" لماذا تذهب يا حبيبي ؟!" قالت انيتا بحزن
-" سأدرس الهندسة في جامعة نيويورك "
ووضع يده على كتفها و يلمس شعرها برفق شعرت فيرو بغيرة من انيتا
-" لكن لم لا تدرس هنا فهذا التخصص متوفر هنا? " قال جاك
-" جاك انه حلمي الذهاب الى نيويورك حلمي "
-" و لم العجلة لن يبدأ الفصل القادم الا بعد ثلاثة اشهر " قال اليكس
-" لاني اريد ان اسجل في الفصل الاول و اسجل المواد و ابحث عن شقة قريبة من الجامعة ارجوكم اريد دعمكم لي فلا تخيبوا ظني "
و نظر الى فيرو التي انزلت عينيها متضايقة
-" حسنا يا صديقي سنأتي اليوم لنساعدك في توظيب اغراضك "
قال جاك و هو يربت على كتف جنير
-" اشكركم جميعا سأذهب لابي الان و اراكم في المساء الى اللقاء "
و جذب انيتا من ذراعها و انطلق الى ابيه
-" انا فخور بك يا ولدي عندما تعود ستمسك زمام الامور في الشركة فهي بالنهاية لك"
و عانق ابنه
-" لكنني سأشتاق لك "
-" و انا ايضا لكنك ستزورني "
-" بالطبع و أي مساعدة يا بني انا في الخدمة "
-" اشكرك يا ابي"
و اجتمع الجميع في المساء في غرفة جنير و احضر جاك معه كراتين ليضع فيها الاغراض لشحنهم
- " اين اضع هذا ؟!" سألته جولي
-" في حقيبتي التي سآخذها معي في الطائرة "
اجابها و هو يعمل وقفت فيرو تنظر الى حقائبه بحزن و تنظر الى حركة جسمه و هو يعمل بجد فخرجت الى الشرفة و تنهدت بصوت سمعه جونيور فتوقف عن العمل و اتجه ناحيتها و امسك ذراعيها بيده القوية فانزلت رأسها لكنه رفعه من ذقنها بلطف يحاول ان ينظر الى عينيها لكنها كانت تزيح بنظرها عنه فادار بوجهها ناحيته لتتلاقا عيناهما
-" هل انت بخير ؟ تبدين شاحبة ؟"
لا لست بخير فانا اشعر بتوعك "
و اشاحت بنظرها عنه مرة اخرى فادار وجهها اليه مرة اخرى
-" اذهبي و ارتاحي فلقد اوشكنا على الانتهاء شكرا لمساعدتك و اسف لم انو ان اتعبتك صدقيني لم اقصد ذلك "
-" لا بأس سأذهب لارتاح تصبح على خير اراك في الصباح "

برنس وصاب
09-22-15, 06:20 PM
خرجت من غرفته مسرعا و اغلقت باب حمامها فنزلت دموعها بغزارة لانها ستفاقه قريبا لقد اعتادت على وجوده و بدأت تقع في حبه لا لقد وقعت في حبه و تكسرت ايضا كيف ستعيش بعيدا عنه و هي التي تشم بقايا رائحة عطره عندما يمر كم ستشتاق لهذه الرائحة و لابتسامته الساحرة و لعينيه الشيطانيتين كم تحبه و تحب ازعاجه لها و لطفه معها ظلت تبكي الى ان سمعت جولي تناديها

-" فيرو اريد الدخول الى الحمام اريد ان افرش اسناني لانام ما الذي يؤخرك بدأت اقلق عليك هيا اجيبي "

فتحت فيرو الباب و القت بنفسها على جولي فضمتها

-" ما بك ؟!"

-" سأشتاق له " و بكت اكثر

-" يا الهي انت تحبينه "

-" نعم اعتقد ذلك ماذا افعل ؟" و ظلت تبكي بحسرة

" لا اعلم يا عزيزتي اهدئي "

كان الطلبة و الطالبات يقفون بلباس التخرج مستمتعين يستلمون شهادات التخرج ضم جونيور اصدقائه و بارك لهم التخرج

-" يا شباب سأشتاق لكم "

-"ارجوك جونيور اخبر جاك عن احوالك و اوضاعك كي يطمئننا عليك "

-" سأفعل بالتاكيد و ساسل عنكم ايضا الى اللقاء "

التفت ليجد فيرو تتكلم مع كارلا و تضمها لان كارلا ستسافر اليوم ايضا لتسكن مع جديها في (نيو مكسيكو ) و تكمل دراستها الجامعية هناك

-" لا اعرف لم تسافرين ؟"

-" فيرو انا لا اود و لكني ملزمة فوالدي سينفصلان قريبا "

-" انا اسفة لسماع ذلك اتمنى لك السعادة و راسليني دائما فانت صديقة عزيزة و ساعدتيني كثيرا "

-" سأفعل يا افضل صديقة عرفتها لن انساك ابدا "

ابتعدت كارلا فبكت فيرو اقترب جونيور منها فمد يديه يمسح دمعة سقطت من عينيها رفعت رأسها لتنظر اليه فضمت

-" لم يذهب كل الذين اهتم لهم ؟"

لم يعلق جونيور لكنه اكتفى بضمها و شم رائحة شعرها الرائعة و في المطار ودع جونيور الجميع و اخذ ينظر الى فيرو و يبتسم لها

-" الى اللقاء جميعا"

-" الى اللقاء "

قال الجميع جلس في الطائرة ينظر الى المسافة التي بينه و بين الارض و يرى اضواء لوس انجلوس تخفت تدريجيا ليحل محلها الغيوم ووجه فيرو المبتسم الجميل و رموشها الساحرة التي تحمي اروع عينين كم سيفتقد عينيها و صوتها الناعم ...

برنس وصاب
09-22-15, 06:21 PM
بدأت اضواء نيويورك تظهر من مسافة متلألئة فابتسم جنير لروعة المشهد و قال في نفسه
-" من هنا يبدأ تحقيق الحلم "
و عندما وقفت الطائرة نزل الركاب الا فتاة لها شعر احمر قصير و جسم رشق كانتتحاول حمل حقيبتها الثقيلة فأتى جنير يحملها
-" دعيني اساعدك يا انسة " ابتسمت له
" شكرا لك "
و مشت بقربه الى المطار فأخذ عربة ووضع حقيبتها الثقيلة على عربة
- " تفضلي "
-" شكرا لك مرة اخرى "
-" انا في الخدمة في أي وقت "
و ابتسم لها وضع حقائبه على عربة ثم ذهب لختم جواز سفره لتأشيرة الدخول الى نيويورك ثم خرج من المطار ليستقل تاكسي و يذهب الى فندق قريب من جامعة نيويورك
اوقف السائق التاكسي عند باب فندق قريب من التايم سكوير بشارعين نزل دنير وحجز غرفة ليرتاح فيها ليبدأ غدا بالبحث عن شقة قريبة من الجامعة
و بينما هويصعد الى غرفته رأى الفتاة التي ساعدها في المطار ثم ابتسم لها
" يا لها من صدفة "
قالت له و هي تضحك
" حقا انها صدفة سعيدة "
فابتسم لها
-" هل انت هنا للعمل ؟"
-" لا انا هنا كي ارتاح "
-" ترتاح من من؟"
-" من الرحلة كي ابدأ غدا في البحث عن شقة قريبا من الجامعة "
-" اها لقد اعتقدت بأنك اتيت لترتاح من زوجتك "
ضحك بصوت عال و رفع يديه كي يريها بان لا يوجد خاتم في اصبعه
-" يا لها من طريقة تسألين فيها ان كنت متزوج ام عازب و هل ابدو لك كرجل متزوج؟"
غمز لها فضحكت معه وصل المصعد الى الطابق الخامس عشر حيث غرفته
--" غرفتي في هذا الطابق صدفة سعيدة ان التقيك يا انسة عمتي مساءا "
--" عمت مساءا اتمنى ان اراك غدا صباحا "
-" و انا كذلك الى اللقاء "
دخل غرفته فالقى بنفسه على الفراش و غط في نوم عميق

/
/

انتهى الفصل السادس

برنس وصاب
09-22-15, 06:22 PM
-7-


استيقظ باكرا ليبدأ عملية البحث عن شقة اخذ الجريدة و اخذ يبحث عن شقق و احاطها بدوائر كي يذهب ليلقي نظرة عليهم و عندما رفع نظره عن الجريدة رأى الفتاة التي ساعدها تشرب فنجان قهوة فاتجه اليها و جلس قابلها


- " هل تنتظرين احد يا انسة ؟"

ابتسمت" لا ابدا تفضل "

طلب لنفسه فنجان قهوة-" هل وجدت شقة مناسبة ؟"


-" نعم و لكني يجب ان اذهب لارى بنفسي "

-" و متى ستذهب ؟"

ابتسم بطرقة مغرية

-" بعد ان انهي فنجان القهوة ام انك تريديني ان اذهب الان ؟"

-" لا بالطبع لا فوجودك يسليني "

ضحك " بالمناسبة انا جونيور و من لوس انجلوس و انا هنا كي التحق بجامعة نيويورك"

-" اهلا و سهلا جنير انا جونيوفير و انا من مسيسيبي و اتيت لالتحق بالجامعة ايضا لاتخصص في علم الجغرافيا "

فتح عينيه دهشة ثم ابتسم

-" يا لها من صدفه.. و اين ستقيمين ؟"

-" في سكن الجامعة مع صديقة اعرفها و ستأتي اليوم لتأخذني من الفندق فهي من سكان نيويورك و تعرف المنطقة جيدا فما رأيك ان ناخذك الى المكان الذي تريده"

-" لا اعرف فانا لا اريد ان اتعبكم معي "

" لا صدقني ستسر اذا عرفت باني وجدت صديقا يرتاد نفس الجامعة التي نرتادها "

-" و لكن.."

-" انها هنا انظر"

اشارت على فتاة طويلة لها شعر اسود و بشرة سمراء

-" جين عزيزتي لقد اشتقت لك "

-" و انا ايضا .. جونيور هذه الكساندرا "

مد يده مصافحا

" تشرفت "

-" و انا ايضا "

-" تعرفت على جونيور بالطائرة و التقيته في الامس كذلك و انه يرتاد معنا الجامعة نفسها يريد شقة قريبة من الجامعة فما رأيك ان ناخذه معنا و نبحث معه ؟"

-" رائع هيا اذا لنذهب كي لا نضيع وقت هيا جونيور "

-" هل انتن متأكدات بانكن..."

جرته جنيفير من يديه و ركبوا سيارة الكسندرا وقفت السيارة عند مبنى يبعد عن الجامعة بخمس دقائق و يستطيع ان يذهب سيرا بمجرد ان يعبر شارعين

-" انه اخر مكان و اتمنى ان يعجبك "

صعدوا ليروا الشقة كانت كبيرة وواسعة و لها نوافذ كبيرة و تحتوي على ثلاث غرف نوم و صالة و مطبخ كبير و شرفة تطل على حديقة و شرفة اخرى تطل على الشارع

-" انها رائعة لكنها باهظة الثمن " قالت الكسندرا

-" لا بأس فأنا انوي ان اعيش هنا لخمس سنوات سأخذها الان "

وقع عقد الايجار و دفع دفعة اولى من النقود ليستلم المفتاح اليوم

-" واو يا جين من اين تعرفتي على هذا الفاحش الثراء "

غمزت له فابتسم لها

-" لقد تأخر الوقت ارجوكم اذهبوا و ساذهب انا الى محل للاثاث "

-" لا بأس جونيور سناخذك الى أي مكان و نساعدك في الاختيار " قالت جنيفير

-" لا لقد تعبتم معي لمدة ارع ساعات بحث عن شقة مناسبة يجب ان ترتاح ارجلكن "

-" ما رأيك ان نرتاح قليلا و نأكل ثم نذهب مع بعض الى محل الاثاث "

-" امممم .."

-" هيا و لا تضيع الوقت في التفكير سنذهب معك "

ذهب الثلاثة الى مطعم قريب من شقة جونيور الجديدة و طلبوا بيتزا لذيذة ثم بعد الغداء اتجهوا الى محل للاثاث و رجع شقته الجديدة محملا بالكثير من المفروشات كنبات كحلية و طاولة بيضاء و طاولة طعام كبيرة بيضاء ايضا و لها اربع كراسي بينما اثاث غرفته فكانت بالوان السنديان الفاتح و بعد يوم طويل ذهب الى الفندق ليرتاح مودعا صديقتيه الجديدتان شاكرا لهما حسن تعاونها

-" الى اللقاء يا جونيور سنراك غدا و بعده و بعده "

غمزت له جنفير ثم ابتعدت

قالت لها الكسندرا " يا شقية انت معجبه به؟"

-" لا "

-" لقد رأيتك "

لم تعلق فما قالته الكسندرا صحيح هي معجبة به معجبة جدا فهو يحمل صفات الرجل الذي تتمناه كل فتاة

القى جونيور بنفسه على الفراش ثم غط في نوم عميق .

برنس وصاب
09-22-15, 06:22 PM
و في الصباح اكمل تاثيث الشقة و صبغها بالوان هادئة فقد استعمل اللون الرمادي بالازرق للصالة و غرفة الطعام بينما استخدم اللون الزيتي الفاتح لغرفته و وضع ملاءة بيضاء مع وسادات لها تدرجات الابيض مع الزيتي و القى بسجادة على الارض الخشبية نفس لون الوسادات ثم وضع اطار يحمل صورة والديه و علق لوحة كبيرة لمنظر قارب ابيض في بحر ازرق يتدرج الى اللون الزيتي كانت الغرفة رائعة و بسيطة تمثل رجل هاديء و مسالم و يحمل شتى انواع الرومانسية و انتهت شقته في ثلالثة ايام فقط

و في اليوم التالي حضر العشاء للصديقتيه الجديدتين احتفالا بالشقة الجديدة

-" يا الهي كم تبدو رائعة .. لا ..اقصد انها رائعة و ليست تبدو " قالت جين

-" اوافقك تماما لكني لم اعتقد بان هناك رجال لديهم حس رائع و ذوق في الديكورات و الاثاث من اين عثرت على هذا الرجل"

قالت الكسندرا فابتسم جونيور خجلا

هيا كفى ثرثرة و تفضلن على العشاء الذي اعددته خصيصا لكن"

جلس الجميع على المائدة و بدأ في الاكل

قل لي جونيور من انت ؟" قالت جين

-" من انا ؟" نظر اليها مستغربا

اعني قل لي عن نفسك فنحن لا نعرف عنك شيئا "

-" انا جونيور غارسيس ديلفالي من لوس انجلوس احمل جذور ايطالية من ناحية ابي و جذور يونانية من ناحية امي و انا الابن الوحيد , اهذا كافي ؟!"

" رائع " ابتسمت له جين

هل تريدني ان اصدق بانك اعددت الطعام بنفسك " قالت اليكسندرا

-" نعم "

اجاب واثقا

-" اه نعم صحيح انت قمت بصنع المكرونة الصينية و الدجاج الحلو و .."

-" نعم و هل في ذلك مشكلة ؟! فانا احمل جذور صينية ايضا "

انفجر الجميع ضاحكا و ساعدت الفتاتان جونيور بغسل الصحون و تنظيف المكان ثم اتجهوا الى الصالة لمشاهدة فيلم ( صمت الحملان)

-" انه فيلم قديم جدا"

قال جونيور و هو يقلب غلاف الفيلم

-" انه تقليد ...ان الكسندرا تحب ان تشاهده مرة في السنة و اليوم يصادف يوم مشاهدته "

رفع حاجبيه

" اذا سحتفل بمرور ..."

-" سبع سنوات " قالت الكسندرا

-" حسنا سنحتفل بمرور سبع سنوات على مشاهدته "

قال جونيور

التفتت الكسندرا-" واو لمن هذا الغيتار ؟"

-" انه من جدي الاسباني "

ضحك جونيور

-" ارجوك اعزف لنا "

-" لا اعرف انه مجرد ذكرى من جدي لكن لا بأس في بعض الانغام المزعجة "

اخذ الغيتار منها و بدا يعزف و يغني بطريقة مضحكة و انغام مختلفة

-" هيا ارجوك اريد ان اسمع عزفك " قالت جينيفير

-" امرك يا سيدتي "

قالها بطرقة ساحر و غمز لها بعينه ثم بدأ يعزف و يغني بصوت رائع و هاديء يليق بالاغنية التي تقول كلماتها

" هل تؤمن بالحب من اول نظرة

قد اكون الرجل المناسب لك

استطيع ان احقق احلامك

قد اكون مجنون اذا قلت لك " انا احبك "

ان جنيفير تؤمن بالحب من اول نظرة و هذا ما حدث معها حين رأت جونيور يساعدها في المطار ... لقد عزف جونيور هذه الاغنية عندما سمعته فيرو فتلك الليلة لا تنسى ابدا انها ذكرى سعيدة و مؤلمة في نفس الوقت لذلك قرر جونيور ان يتوقف عن العزف و يترك الغيتار

-" لا ارجوك اكمل لقد كنت رائعا "

قالت الكسندرا تحثه على الغناء

-" ارجوك اعفيني "

-" حشنا كما تريد هيا اذا لنشاهد الفيلم "

-" هيا "

جلس على الكرسي الكبير و وضع رجليه على الطاولة التي امامه و جلست الفتيات على الكنبة القريبة من الكرسي الذي يجلس عليه جونيور و استغرق الجميع بمشاهدة الفيلم الذي يعد تقليد بالنسبة لالكسندرا ما ان انتهى الفيلم حتى التفتت الكسندرا ناحية جونيور تسأله عن رأيه عن الفيلم ..

-" انظري الى المسكين لقد نام من التعب " قالت الكسندرا

-" يا الهي كم هو وسيم "

قالت جين و هي تنظر اليه باعجاب

-" اوافقك كما انه لطيف جدا و يختلف عن بقية الشباب الطائشين "

-" اتعتقدين بان له صديقة ؟!"

-" لم لا ؟ فهو جذاب جدا وذو شخصية فريدة "

-" لا تقولي كذلك فانا اتمنى ان أحظى بفرصة معه " قالت جين

-" جربي لم لا "

برنس وصاب
09-22-15, 06:23 PM
فتح عينيه و نظر الى عين جين التي اضطربت و اشاحت بنظرها عنه

-" هل نمت طويلا " قال و هو يتثاءب

-" كنت كالطفل البريء " قالت جين

-" بماذا كنت تحلم ؟ هل يمكن ان تحلم بصديقتك او خطيبتك او أي امرأة جميلة " قالت الكسندرا

-" هاهاها لا ابدا , و هل هذه طريقة اخرى لتسأليني ان كان لدي صديقة "

ثم ابتسم بطريقة مثيرة لانه اكتشف ما تقصده ابتسمت باضطراب

-" لا لم اق..."

-" لا بأس كنت امزح معك لكن ساجاوب عن تساؤلاتكن فانا لي صديقة لكني لا احبها كما تعتقدون و بالصراحة كنت ارى امي بالحلم "

-" اها فهمت"

-" حسنا جونيور نشكرك على استضافتنا و على العشاء اللذيذ الذي اعددته بنفسك من الذي تعلمته من جدك الصيني الاصل "

و غمزت له جين

-" لا شكر على واجب و سنجتمع في مرات اخرى و اخرى "

-" الى اللقاء "

وقبلته جين على خده و خرجت و تبعتها الكسندرا الى الخارج وقف على الباب و اخذ يبتسم و يتحسس مكان القبلة و فجأة تذكر تقبيله لفيرونيكا الفتاة التي سحرتة بجمالها و رشاقتها و ذكاءها و خلقها و كل شيء فيها فهو يحبها و مغرم بها


جلست فيرو تتصفح كتابها لكنها لا تدري ماذاكانت تقرا فبالها لم يكن مع الكتاب لان بالها في نيويورك مع شاب اسر قلبها و كبله بسلاسل و قيود و القى بالمفتاح في البحر

-" بمن تفكرين ؟ حتما ليس بالكتاب الذي بين يديك " قالت جولي

-" اني افكر بجونيور الم يتصل الم يقل لك جاك شيئا عنه "

-" لا ابدا انا اسفة يا عزيزتي "

انزلت عينيها على الكتاب محاولة ان تنسى ولعها و شوقها له

-" لا عليك قولي لي كيف هي علاقتك بجاك اني ارى تطور ملحوظ؟"

ابتسمت جولي

-" انه رجل رائع رائع واعتقد باني وقعت في حبه "

-" جيد ان جاك لطيف جدا "

-" و وسيم ايضا " ضحكت

-" سيأخذني غدا الى العشاء ثم الى شقته " وغمزت

-" اه جيد اتمنى لك كل الحظ "

-" شكرا "

خرجت جولي و تركت فيرو تغرق في بحر افكارها ....

/
/

انتهى الفصل السابع

برنس وصاب
09-22-15, 06:24 PM
-8


مر على وجود جونيور في نيويورك شهران تعرف على المدينة جيدا و تعرف على اصدقاء جدد و بدأ بتجهيز نفسه للفصل الجديد الذي سيكون اول خطوة لتحقيق طموحه حمل كتبه الثقيلة و خرج متجها سيرا الى الجامعة التي تبعد عن سكنه عشرة دقائق أي مسافة شارعين تقريبا وقف عند مقهى قريب من الجامعة و اشترى ثلاث اكواب من القهوه و عند مدخل الجامعة رأى الكسندرا و جنيفير فقدم لهم القهوه الدافئة لتنشطهم قليلا فدائما ما يكون اول اسبوع من الدراسة متعب لان المرء تعود السهر في الصيف لكثرة الاحتفالات و التجمعات الشبابية

اخذت جين القهوه و ابتسمت لجونيور بامتنان لانقاذها من النعاس الذي سيطر عليها

-" اه جنير لقد انقذتني و ستكمل معروفك اذا حملتني و وضعتني على الكرسي في قاعة المحاضرات "

-" و انا من سيحملني اذا حملتك ؟" و غمز لها بعينيه

-" هيا لندخل "

ثم دفعها بلطف يحثها على التحرك

جلسوا في القاعة التي تكتظ بالطلبة و الطالبات المزعجين و كأنهم ناموا بالامس مبكرا فهو لا بعرف سبب نشاطهم و حركتهم الزائد

علق جونيور معترض

-" يا الهي هل سكان نيويورك دائما بهذا النشاط "

اجابته الكسندرا ضاحكة

-" لا فقط في اول النهار ثم ستنتهي هذه الطاقة مع انتهاء الوقود "

" بالطبع لان هذه الطاقة تأتي من القهوة التي بيدينا " قالت جين مكمله

-" لكني لا ارى أي مفعول لها انني اتخيل سريري و غرفتي و بيجامتي ارييييييد ان انااااااام "

دخل الاستاذ و سكت الجميع تقريبا وضع حقيبته على الطاولة و اخرج اوراق منها و قام بتوزيعها على الحاضرين

-" هذه الاوراق مهمة جدا انها تشرح لكم قوانين المادة و الجامعة و طريقة رصد الدرجات و ما الى ذلك الرجاء الاطلاع عليها و الان سنبدأ المحاضرة الاولى كي لا نضيع وقت فهذه المادة كثيفة تحتاج الى وقت لنفهمها فارجوا منكم التعاون اذا اردتم النجاح في مادتي لنبدأ.. اسمي دكتور توماس وليامسون ....."

تثاؤب جنير و نظر الي صديقتين الناعستين و ابتسم

في لوس انجلوس بدأ اليوم الدراسي للفتيات بنشاط تام فهذا اول يوم تذهب فيه جولي و آلي الي جامعة في امريكا فهم اعتدتا الدراسة في لندن موطنهما

-" يا الهي انه شعور جميل لكن الجامعة هنا لا تختلف كثيرا عن الثانوية هناك " قالت آلي

-" حقا, اين هم الشباب ؟"

اخذت جولي تلتفت تبحث عنهم او بالاخص تبحث عن جاك صديقها الحميم فبعد مرور شهرين من وجودها في لوس انجلوس توطدت العلاقة فيما بينهم بشكل جيد كما ان آلي اغرمت باليكس ايضا و بدأت علاقتهما تنضج يوم عن يوم بينما فيرو التي تفتقد جونيور قررت ان تحاول ان تعيش و تنسى المها لفراقه مما فتحت المجال لمارك ان يدعوها للعشاء بين حين و اخرى و يخرج معها كلما سمحت الظروف لكن كما يقول المثل " القلب يعشق مرة واحدة "

-" مرحبا يا حلوتي "

التفت جولي على الشخص الذي التصق بها فابتسمت له

-" مرحبا يا وسيم "

-" كيف الحال هل نمت جيدا بالامس ام كنت تفكرين بي طوال الوقت ؟"

-" لا لم اكن افكر بك ايها المغرور "

-" اشك في ذلك "

و قبلها

-" هيا لنذهب لقد تأخرنا نراكم يا شباب في المحاضرة التالية الى اللقاء " قالت فيرو

-"الى اللقاء يا جميلات " قال جاك

ثلاثة اسابيع دراسة مرت بخير و تعب قليل و اقتراب فصل الخريف و الامتحانات

-" اين جونيور لم اره اليوم " قالت الكسندرا

-" لقد اتصلت به لكنه لم يجيب هل تعتقدين انه نائم و نسي ان يستيقظ " قالت جين

-" لا بد من ذلك "

-" لنذهب و نرى "

اخذ جرس الباب يرن و يرن و يرن

-" اين هو بدأت أخشى عليه " قالت جين و الاضطراب يكسو ملامحها -" لا لا تقلقي لابد انه يستحم او ..."

فتح جونيور الباب و كان يبدو بحالة يرثى لها فوجهه احمر و انفه احمر و عيناه تدمعان و بالكاد يفتحهما شعره مبعثر ويلبس شورت و جاكيت .. ترك الباب مفتوح لتدخلا رمت جين بنفسها عليه تضمه

-" يا الهي لقد انشغل بالي عليك اين كنت ؟ ماذا يجري؟ لم لا ترد على الهاتف او جرس الباب ؟ يا الهي هل انت بخير تبدو ..."

قالت الكسندرا مهدئه و هي تسحبها بعيدا عنه

-" اهدئي يا جينيفير ان جونيور مريض و كفي عن هذه الاسألة "

-" اه ان رأسي سينفجر لم انم بالامس اسف يا جين لقد كنت نائم "

-" لا بأس اتريد بعض المهدئات تبدو بحالة سيئة "

-" سيئة جدا "

جلس على الكنبة و تلحف بالغطاء

-" اسف تفضلوا "

جلست جين و وضعت يديها على جيبنه

-" يا الهي انت حار جدا "

قهقه" شكرا لك " ثم اغمض عينيه

-" يا سخيف انت مريض جدا و تمزح ايضا "

-" الم تذهب للطبيب؟" قالت الكسندرا

-" لا لا داعي صديقي هذا بسبب تغير الجو سآخذ بعض المسكنات و اخلد للنوم و سأصبح بعد ان استيقظ عل خير ما يرام "

-" لا اعتقد ذلك ان حرارتك مرتفعة يبدو انك مصاب بالحمى جنير ارجوك دعنا نأخذك للمستشفى "

قالت جنيفير و هي مازالت تضع يديها على رأس فاخذ جونيور يديها ووضعها بين يديه

برنس وصاب
09-22-15, 06:25 PM
-8


مر على وجود جونيور في نيويورك شهران تعرف على المدينة جيدا و تعرف على اصدقاء جدد و بدأ بتجهيز نفسه للفصل الجديد الذي سيكون اول خطوة لتحقيق طموحه حمل كتبه الثقيلة و خرج متجها سيرا الى الجامعة التي تبعد عن سكنه عشرة دقائق أي مسافة شارعين تقريبا وقف عند مقهى قريب من الجامعة و اشترى ثلاث اكواب من القهوه و عند مدخل الجامعة رأى الكسندرا و جنيفير فقدم لهم القهوه الدافئة لتنشطهم قليلا فدائما ما يكون اول اسبوع من الدراسة متعب لان المرء تعود السهر في الصيف لكثرة الاحتفالات و التجمعات الشبابية

اخذت جين القهوه و ابتسمت لجونيور بامتنان لانقاذها من النعاس الذي سيطر عليها

-" اه جنير لقد انقذتني و ستكمل معروفك اذا حملتني و وضعتني على الكرسي في قاعة المحاضرات "

-" و انا من سيحملني اذا حملتك ؟" و غمز لها بعينيه

-" هيا لندخل "

ثم دفعها بلطف يحثها على التحرك

جلسوا في القاعة التي تكتظ بالطلبة و الطالبات المزعجين و كأنهم ناموا بالامس مبكرا فهو لا بعرف سبب نشاطهم و حركتهم الزائد

علق جونيور معترض

-" يا الهي هل سكان نيويورك دائما بهذا النشاط "

اجابته الكسندرا ضاحكة

-" لا فقط في اول النهار ثم ستنتهي هذه الطاقة مع انتهاء الوقود "

" بالطبع لان هذه الطاقة تأتي من القهوة التي بيدينا " قالت جين مكمله

-" لكني لا ارى أي مفعول لها انني اتخيل سريري و غرفتي و بيجامتي ارييييييد ان انااااااام "

دخل الاستاذ و سكت الجميع تقريبا وضع حقيبته على الطاولة و اخرج اوراق منها و قام بتوزيعها على الحاضرين

-" هذه الاوراق مهمة جدا انها تشرح لكم قوانين المادة و الجامعة و طريقة رصد الدرجات و ما الى ذلك الرجاء الاطلاع عليها و الان سنبدأ المحاضرة الاولى كي لا نضيع وقت فهذه المادة كثيفة تحتاج الى وقت لنفهمها فارجوا منكم التعاون اذا اردتم النجاح في مادتي لنبدأ.. اسمي دكتور توماس وليامسون ....."

تثاؤب جنير و نظر الي صديقتين الناعستين و ابتسم

في لوس انجلوس بدأ اليوم الدراسي للفتيات بنشاط تام فهذا اول يوم تذهب فيه جولي و آلي الي جامعة في امريكا فهم اعتدتا الدراسة في لندن موطنهما

-" يا الهي انه شعور جميل لكن الجامعة هنا لا تختلف كثيرا عن الثانوية هناك " قالت آلي

-" حقا, اين هم الشباب ؟"

اخذت جولي تلتفت تبحث عنهم او بالاخص تبحث عن جاك صديقها الحميم فبعد مرور شهرين من وجودها في لوس انجلوس توطدت العلاقة فيما بينهم بشكل جيد كما ان آلي اغرمت باليكس ايضا و بدأت علاقتهما تنضج يوم عن يوم بينما فيرو التي تفتقد جونيور قررت ان تحاول ان تعيش و تنسى المها لفراقه مما فتحت المجال لمارك ان يدعوها للعشاء بين حين و اخرى و يخرج معها كلما سمحت الظروف لكن كما يقول المثل " القلب يعشق مرة واحدة "

-" مرحبا يا حلوتي "

التفت جولي على الشخص الذي التصق بها فابتسمت له

-" مرحبا يا وسيم "

-" كيف الحال هل نمت جيدا بالامس ام كنت تفكرين بي طوال الوقت ؟"

-" لا لم اكن افكر بك ايها المغرور "

-" اشك في ذلك "

و قبلها

-" هيا لنذهب لقد تأخرنا نراكم يا شباب في المحاضرة التالية الى اللقاء " قالت فيرو

-"الى اللقاء يا جميلات " قال جاك

ثلاثة اسابيع دراسة مرت بخير و تعب قليل و اقتراب فصل الخريف و الامتحانات

-" اين جونيور لم اره اليوم " قالت الكسندرا

-" لقد اتصلت به لكنه لم يجيب هل تعتقدين انه نائم و نسي ان يستيقظ " قالت جين

-" لا بد من ذلك "

-" لنذهب و نرى "

اخذ جرس الباب يرن و يرن و يرن

-" اين هو بدأت أخشى عليه " قالت جين و الاضطراب يكسو ملامحها -" لا لا تقلقي لابد انه يستحم او ..."

فتح جونيور الباب و كان يبدو بحالة يرثى لها فوجهه احمر و انفه احمر و عيناه تدمعان و بالكاد يفتحهما شعره مبعثر ويلبس شورت و جاكيت .. ترك الباب مفتوح لتدخلا رمت جين بنفسها عليه تضمه

-" يا الهي لقد انشغل بالي عليك اين كنت ؟ ماذا يجري؟ لم لا ترد على الهاتف او جرس الباب ؟ يا الهي هل انت بخير تبدو ..."

قالت الكسندرا مهدئه و هي تسحبها بعيدا عنه

-" اهدئي يا جينيفير ان جونيور مريض و كفي عن هذه الاسألة "

-" اه ان رأسي سينفجر لم انم بالامس اسف يا جين لقد كنت نائم "

-" لا بأس اتريد بعض المهدئات تبدو بحالة سيئة "

-" سيئة جدا "

جلس على الكنبة و تلحف بالغطاء

-" اسف تفضلوا "

جلست جين و وضعت يديها على جيبنه

-" يا الهي انت حار جدا "

قهقه" شكرا لك " ثم اغمض عينيه

-" يا سخيف انت مريض جدا و تمزح ايضا "

-" الم تذهب للطبيب؟" قالت الكسندرا

-" لا لا داعي صديقي هذا بسبب تغير الجو سآخذ بعض المسكنات و اخلد للنوم و سأصبح بعد ان استيقظ عل خير ما يرام "

-" لا اعتقد ذلك ان حرارتك مرتفعة يبدو انك مصاب بالحمى جنير ارجوك دعنا نأخذك للمستشفى "

قالت جنيفير و هي مازالت تضع يديها على رأس فاخذ جونيور يديها ووضعها بين يديه

برنس وصاب
09-22-15, 06:26 PM
-"جيني يا عزيزتي شكرا على اهتمامك بي لكن لا تقلقي فانا استطيع ان اهتم بنفسي اذا ازدادت حالتي سوءا سأذهب بنفسي و الان ارجوك اذهبا الى الجامعة كي لاتتاخرا على المحاضرة الاولى و انا سأنام "

-" كما تريد جونيور هياجين "
-" لكننا سنأتي لنطمئن عليك بعد ان تنتهيالمحاضرات "
-" حسنا جدا شكرا على اهتمامكن "
-" اعتن بنفسك "قالت الكسندرا
-" سأفعل الى اللقاء "
بعد الانتهاء من المحاضرات الطويلة و المملة ذهبت الفتاتان لشراء حساء دافيء لجونيور المريض طرقا على الباب لكن لا احد يجيب
-" يا الهي انه يحب ان يفعل ذلك لم لا يرد ؟ايريد ان يوقف قلبي؟ " قالت جين
-" اعتقد بانه نائم لنحاول مرة اخرى "
ظلتتطرق على الباب لمدة عشرة دقائق فساورهم الشك
-" لا اعتقد بانه لا يسمعرنين الهاتف و دقات الباب " قالت جين
-" لنادي حارس البناية ليفتح لنا الباب هيا "
و بعد دقئق فتح الحارس الباب فركضت جين الىغرفة جنير فلم تجده ذهبت الى الصالة و المطبخ و اخيرا وجده على ارض الحماممنبطح
-" النجده"
سمعتالكسندرا صراخ جين فركضت هي و الحارس مسرعة
-" هيا لنحمله و نأخذه الى المستشفى "
حمله حارسا البناية الى سيارة الكسندرا و أخذوه الى اقرب مستشفى وضعوه علىالفراش و ادخلوه غرفة الفحص و بعد نصف ساعة خرج الدكتور
-" ما به يا دكتور هل هو بخير ؟"سألت الكسندرا
-" نعم هو بخير لكنه يعاني من حمى شديدة و اعتقد انه لم يأكل شيئا فمعدته فارغة "
-" و الى متى سيظل هنا؟"
-" تقريبا ثلاثة ايام الى ان ننتهي من فحصه وعمل أشعة للدماغ و للجسم لنتأكد من صحته "
-" شكرا دكتور "


في لوس انجلوس دخل الاب ليو منزعجا
-" ما بك يا ليو تبدو مستاء " سالت مليسا
-" انا قلق على جونيور "
التفت اليه فيرو و تركت ما بيدها من اوراق وقالت له
-" ما به جونيور؟"
-" لا اعلم انا قلق لقد اتصلت عليه اكثر من مرة لكنه لم يجيب على هاتف الشقة و لا المحمول احس بان مكروها اصابه "
-" لا يا حبيبي يمكن انه لم يسمع او انه كان يستحم او نسي الهاتف المحمول و خرج من المنزل مع اصدقائة "
-" لا لا جونيور حريص على هذه الاشياء و اذالم اتصل انا هو يتصل و في اوقات معينة فدائما يتصل علي في العمل انا جدا قلق و لن ارتاح الا اذا ذهبت و اطمأنت عليه"
-" متى ستذهب؟"
-" الان سأتصل على سكوت يحجز لي تذكرة في اسرع وقت اسف يا عزيزتي "
-" حسنا سأرتب حقيبتك "
و بعد ساعات طارت الطائرة متجها الى نيويورك و بمجرد وصول الاب اسرع لختم جوازة و خرج مسرعا و استقل تاكسي و ذهب الى شقة ابنه الذي ارسل له العنوان على البريد الاكتروني دفع للسائق و خرج دق على الباب اكثر من مرة فجن جنونه نزل ليسأل الحارس الذي قال له بان ابنه في المستشفى و قال له ما حدث بالتفصيل فاسرع ليو و ذهب الى المستشفى و بعد دقائق كان يقف عند باب الغرفة التي ينام فيها جونيور و الاجهزة مثبته عليه من كل جهة وقف ينظر اليه و هو يلهث من التعب ثم سأل الفتاتان ...
-" كيف حاله ؟"
سأل جين و الكسندرا و هو يدخل و يضع يديه على رأس ابنه و يمسح على شعره
-" انه بخير انه فقط يعاني من حمى شديدة "
اجابت الكسندرا و هي مستغربة من الرجل الذي دخل فجأة
-"اه الحمد لله لقد جن جنوني عليه كنت اعرف بان مكروها اصابه "
جلس بالكرسي بالقرب منه و اخذ ينظر اليه ثم استوعب وجود الفتاتان الغريبتان
-" انا اسف لم اعرفكما على نفسي انا ليو غارسيس ديلفالي والد جونيور و لقد وصلت للتو من لوس انجلوس فقد احسست بان مكروه اصاب ابني فاسرعت بالمجيء و من انتما ؟"
-" انا جنيفير و هذه الكسندرا لقد تعرفنا على ابنك من اول يوم في الطائرة و اصبحنا اصدقاء "
-" اهلا و سهلا تشرفت "

برنس وصاب
09-22-15, 06:27 PM
مد يده يصافحهما

-" و نحن ايضا "
-" ماذا جرى له؟ ان جونيور قوي البنية و لميصل في المرض لان ينام في المستشفى من قبل الا عندما انكسرت ساقة و هو في الثانوية و انكسرت يده مره ايضا انه احمق و شقي لكنه قوي "
ابتسمت جينفير لسماعها شيء عن حياة جونيور الغامضة فهو لا يحب ان يتكلم كثيرا عن حياته الشخصية و له اسبابه الخاصة
-" لا اعلم ماذا جرى له يا سيدي فقد كان بالامس يتعشى و يلعب الورق معنا بكل قواه البدنية و العقلية "
-" سأذهب لاكلم الدكتور لأسأل عن حالته عن اذنكم "
قبل ان يخرج فتح جونيور عينيه ثم اغلقهما ثم فتحهما فجأة و كانه رأى شبح امامه
-" ابي ؟!" قال بصوت خافت
-" اه يا جونيور لقد اشتقت لك يا بني ماذا جرى لك؟"
اقترب منه و اخذ يربت على رأسه
-" ابي اين انا ؟ " و اخذ يلتفت
-" لم اشعر بالبرد و دوار "
-" انت في المستشفى لقد اغمي عليك و احضرتكا جين و الكسندرا الى هنا "
-" و كيف عرفت انت ؟ و متى اتيت ؟ و كم يوم اغمي علي ؟"
رفع نفسه و جلس على الفراش مسند ظهره علىالوسادة
-" لقد اتصلت عليك مرارا لكنك لم تجب على أي من اتصالاتي فشعرت بوجود شيء خاطيء و ان مكروه اصابك فقررت ان اتي الى هنا فحجز ليسكوت اول طائرة تقلع اليوم و اتيت "
-" شكرا ابي لوجودك فانامشتاق لك و اريد ان اريك كل شيء "
-" و انا يضا مشتاق ياعزيزي "
-" كيف حال الشباب ؟ و فيرو و جولي وآلي "
-" الجميع بخير و يسألون عنك و قال لي جاك بانه سيأتي و مارك لزيارتك قريبا "
-" خبر جيد "
ظلا يتحدثان حتى دخلت الممرضة تقاطعهما و تخبرها بان وقت الزيارة انتهى
-" انا اسف يا بني يجب ان اذهب هلا اعطيتني مفتاح شقتك "
-" بالطبع انه هناك فوق الجاكيت اذهب و ارتاح يا ابي و ساكون بخير "
-" سأفعل الى اللقاء في الغد "
خرج ليو و ذهب الى الشقة اخذ يتمشى بالشقة و هو يبتسم لما يراه ان ابنه يعرف كيف يأثث له ذوق رائع في اختيار الالوان و الاثاث البسيط دخل الغرفة فوجد بالمنضدة القريبةمن الفراش اطار يحمل صورة ليو مع زوجته السابقة والدة جونيور حمل الاطار و نظر الى وجه زوجته السابقة
-" اه يا سارة عزيزتي كم انا مشتاق اليك .. لاتقلقي على ابننا جونيور فقد غدا رجلا يتحمل المسؤولية و سيصبح مهندس يدير شركاتي واضمن لك يا سارة بانه سيكون بخير انا لم انساك و لن انساك ابدا و الان تصبحين بخير و شكرا لانجابك جونيور و حسن تربيته شكرا جزيلا "
وضع الاطار مكانه ثم وضع رأسه على وسادة ابنه و غط في نوم عميق ...
/
/


انتهى الفصل الثامن

برنس وصاب
09-22-15, 06:27 PM
9_


في اليوم التالي دخل ليو مكتب مكتب الدكتور الذي يعالج جونيور ليساله عن حال ابنه

-" يا سيدي ان ابنك مصاب بورم صغير في الرأس حديث النمو و سنقوم باستئصاله فورا و كلما اسرعنا كان افضل له "

انصدم ليو لهذا الخبر السيء

-" كيف يحدث هذا ؟؟ ان ابني شاب ... شاب قوي و ذو صحة جيدة كيف يحدث له ذلك؟؟ يا الهي لا استطيع ان افقده لا استطيع "

-" لا تقلق يا سيدي ان نجاح هذه العملية مضمون و لن ينتشر الورم في رأسه لانه كما قلت حديث النمو أي يسهل السيطرة عليه لانه صغير و ليس له الياف و لن تفقد ابنك يا سيد غارسيس ديلفالي سأبذل جهدي يا سيدي "

-" و كم سيبقى هنا بعد اجراء العملية ؟"

-" اسبوعان او اقل "

-" و متى ستقوم باجراء العملية ؟"

-" غدا صباحا سأخبره بنفسي لا تقلق "

-" يا الهي "

اتصل ليو على زوجته يخبرها بالخبر السيء

-" يا عزيزي سأتي لاقف بجانبك يا حبيبي "

-" لا انا بخير "

-" انك لست بخير انا ارعف من صوتك سآتي غدا تبدو تعبا يا عزيزي و لن اسمح ان يصيبك مكروه ارجوك اريد ان اكون بقربك سأتصل بسكوت كي يحجز لي اليوم مساءا و سأخبر فيرو لتنام عند جولي و آلي لا تقلق"

-" كما تريدين "

اغلقت مليسا الهاتف و ذهبت الى غرفة فيرو و القلق باد على وجهها

-" ماذا بك لم انت شاحبة ؟"

سألتها فيرو بقلق

-" اتصل ليو .."

قاطعتها " هل جونيور بخير ؟"

-" اتمنى ذلك "

-" ماذا به يا امي تكلمي ارجوك "

-" سيقوم بإجراء عملية له غدا صباحا لاستئصال ورم صغير حديث النمو في رأسه "

فتحت فمها و عينيها من الصدمة و لم تستطع ان تنطق بأي كلمة سوا

-" يا الهي "

وضعت يديها على فمها و ذهبت الى غرفتها و الدموع تتساقط كالشلال من عينيها قفلت باب غرفتها و أكملت بكاءها حتى غشاها النوم و نامت حتى الصباح

سمعت طرق شديد على باب غرفتها

-" فيرو افتحي الباب هل انت بخير؟"

كانت جولي تضرب على الباب بشدة

- " فيرو سأجن اين انت ما بك ؟"

فتحت الباب فيرو و القت بنفسها على جولي تحتضنها

-" هل انت بخير تبدين شاحبة و عينيك منتفخة هل كنت تبكين ارجوك اخبريني ؟"

-" اين امي الم تقل لك شيئا ؟"

-" لا انا لم أر امك لا اعتقد انها هنا فالمنزل لا يوجد به احد قولي لي انت "

بدأت تبكي فيرو

-" انه جونيور "

-" ما به هيا تكلمي ؟" قالت بعصبية و خوف

-" انه في المستشفى و سيقوم بإجراء عملية في رأسه لانه مصاب بورم "

-" انه مصاب بالسرطان ؟" قالت في دهشة

-" نعم لكن الورم صغير و حديث النمو أي لم ينتشر بجسمه "

-" لا بأس اهدئي ان بعد اجراء العملية سيكون أحسن حالا و كما كان سابقا "

-" اتمنى ذلك من كل قلبي "

-" و انا ايضا يا عزيزتي لنصلي له "

-" سأنتظر قرب الهاتف فأنا أعرف بأن ليو سيتصل ليخبر امي "

برنس وصاب
09-22-15, 06:28 PM
ذهبت لتبحث عن امها في كل المنزل لكنها لم تجدها ووجدت ورقة من أمها على الثلاجة معلقة تقول فيها
( فيرو انا سأذهب الى نيويورك لاكون بالقرب من ليو
أنه يحتاج الي ارجو ان تكوني بخير لن اغيب طويلا و ارجوك اذهبي عند جولي و آلي الى ان أتي اقفلي ابواب المنزل جيدا و اهتمي بدراستك و لا تقلقي سأخبرك بكل شيء
ملاحظة: اسفة لاني ذهبت فجأة فأنا لم أشأ ان اوقظك
احبك )
حطت الطائرة في مطار نيويورك نزلت مليسا مسرعة لتحتضن زوجها الذي استقبلها شاحب الوجه و غيرحليق مسكت وجهه بين يديها و أمعنت النظر فيه
" هل انت بخير متى أكلت اخر مرة؟"
ضحك بالم فلم يكن بمزاج يسمح له بان يضحك
- " لا عليك انا بخير هيا لنذهب بعد ساعتين سيدخل جنير غرفة العمليات "
-" اريد ان اراه "
دخلت و رأت شاب ضعيف حليق الرأس يجلس على الفراش و على جسمه اجهزة معقدة يشبه الى حد ما جونيور الشاب قوي البنية ذو الشعر الرائع الكثيف رأته بشفقة عندما رأت نظرات الألم و الحزن في عينية الجمليتين الزرقاء البراقة التي ذهب وميضها..كان يقرا كتاب بين يديه فرفع رأسه ليراها
-" مليسا ؟!"
-" كيف حالك يا عزيزي ؟"
اقتربت منه ووضعت يديها على يديه و قبلت رأسه
ابتسم بألم" كيف حالك انت و فيرو و باقي الفتيات ؟"
نظرت الى زوجها ثم اجابت
-" الجميع بخير و الكل قلق عليك "
دخل الدكتور قاطعا عليهم كلامهم
-" اسف لمقاطعتكم "
-" لا بأس " قال ليو
اقترب الدكتور من جونيور و كلمه بصوت هاديء و واثق
-" هل انت مستعد يا بني "
هز جونيور رأسه ايجابا
-" بالطبع خلصني يا دكتورمن ذلك المتطفل الغريب الذي في رأسي"
ضحك الدكتور
-" انت ولد شجاع يا جونيور "
و بعد ساعتين اصبح جونيور مخدرا في غرفة العمليات و الاجهزة على جسمه و الاطباء من حوله
كان ليو متوترا يجول في الفرفة و يخرج الى الممر يمر قرب غرفة العمليات ينظر بين حين و اخرى
-" لقد تأخر مرت ساعتين على وجوده في غرفة العمليات "
-" اهدأ ارجوك و اجلس سيكون بخير "
-" لا استطيع ان اهدأ وابني بين الحياة و الموت لا استطيع "
-" لن يموت ارجوك اجلس قليلا "
جلس وارخى جسده و اسند رأسه هدأ قليلا
-" سأتصل على فيرو هل ستكون على ما يرام اذ اتركت دقيقتين؟"
-" نعم ارجوك اذهبي واحضري لي فنجان من القهوه رأسي سينفجر "
ابتعدت عنه لتتصل على فيرونيكا
-" الو "
-" امي كيف حالك و ليو ؟ و هل جونيور بخير؟"
-" انا بخير لكن ليو تعبان جدا يحتاج الى النوم لكنه عنيد و لا يسمع لي .. و جونيور المسكين مازال في غرفة العمليات انه شجاع و واثق من الدكتور لا تقلقي عليه سيكون بخير , ماذا عنك ؟ "
-" انا في شقة جولي و آلي و الشباب جاك و اليكس هنا ينتظرون اتصالك لتخبرينا عن جونيور ارجوك امي لا تتأخري في الاتصال لنرتاح"
-" حسنا يا عزيزتي .. يجب ان أذهب فليو ينتظر فنجان القهوة ..اتصل لاحقا "
-" الي اللقاء"

برنس وصاب
09-22-15, 06:28 PM
اغلقت السماعة و احضرت القهوة لزوجها رأته مع جنيفر و الكسندرا و ما ان وصلتحتى فتحت غرفة العمليات و اخرج منها جونيور النائم تجمع الجميع حوله ينظرون اليه والى رأسه الملفوف بالشاش اقترب الاب من الدكتور ليسأله عن حال ابنه فأجابه الدكتور

-"انه بخير و بعد ساعة سيفيق من المخدر ويستطيع ان يتكلم معكم "

تنهد ليو و بكى من الفرح

اتصلت مليسا على ابنتها تطمئنها على جونيور و ما ان اغلقت فيرونيكا السماعة اخذت تبكي فيرو طمأنتها جولي

-" هل جونيور بخير؟"صرخ جاك

-" نعم نعم" اجابت و الدموع تكاد تخنقها

-" الحمد لله " قال الجميع

-" لنذهب و نحتفل بسلامة جونيور هيا يا جميلات " قال اليكس

-" اذهبوا انتم انا اريد ان ارتاح و انام " قالت فيرو

-" لا سنذهب جميعا و بعد الاحتفال ارجعي و نامي اذا رفضتي طلبي سأضطر لان احملك على اكتافي هيا اذهبي و غيري ملابسك نحن نتظرك بالسيارة هيا " قال جاك مازحا

-" حسنا اذا.. بما اني لااستطيع ان اجاريك سأذهب لأبدل ملابسي.. اعطني عشرة دقائق"

-" خمسة "و اشار بيده الى الساعة

-" حسنا خمسة "

ذهب الجميع الى مطعم مكسيكي شربوا و اكلوا و رقصوا حتى الفجر ثم رجع الجميع ليناموا مطمئنين البال إلا فيرو التي كانت تفكر بجونيور و كيف التقته و كيف كانت علاقتها تشوبها الصراعات و المشاحنات و فكرت بتلك الليلة التي اخذها بين احضانه و قبلها بحنان ما زالت تشعر بقبلاته و لمساته على جسدها انها تحبه و ستحبه الى الابد..


/

/

انتهى الفصل التاسع

برنس وصاب
09-22-15, 06:29 PM
مر اسبوع على اجراء العملية لجونيور الذي تحسن و رجعت صحته بأحسن ما يكون حمل حقيبته و لبس قبعة بيسبول ليغطي بها رأسه الذي كان يغطيه الشعر البني الرائع و يصل الى جبهته

خرج من المستشفى مع ابيه الذي اخذه الى شقته أسرع جونيور و دخل الحمام ليغتسل و يحلق ذقنه و يغير ملابسه .. لبس قبعة جنيز تتماشى مع قميصه الابيض المقلم بالازرق و البني و البيج رافع اكمام قميصه الى كوعه و فاتح ازرار قميصه الثلاث الاولى مع بنطال بيج و حذاء بني كان وسيم و لا يأثر عدم وجود شعر في رأسه على وسامته و اناقته ..
اخذه والده الى مطعم قريب جدا من الجامعة ما ان دخل جونيور حتى وجد الجميع يصرخ بصوت واحد
- " الحمد لله على سلامتك يا جونيور لقد اشتقنا اليك "
القيت الشرائط و المفرقعات و البالونات عليه و هو يضحك مستمتع بهذا التجمع الغفير من الطلبة و الطالبات و الاساتذة و اصدقائة و اهمهم جنيفير و الكسندرا
ضم جننيفير و الكسندرا بقوة الى صدره و احط كل واحدة بذراعه
" شكرا لكم جميعا شكر " قال بصوت ليسمعه المحتفلون
" لولا دعواكم لي لما كنت هنا واقف معكم احتضن هاتان الجميلتان "
قبلته الفتاتان على خده في نفس الوقت فابتسم و غمز للشباب
بعد الحفل الرائع رجع جونيور الى البيت مع ابيه
" ابي شكرا لك "
ضم اباه و اخذ يبكي بحرقة و الم
" جونيور جون عزيزي ارجوك كفى "
و اخذ ليو يمسح دموع ابنه باصابعه و كأنه طفل في السابعة توقف جونيور عن البكاء و قال لوالده
" لقد زارتني امي في غرفة العمليات و مسكت يدي و مسحت على رأسي تقول لي تشجع ان اباك في حاجة اليك لم استطع ان اكلمها لاني كنت نائم "
رآه الاب لفترة ثم ضمه مرة اخرى الى صدره ثم اخذ ينظر اليه
" هل ستكون بخير اذا ذهبت غدا ؟"
" طبعا "
" جيد اذا سأذهب لارتب حقيبتي و اذهب انت لترتاح و تنام "
" حسنا اذا اردت المساعدة .."
" لا اريد منك سوى ان ترتاح "
" كما تريد "
في الصباح وصل ليو الى المنزل استقبلته مليسا بذراعيها فضمها و اخبرها عن الاحتفال الذي اقامه اصدقاء جونيور لخروجه من المستشفى و كيف تحسنت صحته و سيبدأ اليوم بإكمل دراسته
" خبر رائع "
استيقظ جونيور و قام من فراشه بتكاسل ذهب الى المطبخ ليجد جينفير تجهز له الفطور
وقفت تنظر اليه و دقات قلبها تتسارع و هي تنظر اليه عاري الصدر مفتول العضلات فتح عينيه مستغربا وجودها وقفا ينظران الى بعض لفترة ثم استوعبت جين ماذا يحدث بينهما فاشاحت بوجهها و اكملت تحضير الفطور بخجل و تكلمت دون ان تنظر اليه
" ارجوك اغتسل لتأكل فانت تحتاج الى الطاقة هذا الصباح "
ظل واقفا يستوعب الشرارة التي كانت بينهم ثم دخل الغرفة و خرج لابسا قميص اخضر و جينز و قبعته الجينز
" صباح الخير "
اجابته بابتسامة عريضة تشوبها الخجل
" صباح النور يا كسول "
اخذ خبزة و قضمها
" لقد فاجأتيني لكن شكرا لاحضارك الافطار "
اصطبغ اللون الاحمر على خديها عندما اخذ ينظر اليها بإعجاب
" انا في رسم الخدمة "
و بعد الفطور مشى الاثنان الى الجامعة و بدأ جونيور يومه كما كان في السابق حتى وقت العصر ثم رجع الى الشقة ليرتاح فيخرج في المساء مع صديقاته و غالبا مع جينيفير فقط...
بدا الاثنان يتقاربون اكثر فاكثر اصبح جونيور يخبر جينفير بكل شيء و اصبحت جنيفير تعد له الافطار كل صباح بدا جونيور يرتاح لها و بدات تغرم به حتى دعاها مرة للخروج كصديقين حميمين الى العشاء في احدى المطاعم الفاخرة ثم اخذها الى شقته ليشربا القهوة حتى منتصف الليل
" جونيور يجب ان اذهب فقد تاخر الوقت "
وقفت ثم جرها جونيور من يديها لتجلس مرة اخرى
" لا تذهبي فمازال الليل بأوله "
" لكني سأذهب وحدي مشيا "
" سأرافقك لاحقا هيا اجلسي الان "
جلست على حضنه و ابتسمت له
" كما تريد يا مولاي "
وضع يديه خلف ظهرها يقربها اليه ثم وضع شفتيه الناعمتين على شفتيها و قبلها قبله طويلة ثم قبلها على رقبتها اسندها على الكنبة و اكمل تقبيله فتفجرت المشاعر بينهما حتى ذابت في فمه و تلوت بين يديه و اصبحـت الاهات كالانغام العذبه على جسديهما...
استيقظت في الصباح و حملت ملابسها من الارض و مشت على اطراف اصابعها الىالحمام كي لا يستيقظ جونيور لبست ملابسها و خرجت من شقته
استقظ جونيور فلم يجدها قربه ذهب الى الحمام و بينما هو يستحم سمع رنين الهاتف اخذ المنشفة و لفها على خصره و ما ان خرج من الحمام ليرد عليه حتى توقف الرنين و سمع طرقا على الباب فتح الباب ووقف مصدوما حتى القت انيتا بنفسه عليه و اخذت تمسح قطرات الماء عن صدره
" جونيور حبيبي لقد اشتقت اليك لا اصدق ما اصابك لقد انتظرت ان تنتهي الامتحانات حتى اتي لازورك هل انت بخير ؟لم تقف و تنظر الي هكذا؟ انها مفاجاة اليس كذلك؟ "
تحسست عضلات صدره بيدها ثم قربت فمها لتقبله بادلها القبلة و هو مازال مصدوم
" الن تدعوني للدخول "
تنحى جانبا ليدعها تمر و تدخل دون ان ينطق بحرف
" شقة رائعة لطالما كان لك ذوق في كل شيء "
ضمته" لا سيما في الفتيات "
ثم قبلته على شفتيه مرة اخرى
استوعب جونيور فابعدها عنه بهدوء و دخل غرفته ليلبس وقف ينظر في المرآة و فكر بما حدث بينه و بين جينيفير في الامس خرج من الغرفة

برنس وصاب
09-22-15, 06:30 PM
" ماذا تحبي ان تشربي ؟"
" ماء بارد اذا سمحت "
احضر لها الماء و جلس قربها
" كيف حالك ؟"
" بخير "
اخذت تمرر يديها بين خصلات شعره القصير الذي نبت قليلا
" كيف هي الدراسة ؟" سألها
" جيدة , ماذا عنك ؟"
" ممتازة "
" يا الهي لقد نسيت حقيبة ملابسي عند الباب هل تستطيع ان تحضرها "
" أي باب ؟" وقف مستغربا
" باب شقتك ما بك؟ و ارجوك ضعها في الغرفة التي سأنام فيها "
" هل ستنامين هنا ؟" سأل مستغربا
" هل تريدني ان انام في فندق يا جونيور انها فرصة ان نكون وحدنا لثلاثة ايام "
انزلت شفتها السفلى مصطنعة الحزن
" ثلاثة ايام ؟ وحدنا ؟ جيد "
قالها باضطراب و خيبة امل ثم ذهب لاحضار حقيبتها و وضعها في غرفته
" هيا دعيني اريك المنطقة "
رجع الشقة بعد يوم طويل قضي في شوارع نيويورك و مطاعمها رجع الشقة فالقت انيتا نفسها على فراش جونيور
" اه لقد تعبت و استمتعت بوقتي معك كالايام السابقة عندما نخرج و نستمتع ثم نرجع الى بيتي نستمتع اكثر هنا "
و اخذت تمسح على الفراش بطريقة تحثه ان ياتي و يلقي بجسده عليها لكنه وقف ينظر اليها دون حركة فتعلقت برقبته و قبلته بحرارة ابعدها عنه و فتح الدرج ليخرج منه سروال و بلوزة للنوم
" انا سأنام بالصالة خذي راحتك "
شعرت بخيبة الامل لخروجه من الغرفة , وضع رأسه على الوسادة و تغطى فتح عينيه ليرى انيتا واقفة تستعرض قميص نومها امامه
" ما رأيك ؟"
" را..را..ئع .. رائع "
" اعرف بانه دائما مرحب بك و انك تستطيع ان تنام معي بالغرفة و .."
قاطعها " ارجوك انيتا اريد ان انام يجب ان استيقظ غدا باكرا لاذهب الى الجامعة "
" حسنا حسنا كما تريد تصبح على خير "
قالتها بحزن و عصبية اغلقت الباب خلفها بقوة فتذمر جونيور ووضع رأسه و فكر بالمصيبة التي حلت به فقلبه تسكنه فتاة تدعى فيرونيكا و عقله تسكنه فتاة اخرى تدعى جينفير و تسكن غرفته فتاة تدعى انيتا كيف حدث له ذلك و كيف يتستطيع ان يخلص نفسه من هذه الورطة....؟
\
فتح عينيه بالصباح على صوت احد يحاول ان يفتح باب شقته فتذكر انه وضع المفتاح في القفل كي لا تضع انيتا مفتاحها و تفتح الباب لتجهز له الفطور كما تفعل كل يوم بعد خروجه من المستشفى الشهر الماضي فتنفجر غضبا عندما ترى انيتا نائمة بفراشة فهما على علاقة جيدة و لا يريد ان يخسر جنيفير قفز من الكنبة التي ينام عليها و فتح الباب رأته عاري الصدر فاقتربت منه تقبله و تدفعه للداخل لكنه خرج و اغلق الباب خلفه و هو مازال يلصق شفتيه على شفتيها و يحشرها بين جسده و الحائط و يقبلها بإثارة و عنف مثير
" ماذا يجري ؟"
دفعته و سألته بعد ان اغلق الباب
" لا شيء.. لا شيء " اجاب بتوتر
" اذا لم لا تدعني ادخل ؟"
" لاني كنت انظف الشقة بالامس فنمت و لم اكمل التنظيف اعني ان الاشياء مبعثرة على الارض و الطاولات و.."
" اذا دعني اساعدك ع..."
" لا انا .. ما .. ما رأيك ان تذهبي الى شقتك و تجهزي الفطور .. او ما رأيك ان نخرج لنتفطر في المقهى القريب من الجامعة ؟"
" حسنا كما تريد سأنتظرك في الصالة ريثما تبدل ثيابك "
" لا اذهبي و احجزي لنا طاولة و سألحق بك "
" حسنا .."
اجابته و هي تشك بشيء ما
" هل حقا انت بخير ؟"
" نعم نعم انا بخير هيا اذهبي و كما قلت سالحق بك لن اتأخر "
قبلها بسرعة و دخل و اغلق الباب
ذهب الى المطعم القريب و جلس على الطاولة اخذ لائحة الطعام و طلب كروا سون بالجبن مع كابتشينو اخذت جين تنظر اليه شاكة بشيء نظر اليها رافعا احدى حاجبيه و هو يبتسم
"ماذا ؟ لم تنظرين الي بهذا الشكل؟ هل تفكرين بالليلة الماضية ؟ "
انزلت رأسها خجلا فضحك و بدا يأكل
" لا يا ....."
" يا ... وسيم يا ... ماذا بك ؟"
" اني افكر فيك هذا الصباح لقد كنت مضطرب و متوتر ماذا يجري هل تخبيء شيء ما عني "
" لا ابدا لا " بلع ريقه
" اكملي طعامك لنذهب هيا "
خرجا ليلتقيا بالكسندرا في الطريق الى الجامعة جلسوا في الصف الاول و استمعوا الى الاستاذ و المحاضرة المملة التي لم يستمع جونيور منها شيئا فقد كان يفكر بطريقة يخلص نفسه بها من الورطة التي وقع فيها
" اليوم هو اخر يوم لكما في هذا الفصل الدراسي و بعد اسبوع من الراحة سنبدأ الفصل الصيفي و انا من سيقوم بتدريس مادة الفيزياء اذا اردتم التسجيل اراكم لاحقا"
اوقظ الاستاذ بكلماته هذه جونيور من افكاره حمل كتبه و خرج مسرعا
" جونيور جونيور انتظر " نادته الكسندرا
" ماذا ؟" وقف و التفت اليهم
" انسيت ان اليوم سنذهب الى الاحتفال الذي يقيمه شارل في منزله "
" لا لم انسى ...اراكم لاحقا "
مشى مسرعا لكن يد الكسندرا اوقفته
" لقد اتفقنا قبل الذهاب الى الحفل ان نتغدى مع بعض ثم نذهب مع بعض جونيور ماذا بك ؟"
" لا استطيع ان اتغدى معكم فيجب ان اكمل ..."
نظر الى جنيفير التي تشك به لثانية ثم اكمل
" اكمل تنظيف الشقة يجب ان الحق لانتهي بسرعة كي استطيع ان اتي للحفلة "
" اتريد ان نساعد ثم نذهب للغداء ؟" اقترحت الكسندرا
" لا الى اللقاء في المساء لا تنتظروني اذا تأخرت ارجوكم اذهبوا قبلي "
" كما تريد " قالت الكسندرا
" ماذا به اليوم ؟" سألت الكسندرا جين
اخبرت جين ماذا حدث في الصباح عندما ذهبت لتتفطر معه كيف لم يدعها تدخل و انها لا تصدق عذره
اسرع جونيور و دخل شقته رأى انيتا تأكل في المطبخ بلباس النوم كانت مغرية وقف ينظر اليها فاقتربت منه و الصقت جسدها شبه العاري بجسده و اخذت تقبله بطريقة مثيرة جدا تجعل أي رجل يذوب لكنه اوقفها و ابعدها عنه

برنس وصاب
09-22-15, 06:30 PM
" انيتا ... يجب ان تذهبي "
رفعت رأسها غير مصدقة ما يقول
" لم يجب علي ان اذهب لقد اتيت من اجلك "
" انا اسف لكني سأذهب مع اصدقائي الى ..."
قاطعه صوت فتح الباب و دخلت منه الكسندرا مع جينيفير التي وقفت مصدومة من الفتاة شبه العارية التي تلتصق بجونيور دفع جونيور انيتا الى الخلف برفق
خرجت جنيفير من الشقة و الدموع تتساقط من عينيها
" جينيفير انتظري ارجوك "
خرج خلفها لكنها كانت تركض مبتعدة لم يستطع ان يلحق بها اراد ان يدخل الشقة لكنه رأى الكسندرا تنظر اليه و كأنه مجرم متهم بقتل اوبسرقة
" يجب ان تفهميني ارجوك الكسندرا دعيني اشرح لك "
قال لها متوسلا لكنها خرجت دون اكتراث وقف ينظر الى انيتا المصدومة ايضا
" من التي ..؟"
" انها جنيفير صديقتي و السمراء صديقتها الكسندرا "
" هل هناك علاقة بينكما ؟"
" نعم "
" يا الهي جونيور هل نسيتني ؟! انك لم تقطع علاقتك بي ... هل كنت تعتقد بذهابك الى نيويورك ان علاقتنا انتهت ؟؟ الم تعد تحبني؟؟ "
القت عليه الاسئله بعصبية
" انيتا انا و انت لم ... اعني لم يكن هناك علاقة بيننا انت من اعتقدت ذلك انا كنت اعتبرك مجرد صديقة "
" صديقة اقمت علاقة معها و عاشرتها اكثر من مرة "
" انت اردت ذلك و انا كنت احتاج الى امرأة ت..."
" يا لك من اخرق **** "
دخلت الغرفة و حملت حقائبها و لبست جاكيت طويل فوق قميص النوم و خرجت من الشقة لم يوقفها لكنه خرج خلفها يركض ليذهب الى جينيفير فتح باب غرفتها و رأها تبكي على صدر الكسندرا
" اخرج اخرج لا اريد ان اراك "
قالت جنيفير بصوت عال
" لا اريد ان اخرج اريد ان افهمك الوضع واخبرك بالحقيقة "
" لا اريد ان اسمعك "
" ارجوك الكسندرا امنحينا عشرة دقائق "
" لا الكسندرا ابقي هنا "
تعلقت جنيفير بيد الكسندرا كي لا تخرج لكن جونيور نظر الى الكسندرا فخرجت جلس على الارض قبالها يمسح دموعها بأصابعة فارجعت رأسها الى الخلف كي لا يلمسها
" اتذكرين عندما سألتيني هل لدي صديقة فأجبتك نعم لكني لا احبها ؟"
هزت رأسها ايجابا
" انها هي التي رأيتها اليوم في شقتي اسمها انيتا كانت صديقتي عندما كنت في الثانوية لكنني لم احبها يوما كانت صديقتي مؤقتا حتى اجد فتاة تسكن قلبي و عندما اتيت الى هنا وجدتك انت الفتاة الجميلة الانيقية لقد ساعدتيني من اول يوم قابلتك فيه و لم استطع ان ارد لك معروفك فكل ما استطيع ان اقدمه لك هو اخلاصي لصداقتنا وهذا قليل بالنسبة لك و لو بيدي لاعطيتك روحي وقلبي و كل شيء تريدينه جيني عزيزتي انا لا اريد ان اجرحك لكن يوما ما سأترك هذه المدينة و ارجع الى اهلي في لوس انجلوس و انت سترجعين الى ديارك و لن نتقابل ثانية فارجوك لا تتعلقي بي فانا لا استحقك وقلبي ليس خاليا ارجوك افهميني "
تعلقت برقبته و قبلته طويلا ثم ابعدته ودخلت الحمام تبكي بعدها خرج و رجع الى شقته يفكر باليوم الطويل و لم يذهب الى حفلة شارل لانه لم يكن بمزاج يسمح له بالاحتفال ..


/
/
انتهى الفصل العاشر

برنس وصاب
09-22-15, 06:31 PM
-11-


- " هيا يا فيرو سنتأخر على الطائرة ... ان لندن تنتظرنا "
- " حسنا حسنا يا عجولة انا قادمة لا داعي لان تعجليني "
- " اسرعي فجاك ينتظرنا بالسيارة هو من سيقلنا الى المطار "
بدأ فصل الصيف حيث يسافر اغلب الطلاب فقد ققرت الفتيات ان تقضين فصل الصيف في لندن مع عائلتهما بينما سيذهب الشباب الى نيويورك ليقضوا الصيف عند جونيور
- " دعيه ينتظر"
- " لا اريد ان اجعل حبيبي ينتظر لاننا سنتضطر لان نسقي النبتة التي نبتت على رأسه "
ضحك جولي و فيرو و هما ينزلا الدرج بسرعة ودعت والدتها و ليو و خرجت لتركب السيارة صاحت جولي بمرح
- " هيا يا حبيبي انطلق فانا لا اريد ان اتأخر على لندن لندن لندن "
انطلق جاك بالسيارة و ركن عند باب المطار وضع اغراض الفتيات بالعربة و دفعها الى الداخل حتى مكان ختم الجوازات وقف جاك و اليكس يودعان الفتيات
- " ساشتاق لك يا حبيبي "
ضمت الي اليكس و قبلته شعرت جولي بالغيرة فالقت بنفسها على جاك تقبله
- " و انا ايضا سأشتاق لك يا جاكي "
- " و انا اكثر يا حبيبتي "
وقفت فيرو تنظر الى العاشقين يتغزلون ببعض
- " هيا اسرعن .. جاك .. اليكس .. اعتنيا بجونيور "
- " لا تقلقي الى اللقاء يا فيرو "
- " الى اللقاء يا شباب "
ركضت الفتيات لتلحقن على الطائرة و ما ان دخلن حتى اعلن الكابت اقلاع الطائرة جلست الفتيات في مقعدهن كانت فيرو تشعر بتوتر فامسكت آلي يدها تهدأها اخذت تنظر الى ابتعاد الطائرة عن لوس انجلوس و اختفاء الاضواء تدريجيا مرت سبع ساعات و هن بالطائرة نظرت الى النافذة و رأت اضواء لندن تتلألأ ابتسمت للفتيات ..
بعد مرور نصف ساعة كانت فيرو تقف تبحث عن والدها الذي ركض ناحيتها يعانقها
- " ابي لقد اشتقت اليك "
- " و انا كذلك ... كيف حالكن يا فتيات "
- " بخير "
اجابت جولي و حملت حقيبتها و ركبت السيارة في المقعد الخلفي بينما جلست فيرو بالمقعد الامامي بالقرب من والدها الذي كان يلتفت بين حين و اخرى يبتسم لابنته كان تنظر الى ابيها تنتظر الى ملامح وجهه لقد تغير عن اخر مرة رأته في كل مرة تقابله يتغير و يكبر اكثر فهي لم تر والدها منذ خمس سنوات لانه يعيش في جنوب افريقيا مع زوجته و ابنائه بعد طلاقه من والدة فيرو كانت تجتمع بوالدها مرة كل خمس سنوات يقضي ثلاثة اشهر معها في بيت والديه في لندن حيث تجتمع العائلة كلها هناك في المنزل الكبير اوقف السيارة امام المنزل الكبير نزلت فيرو مسرعة تلقي بنفسها في احضان جدها
- " جدي لقد اشتقت اليك كثيرا "
- " و انا ايضا يا صغيرتي كيف حالك ؟"
- " بخير ماذا عنك "
- " مازلت على قيد الحياة
ضحك الجميع لتعليق الجد
- " لقد اصبحت امرأة رائعة الجمال "
ابتسمت خجلا فاقتربت جدتها و قبلتها على رأسها و قالت لها
- " كم رجل اوقعتيه في شباكك ؟"
- " صفر "
ضحكت تخبيء الحزن الذي شعرت به و نظرت ناحية جولي التي ابتسمت لها بشفقة فهي تحب جونيور بل تعشقه لكنها لا تعتقد بانه وقع في حبها ....


في اليوم التالي كان جونيور يقف في مطار ( جون اف كنيدي ) في نيويورك ينتظر الشباب الذين لم يرهما منذ ستة اشهر تقريبا خرج جاك من البوابة و اتجه ناحية جونيور يضمه
- " يا رجل لقد نبت شعرك "
ضحك جونيور
- " و هل تقصد بذلك انك لم ترني منذ مدة و انك مشتاق الي ؟"
اقترب اليكس و ضمه و قال لجونيور
- " نعم هذا ما قصده جاك "
ركب الجميع السيارة و اتجهوا الى شقة جونيور
- " انها رائعة و واسعة هل تقيم احتفالات هنا "
- " لا ابدا بل احضر الفتيات هنا "
- " لابد انك تمزح "
- " لا ابدا "
- " ضعوا اغراضكم هنا و دعوني اخذكم في جولة بالمدينة و اريكم الجامعة التي ادرس بها "
- " حسنا هيا "
خرج الشباب و تجولوا في المدينة حتى منتصف الليل ثم ذهبوا الى احدى البارات و رقصوا حتى اوجه الفجر
استيقظ الشباب في وقت متاخر من الظهر و جدوا فتاتان في المطبخ استغرب جاك
و اوقظ اليكس من نومه
- " استيقظ يا اليكس انظر ان جونيور صادق في كلامه "
- " ماذا تقصد ؟"
- " اعني يوجد فتاتان هنا "
- " اهذا صحيح ؟"
- " انظر هناك في المطبخ "
- " يا الهي يجب ان اغير ملابس لا يمكن ان يروني بلباس النوم "

برنس وصاب
09-22-15, 06:32 PM
اقتربت الكسندرا و وضعت صينية يوجد بها طعام

- " مساء الخير يا شباب "

اضطرب اليكس

- " اهلا ... اهلا "

- " انا الكسندرا و هذه صديقتي جينيفر نحن اصدقاء جونيور "

مد يده يصافحها و ابتسم ثم قام مسرعا الى غرفة جونيور يغير ملابسه و ينضم الى الفتيات كان الشبان يتحدثون و يأكلون الفطور مع الكسندرا و جين عندما خرج جونيور من غرفته

- " ارى انكم تعرفتم على بعض "

- " اهلا جونيور مساء الخير يا رجل "

قال جاك و هو يأكل

- " اين سنذهب اليوم مع الفتاتان الجميلتان "

- " لا اعرف انت اختار المكان المناسب يا اليكس "

- " الى البار اريد ان ارقص "


ضحك الجميع على اليكس وقضوا الليل في الباراستمتعوا بوجودهم في نيويورك مرت الثلاثة اسابيع كالبرق لم يشعر جونيور بها و مرت الحال هكذا لاربع سنوات ياتي الشباب الى نيويورك و تذهب الفتيات ليقضوا الصيف في لندن عند اسرهم حتى تخرجو في نهاية السنة الرابعة حيث تخرج جاك من كلية الادارة وعمل كموظف اداري لاحدى الشركات المعروفة في لوس انجلوس

بينما عملت جولي في احدى القطاعات التجارية و توطدت علاقتها اكثر بجاك

اما بالنسبة لاليكس فهو اصبح محامي ناجح له سمعة قوية في كاليفورنيا و بالاخص لوس انجلوس

اما الي فأصبحت مستشارة قانونية لاحدى البنوك المشهورة في لوس انجلوس ...


فيرو عملت كصحفية لسنة لكنها قررت ترك الصحافة و الاتجاه الى الاعمال الحرة فاشترت متجر قديم و قامت بتعديله و جعلته متجر للازياء تقوم هي بادارته و تصميم الملابس فيه كان للمتجر على وزن اسم عائلتها (دايمون) فسمته ( دايموند) لقد نجح المتجر بأقل من سنتين ...

اماجونيور فهو لم يتخرج مع اصدقائه لانه اكمل دراسة الماجستير و الدكتوراة في نفسالجامعة التي يرتادها و بقي له نصف سنة و يرجع الى دياره

انتهت علاقته بجنيفير على الوئام و قررا ان يترسالان بالبريد الالكتروني كصديقين و كما الحال بالنسبة لالكسندرا التي تعمل الان مدرسة لعلم الجغرافيا ....


/

/

انتهى الفصل الحادي عشر

برنس وصاب
09-22-15, 06:34 PM
-12-


كانت فيرو لاهية بإعطاء الارشادات الى العاملة الجديدة في المتجر عندما فتح الباب و دخل رجل طويل وسيم الذي قاطعها عن عملها عندما صاح بصوت مرح

- " مرحبا يا جميلة "
التفتت الى مصدر هذا الصوت المألوف و اسرعت لتضمه
- " مارك ؟؟ "
- " اهلا يا فيرو كيف الحال ؟"
- " انا بخير .. يا الهي لقد اصبحت نحيلا جدا عن اخر مرة رأيتك فيها "
- " هذا صحيح لقد اتبعت نظام للتخسيس بينما كنت في سياتل لعقد المؤتمر الذي قلت لك عنه "
- " لقد تذكرت .. اصبحت وسيم جدا و جذاب "
- " و هل اجذبك الان "
ابتسمت بخجل فهي في اخر سنتين تقربت من مارك كثيرا كانا يخرجان معا اكثر من مرة و لقد اعترف لها باعجابه بها منذ ايام الثانوية
- " فيرو ... اريد ان ادعوك للعشاء هذا المساء "
- " لكن .."
- " هيا ارجوك اليوم في الساعة الثامنة في المطعم الايطالي ما رأيك ؟"
- " حسنا اذا اراك في الساعة الثامنة اذا "
- " رائع الى اللقاء اذا في الثامنة "
خرج وقفت تنظر اليه و هو يبتعد عن المتجر اخذت احدى ازياءها و خرجت ذهبت الى شقة جولي و آلي فهي تسكن هناك منذ ايام الدراسة بالجامعة لبست الفستان الذي اخذته من متجرها لونه احمر قصير يبدو رائع على جسدها وضعت ضلال عين خفيف و حمرة حمراء كلون الفستان كما طلت اضافر يديها و رجليها بنفس لون احمر الشفاة
دخل جولي فصفرت اعجاب بها
- " الى اين و من سعيد الحظ "
- " انه مارك "
- " يا الهي مارك مرة اخرى "
- " نعم "
- " انه معجب بك "
- " لا اعلم لكنه رجل رائع يا جولي "
- " استمتعي اذا بقضاء يوم ساحر "
- " شكرا .. كيف ابدو ؟"
- " رائعة و ساحرة سيقع في حبك "
- " شكرا مرة اخرى حسنا جولي يجب ان اذهب تمني لي التوفيق ":
- " بل اتمنى لك السعادة في احضان مارك"
خرجت فيرو مبتسمة و ركبت سيارتها و اتجهت الى المطعم الايطالي .ز دخلت فوجدت مارك ينتظرها وقف عندما راها تقترب من الطاولة دفع الكرسي للخلف لتجلس ابتسمت له عندما راته ينظر اليها بتمعن قدم لها وردة حمراء تليق بلبسها
- " شكرا "
- " انها تليق بك لكنك اجمل منها "
انزلت راسها خجلا قدم لهم الجرسون قائمة الطعام اختارت فيرو سلطة القيصر بينما مارك اختار طبق اللحم المشوي كما طلب ( شامبين ) لهما
- " شامبين ؟؟... تبدو سهرة جدية "
- " انت تستحقين هذه السهرة "
- " شكرا مارك انك تخجلني بكلامك "
- " فيرو ..ز اريد ..."
- " ماذا يا مارك ؟"
- " ان هذه السهرة تختلف عن كل السهرات التي قضيناها "
- " ماذا تقصد ؟"
- " فيرو .."
قام من كرسيه و اقترب منها ركع امام كرسيها شعرت بالتوتر التفتت الناس لينظرون الى هذا المشهد الرومانسي
- " فيرو ... هل تقبلين الزواج مني "
انعقد لسنها لم تعرف بماذا تجيب اخذت دقائث طويلة تنظر الى عينيه التي تنتظر جواب منها التفتت الى الناس الذين ينتظرون اجابتها ايضا اغروقت عيناها بالدموع
- " نعم "
وضع الخاتم بيدها فضمها و قبلها على تصفيق الناس الفضوليين قدم لهم الجرسون الاطباق اكلوا بهدوء كان ينظر اليها بابتهاج بعد العشاء رقص معها على انغام هادئة تذكرت اشياء كثيرة مرت و طوى الزمان صفحاته عليها نست كل شيىء نست ماذيها و عاشت بالحاضر على احضان خطيبها حملها الى شقته و القاها بفراشه و اخذ ينظر الى جمالها و جمال جسدها غاب الاثنان في غيبوبة الحب و اصبحا كالجسد الواحد ...


افاقت على صوت رنين هاتفها المزعج الذي تكره صوته في الصباح


- " الو "
- " الو فيرو .. اين انت ؟"
- " آلي .. ماذا تريدين انني نائمة "
- " لقد اتصلت والدتك تبحث عنك اين انت ؟ "
- " ماذا تريد والدتي "
- " تذكرك بان خالتنا ليزا وصلت اليوم من لندن "
- " اه صحيح لقد نسيت سآتي حالا "
- " حسنا و ستخبريني أي ن كنت ؟ "
- " سأفعل لاحقا الى اللقاء "
اغلقت سماعة الهاتف و حاولت ان تقوم من الفراش لكن مارك يمنعها و يجرها مرة اخرى الى الفراش يقبلها و يداعب رقبتها
- " مارك عزيزي يجب ان اذهب "
- " لا ابقي "
- " لا استطيع يجب ان اذهب فخالتي ليزا وصلت من لندن "
- " سترينها لاحقا "
- " لا ... مارك .. "
- " ماذا ؟"
- " مارأيك ان تنضم الينا على الغداء فنخبرهم بخطبتنا "
- " لا اعرف .."
- " هيا ارجوك .."
- " حسنا كما تريدين يا جميلتي "
- " اذا اراك في وقت الغداء "
قامت من الفراش و لبست ملابسها
- " الن تشاركيني في الاغتسال "
- " لا .. سأستحم في شقة جولي الى اللقاء يا حبيبي "
- " انت الخاسرة "

برنس وصاب
09-22-15, 06:35 PM
ابتسمت و هي تخرج مسرعة دخلت شقة جولي و آلي واستحمت غيرت ملابسها بسرعة و صففت شعرها بطريقة رائعة و خرجت
وصلت الى منزل ليو الذي يبعد عن المدينة بنصف ساعة دخلت و اتجهت حيث يجلس الجميع في الحديقة
- " خالتي العزيزة اهلا و سهلا بقدومك "
- " اهلا عزيزتي لم تاخرتي"
- " أأأ .. لقد ... كنت مشغولة "
نظرت الى جولي و آلي و غمزت لهم اتجهت الى غرفة الطعام ترتب الاطباق مع الفتيات اقتربت منها آلي
- " لم تخبريني اين كنت بالامس "
نظرت الى جولي و اخذا يبتسمان لبعض
- " لا تستعجلي الامور يا آلي سأخبرك "
- " لكنني اريد ان اعرف سبب التغامز و الابتسام لبعض "
- " ستعرفين لاحقا "
- " فيرو انك ترفعين ضغطي "
- " اهدئي و الا سينفجر"
ضحكت جولي و فيرو على آلي ذهبت فيرو تهمس في اذن امها تخبرها بانها دعت مارك على الغداء ارجو ان لا تمانعين فأخبرتها بانها تحب وجود مارك معهم ...و ما ان انهت الفتيات من ترتيب المائدة حتى رن جرس الباب اسرعت وفتحته قبلها مارك و دخل
- " مرحبا .. كيف حالك يا سيد ليو ؟ "
- " انا بخير ماذا عنك؟"
نظر مارك الى فيرو و قال
- " انا باحسن ما يرام "
- " جيد "
صاحت مليسا
- " هيا الغداء جاهز "
جلس الجميع حول المائدة يتحدثون بالامور السياسية و الاوضاع في لندن و حالةالطقس هنا و هناك و ما الى ذلك من الامور التي لا تنتهي مناقشتها ...
بعد الغداء اتجه الجميع الى الحديقة لاكل التحلية جلس الجميع يكملون حديثهم الذي لا ينتهي و هم ياكلون همست فيرو بإذن مارك فوقفت و وقف بقربها يمسكها من خصرها
- " اريد ان اخبركم بشيء مهم "
انصت الجميع لها
- " انا و مارك .... سنتزوج "
وقف الام ودهشت فاقتربت من ابنتها تحتضنها و تذرف دموع الفرح قال ليو
- " انا سعيد من اجلكم "
لم تصدق جولي وآلي الخبر لكنهما ضما فيرو في نفس الوقت
- " ياالهي ستكونين اجمل عروسة "
قالت خالتها ليزا
- " للاسف لقد اردتك لابني "
ضحك الجميع لكنها سرعان ما اضافت
- " لكن مارك رجل رائع "
- " شكرا لك سيدة ليزا "
رفع ليو كوبهو قال
- " لنشرب اذن نخب فيرو و مارك "
رفع الجميع كؤوسهم و شربوا نخب فيرو و مارك ...
/
/
انتهى الفصل الثاني عشر

برنس وصاب
09-22-15, 06:39 PM
- 13-


كانت فيرو تجلس وحيدة في ليل عاصف و ممطر تشاهد التلفاز في منزل ليو المعتم بينما ليو و مليسا في رحلة الى ( جزر الباهاماس ) كانت مندمجة بفيلم الرعب الذي تشاهده قفزت من الهلع عندما شعرت بوجود شخص يحاول فتح باب المنزل وقفت و مسكت مظلة بيدها و اختبأت خلف الباب دخل رجل طويل و عريض يلبس معطف اسود و قبعة سوداء يقطر من جسمه الماء و يحمل حقيبة كبيرة بيده فتح الضوء و التفتت صاح عندما رأى فيرو ممسكة المظلة تريد ضربه
- " لا تضربيني "
انزلت المظلة و وقفت مصدومة تنظر اليه غير مصدقة
- " يا الهي ... انا اسفة لم اقصد ... لقد اعتقدت بأنك لص ,..."
- " لا بأس "
ابتسم لها بطريقة مثيرة ايقضت فيها احاسيسها السابقة نحوه يا الهي هل يعقل انها مازالت تحبه بعد مرور السنوات لا يصح ذلك ؟
- " الن تعانقيني و تقول لي كيف حالك لقد اشتقت لك .."
- " انا اسفة مازلت مصدومة اعذرني "
القى نظرة على التلفاز فضحك و قال
- " انك معذورة فمن يجلس بالظلام يشاهد هذا الفيلم المرعب تأتيه كل الافكار السوداء "
اصطبغ وجهها باللون الاحمر عندما رأت نظرات الاعجاب في عينيه تفصل جسدها قطعة قطعة كان يتغزل بها لكنه دون كلام
- " اين ابي ؟"
- " انه مع والدتي في الباهاماس "
استنكر ما سمعه
- " الباهاماس ؟؟ ماذا يفعلان هناك؟ "
- " راحة و استجمام "
- " جيد اذن انت وحيدة هنا "
- " كما ترى "
- " اممم ..."
اشار على حقبته فابتسمت له حمل الحقيبة و صعد الدرج و دخل غرفته غاب و اغلق الباب و لم تره بعد ذلك ...
افاق من نومه على صوت جاك و اليكس
- " استيقظ يا رجل "
فتح عينيه بتثاقل
- " اه مرحبا يا شباب "
- " كيف حالك ؟ اهلا بعودتك "
قال اليكس و هو يعانق جونيور
- " شكرا .. انا بخير "
قام من فراشه و دخل الحمام خرج بعد فترة و انضم الى الشباب
- " انا مشتاق الى التجمعات الشبابية و الاصدقاء القدامى "
- " هناك احتفال يقيمه ( جورج) كل جمعة في البار حيث يجتمع كل الاصدقاء القدامى "
- " رائع اذن سنذهب هناك "
- " كما تريد "
في المساء دخلت جولي الى الصالة حيث تجلس فيرو

- " فيرو هيا لنخرج ان اليوم هو الجمعة لا اريد ان اجلس هنا "

- " الى اين ؟"

- " الى حفلة جورج "

- " لا اعرف يا جولي لا اريد انارى..."

- " هيا اريد ان اذهب معك و آلي ايضا تريد ذلك "

اقتربت آلي وجرتها من يدها

- " ان مارك في رحلة عمل و انت هنا وحيدة هيا لنذهب و نستمتع معبعض "

- " هل سيكون الشباب هناك ؟"

- " لا اعرف هيا لا تضيعي الوقت فالاحتفال سيبدأ بعد خمسة دقائق "

- " حسنا حسنا يا مزعجة "

غيرت ملابسها و خرجت معن دخلت الفتيات الحفل الصاخب حيث يرقص الشباب و الشابات في حلبة و يجلس البعض على الطاولات يستمتعون بالشراب المقدم و الاطعمة الشهية اشارت آلي الى الشباب

- " انظروا الشباب هنا "

التفتت جولي و قالت

- " و من هذا الوسيم الذي يبتسم ....هل هو...؟"

صاحت آلي و جولي في وقت واحد

- " جونيور "


ركضتا نحوه و تعلقت جولي برقبته و قبلته على وجنته ضحك لطريقة استقبالهم و القى بنظره الى خلفهم حيث تقف فيرو و هي تبتسم للمشهد

- " اهلا يا جميلات كيف حالكن؟"

- " اهلا يا ...."

وضع جاك يده على فم جولي فضحك جونيور لانه لم ير جاك و جولي مغرمان من قبل

فقال جاك

- " انا الوسيم هنا يا جولي "

- " بالطبع يا عزيزي انت الوسيم فقط "

قالت مازحة فضحك الجميع لتعليقها ... ذهب الجميع يرقصون و تركوا فيرو وحيدة مع جونيور جلس بالمقعد القريب منها و اشعل سيجارته و نفثها كانت تحترق كسيجارته لقرب المسافة بينهم التفتت اليه فابتسم لها

- " كيف حالك ؟ "

- " انا بخير "

- " هل تريدين ان ترقصي معى "

- "ل..."

لم يعطها فرصة لتجاوب فأخذها بين ذراعية و رقص معها على الانغام الهادئة تذكرت في هذه اللحظة رقصتهم الاخيرة في حفل المدرسة عندما رقصا معا حتى جرها الى الشرفة و قبلها كانت تتذكر كل كلمة قالها عن الانغام الهادئة و كل همسه همسها بإذنها ما زالت تشعر بلمساته التي تشعل النار في جسدها ان الحب مازال يشتعل بداخلها لا تستطيع ان تقاومه حاولت ان تبتعد عنه لكنه الصقها اكثر فاكثر تمنت ان تنتهي الاغنية ليتوقف عن الرقص لكن الاغنية طالت كثيرا و كأنها تريد ان تفضح مشاعر فيرو انتهت اغنية فتنهدت نظر اليها مستغربا فاشاحت عنه و ابتعدت بعيدا عن عينيه ...

انتهى الحفل و عاد الجميع الى منازلهم بحثت الفتيات عن فيرونيكا فلم يجدوها فعلت كما فعلت بالحفلة الاخيرة لكن جونيور اخبرهم بأنها عادت الى المنزل ...



مراسبوع على رجوع جونيور الى المنزل اتصل على بعض الدلاليين ليبحثوا له عن شقة تكون قريبة من مكان عمله ( شركة والد ) الذي سيستلمها بعد اجازة الراحة

اتصل احداصدقائه من الدلاليين يخبره بأنه وجد شقة كبيرة و قريبة من الشركة ذهب جونيور و اخذ معه جاك ليراها

- " انها كبيرة لتقام فيها احتفالات "

- " هل انت دائم التفكير بالاحتفالات يا جاك "

- " و هل هناك شيء افضل من الاحتفالات و الشرب و الفتيات "

- " اممم .. لا "

ضحك جاك و جونيور

- " هل آخذها ؟"

- " بالطبع و دون تفكير كما انها قريبة جدا من شقتي و تبعد بحوالي شارعين تقريبا "

- " اذن لن اخذها "

- " ولم لا ؟؟"

- " لانك ستاتي طول الوقت "

ضحك جونيور مع الدلال

- " انت الخاسر اذن تمل من دوني "

- " لا اعتقد "

التفت جونيور على الدلال الواقف بجانبه يشرح له منظر الشقة و كل غرفة فيها

- " سأوقع العقد الان و ادفع الدفعة الاولى "

- " كما تريد يا سيد جارسيس ديلفالي "

وقع جونيورالعقد و الشيك و قدمه لدلال و استلم مفاتيح الشقة الجديدة

ركب جونيورالسيارة ليعود الى منزل جاك حيث يقيم حاليا

- " ان الشقة تحتاج لبعض التعديلات و سأقوم بصبغها بعد ان اختار الاثاث المناسب "

- " صحيح اذا اردت أي مساعدة انا دائما بالخدمة "

- " شكرا لك ... بالمناسبة اين اليكس "

- " انه في العمل "

- " المسكين "

- " متى يصل والدك من شهر العسل "

ضحك جونيور : " انه في رحلة راحة و استجمام "

- " صحيح اسف نسيت "

قالها بسخرية فضحك الاثنان

- " اعتقد بأنه سيصل بعد غد "

- " هل ستحضرهم من المطار "

- " بالطبع سأفاجأهم "

بعد يومان من شراء جونيور للشقة و بعض الاثاث كالسرير و الكنبات و بعض الاجهزة الالكترونية ... كان جونيور يقف بالمطار ينتظر والده فالتفت ليرى فيرو تقف بعيدا اقترب منها و وضع يده على ظهرها


- " مرحبا "

توترت للمسته فبلعت ريقها و ابتسمت بتصنع

- " اها جونيور لم ارك؟"


- " كيف حالك ؟"

- " بخير ... انتظر والدتي "

- " سأفاجأهم "

- " سيتوقف قلبهم "

ابتسم لها ....دقائق فتح الباب لتخرج منه مليسا مع ليو الذي انصدم عندما راىجونيور واقفا بالقرب من فيرو

- " جونيور يا بني كيف حالك؟"

- " انا بخير اهلا بعودتكما هل استمتعتم ؟"

- " كثيرا .."

- " كيف حالك مليسا ؟"

- " انا بخير يا عزيزي اهلا بعودتك "

- " شكرا "

- " متى وصلت يا بني "

- " قبل اسبوعان تقريبا ؟"

- " جيد و هل استلمت العمل بالشركة "

- " لا ابي ليس بعد فأنا في اجازة اريد ان ارتاح "

ركبوا السيارة و اتجهوا الى المنزل ادخل جونيور الحقائب و جلس معهم لفترة ثم وقف ليخرج لكن اباه اوقفه

- " الى اين لم اشبع منك ؟"

- " انا اسف لدي بعض الاعمال يجب ان انتهي منها اراكما غدا على الغداء "

- " كما تريد اعتني بنفسك "سأفعل

برنس وصاب
09-22-15, 06:39 PM
خرج وذهب الى شقته يكمل تأثيثها اتى الشباب يساعدونه في صبغها و ترتيبها و في ثلاثة ايام كانت الشقة جاهزة مجهزة بكل شيء بدءا من الفراش و الطاولتان الجانبيتان الى الاجهزة الالكترونية المتطورة اخذ جونيور كل ملابسه من منزله القديم و صففهم بترتيب في دولاب الملابس


- " و اخيرا انتهينا "
صاح جاك و هو يمسح العرق من جبينه
- " شكرا يا شباب على المساعدة "
- " على الرحب و السعة "
اجابه اليكس
- " يجب ان اذهب يا جونيور اراك لاحقا "
- " الى اين الن تاكل البتزا معنا "
- " لا اسف لقد اتفقت مع آلي على الخروج اليوم للعشاء اراكما غدا "
- " كما تريد الى اللقاء "
خرج اليكس و ظل جاك و جونيور يشاهدان التلفاز و ياكلون البتزا الشهية ...
- " لقد مللت الجلوس هنا يا جونيور اريد ان اذهب الى جولي "
- " اه يال العاشقين "
- "الى اللقاء يا رجل "
- " الوداع يا صديقي "
خرج جاك تاركا جونيور وحيدا في الشقة يشعل سيجارته و يفكر بفيرونيكا الجميلة لقد تغيرت كثيرا برزت انوثتها اكثر و اكثر و طال شعرها و تغيرت ملامح وجهها زاد جمالها و سحرها بطريقة لم يعد يستطيع ان يبعد عينيه عنها انه دائم التفكير بها مازال الحب و العشق بداخله يغلي كالبركان الذي سينفجر ....
/
/
انتهى الفصل الثالث عشر

برنس وصاب
09-22-15, 06:40 PM
14
دخل جاك و اليكس شقة جونيور في اليوم التالي يجرونه للذهاب معهم لاحتفال يوم الجمعة الذي اصبح عادة و تقليد بالنسبة لهم لكن جونيور اصر على عدم الذهاب معهم لكثرة اشغاله و اعماله المكتبية
- " لا يا شباب لا استطيع لدي بعض الاشغال "
- " هيا يا رجل "
قال له جاك و يجره
- " سأتبعكم لاحقا "
- " لكن الفتيات سيأتين معنا "
- " لا استطيع يا اليكس قلت لك اراكما لاحقا بعد ان انتهي من بعض الاشغال التي بيدي الا ترى؟ "
- " كما تريد هيا جاك لنذهب "
خرج الاثنان تاركين جونيور يغط في اعماله حتى ساعات طويلة انتهى في وقت متأخر من الليل فرتب اوراقه على مكتبه و اخذ معطفه و خرج ليلحق بهم ..
دخل البار و اخذ يبحث عنهم بل مكان لكنه لم ير احدا من اصدقائة بل وجد فيرونيكا تجلس وحدها على طاولة البار اقترب منها و جلس بالمقعد الذي امامها
- " مرحبا "
رفعت رأسها و ابتسمت له
- " اهلا جونيور "
- " لم انت وحيدة أين الباقي ؟"
- " رحلوا "
- " الى اين ؟"
- " لا اعرف لكنني اردت ان اجلس هنا لا اريد الذهاب معهم "
- " اذا سأجلس معك .. أتمانعين ؟"
- " لا ابدا تفضل "
كان ينظر اليها دون ان يتكلم لا يعرف ماذا يقول لها حاول ان ينطق بشيء لكنه اعدل عن ذلك فتح فمه ليسألها مرة اخرى لكنه ابتسم فابتسمت له تشجع في المرة الثالثة ليبدأ الحديث معها
- " اين تعملين يا فيرو ؟"
- " كنت اعمل صحفية "
- " كنت ؟؟"
- " عملت لسنة واحدة لكن الوظيفة لم تناسبني "
- " و ماذا تفعلين اذن ؟"
- " انا الان ادير متجر للازياء "
- " رائع .. و منذ متى و انت تديرينه ؟؟"
- " قبل خمس سنوات تقريبا اشتريت متجر قديم و قمت ببعض التعديلات عليه كما قمت بتصميم الملابس بنفسي انه عمل يناسبني تماما "
- " جيد... و مذا اسميتي متجرك ؟"
- " دايموند (ماسة)على اسم عائلتي دايمون "
- " اسم يليق بك تماما "
ابتسمت و اجابته بخجل
- " شكرا لك "
- " انا جاد فيرو انه ليس اطراء فأنت ماسة نادرة صعب الحصول عليها "
لم تعرف كيف تجيب نظراته و اسلوبه الراقي المعسول و كلماته اللتي لها مغزى ثان اكتفت بابتسامة لكنه لم يكتفي بها .. قام من مكانه و جذبها من يديها
- " ارقصي معي يا فيرو لكن لا تهربي هذه المرة مني "

برنس وصاب
09-22-15, 06:41 PM
مدت يديها باضطراب فمسكها و رقص معها التصقت بجسده القوي لقد ازدادت عضلاتصدره و ذراعه و اصبحت ملامحه اكثر حده رأت خطوط بالقرب من عينيه عندما يضحك او يبتسم تجتمع لترسم الوقار عليه مما اعطاه مظهر الرجل الفذ.. القت برأسها على صدره و استشقت رائحة عطره المميز الذي ايقض مشاعرها من جديد و فتح بوابة الذكريات لتدفق كسيل جارف ...رقصا و كأنهما الوحيدين اللذين يرقصان بالقاعة نسوا من حولهم شعر بالسعادة عندما التصقت به اكثر و كأنها تريد ان تدخل الى قلبه مرة اخرى لكنها بالنسبة له هناك منذ الازل القت بشهرها الذهبي على صدره فذاب من رائحته الزكيه ضمها بقوة كاد ان يفتتها بذراعه ... انتهت الاغنية الهادئة فابتعد عنها و اجلسها على الكرسي سحب مقعد و قربه منها و اسند يده على الطاوله يكلمها بطريقة ساحرة و كانهما عاشقان
- " اتحبين المارتيني يا فيرونيكا ؟"
- " افضل شراب التوت "
- " اذن التوت هو ما سنشربه "ابتسمت عندما راته يحضر كأسان لشراب التوت وضعواحد امامها و رشف من الاخر اشعل سيجارته التي لا تفرق اصابعه تمنت ان تكون مكان هذه السيجارة يمتص دخانها و ينفثها و يلعب بها باصابعه لم ينطقا بكلمة بل تركوا اعينهم تتكلم عنهم بأحلى كلمات الغرام و الغزل كانت لحظة خلابة كروميو و جوليت شيء ما وخزها بصدرها جعلها تنظر الى ساعة يدها فرأت ان الوقت تاخر كثيرا و يجب ان تذهب قامت من مكانها فقام جونيور معها مستغرب
- " الى اين يا فيرو ؟"
- " اسف جونيور لقد تأخر الوقت كثيرا يجب ان اذهب "
- " من سيأخذك ؟"
- " سأستقل التاكسي ..."
- " لا ..."
- " ماذا تعني ..؟"
- " لن ادعك تركبين التاكسي مع سائق غريب في هذا الوقت من الليل "


اجتاحها شعور رائع ممزوج بالسعادة و الغرور فهذا الرجل يهتم بها لكنها حاولت ان تطرد هذه الفكرة من رأسها و بدلتها قالت لابد انه يحاول ان يبين انه الرجل المسيطر و يمثل الرجل المحترم


- " لا تقلق يا جوينيور استطيع ان اعتني بنفسي”
- " لا يا فيرو سآخذك بنفسي الى المنزل "
- " جونيور لا تتعب نفسك .."
- " انتهى النقاش يا فيرو هيا سيارتي في هذا الاتجاه "


رضخت لاصراره ركبت بالمقعد المجاور لمقعده رات عروق يده القوية الممسكة بالمقود كالمحترفين تذكرت عندما كان يأخذها الى المدرسة بسيارته و يؤذيها و عندما تاخر عليها و عندما حشرها بين الشباب بالمقعد الخلفي ابتسمت لهذه الذكريات الشبه مؤلمة رآها تبتسم فسألها
- "لم تبتسمين ؟"
- " لا شيئ..."
- " هيا اخبريني ماذا الذي جعل شفتيك الجملتين تبتسم ؟"
- " انها ذكريات ...ذكريات جميلة "
- " امممم ... هل انا موجود في ذكرياتك هذه ؟"
ابتسمت و اشاحت بنظرها ضحك بصوت عال
- " اذن انا موجود يالي من محظوظ "
- " لم انت واثق انا لم اقل بأنك موجود في ذكرياتي "
- " لا اصدقك فقد رأيت ذلك في عينيك "
- " حسنا اصبت "
- " هل ستذكريني بتلك الذكريات الجميلة "
- " لا ..."
- " و لم ؟؟"
- " لاني لا اريد "
- " هيا اخبريني "
- " حسنا ... كنت اتذكر عندما حشرتني بالمقعد الخلفي مع اربعة من الشباب لقد كنت محرجة و انت لم تهتم .."
ضحك لتلك الذكريات
- " نعم تذكرت ... انا اسف لقد كنت احمق .."
ابتسمت له ... اوقف سيارته عند البناية التي توجد بها شقة جاك
- " جونيور اريد ان اذهب الى شقة جولي .."
- " اعرف ذلك لكنني اريد ان اخذ بعض الاغراض من جاك "
نزل من السيارة و اقفل الباب
- " لا تفتحي الباب لاحد لن اتأخر "
- " حسنا "
لم يغيب طويلا خرج من الباب الامامي حاملا صندوق غيتار مع بعض الاكياس وضعها في صندوق السيارة ابتهجت عندما رات الغيتار الذي احضر معه ذكرى اخرى جميلة ..
ركب السيارة و اشغل المحرك لكنه اطفأه و التفت اليها استغربت لم فعل ذلك
- " ما رأيك ان اخذ الى شقتي الجديدة لترينها ؟"
- " لا اعرف يا جونيور لقد تاخر الوقت .."
- " لا تقلقي انها ليست بعيده عن هنا سنذهب مشيا ان الجو رائع "
- " هل جننت نذهب مشيا على الاقدام في هذا الوقت "
- " فيرو انا معك لن يصيبنا شيء انها تبعد بشارعين عن هنا انظري"
و اشار بيده على بناية ضخمة جدا و بالفعل ليست بعيدة كما تصورت ... نزلت من السيارة و مشت بالقرب من جونيور وضع يده بيدها فنظرت اليه غمز لها و شبك اصابعه باصابعها شعرت بالقشعريرة تسري بجسدها من لمسته ... احست بتساقط قطرات مطر على راسها و ما ان رفعت بصرها الى السماء حتى تساقط المطر بغزارة ضحك جونيور و هو يجذبها و يركضان تحت المطر الذي بللهما كليا توقفت فيرو فجأة بوسط الشارع و افلتت يده صاح جونيور عليها


- " ما بك ؟"
- " لقد تعلقت كعب حذائي "
اقترب منها ضاحكا انحنى و مسك ساقها و رفع رجلها بخفة من الفتحة شعرت بانقباض بمعدتها و تسارعت نبضات قلبها عندما مسك رجلها و ساقها نظر اليها ثم فجاة حملها بين ذراعيه و اخذ يركض فيها صرخت بمرح

برنس وصاب
09-22-15, 06:42 PM
"يا الهي انزلني جونيور انزلني "
انزلها عند مدخل البناية اقترب منها و نظر في عينيها كانت متوترة ازاح خصلات شعرها المبللة عن وجهها و قرب شفتيه من شفتيها و قبلها بحرارة تحت المطر بادلته القبلات و ذابت في احضانه حملها مرة اخرى و هو يلصق شفتيه بشفتيها ادخلها شقته و ألقاها على فراشه القى بجسده فوقها و قبلها على رقبتها و صدرها تجاوبت معه نظرت إلى يدها فوجدت خاتم مارك ... مارك ؟؟!!
فجاة ابتعدت عن جونيور و اغلقت ازرار قميصها و رتبتت شعرها استغرب جونيور
- " ماذا يجري ؟"
- " جونيور ارجوك يجب ان اذهب الى المنزل "


اقترب منها و ادارها اليه مسك وجهها من بين يديه و قبلها من جديد لكنها دفعته بقوة مما اشعل النار في صدره و تطاير الشرر من عينيه قال بحدة
- " ماذا هناك يا فيرو ؟"
- " قلت لك اريد ان اذهب "
- " لكن ..."
- " جونيور هل تاخذني الى المنزل ام اذهب مشيا "
- " لا انا سأخذك لكن اخبريني ماذايحدث ؟"


انزلت عينيها عن صدره العاري الذي لا تقاومه و رفعت يدها اليمنى ليرى خاتما ماسيا بإصبعها فتح عينيه مستغرب و زاد الغضب الذي يغلي بصدره


- " و من سعيد الحظ ؟"
قالها باستهزاء فأجابته بحزن
- " انه مارك بيللي "
- " مارك ؟؟!"
قالها باستغراب ثم دار حول الغرفة و هو يضع يده بين خصلات شعره بتوتر
- " اه بالطبع مارك بيللي يالي من ابله معتوه "
نظرت اليه بتساؤل و استغراب فاكمل
- " انه معجب بك منذ سنوات و لطالما ارادك "
- " جونيور ..."
صاح بها و هو يمسكها بعنف من ذراعيها بيديه القويتيتن كاد ان يكسرها
- " اتركني انك تؤلمني "
- " متى كنت ستخبريني يا انسة ام اقول يا سيدة بيللي "
- " جونيور اتركني ارجوك ..."
- " اجيبيني "
- " كنت ساخبرك لكن الامور تداعت و ..."
- " و ماذا ؟؟؟ ... تريدين ان تلعبي على الحبلين يا انسة ؟ "
- " ارجوك جونيور اتركني "


تركها و خرج من الباب تبعته و ركبت بالقرب منه كان يقود السيارة بسرعة كبيرة و كأنها ستحلق بالهواء تمسكت بالباب جيدا كانت متوترة و خائفة فهي لم تر جونيور بتلك العصبية من قبل ما الذي يجري؟؟ لم هو غاضب؟ انا لا اعني له شيئا...
اوقف السيارة عند شقة جولي و آلي نظرت فيرونيكا اليه و تقول له بصوت هاديء
- " انني اسفة يا جونيور لم اقصد ان ...."
قاطعها دون ان ينظر اليها
- " تفضلي "
نظرت اليه بالم و خرجت من السيارة مسرعة حتى لا يبللها المطر من جديد ...
ما ان وصلت الى مدخل البناية حتى انطلق بسيارته مبتعدا مخلف فيرونيكا وراءه متألمة و متحسرة ....


/
/


انتهى الفصل الرابع عشر

برنس وصاب
09-22-15, 06:43 PM
15


استيقظت متأخرة في وقت الظهيرة لانها لم تنم جيدا بالامس غيرت ملابسها و خرجت مسرعة لتلحق على موعد وصول مارك من ( بوسطن ) قابلتها آلي بالطريق و هي عائدة من العمل

- " ماذا يجري فيرو لم انت مسرعة "

- " لقد تأخرت على مارك لابد انه ينتظرني في المطار "

- " هل تريدين توصيلة "

- " نعم ارجوك "

ركبت بالسيارة التي انطلقت مسرعة تتفادى السيارات الاخرى انزلت آلي فيرو عند مدخل المطار و دخلت مسرعة لتجد مارك يخرج و يلوح لها بيده مبتسما ارتاحت لانها وصلت بالوقت المحدد ارتمت على صدره و قبلته تعوضه عن الايام التي ابتعد عنها في رحلة العمل

- " لقد اشتقت لك يا حبيبي لا تغيب عني هكذا "

- " و انا كذت اموت من الشوق "

ركب السيارة التي تقودها آلي جلس بالمقعد الخلفي بالقرب من فيرونيكا تاركين آلي تقود و هي تتذمر

- " هي ابدو كسائق ليموزين "

ضحكوا على كلامها اوقف السيارة عند شقة مارك نزلت فيرونيكا معه

- " شكرا يا آلي ... يا منقذتي "

- " على الرحب و السعة لا تتأخري بالنوم مرة أخرى "

- " لن افعل الى اللقاء "

صعدت الشقة مع خطيبها دفعته على الكنبة و قبلته طويلا فجأة تذكرت ما حدث معها بالامس بينها و بين جونيور ابتعدت عن مارك و رتبتت ثيابها اخذ ينظر اليها مبتسما

- " ماذا فعلتي في غيابي ؟"

- " لا شيء"

اجابة سريعة لا تحمل أي معاني

- " هيا لابد انك فعلت شيئا كالسهرات بالخارج و الرقص طول الليل "

نظرت اليه بريبة هل هو يعرف ما حدث بينه و بين فيرو

- " ماذا تقصد ؟ هل تلمح الى شيء يا مارك ؟"

- " لا ابدا انني اتساءل فقط فلقد سمعت آلي تقول لك ان لا تنامي متأخر فالليل فخمنت انك كنت بسهرة جورج المعتادة "

تنهدت بارتياح لسماع كلماته فابتسمت له و هي تبلع ريقها

- " اه صحيح كنت مع الاصدقاء كالمعتاد ..."

- " جيد هل فكرتي بي ؟"

كذبت : " يوميا "

اخذعها بين ذراعيه و ضمها بقوة و قبل رقبتها

- " احبك يا شقراء "


مرت الاسابيع و الشهور و جونيور يعمل بجد في شركة والده لقد مسك منصب والده بعد تخرجه من جامعة نيويورك قسم الهندسة المعمارية فقد غيرفي استراتيجية الشركة و عدل بعض الخطط و ركز على البناء الهندسي و المقاولات مما جعل اسهم الشركة تصعد و تزداد و اصبحت من الشركات التي تنافس المؤسسات الكبيرة و المشهورة طلع اسم الشركة كاكبر الشركات المنافسة و التي يديرها " جونيور جارسيس ديلفالي "

قرأ ليو هذه المقالة في جريدة ( نيويورك تايمز ) فرح كثيرا عندما قرأ اسم ولده الذي يفتخر به امسك سماعة الهاتف و اتصل على المكتب ردت سكيرتيرته

- " شركة جارسيس ديلفالي للمقاولات "

- " الو غريتا "

- " اهلا سيد ليو "

- " حوليني على ابني "

- " كما تريد يا سيدي "

رن الهاتف بمكتب جونيور فالتقط السماعة

- " نعم جريتا "

- " السيد ليو على الخط الاول "

- " دعيني اكلمه "

- " الو ... جونيور "

- " اهلا ابي "

- " هل قرات الجريدة "

- " لا ... لم ؟؟"

- " ان اسمك مكتوب فالصفحة الاقتصادية كم انا فخور بك "

- " اه عرفت هل هي بخصوص اسهم الشركة "

- " نعم نعم لقد احسنت صنعا و اصبحت افضل من ابيك "

- " لا ابدا انت هو الاصل انت من علمني "

- " ان مليسا تحضر العشاء اليوم احتفالا بنجاحاتك "

- " رائع اشكرها نيابة عني "

- " لا تتأخر على العشاء "

- " لن أتأخر "

- " فيرو و خطيبها مدعوان "

- " مارك ؟؟!"

- " نعم انك لم تقابله اليس كذلك "

- " صحيح "

شتم بصوت منخفض

- " ماذا قلت يا بني ؟"

- " لا شيء لا شيء سأتي على وقت العشاء و لن اتأخر "

- " اراك اذا الى اللقاء "

اغلق سماعة الهاتف و اشعل سيجارة اخذ يفكر كيف سيواجه فيرونيكا بعد الذي جرى بينهم و كيف يستطيع ان يرى خطيبها مارك و يصافح يده بينما يكن له العداء و الحقد..

مر الوقت كالبرق فوجد نفسه يقف امام منزل والده فتح الباب و دخل لاقاه والده بالترحيب الحار و ضمه الى صدره يهنيئه على نجاحاته

كانت فيرونيكا ترتب نفسها و تلقي نظرة اخيره على مظهرها الخلاب لبست الفستان الاخضر القصير عاري الكتفين مزموم بالذهبي اسفل الصدر، لبست قرطان ذهبيان و اسدلت شعرها الاشقر الذي يصل الى كتفها يلامسه برقة وضعت احمر الشفاة الفاقع و تكحلت باللون الاخضر مشطت رموشها و وضعت عطر يزيد من انوثتها نزلت الدرج بخطوات واثقة دخلت صالة الضيوف حيث يجلس جونيور بقميص بذلة السوداء الابيض رافعا كمي القميص و قد خلع ربطة العنق و فتح ازرار القميص بلعت ريقها و اخفت توترها بابتسامة لا تحمل أي معنى

- " مرحبا "

ابتسم لها بطريقة ساحرة و وقف و تقدم ناحيتها همس في اذنها بطريقة تصاعد فيها الدم الى وجنتها

- " اهلا و سهلا "

اغمض عينيه عندما استنشق رائحة عطرها و كانه يريد ان يتخيل شكل العطر على جسدها الابيض الناعم

رن جرس الباب فأسرع جونيور لفتحه قبل ان تصل فيرو لتفتح تذمرت فيرو و احست بالضيق من تصرفه الفظ فهي تريد ان يراها خطيبها اولا و ليس جونيور

برنس وصاب
09-22-15, 06:44 PM
- " مرحبا تفضل يا مارك "
- " اهلا "
لم يعر مارك جونيور انتباها لان انتباهه و نظره و فكرها كان مصوب على الفتاة التي تقف خلف جونيور عبس جونيور و تنح عن طريق مارك الذي دخل و حمل خطيبته و عانقها ثم قبلها كان جونوير ينظر اليهم و الغيرة تشتعل في قلبه يريد ان يحطم رأس مارك و يبعده عن شفتي فيرو اللذيذتين اغلق جونوير الباب بعنف فقفزت فيرونيكا من الصوت العال لارتطام الباب ابتسم جونيور و دخل غرفة الضيوف صاح ليو
- " اهلا يا مارك لقد تأخرت "
- " انا اسف يا سيد ليو لقد وقفت عند محل للحلويات لاجلب لكم هذه الكعكة الشهية "
ضمته فيرو و اخذت العلبة الكبيرة التي يمسكها بيده
- " هذا لطف منك "
قالت مليسا و هي تأخذ العلبة من فيرونيكا
- " هيا العشاء جاهز "
جلس الجميع على الطاولة التي يجلس على رأسها ليو و على يمينه جونيور و مارك و على يساره زوجته و فيرونيكا قال ليو و هو يفتح زجاجة الشامبين
- " اليوم نحتفل بشرب نخب نجاح ابني في عمله و ارتفاع اسهم الشركة عاليا "
رفع الجميع كؤوسهم و شربوا نخب جونيور
شعر جونيور بالغيرة من مارك الذي يتغزل بفيرونيكا و يطعمها من صحنه و يسكب لها الطعام كان يريد هو ان يكون مكان هذا المتطفل حاول ان يقطع عليهم تغريدهم و تغزلهم ببعض فسأل مارك
- " اذن مارك و اخيرا خطبت فيرونيكا بعد اعجاب دام سنين طويلة "
- " اه جونيور انا اسف لانني لم اتحمد لك السلامة فأنا لم ارك منذ سنوات اعذرني يا رجل فهذه المرأة سحرتني اوليست ساحرة "
نظر جونيور اليها بتحد و اعجاب مما جعلها تنزل عينيها خجلا
- " اوافقك تماما "
ابتسم مارك و هو يمرر طبق اللحم الى مليسا
- " قل يا مارك ماذا تعمل ؟ط
- " انا اعمل في شركة للاعلانات التجارية "
- " اه جيد "


بعد الانتهاء من العشاء حملت فيرونيكا الاطباق مع امها بينما ذهب الرجال ليخنوا في الحديقة تركهم جونيور و اتجه الى المطبخ حيث تقف فيرونيكا وحيدة تغسل الاطباق
- " انني ارى الحب في عينيه "
- " شكرا "
- " لكنني لا ارى ذلك في عينيك الجميلتين "
- " و ما ادراك انت بما اشعر انا "
- " لانني اعرف ما ارى "
- " انك واثق من نفسك كثيرا "
- " ليس بكثر ما انا واثق بانك لا تحبينه "
- " ان.. ...."
دخلت مليسا حاملة الكثير من الاطباق مقاطعة عليهم حديثهم فساعدها جونيور بحمل الاطباق و وضعهم في المغسلة حيث تقف فيرو التصق بها و همس باذنها
- " انقذتك مليسا مني "
توترت لقربه منها ابتعد عنها و انضم الى الرجال الذين يتناقشون بأمور الاعمال و الاستراتجيات و اسهم الشركة انضمت فيرونيكا و والدتها اليهم مع طبق التحلية اللذي احضره مارك جلسوا في الحديقة يأكلون التحلية و يتحدثون بأمور مختلفة تكلمت مليسا عن شقاوة فيرونيكا عندما كانت طفلة صغيرة و انحرجت فيرونيكا كثيرا لما تخبره به امها من اشياء مضحكة كان مارك يضحك و ينظر اليها و يغمز لها بينما جونيور يبتسم بمكر
- " احضري البوم صورك يا فيرو "
صعدت الى الطابق الثاني حيث غرفتها القديمة وقفت على اطراف اصابعها تخرج الالبومات من مكانها شعرت بوجود شخص يقف خلفها التفتت و اهتزت عندما رأت جونيور يقف مستند على الباب ينظر اليها و دون ان تشعر اوقعت الالبومات على الارض اقترب منها ليجمع الالبومات المتساقطة على الارض وقفت بتحد و سألته و الغضب يتطاير من عينيها :
- " ماذا تريد يا جونيور ؟"
- " انت "
- " ارجوك اتركني "
- " لا استطيع "
اقترب منها و جرها الى ذراعيه قبلها بعنف بينما هي تقاوم دفعته للخلف
- " اياك ان تجرؤ مرة اخرى "
- " و لم لا ..انت تريدين ذلك "
- " انك وقح و مغرور "
- " لا تكذبي على نفسك لقد تجاوبتي معي في اخر مرة و نسيت السيد بيللي خطيبك و ذهبت مع قبلاتي الى عالم اخر "
- " انت من يكذب على نفسه "
- " قولي ما تريدين قوله لكن قلبك يرفض ان يصدق كلامك "
- " انت لا تعرف شيئا "
ازاحته عن طريقها و نزلت الدرج مسرعه وضعت الالبوم بحضن مارك الذي رفع رأسهمتعجبا ينظر اليها
- " هل كي شيء بخير يا عزيزتي ؟ "
- " نعم "
نزل بعدها جونيور بدقائق و جلس اماههم سكت الجميع و نظروا الي جونيور استغرب
- " ماذا ؟"
قال له والده
- " هل تحولت إلى مصاص للدماء يا بني ؟ "
حك رأسه مستغربا
- " ماذا تقصد يا ابي ؟"
توترت فيرو عندما شاهدت آثار حمرتها على طرف شفة جونيور السفلية فقامت من مكانها و دخلت الحمام عدلت حمرتها بل مسحتها كليا عن شفتيها ثم رجعت مرة اخرى الى الصالة حيث يجلس الجميع
اشار الاب على شفتيه فأخذ جونيور سكينة و وضعها امامه لينظر بها إلى شفتيه وجد اللون الاحمر مبعثر على طرف شفته السفلى فأخرج لسانه و لعق ما تبقى من لون و هو ينظر الى فيرونيكا بنظرات شيطانية تشع بالشرر ابتلعت ريقها و جف حلقها و فمها كاد التوتر يضحها ابتسم جونيور لهما
- " لابد انني شربت من كأس فيرو بالخطأ"
كانت كلماته الاخيره لها اكثر من معنى او معنى واحد يختص بفيرونيكا ...
جلست فيرونيكا تستمع الى احاديث مارك و جونيور المتعلقة بالاعمال لم تكن تنظر الى جونيور خشية ان يعرف شعورها تجاهه لم يعرها أي انتباه بعد الحديث المطول قام مارك من مكانها مستعد لذهاب امسك بخصر فيرونيكا و قال
- " هل تمانعون اذا اخذت هذه الحسناء معي ؟"

برنس وصاب
09-22-15, 06:44 PM
نظر جونيور اليها بخبث و قال
- " لاابدا فهي خطيبتك اليس كذلك "
- " صحيح و من ينسى ذلك .. يجب ان نذهب اراكم لاحقا "
- " الى اللقاء "
ذهبت فيرونيكا مع خطيبها الى شقته حيث قضت الليل كله بالتفكير في جونيور لم تستطع ان تنام فخرجت الى الصالة و اخذت الهاتف واتصلت على جولي تخبرها بما حدث اليوم و كيف احرجها جونيور و تبعها الى غرفتها وقبلها لكنها دفعته ...
- " يا الهي انه يحبك "
- " لا انه لا يحبني يا جولي الا ترين ذلك "
- " بل ارى بانه متيم بك "
- " لا مستحيل ان جونيور يحب ان يسيطر على من حوله "
- " ماذا تعنين "
- " اعني بأن جونيور لم ينتهي من انتقامه "
- " يا فيرونيكا ان الانتقام شيء قديم و جونيور الان رجل عاقل و يختلف كثيراعن جونيور القديم المراهق "
- " لا ابدا ان الحقد في قلبه كبر معه و يريد ان ينتقم مني بأن يفرق بيني و بين مارك ليحطم قلبي فتنكسر امي "
- " لا اصدق بان جونيور يفعل ذلك "
- " صدقيني هذا ما رأيته "
- " لا اعتقد "
- " اذا كيف تفسرين تصرفاته الوقحة "
- " افسرها على انها حب و عشق وغيرة "
- " لا يا جولي استيقظي من اوهامك جونيور يريد الانتقام مني و من امي اني ارى ذلك من عينيه لكنني لن اسمح له "
- " ماذا ستفعلين اذا؟"
- " اممم ... سأقيم حفلة لخطبتنا انا و مارك ادعو فيها الاهل و الاصدقاء "
- " هل هذه خطة يا فيرو "
- " لا لم انتهي ... سأعلن عن موعد زفافنا في الحفلة هذه "
- " لا يا فيرو لا تستعجلين "
- " و لم انا اريد مارك و هو يريدني و ساكسر بزواجنا عين جونيور "
- " هكذا اذن لكن..."
- " جولي سأخبر مارك بالاحتفال و سيوافقني "
- " لا استطيع ان امنعك لكن خطتك لا تعجبني "
- " انها تعجبني انا "
- " كما ترين حسنا فيرو النقاش معك لا ياتي بنتيجة اريد ان انام فقد تاخر الوقت كثيرا"
- " حسنا إلى اللقاء "
اغلقت سماعة الهاتف و دخلت الفراش لتنام بهناء بعدة الخطة التي وضعتها ...
في الصباح اخبرت فيرونيكا مارك عن الحفلة التي ستقيمها بإحدى الفنادق بمناسبة خطبتهما و التي ستعلن فيها موعد زفافهما
- " فكرة رائعة يا حبيبتي "
- " كنت اعرف بانك ستقف معي ان جولي تعتقد باننا نستعجل الامور "
- " لا ابدا فانا اريدك زوجتي اليوم و غدا و كل وقت "
قبلته على رأسه
- " لكننا لم نحدد وقت الزفاف يا حبيبيتي "
- " دع الامر لي يا عزيزي "
- " كما تريدين يا حلوتي "
- " يجب ان اذهب فلدي اعمال كثيرة يجب ان انهيها اراك لاحقا "
- " اعتني بنفسك "
- " سأفعل الى اللقاء "


خرجت و اتجهت الى متجرها كانت تبحث عن بعض التصاميم لفستان العرس وجدت فستان كانت تحلم به منذ ان كانت صغيرة كان الفستان رائعا من الدانتيل الابيض الذييلتصق بالجسم و يمتد كالذيل خلفها و طرحة توضع على رأسها كالاميرات حلمت قليلا بهذه اللحظة و اخرجت التصميم و ذهبت الى السوق لتشتري القماش فتعمل عليه حتى يحين موعد زفافها ...
/
/
انتهى الفصل الخامس عشر

برنس وصاب
09-22-15, 06:45 PM
-16-


وقفت فيرونيكا بالقرب من خطيبها و زوج المستقبل مارك تستقبل الضيوف بفستانهاالبرونزي الذي يشبه لبس ملكات الروم ملفوف عل جسدها الرشيق و رفعت شعرها و وضعت مشبك برنزي يليق بفستانها الحريري كانت رائعة و جميلة وقف مارك ببذلة السوداء التكسيدو بكل شموخ و فخر يستقبل الضيوف مع خطيبته حضر اغلب المدعوين الا شخص واحد تلفتت فيروينكا تبحث عنه لكنها لم تجده ...

اخذها مارك بين ذراعيه يراقصها و يدور بها مستمتع بوجودها قربه لكنها لم تشعر بالسعادة التي يشعر بها مارك تلفتت تبحث عنه مرة اخرى فلمتحه يتكلم و يضحك مع جاك و اليكس هنا ابتهجت عندما راته فاليوم ستجعله يشعر بخيبة الامل لعدم تحقيق و اتمام انتقامه ..

انتهت الاغنية التي يرقص على انغامها مارك و فيرو

فصعد مارك على المسرح و اخذ الميكرفون

- " واحد اثنان ثلاثة ....انا اجرب الميكرفون ليس الا .. يبدو بانه يعمل جيدا لان الجميع انصت الي و هذا جيد ...في يوم الجمعة اول الشهر القادم سيكون زفافنا انا و فيرونيكا الجميلة في نفس القاعة هذه اذا حضرتم يكون الميكرفون يعمل جيدا و اذا لم تأتوا فلن ادفع ثمن الفرقة الموسيقية فما قولكم "

ضحك الجميع و صاح ليو

- " سنحضر بكل سرور لكن بالله عليك ادفع للفرقة الموسيقية فقد بذلوا جهدا رائعا اليوم "

ضفق الجميع للفرقة الموسيقية ثم صعد جاك على المسرح الصغير و اخذ الميكرفون من مارك

- " ان هناك خبر اريد ان اعلنه "

انصت الجميع لجاك الذي نزل و جر جولي لتصعد معه سمع الناس يتهامسون ( ماذا يفعل ؟ من هذه الجميلة ؟ لم يأخها الى المسرح )

- " بهذه المناسبة السعيدة لخطبة مارك و فيرو اشرب نخبهم "

رفع الناس كؤوسهم و شربوا نخب المخطوبين

- " لكن هذا ليس السبب الوحيد لاعتلائي المسرح هذا "

ثم نزل على ركبتيه و اخرج خاتم من جاكيت بذلته السوداء فتحت جولي عينيها بدهشة ضحك جونيور فهو لم يتوقع ان يكون جاك رومانسي استغربت فيرو و شعرت بالسعادة لجولي لكن بالحزن لنفسها

- " جولي يا حبيبتي انتظرت طويلا هذه اللحظة و تدربت كثيرا لطلب يدك فهل تقبليني زوجا محب لك "

اغروقت عينا آلي بالدموع عندما شاهدت مشهد صديقتها و ابنة خالتها تنخطب

بكت جولي و هزت رأسها ايجابا فوضع جاك الخاتم بإصبعا و حملها بين ذراعيه و قبلها صفق الناس لهذا المشهد الذي يبدو كمسرحية لروميو و جولييت او ما يشابه ذلك

خرجت فيرونيكا إلى الشرفة تبكي حضها العاثر شعرت بيد تربت على كتفها التفتت دون ان تنظر و القت برأسها على صدره تبكي لم يصدق ما يحدث بادلها العناق و احس بان هناك شيء يضايقها فهمس لها بصوت كله رقة

- " ما بك ؟"

سمعت صوته فابتعدت عنه فجاة و اشاحت بنظرها تمسح دموعها ضحك ضحكة متألمة بصوت خافت يستهزأ على الموقف و اللحظة التي مرت

- " اعتقدتي باني مارك اليس كذلك ؟"

لم تجبه اقترب منها و همس باذنها

- " لقد اتيت لأبارك لك و اهنئك و اتمنى لك حياة مليئة بالسعادة مع من تحبين "

ثم دار لبتعد عنها فأوقفته

- " جونيور ..."

وقف و دار رات نظرات الالم في عينيه فقالت له

- " شكرا لك "

خرج دون ان يعلق و ذهب بعيدا عنها دخلت بعده تبحث عنه بعينيها لكنها لم تر أي اثر له اقترب مارك منها

- " عن ماذا تبحثين ؟"

التفتت تنظر اليه

- " لا احد انني ابحث عنك "

ضمته و هي تتذكر جونيور و صدره المريح الذي القت برأسها عليه لقد احست منذ الوهلة الاولى عندما شمت عطره لكنها شكت بالوضع الغريب فماذا يفعل جونيور هناك هذا ما فكرت به ...


خرج جونيور غاضبا من الحفل و لبرودة فيرونيكا انها لا تحبه و لا تهتم به اتجه الى احدى البارات جلس على الطاولة و طلب من النادل كأسا من الشراب شرب واحد و اثنان و ثلاثة .... شرب كثيرا دون ان يشعر ...شرب حتى الثمالة ...


انتهى الاحتفال و جلس الاصدقاء فقط على طاولة واحدة يتحدثون عن الحاضرين و عن الفساتين و جمال هذه و فظاظة هذا و الى اخره تصاعد رنين هاتف جاك

- " الو "

- " سيد جاك "

- " نعم انا هو "

- " هل تستطيع ان تاتي الى بار جورج "

- " من يتحدث ؟"

- " انا نادل اعمل في بار جورج "

- " حسنا و لم تريديني ان آتي؟ "

انصت الجميع الى جاك و هو يتحدث تبدلت ملامحه الى القلق فتسرب القلق الى الجميع

- " يوجد رجل هنا ثمل جدا و اعتقد بانه نائم على احدى الطاولات "

- " و ما خصني انا بهذا الرجل ؟"

- " اعتقد بانه قريب لك او صديقك لانني رأيتك اسمك في هاتفه الجوال فاتصلت"

- " هل تستطيع وصفه "

- " اعتقد ... انه رجل طويل و عريض في اواخر العشرينات يلبس بذلة سوداء له شعر بني ..."

- " اه يا الهي انه جونيور سآتي حالا "

اغلق الهاتف و اخذ معطفه و وقف

- " ماذا يجري ؟"

سألته جولي بقلق و هي تمسك بمعطفه

- " انه جونيور ... ثمل .. و نائم .. في احدى بار جورج ... هيا يا اليكس "

توترت فيرو عندما سمعت اسمه انها السبب لقد رأت نظرة الالم في عينيه عندما ابتعد عنه و اخطأت عندما ظنته مارك ... وقف مارك

- " هل آتي معكم ؟"

- " لا يا مارك ... ارجو اصطحب الفتيات معك الى شقتهم "

- " حسنا سأفعل "

قالت آلي : " ارجوك اتصلا و اخبرانا "

- " سنفعل الى اللقاء "

برنس وصاب
09-22-15, 06:45 PM
خرج الاثنان متجهين الى بار جورج حيث جونيورهناك دخلا و وجداه نائم و هو جالس في مكانه رفعه جاك و وضع ذراع جونيور فوق كتفه بينما وضع اليكس الذراع الاخى على كتفه القى جاك بنقود على الطاولة و شكر النادل الذي اتصل
- " يا الهي كم هو ثقيل "
قال اليكس متذمرا
جرا جونيور الى السيارة و اخذاه الى شقته القاه جاك على الفراش اخلعه حذائه و جلسوا معه حتى الصباح...
فتح جونيور عينيه بتثاقل تثاءب و احس بصداع قوي في رأسه وضع يده على رأسه يوقف الالم نظر الى الساعة استغرب وجوده في المنزل فهو لا يتذكر شيئا مما حدث بالامس ..


- " لقد استيقظت و اخيرا "
- " ماذا يجري يا اليكس ؟ لم اشعر بصداع "
- " قصة طويلة لكن اخبري انت ماذا يجري ؟"
- " ماذا تقصد؟"
- " لم خرجت من الحفلة و اختفيت في احدى البارات و شربت حتى الثمالة "
تذمر جونيور فوقف لكنه جلس مرة اخرى اذ شعر بدوار في رأسه
- " لم تجبني يا جونيور "
صرخ بصوت عال
- " لم ارد ان ابقى.... لم ار لوجودي معنى "
- " ماذا تقول هل جننت كيف تقول ذلك ؟ انت تعنينا "
- " هل هذا صحيح يا اليكس ؟؟!! اذا لم لم تتصلوا تسألون عني اين انا ولم خرجت ؟"
- " لاننا كنا لاهين يا جونيور "
- " أ رأيت ؟؟ "
- " لا اعرف ماذا يجري لك ياجونيور "
- " و لن تعرف "


قام من فراشه و اتجه الى الحمام صفق الباب بقوة و اخذ حمام بارد سريع لينتعش نزل الماء البارد على جسده يذهب كل شعور بالغضب والحقد فينزل مع الماء ... خرج و غير ملابسه لبس لباس مريح و جلس على طاولة المطبخ يحاول ان ياكل لكن لا يشعر بشهية تجاه الطعام الذي امامه وضعه في البراد و اشعل سيجارته و اخذ ينفثها بعصبية لم يستطع ان يجلس هكذا دون ان يفعل شيء ... يفعل أيشيء ليبطل ذلك الزواج ..فيرونيكا له هو و ليست للمدعو مارك انها لا تحبه انه يرى ذلك في عينيها يشعر بذلك حين تقبله و تتجاوب مع قبلاته لكن شيئا لا يعرفه يمنعها من ان تحبه يريد ان يعرف حتى لو فعل المستحيل ....



مرت اسابيع على الحفلة و على ما حدث اخر مرة مرت الليالي و جونيور يفكر بفيرونيكا يوميا لا تمر ساعة دون ان تصاحبها صورة فيرونيكا و هي تبتسم كان يضغط على نفسه بالعمل يحاول ان ينساها فتخرج له بين الصفحات و الاوراق و اذا ابعد الاوراق كان يراها في قهوته فيتوقف عن شربها و يراها تجلس امامه عندما يجلس في المطبخ فيعرض عن الطعام حاول ان ينساها بشتى الطرق لكنها تحتل كيانه و تكبل تفكيره بأسوار و تقفل على قلبه بقيود من حديد لا يستطيع كسرها انها موجوده في كل قطعة من جسمه ... و في يوم لم يستطع جونيور ان يتحمل عدم رؤيتها كان يبذل جهدا كبيرا في نسيانها نحل كثيرا و لم يعد يهتم بمظهره الخارجي كرس نفسه بالعمل و نسي الاهتمام بنفسه لم يستطع ان يجلس و يقلب الاوراق لينظر الى خيالها قام من مكتبه و اخذ مفاتيح سيارته و خرج .... كان يجول في الطرقات لا يعلم وجهته يقود سيارته بسرعة جنونية مر على متجر فيرونيكا وقف بالسيارة ينظر اليها و هي تتكلم مع الزبائن و تحمل بعض الازياء و تختار فساتين كانت تبتسم اخذ ينظر الى ابتسامتها الساحرة انه يعش ابتسامتها و لا يشبع من النظر رفعت بصرها و نظرت ناحيته انطلق بالسيارة مبتعدا عندما لمحته من بعيد ينظر اليها وقفت مستغربة و شعرت بالخوف تغيرت ملامحها و لم تعد تسمع صوت زبائنها كل ما كانت تسمعه هو صوت تفكيرها يقول لها ان جونيور مقدم على عمل خطير فلماذا اذا كان ينظر اليها ؟؟ ساورها الشك و القلق واضطربت
- " فيرو هل انت بخير ؟"
سألتها كيت مساعدتها عندما رأت ملامحهت تتغير
- " لا ...لست بخير .. اشعر بتوعك انا اسفة يا كيت اريد ان اذهب الى المنزل "
- " اذهبي .. ارتاحي .. انت شاحبة"
- " اراك لاحقا الى اللقاء يا كيت "
خرجت مسرعة و اتجهت الى شقة مارك دخلت و اقفلت الباب خرج من غرفته مستغرب وجودها في هذا الوقت من الصباح
- " ماذا تفعلين هنا يا حلوتي ؟يفترض بك ان تكوني بمتجرك ... هل انت بخير؟؟؟"
- " اشعر بصداع قوي فلم استطع ان اكمل عملي و اقابل زبائن "
- " يا حبيبتي .."
- " لا باس يا مارك انا بخير اريد ان انام قليلا "
- " حسنا اذا ارتاحي قليلا بينما اذهب الى العمل ثم ارجع و نخرج معا نتعشى ما رأيك "
هزت رأسها " فكرة رائعة سأكون بانتظارك "

برنس وصاب
09-22-15, 06:46 PM
قبلها و خرج الى عمله اخذت الهاتف و اتصلت على جولي في عملها
- " الو "
- " جولي .."
- " فيرو ماذا؟؟"
- " لقد رأيت جونيور ينظر الي من نافذة سيارته لا اعرف ماذا يريد لكن منظره يرمقني افزعني كثيرا فلم اعد استطيع ان اقف على رجلي "
- " ماذا يريد ؟"
- " لا اعرف يا جولي لا اعرف "
- " اهدئي لا بد انه مر من نفس الطريق "
- " لا اعتقد يا جولي اقول لك لقد كان يرمقني بنظرات غريبة انه يضمر الشر لقد قلت لك جونيور حقود يريد ان ينتقم مني وسيحاول ان يوقف الزفاف بأية طريقة "
- " فيرو ابتعدي عنه كلما رأيته و لا تتجادلي معه "
- " انا لم اره منذ ثلاثة اسابيع "
- " حسنا اذا قابلتيه مرة اخرى تجاهليه "
- " حسنا سأفعل "
- " هل ارتحتي الان "
- " قليلا لكن لا تقلقي علي انابخير "
- " جيد سأمرلاراك .."|
- " لا سأخرج مع مارك على العشاء .. اسفة "
- " رائع اذا اتمتعي بوقتك "
- " شكرا جولي كثيرا لا اعرف كيف اعيش من دونك "
- " لا تفكري بالامر انا متأكدة انك لن تستطيعي ان تعيشي بدوني "
- " هذا صحيح ... الى اللقاء "
- " الى اللقاء يا عزيزتي "
وضعت الهاتف مكانه وتمددت على الكنبة تنتظر رجوع مارك ليأخذها للعشاء لم تستطع ان تبعد منظر جونيور بسيارته يرمقها عن بالها مرت الساعات و كأنها سنوات بعدها دخل مارك
- " كيف حالك الان يا عزيزتي؟"
- " انا بخير وماذا عنك ؟"
- " كنت قلقا عليك لم لا تجيبين على الهاتف ؟"
- " اسفة لم اسمعه "
- " لا بأس لا تتأسفي ... هلنذهب؟؟"
- " كما تريد "
حملت حقيبتها و خرجت معه الى مطعم في الحي الصيني تناولت عشاءا لذيذا نست همومها و نست جونيور ضحكت و استمتعت بالجو الجميل والسهرة الممتعة ...
بينما جونيور يحترق في الوحدة و في ظلام شقته يفكر بحبيبته التي طارت كالحمامة و لم تعد ....
/
/
انتهى الفصل السادس عشر
http://www.lamst-a.com/vb/images/smilies/cool.gif

برنس وصاب
09-22-15, 06:47 PM
-17-



مرت ايام لم ير جونيور فيرونيكا و لم يسمع عنها أي شيء انخرط في اعماله يختبيء بها و يبتعد عن جميع اصدقائه ليتفادى تعليقاتهم الجارحة و تساءلاتهم ...اتصل جاك و اليكس على والد جونيور ( ليو ) يخبرونه عن تصرفات ابنه الغريبة و انه تغيرا كثيرا في الاونة الاخيرة فلا يرد على اتصالاتهم و لا يزورهم الا قليلا و لبضع دقائق فقط .. طمأنهم ليو بأنه سيحاول ان يتحدث مع ابنه و يفهم منه الاسباب اللتي تبعده عن الجميع و حتى عن ابيه لكن جونيور اجاب بانه مشغول و لا وقت لديه للهو حاول الاب ان يغير من رأيه و يحثه على اخذ اجازة لمدة اسبوع يرتاح فيها من العمل و يقضي وقتا اكثر مع عائلته و احبابة لكن جونيور اصر على انه لا يريد ان يجتمع بأحد في هذا الوقت الذي تكثر الاعمال و لا يشعر برغبة في اخذ اجازة للراحة و الاستجمام رضخ الاب لرأي ابنه مؤقتا ريثما يجد خطة افضل يقنع بها ابنه على الاجتماع بأصدقائه و عائلته من جديد ...

كان جونيور مشغول ببعض الاوراق الرسمية في مكتبه عندما اتصل والده
- " اهلا ابي "
- " كيف الحال يا جونيور ؟"
- " مازلت على قيد الحياة "
- " جيد اذا ستاتي إلى الحفلة التي ستقام غدا على شرفك "
- " اية حفلة يا ابي؟؟ "
- " انا لم احتفل بك من قبل و افتخر بك امام اصحابي و اقول بأن لي ولد رفع اسم شركتي عاليا و رفع رأسي حتى ارتطم بالسقف "
- " ابي ارجوك لا اريد شيئا لقد سئمت الاحتفالات"
- " لقد قمت بتنسيق كل شيء و ستأتي او ستخيب ظني فيك "
- " لكن ..."
- " ماذا يا جونيور أريد ان افرح قليلا و اقيم حفلة لمرور سنة على حصولك لشهادة الدكتوراة و استلامك لمنصب مدير عام مؤسسة غارسيس ديلفالي للمقاولات "
- "حسنا ... كما تريد يا ابي سأحضر و استقبل الضيوف و لن اخيب ظنك "
- " رائع هذا جونيور الذي اعرفه "
- " أتامرني على شيء اخر "
- " نعم .. اريدك ان تنسى العمل قليلا و ترتاح"
- " سأفعل .. قريبا جدا ... اذا اراك غدا يا ابي الى اللقاء "

اغلق سماعة الهاتف و تنهد ليو لنجاح خطته ...بينما جونيور كان يتذمر لانه سيظطر لان يقابل فيرونيكا و يراها مرة اخرى بين احضان رجل اخر رجل لا تشعر تجاهه بشيء و هذا ما يحرق جونيور و يجعل النار تغلي احشائه ...

وقف امام المرآة ينظر إلى الشخص الجديد الشخص الذي لم يعد يعرفه شخص كئيباستسلم بضعف دون ان يقاتل وقف ينظر و هو يشعر بالغثيان من صورته الجديدة احكم ربط ربطة العنق و نزل ليستقبل الضيوف مع والده .. حضر اغلب المدعويين تقريبا كان يامل ان لا يقابل فيرونيكا مع مارك و الا سيقوم بشيء سيندم عليه ...
دخلت بلباسها الملفت للنظر بجمالها الآسر كانت ترتدي فستان اسود يزحف خلفها يظهر جمال قامتها و يكشف عن ظهرها و رقبتها و جزء من صدرها الذي زينته بعقد ألماس يبرق و يكسر العين رفعت شعرها للأعلى و وضعت دبوس ماسي بلع جونيور ريقة و شتم بصوت خافت فهو لن يستطيع ان يقاوم هذا الجمال الباهر مشت بكل ثقة و كأن العالم تحت سيطرتها و كأن الرجال كلهم اسراها .. كانت تتأبط ذراع مارك الذي دخل بشموخ و كبرياء و من يلومه و هذه الحسناء تلتصق به و كانه يقهر جميع الرجال و يسخر منهم يقول انها لي انها لي وحدي صر جونيور على اسنانه دون ان يبتسم لهما و هو يصافحهما من غير مشاعر و ببرود تام
انضم الى المدعويين و قف مع بعض الرجال يشرب معهم و يجيب عن تساؤلاتهم لكن عينيه لم تفارقها ابدا تتبعانها اينما ذهبت ...
فجأة شعر بيد انثوية تغلق عينيه و تهمس باذنه
- " من انا.. يا وسيم ؟؟"
انه يعرف هذا الصوت و هذه اللمسه الانثوية ..مسك يديها و التفتت فابتهج انها المرة الاولى التي يبتهج فيها منذ حفلة فيرونيكا الاخيرة ...
- " يا الهي يا جين اشتقت لك "
عانقها بحرارة و هي ايضا اشتاقت للمساته و عناقه و قبلاته التي لن تحصل عليها بعد فقد اتفقا على ان يبقيا صديقين و يرسالا بعض في البريد الالكتروني
- " الم تاتي الكسندرا معك ؟"
- " بلى انها هناك تبحث عنك و لا تعلم بانني وجدتك قبلها "
رفع يديه يلوح لالكسندرا اللتي اتت مسرعة فلفتت انتباه فيرونيكا حاولت فيرو انت تصغي لكن مارك يشوش عليها و يحجب عنها الصوت حاولت ان تقترب لكنه اخذها و رقص معها ...
اقتربت الكسندرا و احتضنت جونيور و لكزته بذراعه و هي تضحك
- " لقد اصبح نحيفا و وسيما اكثر من قبل هل الحب يفعل كل هذا ؟"
- " أي حب ؟؟"
- " ما هذه المفاجاة السعيدة "

برنس وصاب
09-22-15, 06:48 PM
سألها و هو يضمها فاجابت جينفير و هي تنظر الى جونيور بإعجاب

- " سعيدة للغاية "

- " كيف ؟؟ اقصد .. من .."

لم يعرف كيف يسألهم لانه مازال مدهوش لرؤيتهما لكن جين فهمت مايريد ان يقول فأجابت

- " لقد ارسل جاك لي رسالة في البريد الالكتروني ان هناك حفلة ستقام على شرف جونيور ... و رحب بفكرة ان آتي و الكسندرا لنحتفل معك و انها فرصة لنراك "

- " انا سعيد جدا يا جين "

- " جيد هذا ما اتمناه "

لوح جونيور لجاك و اليكس لينضما اليهم

- " لم لم تخبرني يا جاك بأنك دعوت جينيفير و الكسندرا ؟"

- " انها مفاجأة "

- " شكرا لك مفاجآة سارة يا صديقي العزيز "

- " اهلا بعودتك جونيور على طبيعتك انا سعيد ان ارى الابتسامة تعود الى شفتيك "

ابتسم جونيور و هو يضم اصدقائه الذين يهتمون به و يقلقون عليه ...

كانت فيرونيكا تنظر تريد ان تعرف من تلك الفتاتين الواقفتان بالقرب من جونيور الذي يضحك معهم و يغمز لهم فتهمس بأذنه صاحبة الشعر الاحمر احست فيرونيكا بالنفور منها.. لم تلتصق هذه الفتاة به هكذا؟؟ هل هي معجبة به ؟ ام مغرمة ؟ هل يعرفها من قبل ؟ هل بينهما علاقة .... اسألة كثيرة اتت في بالها ...و شعرت بالغيرة تسري في جسدها كالدم ... اقتربت من جولي عندما رأت جولي تبتعد عن جاك و جونيور و الفتاتين متجهة الى حمام الضيوف لكن فيرو اوقفتها


- " جولي ...كنت اتساءل من هاتين الفتاتتين؟"

و اشارت بعينيها ناحية جينفير و الكسندرا

- " هذي جنيفير و تلك الكسندرا صديقتا جونيور في نيويورك "

- " اه ... هل بين جونيور و المدعوة جينيفير علاقة سابقة ؟"

- " لم هذا السؤال يا فيرو ؟"

- " مجرد فضول .."

- " لا اعتقد ذلك "

- " انظري كيف تلتصق به و تهمس بأذنه و تستنشق عطره و تنظر الى عينيه انها تحبه "

- " منذ متى و انت تحللين الشخصيات يا فيرو .؟؟ و ان يكن و احبته ؟اعتقد بانك لا تبالين بجونيور "

- " هذا صحيح لا اهتم به لكنني اردت ان اقول اتمنى ان يكونا على علاقة فهما يليقان ببعضهما كثيرا "

رمقتها جولي باستخفاف في كلامها ففيرونيكا لا تعني ما تقول بل تعني العكس تماما ابتعدت جولي عنها عندما اقترب مارك منهما عانقت فيرونيكا مارك عندما رات بان جونيور ينظر اليها و هو يضحك مع جنيفير ...


- " مارك ...عزيزي ... يجب ان نبدا بالتجهيز للزفاف "

- " و متى تردين ان نبدأ "

- " في اسرع وقت ..لقد قلت لوالدتي ان ترافقنا غدا الى السوق لنشتري ..."

- " لكن ...فيرو لا استطيع غدا ما رأيك بالاسبوع القادم ؟"

استغربت فاتسعت عينيها من الدهشة

- " بعد اسبوع ؟؟ ماذا تقول ؟؟ هل جننت يا مارك ؟؟ ان بعد ثلاثة اسابيع زفافنا"

- " لا باس نستطيع ان نجهز كل شيء في اسبوع "

شعرت بالدم يتصاعد الى رأسها فانفجرت

- " اسبوعان ؟؟ نجهز لزفاف باسبوع ؟؟ و لم لا بعد اسبوع لم لا نبدا هذا الاسبوع؟"

- "فيرو ...لان غدا سأذهب برحلة عمل إلى بوستين لمدة اسبوع "

دهشت لكلامه و ازداد الغضب بداخلها

" ماذا ؟؟؟!!"

- " نعم يا حبيبتي انا اس.."

تكلمت بحدة و صوت مرتفع

- " و متى كنت ستخبرني ؟ عندما ترجع من السفر ؟ بعد ان تغيب اسبوع و تتركني هنا ؟"

- " فيرو اهدئي يا حبيبتي كنت ساخبرك اليوم "

تنهدت و تمتمت بكلمات غير مفهومة و ابتعدت عنه بخطوات سريعة تبعها و هو ينادي عليها

- " فيرو ارجوك لنتفاهم دعيني اشرح لك موقفي "

وقفت تنظر اليه بغضب يكاد يخرج من عينيها

- " لا اريد ان اتفاهم معك الان يا مارك دعني و شأني "

- " فيرو ارجوك ..."

- " مارك اريد ان ابقى وحدي و الا سأنفجر الان و اقلب الحفلة عزاء "

تركته و خرجت الى الشرفة وضعت يديها على رأسها توقف الاصوات التي بداخل رأسها و الصداع الذي سيدمرها كانت تبكي بحرقة لا تعرف هل ما تفعله هو عين الصواب هل الزواج من مارك سيحل كل مشاكلها ...

شعرت بأن احد يقف خلفها فالتفتت و سرعان ما اشاحت بنظرها عنه.. مسحت دموعهاكي لا يرى ضعفها فهذا ما يريده انه يأمل ان يراها تبكي بألم ...

- " ماذا تريد ؟ هل اتيت لتتشمت بي يا جونيور ؟"

- " لا ابد انا لا اتشمت بك ابدا "

- " صحيح "

قالت باستهزاء

- " اذا ماذا تريد "

اقترب منها لكنها رجعت خطوات تبتعد عنه

- " اريد ان اقول لك شيئا واحدا "

- " لا اريد ان اسمع شيئا "

- " شيئا واحد و سأذهب "

- " جونيور اذهب فإن صديقتيك تنتظرانك .. و لا يفترض بك ان تترك ضيوفك هكذا "

- " لا داعي لان تعلميني بأصول الضيافة .. فأنت ضيفتي ايضا و اراك حزينة و لا استطيع ان اقف مكتوف اليدين و انا اراك متألمة ...سأذهب الى ضيوفي بعد ان اخبرك بما يجول بخاطري بالشيء الذي يفتتني و يحطمني لا استطيع ان ابقيه داخلي فسأنفجر اذا لم اخبرك إياه "


سكتت دون ان تعلق بكلمة فتكلم هو

- " اريد ان اقول ....انك رائعة الجمال كل مرة و دائما لكنك اليوم تبدين كإله للجمال "


بلعت ريقها و توترت اطرافها و اغروقت عيناها بالدموع فاشاحت و دارت تصد عنه بظهرها لكنه اقترب منها وا لصق صدره العريض بظهرها و قرب فمه من أذنها و همس

- " انه لا يستحقك "

برنس وصاب
09-22-15, 06:49 PM
اغمضت عينيها تستمتع بصوته الهامس يدخل الى رأسها فيهدأ من توترها و اعصابهاالمشتعلة تنهدت بعمق فارخت ظهرها على صدره تستند عليه احاط خصرها بيديه و غاص في شعرها الذهبي و قفا هكذا لخمسة دقائق ثم همس لها مرة اخرى
- " انه لا يستحق إله الجمال "
ثم ابتعد بهدوء عنها تاركها بظلام وحيده تفكر بكلماته و لمست يديه على خصرها انها تحبه و لا تعرف كيف تكرهه لكن جونيور يلعب بالنار يجذبها اليه فيسهل انتقامه لكنها لن تسمح بحدوث ذلك اخذت معطفها و ودعت امها و خرجت من الحفلة...


فتحت فيروينكا عينيها على صوت والدتها جلست على الشرير مستغربة وجود امها ترتب ملابسها التي القتهم امس على عندما القت بنفسها على الفراش تبكي من القهر و الالم
- " امي ماذا تفعلين هنا؟"
- " ماذا افعل هنا ؟؟ ماذا تفعلين انت ؟"
- " انا ؟؟!! ماذا يجري يا امي؟"
- " كيف تنامين لهذا الوقت هيا استيقظي فبعد اسبوعان زفافك و لم تقومي بالتجهيزات"
- " امي ارجوك اريد ان انام "
- " فيرونيكا ... اين مارك ؟؟ تشاجرت معه ؟ ماذا يحدث ؟ هل صحيح ما سمعته امس ؟"
- " و ماذا سمعتي بالامس ؟"
- " انك تشاجرت معه "
- " هذا صحيح .."
- " ماذا هل الغيت الخطبة??? "
- " لا لا يا امي ... "
- " اذن ماذا ؟"
- " لقد تفاهمنا انا و مارك بعد الحفلة و اتفقنا على تأجلين االزفاف "
- " لماذا ؟"
- " مارك غادر اليوم الى بوستين في رحلة عمل لمدة اسبوع "
- " فهمت "
- " حسنا امي لقد تأخرت كثيرا على العمل يجب ان اذهب "
- " حسنا اراك على الغداء "
- " حسنا اذا على الغداء "

برنس وصاب
09-22-15, 06:51 PM
بعد ان غادرت مليسا شقة جولي غيرت فيرونيكا ملابسها و اتجهت الى متجرها
جلست على مكتبها تتصفح الاوراق و يبدو ان غيابها عن العمل قد ادى الى فوضى عارمة في ببعض الحسابات و في بعض الازياء و ما الى ذلك من المشاكل جلست تعمل لساعات طويلة و نست موعد الغداء مع امها اتصلت مليسا تستفسر عن سبب تأخر ابنها
- " اه انا اسفة امي لم اتصل بك لاخبرك بانني لن استطيع ان احضرعلى الغداء"
- " و لم ؟"
- " لانني مشغولة جدا اعذريني ارجوك "
- " لكنك لم تأكلي شيئا "
- " لا بأس ..."
- " لا لا اريد ان تضعفي و تخور قواك او تمرضي فزفافك قريب و يجب ان تكوني بصحة جيدة "
- " امي انا بخير و لن يصيبني مكروه "
- " انني اصر على ان تاكلي .. سأرسللك بعض الطعام "
- " لا داعي صد...."
- " فيرو انتهى النقاش سأرسل لكطعام و ستأكلينه "
- " حسنا حسنا افعل ما شئت "
- " جيد"
- " الى اللقاء "
اغلقت سماعة الهاتف و هي تبتسم فامها مازالت تعاملها كطفلة صغيرة اكملت عملها و مر الوقت دون ان تشعر به سمعت طرقا على الباب
- " تفضلي "
- " فيرو لقد انتهى وقت العمل يجب ان اذهب هل ستكونين بخير اذا تركتك وحدك"
- " بالطبع يا كيت شكرا "
استدارت كيت لتخرج لكن فيرونيكا اوقفتها و هي تتساءل
- " كيت ...."
- " نعم يا فيرو ؟"
- " الم يصل شيء من امي ... كعلبة بها طعام ؟"
- " لا لم ار شيئا "
- " حسنا اذا لا بأس اذهبي و لا تنسي ان تغلقي الباب "
- " سأفعل .. هل تريدين شيئا اخر ؟"
- " لا شكرا كيت "
خرجت كيت ونسيت ان تقفل الباب ... لم تنتهي فيرونيكا من عملها كانت مندمجة في بعض الحسابات عندما سمعت باب مكتبها يفتح رفعت رأسها لترى الداخل فانصدمت و عبست تكلمت بحدة
- " ماذا تفعل هنا يا جونيور ؟"
رفع كيس بيده لتراه
- " اعتقد بانه طعام لك "
- " مِن مَن ؟ "
- " والدتك ..."
- " و امي لم تجد شخصا غيرك لترسل الطعام معه ؟"
- " لا .. انا تطوعت "
- " شكرا لك ضعه على المكتب "
وضع الكيس على المكتب فأنزلت رأسها تكمل عملها لكنها رفعت رأسها عندما احست بان جونيور لم يخرج بل جلس على الكرسي امامها
- " ماذا تريد الان يا جونيور ؟ لقد وصلت الامانة شكرا لك "
قهقه باستهزاء على كلامها
- " هل تعتقدين بانني تطوعت فقط لارسل لك الطعام .."
لم تعلق لكنها نظرت اليه بغيظ فابتسم لها و وضع رجله فوق الاخرى و اشعل سيجارة و نفثها مماجعلها تشعر بالغضب من تصرفه وقفت
- " تستطيع ان تذهب الان فلدي بعض الاعمال لانجزها "
- " لكنني لم آت لأذهب يا جميلة "
اتجهت ناحية الباب و فتحته كأنها تقول له اخرج الان لكنه ظل مكانه يبتسم بخبث و ينفث سيجارته دون ان يأبه بشيء و انها تطرده من مكتبها لكنه لم يتحرك فتخصرت و اشارت بيدها نحو الباب تدعوه للخروج لكنه ظل فيمكانه يبتسم مما زاد النار بداخلها و اشتعل الغضب في عينيها
- " كم انت جذابة و انت مغتاظة "
تنهدت بصوت مسموع و كان صبرها قد نفذ
- " قل لي اذ ماذا تريد ؟"
- " انت .. اريدك انت "
اقتربت منه و مسكته من ذراعه بقوة تجره الى الخارج لكن يده اقوى منها و بدل من ذلك جذبها الى حضنه و قبلها بعنف كانت تقاومه بالبداية لكنها تجاوبت معه فقبلها بلطف لكنها ابتعدت عنه و صفعته و ذهبت ناحية الباب تطرده
- " اخرج الان "
شعر بالغضب يغلي الدم الذي يسري في عروقه فهب واقفا و خرج من الباب لكنه التفت و نظر اليها بتحد ثم همس لها
- " اعرفي بأن ذلك لن يحدث ... لن تتزوجي منه إلا على جثتي .. و سأفعل المستحيل صدقيني ....فأنا لن اسمح بان ينسلخ جلدي مني... افهمت ؟؟! "

القى بكلاماته و خرج صافقا الباب بقوة وقفت كالتمثال فيرونيكا تحاول ان تسترجع كلماته فكرت بتلك القنبلة التي القاها عليها فشعرت بالخوف لتهديداته ماذا كان يقصد عندما قال ( ينسلخ جلدي مني ) لم تفهم ماعناه ... تركت الاوراق التي بيدها و خرجت من مكتبها اقفلت الابواب و اتجهت الى شقةمارك اغلقت الابواب و استند على الباب تتنهد و تشعر بالخوف الشديد و كأن جونيور يطاردها في هذا الليل الموحش ...
/
/
انتهى الفصل السابع عشر

برنس وصاب
09-22-15, 06:52 PM
<b>
18وقفت فيرونيكا في المطار تنتظر ان يفتح الباب الذي امامها ليخرج منه مارك رفعت رأسها لتنظر من بين الحشود مارك يدفع عربته لم يكن وحيدا !! كان معه رجل طويل يتكلم معه و يبتسم له انها تعرف هذا الرجل صعقت عندما اقترب منها فقالت بقلبلها
- " يا الهي ها قد اتت المشاكل "
لوح مارك بيده اليها و اقترب منها و عانقها كان جونيور يقف خلفهم ينظر اليهم فرمق فيرونيكا بنظرة خبيثة و ابتسم لها
- " حسنا مارك اراك غدا في مكتبي "
- " جيد اذا ... الى اللقاء يا جوينيور "
ابتعد جونيور و اختفى بين الحشود ... ركبت فيرونيكا السيارة كانت تتساءل عن وجود جونيور مع مارك التفتت الى مارك تسأله
- " ماذا يريد جونيور منك ؟"
- " لقد قابلته بالصدفة في الطائرة كان يجلس بالمقعد المجاور لمقعدي "
- " يا لها من صدفة "
اجابت باستهزاء ...

في اليوم الثالث من وصول مارك كانت فيرونيكا تحضر العشاء لكليهما اقترب منها و ضمها من الخلف
- " كم احب وجودك هنا تحضرين لي العشاء "
ابتسمت له و اكتفت بتقبيله ... جلس الاثنان يأكلون من العشاء اللذيذ الذي حضرته فيرونيكا .. حملت الاطباق لتغسلها فاقترب منها مرة اخرى و الصق جسدها بجسدها و همس يدغدغ رقبتها
- " احبك "
التفتت و قبلته طويلا ...
افاقت فيرونيكا على صوت طرق على الباب فقامت من الفراش و سحبت قميص مارك القصير و لبسته فتحت الباب فوجدت جونيور واقف ينظر اليها من رأسها حتى اخمص قديميها يبتسم بطريقة شيطانية
- " يبدو انني قاطعتكم ..."
اغللقت الباب لكنه مد يده يمنعها فتبدلت ملامحه من السخرية الى الجد و قال بصوت رصين
- " هل مارك هنا ؟"
- " لا "
- " حسنا اذا سامر لاحقا "
ااستدار لينزل الدرج لكنه خرجت و اغلقت الباب كي لا يستيقظ مارك و اوقفت جونيور بصوتها الحاد
- " ماذا تريد منه ؟"
- " اريده في بعض الاعمال "
- " لا اصدقك ..."
- " لا يتوجب عليك تصديقي "
- " هيا اخبرني ماذا تريد ؟"
- " قلت لك اريده بخصوص بعض الاعمال .."
- " جونيور الن توقف تصرفاتك التافهة و تبتعد عن طريقي فأنا اعرف ماذا تريد"
- " أي تصرفات ؟ لا افهمك "
- " لا تلعب دور البريء فأنت تعرف ماذا اقصد "
- " لا صدقيني ..."
- " لا تكذب فأنا اعرف بانك تكرهني و تحقد على والدتي و تريد ان تنتقم منا لا والدتي تزوجت بأبيك تريد ان تنتقم بتدمير زفافي من مارك فأتحطم انا و تنكسر امي لانكساري لكن اريد ان اقول لك بان خطتك التافهة باءت بالفشل و لن تستطيع ان تفعل أي شيء فبعد شهر سأكون زوجة مارك فابتعد عن طريقي من الان "
وقف غير مصدق كلامها و اكتسح الالم ملامحه فقال لها بصوت متألم
- " لا اعرف ان أي انتقام تقصدين لكن ذلك كان في الماضي انا لا أبالي ان تزوج ابي من والدتك انا لا اريد ان اوقف الزفاف لدمرك و ادمر والدتك انا لدي اسباب اخرى تحثني على ايقاف الزفاف لكنني لن افعل بعد الان و توقفت منذ فترة كل ما اريده الان هو ان تنعمي بزواج سعيد يا فيرونيكا ... اخبري مارك بان الصفقه فاتته "

دار و نزل الدرج ليغادر لكن فيرونيكا ظلت واقفة كالصنم تنظر اليه يبتعد مصدومة بكلماته هل يعني ما يقول ؟
خرج مارك و نظر الى فيرونيكا
- " لقد سمعت صوت جونيور اين هو ؟"
لم تنطق بكلمة امتفت بالاسارة على الدرج نزل مارك و هو ينادي جونيور
- " جونيور ... هي .. جونيور انتظر "
وقف جونيور ينظر الى مارك على الدرج و ينظر الى فيرونيكا اللتي تقف خلف مارك بالقرب من الباب كالتمثال
- " انا اسف يا جونيور كنت نائما لكنني سمعت صوتك فغسلت وجههي و لبست ملابس و .. لم اجدك ماذا اردت ؟"
- " لا بأس يا مارك ... لقد اتصلت بك هذا الصباح مرار لكنك لم تجب و اتصلت على مكتبك لكن امرأة اخبرتني بأنك لم تحضر اليوم ... كنت سأخبرك بشأن العقد و الصفقة اللتي تحدثنا عنها "
- " حسنا اذن تفضل بالداخل "
- " لا مارك فالمرة القادمة ... تعال الى مكتبي و سنتناقش في الامر "
- " حسنا ... انا اسف جونيور "
- " لا عليك "
رمق فيرونيكا بنظرة بارد و غادر البناية ...

- " فيرونيكا "
- " اهلا كيت "
- " لقد وصلك مغلف "
- " مِن مَن ؟"
- " لا اعرف "
- " شكرا "
دخلت مكتبها و اغلقت الباب فتحت المغلف لتجد بطاقة كتب عليها اسمها فتحتها لتقرأ
( انت مدعوة لحفلة في فندق ( لو بلازا )... في يوم السبت القادم ....في الساعة السابعة ....ألبسي افضل فستان عندك )

استغربت فهي لم تتعرف على المرسل ؟؟ خرجت من المكتب و سألت كيت
- " ألا تعرفين المرسل "
- " لا ابدا لقد وجدت المغلف في الصندوق هذا الصباح "
- " غريب "
اتصلت على جولي تخبرها بشأن البطاقة التي وصلتها هذا الصباح
- " و انا ايضا وصلتني كما وصلت لجاك"
- " غريب جدا هل ستذهبين "
- " بالطبع فالفضول يقتلني اريد ان اعرف من الذي ارسلها "
- " حسنا اذا سألقاك هناك "

اختارت احد فساتينها التي صممته بنفسها كان الفستان بسيط جدا لونه ابيض يصل الى ركبتيها و بلا اكمام اسدلت شعرها و وضعت ظلال عين خفيف جدا و احمر شفاه احمر فهي تحب هذا اللون كثيرا حملت حقيبتها و اتجهت الى فندق ( لو بلازا )
دخلت فوجدت العائلة اغلبها كانت القاعة مزينة بالزهور الحمراء جلست فيرونيكا حيث يجلس جاك مع جولي
- " الجميع هنا ... ماذا يجري يا جولي ؟"
- " نحن مثلك تماما لا نعرف ماذا يجري "
فجأة اطفأت الانوار و اشعلت الشموع دخل جونوير و جلس بعيدا عن الطاولة التي تجليس فيها فيرونيكا و جولي
عزفت موسيقى العرس فاستغرب الجميع وجود قس يقف على مسرح سغير دخل اليكس و وقف بالقرب منه و بعده بلحضات دخلت آلي بفستان العرس الابيض الطويل الذي يلتصق بجسمها و يمتد كذيل خلفها و كانت تخطي وجهها بطرحة بسيطة جدا بدت ساحرة و فاتنة لبساطتها وقف الجميع لها مندهشين ابتسمت فيرونيكا غير مصدقة ما يجري مسك اليكس يدها و رفع طرحتها عن وجهها جلس الجميع مستغريبن و بنفس الوقت سعيدين بزواج الاثنان المفاجيء مسك اليكس يدها و قال و هو ينظر اليها بشوق
- " آلي منذ ان رأيتك اول مرة عرفت بأنك هي انك من سأتزوج و الان بعد مرور سنوات تقفين امامي بكل سحر فتضييع الكلمات مني لكن كلمة واحدة لا انساها و لن انساها .... احبك ..."
وضعت فيرونيكا يدها على فمها تساقطت الدموع من عينيها كانت دموع فرح و حزن ... فرح لزواج آلي و حزن ... حزن على حالها فهي لن تحضى بزواج مبني على الحب فقلب لرجل احتله منذ سنوات طويلة و مازال يفرض سيطرته عليه ...
انتهت مراسيم الزواج و خرج الاثنان الى حفل الاستقبال يرقصون مستمتعين و فرحين
جلست فيرونيكا وحيدة تبكي بحرقة لم تستطع ان تصمد اكثر خاصة عندما رأت الرجل الذي تحبه يهنيء الزوجان ثم يقف بعيدا عن الانظار ... اخذت معطفها و خرجت دون ان يشعر بها احد انطلقت بالسيارة و اتجهت الى شقة مارك دخلت و وقفت تنظر الى مارك الذي رفع رأسه مستغرب

- " فيرو ... لم تبكين يا حلوتي ؟"
اقترب منها يضمها لكنها ابتعدت عنه
- " مارك لا استطيع ... لا استطيع ..."
استغرب و شعر بالقلق من نبرة صوتها و بكاءها
- " لا تستطيع ماذا تكلمي يا فيرو ؟؟"
- " ارجوك سامحني ..."
- " تكلمي و توقفي عن البكاء لم اسامح "
- " مارك ... انا .... انا ... لن استطيع ان اتزوجك ..."
- " ماذا ؟؟؟ !!"
- " انا اسفة لا استطيع "
- " و لماذا يا فيرو انا احبك .."
- " لكنني لا احبك يا مارك ارجوك سامحني فقلبي ملك لرجل اخر .... انا اسفة "
خرجت مسرعة تبعها مارك لكنه لم يستطيع ان يلحق بها كانت تقود السيارة بجنون وقفت عند شقة جونوير وقفت تنظر الى نافذة شقته نزلت من السيارة و ترددت هل تدخل ام تعود الى منزلها اخذت تفكر يجب ان تهنيء جونيور بانتصاره اخذت نفس عميق و دخلت صعدت الى حيث شقته طرقت على الباب لكن لا احد يجيب حاولت مرة اخرى لكن لا يوجد احد جلست على الدرج تنتظر قدومه و تبكي ساح الكحل و تبعثر شعرها الجميل بكت كثيرا حتى غفت من التعب ...
انتهت الحفلة فعاد جونيور الى منزله في وقت متاخر حاول ان يضع المفتاح في القفل لكنه سقط خلفه التفتت ليأخذه فوجد امرأة تنام على الدرج اقترب منها و ازاح خصلات شعرها الذهبي عن وجهها فانصدم لما رآه رأى فيرونيكا حبيبته نائمة على الدرج و تبعثر شعرها و اتسخ فستانها الابيض بدموعها اللتي امتزجت بكحلها الاسود رأى خطوط الكحل على خديها حملها بين ذراعه و ادخلها غرفته فتح فستانها و اخذ ينظر الى جسدها العاري بلع ريقه و توتر و حاول ان يقاوم هذا الجسد الشهي البسها قميص نضيف و اخذ منديل مسح به خطوط الكحل الذي جرح خديها الناعمين من فعل بها هذا من ؟؟
غطاها و اغلق باب الغرفة لتنام بهدوء ...
فتحت عينيها و استغربت وجودها في الفراش هل كانت تحلم بالامس بانها اتت الى شقة جونوير انزلت عينيها فرأت انها تلبس قميص رجالي تلفتت يمينا و يسارا فوجدت صورة لليو و والدة جونيور فعرفت بأنها في غرفة جونيور شعرت بالخوف هل فعل بها شيئا ؟ هل اغتصبها ؟ قامت بغضب من الفراش و خرجت الى الصالة
وقفت دون حراك و تبدلت مشاعر الغيظ و الغضب الى مشاعر الم و شفقة
رأت جونيور نائم على الكرسي بقميص بذلته السوداء واضعا رجليه على الطاولة اقتربت منه تنظر اليه شعر بوجودها ففتح عينيه و ابتسم لها بكل بساطة و كأن لم يحدث شجار بينهم من قبل حاولت ان تغادر لكنه امسكها من يدها رفع يدها و طبع قبلة رقيقة عليها سرت قشعريرة في جسدها فسحبت يديها و بكت اقترب منها بقلق و ربت على كتفها
- " لم تبكين يا حبي ؟"
مسحت دموعها و واجهته
- " انا ابكي فرحا"
قالتها باستهزاء فعبس و رفع وجهها بابهامه
- " لا ...انت تبكين لسبب اخر الا الفرح "
- " اصبت ... اني ابكي حظي العاثر ... لكن لا تقلق لقد اتيت هنا بالامس فلك اجدك انتظرتك لاهنئك على انتصارك "
- " أي انتصار ؟"
- " لن يكون هناك زفاف "
تنهد ارتياحا و ابتسم بسعادة
- " انا اسف من اجلك صدقيني لكنني فرح "
- " حسنا اذا استمتع بنصرك "
التفتت لتخرج لكنه اوقفها و جرها اليه قبلها طويلا تجاوبت معه فلفها بذراعيه و اخذها الى عالم اخر حيث الحب و العشق و الغرام ...
ابتعدت عنه لكنه تمسك بها و جرها مرة اخرى الى احضانه
- " ارجوك لا تهربي اكثر لقد تعبت من ملاحقتك "
ذابت بأحضانه مرة اخرى فهمس لها
- " احبك "
توقفت عن تقبيله و رفعت بصرها مستغربة فابتسم لها
- " انني صادق فيما اقول ... احبك جدا ... صدقيني "
ضغطت على شفتيها و اغمضت عينيها تمنع دمعة من السقوط
- " ارجوك قولي بانك تحبيني و لن تهربي مني ثانية "
سكتت لمدة طويلة بينما الكلمة تتقلب في صدرها تريد ان تخرج و تفجر العالم بها نظر اليها بأمل يريد ان يسمعها لم تستطع ان ترى نظرات الامل بعينيه فتخيب ظنه و اخيرا نطقت
- " انا لا احبك "
انزل رأسه حزنا و اشاح عنها لكنها مسكتت وجهه بين يديها تنظر الى عينيه الزرقاوين التين لطالما عشقتهما
- " بل اعشقك "
انفرج ثغره بابتسامة فأخذها بين يديه و قبلها قبلات لن تنتهي ...

مرت الايام و الاسابيع و السهور بالحب و الوئام و مرت عشرون سنه على زواج جونيور من فيرونيكا الذي اثمر حبهما بنتا جميلة كوالدتها (سارة ) و صبي شقي كوالده (توم )
و تزوج جاك من جولي و انجبا ولد و بنت ( فيكي ) الذي يعشق (سارة ) ابنة جونيور و فيرو و ( شلي ) الصغيرة صديقة (توم)
كما انجبت آلي و اليكس توءمان بعمر ( فيكي و سارة ) بنت و صبي اسمتهما ( ديفيد و آشلي ) و هي حامل بالطفل الثالث ...
و الان أتى دور ابناءهم ان يعيشوا قصة حب جديدة كما عاش آباءهم
</b>

برنس وصاب
09-22-15, 06:53 PM
ولكم مني خااااالص الحب

برنس وصاب
09-22-15, 06:58 PM
<b>الاغراء الخطر
الملخص



نظرت نحو باب مكتب المدير والى اللافتة التي تحمل اسمه (مارك رايدر).
هو رجل جذاب له وجه صلب وعينان بلون الفولاذ وشعر اسود لامع.
لم يكن لديها فكرة عن طريقة تفكيره ,لكنها كانت تعرف بعض الاشياء عن حياته الخاصة تدل على انه وغد تماما فيما يتعلق بالنساء.......
بديهتها اخبرتها بان عليها ان تكرهه ,ولكن عندما كان ينظر اليها كانت تنجذب اليه كما لو انها تعمل مع سلك كهربائي عاري.
وكانت كارولين تقضي الايام في الحملقة اليه تفكر فيه تتساءل عما يمكن ان يحدث.
</b>

برنس وصاب
09-22-15, 06:59 PM
الاغراء الخطر

الفصل الاول

كارولين كانت تعمل وقتا اضافيا مرة اخرى ,نظرة سريعة لساعة يدها دلتها انها لن تتاخر على موعد العشاء مع ستيفان ,الساعة السادسة وهي على وشك الانتهاء.
نظرت نحو باب مكتب المدير والى اللافتة التي تحمل اسمه (مارك رايدر)وهو, رجل جذاب له وجه صلب وعيناه بلون الفولاذ وشعر اسود لامع .
لم يكن لديها فكرة عن طريقة تفكيره ,لكنها كانت تعرف بعض الاشياء عن حياته الخاصة, تدل على انه وغد تماما فيما يتعلق بالنساء.
بديهتها اخبرتها بان عليها ان تكرهه ,ولكن ,عندما كان ينظر اليها كانت تنجذب اليه كما لو انه كانت تعمل مع سلك كهربائي عاري ,وكانت كارولين تقضي الايام في الحملقة اليه ,منتديات للحب لمسة ,,تفكر فيه ,تتساءل عما يمكن ان يحدث اذا لمست هذا السلك العاري.منتديات للحب لمسة
توقفي عن التفكير فيه ! هكذا اخبرت نفسها للمرة المئة خلال هذا اليوم نهضت وضغطت ,على زر الطباعة بالكمبيوتر ,وخرج الخطاب وعلى راسه كلمات (رايدر للدعاية ).
فجاة انفتح الباب وخرج منه استرقت اليه النظر وجاذبيته تثيرها عيناه الرمادية لمعت فوق جهاز الطباعة وهو يقول :
_لقد انتهيت من كتابتهم جميعا ؟_نعم ياسيدي ,هذا اخرهم.
_رائع ساوقع على كل النسخ هنا ويمكنك ارسالهم ,بينما كان يوقع على الخطابات انتقلت ,,الى الجانب الاخر من الغرفة وارتدت معطفها الابيض, وهي تلاحظ نظرة مارك الى جسدها الرشيق وهو يقول :
_انت مستعجلة لن اؤخرك هل اؤخرك ؟
</b>

برنس وصاب
09-22-15, 07:00 PM
<b>_لا .
قال وهو ينتهي من التوقيع على اخر خطاب :
_انا جائع......يمكننا ان نتعشى معا .....,.وربما نذهب الى المسرح بعد ذلك .
كان يتكلم بينما كارولين متوترة وانفاسها لاهثة وهي تشعر بسريان الكهرباء في جسدها ,لقد سالها مرارا طوال الشهور الماضية ان تتعشى معه.
لكنها كانت ترفض في كل مرة ....كانت تعرف بالغريزة ان هذا خطر عليها.
_سيكون هذا جميلا ولكن لدي خطط اخرى للاسف .
_هذا شانك دائما لابد ان حياتك مشغولة جدا ياانسة شو.
_انا احب ان اكون مشغولة دائما .
_هل ستلتقين بحبيبك الليلة ؟
_من قال ان لدي حبيبا ؟
_شابة بمثل جمالك ......
_اشكرك على المجاملة !
كانت تعرف ان ابتسامة تخفي غضبا بسبب رفض دعوته ,,وضعت الخطابات في المظاريف ولصقتهم .
قال مارك:
_انا اتعجب من انغلاقك ياانسة شو! اعني فيما يتعلق بحياتك الخاصة,,,فمعظم السكرتيارت اللواتى عملنى عندي كن يشعرن بسعادة غامرة في الثرثرة عن احبائهن.
_لعلي اختلف عنهن.
_نعم وانا اتساءل لماذا؟
فجاة زادت شحنة الكهرباء بينهما ,وشعرت كارولين بنبضها يتسارع ويتملكها ادراك عميق ,بوجوده حتى انها تساءلت الى متى سيمكنها العمل معه بدون ان ينفجر الموقف كله في وجهها .

قالت :
_يجب ان اذهب ........ساراك غدا ياسيدي.
_تصبحين على خير.
اغلقت الباب وهي ترتعش ,ولم تشعر بزوال التوتر الا بعد ان غادرت المكان.
العمل مع رجل مثله كان اشبه بالعيش تحت التهديد كانت تشعر بالانجذاب نحوه اكثر مما شعرت تجاه اي رجل في حياتها.
ضغطت زر المصعد وهي تفكر في سمعته العاطفية ,يقولون انه وغد تماما ,وهم على حق.
كان الجو باردا ومظلما ,اندست داخل معطفها وهي تتجه الى محطة الترام.مارك رايدر سيقوم السائق بتوصيله الى المنزل ,,بينما هو جالس في المقعد الخلفي لسيارته الليموزين .</b>

برنس وصاب
09-22-15, 07:01 PM
اما الليلة فقد اصطحبها ستيفان الى (رتيز ) افخم فنادق المدينة .
وهللت كارولين فحسب ,قال ستيفان انها مناسبة خاصة ودخلا الى المطعم حيث كان قد حجز مائدة لاثنين فجاة وهما يمضيان نحو مائدتهما مع رئيس الخدم التقت بزوج العيون الرمادية الفولاذية وفما قاسيا وشعرت ان شحنة الكهرباء تسري في بدنها وتقتلها بينما دقات قلبها وصلت لسرعة صاروخية .
كان مارك رايدر الذي قال لها ببرود:
_مساء الخير ياانسة شو .
_مساء الخير ياسيد رايدر.
واجبرت نفسها على استكمال السير وهي تدرك ان كتلة الاثارة السوداء تقبض على معدتها
سالها ستيفان وهما يجلسان عن هذا الشخص فقالت:
_رئيسي في العمل ,هذه فنتيا بايك التي معه اليس كذل !انا اعرفها من المجلات .......
_نعم ......انها مذهلة ؟
_انها تشبه زوجة دراكولا كل هذا المكياج!
_لاامانع ان اشعر باسنانها في عنقي!
بعد الشمبانيا والعشاء قال ستيفان :
_حسنا ,لن استطيع ان اؤجل المفاجاة اكثر من ذلك.
_ستيفان ....كلمتني عن ترقية من قبل و.........
_لقد ترقيت واصبحت الان مندوب مبيعات منفذ ...,ليلاس,.وهذا يقودني الى اكبر المفاجات على الاطلاق .
ابتسمت كارولين تراقبه بينما كان يضع يده في جيب الجاكيت ليخرج علبة قطيفة زرقاء صغيرة جعلتها تحبس انفاسها واضاءت عيناها ......
قال ستيفان:
_عزيزتي اعرف انها مفاجاة ولكن لابد انك عرفت شعوري نحوك ......انا احبك.
كانت مندهشة تحملق فيه وتقول لنفسها انها تحبه وانها تريد ان يحدث هذا ,,,بينما مد هو العلبة المفتوحة على الخاتم السولتير الماسي ,ولاحظت من بعيد ان مارك رايد ينظر نحوهما .
_ارجوك ......لااعلم ماذا اقول ؟
_لقد اخبرتك قولي نعم.
فجاة ادركت بقوة ان عيني مارك رايدر الرماديتين مسلطتين فوقها وكانت تكافح لتتماسك.
_ستيفان .....الامر مفاجئ !
_انت تعلمين انني احبك بجنون .
_اعلم ,ولكن ......
كانت تريد ان تكون صريحة معه وكان اكثر شيء تريده هو ان يتوقف مارك رايدر عن النظر اليها .

برنس وصاب
09-22-15, 07:05 PM
_ساعطيك وقتا لتفكيري في الامر ,ماالمدة التي تحتاجين اليها.
نظرت اليه وقالت بابتسامة دافئة :
_لااحتاج الى اي وقت ياستيفان ,بالطبع ساتزوجك !
فيما بعد رقص الاثنان في ضوء المطعم الخافت ,على انغام البيانو وهما يتكلمان عن تحديد موعد للزفاف,لكن كارولين قالت انها تحتاج الى وقت للتفكير في الزفاف .
وعندما عادا الى منضدتهما فوجئت بمارك رايدر بتقدم نحوها ويطلب منها مراقصته..
_انسة شو ,اعلم ان هذا ليس حفل عمل ولكنني اشعر بانه يجب ان اطلب منك مراقصتي.
لم يكن لديها خيار سوى الموافقة بابتسامة ,,وشعرت بالعينين الفولاذتين تجولان كالحريقة فوق جسدها المثير ,بينما قال مارك لستيفان بابتسامة ساخرة:
_هل تمانع ياسيد .......
_دالي ,ستيفان دالي.
احاطها بيده وهما يتوجهان الى منطقة الرقص بجوار البيانو ثم قال:
_حسنا ياانسة شو يبدو انك لاتستطيعي الاحتفاظ باسرارك الى الابد !
_ستيفان ليس سرا !!!
_بالطبع وانا متاكد انك كنت ستخبرينني بخطبتك في الصباح.
_الخاتم سيكون في يدي.
_وتجنبتي كل اسئلتي ,على الاقل الان اعرف لماذا رفضت كل دعواتي اعتقد انك تعرفينه منذ حوالي عام.
_لامنذ ستة اشهر .
توتر جسده واستطاعت ان تشعر بالغضب الذي يعتريه وهو يعلم انها عرفت ستيفان بعد ان ,التحقت بالعمل لديه سالها عن عمل خطيبها ,وعندما اخبرته انه مندوب في شركة للبلاستيك قال على الفور.
_رجل البلاستيك !ومتى موعد الزفاف ؟
_لم نحدد الموعد بعد ,احتاج الى وقت لافكر ,الزواج خطوة كبيرة.
_الزواج صنع من اجل الحمقى ! سامحيني ياانسة شو !انه مجرد راي شخصى .
_راي لااشاركك فيه والا ماتزوجت ستيفان.
_اعتقد انه لن تتزوجيه كما فهمت ,فهناك مشكلة ما شيء تحتاجين الى وقت للتفكير فيه .....؟
_انا اعرفه منذ ستة شهور وهذه ليست مدة كافية .
افلتت من سخريته اخيرا عندما عاد بها الى المائدة طلبت من ستيفان الذهاب فقام بتوصيلها الى المنزل
قبلها بدفئ ورقة تكاد طفولية ,تلقت كارولين القبلة بصبر ثم فتحت باب السيارة وخرجت .
قال ستيفان:
_انتظري ماذا سنفعل في عطلة نهاية الاسبوع لقد نسيت ....والداي يريدان رؤيتك ,اعتقد انه يمكننا الذهاب اليهما يوم السبت؟
_بالطبع ساتي ياستيفان.
_لكن يجب ان نقضي الليلة هناك بالطبع ....في غرفتين منفصلتين طبعا ..لكن الطريق طويل وسنتعب اذا عدنا في نفس اليوم.
ابتسمت كارولين وطلبت منه ان يشكر والديه على الدعوة.
قال ستيفان :
_سيكون لديك عائلة جديدة .
تبادلا ذكريات وفاة والديها في حادث سيارة مفزع منذ ثلاثة سنوات وكونها وحيدة تماما الان .
فيما بعد وهي تدخل الشقة شعرت بالارتباك غير مسامح كل شيء حدث بسرعة نظرت الى خاتم ,خطبتها وشعرت بقلق لو كانت تحب ستيفان لماذا قضت كل الامسية غير قادرة على نزع راسها وعينيها عن مارك رايدر؟
ولماذا يجعلها تشعر بكل هذه الاثارة ...والخوف؟
نهاية الفصل الاول

برنس وصاب
09-22-15, 07:05 PM
_ساعطيك وقتا لتفكيري في الامر ,ماالمدة التي تحتاجين اليها.
نظرت اليه وقالت بابتسامة دافئة :
_لااحتاج الى اي وقت ياستيفان ,بالطبع ساتزوجك !
فيما بعد رقص الاثنان في ضوء المطعم الخافت ,على انغام البيانو وهما يتكلمان عن تحديد موعد للزفاف,لكن كارولين قالت انها تحتاج الى وقت للتفكير في الزفاف .
وعندما عادا الى منضدتهما فوجئت بمارك رايدر بتقدم نحوها ويطلب منها مراقصته..
_انسة شو ,اعلم ان هذا ليس حفل عمل ولكنني اشعر بانه يجب ان اطلب منك مراقصتي.
لم يكن لديها خيار سوى الموافقة بابتسامة ,,وشعرت بالعينين الفولاذتين تجولان كالحريقة فوق جسدها المثير ,بينما قال مارك لستيفان بابتسامة ساخرة:
_هل تمانع ياسيد .......
_دالي ,ستيفان دالي.
احاطها بيده وهما يتوجهان الى منطقة الرقص بجوار البيانو ثم قال:
_حسنا ياانسة شو يبدو انك لاتستطيعي الاحتفاظ باسرارك الى الابد !
_ستيفان ليس سرا !!!
_بالطبع وانا متاكد انك كنت ستخبرينني بخطبتك في الصباح.
_الخاتم سيكون في يدي.
_وتجنبتي كل اسئلتي ,على الاقل الان اعرف لماذا رفضت كل دعواتي اعتقد انك تعرفينه منذ حوالي عام.
_لامنذ ستة اشهر .
توتر جسده واستطاعت ان تشعر بالغضب الذي يعتريه وهو يعلم انها عرفت ستيفان بعد ان ,التحقت بالعمل لديه سالها عن عمل خطيبها ,وعندما اخبرته انه مندوب في شركة للبلاستيك قال على الفور.
_رجل البلاستيك !ومتى موعد الزفاف ؟
_لم نحدد الموعد بعد ,احتاج الى وقت لافكر ,الزواج خطوة كبيرة.
_الزواج صنع من اجل الحمقى ! سامحيني ياانسة شو !انه مجرد راي شخصى .
_راي لااشاركك فيه والا ماتزوجت ستيفان.
_اعتقد انه لن تتزوجيه كما فهمت ,فهناك مشكلة ما شيء تحتاجين الى وقت للتفكير فيه .....؟
_انا اعرفه منذ ستة شهور وهذه ليست مدة كافية .
افلتت من سخريته اخيرا عندما عاد بها الى المائدة طلبت من ستيفان الذهاب فقام بتوصيلها الى المنزل
قبلها بدفئ ورقة تكاد طفولية ,تلقت كارولين القبلة بصبر ثم فتحت باب السيارة وخرجت .
قال ستيفان:
_انتظري ماذا سنفعل في عطلة نهاية الاسبوع لقد نسيت ....والداي يريدان رؤيتك ,اعتقد انه يمكننا الذهاب اليهما يوم السبت؟
_بالطبع ساتي ياستيفان.
_لكن يجب ان نقضي الليلة هناك بالطبع ....في غرفتين منفصلتين طبعا ..لكن الطريق طويل وسنتعب اذا عدنا في نفس اليوم.
ابتسمت كارولين وطلبت منه ان يشكر والديه على الدعوة.
قال ستيفان :
_سيكون لديك عائلة جديدة .
تبادلا ذكريات وفاة والديها في حادث سيارة مفزع منذ ثلاثة سنوات وكونها وحيدة تماما الان .
فيما بعد وهي تدخل الشقة شعرت بالارتباك غير مسامح كل شيء حدث بسرعة نظرت الى خاتم ,خطبتها وشعرت بقلق لو كانت تحب ستيفان لماذا قضت كل الامسية غير قادرة على نزع راسها وعينيها عن مارك رايدر؟
ولماذا يجعلها تشعر بكل هذه الاثارة ...والخوف؟
نهاية الفصل الاول

برنس وصاب
09-22-15, 07:06 PM
الفصل الثاني
*******************
في الصباح اليوم التالي وصلت كارولين الى ,,المكتب وهي تشعر بالتوتر ,سلوك مارك في الليلة السابقة اذاها
دائما ماكان يسعى لمعرفة اسرارها الشخصية ,,ليلاس,ولكن بطريقة غير مباشرة
وهي لم تكن تحب االعلان عن حياتها الشخصية لان هذا كان يشعرها بالعري والمرض امام الاخرين,علقت معطفها على الحائط وجلست على المكتب لتفحص البريد دق جرس جهاز الاستدعاء
اسرعت نبضات قلبها وهي تجيب:
_نعم ياسيدي.
_تعالي ياانسة شو.
ذهبت اليه وقدمت البريد.
كان جذابا لدرجة غير محتملة وواثقا وخطيرا.
طلب منها الجلوس وقال ببرود:
_اخشى ان شيئا قد حدث......جاك راشي يحاول سحب الصفقة التي عرضتها عليه في الشهر الماضي ,تلقيت فاكسا من (راشي لادوات التجميل)منذ عشر دقائق شركة راشي واحدة من اكبر منتجي ادوات التجميل في اوربا ولديهم ارخص سعر في السوق ,ادوات جيدة باسعار منخفضة جدا.
علمت من مارك ان راشي تلقى عرضا من احد المنافسين واخبرها انه ينوي ان يحصل على ,الصفقة باي وسيلة ولهذا قرر ان يذهب اليه اليوم:
_يجب ان افعل ذلك بسرعة,الغى كل مواعيدي بداء من الحادية عشر هذا الصباح .ساذهب الى البيت لنحزم بعض الامتعة ,ثم نتوجه الى كورنوال ,ينبغي ان نكون هناك حوالي الساعة ......
ببطء رفعت كارولين راسها وسالته:
_نحن ؟هل تقول نحن؟
-نعم بالطبع ساحتاج اليك معي هذه المرة,لااحد يعرف تفاصيل العقد .
_ولكن ياسيد رايدر لااستطيع ان اذهب معك.
-هذه حالة طوارئ ياانسة شو ويجب ان تصحبيني.
_سيدي ,هذا غير ممكن ,وبغض النظر عن اي شيء,انا لااعلم لماذا تحتاج الي معك.
_انت تعرفين كل شيء ,وعمليا انت مساعدي الشخصي كما ان جاك راشي اعجب بك منذ اول دقيقة
_هل تطلب مني ان اصحبك كنوع من المغازلة المؤجرة؟
_ولما لا ,انت جيدة لهذا.
لم تتوقع ان يصل الحديث الى هذه القسوة وقالت بانزعاج:
_ماالذي تعنيه بقولك جيدة لهذا.؟
_اعني انك تعدين بكل شيء ,ولاتعطي شيئا ,اليس هذا فن الغزل ,ياانسة شو؟
حاولت الفرار بالسؤال عن المدة التي يحتاجان الى قضائها هناك .
قال (حتى يوم الاحد على الاقل)فقالت انها لن تستطيع الذهاب اذن لان لديها خطط اخرى لعطلة نهاية الاسبوع .
قال :
_اية خطط ؟ستيفان سياخذك لمقابلة اسرته.
وبدا يسخر من ستيفان ومنها وخيرها بين الذهاب معه وبين ترك العمل لان عقدها ينص ,على السفر اذا احتاج العمل هذا مهما كانت الظروف.
قال :
_لقد وقعت على هذا العقد وحصلت على كل امتيازاته, والان تواجهيني بالاعتذارات ..الغي موعدك مع رجل البلاستيك وتعالي معي .
_كف عن وصف خطيبي برجل البلاستيك.
_ولكنه كذلك ؟؟
_سابدا في مناداتك برجل الاعلانات اذن ,هل افعل ذلك؟
_بل ستدعونني (ياسيدي )والا علمتك درسا لاتنسيه.
توقفت انفاسها فقد قال عبارته الاخيرة بتهديد يحمل ايحاءات اخرى جعلت قفزة من الاثارة تجري في بدنها .
وافقت مجبرة على الاعتذار لستيفان والذهاب معه الى كور نوال.
لم تكن تستطيع تحمل فقدان الوظيفة,تكاليف الايجار والكهرباء والطعام والوقود,واذا فقدت مرتب شهر واحد سينهار كل شيء .
اتصلت بستيفان واعتذرت له عن زيارة والديه في نهاية الاسبوع لاحتياج العمل اليها وتهديد مارك بفصلها ,عندما كانا يتحدثان عن مارك شعرت بالخوف المصحوب بالاثارة ,كيف ستواجه عطلة نهاية الاسبوع وحيدة مع سلك الكهربائي ,وكان واضحا ان ستيفان يفكر في نفس الشيء.
اذ قال فجاة:
_اتمنى ان يكون الامر مجرد رحلة عمل ,ياكارو,ان قضاء عطلة نهاية اسبوع معه لوحدك.........
_بالطبع مجرد عمل ! مارك رايدر بالتاكيد لايريد اي شيء مني ,انها رحلة عمل ضرورية وساعود يوم الاحد لاؤكد لك ذلك.
وفيما بعد ,عندما ودعته جلست للحظة وفكرت في الحوار الذي دار ,اذن فهي ليست الشخص الوحيد الذي يدرك مدى قوة جاذبية مارك عليها.
ذهبت الى مكتب مارك واخبرته بانها اعتذرت لستيفان.
قال لها:
_حسنا , يمكنك مغادرة المكتب في الحادية عشر لتحزمي ملابسك وسوف امر على شقتك عند الظهر.
_عنواني هو........
_انا اعرف عنوانك ياكارولين.
الاثارة بينهما كانت غير محتملة,وهو يستخدم اسمها الاول,اطرقت كارولين وعادت لمكتبها وهي تشعر ان قلبها يدق كالعاصفة.
سيحاول ان يقبلني فور وصولنا الى كورنول,هكذا فكرت ,,ودق قلبها من تخيل هذا الفم القاسي عليها وشعرت فجاة بالغضب يشملها ,يمكنه ان يحاول كما يشاء!اماريج,, لكنني لن اسمح له ابدا باستغلالي وسيكون هناك نهاية لهذا كله.
عند الظهر وصلت سيارة مارك رايدر الفاخرة عند بيتها ,,ليلاس,والتقى بها عند اسفل السلم وهي تنزل بحقيبتها .
اخذ منها الحقيبة ليضعها في مؤخرة السيارة, وانتقل الى جوارها على مقعد القيادة.
قال مارك ببرود وهما منطلقان بسرعة الى شيسويك:
_كيف تلقى ستيفان الامر؟
_لم يكن سعيدا.
_ووالديه؟
_لحسن الحظ انه لم يخبرهما بخطتنا لزيارتهما.
_اذن فلن يبدو احمقا امامهما ,هذا جيد.
_حسنا , ياسيد رايدر انت تفاجئني ,فانا لااتصور انك قاسي الى هذا الحد.
ضحك مارك متهكما وهو يقول (ليس تماما )وساد الصمت لفترة قبل ان يسال فجاة:
_هل فكرتما في تحديد موعد للزفاف بعد؟
_لم يكن لدي وقت في الحقيقة .........
_المراة التي تحب لاتحتاج الى وقت,,ليلاس, انها تحتاج فقط الى فستان الزفاف ,وكنيسة ,وشهر عسل.
_اعتقد انك تسطح الامور ....... هناك الكثير من الاشياء التي يجب حسابها مع الزواج.
مثل ماذا ؟
_حسنا .......محاولة ترتيب برنامجنا معا ,محاولة........
_مقارنة رسائل الفاكس الخاصة بكل منكما ! ياللشاعرية !
_انت غير رقيق ياسيد رايدر و.......
_يجب ان تتوقفي عن مناداتي بالسيد رايدر ,اسمي مارك.
_اعتقد انه ينبغي ان اناديك بسيدي ... والا علمتني درسا.
ضحك برقة وهو ينظر اليها قائلا:
-ساعتها كنت اقصد سياسة المكتب ,,ولكننا لم نعد في المكتب وهناك قواعد لعبة اخرى
_هل هذه لعبة ,اذن ؟
_فقط ناديني مارك وستكون الامور افضل.
_لااستطيع ان اناديك مارك,انا سكرتيرتك وانت رئيس ,لن يكون لائقا.
_نحن نعرف بعضنا من ثمانية شهور وانا لست شخصا غريبا بالنسبة لك .هل تفكرين في على انني السيد رايدر؟
_لاافهم .....
_عندما تفكرين في ,هل تفكرين في السيد رايدر ام مارك؟
ترددت في الرد.
فقاطعها بعينينه الفولاذيتين بتهكم :
_لاتقولي انك تفكرين في كسيدك في العمل والا ساوقف السيارة واودع الحياة معك ياانسة شو!
فقدت النطق للحظة ,دقات قلبها ولاثارة الكهربائية بينهما
فقالت في صوت محسوب :
_افكر فيك كمارك.
_حسنا .
كان يفرض عليها الحديث في الشئون الشخصية ,مما اشعرها بالخطر وحملقت خارج النافذة وهي تتمنى ان يستدير بسيارته ويعود بها الى المنزل .
قال مارك بعد لحظة:
_اذن اخبريني كيف التقيت بستيفان ؟
_كيف التقيت به........
_الطريق طويل امامنا ويجب ان نتكلم معا .
_يمكننا ان نتكلم عن عقد راشي .....فهو في النهاية سبب مجيئنا ,,,ان نتم بعض الاعمال غير المنتهية.
_اوه , اننا هنا لاتمام بعض الاعمال غير المنتهية ,نعم.
_اتكلم عن عقد راشي..
_سننجز كل الاعمال غير المنتهية ياانسة شو عندما نصل الى فندقنا .
_استدر بهذه السيارة فورا ! اريد العودة الى لندن.
_لاتعطيني اوامر ياكارولين هذه وظيفتي انا .
_فقط في حدود العمل
_سوف نرى ذلك.........
قال هذا بنعومة ونظرة باردة وابتسامة على فمه القاسي ثم ضحك على وجهها المذول واستطرد..
_اخبريني عن ستيفان قلت انك التقيت به منذ ستة شهور.
_لاايد ان اتكلم عن هذا.
_اعلم هذا,,,لكنني رئيسك واقود السيارة وانت ستفعلين ماامرك به.
انفجرت بالغضب وهي تقول:
_ستيفان كان على حق ,انت قرش قاسي .
_اوه ,نعم ؟ماذا قال ستيفان ايضا.
كانت على وشك ان تخبره ثم سكتت فجاة وتحت الضغط اخبرته بقصة تعرفها على ستيفان عندما اكل كلبه طعامها .
لكن اسئلة مارك رايدر لم تنته عند هذا الحد ,,ليلاس,هل اخذك للعشاء ؟ هل قبلك ؟ من قبلك لاول مرة ؟ هل ذهبتما الى الفراش ؟؟؟؟
وكانت كارولين تشعر بالغضب مع كل سؤال وفي النهاية انفجرت والكارهية تشع من عينيها :
_توقف .......انت تعلم عني اكثر مما ينبغي ,ولااستطيع ان اتحمل انك تعرف عني اي شيء ,,لااستطيع ان اتحمل قربك مني,,ولاالطريقة التي تنظر بها الي ,ولا الطريقة التي تجعلني اشعر بها .
انهارت مع اخر كلمة ونظرة من الرعب في عينيها ,جفونه السوداء ,ارتعشت وارسل لها نظرة رمادية ميتة ......وقال
_هذا كفيل بان تخبريني بكل شيء اريد ان اعرفه ,اليس كذلك ياكارولين؟
نظرت بعيدا وشعرت انها عارية منكشفة وغير قادرة على الدفاع عن نفسها .....وشعرت بندم مرير على مجيئها في هذه الرحلة
لقد احرز التفوق عليها ,,ليلاس,هذا التفوق الذي كانت تمنعه منذ ثمانية شهور
وفجاة فقدت اقتناعها بانها قادرة على ان تمنعه عنها.
نهاية الفصل الثاني

برنس وصاب
09-22-15, 07:07 PM
الفصل الثالث
***************
على قمة هضبة تشبه عش الصقر وسط صخور حمراء كان يقع الفندق .
قاد مارك سيارته بمهارة خلال البوابات ,والممر المحوط بالاشجار ,وتوقف بها في الخارج .
_جناحين ,السيد رايدر والانسة شو ,انهما محجوزان باسمي.
قال هذا لموظفة الاستقبال الشقراء الباسمة ,واعطاها كارته الذهبي ,اما كارولين فكانت تقف بعيدا عنهما وجسدها يمتلئ بالتوتر والحنق .
سلمها مفتاحها وقال انه سيتصل بها بعد ساعة في غرفتها .
في الممر توقعت ان يتبعها الى غرفتها ,لكنه تجاوزها الى باب الجناح المجاور واغلق الباب خلفه ,هدوء المكان كان رائع ,,قررت الا تفكر فيه ,منتديات ليلاس,,وذهبت لاخذ حمام ثم جففت شعرها وارتدت ملابس السهرة السوداء وتعطرت ووضعت زينتها .
وطلبت من خدمة الغرف فنجانا من القهوة ,وقررت ان تتصل بستيفان ,,ليلاس,وبينما كانت تتحدث معه سمعت طرقا على الباب , اعتقدت انها القهوة وذهبت لتفتح .
كان مارك الذي قال :
_الى من تتحدثين ؟ انني احاول الاتصال بك.
_انه ستيفان ,رايت انه من الافضل ان اتصل به واخبره.
_انك سالمة ,اعتقد انني ساؤكد له انك لن تكوني سالمة لوقت طويل .,واسرع نحو التلفون والتقطه قائلا:
_دالى ؟ هذا انا مارك رايدر,انا على وشك ان .
همست قائلة (اسكت ) وخطفت منه التلفون لتكمل الحديث ,,بينما مارك يراقبها بابتسامة كسولة وبطلب منها انهاء المكالمة مما اجبرها على توديع ستيفان بسرعة .
وضعت السماعة وهي تنظر بغضب الى مارك ,الذي قال ساخرا:
_ياللرومانسية ! لماذا لم تخبريه بانك تحبينه.
_اسكت.
_هل فكرت في موعد الزفاف بعد.
_ليس هذا من شانك ,المفروض ان تتكلم عن راشي لادوات التجميل .
_لااريد ان اتكلم عن راشي للتجميل.
امسك بمعصمها وسحبها دون انذار الى الاريكة واجلسها على فخذيه, تنهدت بسخونة وقلبها يدوي ويداها مستندتان على كتفيه العريضين ,ومضت برهة.
_دعني اذهب يامارك.
_كلا ,كنت اريد تقبيل راسك منذ ثمانية شهور وهذه اول فرصة تسنح لي وسوف انتهزها
_لا ......
حاولت ان تتخلص منه لكنه امسكها بسهولة وسحبها للخلف قائلا:
_لااستطيع التحكم في مشاعري ياكاورلين اكثر مما تستطعين انت.
_لااعلم عما تتحدث.
_بل تعرفين .لقد اردتك منذ اللحظة التي رايتك فيها ,وانت نفس الشيء هذا شيء متبادل ياكارولين,يمكنني ان اشعر بذلك في دمك ...اعطني يدك واشعري بهذا النبض.
كانت لاتزال جالسة بين يديه وهو يحلق كطائر فوق فريسته براسه فوق راسها .
عيناه اصبحتا سوداوان ينابيع لاقاع لهما وهو يستطر عميقا:
_اشعري بنبضاتي كل واحدة منهم.......
_لايامارك ,ساقاومك.
_انت تقاوميني منذ شهور,لقد جربت كل حيلة لانفرد بك ,دعوات عشاء حفلات ,وقت اضافي...
_مارك ,لاتفعل ..........
_ولكنك لاتزالين تحتفظين بي بين ذراعيك اليس كذلك ؟انت تنظرين الي بعينين كالنار ولكن عندما اطلب منك موعدا تعطينني هذه النظرة الحذرة وتبتعدين عني ,انت تدفعينني الى الجنون ايتها الهرة الصغيرة,اماريج,,اعلم انك تريدينني ....ولكنك لم تسمحي لي بالاقتراب منك.
_توقف !
كان راسه يقترب منها حتى كادت شفاهمها تلتقيان وبدا قلبها يدق بسرعة الصاروخ.
_لكنني الان ساتركك وحيدة ,وساجعلك تعترفين بمشاعرك ,حتى لو اضطررت الى دفعك للجنون حتى تعترفي ......
فمه اغلق فمها بقبلة بطيئة ,مثيرة جعلتها تئن من الاعماق ,ثم ادركت مايحدث فاندلع داخلها الرعب ,وبدات في قتاله وهي تضرب كتفيه وتحاول الوقوف ,لكنه امسك بها بقوة وحصرها تماما بين جسده القوي ,وشعرت بالدوار وهي تحملق في فمه وتشعر بانفاسه القوية.
قال بقوة وعيناه الفولاذيتان ساخرتان:
_هل انت مستعدة الان .....؟
_لن اكون مستعدة ابدا بالنسبة لك......
_لا ؟ حتى لو عريتك ببطء و........
_اوه ,انت حقا وغد مهين ,كيف تجرؤ ان تقول لي مثل هذا الكلام؟
لم يتوقف وبدا يحاول تعريتها صاحت بالرفض ويداها تمسكان بعنقه القوي وفجاة تلامست شفاههما وتبادلا قبلة محمومة.. وفجاة سمعا طرقة خشنة على الباب ,جعلتهما يتوقفان وهما يشعران بالدوار
وانفك السحر بقوة كما لو انهما تلقيا جرعة من الماء البارد,,ليلاس,حملقت نحوه كارولين في رعب وارسلت صيحة بكاء خشنة وهي تغطي صدرها وتخفي وجهها بعيدا عنه .
قال مارك بنفعال
_من هذا بحق الجحيم؟
همست كارولين وهي تشعر بذل:
_خدمة الغرف ,لقد طلبت قهوة........
ظل صامتا للحظة ثم نهض وشعرت بتحديقه اليها وهي تغطي صدرها وقال بنفاذ صبر (تعالي هنا )ثم اغلق لها سوستة الفستان بدقة مدهشة,بينما قالت هي ,بخشونة .
وجهها مكسو باحتقار الذات:
_رد عليه يامارك,قد يستخدم مفتاحه و.........
_يكتشف اني كنت امارس الحب مع سكرتيرتي الحسناء.
ادخل الخادم ليضع القهوة وجلست هي صامتة خجلة من نفسها عاجزة عن الحركة ,سجينة احساسها بالعار ,منتديات لليلاس,,لم تسمح لنفسها ابدا ان تعترف بانجذابها البدني نحو مارك لكنها مجبرة على ذلك لان.
كانت تحدق في مراة الحقيقة,وكل ماكانت تستطيع ان ,ليلاس,تراه هو انها ضائعة في بحيرة من الاثارة بعد ان سمحت له بان يعريها بمعنى الكلمة .
قال مارك:
_ليس لديك وقت تناول القهوة, الساعة الان السابعة وعشرون دقيقة وسوف نتاخر اذا لم نسرع
_نعم , بالطبع.
_ليتنا لم نكن مضطرين الى الخروج الليلة, كل مااريده ان ابقى عنا واحبك لمدة اسبوع كامل.
ابتعدت عنه وهي مرعوبة وعيناها تتهمانه وقالت:
_ساتزوج ستيفان دالي ,الا يعني هذا شيئا بالنسبة لك
_اللعنة على ستيفان دالى, اللعنة على الزواج...لقد تاخرنا وليس لدينا وقت نضيعه في الحديث عن خطيبك اللعين.
في المصعد قال لها :
_سنكمل الحديث الليلة ,ساتي الى غرفتك ,هل فهمت?
اطرقت صامتة وهي لاترغب في النظر اليه ,انها لن تسمح له بالدخول غرفتها مرة اخرى ابدا.
في الخارج كان الصقيع ينهمر بكثافة, حدقت كارولين في الملاءة البيضاء التي تفرش الارض وسالته:
_هل سيكون امنا ان نقود السيارة.
_يجب علينا ان نفعل ذلك,ولكن ببطء.
في بيت جاك راشي استقبلها الخادم وقادها الى الداخل ,الى حيث استقبلها جاك, وهو شاب وسيم في الثلاثين ,,شعره اسود وعيناه داكنتان ورث الشركة عن ابيه منذ عام, لكنه اقل منه اجتهادا .
قال مارك ببرود وهو يصافحه:
_هاللو ياجاك , تبدو على مايرام.
_اشكرك وكذلك انت, وانت ياانسة شو من الجميل ان اراك مرة اخرى.
_وانت ايضا.
شعرت بالتوتر والدهشة عندما احاطها بذراعيه ,لانهما لم يكنا قد التقيا الا مرات قليلة في لقاءات عمل.
لكنها قبلت خده كما لو انهما صديقان قديمان ,وهي تفكر في ان مارك يريد منها ان تكون لطيفة مع راشي
قالت :
_جميل ان ارى منزل راشي الشهير اخيرا ,لقد قرات عنه الكثير في الصحف .
_لابد ان تاتي لقضاء يوما كاملا فيه......دائما اقيم حفلات في عطلات نهاية الاسبوع,انه منزل كبير لايقيم فيه سواي والعاملين معي واحب ان يكون لدي ضيوف,خاصة لو كانوا في مثل جمالك.
_هذا لطف منك اتمنى ان اتي .
نظر اليها مارك نظرة ميتة بعينه الفولاذيتين وقال:
_لدي عقد معك ياجاك .......
وبدا في الحديث عن العمل بينما تساءلت كاولين عن سبب هذه النظرة الغاضبة.
قال جاك:
_هل تشربين جين وماء ترنيك ياانسة شو؟
_اشكرك وادعني كارولين.
عينا مارك ضاقتا من التحديق فيها مما جعل عينيها تتسع من الدهشة,ما الذي اصابه ؟لقد طلب منها بوضوح ان تكون لطيفة مع جاك رشي!
وبعد الشراب والعشاء وحديث العمل والمغازلة قال جاك لمارك:
_افهمني يامارك ,احدثك بصدق ,انا خائف ,انا لم استعد بعد لان اكون رئيسا كبيرا,,كنت اكثر سعادة عندما كنت موظفا ,,كان هذا متعة ,اقود السيارات الرياضية ,واقيم الحفلات ,واشرب الشمبانيا.....
ابتسمت كارولين قائلة:
_ايها المسكين ياجاك........
كان احمقا تماما ,ولكن على الاقل كان يتمتع بروح الدعابة .
وضع جاك يده على معصم كارولين وقال:
_ان لدي من صور حياتي السابقة الرائعة هل تهتمين برؤيتها ؟
_سيكون هذا رائعا.
كانت تامل ان يكون مارك سعيدا بتوددها الى جاك ولكنها فوجئت بالنظرة الحديدية التي يوجهها اليها وقال:
_الوقت متاخر وليس لدينا وقت لرحلة الذكريات .
اتسعت عينا كارولين من وقاحته المتعمدة .
ولكن جاك استمر في طريقه وعاد بالبوم الصور قائلا:
_البوم واحد فقط ,الرياضة القديمة.
وهما يمضيان سال جاك عن فترة بقائهما فقال مارك بسطحية وهو لايخفي احتقاره
_حتى يوم الاحد.
_حقا ,في هذه الحالة لن تمانع اذا دعوت سكرتيرتك الجميلة على الغداء غدا ؟حتى تستطيعان مشاهدة صوري طبعا.
_كارولين هنا من اجل العمل وليس اللعب.
_في هذه الحالة لابد ان تاتي انت ايضا يامارك ,يمكنك العمل اثناء لعبنا ,مارايك؟
قال مارك وعيناه مثل السكاكين :
_حسنا ,متى ناتي ؟
_الافضل ان نجعلها في الواحدة انا لااستيقظ قبل موعد الغداء ,,واحب ان اكل في حوالي الثانية افطارا للظهيرة لطيفا وكبيرا.
_الى الواحدة اذن .
_قال مارك وهو يرمي الشاب الصغير بنظرة احتقار واستطرد متاهبا للرحيل :
_كارولين .........؟
نهاية الفصل الثالث

برنس وصاب
09-22-15, 07:07 PM
الفصل الرابع
**********************
عادا الى الفندق في صمت مشدود ,عندما توقفت ,,السيارة خرج مارك بدون كلمة ,بوجه قاس تبعته كارولين وكادت تزل قدماها في الصقيع .
يد مارك القوية امتدت بسرعة واسندتها,لكنه منحها نظرة قاسية.
كان عنيفا جدا برغم انه تحت هذا المظهر الفولاذي كانت تشعر برقة عميقة .
وبدا انه كان يجاهد ليمنع هذه الرقة,انها تجعله غاضبا,وهو يكره نفسه بسبب هذا الضعف ويريد التخلص منه.
في المصعد استمر الصمت ,لم تستطع كارولين ان تحتمل المزيد فقالت:
_هل انت غاضب مني يامارك؟
_نعم انا غاضب للاسف ,وانت تعلمين لماذا ,لقد قضيت الامسية كلها تتلاعبين عمدا بهذا الوغد حول اصبعك الصغير.
_انا لم اكن اغازل جاك راشي ,لقد كنت افعل ماطلبته مني ,ان اكون لطيفة معه.
_لقد كنت لطيفة جدا اكثر مما كنت مع اي رجل رايته معك.
_لانك طلبت مني ذلك.
_انا اطلب منك ان تخلعي ملابسك منذ زمن طويل ولايبدو انك تاثرت !
_لقد قلت بالضبط قبل ان نغادر لندن انك تريدني هنا لان جاك معجب بي.
_وانت انتهزت الفرصة اليس كذلك؟
غادر المصعد زاما شفتيه وتبعته كارولين قائلة بهياج :
_انا لم انتهز فرصة اي شيء ....واضح انه ليس مهتما بادارة الشركة.... انه يريد فقط ان يشرب الشمبانيا طوال اليوم وعندما طلب مني ان ارى صوره,ماذا كان يجب ان افعل ,ان اقول له كن عاقلا؟
_هل هذا مافكرت فيه!
_طبعا .
_انت غير معجبة به اذن؟
_انه لطيف جدا ولكنه سخيف وطفل مدلل
_وانت لاتحبين الاطفال؟
_لااجدهم جذابين اذا كان هذا ماتعنيه.
ابتسم بسخرية وتمتم قبل ان يدخل غرفته:
_اذهبي واستعدي للفراش.
بعد الحمام السريع ارتدت كارولين رداءها الليلي ودخلت غرفة نومها ,فجاة فتحت غرفة نومها المتصلة بغرفة مارك المجاورة.
حملقت مصدومة في مارك وقلبها يدق بشدة.
_كيف دخلت هنا؟
_هناك باب بين الحجرتين ,لقد سالوني في مكتب الاستقبال اذا ماكنت اريد المفتاح.
_انا لكن لم اسمعهم.
_كنت تقفين بعيدة وقتها.
_لم اكن اعلم ان الغرفتين متصلتين.
_ولكنك كنت تعلمين انني ساتي هنا هكذا؟
_ينبغي ان تخرج من هنا.
كانت تتمتم بمثل هذه الكلمات ,ولكنه لم يتوقف حاصرها ولم تكن قادرة على الحركة .
قال :
_قولي انك لاتستطعين ان تتحملي ايضا قولي.
_لا , لااستطيع ان اتحمل اكثر مما تستطيع.
تبادلا القبلات حملاها الى الفراش وهناك كان يعريها عندما قالت له:
_لن اجعلك تمارس الحب معي انت تعلم ان هذا مستحيل يامارك.
_لماذا ؟ لانك مخطوبة الى هذا الولد الاشقر ؟انت لاتشعرين نحوه كما تشعرين نحوي ,هياكارولين لقد رايتك ترقصين معه ورايت نظرتك اليه..انت لاتبتسمين له بالطريقة التي تفعلينها معي .
_كيف ابتسم لك يامارك ؟تبادلا القبلات من جديد ,لكنها قاومت في اللحظة الحاسمة من جديد:
_لا لااستطيع يامارك ارجوك!!!!!!
_انا لاافكر في شيء اخر منذ ثمانية شهور وانت نفس الشيء ......كنت تعلمين انني ساتي الليلة ولكنك عذبتيني عند راشي ؟,كنت تتعمدين هذا اخذت تغازلينه وتراقبينني اثناء ذلك وانت تستمتعين باثارتي .
_انت الذي طلبت مني ان اكون لطيفة معه
_نعم , وانت مضيت الى النهاية.
_يبدو انك غيور.
_يمكنني ان اؤكد لك انني لست غيورا ولكني فقط لااحب ان ارى سكرتيرتي ترمي نفسها على عملائي ,هذا امر غير معقول.
_انا لم ارم نفسي عليه لماذا افعل ذلك ؟ انا امراة مخطوبة وقريبا جدا ساكون زوجة ,انا لم يكن لدي اي علاقة عابرة في حياتي....... ولكن انت كم عدد عشيقاتك يامارك؟ ام انك لاتتذكر عددهن؟
_انا لاابالي بالماضي .......بالحاضر .
_وانا اريد المستقبل.
_رجل البلاستيك ,لاتكوني سخيفة ياكارولين انت لاتحبينه انه لا يجعلك تشعرين بالدوار حين يقبلك ,ويمكنك ان تبعديه عنك الى يوم القيامة مثل جرو صغير ولكنك لاتستطعين ابعادي,,ولاتحتاجين لاكثر من ثلاث ثواني حتى تستلمي.
_الاستسلام ليس على راس انجازات المستقبل فقط الزواج على هذه القائمة.وانا انوي ان اتزوج يامارك.
تصلب فمه وفجاة بدا يفك حزام رادءه الليلي ,اوقفته كارولين بيدين مرتعشتين
_لايمكنك..... لن ادعك تفعل هذا .
وبدا القتال العنيف بينهما ولم تدر الا بصيحته الغاضبة وهو يمسك بمعصمها صائحا
_حسنا اهداي الان بربك ياكارولين ! لاتفقدي عقلك.
الرعب والدموع في عينيها ,رقدت في صمت لبرهة تتنفس بصعوبة وترتعش وهي تدرك انها كانت على وشك الاستسلام له.
_مارك ,اعلم ان الامر بدا وكاني مستعدة لاقامة علاقة معك ولكن هذا غير صحيح انا لااريد ان اشعر بهذه الطريقة,هذا اقوى مما احتمل .
_ولكنك تشعرين بهذا وقد اعترفت ......كلانا يشعر بنفس الشيء وعلينا ان نتقبل ان هذا الانجذاب لن يضيع بعد ليلة ,لذلك فالمسار المنطقي هو ان تقيمي معي في شقة.
_ماذا تقول .....؟
_اريدك ان تصبحي عشيقتي ,انا ثري ياكارولين وساكون كريما جدا معك ,يمكن ان يصبح لديك شقة في باركلين وسيارة سبور وحساب في البنك..
هذا العرض المهين جعل انفاسها تتوقف وولم تستطع الكلام للحظة اخذت تحدق فيه فقط وهي تشعر بدفقات من الكارهية تسري في عروقها
_حسنا .......مارايك.ابتسمت في غضب وكراهية .
_انا سعيدة للغاية يامارك ,لااكاد اصدق حظي انه حلم اي فتاة !
وارتفع صوتها وهي تبكي بمرارة .
_ياالهي انت تعلم كم تهينني ,اليس كذلك .........انا افضل الموت على ان اقبل عرضك المهين!
_ماالذي توقعته ؟عرض بالزواج ؟ياالهي لقد توقعت هذا ! لقد ظننت انني ساتزوجك.
_اخرس واخرج من حجرتي انا افضل الموت على ان ادع رجلا مثلك يلمسني .......الحب ! ياالهي انت حتى لم تكن تمارس معي الحب ,,بل كنت تستخدمني بالطريقة التي تفعلها مع كل نسائك كما لو انني عميل عندك ,وليس امراة لديها افكار ومشاعر!
ساد بينهما الصمت صوتها عبر بوضوح عن كراهيتها وغضبها ,,راقبها مارك صامتا للحظات طويلة وكانت تستطيع ان تشعر بالغضب الذي يموج داخله.
_هل اعتبر ان اجابتك هي الرفض ؟
_بالطبع الرفض ,هل اعتقدت فعلا انني ساسمح لك بان تعاملني هكذا ! ان تجعل مني عشيقة ,لابد انك مجنون لتتصور هذا.
دفعها الى الخلف وعيناه مثل الفضة الساحنة وهو يقول:
_انا مجنون فعلا لانني جعلتك ترفضينني ,,لقد كان يمكنني ان انالك الان .....وكلانا يعلم هذا.
قالت بعينين مليئة بالتحدي:
_هل تعتقد ذلك يامارك.
_بل اعلم ذلك واعتقد ان هذا هو الوقت المناسب لنحصل على مايريد كلانا .
واغلق فمه بقبلة محرقة على شفتيها جعلتها تكره نفسها لانها تريده,,وتكره نفسها بسبب هذه الاثارة السوداء التي تشعر بها.
لكنها تماسكت وسيطرت على جسدها تماما واصطدمت محاولاته بامراة باردة جعلته يجن من الغضب .
_انت تتعمدين هذا انت تريدنني استطيع ان اشعر بدقات قلبك ولكنك تتظاهرين بانك لاتستجبين.
_هل اتظاهر حقا يامارك؟
حاول مرة اخرى واصطدم بنفس الحائط البارد قال وهو يرتعش :
_توقفي عن هذا ,توقفي !
_انت اقوى مني ,يمكنك ان تغتصبني بالقوة اليس هذا ماكنت تقول انك ستفعله حسنا اغتصبني يامارك انا متاكدة انك ستستمتع بهذا فانت لا تبالي بمشاعري على اية حال .كل ماتريده هو متعتك الخاصة.
حدق اليها في صمت هائج وجهه احمر وعيناه مثل خنجرين من الفضة وهو يرى الاصرار الشرس في عينيها ,سالته بصوت مرتعش :
_هل تراجعت يامارك؟
_نعم لن امسك مرة اخرى حتى ولو ركعت على ركبتيك متوسلة.وغادر الغرفة وهو يصفع الباب خلفه.فكرت ثائرة لماذا ينبغي ان اشعر بالذنب ؟لم يكن لديه الحق في عمل هذا ان ياتي الى غرفة نومي ويرميني في الفراش ويامرني بممارسة الحب معه تلون وجهها بالغضب ........كانت ستلعن نفسها لو انها استسلمت له.
كانت على وشك الانفجار بالهياج عندما طلب منها ان تصبح عشيقته الم يدرك كم يهينها ؟ ,كانت ستشعر انها رخيصة لمجرد ان تفكر في هذا العرض ,,بل انها شعرت انها رخيصة لمجرد انه طلب منها ذلك.
السؤال الان .....هل يمكنها ان تقاومه؟ حسنا ,فكرت باصرار ,لقد قاومته الان بالفعل هل استطيع ان افعل ذلك مرة اخرى؟ بالتاكيد انا قوية بشكل كافي لاحتمال هذا الاغراء غير المحتمل .......
نهاية الفصل الرابع

برنس وصاب
09-22-15, 07:11 PM
الفصل الخامس
***********************
في الصباح التالي ,استيقظت كارولين على طرقة غاضبة على باب غرفة نومها نفضت النوم من عينيها ,حملقت في الباب والحجرة وهي تشعر باستغرب ,ثم تذكرت كل شيء.
تكررت الطرقة الغاضبة نهضت كارولين ,وغطت نفسها ,شعرها مشعث ووجهها ناعم من اثر النوم.
_من الطارق؟
_من تعتقدين ؟
سمعت صوت مارك تسارع نبضها,لكنها احتفظت بصوتها باردا:_ادخل .
فتح الباب ,كان وجهه صلبا يرتدي بنطلون وسوتير اسودان ,بدا مثيرا للغاية وخطيرا اكثر من اي وقت مضى,,وعيناه الفولاذية كالخنجر تتطلعان اليها.
_الساعة حوالي العاشرة ,ورايت من الافضل ان اوقظك .
_اشكرك .
_لاداعي لان تتلفتي بعيدا هكذا !
خجلت وتدثرت بغطاء جسمها.
اكمل مارك بحياد:
_لن اجبرك على الحديث عن الليلة الماضية !واقترح ان ننسى ببساطة انها حدثت !
اطرقت بالموافقة وهي تعلم ان تناسي احداث لن يجدي لكليهما.
_حسنا ,انظري الي عليك اللعنة !
وببطء رفعت عيناها الخضراران وساد صمت رهيب .
_لقد تناولت افطاري هل تريدين اي شيء ؟
_بعض القهوة لو سمحت ........سيكون علينا ان ,,نغادر في حوالي الثانية عشر والنصف اليس كذلك؟
_نعم وقبل ان نذهب علينا ان نتناقش لنصل الى ,استراتيجية فعالة نحصل بها على توقيع جاك راشي على هذا العقد.
_من الحكمة ان نفعل ذلك.
_بعد اداء الليلة الماضية من ناحيته اعتقد انه بدا يستمتع باللعبة.
اطرقت كارولين بالموافقة .
فقال مارك فجاة:
_يمكنني ان اقول نفس الشيء عنك .
اجابت ودقات قلبها تقفز من رد الفعل :
_لاتفعل ذلك.
اخذ خطوة للامام واستمر بنفس العدوانية الغضب وعيناه تختبران وجهها:
_هل هذا مااراه ؟لعبة ؟اذا كان الامر لعبة ,ياكارولين فانا .......
_اعتقدت اننا لن نتكلم عن الليلة الماضية؟
_حسنا ,لن نفعل ,لكن انهضي وارتدي ملابسك!
ثم استدار على عقبيه وخرج من الحجرة وصفع الباب خلفه.
نهضت على صوت انغلاق الباب ,مقدمات ثمانية اشهر وصلت الى نقطة انفجار ,,اخذت حماما ,وجففت شعرها ,,ووضعت زينتها ثم ارتدت فستانا ازرق بلون البحرية مع عقد ابيض .
تفحصت نفسها في المراة ,كان قصيرا ومثيرا خاصة مع شعرها المنسدل على عين واحدة وقدمها الطويلتان في الكعب العالي,,ولكنه كان اكثر فستان معها ملاءمة للعمل.
حدق اليها مارك في عداء عندما دخلت غرفة المعيشة ,عيناه تتحركان بقلق فوقها ثم تبتعد .
كان جالسا على الاريكة فاردا ذراعيه القويتين مستعرضا صدره الممتلئ.
جلست كارولين بعيدا عنه بخطوات على احد الكراسي .
_تعالي واجلسي هنا .
_لااعتقد ان هذه فكرة جيدة.
_افعلي كما قلت لك .
قامت واتجهت نحوه ,جلست بجواره وهي تراقبه باطرافها وقد شعرت بوجوده القوي يزداد الان وهما قريبان .
,راقبها مارك بعينيه الضيقتين ثم قال :
_هل نصب القهوة؟
_نعم ياسيدي !
ضحك عاليا وقال بسخرية:
_حسنا انت ستكونين (ست البيت )الصغيرة اليس كذلك؟سيكون هذا تمرينا جيدا لك.
ضاق فم كارولين بالحنق لكنها لم تكن ترغب في جدال اخر معه ,لكانت تخمن كيف يمكن ان ينتهي بقبلة حارة عنيفة
انحنت وهي تتنفس بعدم استقرار وصبت القهوة ,وهي تدرك ابتسامته الساخرة السادية التي يراقبها بها ,فجاة فتح حقيبته واخرج ملفا من الورق,وقد اصبح ثانية الموظف المحترف البارد صاحب العين الثاقبة في مجال الاعلان.عملا بانتظام وطلب مارك قهوة اخرى في الحادية عشر والنصف,,قلبت كارولين في الاوراق والتصميمات والعقد ,,وناقشا الحسابات في جو من التوتر.
قال مارك في الثانية عشر وخمس وعشرون دقيقة:
_سنضطر للمغادرة الان.
واعاد الاوراق للحقيبة وقال :
_يمكنك الاحتفاظ بهذه لانه سيسعى لقضاء معظم الوقت في التحدث اليك .
_ساحاول ان اقصر المناقشة على العمل ,ففي النهاية هذا هو غرض هذه العطلة .
ساد صمت قصير وهما يتطلعان لبعضهما ونظرة الرغبة في عينيه جعلت الاثارة تجري في عروقها مرة اخرى وهي تنظر اليه من تحت جفنيها ,وشعرت بعينيها تنصبا الى فمه الحازم ,الشهواني ,واردات ان يقبلها وبسرعة نظرت بعيدا وهي تبتلع ريقها بصعوبة.
_ارتدي معطفك !
نهضت دون كلام وذهبت لغرفتها واندست في معطفها ,ويداها ترتعشان سيصيبها مايحدث بالجنون.
كلما انتهت هذه العطلة الملغومة بسرعة كلما كان ذلك افضل
عندما وصلا الى اسفل قال مارك:
_الصقيع مرة اخرى اخطانا حقا اختيار الاسبوع.
_ربما ينبغي الا نذهب .
رماها بنظرة حديدية وقال:
_لاانوي ان اكرر هذا الاسبوع ثانية !ساذهب لاحضر السيارة ! انتظري هنا !
راقبته وهو يمضي في معطفه الاسود والصقيع ,,يغطيه وبعد دقائق وصلت السيارة بالقرب منها وكشافاتها مضيئة .
جلست بجواره ,مرتجفة ,درجة الحرارة في السيارة ,تحت الصفر ,وانفاسها تجمدت وهي تندس في معطفها.
_المكيف لن يستغرق وقتا طويلا في التدفئة
_الامر يبدو خطيرا بالنسبة لي ,لااعتقد انه ينبغي علينا الذهاب.
_هل انت مستعدة لتقضي هنا اربعة ايام اخرى معي ,ياكارولين؟
كان يتهكم ولاذت بالصمت وهي تنظر الى جانب وجهه .
واستطرد بسخرية:
_اعلم انني قلت انني لن اقترب منك ثانية ولكن ,اسبوع وحدي معك في فندق لن يسمح لي ببديل اخر,وانت لاتريدين هذا اليس كذلك؟
اطرقت كارولين بجفونها
فاكمل بصوت غاضب قوي
_هل تريدين ؟
نظرت اليه بغضب وقالت :
_لا !
ضحك بخشونة وقال ساخرا:
_لا ,بالطبع لا ,سامحينى الله على قولي انك تريدين مني ان اذهب معك الى الفراش.
_لااريدك ان تفعل ذلك.
_انت تريدنني بنفس القدر الذي اريدك به .
نظرت بعيدا غير قادرة على الرد,خائفة من مجادلته حتى لايوقف السيارة ويثبت لها وجهة نظره قبلة واحدة ..هذا كل ماسيستغرقه ...... فقط قبلة واحدة وهي تعلم انها لن تقوى على الاحتمال ,وتعلم انها سترد القبله اليه,وتدفع بيديها الى شعره وتحيط بجسده.
يجب الا اسمح لذلك بان يحدث ,يجب ان اقصيه عني لبقية هذا الاسبوع الغبي.
كانا على الطريق الرئيسي الى بيت راشي ,والرؤية كانت ضعيفة مرا بسيارة عابرة تضيء بكشافاتها ايضا والصقيع يتكاثف جدا.
سالها مارك ببرود:
_لو لم تكني مخطوبة لدالي بالفعل ,,هل كانت اجابتك ستختلف بالامس؟
_لا , كنت ساظل لاريدك ان تمارس الحب معي
_اعني اجابتك ياكارلين على العرض.
نظرت اليه غاضبة ,وعيناها الخضراوان تكرهه.
_عرضك الصغير المهين في الليلة الماضية صعب ان يكون حلم كل فتاة شابة.
_انا لااتعامل في الاحلام بل في الحقائق الواضحة.
_وماهو الحقيقي في ان تعرض على ا اكون خليلتك ؟
_انه يلبي احتياجي ,اريد ان امارس الحب معك,واريدك ,ان اعرف انك لا تمارسيه مع شخص غيري واريد ان تكوني تحت طلبي 24 ساعة يوميا.
_ياالهي !
صاحت وهي على وشك الانهيار من الغضب.
_هل تستمع الى ماتقوله ؟ هل لديك ادنى فكرة عن الاهانة التي تسببها لي؟, لا بالطبع لاتدرك !انت فقط تقول ماتريد وتتوقع ان تحصل عليه.
اراهن على انك حتى لم تفكر فيما تعرضه علي !انتفضت عضلة في وجهه وهو ينظر نحو الطريق وقال بامتعاض :
_لقد فكرت فيه ,في الحقيقة انا افكر فيه منذ شهور ياكاولين .
اتسعت عيناها في دهشة .
فبادرها بقوله :
_لاتنظري وانت سعيدة هكذا ,لماذا تعتقدين اني هددتك بالفصل لو لم تات معي ؟ ,لقد وصلت الى انني ساكون مستعدا لاعرض عليك القمر على طبق اذا انفردت بك !
_ان تطلب مني اكون خليلتك مقابل اجر صعب ان يكون القمر على طبق يامارك.
_حسنا انا لن اعرض الزواج !
_لم يطلب منك احد ان تفعل هذا !
_ليس كثيرا!
واكمل وقد صار صوته حادا كالشفرة :
_انا اعلم بالضبط ماتسعين لاجله ولكن يمكنك ان تنسي ,الزواج !لا تضحكيني !انا لست من النوع الذي يتزوج وبالتاكيد لن تجبريني على ذلك غاوية خضراء العينين مثلك. شعرت كارولين بكراهية مريرة نحوه وهي تراقبه وهو يقود السيارة بمهارة وسط الصقيع ,واحتاجت الى بعض الوقت لتتحكم في نفسها.
كان الغضب يجري في عروقها ,وتتنفس بصعوبة,,وهي تحدق خارج النافذة لبضعة دقائق عصيبة.
ثم استدارت ونظرت نحوه وهي تسال بامتعاض :
_هل اقتربنا فعلا؟
_هل تموتين توقا للتخلص من صحبتي المزعجة ياانسة شو؟
_ماالذي تتوقعه ؟ لقد كانت سيئة بما يكفي في المكتب ولكنني لااستطيع ان اصفها الان !
_هذا لانك ترغبين في ! لماذا لاتعترفي بذلك ,وتدعيني انالك وتنهي هذا الطريق المسدود؟
_لماذا لاتنهيه انت؟
_بالزواج منك ! اذهبي الى الجحيم !انا لن اتزوج حتى لو........( لسانه متبري منه هع جولي )
قاطعته كرة صقيع ظهرت امامهما فجاة ,,انحرف مارك بالسيارة بعيدا عنها فدخلا في (ياالهي !)صاح وهو يقبض على عجلة القيادة كما لو كانت ستنفصل عنه ,جلست كارولين في صمت بينما السيارة تمضي في الحقل وسط الصقيع والعشب ثم تصطدم في حائط صخري.
والحطام يتهاوى في حركة بطيئة وحزام الامان ضغط على بطن كارولين فاطلقت تنهيدة حارة في نفس ,اللحظة التي اطلق فيها مارك صيحة الم من اثر اصطدامه بعجلة القيادة.
ثم انتفضا عائدين الى مقاعدهم مرة اخرى وساد صمت من نوع خاص,والريح والصقيع يضربان ببرودة حولهما وهما يحملقان في الحائط الصخري والحطام امامهما.
قال مارك بصوت خشن مفاجئ وهو ينحي نحوها ,,ليلمس خدها بيده القوية ويديرها نحوه:
_هل انت بخير ؟ كارولين !
_نعم .....وانت ؟ سمعتك تصرخ من الالم ونحن نصطدم .
_لاشيء ...ولكن هذا سي انظري الى سيارتي !انظري الى هذا,,سنواجه المتاعب اذا لم نستطع تشغيل السيارة .
وحاول ادراة المحرك ولكن بلا نتيجة راقبته كارولين في رعب يتنامى.
قال عابسا:
_ انه ميت ....من المحتمل ان تكون بعض اجزاء ,,المحرك راقدة على الارض الان تعالي خارجا,لانستطيع ان نبقى هنا والا متنا .
_ولكن اين سنذهب ؟
_هناك مايبدو انه بيت ريفي خلف السور ,لااستطيع ان ارى اسلاك تليفونية ,ولكن هناك ماوى على الاقل ,وربما يكون لدى الفلاح سيارة تصلح مع هذا الجو.
ارتعشت وهي تحدق في هذه الصخرة الرمادية الصغيرة على شكل بيت وقالت :
_لاتبدو انها مزروعة.
_حسنا ,دعينا نكتشف ذلك.
وفتح السيارة فدخل تيار من الرياح الثلجية والصقيع جعلها ترتعش ,لكنها تشجعت وخرجت من السيارة وهي تحني راسها امام الهواء القوي بينما الصقيع يطير في عينيها ويعميها .
سحبها مارك بيده القوية وصاح حتى تسمع صوته اعلى من صوت الريح:
_فقط احتفظي براسك منخفظا !ساقود الطريق !
ترنحت في حذائها ذي الكعب العالي ,وغرقت في الصقيع مما جمد عظام كاحليها .
وشعرت انهما يحترقان من البرد ,ووجهها صار ابيض .
صاح مارك وهما امام الكوخ الرمادي:
_لم يبق سوى خطوات !
استطاعت ان تفتح عينيها ولكن لم تر الاضباب ,ساعدها مارك,,كانت ترتجف بعنف واسنانها تصطك من البرد .
طرق الباب عدة مرات ولم تات اجابة .
صاح مارك:
_اليس هناك احد هنا ؟المكان مهجور !
_ولكن ليس هناك شيء اخر على بعد اميال ! اناحتى لااستطيع تذكر آخر مبنى مررنا به.
_علينا ان نقتحم المكان .
_لانستطيع ان نفعل ذلك !هذا ليس منزلنا !
_سنموت لو بقينا هنا .
_يمكننا العودة للطريق الرئيسي .
_لن نصل اليه ابدا ياكارولين !
توقف قلبها عندما التقت عيونهما وبرق الموت بينهما ,,وقادهما فجاة الى عالم مختلف ,يقفان فيه هناك يتبادلان النظرات بينما الريح تعوي وتتمزق عندهما .
_ساكسر نافذة .
ثم اندفع بجسمه الى الخلف ,وتقدم وهو يوجه ضربة بقبضة في زجاج النافذة الامامية .
صاحت كارولين وهي ترى الدم ينفر من يده,,لكنه نحاها جانبا وتسلق النافذة الى الداخل وفتح الباب الامامي .
وقال بعد ان اغلق الباب خلفهما
_حظنا جيد !هناك مدفاة في غرفة المعيشة سيكون على ان اصلح هذه النافذة المكسورة باي طريقة ولكن هذا لن يكون صعبا جدا.
_دعني انظر الى يدك ,انت تنزف .
ابتعد عنها بقوة وهو يرفض عطفها ,وتبعته الى غرفة المعيشة بينما تيار ريح ثلجي يدخل عبر النافذة المكسورة.
_علينا ان نسد هذه الفتحة .
_هل تصلح واجهة المدفاة هذه ؟
_رائعة.
التقط مارك الواجهة الحديدية وسد بها النافذة وقال :
_الان ساذهب لاستكشاف المكان وارى ان كان هناك سيارة تصلح او اي شيء .
_مارك ,دماؤك تسقط على السجادة ,هل تسمح لي بربطها ؟
نظر الى الارض بسرعة وراى قطرات الدماء المنهمرة وساد صمت ثم رفع وجهه والتقى بعينيها .
_لابد ان هناك اي نوع من الاسعافات الاولية هنا .
زم شفتيه واطرق بجفاف ثم قال :
_حسنا ولكن اسرعي ,ليس لدينا الكثير من الوقت اذا كنا نريد ان نخرج قبل ان يصل عمق الجليد الى ثماني بوصات.
انطلقت كارولين الى الصالة ,وقادها الاحساس بامكان الى المطبخ ,حاولت اضاءة المصباح دون جدوى .
_المصباح لايضيء .
حاول مارك اضاءة مصباح الصالة فلم يفلح .
وقال:
_لابد ان الكهرباء مقطوعة .
_اوه .....لا ...... هذا ماكان بنقصنا !
_واضح انك لم تعيشي في الريف ابدا.
_بالعكس ,لقد عشت في الريف حتى سن الواحدة والعشرين.
نظر اليها مندهشا ,وعيناه تتاملانها ثم قال
_اعتقد ان حظنا جيد مرة اخرى ,هذا المستوقد يعمل بالغاز ,,لو نجحت في تشغيله يمكننا ان نستدفىء,وان نعد بعض القهوة ,قبل مغادرتنا .
_هذا يعتمد على اذا ماكنت ستجد سيارة من اي نوع ,ثم اتجهت الى المستوقد وشغلته وهي تقول:
_شكرا لله على هذا ! انه يعمل.
خرج مارك لاحضار الحطب بينما فكرت هي في البحث عن ضمادة ليده وعاد بالحطب وعلبة ثقاب واشعل النار .
اما كارولين فعثرت على علبة الاسعافات الاولية وتوجهت بها اليه,راقبها مارك وهي تفتح العلبة,, وتخرج كريم مضاد للجروح وضمادة نظيفة وطلبت منه ان يضع اصابعه تحت صنبور الماء .
فعل ذلك وهو يتنهد بنفاذ صبر ,وعندما غسل الماء الدماء ربطت يده ونظفت الجرح بالكريم ,وشعرت به متوترا.
فسالته:
_هل يؤلمك هذا ؟
_لا ,والان يمكنك ان تتوقفي عن ........ لااريد ان تغطيها ,اريد ان اخرج من هذا المكان اللعين !
ثم استدار على عقبيه وخرج من المطبخ وهو يصفع الباب خلفه .
نهاية الفصل الخامس

برنس وصاب
09-22-15, 07:12 PM
الفصل السادس
**********************
اعدت كارولين المستوقد ,لو ان مارك كان يعني ماقال فانه لن ينتظر القهوة .
استكشفت الدور الارضي للمنزل.
لم يكن هناك تليفون او خطوط كما قال مارك ,غرف المعيشة متشابهة وهناك مدفاة واحدة في الغرفة التي دخل منها مارك .
تساءلت عن اصحاب المنزل ,ربما يكونون محجوزين في الجليد ايضا في مكان ما ,,بجانب المدفاة ادوات الاشعال وهناك مكان للمشروبات الكحولية يحتوي على كمية كبيرة منها .
وكتب على الارفف ,ورايكتان واسعتان مريحتان ,,وجدت بعض الشموع واشعلت اربعة في غرفة المعيشة ,واربعة في المطبخ.
فجاة سمعت طرقا على الباب جعلها تهرول وتفتح ,مارك غارق في الصقيع ويرتجف من البرد .
دخل ونفض نفسه مرددا :
_لاشيء ! لايوجد شيء ! .
تبعته كارولين قائلة :
_اوه ,لا !ماذا سنفعل ؟
_سنفعل افضل مايمكننا .......لنبدا باشعال النار ربما يمكننا مواجهة الامر ياكارولين ,فقد نحجز هنا حتى الصباح.
ابتلعت ريقها وقلبها نقص دقاته وقالت:
_طوال الليل ......؟ لابد ان يتوقف الصقيع لبعض الوقت !
_وماذا لو لم يتوقف ؟ قد يستمر لعدة ايام ياكارولين .
فجاة التقت عيونهما وساد صمت ,قلبها نقص دقة و قالت في عدم استقرار وهي تتلفت:
_ماذا سنفعل ؟
_ساعد النيران ,اذهبي للمطبخ وابحثي عن بعض ,الطعام في المطبخ وجدت كمية مدهشة من الطعام.
عادت لمارك بالقهوة واقترحت عليه بعض الانواع الموجودة فضل منها (الاسياجيتي )وتساءل عن ,,اصحاب المنزل وهو يقول انه يجب ان يعوضهم عن النافذة المكسورة واي شيء سوف يستهلكانه.
فقالت كارولين :
_ساساهم بنصف المبلغ .
نظر اليها نظرة قاسية مغرورة وقال
_لاارى ان تفعلي .
_انني هنا ايضا ,وانا استخدم .........
_وانا لدي عشرة اضعاف مالديك من اموال ,ان لم يكن عشرة ملايين ضعف ,والان فقط انسي الامر سادفع لهم مقابل كل شيء
_لاحظت الغبار على هذا البندول ,لم يوجد هنا احد منذ اسبوع على الاقل لعله كوخ لقضاء الاجازات.
_لم افكر في هذا ,اذن لن يصل احد منهم لينقذنا ,هايل !
_ربما جاك راشي ,لعله يتصل الان بالفندق
_لاتضحكيني ! اعتقد انه بالكاد هز كتفيه عندما تاخرنا .
_لكنه موعد عمل .
_لن ياتي ويخرجنا من هنا ياكارولين اننا محجوزين مع بعضنا ,تقبلي الامر !
اسرعت بالذهاب لتعد الطعام بعد نصف ساعة صاحت (الغداء )!
فجاء مارك للمطبخ وقد اصبح جذابا في السويتر والبنطلون الاسود وشعره الذي جف من حرارة النار.
وقال مضطرا:
__رائحة الطعام لذيذة !
تناولا الطعام وبعض النبيذ الاحمر .
قال مارك وهو يبعد طبقه بيد ويتجرع الكاس باليد الاخرى وقد تراجع في مقعده شبعا:
_اشعر انني انسان مرة اخرى شيء مذهل مايمكن لقليل من الطعام والدفء ان يفعلاه .
اطرقت كارولين بالايجاب وهي تبتسم
_انها احتياجات حميمة.
_نعم بالطبع ماذا عن الاحتياجات الاخرى ؟ طعام ماوى ,,راحة وامان انهم اربعة اليس كذلك؟
_وكلهم لدينا في هذا الكوخ.
_ليس كلهم بالضبط,الراحة هي مجرد كلمة بديلة للانجذاب الجسدي ,وهناك بعض منه هنا !
قفزت نبضات قلبها وسارعت قائلة :
_سانظف الاطباق .
_منتهى التواضع ! انت لاتستطعين حقا ان تنتظري حتى الزواج؟
فقدت النطق وحملقت فيه ,ثم جمعت الاطباق وذهبت الى الحوض.
_لو ان ستيفان يمكنه ان يراك !"ست البيت"الصغيرة في المريلة !
_انت لاتفكر جديا في انني ارغب في غسل الاطباق ,اليس كذلك؟
_لا , ولكنك ترغبين في الزواج .
_وماالخطا في هذا ؟كل امراة ترغب في الزواج.
-امي لم تكن ترغب فيه.
فجاة امتلا الهواء بينهما بالعنف, وببطء استدارت ونظرت اليه ورات العنف في عينيه ,وقد تمزق قناعه فجاة ,هذا هو السر ,فكرت ....
قال بصوت ثقيل :
_لااعرف لماذا قلت ذلك ,انسي انني ذكرته ....... من الافضل ان اذهب لافحص المدفاة
خرج وهي تنظر اليه والاسئلة انطلقت داخلها مع انها شغلت نفسها بتنظيف المطبخ ,,عقلها يدور حول مارك,عقدته ,شخصيته الحادة كالسكين ورفضه المتعمد للانسانية داخله.
لاحظت الظلام الهابط في الخارج فجاة ,الصقيع لايزال ينهمر بعنف ,كان عليها ان تدخل وتواجهه .
كان راقدا على الاريكة يقرا كتابا .توتر عندما دخلت وكذلك هي قبض التوتر معدتها من حديد.
عيناه كانت عدوانية وهو يقول:
_ هاي !
-ساعتي توقفت ,كم الساعة الان ؟
_السادسة .
_حقا ؟ لابد ان الوقت سرقني في المطبخ.
_ست البيت الصغيرة.
-انا احب ان اشغل نفسي, الان اشعر بالملل ,غسيل الاطباق كان شيئا للعمل .
_يمكنك ان تفعلي اي شيء ,ولكنني لن اعرض عليك الزواج,,وان كان يجب ان تقنعيني بأنك فعلت كل مابوسعك.
ضحكت كارولين بغضب وهي تشعر بالكراهية نحوه:
_هل تعتقد حقا انني اتطلع للزواج منك ؟
_لست اول واحدة تستخدم هذه الحيلة معي ياكارولين ,,عزيزتي نحو هذا النوع من الخطر استيقظت و..........( قلت لكم لسانه متبري منه جولي)
_هل هذا شعورك نحو الالفة يامارك انها خطيرة ؟
_الرجال لايرغبون في الزواج وانا رجل
_لماذا لاتريد الزواج.
_لاتسالي اسئلة غبية.
_ماالغباء في هذا ؟انا فقط اجري حوارا مهذبا ,اذا كنت تفضل الحوار فانا ......
_حسنا .....الحوار المهذب عن الزواج !انه يفيد النساء ,لاالرجال .( احلف من متى يفيد جولي )
_اعتقد انك ستلقين على ببعض الاحصائيات المملة الان ,من فضلك لا تزعجني .... انا ادرك تماما قدرتك على لوى الحقائق من اجل مصلحتك.
_وماذا عنك ؟ اي حقائق تلويها هنا ؟
_انا لاالوي شيئا .
_وانا اعتقد انك تفعل ذلك.
قال بابتسامة خطيرة بطيئة :
_حقا ؟لماذا تعتقدين ذلك.؟
_لان لديك سببا شخصيا وجيها وراء عدم رغبتك في الزواج ,وهو قد لون حياتك كلها .
قالت ذلك وشعرت ان الهواء بينهما .....
بعد ثانية استقام فوق الاريكة ,واتجه بجسده القوي المشدود نحوها وعيناه مهلكة ,ولم تكن تستطيع التراجع. ( يمه بيهلكها تهي جولي )
_ايتها الهرة الصغيرة ! لقد قلت لك في المطبخ شيئا ,كان المفروض ان احتفظ به لنفسي !ولكنه كان يدور في راسك ,اليس كذلك؟ ( خخخخ هره مره وحده )
قالت بخوف :
_يدور ويدور . ( حشى مروحه )
_لااصدق انني قلت لك ,لااصدق انني قلت لن اناقش هذا مع اي شخص ابدا على الاقل مع امراة ! ( ياعيني يقالك بتناقشه مع رجال احسن هع )
دق قلب كارولين بسرعة شديدة ,كان يدور حولها والعنف في عينيه الرماديتين كان مثيرا بالنسبة لها .
_اراهن على وجود عشرون الف سؤال في هذا الراس الصغير الجميل ,لماذا لا تنطقي تساليهم؟
_هل ستجيب عليهم حقا ,يامارك ؟
_ولم لا ؟ لقد تمادينا ونحن محجوزان معا ,وحدنا في هذا الكوخ اللعين ,وليس لدينا شيء افضل من الكلام .
وتابع كلامه بغضب شديد:
_اللعنة ! انا اكره ان اشارك الناس اسراري ,ولكني اطلقت القط من الحقيبة بالفعل.( خخخخخخخخ فك القطو )
_لست مضطرا لافشاء اية اسرار كبيرة يامارك,فانا ايضا لااحب ان اشارك الناس اسراري .
_ياللبراعة ! ان تضعيني على راحتى وتتركني اتصور ان الامر يعتمد على كلية ,,ولكنني اعلم ان الفضول ياكلك .
_انت محق ,لكنني لن الح اذا طلبت مني ذلك.
_بل اسالي اسئلتك اللعينة ودعينا ننتهي
ترددت قليلا قبل ان تقول :
_كلمني عن امك.
_امي ؟اوه ,كانت جميلة جدا ,وقوية جدا ايضا كعادة النساء الجميلات ,,تزوجت ابي لانها حبلت منه,,بعد ستة شهور ولدت ,مفاجاة صغيرة ,البعض قد يقول غلطة .
_انا اسفة ........
_لاتاسفي ,انه قدري القدر يوزع الاوراق ( يقالك بتلعب ورقه مع القدر لعين يامارك ) وانت تحاولين عمل افضل ما يمكن منهم,,على اية حال امي لم تكن تميل الى الامومة ,او الزواج ,فقد هربت مع اعز اصدقاء ابي عندما كان عمري عاما واحدا .
_ماابشع هذا .........( يقالك تعاطفتي هع )
_اليك الافضل ! قررت انها تريد استعادتي ولذلك شهدت المحكمة عراكا كبيرا ,,ثم هربت مرة اخرى مع رجل جديد,وبدات معارك قضائية اخرى ,وتمزقت انا بين ابوي اللذين يتصارعون فوقي مثل كلب وقط ( يعني مو مثل اسد وغزاله !!هع ),,كان عمري اثني عشر عاما عندما توقف الامر بفوز ابي بحضانتي .( يامسكييييين )
اخذ نفسا عميقا وتابع قائلا:
_استمرت امي في استبدال العشاق حول العالم كله حتى ماتت في العام الماضي ........ الجنازة كانت في ايرلندا ( مع السلامه فكه منها ),ذهبت ووقفت في ضوء الشمس وحاولت ان اتذكر اخر مرة تحدثت اليها فيها ,ولم استطع التذكر ( تهي تهي مسكييييييين ) ,هل حصلت على ماتريدين
سكتت لوقت طويل ........ثم قالت :
_لاعجب من انك تكره سيرة الزواج
_انا لااكره سيرته ولكني فقط لااؤمن به.
_لاتنتهي كل الزيجات بهذه الطريقة .
_ادرك هذا ! ولكن الحقيقة ان اغلبها ينتهي ,عاجلا او اجلا ,,والطلاق هو الطلاق باية طريقة تنظرين اليه بها ,الجميع ينتهون دائما الى فوضى دموية واذا تورط الاطفال في ذلك فانها تتحول الى قصة رعب .( فه ذي صادق )
_هذا كل مالديك لتقوله عن الموضوع؟
_اساسا ,نعم.
وتقوس حاجباه غرورا ورشت عينا كارولين :
_حسنا ,سلوكك تجاه النساء بدا يصبح مفهوما بالتاكيد.
_مامعنى ذلك ؟
_كل علاقاتك العاطفية ,فينتيا بليك وسابقوها ........
_فينتيا راشدة ويمكنها رعاية نفسها .
_انها عشيقتك اذن ؟
_هل تغارين ياانسة شو ؟
افتر الحوار بينهما وقد اصبحت هي الطرف الاقوى الذي يبادئ بالهجوم والسخرية ومارك يدافع.
اثارت غيظه واثار حنقها وتحولت الاثارة الى شيء اخر.
قال انه لن يلمسها حتى ولو ركعت على ركبتيها ورجته ان يفعل ذلك.
فاطلقت نحوه قبلة في الهواء اثارت جنونه ,,احاط بها وقبلها وتبادلا القبلات الحارة طويلا لكنها رفضت ان تمنحه نفسها .
سالها :
_لماذا ؟اليس هذا مايريده كلانا ؟
_انجذاب جسدي فقط ,يامارك ؟هل هذا كل شيء لقد شعرت به مرة من قبل ,ولكنني استطيع تجاوزه بسهولة.
_حسنا ,انه اكثر من ذلك وكلانايعلم
_اذن اعطه اسما ,او نودع الامر .
_اسم .....ماالذي تتكلمين عنه بحق الجحيم انني اريدك ! االامر بسيط.
_اذن الامر مجرد رغبة؟
_ماذا يكون غير ذلك؟
استمر الجدل واستمرت القبلات ,لكنها تمالكت نفسها في النهاية واجبرت نفسها على التراجع .
شعر مارك بانسحابها فزاد جنونه بها ,لكنها كانت قد تمالكت نفسها تماما واخذت تحدق في السقف .
توقف وحدق فيها قائلا:
-لاتفعلي ذلك ياكارولين !ليس مرة اخرى !
_لن ادعك تنال منى .
_ياالهي ! انت اثرت هذا ! لقد اردت ان ابعد يدي عنك ! ,لن اسقط في فخ عرض الزواج عليك بالخروج عن عقلي بهذه الرغبة,لماذا اذن اثرت هذه القبلة ؟
غطى الخجل وجهها وهمست بنعومة:
_لم استطع منعها .......لكنني لن استسلم لغريزتي ولكنك تستثيرني يامارك !لفعل اشياء ..مارك هذا موقف مستحيل بالنسبة لكلينا ,انا اريدك بشدة ولكنني لن اسمح لنفسي ان اصبح عشيقتك!
حاول مرة اخرى بعنف ,رفضته ودفعته عنها بقوة والدموع تطفر من عينيها .
اصبح همجيا وهو ينهض وقال وقد صار وجهه احمر كالدم:
_لن اتزوجك!
_حسنا , انا مخطوبة بالفعل وساتزوج.
قالت وهي تشعر بالكراهية تجاهه,,ثم رفعلت خاتم الخطوبة الماسي في وجهه فقفز العنف الى عينيه وصاح :
_لاتريني هذا الخاتم اللعين مرة اخرى ابدا !
ولاتثيري ابدا مواجهة اخرى مثل هذه ,ياكارولين والا اقسم بالله ان انالك رغما عنك !
نظرت بعيدا ,وشفتها ترتعش بينما دموعها الساخنة ,,تلسع ماوراء عينيها ووجدت نفسها غير قادرة على الرد,وكان مارك قد غادر الحجرة وصفع الباب خلفه.
نهاية الفصل السادس

برنس وصاب
09-22-15, 07:13 PM
الفصل السابع
*******************
بارتعاشة ,نهضت كارولين واعادت فستانها لوضعه الطبيعي وفكرت,,مارك كان على حق ,هي التي اثارت ماحدث ولم تفهم ماالذي دفعها الى ذلك.
الرغبة للاسف هذه الرغبة التي تقاتلها منذ اول يوم التقت به فيه,في هذه الظروف قد تنهار اذا لم تتحكم في نفسها بقوة .
كانت تعلم دائما انه وغد وليس من النوع الذي يتزوج ,لكن لم يحدث ان سالت عن السبب ,وهي تعلمه الان جيدا,, والمعلومة كانت مهمة ,ان لديه عنف عميق كامن يجري خلاله ينطلق عن ذكر الزواج.
فكرت كارولين مهما كانت امه ,فهي قد غرزت العدوانية في ابنها وغير هذا فهي متاكدة انها ستجد مارك الحقيقي (رجل قادر على الحب ,والعطف والاخلاص.
اتجهت الى المدفاة وسالت نفسها بضحكة ممرورة ,هل تخدعين نفسك؟مارك لن يتغير.
كم مرة اخبرها منذ غادرا لندن ؟لن اتزوجك ......ليس الامر انني اريد ان يتزوجني ,فكرت بغضب,لانني لااريد ذلك ,انا ارغب فيه انه يحولني الى نار سائلة في كل مرة ينظر الي فيها ,او يقبلني ,او يلمسني ..... انها تريده .....بشدة.
لكنها لن تدعه ينالها ابدا ,سياخذها ,يستمتع بها ثم يهجرها .
انه لايريدها _يريد جسدها فقط.......وتوالت الافكار ولكن كيف يمكن ان يريدها لهذه القوة وهو لايشعر باي شيء نحوها غير الرغبة؟
هذا غير منطقي .....ولكنني لااشعر باي شيء نحوه سوى الجاذبية !لاشيء اكثر من هذا لاشيء.... ذكرت نفسها انها تحب ستيفان وانها ستتزوج ستيفان ,وتريد ان يقبلها سيتيفان.
ولكن في نهاية كل الاشياء هناك شيء واحد شفتا مارك فوق شفتاها ويديه فوق جسمها وتوالت الافكار,بعد وقت طويل جدا ,فتح الباب .
قال مارك:
_انها الثانية والنصف ,يجب ان ناكل .
جلسا في المطبخ على ضوء الشموع وتناولا عشاءا خفيفا.
وبينما كانت تغسل الصحون قال مارك:
_هل تستمتعين بالطبخ؟
_ليس بوجه خاص ,الا اذا كان لحفل عشاء ,بوفيه لعشرة اشخاص في غرفة الطعام.
_اعتقدت انك عشت في شقة.
_يمكنك اقامة حفلات في شقة ...... لكن والدي كان لديهما بيت جميل في هامبشاير وكانا يقيمان حفلات عشاء كثيرة واعتدت ان اكون مضيفتهما
_ان لدي منزلا في هامبشاير..اين يقيم والداك بالضبط؟
_كانا يقيمان ,لقد ماتا.
ساد صمت لبرهة وكان ضوء الشمعة يضيء المطبخ ,والنوافذ مثقلة والثلج كان يفرش ملاءته في الخارج.
قال مارك ببرود:
_انا اسف .
_لاتاسف .......انه القدر.......وهو يلعب هذه الحيل الصغيرة علينا جميعا.
ساد صمت قصير اخر قبل ان يقول مارك بسخريته المعهودة:
-اعتقد انك تنظرين الى لقاءك برجل البلاستيك على انه عمل القدر؟
_توقف عن وصفه برجل البلاستيك اسمه ستيفان.
_ستيفان رجل البلاستيك.
_فقط ستيفان.
قال مارك بتعال وهو يرجع في مقعده
_كم هو رجل شاحب اليس كذلك ,,طويل ,نحيف وممل ,اراهن انه لم يسمرك ابدا في الفراش ليقبلك.
_ستيفان رجل لطيف جدا.!
_لطيف !هذه مرادف اخر للملل اليس كذلك؟,في احاديث النساء ؟واحاديث الرجال ايضا ,فكري في هذا.
-كلام فارغ !
قال وهو يدور حولها ويستند بذراعه القوي بالقرب منها على الحوض:
_حقا ياكارولين ؟اذا وصفت امراة بانها لطيفة فان ذلك يعني بوجه عام انني لست مغرما بها.
_اتعرف مامعنى مغرم بشخص ما .
_معنى انني مغرم بامراة انني اريد ان اصحبها للفراش وامارس الحب معها.
_الحب؟
_هناك معنيان لهذه الكلمة ,ولكنني افضل معناها في غرفة النوم.
_انت تعرف المعنى الذي اقصده يامارك!
_انت تريدين ان تعرفي ماعلاقة الحب بهذا ,حسنا هذا هو موقفي بالضبط اقابل النساء ,اريدهن اصحبهن للفراش هذه هي الطريقة التي احيا بها ,ياكارولين لست للبيع في سوق الزواج ولم اقع ابدا في الحب طوال حياتي .....
_بكلمات اخرى ,كما لو كان كلهن امراة واحدة ,في افكارهن ومشاعرهن وشخصياتهن .
_اطلاقا انا لدي دائما علاقات مع النساء ليس الامر مجرد رحلة عودة الى غرفة معي .
_انت لديك عشيقات !هل تسمي هذه علاقات ؟انها اقامة لمدة ليلة واحدة.
ضحك بنعومة قائلا:
_ماالذي تعرفينه انت عن اقامة الليلة الواحدة .
تلون وجهها بالخجل ونظرت بعيدا وهي تخفض عينيها
راقب مارك راسها المنحي وقال:
_ياكارولين الحب وهم ,وكذلك الزواج ,اكاذيب يقولها الناس لانفسهم لكي يستطيعوا التعامل مع الواقع.
_لن استطيع الانتظار لسماع تعريفك للواقع !
_الانجذاب ....... هذا هو كل شيء بين الرجل والمراة.
_انت تقول هذا بسبب طريقة والديك......قاطعها بصوت بارد عميق قاطع:
_لا ,اقول هذا لان هذا هو الصحيح ,,لماذا في رايك يكون للرجال علاقات عديدة ؟يلحظون النساء في الشوارع ,,يغازلوهن ويعجبون بهن _حتى لو كانوا مع زوجاتهم لانهم جنسيون بالاساس .
_اذن لماذا يزعجون انفسهم بالزواج في المقام الاول؟
-لانهم يدفعون اليه .
_كلا لانهم يقعون في الحب ,يامارك.
_انت تخدعين نفسك ,اذا كان الزواج يعني اي شيء ,,فهو مجرد طريقة للحصول على عشيقة دون امتياز الحرية!
_الحرية ! حرية الرجل هي ماتعنيه !ولكن ماذا عن العشيقة يامارك ,اي نوع من الحرية تحصل عليه؟
_نفس حرية الرجل .......!!!!!
_ولكن هذه نحصل عليها في الزواج يامارك.
_البعض نعم ,ولكن ليس انت ليس مع رجل البلاستيك.
صاحت من الغضب الذي تملكها:
-اوه ,نعم ساحصل عليها انا وستيفان.
_لاتتبادلا القبلات ابدا,واذا حدث فلن يشعل هذا النار في العالم من حولك .
_هذا ليس صحيحا اننا نتبادل القبلات طوال الوقت !
_اذن لماذا اشتعلت عندما وضعتك على الاريكة في الليلة الماضية؟
حاولت الانكار ولكنه حاصرها بالحقائق ,فتولاها الصمت وهي تشعر بالرغبة فيه من جديد ,كان قد حاصرها بجسده وحاولت التملص منه فلم تستطع ,واصلا حوارهما بنفس الطريقة وانحنى مارك فوق وجهها وقبلها :
_اوه ياالهي ....لاتقبلني ستجعل الامر اسوا لكلينا.
_لو كنت اية امراة اخرى,لما اصبحت في مثل هذا الجحيم ,لكنك كارولين شو , وانا اشعر بشيء نحوك منذ شهور.
_انت تريد استغلال الظروف التي نحن فيها _لافرق عندك مع من .
_قد احاول هذا ,لكنني لن ازعج نفسي بالاستمرار في المحاولة بهذه الطريقة.
_انت وغد فيما يتعلق بالنساء كان يجب ان اعلم _لقد عملت معك ثمانية اشهر ورايتك !
_الهذا تبتعدين عني؟
_طبعا ! انا اريد رجلا استطيع ان اتزوجه شخص مثل ستيفان رجل .........
_اوه ,ارجوك !اذا قلت زواج مرة اخرى سوف ........
_حسنا ماالخطا في هذا ؟انت تقف هنا لتخبرني عن احاسيسك,,ولكنك ترفض اي اعتبار لمشاعري عن الحب والزواج!
_الحب ليس جزءا من الزواج ولم يكن ابدا !
_انه ليس جزءا من الحب العابر ,ايضا !
حاولت التملص فلم تستطع,,غرقا في القبلات مرة اخرى ولكنها تداركت الامر في النهاية وصاحت وهي تطالبه بالابتعاد عنها :
_انت لاتهتم بشيء سوى نفسك ,وانا اهتم باشياء اخرى كثيرة يا مارك, انا لااريد حياة خاوية بدون حب او شخص اتوجه اليه عندما اصبح عجوزة ,,وهذا هو ماتعرضه علي ,الوحدة والندم وكراهية الذات.
قال ببطء (لا ) ولكن الصدمة كانت في عينيه.
_بلى يامارك وذلك بينما يعرض علي ستيفان الحب والصداقة والدعم والالتزام ,والاخلاص والمستقبل الملئ بالاطفال .
تركها مارك تمضي وتبعها بعينيه الغاضبتين قائلا:
_ولكنك لاترغبين فيه .
_صحيح يامارك ؟ماالذي يجعلك تعتقد ذلك ؟
_استجابتك عندما .اقبلك
_حسنا , اذا كنت انت ترغب في اكثر من امراة في نفس الوقت,فانا يمكن ان ارغب في اكثر من رجل الا تعتقد ذلك.؟
_لااصدق هذا !
_وهذه ........ليست مشكلتي.
وخرجت من المطبخ بابتسامة غاضبة واغلقت الباب ,ل,خلفها جلست في غرفة المعيشة وهي ترتجف من الغضب .
هذا الذي قالته ! حسنا ,ولكن لماذا يجب ان تعترف ان قبلات ستيفان لا تثير شيئا سوى الدفء والتعاطف ؟
بعد نصف ساعة , دخل مارك الحجرة وقال :
_ساعد كاسا من الوسكي ثم انام ,هل تريدين ان تشربي شيئا؟
_كاكاو ساخن ؟
_انسى الامر ,انا لست من هذا النوع المنزلي.
قالت وهي تحبس ابتسامتها :
_ولست ودودا ايضا.
-ساصب لك كاسا ولكنني لن اعد لك كاكاوا ساخنا .
_انا متاكدة ان هذا سيكون كثيرا على غرورك كرجل.
_هذا صحيح .
_اذن ينبغي لي ان انهض واعده بنفسي اليس كذلك؟
_لاتحاولي ان تشعرني بالذنب لانك لاتنجحي .
_من الذي يحاول اشعارك بالذنب ؟
_انا متاكد ان رجل البلاستيك كان سيقفز ليعده لك ,واراهن على انه قد يجهز حتى العشاء .
_ولكن هذا مايعجبني في ستيفان ,انه يفكر في الاخرين وغير اناني .
ذهبت الى المطبخ واعدت لنفسها كوبا من الكاكاو وهي تبتسم من وجهه الحانق ,,وعندما عادت كان يشرب جرعة اخرى من الويسكي .
قالت :
_الاحظ ان الصقيع لايزال يسقط وحتى يتوقف لن ينقذنا احد.
_كلما اسرعنا بمغادرة هذا المكان اللعين كلما كان ذلك افضل.
جلسا في صمت عدائي لبعض الوقت ,وعندما انتهت كارولين من شرب الكاكاو قالت:
_ساذهب الى الدور العلوي لاعد الاسرة ,انا واثقة ان وضع الملاءات فوق السرير لاتناسب كرامتك كرجل ,ايضا.
_انا قادر على اي عمل تافه من اعمالك المنزلية لكنني افضل ان ادفع للاخرين حتى يقوموا بها.
_اخشى انه ليس لدينا خدم محترفون في المنزل معنا لذلك ينبغي ان نتشارك في العمل.
_ياالله ايتها العفريت !
_وانت يامارك شرير تماما.
_اسمعي !انا لن اسمح بان اكون في موقف .
_تشعر فيه بانك متزوج , نعم افهم ذلك تماما يامارك .
كانت تحمل شمعة مضاءة صعدت الى الدور العلوي ,بارد كالثلج ,,دخلت الغرفة الاولى ,فراش لاثنين ومدفاة بجوراها الفحم .
في الغرفة الثانية تجمدت بالرعب لم يكن غرفة نوم على الاطلاق ,لم تدر ماذا تفعل ,وسمعت صوته يصعد السلالم,استدارت نحوه.
_قال :
_ايهما غرفتي ؟سارتب فراشي بنفسي .
_ليس هناك سوى سرير واحد وغطاء واحد قفزت عضلة في وجهه .
توجه صامتا الى الغرفة الاخرى ثم عاد وعيناه داكنة جدا :
_سانام على الاريكة في الدور السفلي متغطيا بمعاطفنا ,النار ستحميني من التجمد حتى الموت.
_لا انظر الى الهواء هنا ,النار ستنطفىء اثناء نومك وقد تموت من البرد في الليل.
_انت على حق .
برهة من الصمت وقلبها كان يدق بعنف حتى شعرت بانه يسمعه بالتاكيد ثم قالت:
_يمكننا ان نحتفظ بملابسنا .
_نصيحة جيدة .
_حسنا .......من الافضل ان نشعل النار .
_سافعل ذلك ,ادخلي الفراش وحاولي ان تنامي باسرع مايمكن .
وضعت الشمعة على المنضدة وانلست بين الغطاء البارد والملاءة الباردة.
قضى مارك وقتا طويلا في اشعال النار وحاولت ان تنام دون جدوى بالطبع .
عندما دخل مارك الفراش بعد حوالي نصف ساعة كانت راقدت وقلبها يعصف وفمها جاف كالرماد.
انسل بجوارها وتلامس جسمهما ,ابقت عينيها مغمضة وتظاهرت بالنوم لكن انفاسها العالية خانتها.
-اعلم انك مستيقظة ياكارولين.
_اتظاهر باني نائمة
_افتحي عينيك ياكارولين !
فتحت عينيها ببطء ,كان هناك ناظرا اليها وشعرت ,انهما كانا يتحركان نحو هذه اللحظة مهما حدث.
_مارك.......
_يجب ان ننام متجاوران حتى لانموت والان افعلي ماقلت لك فحسب.
وضمت ذراعها حوله ,وسرت الرغبة في جسمها برغم كل محاولاتها ان تبقى ساكنة ,التقت شفاهما بعد ثوان.
وردد مارك بعض كلمات الحب فقالت:
_كلمات حب بدون مشاعر حقيقية وراءها.
_بالطبع هناك مشاعر وراءها لكنها ليست حبا,,ساكون شريفا معك كما كنت من البداية ,لست واقعا في حبك ,ولن اكون ابدا ,لكنني اريدك بشدة....
_حسنا لن تحصل على هذا انا لااريد اي شيء من اعلاناتك الزاعقة او اسلوب حياتك الزاعق !,,اذا كنت تريد عشيقة يمكنك ان تجدها في مكان اخر .
_ليس الليلة ,لااستطيع الان.!
كان الالم من الصدمة يزداد في قلبها واستطاعت اخيرا ان تدفعه بعيدا عنها وهي تقول :
_هذا يبين بوضوح كم انت زاعق يامارك! اعلاناتك عن العواطف هي وسيلة لتسلية نفسك وانت مع اي امراة . واذا اعتقدت انها ستثير في اي رغبة فسوف تجد مفاجاة كبيرة !
وتابعت كلامها بانفعال :
_ابتعد عني يامارك انا اريد ان انام.
حدق فيها بصمت حانق لبرهة وقال بصياح:
_ايتها العفريتة الصغيرة .
_اوه ! هل هذه ردودك على كل شيء ,عندما تفشل في الحصول على امراة ,تستدير وتقول عنها ...! انت مثل صبي صغير يامارك !متى ستتعلم انك لا تستطيع الحصول على كل شيء تريده؟
قفز الهياج الى عينيه وشدها من شعرها متعمدا ان يؤلمها .
قفزت الدموع من عينيها وقالت بالم :
_بعد ان فشلت في الاهانات ومحاولات الاغواء تنتقل الان الى العنف البدني !هذا مؤثر جدا يامارك !انا متشوقة لرؤية خطوتك القادمة!
حدق فيها وهو يتنفس بصعوبة ولاحظت فجاة ,,المجهود الواضح الذي يبذله للسيطرة على نفسه وفجاة دفعها بعنف ونهض من الفراش وهو يصيح بغضب :
_ساذهب للدور السفلي لاحصل على مزيد من الويسكي !,,وساعود عندما اتاكد انك نمت ,,لانني لااستطيع ان احتمل المزيد حتى لو كنت تستطعين انت !
صفع الباب خلفه ونزل السلالم غاضبا ,عندما سمعت باب غرفة المعيشة يفتح شعرت بدفقة الدموع وراء عينيها .
حسنا .لقد كان شريفا معها بالتاكيد !(لست احبك ولن افعل ابدا) كم تكرهه !قاس وغد !شعرت بالايذاء الشديد ,رافضة وكارهة له ,,ولكن لماذا تشعر بذلك ؟هذا عبث _انه مجرد رئيسها مجرد رجل يريدها في الفراش ,وامتلات عيناها بالدموع مرة اخرى.
ولكن ليس هذا سبب شعورها بالايذاء والالم وهي تعلم ذلك ,ولكن السبب هو اعلانه القاسي ....(لست واقعا في حبك ولن افعل ابدا) ولكن لماذا يؤلمها ان تسمع ذلك وتقبله ؟
بعد كل شيء فهي ايضا لاتحبه ,,في الحقيقة فهي لن تستطيع ان تبالي به اذا لم ترى وجهه مطلقا بعد هذا الاسبوع هل تستطيع ذلك فعلا........؟
نهاية الفصل السابع

برنس وصاب
09-22-15, 07:14 PM
الفصل الثامن
********************
عندما استيقظت كارولين في الصباح التالي وجدت نفسها بين ذراعي مارك .
خلال الليل اصبحت الغرفة باردة كالثلج ,فتحركا معا اثناء النوم وعانقا بعضهما جلبا للدفء.
سمعت الطيور تغرد فنهضت وهي ترفع راسها ,هذا يعني ان الصقيع توقف !
سمعت صوت مارك يبتسم وفمه فوق قمة راسها :
_مم....... كاولين .......
شعرت بقلبها يفقد دقة ,ونظرت اليه باطرافها .
كان وهو نائم اكثر جاذبية وكرهته على هذه الجاذبية فهي من اسباب كونه وغدا مع النساء ,لانه يخرج فائزا عن طريقها.
بهذه النظرات كيف تقاومه اي امراة ؟وسيم ,عقل ذكي ,عينان جذابتان ,,جسد قوي طول فارع وهو ثري ايضا,,عليه اللعنة تمتمت وهي تميل براسها فوق راسه.
_يمكنني ان اقاومك يامارك رايدر.
ولمست وجهه بشفتيها فتح عيناه ,,خجلت كارولين وهي تحدق فيه ,وفمها قريب من فمه وحاولت الانسحاب .
_لا ,لاتفعلي !هذه قبلة صباح ممتعة ,اريد واحدة ,اخرى يحوطها بذراعيه ويضغطها نحوه.
-حسنا ! لايمكنك هذا !
_ماالذي تعنيه بقولك انك تستطعين مقاومتي ؟
_ماالذي تعتقد انني اعنيه؟
_انك تعانين من صداع .
تلون وجهها بالدم .....ولم تكن تستطيع التخلص منه ,,واخذت تراقب ملامحه الجذابة .
قال بنعومة :
_انت جميلة في الصباح ,بشرتك ناعمة ,,شعرك ناعم احب ان اجدك على وسادتي ,لابد ان تفعلي ذلك كثيرا.
_كم مرة يجب ان اخبرك ؟انا اريد الحب ........الزواج .......ستيفان .....
_ستيفان اخر القائمة مع ذلك الا تفكرين في ان هذا طريق الطلاق ؟
_لن اطلق ابدا,هذا سبب اخر لابتعادي عنك الاخلاص ,هل تذكر ؟ الاخلاص الثقة ,,الاعتماد على شخص ما ,والعاطفة.
_يمكنك دائما ان تشتري كلبا وتطلقين عليه ستيفان.
_ساتظاهر بانني لم اسمع هذا,لانني لو سمعت فقد اصفعك على وجهك
_لاتصفعي وجهي .
وفجاة دفعها للخلف وانحنى بجسمه فوقها قائلا:
_فقد قبليني ,ياعزيزتي ......
_لا ! لااريد هذا !
_نعم , تريدين !اوه نعم ياكارولين ,انت .........
_لا ,يمارك ,لااريد ولكنك لن تقبل بلا كاجابة,,غرورك لايستطيع مواجهة حقيقة انني ارفض ماتعتقد انه عرض خيالي !ان يستغلني وغد مثلك,,ثم ارمى لحظة ان يمل مني !
_ليس الامر هكذا !
_بل هو كذلك ! لكنني لن اتورط معك الى هذا او الى اي مستوى ,,وكلما اسرعت بقبول هذا كان افضل!
_لقد قبلته !ولكنني اجد نفسي معزولا هنا معك فلما لااحاول ان نالك ؟انا اهوى ممارسة الحب في الصباح الباكر ولكن اذا لم ترغبي ,,ساقبل هذا وسوف احصل عليه من تينيتا بليك فور عودتنا الى لندن!
قال هذا بوحشية ونهض من الفراش والحنق يعتم وجهه ثم غادر الغرفة وصفع الباب خلفه بمنتهى العنف
رقدت في الفراش شعرت بالغيرة ونفت ذلك ,فليفعل مايشاء انا لااريده ساعود لحياتي العادية واتزوج ستيفان ,واستقر وانجب اطفالا.
سمعت صوت (الدش وتمنت ان تاخذ دشا هي الاخرى.
كان المطبخ باردا اشعلت كل عيون الغاز وشغلت نفسها باعداد الافطار .
دخل مارك الى المطبخ يجفف نفسه وقال :
_الحمام خالي ,وجدت معجون اسنان وفرشاة وهناك مناشف نظيفة.
_ساذهب لاخذ حماما , الافطار جاهز ,فكرت ان الفاكهة ستكون افطارا طيبا.
_ان لديك المبادرة ,استطيع ان اتذكر لماذا استاجرتك كسكرتيرة.
_لم يكن قرارا تحت الحزام ,اذن؟
_استاجرتك من اجل مهاراتك الوظيفية .
_والان تحاول تعليمي مهارات اخرى.
لم تستطع ان تمنع نفسها من قول هذا ,كانت عيناها تشع بالغضب والكراهية المفاجئة.
صمت مارك لبرهة وعظام وجهه تكاد تخرج من جلده وغضب معتم في عينيه الرماديتين
حاولت المرورمن امامه في طريقها الى الحمام فاعترض طريقها قائلا:
_اعتذري !
_ماذا ؟
_اعتذري ايتها العفريت الصغيرة !هل انت صماء ؟
_لماذا اعتذر عن قول الحقيقة؟
-هذه ليست الحقيقة !كان عرضا كريما ,وفكرت فيه مليا.
_رجل كريم ,صادق يبحث عن عشيقه مدفوعة الاجر؟اوه يمكنني ان اراه في صفحة الاخبار الشخصية.
_لم افعل في اي وقت .
_بلى فعلت !
_لقد بدا انه الحل الوحيد لجاذبية تزداد قوة باستمرار بحق الجحيم ماذا كان ينبغي ان افعل ؟ان اقف في الخلف وادع الامر يستمر للابد؟
_ليس الى الابد !انا مخطوبة هل تذكر ؟وسوف لتزوج سريعا و......
كانت تلوح له بالخاتم في اصبعها فقاطعها واصابعه تضغط على معصمها
_تتزوجين !ياللجحيم !انت لاتحبين هذا الرجل! ,ولاحتى ترغبين فيه !وقبل ان تذكريني بالليلة الماضية دعيني اخبرك بنني لا اصدق كلمة واحدة مما قلته !
كانا يتجادلان ,وهي تحاول التخلص من قبضته ,لتمضي الى حمامها حتى نجحت اخيرا في الهرب منه الى الدور العلوي.
الحمام بارد بشكل لايحتمل والماء اكثر برودة تحممت وهي ترتعش وتئن ثم لفت نفسها بالمناشف وارتدت نفس ملابسها ونزلت للدور السفلي .
كان مارك في مقدمة الحديقة ,صاحت بوجه مرعوب:
_انتظر !انت لن تنذهب اليس كذلك؟
-سافحص السيارة فقط , هل اعتقدت انني ساتركك هنا وحدك ؟
_انا .......انا غير متاكدة
_يجب ان اعترف انه تم اغوائي انت امراتي المثالية التي احاصر معها بسبب الجليد .
_وانت لست رجلي المثالي !
-وماذا كان دالي سيفعل لو كان هنا معك ؟
_على الاقل لم يكن سيستمر في محاولة خلع ملابسي !
قالت هذا وشعرت بالحرج المفاجئ فاخر شيء كانت ,,تريد له ان يعرفه هو ان ستيفان لم يحاول ابدا ان يماس معها الحب ,,دعاها للذاهاب معه ,,الى السيارة واخبرها بوجود احذية في الداخل تصلح للجليد غير حذائها ذي الكعب العالي .
وجدت زوجا من الاحذية المطاطية ارتدتهما ,,وذهبا الى السيارة التي غطاها الصقيع تماما .
قال مارك :
__سانظف الثلج واحاول تشغيلها ,والا ساحاول معرفة ماحدث لها .
_لقد اصطدمت بحائط صخري هذا هو ما حدث لها !
_اعصابك ,اعصابك !
_اعصابي بخير مجرد انني متضايقة من كوني هنا معك.
ضحك بنعومة وبدا يغيظها بسبب عصبيتهما ,,وامسك بمعصمها في محاولة لاستكمال الحديث الذي لم يتم في المطبخ عن رغبتها فيه .
حاولت ان تنتزع نفسها منه بعنف فكادت تقع الى الوراء وسقطت فوق قدمها.
امسكها مارك قبل ان تصل للارض لكنها كانت تصرخ بسبب كاحلها :
_هل كسرت قدمك ؟
_لاادري انا لااشعر بعظامي لكنني اعتقد ...مارك ......لااستطيع احتمال الالم !
_انت حمقاء صغيرة !لم لم تحاول الجري مرة اخرى .......حملها وعاد بها الى المنزل واجلسها على اريكة غرفة المعيشة .
كانت النار مشتعلة لابد انه اشعلها وهي تاخذ حمامها ,,لمس كاحلها الايمن المتالم باصابعه الطويلة ,صرخت .....
طلب منها ان تتشجع ,واكتشف انه مجرد التواء ولكنه شديد.
_اوه ,لا هذا كل مااحتاجه !,, كيف سامشي معك الى القرية عندما يذوب الجليد؟
_لن تمشي معي .
_انت ......انت لايمكنك ان تتركني هنا وحدي ! ماذا ,,لو اقتحم المكان احد لن اهرب ابدا.
_لن اتركك .....سابقى هنا حتى ينقذنا احد او ساصلح السيارة.
زال رعبها وقالت بامتنان:
_اشكرك يامارك .
_لاشكر على واجب ! ساعد لك بعض الماء الدافىء لتضعي قدمك فيه سيوقف هذا الالم.
خرج من الغرفة وكانت مندهشة من تصرفه ومتاثرة ,,عاد بعد دقائق بالماء الدافيء,ووضعت قدمها فيه وهي تتالم .....
قال مارك:
_ساذهب لانظف السيارة,اذا احتجت لاي شيء اصرخي فقط.
_اشكرك ,انت لطيف جدا ....... بالنسبة لمارك رايدر.
_اي شخص كان سيفعل اكثر.
_ولكنك لست اي شخص .
نظر اليها بغرابة وملاها الخجل فخفضت عينيها ........ثم قالت :
_اعتقد انك كنت ستذهب لرؤية السيارة.
_انا ذاهب .
بعد خروجه تنهدت ارتياحا فهو لم يسالها عن معنى ,,جملتها الاخيرة ولم تكن هي نفسها تعرف الاجابة.
بالتاكيد لم تكن تعني انها تراه مختلفا عن اي رجل اخر عرفته؟, هذا بالضبط ماكانت تعنيه انه مختلف تماما.
كان جذابا قويا متسلطا متكبرا انانيا وقد جعل كل ,,شعرة في مؤخرة عنقها تنتصب منذ اللحظة التي وقعت عيناها عليها....بالطبع كان مختلفا !
انه ليس اي احد ,فكرت في ذلك مصعوقة........
نهاية الفصل الثامن

برنس وصاب
09-22-15, 07:22 PM
غدا بمشيئة الله اكمل الباقي ... (https://twitter.com/amalqhtani/status/(يمنع عرض أرقام الهواتف بدون أذن الإدارة)(يمنع عرض أرقام الهواتف بدون أذن الإدارة))

حنين الغلا
09-23-15, 04:42 AM
جميل جدا يعطيك الف عافيه يارب:869::869::869::869:

حنين الغلا
09-23-15, 04:44 AM
جميل ويعطيك العافيه على جوهدك:869::869::869::869::869::869::869::869::869: :869:

حنين الغلا
09-23-15, 04:58 AM
اتمناء لك النجاح استمر

برنس وصاب
09-23-15, 04:20 PM
الفصل التاسع
*******************
قضت كارولين الساعة التالية في تصفح المجلات دون تراها فعلا.
كانت تفكر في عطة نهاية الاسبوع التي تحولت الى كابوس,خاصة بعد اصابتها هذه.تذكرت الحوار الذي سبق الاصابة كان مارك على حق عندما قال انها كانت تتعمد الابتعاد والغموض ,,لم تكن تريد ان يعرف كم هي عاطفية جدا في اعماقها وذلك حتى لايستغل طبيعتها الجياشة بالمشاعر ضدها وقت المتاعب.
انها امراة عاطفية جدا وهذه هي المشكلة ,فهي ,تخشى ان تترك نفسها لعواطفها ,خاصة مع شخص مثل مارك .
سمعت مارك قادما فتظاهرت بالانشغال الشديد في قراءة احدى المجلات .
وقف امام الباب ثوان ,سالته عن حال السيارة فقال ويداه متسخة بزيت المحرك:
_ليست في حالة جيدة.
وبدا يشرح لها كيف قام باصلاح العطب لكنه اكتشف ان البطارية نفذت وذلك لانه نسى ان يطفئ اضواء ,,السيارة بالامس بسبب السرعة والخوف من قصص الذين يموتون في العواطف الثلجية.
سالها عن قدمها فقالت انها تحسنت.
حاول ان يستكمل المحادثة التي بداها عن نفسها فتهربت وطلبت منه ان يغسل يديه .
لم تكن تريد ان تتكلم معه ...... خاصة عن نفسها .
عاد بعد غسل يديه وابتسامة كسولة ساخرة في عينيه وجلس بجوارها,,تزحزحت عنه وعيناها مليئة بالاثارة.
حاول استعادة الحوار عن نفسها مرة اخرى رفضت بشدة .
قال لها:
_اذن كلمني عن علاقتك بستيفان دالي ,علاقتكما ,ماذا يجمع بينكما ,الاشياء التي تتكلمان عنها ,ماذا تفعلان ,اين تذهبان ,الى ......
_حسنا ........علاقتنا جيدة جدا ,صحيح ليس هناك كثيرة تجمعنا ,,لكن الاضداد ينجذبون لبعضهم ,اليس كذلك ؟نتكلم عن عمله ,,عملي مستقبلنا معا ,نذهب للمسرح كثيرا واحيانا ........
_اي نوع من المسرحيات تذهبان اليها؟
-هل المفروض ان اسليك بالحكايات .........نذهب الى المسرحيات المعاصرة.
_اي شيء حديث اذن؟
_نعم .
سكت للحظة وهو يتفحصها ثم قال :
_مسرحيتي المفضلة هي (قطة فوق صفيح ساخن)
_هل تقصد المزاح .........؟
_انا اخبرك فقط عن مسرحيتي المفضلة وانت؟
_اعتقد انها (عربة اسمها الرغبة)
_لماذا تحبينها ؟
-لانها مليئة بالدراما والاثارة .....
_مامسرحية ستيفان المفضلة؟
-اوه اي مسرحية من تاليف ابسن.
وتواصل الحوار كما لو كانا ضيفين في حفل رسمي.
كان ذوقهما متشابها ويختلف عن ذوق ستيفان.
سالها بخبث:
_كيف تذكرين لستيفان ماتفضلينه؟
_اوه , لااستطيع انه لايعرفني في الحقيقة وانا ........
وتدراكت انها سقطت في الفخ بينما ابتسم هو عريضا وهو يردد :
_حسنا ,حسنا ,حسنا .
_لم اكن اعنى ماقلته بالضبط .كنت .....
-بل عنيتى كل كلمة.
_استدرجتني لقول هذا ,يامارك,جعلتني اعتقد انك تتحدث عن المسرحيات و........
_ولم اكن ,كنت اتكلم عن علاقتك بالرجل الذي تنوين الزواج منه ,ليست علاقة قوية ,اليس كذلك؟
_سوف اتزوجه ,سوف افعل!
_لن تستطيعي ,ياكارولين ينبغي الا تفعلي ,انت لاتحبينه اليس كذلك ؟انت لم تحبي ابدا؟
هزت راسها ونظرت في عينيه .
واستطرد هو ببطء:
_حسنا هذا يجعلنا اثنين لانني لم احب ابدا ,وليس هناك خطا في هذا ياكارولين ,,فقط انه يجب الا تبني زواجك على هذا ,اتخاذ خليلات او حبيبات هو شيء واحد ,,ولكن الزواج والاطفال شيء مختلف تماما.
_هذا شيء يخصك وانت مخطئ بشاني .......مخطئ! انا احب ستيفان انا ........
_انت حتى لاتعرفينه ..والاهم انه لايعرفك ,انت قلت ذلك بنفسك الان !
_قلت انه لايعرف نوع المسرحيات التي احبها !
كان قد احاط بها وكانت ترتعش بين يديه وقال:
-لماذا لاتريدين له ان يعرفك على حقيقتك ؟لماذا ؟
_انه يعرفني جيدا!
_لا !انه يعرف فقط لغز غامض بارد جميل اسمه كارولين شو,, نفس الغز الغامض البارد الذي يعمل معي في المكتب.!
_لغز ......؟
_ليس وحده مع ذلك , لقد بقيت بعيدة عني لشهور ,,تعطينني هذه الواجهة الباردة الهادئة بينما في اعماقك انت هذه الغاوية الصغيرة الجياشة المشاعر!
_انا لست غاوية صغيرة جياشة المشاعر !
_ليس مع اي رجل ؟
_لا ....
_فقط معي انا ؟
حاولت القرار وهي تئن من الاعماق ,,لكنه لاحقها باكتشافاته في محاولة لاغوائها فقاطعته بحدة:
_اوه , هذه اجابتك على كل شيء يامارك رايدر,ان اذهب معك للفراش وتفوز بكل جائزة على القائمة !
_سيحرر هذا ياكارولين .
_لا , يامارك سيشعرك هذا بانك افضل ولكنه سيجعلني اشعر وكانني متشردة غبية صغيرة !
_لاتقولي اشياء مثل هذه .
_ماذا ؟ غبية ؟ ام متشردة؟
_لا هذه او تلك صحيحة!
_ستصبح صحيحة اذا مارست الحب معي يامارك!
_لانني لست على استعداد لعرض الزواج عليك .
_نعم !لن ادعك تستخدمني ثم تمضي مثل بطل غازي!
_لن افعل هذا !
_اوه لا ؟ كم امراة عرفت يامارك ؟كم ؟
كانا يمضيان في نفس الطريق الذي سلكاه عدة مرات ,,وقد استمرار فيه للنهاية بين القبلات العميقة طلب منها ان تعترف بمشاعرها نحوه.
وقد فعلت بضعف شديد لكنها رفضت عرضه وانقلبت القبلات الى غضب واحباط مرة اخرى .
قالت له منفعلة :
_اين سيمضي بي هذا اذا تركتك تنال مني ؟
_الى الحرية الشخصية؟
_مجرد رغبة جسديه فقط؟
_ليس عرضا للزواج ياكارولين ولن يكون ,الم اوضح لك ذلك بشكل كافي؟
كان يؤلمها ان تسمع ذلك وشعرت بفمها يرتعش .
_طبعا ! نعم اوضحت ذلك جدا ,الزواج يعني فخا لك يامارك لكن يعني الحب بالنسبة لي ,,وهذا هو الشيء الذي لن تلتقي وجهات نظرنا فيه ابدا.
_ياعزيزتي يكفينا لقاء الجسد.
_لو كنا حيوانات لربما وافقتك ,ولكننا بشر,,لدينا حياة لنحياها والاهم لدينا انفسنا لنتعايش معها ساكره نفسي لو تركتك تنالني,هل هذا ماتريده حقيقة؟
_بالطبع لا ,لكنني لاانظر للامر هكذا يا
كارولين !
_جسدي ضعيف فيما يخصك ولكن عقلي ليس ضعيفا.
_انا لااريد عقلك .
صاحت والغضب يهتاج في عينيها :
_انا ادرك ذلك للاسف !وهذا بالتحديد سبب رفضي لك ! ,والان اتركني وتقبل اننا لن نفعل ذلك ابدا !ابدا!
حدق فيها بوجه معتم لونه الغضب وقال :
_بعد كل شيء قلته لك ؟لايزال بامكانك ان تدفعنني كما لو كنت لا اعني اي شيء بالنسبة لك؟
_حسنا ,وماالذي اعنيه بالنسبة لك ؟ماوراء الرغبة؟
نظر بعيدا وساد صمت مشحون بالتوتر ثم قال :
_لااعرف ماالذي تعنيه بالنسبة لي ياكارولين ,انا اعرف فقط كم اريدك بشدة وجنون.
قالت بضحكة غاضبة متالمة :
_ومع ذلك لديك القدرة على اعطائي محاضرات في العلاقات !
_على لاقل انا لااخطط للزواج من شخص ما ! على الاقل انا شريف بشان مااريده!
قالت بكراهية :
_نعم ! وانا شريفة ايضا يامارك ,,عندما اخبرك بانني لن اسمح لك ابدا بان تنالني .........
دفعها بعيدا عنه بغضب ووصفها بالسافلة مرة اخرى وردد من جديد انه لن يلمسها ثانية ابدا.
اندفعت الدموع الساخنة الى عينيها واخفضت وجهها حتى لايراها .
قال انهما لايزالان محاصرين معا وعليهما اجتياز الامر وانه سيعد بعض الطعام.
كانت صامتة تماما فقال لها :
-كارولين ! انا اتحدث اليك !من فضلك انظري نحوي !
_استطيع ان اسمعك جيدا دون النظر اليك !
_قلت لك انظري الي .
_كلا !
اجتاحه الغضب لحد الجنون وبقسوة مديدة ليديرها نحوه فراى الدموع منهمرة فوق وجهها.
_لاتبكي ارجوك !لاتبكي ياكارولين.
_انا اسفة سابذل قصارى جهدي حتى لااجعلك تشعر بعدم الراحة في المستقبل ,,ولكن الان لااستطيع عمل شيء !
_انظري انا اسف ,لست متاكدا ماذا فعلت لكي اثير دموعك ,,ولكن ايا كان الامر فانا اسف .
_ياله من اعتذار رائع !
وانفجرت في البكاء رغما عنها ,اصدر صوتا غاضبا ,ثم جلس بجوارها واحتضنها وحاول تهدئتها فقالت:
_هذا ليس خطاك انت لاتستطيع ان تمنع كونك انانيا سافللا وشرها.
اطلق ضحكة جافة وهو يربت شعرها ,,وهداها تدريجيا ثم حملها الى المطبخ لاعداد الطعام.
بعد العشاء جلسا متخمين دافئين من الشبع والنبيذ الاحمر .
قالت كارولين بابتسامة ناعسة:
-اشعر بتحسن كبير.
_يبدو عليك ذلك.
كانت تشعر بالنعاس تماما بعد هذا اليوم المرهق ,,الطويل وقد حملها الى الدور العلوي وارقدها في الفراش وغطاها بحنو لم تتوقعه منه .
ثم ثم انحنى فوقها وقبلها قبلة جعلتها تشعر بالراحة وقال لها بنعومة:
_تصبحين على خير ياكارولين .
ثم تسلل بهدوء خارج الحجرة.
نهاية الفصل التاسع

برنس وصاب
09-23-15, 04:21 PM
الفصل العاشر
***************
اثناء الليل عاد مارك للغرفة وانسل الى لفراش بجوارها ,واحاطها بذراعه ,,فتحت عينيها وتنهدت بارتياح وهي تشم عطر جسده وترتاح بوجهها على عنقه القوى .
طبع على راسها قبلة رقيقة وارتاح براسه على راسها.
في الصباح استيقظت في احضانه قال بنعومة وهو يرقبها بطريقة غريبة:
_صباح الخير .
_صباح الخير.
بقي صامتا للحظات ثم قال :
_انت تتكلمين اثناء النوم ,هل تعلمين ذلك؟
توترت وقالت بضحكة عصبية:
_ماالذي قلته ؟
_لااعتقد انه ينبغي ان اخبرك بذلك ,ياكارو.
توترت اكثر ورفعت وجهها ببطء نحو وجهه الناعس ,الوسيم القوي ,وساد صمت قصير.
واجه عينياها بعينيه الرماديتين الجذابتين وقالت مرة اخرى:
_ماالذي قلته؟
_قلت انك تحبينني .
لثانية شعرت كما لو انه سحب الهواء منها ,لم اقل هذا اخبرها عقلها,,لا يمكن , انا لااشعر بهذا ,ولاحتى افكر فيه.
استلزمها الامر كل قواها لتبقى راقدة بجواره بدون ,,حركة ودون ان تبعد عينيها عن عينيه في هذا الصمت .
قالت:
_في الحقيقة لابد انه كان كابوسا!
_اعتقد انه كان ذلك.....
_لابد انه الضغط العصبي بالطبع .
_ نحن تحت ضغط عصبي كثير ,هناك كبح قاس لمشاعرنا .
بدات رحلة الاغواء من جديد وهذه المرة كانت غير ,,محتملة بالتدريج استسلمت له كلية وعندما همس وسط القبلات:
_دعني احبك !
قالت بهمس:
_نعم
_لااصدق هذا لقد انتظرت هذه اللحظة طويلا .......
قالت برغبة جامحة:
_خذني ..........
وفجأة سمعا زمجرة محرك سيارة في الخارج تجمدا من الرعب وهمس مارك بقسوة :
_ليس الان !
جاءت اصوات اخرى ,نهض مارك بعنف وفتح النافذة ,,راقبته وجسدها ينتفض بالاثارة وشعرت انها انتزعت من الجنة .
قال مارك :
_لقد نجونا ,ارتدي ملابسك ياكارو ,,انهم قادمين ........ سنتكلم ونحن عائدين الى لندن .
ساعدها على ارتداء ملابسها وحملها للدور السفلي ,,ووسط اصوات رجال الانقاذ رات شابا اشقر وسيم يخطو للداخل وهو يسال :
_هل هي هنا ؟هل هي بخير؟
همست وقد هربت كل الالوان من وجهها:
_ستيفان ........!
نادى ستيفان باسمها واندفع نحوها ,,تراجع مارك وقد تحولت عيناه الرماديتان الى سكاكين من الفضة .
ودخلت بين ذراعي ستيفان الذي قبلها قائلا:
_ياعزيزتي !اوه ياالهي لقد كنت مرعوبا !اعتقدت انك مت!
_انا بخير لقد التوى كاحلي فقط ولكن ليس عند اصطدام السيارة . مجرد التواء ولكن كيف وصلت الى هنا؟
_رايت الاخبار في الصحف عن الطقس في كورنول ,,واتصلت بالفندق فقالوا انك لم تعودي منذ ظهر السبت ....جئت بالامس واتصلت بالانقاذ .
كان مارك يقول ببرود وهو يخطو تجاه رفة المعيشة لرجل البوليس:
_ساكتب شيكا للتعويض عن الخسائر .
التقت عيناه الفولاذيتين بعينيها وشعرت على الفور بانها تلقت ضربة براس نووية.
انا احبه ,فكرت لاهثة احبه طوال الوقت ,من اللحظة التي رايته فيها كانت مشاعرها نحوه قوية لدرجة لاتحتمل .
قال ستيفان:
_ابواي كانا قلقين ايضا ,اتصلت بهما قبل ان اتى و........
واصل كلامه وواصلت هي التحليق فيه,ماخوذة بادراك انها ستضطر الى فسخ الخطوبة ,لكنها لم تستطع ان تفعل ذلك الان.
كيف تستطيع ذلك ,لقد اتى من لندن ونظم فريق انقاذ ولعله انقذ حياتها ,,لايمكن ان تخبره الان بان الخطوبة انتهت
لابد ان تنتظر حتى يستطيع التعامل مع الخبر ,ولكن في نفس الوقت ستضطر الى التظاهر....
كان رجل البوليس يقول لمارك في الغرفة الاخرى:
_واحدة من سيارات الانقاذ ستصحبك للفندق ياسيدي والسيدة الصغيرة......؟
_ستعود مع خطيبها.
قال مارك بصوت قوي وقطع الشيك كان الالم يمزق قلبها وهي تستمع .
ودفقة الدموع وراء عينيها ,,ارتعش فمها وهي تبتلع بصعوبة حتى لاتسمح للدموع بالسقوط .
اطرقت ,ورسمت ابتسامة وهي تقول لستيفان بميكانيكة :
_كان جميلا منك ان تاتي .
قاطعها وهو ياخذها بين ذراعيه:
_ياحبيبتي ! اوه ياحبيبتي احبك.
بعد لحظة ,كان مارك يغادر غرفة المعيشة ,ووجه القاسي بعيد وبلا تعبير وهو يعبرها,,في معطفه الكاشمير الاسود ,ويخرج من الباب الامامي المفتوح ,ومن حياتها ..........نهاية الفصل العاشر

برنس وصاب
09-23-15, 04:21 PM
الفصل الحادي عشر
******************
العودة الى المنزل كانت اشبه بالعودة من المريخ في سفينة فضاء .
عندما غادرت سيارة ستيفان حدود الريف الى المدينة ,رات مصابيح الشوارع البرتقالية واضواء النيون وناطحات السحاب ,,والدخان الذهبي في سماء لندن وشعرت انها تقتحم مناخ الارض من الفضاء الخارجي .
ترك الكوخ كان بالنسبة لها مثل دفن قلبها ......اخذت تفكر في مارك ثم قالت بتعاطف لستيفان وقد وصلا اخيرا الى منزلها :
_لابد انك مجهد تعالى لتناول بعض القهوة وشيئا لتاكله .
_بكل السرور.
_اشعر بخجل ان اطلب منك حمل حقيبتي ولكن كاحلي.....
_هل اخذك الى المستشفى ,ربما يجب ان تجري اشعة اكس عليها لتعرفي ان كانت العظمة مكسورة.
_لاانها تتحسن بالفعل ,بالاضافة الى ان مارك فحصها وانا واثقة في حكمه.
الثقة بدت غريبة,كل شيء كان مالوفا ولكن كل شيء قد تغير ,حياتها تغيرت خلال ايام في كورنول,كانت تحب للمرة الاولى ,,والالم الذي واكب اكتشافها ذلك كان ممزقا ,لم تكن تريد العودة الى هنا ,,بل البقاء في الكوخ ,مع مارك تكتشفه وتقع في حبه.
واعدت لستيفان بيضا مقليا بالجبن وسلطة ,اكل ستيفان بشره وقال:
_لابد ان الامر كان بشعا ان تبقي في هذا الكوخ وحدك مع مارك رايدر!
قالت (نعم )
وهي تحدق فيه بالم ,وشعرت بالاثارة ايضا كان شيئا رائعا قد حدث لها,شيء لايصدق وخيالي ,وارادت ان تصرخ بسرها به للناس جميعا ولكن مارك لايشعر بما تشعر به فكيف تبوح بالسر لاي احد !
سيبقى سرا للابد .وشعرت فجاءة بانها لم تعد تريد الاحتفاظ بالاسرار لاعنه........ولا عن مارك .
هز ستيفان راسه قائلا:
_شيء فظيع .....الطريقة التي خرج بها دون حتى ان يقول مع السلامة لك ؟,لابد انه لايحبك بنفس القدر الذي تشعرين به نحوه.
كانت شاحبة صامتة سال ستيفان :
_ماذا فعلتما لتمضية الوقت .؟ام انكما تجاهلتما بعضكما؟
_تجادلنا .
قالت ذلك بابتسامة متالمة ,وتذكرت كل الجدل والحوارات برغبة عميقة في العودة اليها ,والانصات اليه وهو يتكلم ومراقبة وجهه الوسيم وجسده القوي .
واصل ستيفان حديه:
_انه حقا وغد متكبر اليس كذلك ,كل ماقلته عنه صحيح قاس ,ساخر بلا مشاعر,ياكارولين المسكينة كيف احتجزت هكذا بدون شخص معك سواه.
تنفست كارولين بصعوبة هل فينيتا تقول كل هذا لمارك الان ؟الغيرة مزقتها بوحشية.كيف يجرؤ على ان يذهب لامراة اخرى ,كيف يجرؤ انه ملكي ..ملكها ولااحد سواها ,حتى لو بقي الامر سرا للابد ,فهي تعلم داخلها ان مارك ملكها لكنها لاتستطيع ان تخبره ......
_لاتشغلي بالك ,ياعزيزتي ,كل شيء انتهى الان انت في امان في المنزل معي ,يمكننا البدء في وضع الخطط ,حفل خطوبة ..كما اعتقد مناقشة ثم ,ترتيبات الزفاف والداي يريدان رؤيتك الاسبوع القادم .....اوه هناك ملايين الاشياء ينبغي ان نفعلها !
نظرت اليه مذهولة من المسار الذي جرى فيه الحوار وغسلها الاحساس بالذنب ,,لايمكنني ان اتركه يتكلم عن مستقبل لن يحدث.
_ستيفان .
_اعلم ......انت تريدين بعض الراحة قبل التفكير في ............
_لا .......
نهضت واقفة واتجهت نحو النافذة ونظرت الى اسطح العمارات الرمادية واكملت :
_ليس الامر كما تتصور ياستيفان ,اخشى انه اخطر من مجرد الحاجة الى الراحة.
_ماذا تعنين ؟
تنفست بعمق ,ليس هناك داع لانتقاء الكلمات ,فقط كوني واضحة وشريفة ورقيقة قالت :
_اعني انني لن اتزوجك ياستيفان , انا اسفة .وساد صمت طويل .
نظرت الى وجهه المتصلب وغمرها الشعور بالذنب وقالت:
_لم يكن ينبغي ابدا ان اقبل هذا الخاتم ,كان الامر مفاجاة , وانت تكبت مشقة كبيرة ,حتى انني ........
_لااصدق انك تقولين هذا ! لقد كنت متاكدة قبل ذهابك ,لقد وافقت على ان تلتقي بوالدي و.....
_لقد اخبرتك انني احتاج الى بعض الوقت لافكر ياستيفان .
_وفكرت خلال عطلة نهاية الاسبوع؟
اطرقت بخجل ,وساد صمت طويل ,وضع يده خلال شعره الاشقر ,وابتسم بغضب .
ثم قال فجاة :
_ماالذي جعلك تغيرين رايك؟
لم تجد كارولين داعيا لايذاءه بالحديث عن مارك لذلك قالت:
_انا اسفة ياستيفان الحقيقة انني لااشعر انني مستعدة للزواج بعد.
ساد صمت اخر طويل ,ثم اطرق دون ابتسام وقال :
_يمكنني فهم ذلك ,اعني بوضوح ,انا متالم ,ولكن على الاقل الامر واضح تماما ,,كل شيء واضح وشريف,وبعد كل شيء ........ ليس هناك رجل اخر !
شحب وجه كارولين واكمل ستيفان:
_يمكنني تقبل اي شيء عدا هذا ,لو كان هناك شخص اخر حسنا ,,لتحطمت تماما ,ولكن بما ان الرجل الوحيد الذي رايتيه منذ خطبتنا هو هذا الخنزير مارك رايدر.....
_يمكننا ان نبقى اصدقاء ,اليس كذلك؟
_بالطبع ,لكني افضل ان اترك الامر لاسبوع اذا لم تمانعي .
_افهم ذلك تماما.
كان قد وقف ,وتقدمت منه واعطته الخاتم,اخذه وحملق فيه .
وضعت كارولين يدها على خده الوسيم وقالت:
_اذا كان هناك اي شيء يمكنني عمله ..صاح ستيفان وهو يبعد يدها عنه:
_لاتلمسيني هكذا ,ياالهي انا ااريد ان احتفظ بكرامتي !
تراجعت كارولين فورا وعيناها ممتلئة بالتعاطف .
قال ستيفان بهدوء:
_فقط ابتعدي عني طوال الاسابيع القليلة القادمة دعيني اتجاوز الامر وحدي ,وسوف اتصل............
غادر الشقة واغلق الباب خلفه ,عندما ذهب غمرها الشعور بالذنب تماما ,لم يكن لديه فكرة عن تورطها مع مارك خلال نهاية الاسبوع ,,او حتى تشكك في هذا ,كان الامر سيؤلمه ويغضبه بشدة.
وماالغرض الذي يستحق هذا؟ على الاقل لم اكذب عليه فكرت فقط بالحذف وذلك لتحافظ على كبرياءه ومشاعره.
في السادسة وصلت ليز:
صاحت ضاحكة عندما رات كارولين في غرفة المعيشة :
_وو! عودة رجل الثلج !
على الفور لا حظت ليز الشرود الذي تعاني منه ,,كارولين سالتها عن السبب فاظهرت لها اصابعها التي فقدت خاتم الخطوبة.
سالها :
_اوه .لا ! فسخت الخطوبة ؟لكن لماذا ؟ماذا حدث ؟
_مارك رايدرحدث ,اوه ,ياالهي ,ياليز !لقد وقعت في حبه ,وقعت في الحب ......
غاصت ليز بجوارها على المقعد وقالت :
_ماذا ؟كارو......
_لقد اخذني معه ليغويني ,وقد رفضت بالفعل ,وهكذا عرض على ان اصبح خليلته ,,شقة فاخرة وسيارة سريعة وحساب بنكي في هارودز وانت تعلمين مثل هذا الشيء......ورفضت ذلك ايضا .
ضحكت كارولين والدموع في ماقيها واكملت :
_ثم اصطدمنا في العاصفة الثلجية وحجزنا في الكوخ معا 48ساعة ,,كان جحيما ياليز انا منجذبة نحوه بشدة ...... ولم استطع ان امنعه في كل مرة حاول فيها ان يغويني...
كررت ليز في رعب :
_لم تستطعي ان تمنعيه .......
_لم استسلم له لاتقلقي على هذا ,ولكن كلما رفضت ,ليلاس,كلما كان يحاول مجرد اغواء لم يتحقق ,طوال نهاية الاسبوع.
-انه رجل جذاب جدا,لااستطيع تصور كيف قاومتي .
_كان الامر في غاية الصعوبة ,كان علينا ان ننام معا ,جلبا للدفء ووان ناكل معا ونتحدث معا وننهض معا ونشترك في نفس الحمام ,المطبخ .....
_كما لو انك تعيشين معه ,نعم ,يمكنني ان ارى ,ماحدث لقد استرخيت مع رجل بشكل كامل لاول مرة في حياتك ,والنتيجة انك وقعت في الحب .
التقطت انفاسها وهي تحملق ثم قالت باندفاع :
_ولكن ياليز ,لاارى كيف حدث هذا او.......
-هذه هي النقطة انت لاترين ,الامر ليس مثل ,الحصول على وظيفة انها عملية غير مرئية تبني بطيئا وطبيعيا ,وفجاة تضربك حيث لاتتوقعين ابدا.
_ولكن انا ......انا اشعر بعاطفة جياشة و......
_حسنا ياكارو ,انت اغلقت حياتك عن اي علاقة حقيقية ,انا اعيش معك منذ عام الان ,وهذه هي اول مرة نمر بمحادثة مثل هذه ....
_انا اتى للبيت نادرا و.......
_لا انت تتصرفين تلقائيا كما لو انك بدون مشاعر او حياة شخصية او حتى احتياج الى الثقة.
_ولكن كيف اقع في حب مارك في يومين فقط ؟حتى ,,لو كنت قد اجبرت على دخول علاقة حقيقية معه؟
_لانه كان الرجل المناسب واضح ان القدر هو الذي القى بكما معا في هذا الكوخ.
_ياليت هذا كان حقيقيا !ولكن ليس كذلك انه لايحبني ياليز.
_لايحبك ؟هذه مفاجاة لي مما اسمعه عنه فهو مخلوق مماثل والا لماذا يكون لديه خليلات؟
_لانه خنزير جذاب وغد جذاب متكبر.
_هل تعنين ان موقفه لم يتغير نحوك؟ برغم ماحدث في هذه العطلة ؟اوه ,لااصدق ذلك ياكارو!
_ولما لا ! انت تعرفين اي نوع من الرجال هذا !
_نعم لكن هذا ليس طريقا من اتجاه واحد عندما ,تتعمق علاقة ما الى هذا الحد فدائما ما تكون تجربة مشتركة .
فيما بعد في الليل رقدت كارولين في فراشها تحملق ,,في الظلام وتحاول ان تجد شعاع امل في كلمات ليز.
تذكرت مارك وتصرفاته الاخيرة معها ,سيكون عليها ان تواجهه في المكتب غدا ,لابد الا يعلم بان خطبتها لستيفان فسخت,حتى لايكرر عرضه وهجومه عليها ,,وكلاهما يعلم انها لن تستطيع مقاومته الان كثيرا.
فكرة ان تدخل معه في علاقة ,وهي تحبه بعمق بينما ,هو لايحبها اصابتها بالرعب وجعلت نومها بائسا.
في اليوم التالي وصلت الى المكتب في موعدها بالضبط ,,جلست على مكتبها وضغطت زر الاستدعاء وقلبها يدق بعنف
قالت :
_نعم ياسيدي ؟
_احضري البريد,ياانسة شو.
عندما وقع نظرها عليه وهي تدخل بالبريد كاد قلبها ينفجر .
تبادلا تحية الصباح وسالها عن الامس هل وصلت سالمة.
قالت :
_ستيفان قام بتوصيلي.
_اه , نعم !رجل البلاستيك و.......
وتوقف فجاءة عندما لمح اختفاء الخاتم من اصبع يدها.
صاح قائلا:
_انتهى الامر ,من انهى الخطبة ياكارو ؟هو ام انت؟
_هذا ليس من شانك !
_ليس من شاني ! ماالذي تتكلمين عنه بحق الجحيم ؟
_حياتي الشخصية ,ليست ولن تكون من شانك !
صاح غاضبا وقد اقترب منها وامسك بكتفيها ,,واجبرها على النظر في عينيه ,وذكرها بصباح امس .
كانت تستسلم له بالفعل عندما جاء رجال الانقاذ فكيف تخبره ان شيئا لم يحدث بينهما ؟
اصرت على الصمت وعدم اخباره بانها هي التي ,,فسخت كانت تخشى ان يعرف عمق مشاعرها نحوه لو اخبرته .
انفجر في النهاية غاضبا وهو يدق على المكتب بعنف ,,امرها بالخروج والاتصال بفينتيا بليك عشيقته وتحويلها اليه على الخط الخصوصي ,شعرت بغيرة شديدة لاحظها فورا.
_يمكنك تنفيذ الامر,ولكن الاكيد انك لاتستطعين االاحتمال .
_لااعرف عن اي شيء تتكلم ....
_اذهبي الى مكتبك ,ياانسة شو وافعلي ماامرك به ,ثم اتصلي بجاك راشي في فندق ريتز هنا في لندن خلال ثلاث دقائق ,,فسوف نذهب لتناول الغداء معه في الساعة الواحدة.
عندما اتصلت بفينيتا واوصلتها بمارك اخذت تعلنهما ,,معا حانقة واستغرقت في العمل حتى الثانية عشر والنصف عندما خرج مارك اليها ليذهبا الى موعد الغداء .
وقف يراقبها بنظراته الممتلئة بالرغبة وقال:
_كان يجب ان انالك وادع رجال الانقاذ يحطمون الباب ,,كنت ساشعر بارتياح لو نلتك بكل مافي الكلمة من معنى .
_اذا اطلقت واحدة اخرى من هذه التعليقات فسوف استقيل ايها الوغد !
ضحك بنعومة ,ذهبا الى الريتز في سيارته الرولز رويس ,كان الزحام شديدا ,وكانت اعين النساء تلاحقه باعجاب وهو يتمخطر في مشيته معها.
عندما جلسا لم يكن جاك راشي قد وصل بعد ,,اقترب منهما صحفي متخصص في الاشاعات يعرفه مارك.
قدمها مارك اليه ,ابدى الصحفي بعض الملاحظات عن كارولين السكرتيرة ومدى علاقتها بمارك ,,ثم انصرف وكارولين تلاحقه بدهشة وخوف وفجاة وقعت عيناها على ستيفان ,وخفق قلبها بالرعب.
ولم تعرف ماذا تفعل ,قررت ان تتجاهله عندما تذكرت انه طلب منها الابتعاد عن طريقه لفترة.
لاحقها مارك بالتعليقات عما يمكن ان يكتبه صحفي ,,الاشاعات عنهما ثم عاد الى التعليقات المثيرة عن صباح الامس.
قالت له ساستقيل فرد بانه سيلاحقها في بيتها في هذه الحالة ,قالت انها ستذهب الى حجرة راشي في الفندق لانقاذه واحضاره وجريت من امامه .
واختفت عن العيون في احدى الردهات والافكار تطاردها ,,ماالذي بقي لها ؟تحب مارك ,تستقيل عن الشركة ,خطوبتها فسخت ,,ستذهب الى المستقبل بلاشيء ...لاشيء..
لحق بها مارك قائلا في غضب :
_لاتتركينني ابدا في منتصف الحديث هكذا !
_جاك راشي تاخر 15 دقيقة حتى الان ,,لم ارغب في ان اجلس هناك في انتظاره بينما كلانا انه قد يكون الان.
_لم تذهبي لهذا السبب !ولكن بسبب ماكنت اقوله لك ,هل تعتقدين انني غبي ؟
_ماالذي تتوقعه ؟كنت تذكرني بحماقتي في الكوخ و ......
_لم تكن حماقة ,كان االامر طبيعيا كنت تريدنني كنت دائما تريدنني ,ولازلت.
_لماذا تفعل هذا ؟انت تعلم ان الامر مستحيل ,انه انتهى.
_لن ينتهي ابدا قبل ان انالك.
احاط بها بكلماته وذراعيه ,وحاولت التمنع لكنها استسلمت لقبلاته في النهاية ,,وفجاة انفصلا بسرعة على صوت خطوات في الممر .
كان ستيفان دالى ! كان يقف هناك شاحبا كالثلج مصعوقا مشوشا .
همست كارولين ويداها المرتعشتان فوق فمها :
_اوه ,لا ....ستيفان !
_هذا هو السبب الحقيقي وراء فسخك للخطوبة ,,اليس كذلك ؟هو ! هذا الخنزير الذي اعترفت بانك تكرهينه ولكنك مغرمة به ! انت تحبينه ! انت ........
_ستيفان انت تخطئ فهم الامر.
_كنت في بحر العسل معه طوال نهاية الاسبوع !انت عشيقته !انت .......
صاح مارك يحاول اسكاته وهو يلمح صحفي الشائعات يخطو ببراءة في الممر ,ثم يتوقف ميتا وعيناه تحملق فيهم .
استمر ستيفان وهو لايدرك ان الصحفي خلفه :
_لن اسكت ! كنت مخطوبا لكارولين قبل ان تاخذها معك في هذه العطلة الاسبوعية ,,لقد اغويتها ,اليس كذلك ؟جعلتها عشيقتك ودمرت حياتها والان ........
_انا لم اجعلها عشيقتي .
قال مارك بقوة وجرس السلطة في صوته وهو يضع ذراعه حول كارولين ويستطرد قائلا:
_ولكنني انوي تماما ان اجعلها زوجتي.
نهاية الفصل الحادي عشر

برنس وصاب
09-23-15, 04:22 PM
الفصل الثاني عشر
**************************
قالت كارولين ,بينما السيارة ,ذات السائق تسرع بهما عائدين الى غرب لندن :
_كيف امكنك ان تقول هذا ؟ستيفان المسكين تآذى جدا,لقد مشى ووجهه كالحجر ,وانا كان علي ان اتركه لان هذا الرجل البشع كان يسترق السمع.
_كان السبب هو ذلك الصحفي ,كم مرة ينبغي ان اقول لك هذا ؟
_كان يكنني تجاوز االمر,حتى لو طبل القصة ,كان يمكنني ان انجو ,,فهذه الصحفة لايقراها احد ,وليس كل الناس يصدقون ما يقراونه في الصحف .........
_حسنا, لكنني لم اكن لاترك دالي دون عقاب ايضا.
_ستيفان المسكين ينبغي ان اذهب اليه واتكلم معه ,واجعله يفهم ........
_لن تفعلي شيئا من هذا .
_مارك ,يجب ان احاول ان اخفف عنه .
-لن تستطيعي ,دعيه وحده ليتجاوز المحنة في الوقت الذي يحتاجه لذلك ياكارو,,اي اتصال منك سيجعل الامر اصعب بالنسبة له .
_اعتقد انك على حق ......
_بجانب ذلك فلا يمكن ان يكون واقعا في حبك والا ,,ماقال ابدا كل هذا انه يعلم انك لم تتركي نفسك لي ,الا اذا........
نظر اليها وقد انسحب كل لون من وجهه , نظرت اليه كارولين .
وحبست انفاسها قبل ان يستطرد قائلا بشفتين بيضاواين كالثلج :
_الا اذا كنت تركت نفسك لدالي .
حملقت فيه وهي تفكر,هل يهتم بذلك ؟
وقال ويده تمسك بمعصمها :
_حسنا ؟ اجيبيني ياكارو ,والا خنقتك بيدي العاريتين ,,!لم تكن تريد ان تجيب لان هذا ليس من شانه .
ولكنها بكت من عدم الاحتمال وهمست في النهاية قائلة:
_لا يامارك ,لا لم اترك له نفسي.
كانت السيارة تسرع خلال شوارع لندن ,ثم تبطئ بسبب اضواء المرور.
قال مارك وهو يترك معصمها :
_سنذهب لشراء خاتم لك .
_خاتم ؟
_خاتم خطوبة ,ايها السائق توجه بنا الى مجوهرات كارتييه!
شحب وجه كارولين وهي تلتقط انفاسها وتمسك بيده القوية قائلة:
_مارك بحق الله ,لايمكن ان تكون جادا !
_بالطبع انا جاد ,ياكارو ..... لقد قلت امام اشهر صحفي اشاعات في انجلترا انني انوي الزواج منك ! ,,ولايمكن ان اتراجع ! ساتزوجك ,سواء رغبت ام لا.
_ولكن ........ ولكن انت لاتعني هذا ! لانستطيع الزواج,انت لاتحبني , ونحن ....
_اسكتي تماما ,الحب وهم لعين .
_ربما يكون كذلك بالنسبة لك ,ولكن ليس بالنسبة لي !
_من الصعب ان تلقي محاضرات عن هذا الموضوع !لقد فسخت خطبتك لدالي ,,وحطمت قلبه وقبلت خطوبته دون ان تحبيه بقدر كافي للاستمرار معه !.
_ياالهي ,انت خنزير !
_كل ماحاولته هو ان نالك ,على الاقل لم امزق قلبك الى قطع صغيرة.
حولت وجهها قبل ان ترى قلبها الممزق في عينيه ,,واستطرد هو عن سبب فسخها للخطوبة لكنها رفضت الافصاح عن مشاعرها الحقيقية.
وصلت السيارة الى محل المجوهرات ,حاولت ان ,,تقنعه بعدم الاستمرار في مسالة الزواج هذه قال انه سيتزوجها حتى لو اضطر الى جذبها من شعرها الى الكنيسة .
_دخلا محل المجوهرات صامتين اختارت خاتما فضيا ,,كلون عينيه ,البسه في اصبعها وطلب من التاجر ارسال العلبة والفاتورة الى المنزل .
خرجا صامتين ,قال انه ليس من المناسب العودة الى العمل الان واقترح ان ياخذا بقية اليوم اجازة ,,قالت له ان توقيع جاك راشي على العقد الان وانه ينبغي العودة للعمل.
قال :
_يمكننا الانتظار للغد ..... اذا كنا سنتزوج فيجب ان تاتي لمشاهدة بيتي ....
_لازلت غير متاكدة بالمرة من اننا يجب ان نفكر في الزواج ! , اننا حتى غير متفاهمين ,بغض النظر عن الحب.
_فقط اخرس واقبلي الامر ,ياكارو !
نظرت الى الطريق في بؤس صامت لبقية الرحلة ,,اسرعت السيارة خارج لندن ,عبر الحقول الخضراء حتى وصلت الى بوابة قصره الهائل الجميل.
قال مارك وهما يخرجان من السيارة :
_ساذهب بك في جولة سريعة على الغرف الرئيسية ,,فهناك الكثير لايمكنك ان تشاهديه مرة واحدة .
قالت كارولين بنظرة قاسية:
_اشعر انني موظفة.
قال وعيناه تشعان وهو يمسك بمعصميها باصابعه:
_لست كذلك !انت خطيبتي هل تذكرين ؟ انت ترتدين خاتمى اللعين وسوف نتزوج ,ليلاس,والان كفي عن محاولة الغاء الامر !
سحبها خلفه بغضب وهو يامر الخادم الذي فوجئ ,,بوجوده في البيت في هذه الساعة الا يحول له اي مكالمات تلفونية .
ذهب بها في اتجاه غرف النوم رافضا محاولاتها للجلوس في الدور الارض ,,دخل احدى الغرف واغلق الباب خلفها وبداا في طرح الاسئلة عن سبب فسخها للخطوبة ,رفضت اصراره.
سالها :
_لماذا غيرت رايك في الزواج ؟لماذا ؟لم تكون تريدين شيئا سوى الزواج والان ماذا حدث ؟
_الزواج منك , هو فقط مااعترض عليه.
_ان ذاكرتك ضعيفة ,لقد فسخت خطبتك السابقة وذلك بعد قضاء يومين معي ,لاتقولي لي ان ليس هناك علاقة لانني لن اصدقك .
_لااريد الكلام عن الامر ! الايمكنك ان تلقي بهذا من راسك الغليظ؟
نظر اليها في صمت عنيف صلب وتحو لون وجهه الى الاحمر الداكن.
افلتت كارولين من يده فامسك بمعصميها وقال:
_كارولين انا احبك.
توقف قلبها عن النبض ,كان الصمت عاليا وكان عليها ان تجاهد حتى تستطيع التنفس ,,,ببطء نظرت اليه,ولكن وجهه كان بعيدا ويده كالحديد على معصمها .
قالت بارتعاش:
-ماالذي قلته ؟
_قلت انني احبك ,انني وقعت في حبك ,انك غيرت حياتي انني اريد الزواج منك , بكم طريقة مختلفة تريدين مني ان اخبرك بنفس الشيء ؟
ترددت وقلبها يكاد ينطلق من صدرها ثم قالت وهي ترتمي في ذراعه وتمطره بالقبلات:
_مارك....انا احبك ,ايضا !
_هل تعنين ذلك ؟
_نعم ,نعم ياحبيبي ! لم استطع تحمل الامر عندما ,,ذهبت دون ان تبالي بقول الوادع ,لم احتمل وكنت اريد ان اموت ......
_لقد ارتميت بين ذراعي دالي وانت تبكين ,كنت اريد ,,ان اضربه واخطفك منه قائلا هذه ملكي ,ابعد يديك اللعينتين عنها .
_كان يجب ان اخبره عن االامر بدقة ,لقد تجشم متاعب كثيرة للوصول الى ..كيف كان يمكنني ان اخبره على الفور بانني لااريد الزواج منه .
_متى عرفت ؟متى عرفت انك تحبينني ؟
_عندما اقتحم رجال الانقاذ عالمنا ...كنت اريد ان اصفع الباب في وجوههم وابقى في هذا الكوخ معك الى الابد.
_نعم ..... شعرت بنفس الشيء ,لم يكن لدي فكرة ,عما كان يحدث حتى هذه اللحظة ولكن طوال الوقت طوال العطلة الاسبوعية كنت اجبر على النظر اليك بطريقة مختلفة ,,ليس كاي امراة ارغب فيها ,ولكن اكثر من ذلك امراة لها مشاعر وحكاية وافكار واحلام وطموحات كنت حقيقية جدا بالنسبة لي ... وكلما قضيت معك وقتا اطول ,وكلما شعرت بان الامر يحدث .....اكتشاف الوقوع في الحب.
_لم تبين لي ذلك ,كنت مقتنعة انك تكرهني ,وتكرهني اكثر مع مرورالوقت.
_كنت مصعوقا بالامر,كانت عملية لايمكن ايقافها ,رفضتها ,قاومتها ,جاهدت ضدها ,,ثم اقتحموا عالمنا فجاة ولم يصبح لدي اختيار,انتهى ,كنا عائدين الى لندن ,,للمكتب لعلاقة غير شخصية ! اكره مجرد التفكير فيها .....ياحبيبتي لم استطع التحمل ,كنت احب ان استيقظ بجوارك ,,وان اتاملك وانت تطبخين لي ,,وان اطبخ لك عندما التوى كاحلك ,وان اتكلم اليك من طرف انفي .....
_نعم .....احببت ذلك ,ايضا ,واحببت حتى عصبيتك ومحاولاتك التي لا تنتهي لاغوائي .
_يسعدني سماع هذا ! لااستطيع ان اصدق كيف امكنك ان تحبيني اذا لم تكني قد احببتي لمستي.
_اوه , انني احب لمستك ...احبها ..........جدا جدااااا.
_لاتجربينني ياكارولين ,ساحب ان امارس الحب معك ولكن ينبغي الا افعل ذلك ,الا اذا كنت تحبينني بنفس قدر احتياجي لك .... ياحبيبتي واريد لهذا ان يكون زواجا حقيقيا,ان استطيع الاستيقاظ بجوارك لبقية حياتي ,ان تطبخي لي وتتكلمينى معي ,,وتتجادلين معي وتلقين بالاشياء نحوي ,وتصفعيني اذا تجاوزت حدى وصفعت الباب خلفي لو اعتقدت انني تزوجتك لمجرد الذهاب الى غرفة النوم معك فكيف سيمكنك ان تحبينني الى هذا الحد؟
بقدر ماصدمها كلامه لانها كانت تريده,بقدر مااسعدها ,,وهكذا راحت ترتمي في احضانه وتخبره بحبها ورغبتها فيه.
وراح الاثنان في غيبوبة حب طويلة ...وفيما بعد وصلا الكلام عن حبهما ,, قال انه انجذب اليها منذ اليوم الاول, وانه كان يكره فكرة الزواج والاطفال .
وقلت انها كانت تكره الرجال الذين تنجذب اليهم ,دائما وخوفا من العلاقة الشخصية الحميمة مع شخص اخر.
شعر بالغيرة وسالها هل انجذبت الى رجال غيره؟ ,فقالت انها لم تشعر بمثل هذا مع اي شخص اخر ,وانه غير حياتها .
سالها هل ارادت ستيفان دالي ؟ قالت انها حتى لم ,ترغب في تقبيله وانها بدات في التورط معه هربا من مشاعرها نحوه .
قال انه شعر بالغيرة الشديدة عندما راه يخطبها بالخاتم في تلك الليلة وانه قضى الليل في تدبير ,الخطة التي ياخذها بها الى كورنول ليجعلها تعترف برغبتها فيه ثم يعرض عليها ان تكون خليلته .
وقال انه كان يعلم انها على عكس النساء اللواتي ,,عرفهن ........ وشعرت بالغيرة من مجرد ذكرهن.
قال انه لم يحب اي واحدة منهن ,وان فينيتا بليك لم ,,تكن خليلته واعترف لها بخجل انه لم يرغب في اي امراة اخرى منذ اليوم الذي راها فيه في مكتبه .
في النهاية قال لها:
_كم تتغير الاشياء عندما نقع في الحب ,اغرب لاشياء تبدو معقولة لنا .
ضحكت ودفنت وجهها في عنقه .
قال وهو يمشط شعرها بيده:
_سيكون لدينا اطفالا ايضا........
_اوه , ياعزيزي ,نعم اطفال ......
_اشكر الله على هذا ! كنت اخشى ان تقولي لي ان ,,مشاعرك نحو الاطفال تغيرت وانك تريدين الانتظار ,او حتى عدم الانجاب اطلاقا.
_لا , يامارك ,مشاعري نحو الاطفال تغيرت ,ولكنها اصبحت اعمق ,وليس العكس ,,مثل مشاعري نحو الزواج.......انني انظر الى الاطفال الان كابداع من نتاج روحانا وجسدانا في لقاء ساحر يبدع الحياة.
_ياعزيزتي ,دعينا نصنع الحياة.
وصنعاها ........معا .

برنس وصاب
09-23-15, 04:22 PM
-رواية جراح باردة - آن ميثر- روايات عبير القديمة


الملخص


كارن رضيت أن تطلق من زوجها بول محافظة منها على حريتها واستقلالها , أنها تحبه وتحترمه وتغار عليه من الهواء,ولكنها استسلمت للأمر الواقع حيث أصرَ على الطلاق, لكن بذرة الحب حين تغرس في أرض طيبة تضرب جذورها عميقا , فلا تستطيع أية عواصف أقلاعها .



الحب جمع بينهما , والكبرياء فرَقت , فهل تلغي مشاعر الوحدة والحزن المسافات وترمم القلبين اللذان أنكسرا؟




بول لملم جراحه وأحنى رأسه لمشيئة القدر, أراد أن ينسى ماضيه مع كارن, فخطب أول أمرأة تعرف أليها, ولكن روث لم تكن فتاة أحلامه, فازداد ألما, كارن لم تجد وسيلة لتهرب من ذكريات شهر العسل , وظلَ طعم الماضي يحرق الحاضر والمستقبل الى أين يهرب العشاق؟ والمسافات ضيقة , والدروب جميعها توصل الى الحب.




كارن تريد العودة... وبول أيضا , ولكن صوت الكبرياء يظل عاليا ... فمن يسكت هذا الصوت؟

برنس وصاب
09-23-15, 04:23 PM
1- عودة الى الماضي
خرجت كارن ستاسي من سيارتها الصغيرة السوداء , وألقت بمعطفها المصنوع من فراء الغنم فوق كتفيها قبل أن تغلق الباب اذ كانت ترتجف قليلا من البرد في هذا الطقس البارد من شهر مارس-آذار , عبرت الرصيف وفتحت باب الكوخ المشيد على الطراز الجورجي الذي كانت تمتلكه أمها في ذلك الحي الهادىء , كان الدفء والضوء يغمران البيت في الداخل , فهزت كارن كتفيها بارتياح من هذا الجو السار, وحيتها ليزا خادمة أمها , وأخذت معطفها وعلقته في خزانة القاعة, تستمر ليزا في خدمة الأسرة منذ كانت كارن طفلة, ومع ذلك لم تبد أبدا في نظر كارن أنها قد هرمت , وسألتها كارن مبتسمة:
" أين أمي يا ليزا؟".
" في غرفة الجلوس يا آبسة كارن".
قالت ذلك وهي تنظر بامتعاض الى ثياب كارن, كان السروال الضيق والسترة الثقيلة الخشنة أشبه بلعنة برأي ليزا, فصاحت قائلة:
" هل لا بد من أرتداء هذا السروال البغيض يا عزيزتي؟ أنه لا يليق بسيدة شابة مثلك!".
كانت ليزا كلاسيكية , ولم تتزوج في حياتها , وتعتبر أسرة ستاسي أطفالها, ومع عشرة السنوات الطويلة تعودت أن تكون صريحة معهم , وأجابتها كارن ضاحكة:
" لقد تركت رسومي لتوي يا عزيزتي ليزا, ولا تتوقعي مني التأنق عندما آتي الى هنا , خاصة أنني سأعود بسرعة وأمضي في عملي, بالأضافة الى أن السروال يبعث الدفء , وهو أحدث في هذه الأيام".
وقطبت ليزا جبينها , وتركتها كارن تضحك ودخلت غرفة الجلوس, كانت الغرفة جميلة وتطل على شارع ميسوود , والكوخ مفروش بأثاث مريح وأن لم يكن فاخرا جدا, والسيدة ستاسي تعيش هنا مع أبنتها الصغرى ساندرا.
كانت كارن لا تلتقي كثيرا بأمها وأختها , لأن عملها ورسومها التي تقوم بها في وقت الفراغ تشغل كل وقتها , بالأضافة الى أن هذا البيت يعيد اليها ذكريات كثيرة مؤلمة من الأفضل أن تنساها.
كانت أمها تجلس الى مكتب تحرر بعض الرسائل عندما دخلت كارن, فنهضت لتحيي أبنتها الكبرى, الشبه بينهما قليل, كارن شقراء بشعر ذهبي في حين أن شعر أمها كان في شبابها بنيا مشوبا باللون الأحمر , وعبرت السيدة ستاسي الغرفة وطبعت قبلة على خد ابنتها البارد , ثم تراجعت خطوات وأخذت تنظر اليها , فقالت كارن وهي تبتسم:
" أنني سعيدة برؤيتك , لم أرك منذ فترة طويلة , ومن نبرتك على الهاتف توقعت أن كارثة كبيرة على وشك الحدوث, تصورت أنك بانتظاري أمام عتبة الباب, ولكنك تبدين منهمكة في أفكارك الخاصة بدلا من ذلك!".
تنهدت مادلين بعمق وأجابت:
" حسنا , يجب أن أعترف يا عزيزتي بأنني غاضبة منك لأهمالك ايانا فترة طويلة, أننا من لحمك ودمك ويجب أن تهتمي بنا أكثر!".

برنس وصاب
09-23-15, 04:24 PM
صاحت كارن شاعرة بالذنب:
" وقتي ضيق يا أمي, وأنا مشغولة دائما, ولكن ما الذي أخَرك عن زيارتي في أي حال؟ أن شقتي قريبة جدا منك".
رفعت مادلين حاجبيها وقالت:
" يا عزيزتي كارن , كلما أتيت لزيارتي أجد نفسي مهملة جانبا, بينما تنهمكين أنت في وضع تصميم جديد أو رسم تلك اللوحات النظيفة, أنك تتحديث معي أحيانا , ولكنني أشعر دائما بأنني أمنعك من المضي في عملك , أنك لم ترحبي بي أبدا رغم أن هذا القول قد يبدو قاسيا".
وشعرت كارن بالأستياء وعدم الأرتياح , كانت تعرف أن كلام أمها صحيح الى حد ما, ولكن حديث مادلين المحدود كان يثير مللها , وكانت تفضل أن تعمل وحدها.
ثم قالت كارن موافقة:
" لقد أوضحت رأيك تماما يا عزيزتي , والآن ما المشكلة؟".
كانت كارن تحب أمها , ولكنها تعرف مدى مبالغتها في تهويل الأشياء , وكان واضحا أن هذه الزيارة لن تكون قصيرة كما تتمنى, وهناك شيء يشغل بال مادلين , ولن ترتاح حتى تقتلعه تماما من تفكيرها, وأخرجت كارن علبة سكائرها , وأشعلت سيكارة , ولكن ما كادت تسمع كلمات أمها الأولى حتى أوشكت السيكارة أن تسقط من يدها, ثم بدأت مادلين تقول بلهجة تعمدت أن تبدو عابرة:
" هل رأيت بول مؤخرا؟".
شعرت كارن أنها تحتاج الى وقت تجمع فيه مشاعرها التي صدمت فجأة , وسحبت نفسا عميقا بتلذذ , وأجابت ببطء:
" كلا, أننا لا نتقابل أطلاقا وأنت تعرفين ذلك , ولكن لماذا تسألين؟ أوه... لعلك قرأت نبأ خطبته في التايمز".
وافقت أمها ببطء وقالت:
" نعم, قرأته , أعتقد أن اسم خطيبته روث ديلاني, أنها فتاة أميركية وابنة رجل ثري على ما أذكر".
تابعت كارن بلهجة جافة:
"أنك على علم تام بالحقائق , حسنا يا أمي , لماذا تتوقعين أن أرى بول؟".
" أعتقدت أنه ربما يكون أتصل بك هاتفيا ليعترض على خروج ساندرا مع سيمون".
اتسعت عينا كارن, وصاحت قائلة:
" سيمون؟ هل يخرج سيمون فريزر مع ساندرا؟ أنه متزوج , ولا بد أنك تمزحين!".
" ليتني كنت أمزح. أنني لا أمزح في أمور كهذه يا كارن, لقد نفذ صبري , أنها ترفض أن تتخلى عنه , رغم أنني توسلت اليها لتفعل ذلك, أنك تعرفين مدى استحالة السيطرة على ساندرا, ومدى عنادها وتمسكها برأيها".
قطبت كارن جبينها وقالت ببرود:
" لا تلومي الا نفسك على ذلك, لأنك كنت دائما تتساهلين معها".
وصاحت مادلين بغضب:
" شكرا, ماذا كنت تفعلين لو تركت وحدك لتشرفي على تربية طفلتين صغيرتين؟".
" كنت أعاملهما المعاملة نفسها, بدلا من تدليل أحداهن والقسوة على الأخرى وضربها بالعصا على ظهرها , في أي حال لا داعي لمناقشة ذلك الآن. أنني أوافق على أن سيمون فريزر لا يصح أن يقترن اسمه بأي فتاة , خاصة اذا كانت بلهاء مثل ساندرا , كيف أكتشفت أنهما يخرجان معا؟ لا أعتقد أنها أخبرتك".
" لا , لقد شاهدتهما احدى صديقاتي يتناولان العشاء معا في الأسبوع الماضي , وأخبرتني , أن ساندرا في السابعة عشرة يا كارن في حين أن سيمون فريزر فوق الثلاثين, أما بول ففي السابعة والثلاثين , أليس كذلك؟".
ردت كارن في صوت مختلج:
" نعم , سيمون ليس الا شقيقه كما تعرفين".
" كما قلت لك, لقد طلبت من ساندرا التوقف عن لقاء سيمون , ولكنها ضحكت مني ولم تهتم لكلامي, تقول أنها قادرة تماما على العناية بنفسها , وأنا وأنت نعرف تماما حماقة هذا الأدعاء مع شخص مثل سيمون , يجب أن نفعل شيئا , أعتقد أن بول هو الشخص الوحيد الذي يستطيع فعل شيء, أريدك أن تتصلي به وتطلبي منه أن يتكلم مع سيمون".
" لا, لن أفعل هذا , لقد طلقني بول في المحكمة قبل عامين ولن أتصل به الآن, لا يمكن".
قالت مادلين في عبوس:
" معنى هذا أن كبرياءك أهم من سقوط أختك . أنها أختك يا كارن".
صاحت كارن وهي تفور غيظا:
" كفي عن التمثيل يا أمي, أنه لن يجدي معي, أن ساندرا في السابعة عشرة كما قلت, وهي ليست طفلة ويجب أن تتحمل مسؤولية خطأها , لقد كنت في الثامنة عشرة عندما التقيت بول, أليس كذلك؟".
ردت أمها بقسوة:
" أنظري ماذا حدث لزواجك , لقد انتهى بعد خمس سنوات, وها أنت الآن سيدة مطلقة في الخامسة والعشرين , أن مسألة الزواج ليست واردة بالنسبة الى سيمون , فهو متزوج بالفعل كما قلت, وهذا يزيد الوضع سوءا".
وبدا وجه كارن شاحبا. لقد أثار هذا الحديث كل الماضي المؤلم الذي حاولت أن تدفنه في العامين الأخيرين, كانت تعرف أن أمها اعترضت على انفصالها عن بول لأسباب أنانية بحتة, فكيف تلقي أمها بالأمر كله في وجهها هكذا؟ كيف يمكن أن تكون مادلين بهذه القسوة؟ كانت كارن دائما فتاة مستقلة مثل أبيها, وكانت مادلين متعلقة بالطفلة ساندرا فأفسدتها تماما من فرط تدليلها , بعد أن قتل أبوهما في حادث طائرة قبل فترة طويلة.
عرفت كارن أن مادلين تريد أنقاذ ساندرا من نفسها ولا يهمها أن ألحقت الأذى بالأخت الكبرى , وشعرت كارن برغبة في الرحيل فورا وترك أمها وأختها تحلان المشكلة وحدهما, ولكنها أدركت أنها اذا فعلت ذلك فأنهما لن يرحبا بها هنا مرة ثانية , لقد كانت ساندرا وأمها كما قالت الأم قريبتيها الوحيدتين, ولا شك أن قطع صلتها بهما سيجعلها وحيدة تماما, فكيف تقدم على شيء كهذا؟
وصاحت أمها:
" حسنا, هل ستتركين حياة أختك تنهار؟".
تنهدت كارن بعمق , كان الأنذار قد صدر ولم تكن مستعدة له. ما الذي تستطيع أن تقوله؟ كيف يمكنها شرح وقول أنها ليست الكبرياء فقط التي تمنعها من الأتصال ببول فهي تخشى أن تخذلها مشاعرها وتخاف أن يلاحظ قلقها! ولكن سيمون كان متزوجا أيضا, ولم يكن يفكر أبدا في زوجته, وكان يجب أن تعتبر ذلكأيضا, من يدري؟ ربما يسعد بول أن يحطم العلاقة , فلم يعد هناك ما يجعله يحب أسرة ستاسي.
وأخيرا وافقت قائلة:
" فليكن الأمر كذلك. ولكن لماذا تتصورين أن بول سيهتم بي أو يتكلم عن سيمون؟".
أجابت مادلين فرحة باستسلام كارن:
" أن بول مغرم جدا بساندرا , كما أنه يعرف سيمون ويعلم أي نوع من الرجال هو".
أطفأت كارن سيكارتها , ووضعت يدها في جيب سروالها. لقد تعهدت بأن تتحدث مع زوجها السابق وتساءلت:
" يا ألهي , أليست الذكريات وحدها كريهة بدون أن يعززها الواقع؟".
كيف يمكن أن تقابل رجلا كانت بينها وبينه صلة حميمة, صلة زواج من دون أن تشعر بسكين يتقلب في داخلها, لقد كانت بينهما علاقة حب عميق , أما الآن؟".
كانت في الثامنة عشرة من عمرها عندما قابلت بول فريزر , وكان يومها رئيس مجلس أدارة شركات فريزر للنسيج , مقرها الرئيسي لندن حيث كانت كارن تعمل مصممة رسوم في الشركة , وعملت هناك نحو عامين , بدون أن تحلم بالأتصال بالرئيس, لقد سمعت الكثير عنه من زملائها , ولكنه لم يكن يشغل نفسه بصغار الموظفين أمثالهم, كان في الثلاثين وغير متزوج والصحف والمجلات الأجتماعية تنشر قصصا عنه أينما ذهب, أشهر رجل عازب في لندن, وكارن تستمع الى الفتيات وأحلامهن عنه, ولكنها لم تكن تشعر بأهتمام خاص نحوه , أذ حظيت باعجاب الكثيرين في محيطها الخاص, ولا تحتاج للتطلع الى مجال أعلى لا فائدة منه, وحدث بعد ذلك أن وضعت تصميما رائعا لسجادة أثار دهشتها كما أثار دهشة الجميع, لقد أنتجت شركات فريزر نماذج متنوعة من النسيج, ولكن تصميم السجادة كان قطعة فنية مبتكرة رائعة, وشعرت كارن بالحرج عندما أستدعاها الرجل بنفسه, واضطرت للذهاب الى مكتبه الذي يقع في الطابق الأعلى من مبنى فريزر, لم تكن عصبية بقدر ما كانت محرجة, ولكن عندما قدمها رئيس قسم التصميم الى بول فريزر , وجدت نفسها مبهورة تماما بسحره وشخصيته , بل وجدت في الأسبوع نفسه شخصيته تفوق سمعته , ولذلك ذهلت عندما أتصل بها تلفونيا ودعاها لتناول العشاء معه, وقبلت بالطبع الدعوة التي حسدتها عليها صديقاتها , وفوجئت بأنه مهتم بها شخصيا لا كمصممة رسوم في الشركة , وفي أسابيع قليلة , توطدت العلاقة بينهما, ومن الغريب أن بول الذي لم ترفضه أمرأة وجد نفسه يتعذب كل لحظة لرغبته في أمتلاكها , وتحول اعجابه بمثلها العليا الى حب ملتهب, وحاولت كارن مقاومة حبه رغم أعجابها به منذ البداية خشية أن يسيطر عليها هذا الحب, ولكن عندما عرض بول عليها الزواج أخيرا كادت تذوب فرحا.
وطارا الى جزر الباهاما لقضاء شهر العسل , وهناك قضيا ثلاثة أشهر ممتعة, ذاقت كارن من السعادة ما لم تذقه في حياتها , وبدا بول سعيدا متراخيا وقد لوحت بشرته الشمس , كان كل منهما يحب الآخر, ولكن عندما عادا الى أنكلترا , حيث المنزل الكبير الذي أشتراه بول بالقرب من ريتشموند , بدأ كل منهما يضيق بالحياة العادية , فيما اضطر بول لقضاء معظم أوقاته في مكتبه , لينجز الأعمال التي تراكمت أثناء غيابه , تاركا كارن وحدها.
لم تشعر كارن بالوحدة أول الأمر , فقد كان المنزل يحتاج الى ديكور جديد, ولم يكن بول جهز الا غرفا قليلة حتى تتولى كارن تأثيث المنزل كله كما يروق لها, وبدأت كارن العمل مع فريق من فناني الديكور وجاءت النتيجة رائعة.
كارن تحب قضاء المساء مع بول عندما يعود الى البيت, ونادرا ما يخرجان , فيجلسان الساعات الطويلة وحدهما يتحدثان ويتغازلان. ومع الوقت وجد بول نفسه مضطرا لزيارة المصانع في ميدلاند في شمال أنكلترا , بعد أن أهمل كثيرا من عمله المعتاد عندما يبقى في صحبة كارن , كان رجلا نشيطا يحب عمله زيهتم به ويكره تركه لمندوب ينجزه له , ومر عام كامل بدون أن يتفقد الشركة, كان يعرف بأنه لن يستطيع التركيز على عمله وهي في صحبته.
في أول الأمر استغرق العمل في منزل تريفاين كل وقت كارن , وكانت تقضي بعضه في حمام السباحة الملحق بالبيت, أو في دعوة الأصدقاء لتناول الشراب أو لعب التنس , ولكن على مر السنين , قلت كثيرا الأوقات التي يقضيانها معا, الا في العطلات التي يأخذها بول, وبدأت كارن تكره طريقة حياتهما الجامدة, وشعرت بالملل لا من بول ولكن من كثرة وقت الفراغ وقلة العمل.
وأخيرا طلبت من بول السماح لها بالعودة الى العمل في الشركة, ولكنه ذهل ورفض بشدة, فبالأضافة الى أنه كان يريدها في المنزل عندما يحتاج اليها فأنه لم يعتبر عملها أمرا ضروريا , وعبثا رجته أن تعود الى العمل لأنها تشعر بالملل , وما لبثت أن وجدت نفسها فريسة القلق والأحباط , وأوجدت هذه المشاعر سلسلة من المناقشات والنزاع حول عملها ووضعها الذي لا هدف له في المنزل, وأقترح بول أن ينجبا أطفالا ويكونا أسرة , ولكن كارن كانت عنيدة حمقاء , فرفضت أن تخضع لرأيه مرة أخرى , وانتابها الهلع عندما فوجئت ببول ينقل ملابسه الى غرفة الضيوف , لقد أفزعتها عواقب تصرفاتها ولكن كبرياءها منعها من التوسل اليه كي يعود اليها.

برنس وصاب
09-23-15, 04:25 PM
ومر على زواجهما ثلاث سنوات عندما حصلت كارن على وظيفة في مؤسسة منافسة لشركة بول, وهي شركة مارتن للتصميمات , من غير أن تخبر زوجها , وعندما علم بول بذلك ثار غاضيا , كانت شركة مارتن تحصل على بعض أعمالها من شركة فريزر , فسحب نصيبه فورا, وأسفر ذلك عن مشادة أخرى, وكانت النتيجة أن حزمت كارن أمتعتها وتركت المنزل ولم تذهب الى بيت أمها, التي كانت تعتقد أن كارن يجب الا تحتاج الى أكثر من زوج ومنزل , والتي ظلت غاضبة من كارن مدة طويلة بعد أنفصالها عن زوجها , ولكن كارن صممت على عدم العودة , وعندما علم بظروفها لويس مارتن , رئيس الشركة الصغيرة , أشفق عليها , ولكنه نصحها بأن تكون شجاعة وتتمسك بموقفها, ولم ينصحها بالعودة الى بول.
في ذلك الحين شعرت كارن بالأمتنان نحوه, ولكنها عندما تسترجع الماضي تشعر بالثقة في أنها كانت ستعود الى بول خلال أسبوع , وتوافق على شروطه ولو أنها تركت لحالها , وقام بول بعدَة محاولات فاشلة لمقابلتها , ولكن لويس كان يحرسها وكأنها جواهر التاج الملكي, وظلت كارن وحدها مع أفكارها , كانت كلما اقترحت فكرة رؤية بول, ذكرها لويس بأسباب رحيلها , وكانت كلماته تقوَي من عزمها , وتصورت أنه لا جدوى من عودتهما لأنه سيجر مزيدا من النزاع ويؤدي الى أنفصال آخر, هكذا نصحها لويس وصدقته, ولم لا تصدقه؟ أنه لن يكسب شيئا من وراء هذا الا مصممة من الدرجة الثانية, نسيت الكثير من عملها خلال السنوات السابقة, ثم كيف كان بوسعه أن يعلم أن بول وكارن كانا لا يتشاجران الا نادرا حتى ظهرت مسألة الوظيفة هذه التي أصرت عليها كارن ورفضها بول , أشترى بول شقة وأستأجرتها كارن منه, وكانت بالطبع تدفع الأيجار , كانت سعيدة بأن تكون لها شقتها الخاصة, وقامت بتأثيثها تدريجيا كلما أدخرت المبلغ اللازم لذلك, ورفضت أي مبلغ من لويس , ولم يعد بول يحاول الأتصال بها وتركها تعيش بسلام, وأنهمكت في عملها في شركة لويس الذي كان هو نفسه مصمما ممتازا, فتعلمت منه.
كان لويس أرملا في أوائل الأربعينات, وليس له أطفال, وكانت كارن تشعر بأنها أبنته, ولذلك أحست بصدمة كبيرة عندما عرض عليها الزواج بعد عام من أنفصالها عن بول, رفضت العرض وقالت أنها لا تهواه , وأنها بالأضافة الى ذلك لا تزال زوجة شرعية لبول , ولكنه أخبرها أنه سمع أن بول سوف يقاضيها في المحكمة حتى يحصل على الطلاق, وبعد أيام قليلة تسلمت أعلاما بالبريد بنوايا بول الذي زعم أن سبب رغبته في الطلاق منها هو خيانتها , وذكر اسم لويس باعتباره الرجل الذي تخونه معه.
مع ذلك فأن لويس لم يثر غضبا من ذكر اسمه, رغم ما كتبته الصحف عن تلك القصة, ونصح كارن كما نصحها المحامي الذي أختاره لها بألا تدافع عن نفسها في القضية, لأن الدفاع في مثل هذه القضايا يتحول الى غسيل قذر ينشر أمام الناس , فلا ينبغي لها أن تدافع عن نفسها الا اذا أرادت الكشف عن حياتها الخاصة أمام المحاكم, ولم يكن هناك من تلجأ اليه غير لويس , فعملت كارن بالنصيحة وأنزوت أكثر داخل قوقعتها , وأباح بول لنفسه الكشف عن حقائق معينة أعتبرها الناس حاسمة, وتألمت كارن من صميم قلبها لدرجة أنها لم تعد تهتم , لقد ذكر أن لويس حصل على شقة لها, ولكنها كانت تدفع ايجارها! وأن لويس كان يقضي المساء معها في الشقة, ولكنهما كانا يتناقشان في مشروع أو موضوع جديد, حتى الليلة التي قضاها في شقتها على الأريكة في غرفة الجلوس كانت بسبب الضباب الكثيف الذي نزل على لندن , ومن غير المعقول أن يعود لويس الى بيته البعيد عن هاميسند في مثا ذلك الضباب , على أنها هي نفسها أعتقدت أن لا فائدة من محاولة تفنيد هذه الأتهامات , فقد بدت حاسمة , ووجدت نفسها حرة مرة أخرى بعد أقل من خمس سنوات من زواجها!
كان لويس في أوج القوة في تلك الأيام , فكرَس نفسه لمساعدتها حتى لم تعد تستغنى عنه, ولكنه عندما عرض عليها فكرة الزواج ثانية عارضتها فورا, شعرت بأنها لا تستطيع نقاش هذه الفكرة في ذلك الوقت بصرف النظر عن أي شيء آخر , وقنع لويس بالأنتظار,وبمرور الوقت ألتأمت الى حد ما ماشعر كارن الملبدة وأعتقدت أنها بدأت تتغلب على أزمتها , ولكنها بعد أن استمعت الى أمها تشيد قليلا بمزايا بول , وتسخر منها, أدركت أن أزمتها أزيحت عن ذهنها قليلا, في أنتظار الظهور مرة أخرى, وأقتنعت بأن كل دفاعها لتنكر ذلك لن يؤدي الى نتيجة.
ومع ذلك تعهدت لأمها بالأتصال ببول, ولم تستطع التراجع. كان عليها أن تقابل زوجها السابق لأنها لا تستطيع مناقشة هذا الموضوع معه بالهاتف,ومن يدري؟ لعلها تقابل أيضا روث ديلاني, المرأة التي اختارها لتحل محلها!
وسارت كارن نحو الباب قلقة , بعد أن قررت أن تقابله وتنتهي من الأمر , ولكنها التفتت الى أمها وقالت:
" وماذا لو رفض الحديث معي؟".
أجابتها مادلين في هدوء:
" بول ليس رجلا من هذا النوع , وأنا واثقة من أنه لن يرفض".
كانت صدمة كبيرة لمادلين عندما أضطرت الى أن تتخلى عن حفلاتها الصغيرة التي كان بول يسمح لها بأقامتها , فقد كان دائما حريصا على أن تكون معها نقود كثيرة تكفي لشراء كل ما تحتاج اليه. وكان دائما يبعث اليها بعلب الحلوى والزهور, ومادلين تشعر بالسعادة من هذه الهدايا الصغيرة حتى ولو أرسلها عن طريق سكرتيرته, أما كارن فلم تكن تعلم بذلك من حسن حظها , لأنها كرهت أن تبدو هي وأسرتها في نظر بول أشبه بفقراء معوزين !
وحاولت كارن للمرة الأخيرة التحرر من وعدها, فقالت لأمها:
" لماذا أذن لا تتصلين أنت به؟".
" لا أعرف ماذا أقول يا كارن . لا أستطيع , كنت أنت زوجته؟ ولا شك أنك تعرفينه جيدا, ومن الأسهل أن تتحدثي أنت معه".
احمر وجه كارن.
" لا يمكن أن يكون أحد عرفه كما عرفته هي!
نظرت مادلين الى ساعتها , وقالت وهي تبتسم لأنتصارها :
" أنها الحادية عشرة والنصف, وقد يكون في مكتبه, لماذا لا تتصلين به الآن ومن هنا؟".
أجابت كارن وهي تضغط على كلماتها:
" كلا, سوف أتلفن له من شقتي , هذا اذا لم تمانعي طبعا".
قالت ذلك بلهجة ساخرة جعلت مادلين تزم شفتيها , فردت الأم باقتضاب:
" لا أمانع ما دمت لا تنسين".
" لن أنسى , سوف أتلفن له عندما أعود, هل يرضيك ذلك؟".
ثم خرجت الى القاعة لترتدي معطفها , كانت تشعر بالغثيان وتتوق الى هدوء بيتها , ركبت سيارتها الى مسكنها.
خلعت كارن معطغها وأشعلت سيكارة , وفكرت لحظة وأيقنت أنها تفرط في التدخين , ولكنها سحبت نفسا من السيكارة واستمتعت به وعندما نظرت الى الهاتف , على المائدة بجوار الأريكة بدا وكأنه يسخر منها في صمت , شعرت بأنها تكره نفسها لأنها استسلمت لتهديد أمها , أما أن تتصل هاتفيا ببول وأما أن تتنكر لها الأسرة!
وتساءلت كيف تستطيع أن تمسك بالسماعة وتتحدث الى رجل كان قد طلقها قبل عامين؟ رجل لم تتحدث معه من أربعة أعوام تقريبا؟ ترى ماذا سيكون شعوره عندما تتحدث اليه ؟ هل سيشعر بالسعادة عندما تزحف اليه طلبا لمساعدته ؟ عضت شفتها في غضب, امها هي التي وضعتها في مثل هذا الموقف الحرج, وفكرت في الأتصال بلويس لأخذ رأيه, ولكنها عدلت , فالأرجح سيعتبر تصرفها هذا مثيرا للضحك وينصحها بعدم المضي فيه.
وتنهدت بعمق وهي ترفع السماعة بأصابع مرتجفة , وتدير أرقام شركة فريزر.

برنس وصاب
09-23-15, 04:26 PM
ووضعت كارن السماعة, من الغريب أن تشعر بخيبة أمل اذ لم تستطع الأتصال به, حملقت في الفضاء لحظة ثم أمسكت بالسماعة وأدارت رقم هاتف شقته في بلغرافيا , فالأرجح أنه باع منزله الكبير الذي عاش فيه مع كارن , وربنا ر يريد لذكرياته مع كارن بأن تحطم مستقبله.
حبست أنفاسها والخادم يرد عليها بأن السيد فريزر في جولة على فروع الشركة وغير موجود وأنه سيعود في المساء, ومرة أخرى شعرت بالغضب لأنها لم تتحدث معه, وفكرت في الأتصال به ذلك المساء ولكنها عدلت وفضلت الأتصال به في مكتبه حتى تكون للمكالمة طابع العمل, وأتصلت بأمها وشرحت لها ما حدث . وأبدت مادلين أسفها ولكن كان واضحا أنها سعيدة لأن كارن فعلت كل ما طلبته منها بدقة وأمانة.
أعدت لنفسها وجبة غداء من البيض المقلي والقهوة, وخطر لها أن تخرج للنزهة, فارتدت معطفها وعبرت الطريق الى منتزه الأطفال المجاور , وأخذت تراقبهم وهم يلعبون ويمرحون, وشعرت كأن سكينا تطعنها وهي تشاهد وجوه الصغار البريئة الضاحكة.
وتساءلت لو أنها أنجبت الطفل الذي كان بول يريده لكان عمره الآن ثلاث سنوات أو أربعا, ومن يدري ربما كان لديها طفلان أو حتى ثلاثة أطفال الآن! وسارت على غير هدى متمنية أن ينتهي اليوم بسرعة وأن يبدأ الغد , كان كل تفكيرها مشغولا على بول , ولا شك أن محاولتها العمل وهي في هذا الوضع ستكون مضيعة للوقت والجهد, بعد نحو ساعتين عادت الى بيتها , فأعدت وجبة عشاء خفيفة, وظلت تشاهد التلفزيون حتى نهايتها , وعندما آوت الى فراشها بدأت تفكر في سيمون وساندرا , كانت ساندرا طفلة حمقاء لا تشعر بمسؤولية, ويمكن أن تتورط في متاعب بسبب تدليل أمها لها طوال هذه السنوات, كانت تقع في مشاكل كثيرة وهي طفلة, وأمها تساعدها وتتلمس لها الأعذار , حتى لم تعد ساندرا تعرف معنى كلمة الأحساس , وأثناء سنوات زواج كارن كان بول يسيطر عليها ويرشدها , ولكن بعد الطلاق عادت الى ما كانت عليه وأصبحت أسوأ , أما سيمون فلم يكن هو وزوجته جوليا يزوران كارن وبول الا نادرا, وكان واضحا منذ البداية أن سيمون يستلطف زوجة أخيه الشابة , ولكن بول أوضح له تماما أنه اذا حاول أن يقترب من كارن فسيقطع رقبته! أما جوليا فقد كانت بنت رجل غني, جنى الهر عليه , وكانت تعلم أن سيمون له نزواته , ولكنها رضيت الزواج منه واعتبرته وسيلة للحياة! وبعد الزواج مضى كل في طريقه رغم أنهما كانا يعيشان تحت سقف واحد, وقرر بول أن يتجنبهما علنا وبصراحة , وتساءلت كارن" كيف ترمي ساندا نفسها بين يدي رجل مثل سيمون فريزر؟ وشعرت بالهلع ! وتمنت أن يفعل بول شيئا, كان هو وحده الذي يستطيع أن يأمر سيمون , لأنه يتولى الأنفاق على الأسرة , ولسيمون شخصية لطيفة برغم كل أخطائه, ولا شك أن ساندرا وجدته جذابا بعد الشباب السخفاء الذين تعودت الأختلاط بهم.
كان الوقت عند منتصف الليل عندما دلفت كارن الى فراشها ولكنها لم تستطع النوم بسهولة, فأفكارها تتركز في بول وذهنها يقظ ى يسترخي , تذكرت كيف كان وسيما بشعره الأسود وبشرته السمراء وعينيه السوداوين وقامته الطويلة التي تعو عن قامتها , رغم أنها هي نفسها كانت فتاة طويلة, كان شعره الداكن قصيرا أنيقا مقصوصا دائما , وكانت كارن تكفيه من جميع النواحي رغم أنه عرف نساء كثيرات قبل أن يتزوجها, تذكرت كل هذا وأخذت تتقلب في فراشها , واضطرت أن تنهض وأن تبتلع حبة منومة, وألقت نظرة على وجهها في المرآة وقطبت جبينها , كان التعب يبدو واضحا على وجهها, ترى هل ستكون متعبة هكذا عندما يراها بول غدا ؟ هل سيشعر بالسعادة لأنه لم يعد متزوجا من أمرأة تبدو مرهقة منهكة؟ وعادت الى فراشها ببطء وانسلت تحت الملاءة , وتذكرت أنها لم تعرف الأرق طوال سنوات زواجها , بالعكس كانت تستغرق في النوم بين ذراعيه وكانت دائما تشعر بالأمن معه , وظلت تحدق في الفضاء حتى بدأ مفعول الحبة المنومة فاستغرقت في سبات عميق.
وفي الصباح التالي استيقظت وهي تشعر بصداع مؤلم . وسمعت صوت خادمتها تنظف غرفة الجلوس بالمكنسة الكهربائية , وعندما نهضت وارتدت معطفها المنزلي وخرجت الى غرفة الجلوس رأتها السيدة كوتسي فسألتها:
" هل أنت بخير يا عزيزتي؟ تبدين مرهقة".
قالت كارن وهي تحتسي القهوة التي أعدتها لها السيدة كةتسي:
" لم أنم جيدا ليلة أمس, هذا هو كل ما في الأمر. سوف تنعشني هذه القهوة".
وانتهت السيدة كوتسي من عملها وارتدت معطف المطر وودعت كارن على أن تراها في صباح اليوم التالي وبدأت كارن تتصفح الصحف التي تحضرها السيدة كوتسي كل صباح. كانت الصحف مليئة بأخبار الأزمات العالمية ولكنها لم تهتم بقراءة شيء منها, فذهنها مشغول بالمحادثة التلفونية مع بول, وأخيرا رمت الصحف جانبا , وجلست تنتظر الساعة العاشرة حين يصل بول الى مكتبه , وبعدما أدارت قرص الهاتف حولتها العاملة فورا الى سكرتيرة بول الخاصة التي سألتها بصوتها الهادىء المهذب عما تريده, عندئذ قالت كارن:
" أخبريه فقط أن الآنسة ستاسي تريد أن تتحدث معه , أنني متأكدة أنه لن يرفض التحدث اليَ".
ولم تستطع كارن معرفة ما اذا كانت الفتاة نفسها قد عرفت الأسم, ولكن بعد خمس دقائق سمعت صوت رجل يقول:
" هل أنت كارن؟".
وأدركت أنه بول , وخفق قلبها بشدة حتى شعرت بأنه قادر على سماعه , كان صوته مألوفا حتى بعد كل هذه المدة , رغم أنه كان باردا جدا, وخذلتها أعصابها لحظة, وتصورت أنها لن تستطيع التحدث اليه, أخيرا تمتمت قائلة:
" نعم , أنا كارن يا بول , كيف حالك؟".
كان صوتها عصبيا , وتمنت أن تكون واثقة من نفسها مثله كما بدا وهو يجيب:
" أنا بخير, شكرا, وأنت؟".
" بخير شكرا".
وانتظر بول, وكان واضحا أنه يتوقع أن تتحدَث وتفسر سبب أتصالها به , وبحثت كارن عن كلمات تبدأ بها الحديث , وعندما سألها بول:
" لماذا اتصلت بي يا كارن؟ لا أعتقد أنك كنت تريدين فقط السؤال عن صحتي".
قالت:
" لا أستطيع أن أحدثك في الأمر على الهاتف, أنه موضوع شخصي, وأفضل رؤيتك للبحث فيه".
وقال بول:
"لا أتصور ما الذي يستطيع كل منا أن يقوله للآخر".
وأجابت بعناية في صوت متزن:
" أن هذا الموضوع يمس شخصين آخرين غيرنا , فلا تفكر في أنني أحاول أن آخذ منك موعدا".
عندئذ قال بول وهو يتنهد:
" لا أفهم شيئا يا كارن , لماذا لا تستطيعين أخباري الآن؟".
" يا ألهي, لماذا لا تصدقني يا بول بأن الموضوع يخصني بقدر ما يخصك".
" ومتى تقترحين أن نلتقي؟".
" ما رأيك لو نتناول الغداء اليوم؟".
" ولكنني مشغول جدا, لقد عدت ليلة أمس من ليدز, ولدي عمل كثير".
ردت كارن بسخرية:
"ولكن يتعين حتى على كبار رجال الأعمال أن يأكلوا شيئا, أم أنك تعيش على حبوب الفيتامينات هذه الأيام؟".
سكت بول لحظة وسمعته يخبط فوق الأوراق على مكتبه , وأخيرا قال ببطء:
" حسنا, أستطيع أن أقابلك".
" لا تضايق نفسك".
" الساعة الواحدة في مطعم ستيبانو هل هذا يناسبك؟ أن هناك مائدة مخصصة لي".
" رائع".
قالت ذلك بجفاف , ثم وضعت السماعة.
وعندما أشعلت سيكارة وجدت أصابعها ترتجف , وكرهت نفسها , هل كان ذلك مجرد موعد لتناول الغداء أم زيارة لغرفة التعذيب! وقضت كارن وقتا طويلا لتقرر ما الذي ترتديه , كانت في حاجة الى ثوب بسيط أنيق حتى لا يتصور بول أن المقابلة أكثر من مجرد لقاء عمل , ومن ناحية أخرى أرادت أن تبدو في أجمل صورة , على الأقل حتى تثبت له أنها تمضي في حياتها سعيدة بدونه, وأخيرا قررت أن ترتدي ثوبا أسود يتناسب وبشرتها البيضاء , كانت فتحة العنق كبيرة مستديرة فأضافت اليه عقدا من اللؤلؤ كان بول قد قدمه لها هدية في عيد زواجهما الأول, ولم ترتد قبعة , كان شعرها الحريري الغزير لا يحتاج الى زينة , ناعما لامعا يلتوي قليلا عند الأطراف, وتذكرت كم أعجب بول بشعرها! وأنعمت النظر في وجهها في المرآة لحظة, وتساءلت : ترى هل تغيرت؟ كان أجمل ما فيها عيناها الواسعتان الخضراوان الرماديتان ورموشها السوداء الغزيرة , وأنفها الصغير الشامخ , أما فمها الممتلىء الكبير في تقديرها فلا تستطيع تغيره! واستقات سيارة تاكسي , متوجهة الى موعدها.

برنس وصاب
09-23-15, 04:26 PM
كان مطعم ستيبانو ضخما , واجهته من زجاج في شارع أكسفورد وأم تأكل فيه من قبل, وعندما دخلت استقبلها الخادم وصحبها باحترام بالغ الى مائدة بول , ولم يكن بول قد وصل بعد , فجلست كارن وأشعلت سيكارة, وراحت تجول بعينيها في غرفة الطعام الفسيحة الأنيقة بستائرها المخملية وأزهارها الجميلة.
وبعد خمس دقائق فتح الباب الخارجي وظهر بول فريزر , مرتديا معطفا من وبر الجمل , فخلعه وناوله للخادم الذي يحوم حوله, كانت حلته رمادية أنيقة , ولكنه بدا أكبر وأعرض مما تذكر, ومع ذلك بدا نحيلا رشيقا, وبينما أخذ يشق طريقه بين الموائد , أدركت جاذبيته التي طالما بهرتها في الأيام الخوالي, يسير برشاقة وهو يلقي كلمة هنا وكلمة هناك يحيي بها معرفه , وشعره لا يزال غزيرا أسود, مع بعض الشعر الأبيض عند سوالفه , مما أضفى عليه مزيدا من الأناقة والوقار, وبدا وهو في السابعة والثلاثين رجل أعمال ناجحا أنيقا واثقا من نفسه , وان اكتسب منها بعض الجدية الحادة والسخرية على مر السنوات , فقد كان متوقعا من رجل في مركزه وثروته يعرف أن المال يستطيع أن يشتري له معظم ما يريد.
ووصل الى المائدة, وجلس أمامها وحياها بايماءة من رأسه , وشعرت كارن أنهما محط أنظار الجميع فتوردت وجنتاها وأحنت رأسها , تمتم بول بخفة:
" حسنا يا كارن, لم تتغيري كثيرا, ما زلت جميلة كما كنت وموهوبة أيضا كما سمعت".
نظرت اليه , والتقت عيونهما لحظة, ثم قالت بسرعة:
" شكرا يا بول, وأنت أيضا لم تتغير , هل لا زلت تعمل كيرا؟".
" كنت أعمل حتى جررت الى موعد غداء!".
وجاء الخادم وناوله قائمة الطعام , فاختار بول لكارن ولنفسه الأنواع كما كان يفعل دائما في الماضي , وبادرته كارن قائلة:
" يجب أن أهنئك على خطيبتك. ولكنني لن أفعل!".
" شكرا في أي حال, هل هذا ما تريدين أن تتحدثي عنه؟".
شهقت كارن وقالت بغضب:
"قلت لك أن الموضوع لا يخصنا".
هز بول كتفيه وقال:
" لماذا أذن؟ لا تدعيني متسائلا هكذا!".
" لقد طلبت مني أمي أن أتحدث اليك ".
" أوه, وكيف حال مادلين هذه الأيام؟ أريد أن أزورها مرة".
" أنها على ما يرام . وأنا متأكدة من أنها ستسعد برؤيتك".
" حسنا استمري".
مضت كارن تتحدث بصعوبة:
" أن ما أريد أن حدثك فيه يتعلق بساندرا ".
" لماذا, هل تحتاج الى نقود أو شيء؟".
" لا , أعتقد أن النقود هي كل شيء في نظرك؟".
رد في سخرية:
" أنها تساعد".
" الموضوع ليس نقودا في أي حال , الموضوع أن ساندرا تخرج كثيرا مع سيمون , شقيقك العزيز سيمون!".
رد بول في هلع وقد زالت السخرية من صوته:
" سيون؟ يا ألهي , هل فقدت عقلها؟ أنه أكبر منها بكثير , كما أنه متزوج".
تنهدت كارن وأومأت برأسها قائلة:
" أعرف ذلك , وأنت تعرف أيضا , ولكن يبدو أن ساندرا لا تعرف, أنها طائشة كما تعلم , ومن الصعب السيطرة عليها , وهي غبية يمكن أن تنساق بسهولة لسيومن , يعلم الله أي متاعب يمكن أن تثيرها لنفسها".
" أنها تحتاج الى تأنيب".
قالت كارن بأسى:
" بالضبط , ولكن لا يحتمل أن أحدا سيؤنبها".
" حسنا, وما هو المطلوب مني؟".
نظرت كارن اليه , وأجابت بلهجة حادة:
"أنك تعرف سيمون , وتستطيع أن تتصرف معه , لقد قلت لي ذلك عدة مرات , ونحن نريد منك منعه من مقابلتها فهي لا تستمع الى كلامنا, ولا نستطيع أن نفعل شيئا الا اذا حبسناها في البيت كل ليلة".
" تريدين مني أذن أن أقوم بدور الأب الصارم !".
أحمر وجه كارن وقالت:
" أنه يعمل عندك , وأنت تمده بدخله, وهو لا يملك أموالا خاصة به".
قال بول بجفاف:
" أوه, لقد رتبت كل شيء , أليس كذلك؟".
شدت كارن قبضتها على السكين والشوكة , اذ كان صوته ساخرا مرة أخرى , وقد كرهت الوضع المهين الذي وضعت نفسها فيه.
سألها متعمدا أثارة ضيقها:
"ولماذا يتعين علي فعل هذا؟ أقصد أن سيمون حر وفوق الحادية والعشرين , واذا كانت ساندرا حمقاء وتخرج معه , فيجب عليها أن تتحمل العواقب".
صاحت كارن بحدة:
" نعم يجب عليها, ولو كان الأمر بيدي لما أتصلت بك ولكن أمي طلبت مني ذلك , وأنا لا أهتم مما تفعله في الوقت الحاضر".
ابتسم قائلا:
" أخفضي صوتك يا كارن , هل تريدين كل من المطعم سماع حديثنا ليكون موضوع حديث ساحر بينهم أثناء كوكتيل المساء!".
صاحت:
" أوه , أنك بغيض".
وشعرت وكأنها على وشك الأنفجار باكية في أية لحظة , وقال بول بحدة:
" أهدئي , لقد انتهت مهمتك , وسوف أتحدث مع الأخ سيمون حتى تظلي على علاقة طيبة مع أمك".
" شكرا".
وعندما أنتهيا من الغداء أشعل بول سيكارة وقدمها لكارن قائلا:
" ألا تزالين تعملين مع لويس مارتن؟".
كان كلامه أقرارا أكثر منه تساؤلا , فأجابت ببرود:
" نعم أننا نعمل معا بأنسجام".
قال بهدوء:
" أنا واثق من ذلك, لماذا لم تتزوجيه؟".
" هذا لا يخصك في أي حال".
ابتسم بول في سخرية , فيما نقلت هي نظرتها الى طرف سيكارتها , وقال بول:
"طبعا لا يخصني , أنه مجرد حديث".
وبهدوء سألته:
"كيف حال أمك؟".
كانت أم بول تعيش في جنوب فرنسا واعتكفت هناك بعد موت زوجها وتولى بول أعمال أبيه , وزارتها كارن مرتين أثناء زواجها وأحبتها ولكنها لم تتصل بها كثيرا.
أجاب بول بحزن:
" أنها بخير , أتوقع أن أقيم أنا وروث فترة هناك بعد الزفاف".
" وهل تعرف روث أمك؟".
" نعم, ألتقت بها في حفل الخطبة".
هزت كارن كتفيها وقالت:
" كان يجب علي أن أتذكر متى سيتم الزفاف؟".
فأجاب بهدوء :
" بعد نحو ثلاثة أشهر , أنها تريد أن تكون عروسا في شهر يونيو ( حزيران)".
قالت كارن في تهكم:
"شيء لطيف , أنني واثقة أنها ستسعدك".
" وأنا واثق أنها ستسعدني فعلا , أنها فتاة جذابة".
" وهل ستقومان بشهر عسل؟".
" تريدين معرفة كل شيء عنا , في أية حال لم نقرر ذلك بعد , وربما قمنا برحلة".
وتذكرت كارن كيف قضيا شهر العسل في الفيلا الفسيحة على الشاطىء الكبير ونظرت في وجه بول بدون أن ينتبه , وهالها أن يتزوج من أمرأة أخرى غيرها , وشعرت برغبة في أن تجعله ينظر اليها بعينين ملؤهما الحب كما كان يفعل, تمنت أن تقول له أنها ما زالت تحبه وأنها تريد العودة اليه اليوم اذا سمح لها بذلك, ولكن هذا الشيء الفظيع الذي يسمى بالسلوك المؤدب منعها من ذلك , فأخذا يتبادلان حديثا عابرا , وتجاهلا المشاعر التي تعتمل في نفس كل منهما , وبعد أن شربا القهوة , أعرب بول عن رغبته في الأنصراف , لأن لديه عملا في الساعة الثالثة , وعرض أن يوصلها الى منزلها , ولكنها طلبت أن يوصلها الى شركة مارتن, وقالت متعمدة:
" أريد أن أرى لويس".
ولاحظت أن وجهه أمتعض قليلا, وركبا السيارة بصمت, كانت شركة مارتن لتصميم النسيج في شارع متفرع من شارع بورتلاند ومكتب لويس يقع في الطابق العلوي , ووقفت السيارة أمام المبنى , وقال بول لكارن وهي تغادر السيارة :
" سوف أتصل بك".
وتحركت السيارة بسرعة, واتجهت كارن نحو المصعد وهي تفكر في غضب, لقد بدا رزينا واثقا من نفسه بعيدا عنها , وتمنت لو فعلت شيئا لتبدد هدوءه, لقد تحدث بهدوء عن روث وعن زواجه المقبل , ترى هل سيخبر روث أنه قابلها , من يدري؟ لعله سيضحك معها على اضطرار كارن للجوئها اليه لمساعدتها , تحدث بثقة عن حياته مع روث, لا بد أنه سيطر عليها تماما , كان يخضع أحيانا لرغبة كارن ولكن ربما روث ترضى بأن يكون هو السيد فهي من النوع الرقيق على ما يبدو, ولن يحدث شجار بينهما أو نقاش عنيف أو حتى خلاف في وجهات النظر , سوف تنفذ كل رغباته . ولكن ألا يثير هذا الملل بالنسبة الى رجل مثل بول؟ أنه يحتاج الى شخص يعارضه أحيانا.

برنس وصاب
09-23-15, 04:27 PM
ووصل المصعد الى الطابق الرابع , ودخلت مكتب لويس , فرأته جالسا أمام مكتبه يدقق في بعض الأوراق , ورفع رأسه عندما رآها وابتسم, كان رجلا متوسط القامة له شعر أشقر يشوبه البياض, ويضع نظارة على عينيه , وجلست كارن على مقعد أمامه, فقال لها:
" تبدين مضطربة , ماذا حدث؟".
أشعلت كارن سيكارة ونظرت الى لويس , ولاحظت الفارق الهائل بينه وبين بول. ليس فقط في المظهر ولكن في السلوك أيضا, وبعد نحو خمس دقائق كان لويس أثناءها ينظر في أوراقه قالت كارن"
"لقد تناولت لتوي الغداء مع زوجي الفاضل".
بدا على وجهه تعبير غريب , ثم قال:
" لا بدا أنك تمزحين".
أجابت بهدوؤ:
" أنا لا أمزح, لقد كنت مع العزيز بول نفسه".
زم لويس شفتيه وهز كتفيه النحيلتين , وسألها عن سبب اللقاء , شرحت له كل شيء, وعندئذ نهض قائلا في غضب:
" كان يجب على أمك ألا تطلب منك مقابلة بول, ألا تهتم بمشاعرك؟ كان لا بد أن تدرك أنه قد يجد متعة في أهانتك".
" بول لم يحاول أهانتي يا عزيزي, الواقع أنه كان لطيفا ونتفهما للموضوع , ولكن تصور أنني قرأت نبأ خطبته في الصحف, وأردت أن أضايقه, لا أعتقد أنه تصور أنني أحاول أعادته الي".
" وهل ستقابلينه مرة ثانية؟".
" سيتصل بي اذا كانت لديه أية أخبار عن ساندرا وسيمون".
" لا نريد أن يثير لك المتاعب".
أجابت كارن بجفاف:
" هذا مستبعد تماما, أنه مشغول بروث وبزواجه القريب".
"تعرفين أنني أريد رعايتك , ألا تسمحين لي؟".
" أرجوك يا لويس , أخبرتك مرارا أنني لا أهواك وأنا لا أستطيع الزواج من شخص لا أهواه , أن الفكرة نفسها تفزعني , أنني أحترمك ولا أشعر بحب أي شخص الآن".
كانت ذكرى بول تؤنب ضميرها , ولكنها استطاعت أن تتغلب عليها, وكان لويس متفهما, فلم يقل شيئا, ولو أنه تصرف بنحو مختلف لأضطرت الى ترك العمل معه , وفي النهاية قال لويس:
" لدي بطاقتان دعوة لحفل راقص خيري يوم الجمعة, هل تريدين الذهاب؟ سيكون حفلا متألقا وقد ينتزعك من متاعبك".
ترددت كارن, اذ كانت عادة , ترفض مثل هذه الدعوات , ولكنها قررت الذهاب في هذه المرة لعل الحفل الراقص يبعدها عن أفكارها فعلا, وقد يلهيها عن التفكير في بول, قالت ببطء:
" أنها فكرة طيبة يا لويس , أشكرك".
وذهل لويس , وابتسمت كارن من ذهوله وقالت:
" يجب أن أخرج من قوقعتي قليلا, كنت منطوية على نفسي في الأيام الأخيرة".
وقال لويس مبتسما:
" يسرني أنك تريدين رؤية الناس ثانية , أنها بادرة طيبة".
أومأت كارن برأسها وقالت:
" لعل مقابلة بول أفادتني , لقد انتهى كل شيء الآن, أليس كذلك؟".

حاولت أن يبدو صوتها مرحا ولكنها لم تشعر بالمرح, وبدا لويس سعيدا , لقد تغير اليوم كل شيء فجأة بطريقة فاقت كل توقعاته!

برنس وصاب
09-23-15, 04:28 PM
2- رجل يقطر مرارة


بعدما أوصل بول كارن الى مكاتب شركة لويس مارتن , عاد بسرعة الى مكتبه في الشركة , والواقع أن عملا كثيرا في أنتظاره , ولكنه فقد حماسه للمضي في أنجازه , كانت أفكاره مشتتة , لم يتوقع أطلاقا أن يذهب لؤية كارن فقد قتلت حبه لها , ومع ذلك لا تزال قادرة على أثارته عاطفيا , أغضبته هذه الحقيقة , لقد التقى في حياته نساء كثيرات أجمل منها , فما الذي يأسره في كارن هكذا؟
في الواقع نسي مدى جاذبيتها, وكانت لمواجهته لها فجأة أثر لا يستهان به عليه , عاد الى مكتبه بمزاج معتل, ودهش عندما وجد روث في المكتب تنتظره, لم يحدث أن أتت روث الى المكتب من قبل, وشعر الآن ببعض الضيق لسبب ما عندما رآها ورفض ربط شعوره هذا بلقائه مع زوجته السابقة قبل ذلك.
ولكن بعد أشارة كارن المتعمدة الى شهر العسل الذي قضياه في ناسو, عادت الى ذاكرته كل تفاصيل علاقتهما السابقة بوضوح مؤلم, لقد استعادت كارن الذكريات أعتقد أنها كتمت في طي النسيان, الا أن كلمة واحدة من كارن بعثت الحياة في كل شيء, لقد جعلته يتذكرها ويشعر بها كأمرأة , أمرأة مغرية لها تأثير مدمر عليه دائما من اللحظة الأولى التي دخلت فيها مكتبه مع رئيس المصممين, ليشكرها الى التصميم المبتكر الذي وضعته للسجادة.
في بداية الأمر جمالها وسحرها الواضح هما اللذان شدَاه اليها, ولكنه بعدما أزدادت معرفته بها وقع في غرامها , لأنها أمرأة ذكية شابة مليئة بالحيوية مرغوبة وقادرة على التحدث معه في أي موضوع يريد مناقشته, وكان يعرف تماما أن أمواله أضافت الكثير الى ميزاته, وعندما رفضت كارن التورط في علاقة غرامية معه وجد تلك التجربة جديدة عليه تماما , فالفتيات في العادة رهن أشارته , وشعر بالأهانة عندما وجد أن كارن يمكنها رفض علاقته, وضايقه أيضا أكتشافه أن أهتمامه بالنساء الأخريات تلاشى , وأدرك أن كارن وحدها هي القادرة على أرضائه الآن, وعلى مر الأسابيع أصبح يحتاج اليها أكثر مما يحتاج ألى أي شخص آخر, ويعرف أنها تبادله شعوره ولكنها لم ترضى الا بالزواج فقط, ومن الغريب أنه وجد أنه لا يعارض , والواقع أن تلك الشهور القليلة الأولى من زواجهما حققت كل أحلامه الجامحة.
ولكنها عندما تحدَته وحصلت على وظيفة من دون أستشارته في شركة لويس مارتن , شعر بأنها أهانته , وغضب بعد ذلك عندما حدث الأنفصال النهائي بأن الكيل طفح, لم يصدق أنها تستطيع ايلام مشاعره على هذا النحو, وعندما أكد مارتن أنها لا تريد رؤيته ثانية فقد الأمل تماما.
في أول الأمر فقد القليل من وزنه , يأكل قليلا ويشرب كثيرا , وظل شهورا يعاني من أرق حاد , وفقد اهتمامه بالحياة , وقد أثَر ذلك على عمله بالتالي , وأخيرا نصحته أمه بأن يأخذ أجازة طويلة , لأنه لم يستطع القيام بأي عمل للشركة وهو في تلك الحالة.
وعندما علم بأنها على علاقة عاطفية مع لويس مارتن , لم يصدق ذلك, لم يستطع الأعتراف لنفسه بأن كارن يمكن أن تكون لها علاقة مع رجل آخر, وخاصة مع رجل مثل مارتن الذي يكبرها كثيرا, وعندما يتصورهما سويا يشعر بالغثيان والغضب, كان لا يزال غارقا في حب كارن , ولو أبدت أية رغبة للعودة اليه لقبلها على الفور, وبالشروط التي تضعها هي.
ولكنه عندما علم أن لويس كان يقضي الأمسيات مع كارن , ونام ليلة في شقتها , أضطر لأن يعترف بأن كل القصص السابقة التي سمعها عنهما كانت صادقة, وهكذا أنتهى زواجهما بلا رجعة.
لقد أنهى الطلاق كل شيء بالطبع وكان الخاتمة الأخيرة , وأقتنع بول تماما بألا يسمح لأية أمرأة أخرى بغزو عواطفه ثانية , وأصبح يسخر بشدة من الحياة والنساء , وعاش بدون تفكير كثير في الغد.
بعد ذلك التقى بروث ديلاني منذ ستة أشهر في حفل كوكتيل في نيويورك , حيث كان يحضر معرضا للنسيج , وفي الحال أتجهت اليه مباشرة , فقد أدركت أنه أكثر رجل جاذبية من بين كل الرجال الذين قابلتهم أو الذين يمكن أن تقابلهم , كانت روحه الساخرة تضيف لمسة قاسية الى شفتيه , ونعم هو أكثر نحولا مما كان عليه قبل الطلاق ويقطر مرارة... ومنذ تلك اللحظة , أصبحت ظله تظهر في كل الحفلات والمناسبات التي يحضرها , حتى أرغمته على أن يلتفت اليها, كان أبوها هيرام ديلاني من كبار رجال البترول وأمواله الطائلة يمكن أن تساعد شركة بول, كما أن مدير العلاقات العامة في شركة بول نصحه بأن يكون لطيفا مع الأميركيين , ووجد بول أن من السهل عليه الأستجابة لهذه الرغبة , وروث فتاة لطيفة, كما أن روحها الشابة يمكن أن تضفي تألقا ومرحا على صورته.
في بداية الأمر كان بول يستغلها فقط ويستفيد من سذاجتها , ولكنها استطاعت أن تنال ثقته بالتدريج , وأخيرا روى لها كل شيء عن زيجته التي أنتهت بالطلاق, وأظهرت روث تعاطفا كبيرا وأشفقت عليه, وجعلته يشعر بأنه رجل شاب نسبيا بلا هدف كبير في حياته , كان بول يعلم جيدا أن روث تعتزم أن تكون هي نفسها هذا الهدف في حياته.
وكرست نفسها له, وعندما عاد الى لندن, استطاعت أقناع والديها بزيارته هناك, والنتيجة أن بول وجد نفسه مع ثلاثة ضيوف بينهم أثنان على الأقل يتوقعان منه أن يتزوج روث! وسمح لنفسه بأن ينجرف مع التيار , وعندما أصبح التيار موجة عارمة , وكان لا بد من القبلة للمحافظة على الأنسجام , قرر أنه لن يحب اطلاقا مرة ثانية , ولذلك فمن المستحسن أن يتخذ لنفسه زوجة ومضيفة , واذا حدث أن أنجب أطفالا بعد ذلك, فأن مأساة زواجه الأول قد تختفي , وهكذا أصبح هو وروث خطيبين , وشعر والداها بالرضى أخيرا, فعادا الى الولايات المتحدة , وتركا روث في رعاية بول.
كانت روث ترتدي اليوم معطفا من الفراء الثمين , وقبعة أنيقة بها ريش وردي وتبدو أنيقة جدا بملابسها الثمينة , ولكن بول تنهد بعمق وهي تنهض لمقابلته , واتجهت نحوه وسط سحابة من العطر الفرنسي المثير , وقالت بلهجة تأنيب:
" أهلا يا حبيبي , لم تخبرني أنك ستتناول الغداء في الخارج, أنني أنتظرك هنا منذ ساعة تقريبا".
سمح بول لشفتيها أن تلمسا خده قبل أن يبتعد ويخلع معطفه, ثم قال:
"آسف يا روث... لم يكن أمامي الا الذهاب".
ووضع معطفه فوق أريكة منخفضة , ثم سار نحو مكتبه وألقى بنفسه على المقعد وراءه , ومد يده ليأخذ علبة سكائره, ورفعت روث معطفه وهي تبتسم ابتسامةلها معنى , وعلقته فوق المشجب قبل أن تجلس على الكرسي أمامه , ثم تمتمت قائلة:
" والآن ما هو هذا الشيء الهام جدا الذي جعلك تترك كل شيء وتخرج لتناول الغداء ؟ عندما طلبت منك مساء أمس أن نتناول الغداء اليوم سويا قلت أن وقتك لا يتسع لشيء".
أجاب بول وهو يسحب نفسا من سيكارته:
" كان هذا صحيحا تماما ".
قالت روث:
" لماذا تبدو متوترا متجهما , ولا تبدو عليك السعادة لرؤيتي؟".
هز بول كتفيه وتمتم وهو يقطب جبينه:
"آسف يا روث ... كنت أفكر فقط".
حملقت فيه روث بعينيها البنيتين العميقتين , وأخيرا قال بول:
" لقد تناولت الغداء مع كارن".
اتسعت عينا روث وقالت:
" كارن ... هل ... هل تعني...؟".
" نعم ... أعني زوجتي السابقة".
ذهلت روث وبدا عليها الوجوم ... كانت كارن حتى الآن أشبه بطيف غامض يلوح في الخلفية ولكنه لا يتجسد ... وحاولت روث أن تحتفظ برباطة جأشها , وهتفت قائلة:
" لا بد أن ما حدثتك عنه كان هاما جدا".
وضمت قبضتيها , وهي تتساءل في قرارتها: ما معنى هذا؟ لا يمكن بالطبع أن يعتزم التورط مع كارن مرة أخرى! ولأول مرة بدأت تساءل عن شكل كارن , أن بول لم يحاول أن يصفها لها , ولم تبد هي في الواقع أي أهتمام بذلك.
وقال بول ببطء:
" نعم كان شيئا هاما... أختها ساندرا التي لا تتجاوز السابعة عشرة من عمرها تخرج مع سيون ... الأخ العزيز سيمون!".
تراخت قليلا أعصاب روث المتوترة وقالت:
" ولكن سيمون رجل متزوج يا بول . لقد قابلت زوجته جوليا في الأسبوع الماضي فقط... ولم يظهر عليها ما يجعلني أعتقد أن هناك نزاعا بينها وبين زوجها أو أنهما ينويان الأنفصال".
تجمد تعبير ساخر على وجه بول , وصاح وهو يهز رأسه:
" يا عزيزتي روث , أنهما لا ينويان الأنفصال , أن سيمون يتصرف هكذا دائما , وكذلك جوليا ... أعتقد أن بينهما أتفاقا مريحا جدا!".
ابتسم أبتسامة ساخرة وأضاف:
" صحيح! من الواضح أن الحياة جنبتك الأشياء الكريهة يا روث, تنبهي... أن مثل هذه الأمور تحدث دائما".
فصاحت وهي تعض شفتيها :
" حسنا, أعتقد أنه وضع مقزز , أننا في القرن العشرين ولم يعد الناس يفكرون في عشاق أو محظيات! قد يلتقي شخصان مثلنا ويكتشفان اذا كانا منسجمين أم لا, ولكن التصرف على هذا النحو... حسنا ... أني أعتبره وحشية... أبعد ما يكون عن التحضر!".
هز بول كتفيه وأجاب:
" أنني أعرف أن سيمون يبدو زير نساء في نظرك, ولكن حياته الخاصة لا تهمني في الواقع وما دام عمله لا يتأثر بتصرفاته , فأنه يستطيع أن يفعل ما يشاء , ولا شأن لي به, على أن الوضع مختلف في حالة ساندرا ... لقد طلبت مني كارن نيابة عن أمها أن أتدخل , أن ساندرا صغيرة حمقاء بل طائشة اذا شئت, وهي تتورط في وضع فوق طاقتها اذا تورطت مع سيمون...".
بدا الغضب على روث وأعترضت على محاولة كارن الأستحواذ على زوجها السابق , وقالت في غضب:
"أذا كانت هذا الساندرا مثل كارن فأنني أعتقد أنها قادرة جدا على أن تعنى بنفسها , ولعلها تستحق ما يحدث لها".
بدا وجه بول باردا , وأدركت روث أنها تفوهت بالأمر الخطأ ...
وسألها ببرود:
" وما الذي تعرفينه عن كارن بالضبط؟".
مدت روث أصابعها , وركزت عينيها على خاتم الخطوبة الزمردي الذي يتلألأ حول أصبعها , محاولة الدفاع عن نفسها :
" لقد روت لي جوليا الكثير عن كارن".
نفض بول سيكارته وقال:
" حقا؟ لم أكن أعلم أنكما تتحدثان معا حديثا وديا ... ماذا قالت لك؟ ... أخبريني؟".
احمر وجه روث خجلا وقالت:
"لا تكن مجنونا يا بول , أن جوليا لم تقل لي أكثر مما خمنته من كلماتك أنت بنفسك عن الموضوع , بحق السماء لقد أنتهى الأمر الآن, آسفة اذا كنت تلفظت بكلمات غير مناسبة , ولكنك لم تعد خادمها الآن؟".
هز بول كتفيه وقال:
" أقترح أذن أن تنسي أي شيء قالته لك جوليا عن كارن , أنها تعرف جيدا أن كارن أفضل منها بكثير , وقد أظهر سيمون دائما أن كارن تأسر لبه , أنني أعرف أن له نساء أخريات ولكن جوليا لا تعرف أطلاقا من هن, وقد كانت صدمة كبيرة لها عندما وجدته يحاول التقرب من زوجة أخيه".
أمتقع وجه روث , وقالت:
"وهو كذلك يا بول , لا بد أنها أمرأة رائعة".
ولكن السخرية بدت واضحة في عبارتها الأخيرة , وتمتم بول وهو يفكر:
" نعم".
ثم عادت روث الى الهجوم وسألته:
" في أية حال ... ألم تكن تستطيع أن تتصل بك تلفونيا , ألم تستطع حتى أمها أن تتصل بك؟".
" لقد أتصلت تلفونيا بالفعل , ولكنني لم أفضا مناقشة الأمور العائلية في التلفون , الذي أشك في سريته".
وهزت روث كتفيها وقالت ببرود:
" لعلك على حق... ولذلك تناولتما الغداء معا على نحو أليف".
ابتسم بول في جفاف وتمتم قائلا:
" لا أستطيع أن أصفه بأنه أليف".
ووقفت روث قائلة:
" حسنا ... لقد أنتهى كل شيء... أعتقد أنك ستقوم بدور الأب الصارم مع سيمون".
" سأحاول , كانت ساندرا فتاة لطيفة , صحيح أنها مدللة ولكنها لطيفة , ولا أحب أن يحدث لها أي ضرر".

برنس وصاب
09-23-15, 04:29 PM
وعضت روث شفتها ثانية , وشعرت بضيق من هذا الحديث , كان الهدف من زيارتها للمكتب أن تخفف من رتابة اليوم الكئيب لبول, ولكنها بدلا من ذلك انتظرت أكثر من ساعة , وعندما عاد الآن لم يجد ما يتحدث عنه الا كارن! شعرت بحزن عميق, وكانت على حق في شعرها هذا , أرادت أن تعتبر نفسها المرأة الوحيدة في حياة بول , لقد ولى الماضي , أما هي فكانت الحاضر, لقد تحطم زواجه السابق نتيجة تهور أحمق , وكانت تريد أن تكون هي الزوجة التي يحبها . لم يكن في نيتها أن تسمح للملل أن يدخل حياتها , وكانت مقتنعة في الواقع بأن الحياة مع رجل مثل بول لا يمكن أبدا أن يشوبها الملل.
ونظر اليها بول بضجر , وقال بجفاف:
"لا تقلقي . أن كارن لا تهتم بي , وهي لا تزال تعمل في شركة لويس مارتن , وأعتقد أنها ستتزوجه يوما ما, بل يدهشني أنهما لم يتزوجا حتى الآن , لقد توقعت أن يتزوجا بمجرد أنهاء الطلاق".
ولاحظت روث أنه لم يقل أنه لا يهتم بكارن , ولكنه تعمد أن يتجنب الأشارة الى هذا , في أية حال لا يمكن أن يكون مهتما لها, ولو كان مهتما بها حقا لحاول أن يستردها ... لا , لا ... أنه يحب روث ولن يدع كارن تستغفله مرة أخرى.... أنها مقتنعة بذلك . أن كبرياؤه على الأقل , أن لم يكن أي شيء آخر , تمنعه من ذلك.
قالت وهي تسترخي قليلا:
" أنني مسرورة جدا... والآن , أين نذهب الليلة؟ أعني اذا كنت تستطيع أن تنتزع نفسك من المكتب".
ضاقت عينا بول على نحو غامض , ولم تستطع روث معرفة فيم يفكر.
وقال وهو يمر بيده خلال شعره الغزير:
"أين تودين الذهاب؟".
هزت روث كتفيها وهي تقول:
" الى الأوبرا...".
" حسنا , سأطلب من الآنسة هوبر لتأتي بالتذاكر, وسأمر عليك في الفندق لتناول العشاء أولا ... هل هذا يناسبك؟".
وافقت روث بحماس وقالت:
" رائع...".
لقد عاد الآن الى أرض يعرفانها , ولم يعودا يسيران بين ألغام قديمة لم تنفجر , وأستطردت روث قائلة:
" على فكرة يا حبيبي , أن لديَ بعض التذاكر لحفل خيري راقص يقام في المانيفيك يوم الجمعة , أعتقد أنه مثير , وأتمنى حضوره".
كان بول في تلك اللحظة لا يشعر بأية رغبة في الذهاب الى حفل راقص , فقطب جبينه وقال:
" أني في العادة لا أذهب الى مثل هذه الحفلات يا روث , أنني أشتري تذاكر بالطبع , ولكن...".
صاحت قائلة:
" ولكن ماذا يا بول؟ أريد أن أذهب... ألا يعني هذا شيئا بالنسبة لك؟".
أدرك بول أنه تصرف بطريقة فظة فقال محاولا أن يرضيها :
" بالطبع يعني الكثير , آسف يا روث , سنذهب طبعا اذا كانت هذه هي رغبتك".
ابتسمت روث شاعرة بالأنتصار , وتأكدت ثانية من مركزها فقالت:
" شكرا يا حبيبي, والآن سأنصرف وأتركك لعملك... لقد ضيعت وقتك بما فيه الكفاية".
وبعد أنصراف روث دفن بول رأسه في يديه , كانت الغيوم تسود أفكاره الكئيبة , ومشاعره تجرح كرامته , فثار على نفسه لهذه المشاعر. كان يوما عجيبا والتوتر فيه أكثر مما توقعه.
تنهد وأشعل سيكارة أخرى, وصب لنفسه كأسا من الشراب , ولم يسعه الا أن يتذكر كم أن روث وكارن مختلفتان ... الواقع أن الأختلاف هائل... أن روث قصيرة , بينما كارن طويلة مثيرة, شعر روث مجعد قصير , بينما شعر كارن طويل مستقيم ... كانت روث تفضل الثياب الأنيقة المعقدة, بينما كارن تفضل الثياب البسيطة والبنطلونات ... لا بد أن هذا يعني شيئا بالتأكيد , وابتسم لنفسه , لا شك أن أي طبيب نفساني يفسر ذلك على أنه نوع من الأضطراب الذهني لعله كذلك! لعل عقله الباطن رفض أي تشابه بين المرأة التي طلقها والمرأة التي ينوي أن يتزوجها , ولكن مهما حدث فأن كارن لن تدخل حياته مرة أخرى , أن روث تحبه لنفسه ولن تطلب منه أي شيء لا يريد أن يعطيها اياه أنها ستحمل أطفاله , ولن تريد أن تكون شيئا غير حقيقتها.
بعد يومين وفي صباح يوم الخميس وبينما كانت كارن ترتدي ثيابها دق جرس التلفون فجأة , كانت الساعة العاشرة والربع , هرعت لترد على التلفون , وسألت نفسها وهي تلهث ... ترى هل يكون المتحدث بول ؟
ما لبثت أن سمعت صوت رجل يقول:
" أهذه أنت يا كارن؟".
وأدركت فورا أنه ليس صوت بول , فقالت وقد أنتابها شيء من الفضول.
"نعم,,, من المتحدث؟".
أجاب ساحرا :
" ألا تتذكرينني , أنا الذي تحطم قلبه!".
وفجأة عرفته... فسألته وقد أدركت أنه صوت شقيق بول:
"ماذا تريد يا سيمون ؟ وأين أنت في هذه الساعة المبكرة؟".
أجاب بسرعة:
"أنا تحت ... هنا... أريد أن أراك ... هل أستطيع الصعود؟".
قالت وهي تتنهد:
" نعم ... ولكنني لم أرت ثيابي ... أنتظر دقائق".
أجاب بسرعة:
" سوف آتي فورا".
ثم وضع السماعة.
وعضت كارن شفتها... ترى ما الذي يريده منها سيمون؟ أنه لم يتصل بها أطلاقا من قبل , ومنظ الطلاق لم تره الا صدفة , ترى هل يريد مناقشة موضوع ساندرا ؟ وتمنت ألا يفعل.... كانت تأمل أن يكون بول قد قام بتسوية الأمر.
وما كادت تلتفت حتى سمعت طرقا على بابها , ولمت أطراف الروب جيدا حول جسمها وذهبت تفتح , كانت تبدو جميلة , وكان الروب بلونه الأزرق الداكن يبرز لون بشرتها البيضاء ... وفتحت الباب , وتألقت عينا سيمون عندما رآها , كانت دائما تسحره , ولكنها أوضحت منذ البداية أنها لا تحترمه كثيرا , كان يكبرها بخمس سنوات , ولكنه كان يتصرف وكأنه أصغر منها بعشر سنوات , كان نسخة من بول, ولكن شعره الأسود أطول وبشرته تبدو شاحبة من قلة تعرضه للهواء الطلق , كان جذابا في نظر كارن , لقد وقعت نساء كثيرات أسيرات سحره, ولكنهن كن مثله في العادة , يعشن ليومهن ولا يفكرن في الغد, وكانت علاقته هذه مع ساندرا مغامرة جديدة, وقد أستاءت كارن لأن ساندرا لم تستطع أن تراه على حقيقته شخصا ضعيفا لا يعتمد عليه.
قالت كارن بصراحة:
" حسنا , ماذا تريد؟".
صاح يؤنبها:
" ألا تسمحين لي بالدخول؟ ثقي أنني لم أحضر لمضايقتك , مهماكان تفكيرك!".
تنهدت كارن بعمق , وتراجعت خطوات كي تسمح له بدخول الشقة, وعندما سار نحو الأريكة الوثيرة , جلس مسترخيا وتمتم قائلا:
" أن شقتك جميلة بالتأكيد يا كارن".
قالت كارن بسرعة:
" دعك من المقدمات ... قل ماذا تريد وأنصرف!".
ولكن سيمون لم يكن حريصا على أن يفعل هذا الآن بعد أن أسترخى في الأريكة , فتثاءب وقال:
" يا ألهي ... أنني متعب".
صبت له كارن فنجانا من القهوة وأعطته أيه, ولاحظت أنه يرتدي سترة عشاء تحت معطفه فقالت:
" أعتقد أن الوقت مبكر بالنسبة لشخص مثلك ... ألم تنم؟".
ابتسم سيمون ساخرا وقال:
" يا صغيرتي العزيزة كارن ... لقد كنت ألعب الورق ... هذا كل ما في الأمر , أعترف بأنني لم أقض الليل بين ملاءات حريرية فوق مخدة وثرة , ولكنني لم أكن منغمسا في أية حماقات!".
أشعلت كارن سيكارة , وأبتعدت عنه , وفجأة سألها سيمون :
" أخبريني يا كارن... لماذا لا أجذبك؟ في حين أن الأخ الأكبر بول كان يسلب عقلك!".
احمر وجه كارن وأجابت وهي تلتفت اليه ببطء:
" هل تريد أن تعرف السبب حقيقة؟ يوجد سبب يا سيمون , وهو أنك في نظري مجرد أنسان ضعيف غبي لا تفكر الا في نفسك , هل يقنعك هذا الرد؟".
احمر وجه سيمون ووضع فنجان القهوة فوق الصينية بعد أن شربه, وقال بلهجة مرحة أثارت غضب كارن من جديد:
"أنا الذي أثرت كل هذا".
وتساءلت كارن كيف يجلس هناك ويسمح لها بأن تتحدث أليه بهذا الأسلوب؟ أليس لديه أحساس؟ كرامة؟ ومرة أخرى تنهدت وقالت له:
"حسنا يا سيمون , والآن بعد أن فرغت من قهوتك هل تسمح وتخبرني لماذا أتيت الى هنا؟".
" بعد كل ما قلته أشعر بأن حضوري جهد ضائع , كنت أتصور أنك تستلطفينني حتى لو كنت في المرتبة الثانية بعد بول".
هزت كارن كتفيها وقالت:
" حسنا, لقد عرفت الآن قيمتك عندي , لماذا حضرت؟ هل جئت لتتحدث عن ساندرا؟".
أومأ سيمون قائلا:
" نعم... أننا نقضي معا وقتا ممتعا".
صاحت كارن:
" يمكن أن أتخيل هذا, كان يجب أن يكون لديها احساس أكثر , وأنت كذلك".
" لقد طلب مني بول يا عزيزتي أن أترك ساندرا, وكنت آمل أن تستطيعي أقناعه بالا يتدخل , أنني لم أضر ساندرا في أية حال".
قالت وهي مدهوشة من عجرفته:
" لا بدد أنك تمزح, يا ألهي! أنني أنا يا سيمون التي طلبت من بول أن يتدخل , لقد كادت أمي أن تنهار عندما أكتشفت أن ساندرا تخرج معك".
نظر اليها سيمون بامتعاض وقال:
" كارن , هل تقصدين أن تقولي لي أنك أنت وراء كل هذا ؟".
أجابت ببرود:
" نعم, أنا وأمي ... لماذا تندهش يا سيمون؟ أنك لا تصلح لأية أمرأة , بصرف النظر عن جوليا .... أنك متزوج , هل تتتذكر هذا؟".
قطب سيمون جبينه ورد غاضبا:
" هذا شأننا".

برنس وصاب
09-23-15, 04:30 PM
صاحت كارن:
" هل كنت تعتقد حقيقة أنني سأشجع علاقة بين أختي ورجل متزوج, أي رجل متزوج؟ هذا الى أن رجلا مثلك يؤثر عليها تأثيرا سيئا, أنها طائشة بما فيه الكفاية , بدون أن تزيدها طيشل بطريقتك المجنونة!".
تمتم قائلا وقد بدا غاضبا:
" صحيح! شكرا يا آنسة ستاسي , ولكن لا أعتقد أنك تعرفين مدى حب ساندرا لي , لن تستطيعي أن تفرقي ما بيننا بسهولة , ان بول يعتقد أن له اليد العليا ولكن المسألة ليست بهذه البساطة".
سألته كارن بقلق:
" ماذا تقصد؟".
وفكرت:
بالتأكيد لن تحدث ردود فعل عكسية في هذا الموضوع البغيض, وفجأة سمعت طرقا على الباب ,فعبست ورفع سيمون حاجبيه ثم قال بسخرية:
" مزيد من الزوار! ترى من القادم؟".
هزت كارن كتفيها وأطفأت سيكارتها وسارت نحو الباب لتفتحه,وفوجئت ببول يقف أمامها... بقامته الطويلة يرتدي حلة زرقاء داكنة جميلة وقميصا أبيض , وربطة عنق زرقاء , كان منظره الأنيق يتناقض مع مظهر سيمون الهزيل , وأدركت كارن أن بول كان دائما يبدو على أجمل صورة , وأكثر أناقة من أي شخص آخر مهما كانت ملابسه.
ولكن وجه بول كان باردا وهو يتطلع الى الرجل الجالس على الأريكة... كانت عيناه الداكنتان عميقتين , وشعرت كارن بالهلع من الضجر الذي بدا على وجهه , وأخيرا قال:
" حسنا ... حسنا... أنك اليوم شعبية! أم يجب أن أقول أنك شهيرة!".
ثم نظر الى روب كارن ووجهها الخالي من المساحيق, وأدركت فورا ماذا يقصد... فصاحت قائلة وهي تضم أصابعها:
" يا لها من مفاجأة!".
أجاب بول بسخرية واضحة:
" أنا واثق أنها مفاجأة فعلا, لو كنت أعرف أن لك علاقة وثيقة هكذا بسيمون لطلبت منك أن تناقشي معه موضوع ساندرا بنفسك. كنت أعتقد أنك أرفع من أن تهتمي برجل مثله".
وصاحت كارن في يأس:
" كنت... أقصد... لا يمكن أن تتصور أنه جاء الى هنا لأنني دعوته!".
أجاب بول ببرود:
" وواضح أنه يبدو وكأنه في منزله هنا! لعلك أردت أن يقطع علاقته مع ساندرا حتى لا يكون لك منافس!".
وفي هذه اللحظة قرر سيمون أن يتدخل فنهض قائلا ببطء متعمد:
" رغم أن هذا يؤلمني فأنني يجب أن أقول أن كارن لا تهتم بي... لقد قالت ذلك بصراحة وبطريقة لا تثير الشك".
تنهدت كارن بارتياح وقالت:
" أشكرك...".
ولكن وجه بول لم يتغير ... وهز كتفيه قائلا:
" في أية حال يا كارن لا بد أنك علمت أنني تحدثت مع سيمون, وأنه وافق على قطع علاقته مع ساندرا ... وفي أية حال يا سيمون ليس من الضروري أن تكون لك علاقة مع الأثنتين ... أعتقد أنك ستجد كارن كافية لسد حاجتك!".
تحركت يد كارن لتصفع وجهه عندما تفجر غضبها. ولكنه كان أسرع منها فقبض بأصابعه القوية على رسغها , وضاقت عيناه وهو ينظر الى وجهها البيضاوي الشاحب , وقال بهدوء وقسوة:
" مسكينة يا كارن... أنك لن تتعلمي أطلاقا يا حبيبتي , أليس كذلك؟".
صاحت غاضبة وهي تجز على أسنانها:
" دعني وشأني".
قال وهو يترك ذراعها فورا:
" يسرني ذلك... لا أظن أننا سنلتقي ثانية , وداعا يا كارن".
واستدار وخرج . ووقفت كارن ترقبه وهي تدلك رسغها . كان الغضب باديا عليها, وعندما اختفى بول انقلبت على سيمون وبصقت عليه وقالت:
" أنظر ماذا فعلت... أنكم يا آل فريزر تتصورون أنكم تحكمون الأرض!".
اتسعت عينا سيمون وصاح قائلا:
" لا تلوميني . أنني لم أثر ذلك الأعصار, صحيح أن بول لم يسعده أن يراني هنا, ولكن هذا لا يهم, أنه لم يعد يعني شيئا لك وأنت لا تعنين شيئا له, فلماذا تغضبين؟".
" أخرج...حالا".
" وهو كذلك يا حبيبتي, ولكن تذكري ما قلته".
ثم أردف قائلا وهو يسير نحو الباب:
" هل تعتقدين أن الأخ بول يرضى بأن يوصلني الى المكتب اذا طلبت منه ذلك؟".
صفقت كارن الباب وراءه بدون أن ترد عليه, واستندت على الباب وهي تشعر بالغثيان! كان صباحا سيئا رغم أن الساعة لم تتجاوز الحادية عشرة بعد!
ودخلت غرفة نومها لترتدي ثيابها , وتركت دموعها تتدفق على خديها , أنها لم تجد فرصة لتخبر بول بما قاله سيمون هن ساندرا , ولا يبدو أنها ستجد الفرصة بعد الآن , وراحت تحدث نفسها... لماذا... لماذا اختار بول ذلك الصباح ليأتي ؟ أما بالنسبة لسيمون فأن غروره أقنعه بأنها مغرمة به جدا , ولا يهمها أن تقف وترى حياة أختها تنهار بدون أن تحاول أن تتدخل لتمنع ذلك... وتنهدت بعمق... لقد بدت الحياة معقدة فجأة.
تناول بول الغداء وحده في مطعم صغير قريب من الشركة, كان يشعر بالأكتئاب النفسي والقلق الجسدي, ولم يشعر بشهية لتناول الطعام فشرب ثلاثة فناجين من القهوة بدلا من وجبته المعتادة.
أن رؤية أخيه في شقة كارن ذلك الصباح هزت كل كيانه بعنف , وجعلته مضطربا مشوشا , فلعن نفسه لأنه ذهب الى هناك, ولعن نفسه أيضا لأنه كان غبيا واهتم بهذا الموضوع , كان السبب الوحيد لذهابه الى الشقة هو أن يتحدث مع كارن وحدها عما دار بينه وبين سيمون بشأن ساندرا, وقد ذهل عندما رأى أخاه هناك. لماذا كان هناك في أية حال؟ هل يمكن أن يكونا عاشقين؟
عذبت الأفكار ذهنه المتألم فحدق ساهما في سيكارته , أن سيمون لم يكن قد قضى الليل في بيته . وكارن كانت ترتدي معطفا منزليا , ما معنى هذا؟ ومرة أخرى عاد يفكر ويتساءل ... ماذا لو فكرت كارن بأن تبدأ علاقة مع سيمون ؟ ما الذي سيفعله في هذه الحالة؟ هل يمكن أن يحتمل هذا الوضع؟واذا لم يحتمله, فماذا؟ لقد أثارت مقابلة معها كل هذه الأفكار فتمنى لو لم يكن قد ألتقى بها مرة أخرى, لقد بدت حياته المتكاملة هشة وكأنها تتحول الى رمال... رمال عاطفية, وهنا هز رأسه , ترى لماذا يفكر في كارن ... لقد خطب روث ولا شك أنها ستعزيه وتسليه اذا شاء هو ذلك , ما الذي يجعله متعلقا الى هذا الحد بكارن؟

برنس وصاب
09-23-15, 04:30 PM
وانتهى من فنجان القهوة الأخير وما كاد ينهض من مكانه حتى سمع صوتا شابا يقول لف في مرح:
" هالو بول... يا لها من مفاجأة ! هل تسمح لي بالجلوس؟".
صاح قائلا وهو يقف:
" ساندرا!".
والواقع أن رؤية ساندرا أخت كارن أدهشه , وفكر, لا بد أن شيئا من مشاعره يبدو على وجهه بعد تأملاته العميقة.
لم تكن ساندرا ستاسي تشبه أختها كارن الا قليلا , كانت أقصر بكثير , وبدينة نوعا ما ولا تهتم بالموضة , وكان شعرها الأشقر الطويل ينسدل على جانبي وجهها البيضاوي , ولكنه لم يكن مصففا بعناية مثل شعر كارن.
قال بول بلهجة مهذبة:
" كنت على وشك الأنصراف , لم أكن أعلم أنك تترددين على هذا المكان".
والواقع أن المطعم كان مكانا غاليا بالنسبة لها, أجابت وهي تبتسم في ثقة:
"أنني لا آتي الى هنا عادة... ولكنني أعمل في محل قريب لتصفيف الشعر كما تعلم, وقد وعدني سيمون بتناول الغداء معا , الأفضل أن تعلم لأنه قد يأتي في أية لحظة".
وفكر بول في أن هذا غير محتمل في الظروف الراهنة, ولكنه لم يرد , لم يكن في نيته أن يخبرها بأنباء سيمون السيئة لأنها ستعرف بنفسها قريبا.
سألها ببطء:
" هل أستطيع أن أطلب لك شيئا؟".
" كلا, شكرا, سوف أنتظر, كيف حالك؟ لم نرك أنا وأمي منذ فترة طويلة, لقد تركتنا تماما...".
هز بول كتفيه وقال وهو يقدم لها سيكارة:
" نعم, أنها الحياة ومشاغلها".
" لقد خطبت أخيرا , أليس كذلك؟ قرأتالنبأ في الجريدة أن رئيسي يحضرها كما تعلم".
ابتسم بول ونهض واقفا ... لم يكن مستعدا للحديث, فقال معتذرا:
" يجب أن أذهب".
" وهو كذلك يا بول... أنني أفهم موقفك , أن سيمون أيضا رجل مشغول جدا , ودائما يسرع عائدا الى المكتب , أخبرني يا بول... هل تعترض على علاقتنا؟".
" أنك أصغر منه بكثير يا ساندرا ... وبالأضافة الى ذلك فأن سيمون رجل متزوج , ألا تهتمين بزوجته جوليا؟".
قالت ساندرا بصراحة صبيانية :
" أنك تعرف أي نوع من النساء هي... أن سيمون سيرعاني في أية حال مهما حدث".
قال بول:
" أشك في هذا , حتى ولو كان ملاكا متنكرا , فأنه لا يزال رجلا متزوجا , يجب أن تحترسي أن سيمون ليس من طراز الرجل المخلص المستقيم".
وارتدى بول معطفه, لقد بدت ساندرا هائمة في حب سيمون لدرجة أنها لا تعتم بسلوكه أو شخصيته , أجابت:
" ولكنه كان صغيرا جدا عندما تزوج , وهو لا يكبرني الا بثلاثة عشر عاما فقط , أن كارن تصغرك بأثنتي عشر عاما".
أجاب بول ببرود:
" كانت كارن أكبر منك بكثير وهي في الثامنة عشرة, آسف يا ساندرا ولكنها الحقيقة".
صاحت ساندرا بغضب:
" أنني أضيق من سماع هذا ... كيف يمكن أن تكون كارن كذلك؟ ".
هز بول كتفيه , كيف يمكن أن يشرح لها أن كارن ولدت أكبر منها؟".
ألقى نظرة على ساعته وقال:
" يجب أن أذهب , الى اللقاء".
ضحكت ساندرا في مرح قائلة:
"ألى اللقاء يا بول, سوف أبعث لكارن بحبك!
ولكن بول ابتسم ابتسامة باهتة وأنصرف.

برنس وصاب
09-23-15, 04:31 PM
3- لا قاع لعينيه
يوم الخميس اتصلت كارن تلفونيا بأمها وأخبرتها أنها تلقت تأكيدا من بول بأنه تحدث مع سيمون , ولم تعط أية تفصيلات عن مقابلتهما , برغم أن مامادلين بذلت كل ما في وسعها حتى تعرف ما حدث بينهما , وظلت كارن مبتعدة عنها, وأكتفت مادلين بالأعتقاد بأن كارن فعلت كل ما تستطيع.
كانت سعيدة جدا لأن ساندرا لم تعد مرتبطة بذلك الرجل الفظيع , وأيقنت أن ساندرا سوف تلجأ اليها أخيرا بحثا عن السلوى, وتساءلت كارن في كآبة ... ترى اذا حدثت مواجهة بين أمها وساندرا , فهل تعترف الأم بأن لها يدا في ذلك الموضوع؟ كانت الأم بحاجة الى أن مرغوبة, ولو أن ساندرا أكتشفت أنها هي التي فرضت هذا الأجراء القاسي لأنقلبت على أمها بلا شك ...
وتنهدت كارن . لم تكن هي وساندرا تشتركان في أشياء كثيرة... ولم يكن يهمها رأي ساندرا فيها في أية حال.
أما بالنسبة للأم فلا شك أن الأمر سيتحول الى مأساة أذا بدأت ساندرا تظهر رغبة في الأستقلال عنها مثل كارن... وهي لم تكن موافقة أطلاقا على تصرفات كارن في أي شيء, أما ساندرا فهي طفلتها المدللة, وقد تعلقت بها دائما لهذا السبب.
بعد أن وضعت كارن السماعة أشعلت سيكارة, كان الوقت متأخرا بعد الظهر وأذا لم تبدأ عملها بسرعة فسيضيع يوم آخر, ولكنها لم تشعر باهتمام بعملها في تلك اللحظة, ووجدت أفكارها تعود بها الى بول وخطيبته.
وفي مساء اليوم التالي أرتدت ملابسها بعناية كبيرة استعدادا للحفل الراقص المقام في فندق مانيفيك , أرادت أن تبدو أنيقة جميلة متألقة ولو مرة... كانت قد عزلت نفسها عن الناس مدة طويلة , ولا يمكن أن تستمر الحياة على هذا النحو خاصة أنها شابة وغير مرتبطة بأحد, فمن الحكمة أن تخرج وتتمتع بالحياة.
وعندما ارتدت الثوب الجديد أنساب رائعا فوق جسمها , وأبرز خصرها النحيل الجميل , كان مصنوعا من القماش الأسود برقبة مرتفعة مستديرة , ووضعت في أذنيها قرطا طويلا من الماس كان يهتز ويبرق كلما حركت رأسها.
وأرتدت معطفا من الفراء الفضي , قدمه لها بول هدية في أحدى المناسبات , أما شعرها فتركته ينسدل برقة فوق كتفيها , وكان لونه الفاتح يبرز لون ثوبها القاني, ويتهدل على خديها ويحيط بملامحها الجذابة, وشعرت بالندم لحظة لأنها تأنقت على هذا النحو من أجللويس, لقد عرض الزواج أكثر من مرة, وكان يلح دائما لكي تكون زوجته, ومن يدري لعله يتصور أنها تعمدت أن تتزين حتى تجذبه اليها ! وتنهدت كارن , لم تكن تستطيع أن تبدل ثيابها في أية حال , لقد تأخر الوقت , وقد يأتي لويس في أية لحظة الآن, وألقت نظرة أخيرة على نفسها في المرآة ثم ذهبت لتناول بعض الشراب قبل أن يصل لويس.
شعرت بحزن مفاجىء في قرارة ذهنها عندما فكرت في بول ... ترى هل كان سيعجب بثوبها ؟ تمنت أن تراه على الأقل لتثيت له أن حبها له لم يقض عليها ... تمنت أن تراه نادما ولو قليلا على الطلاق , ولكن هذا كان أملا ضئيلا جدا! من يدري لعله وجد روث في مثل جمالها , ولا شك أنها ستكون سعيدة جدا حين تصبح زوجته , ولن تفرض عليه أية طلبات كما فعلت هي.

برنس وصاب
09-23-15, 04:32 PM
وسمعت طرقا على الباب , فذهبت لتفتحه ووجدت لويس أنيقا في ملابس السهرة, وعبَرت عيناه ببلاغة عن أعجابه بها, دعته كارن للدخول فقبل الدعوة بحماس, ولكن كارن لم تضيع وقتا كثيرا, كانت سعيدة متحمسة للذهاب الى الحفل بعد أن جاء لويس.
تناولا العشاء في مطعم مانيفيك, ووجدت كارن نفسها تتعرف على بعض نجوم السينما والتلفزيون , وفي غمرة اهتمامها نسيت حالة الأكتئاب التي أنتابتها من قبل, وعندما تبهت فجأة الى أن لويس يخاطبها قالت:
" آسفة يا لويس... كنت أسرح بعيدا".
ابتسم قائلا:
" كنت فقط أقول يا لك من فتاة شابة رائعة الجمال يا عزيزتي".
أجابت بمرح:
" شكرا يا سيدي الطيب , كنت أتساءل... اذا ا كان ينبغي عليَ أن أقبلك زوجا؟ أنك صبور جدا معي في الواقع يا لويس , لماذا لا تبحث لنفسك عن زوجة؟ أنا لن أتغير... وأنت تعرف ذلك".
ضاقت عيناه قليلا ثم قال:
" سنرى, أن مدبرة شؤون بيتي سوف تترك العمل في نهاية الشهر القادم فأختها التي تقيم في غلاسغو و دخلت المستشفى , وعدتها أن تذهب لتقوم بخدمتها عندما تعود الى بيتها ... ألا يهمك أن تتولي عملها؟".
سألته كارن محاولة أغاظته:
" كمدبرة لبيتك؟".
قال لويس في تصميم :
" بل كزوجتي!".
هزت كارن رأسها وسألته وهي تحاول الهروب من الرد:
" أليست هذه جين مانرنغ التي تقف هناك؟ أنها تبدو أصغر كثيرا من صورتها في السينما".
هز لويس كتفيه النحيلتين وقال:
" أنك ماهرة جدا ... أليس كذلك يا كارن؟".
تساءلت ببرود:
" ماهرة في أي شيء؟".
عبس لويس وقال بهدوء:
" أنك تعرفين ما أعنيه... ولكننا لن نشير الى الموضوع ثانية اذ يبدو أنه يضايقك".
توهج وجه كارن وهما يتناولان الطعام في صمت, وبعد ذلك بدآ يشربان القهوة , فقال لويس:
" أخبريني , هل سويت الموضوع الذي يتعلق بساندرا بطريقة مرضية؟".
" تستطيع أن تقول هذا... علينا أن ننتظر ونرى . أليس كذلك؟".
أجاب وهو يحاول أن يبدو غامضا:
" كما يحدث في كل الأمور".
وبعد أنتهاء العشاء قاما لينضما الى حشود المدعوين للحفل الراقص الذي بدأ في الساعة العاشرة والنصف, وبدأت كارن تستمتع بالحفل, وقبل أن يدخلا قاعة الرقص , ذهبت الى غرفة خلع المعاطف لتصلح من زينتها ... كانت الغرفة تعج بالنساء الأنيقات اللواتي أرتدين أجمل الثياب , وتحلين بالزمرد والياقوت والماس وكأنهن يتنافسن في روعة الحلى.
أصلحت كارن زينتها ووضعت أحمر الشفاه على شفتيها , كانت رموشها الطويلة لا تحتاج الى طلاء, وقد وضعت قليلا من ظل العيون على جفنيها , وكان شعرها الناعم يبدو أكثر جمالا وجاذبية من التسريحات المعقدة على رؤوس النساء حولها.
ما لبثت أن عادت الى لويس في قاعة الرقص , وكان واقفا يراقب الراقصين ويدخن سيكارة , فقال عندما رآها:
" هل أنت مستعدة ؟ يوجد حشد كبير هنا كما ترين ... فلنحاول أيجاد مائدة".
" هيا بنا يا لويس...أنني سعيدة جدا لأنك دعوتني , فأنا مستمتعة جدا بالحفل".
قال لويس برقة:
" أنا أسعد يا عزيزتي".
وسارا بين الراقصين الذين أمتلأت بهم قاعة الرقص , كانت الموائد متناثرة على الأرض اللامعة وكل مائدة في وسطها مصباح يبعث وهجا جميلا ... الغرفة الموسيقية المشهورة في أقصى طرف القاعة, بينما أقيم مقصف طويل في الطرف الآخر , وكانت بقية الجدران مزودة بمرايا طويلة تعكس صور الراقصين عدة مرات , والسقف مرتفعا مقوسا يرتكز على أعمدة رائعة تبرز أناقته , قالت كارن وهي تنظر حولها باهتمام:
"أنه رائع... لم أتصور أنه سيكون على هذا النحو".
ابتسم لويس سعيدا بأنه أسعدها , ووجدا مائدة شاغرة , فطلب بعض المشروبات من خادم مر بجانبه , كان هناك عدد كبير من الخدم يمرون بين الضيوف , وبدا كل شخص مرتاحا سعيدا , وبعد أن راقب لويس الراقصين بعض الوقت قال لكارن:
" هل ترقصين أم تفضلين الجلوس ومراقبة الرقص؟".
صاحت كارن مبتسمة:
" لا ... لا , أفضل الرقص , دعنا نرقص يا لويس, أن قدميَ متحفزتان للرقص!".
ابتسم لويس وأمسك بيدها, وبدآ يرقصان على ايقاع الموسيقى.
وشعرت كارن بالسعادة تغمرها وكأنها تحيا من جديد , واستطاعت بسهولة أن تتبع خطوات لويس , وقد أدهشها ذلك في الواقع, لأن فترة طويلة مرت عليها لم ترقص خلالها... كان راقصا جيدا , فرقصا ثلاث رقصات بدون أنقطاع.
وفجأة عزفت الفرقة الموسيقية رقصة تشاتشا , ونظرت كارن الى لويس , وسألته وهي تبتسم محاولة أن تغيظه:
" هل تستطيع الرقص على هذا النغم؟".
أجاب وهو يبتسم أيضا:
" أستطيع أن أجرب فقط".
وعبثا حاولا الرقص على الأيقاع السريع , لم يكن لويس راقصا بطبيعته , ولم تستطع كارن متابعة حركاته الحادة, وضحكا كثيرا .
وفي تلك اللحظة لفت نظر كارن أربعة أشخاص يدخلون قاعة الرقص, وكانوا يحاولون الوصول الى مائدة قريبة من الفرقة الموسيقية , وشقوا طريقهم بين حشود المدعوين , كانوا رجلين وأمرأتين , وأحد الرجلين بول فريزر! ولاحظ لويس ارتباك كارن فسألها بلهفة:
" ماذا حدث يا كارن؟ تبدين شاحبة".
أجابت وهي تحاول التركيز على قدميها:
"لقد وصل بول لتوه , لم يرني , مع أنه مع أيان فيلوز وزجته وأمرأة أخرى لا بد أن تكون روث كما أعتقد".
كان أيان فيلوز صديق دراسة قديما لبول , ويزورهما هو وزوجته كثيرا في المنزل أيام زواجهما.
وقطب لويس جبينه غاضبا وصاح:
" يا ألهي... لقد ذهبت الى عشرات من هذه الحفلات الخيرية ولم ألتق به في أي حفل منها! لماذا قرر أن يأتي الليلة؟".
أجابت كارن وهي تمر بلسانها فوق شفتيها اللتين جفتا فجأة :
" لم يكن خاطبا من قبل, لعل روث هي التي أقنعته بالحضور".
أومأ لويس قائلا:
" ربما... هل تريدين أن تجلسي؟".
" أرجوك".
شعرت كارن برغبة في أن تخفي نفسها قدر الأمكان , وطلبت عصيرا عندما عادا الى مائدتهما التي كانت لحسن الحظ بعيدة عن مائدة بول وصحبه, كان في استطاعة كارن أن تراهم بدون أن يلحظوها وشربت كأسها , وقدم لها لويس سيكارة , وراحت تتطلع الى روث, كانت تشعر بالفضول وتريد أن ترى هذه المرأة التي ستكون زوجة بول الثانية, ورأت أن روث ترتدي ثوب رقص رائعا من الساتان الوردي المشغول بالدانتيل , واعترفت كارن بأنها جذابة جدا , ومليئة بالحيوية, كانت روث قصيرة القامة جدا اذا قورنت ببول , ولعل قصر قامتها وضغر حجمها يشعرانه بأنه يحميها!

برنس وصاب
09-23-15, 04:32 PM
ما لبث الرقص أن بدأ مرة أخرى , وأمتلأت القاعة بالراقصين ولم تعد كارن تستطيع أن تراهم, ونظرت الى لويس فوجدت أنه يراقبها, فقالت بخفة:
" أذن هذه هي روث ... أنها جميلة جدا .... أليس كذلك؟".
قال لويس وهو يقطب جبينه:
" أعتقد أنها جميلة , برغم أنني شخصيا أفضل الشقراوات ... وهي تبدو ثرثارة".
ولاحظ كل منهما كيف تحاول روث أحتكار الحديث ولفت نظر بوب اليها.
قالت كارن وهي تبتسم وتتنهد:
" أنك متحيز!".
قال لويس فجأة وهو يحتسي شرابه ويأمر الخادم باحضار شراب آخر.
" ترى ما الذي ستفعله ساندرا اذا لم تعد تلتقي مع سيمون؟ أعتقد أنها في حاجة الى يد صارمة! كان يجب على أمك أن تتزوج مرة أخرى".
قالت كارن في تكاسل:
" كان بول يسيطر عليها... وكانت تحترمه!".
وتصلب وجه لويس وهو يقول:
"أذن أستطيع أنا أن أنفعل نفس الشيء أيضا".
احمر وجه كارن وقالت:
" أشك في ذلك يا لويس".
ونظرت الى وجهه الشاحب النحيل, كانت تعرف أن لويس ليس لديه القوة اللازمة للسيطرة على فتاة دون العشرين , مثل ساندرا . لم يكن لديه أية خبرة , أما بول فقد كان يسيطر على سيمون دائما في شبابه. وكانت ساندرا تطيع بول بسبب ملامحه الداكنة الوسيمة وجاذبيته الساحرة , كان يتمتع بسحر كبير... لا أحد ينكر ذلك, وساندرا وقعت ضحية لذلك السحر , لقد تصورت أنها وقعت في غرامه, ونفذت كل رغباته وكأنها أوامر , أما لويس فلا يحتمل أن يروق لها بهذا المعنى, أضف الى ذلك أن مادلين نفسها لم تكن تستلطف لويس في حين أنها هي أيضا كانت تحب بول.
وابتسمت كارن للويس قائلة:
" لويس يا حبيبي... لا أعتقد ذلك , أن ساندرا ليستمن طرازك, كما أنك لست من طرازها, ولكنها تصورت دائما أنها مدلهة بحب بول , كانت تسير وراءه مثل كلب صغير ولا أعتقد أنها كانت ترى أي شخص غيره!".
دهش لويس , أن فكرة تدلُه ساندرا بحب بول لم تخطر على باله أطلاقا , ووجد الفكرة مقززة.
وانتهت كارن من سيكارتها , ونهضت واقفة وهي تقول:
" عن أذنك لحظة.... سوف أذهب الى غرفة خلع المعاطف ولن أغيب كثيرا".
فقال لويس بسرعة وهو ينهض واقفا:
" سوف أنتظر هنا".
ابتسمت وانسلت بين الموائد , واتجهت نحو الباب بحثا عن هواء القاعة الرطب, كانت تحتاج الى هواء طلق أكثر من أي شيء آخر. واستخدمت حقيبة السهرة كمروحة , وسارت ببطء في الردهة الى غرفة خلع المعاطف , وما كادت تصل حتى رأت بول.
كان يستند باهمال الى أحد الأعمدة وهو يدخن سيكارا ويتحدث مع رجل آخر.
سارت كارن نحوهما وعندما أقتربت منهما نظر اليها بول, ولم تبد الدهشة على وجهه الوسيم , وأفترضت أن رآها حتى قبل أن تراه, وعندما نظرت اليه تعجبت , لماذا سمحت للويس بأن يقنعها بأن الطلاق من بول كان أفضل شيء؟ لو أنها تركت وشأنها لعادت اليه... بل أنها ترغب في العودة اليه في هذه الليلة! لو أنه لم يطلقها لما فكرت أطلاقا منه ولظلت زوجته, وعندما التقت عيونهما بدا باردا بعيدا , لدرجة أنها غضبت من هدوئه الواضح.
على أنه استقام وألقى بسيكاره على الأرض وسحقه بكعب حذائه, كان واضحا أنه لا ينوي أن يتجاهلها , وشعرت كارن بسعادة بدون أن تدري سببا لها , وألتفت رفيقه أيضا ورآها , ولاحظت كارن أنها لا تعرفه من قبل.
وتمتمت لنفسها وقد غمرتها سعادة كبيرة بأنها تبدو في أجمل صورة في ثوب السهرة الجديد.
" أهلا يا بول".
كانت تريد أن يراها بول , وقد تحققت رغبتها الآن.
أومأ بول برأسه قائلا:
" أهلا يا كارن".
كانت عيناه عميقتين لا ترى لهما قاعا ... والتفت الى رفيقه وكان رجلا في حوالي الخامسة والثلاثين , له شعر أشعث أشقر, ووجه مرح صبوح , وقبل أن يقدم بول كارن ابتسم الرجل بمرح وقال:
" هيا يا بول... ألا تقدمني؟ يبدو أنك تعرف أجمل الفتيات !".
ابتسم بول نصف ابتسامة وتساءلت كارن: ترى ما الذي يدور في ذهنه؟ هل كان يفكر أن روث أجمل منها؟ وقال:
" كارن... هذا هو أنتوني ستوكر , صديق قديم من أيام الجامعة, وهذه كارن يا توني , كارن ستاسي".
وتردد لحظة قصيرة جدا عند ذكر اسم أسرتها وكأنه لا يزال يعتقد أنها كارن فريزر.
وقالت كارن مبتسمة:
" هالو".
فصافحها توني بقوة ورد بدوره:
" كيف حالك؟".
كانت يده كبيرة غليظة ولكن أظافره أنيقة جدا, كان كل شيء فيه كبيرا.
والواقع أن شخصيته تعوض عن كل نقص في مظهره , كان يبدو رجلا ودودا لطيفا , فاستراحت اليه كارن فورا , لم يكن من النوع الذي يمكن أن يجذبها اليه , ولكن يمكن أن يكون صديقا.
وأجابت بلهجة مؤدبة:
" أنني بخير , هل تستمتع بالحفل؟".
أجاب توني:
" جدا , الواقع أنني ساعدت في تنظيمه".
وابتسم لها ثم صاح فجأة:
" يا ألهي يا بول! لقد تذكرت , هل هذه... أقصد ... الفتاة التي كانت زوجتك؟".
هز بول كتفيه العريضين , وقال ببرود , بينما شعرت كارن بوجنتيها تتوهجان:
" لقد كانت زوجتي منذ سنوات طويلة".
" يا ألهي , هل تصرفت كالأحمق يا بول؟".
أجاب بول بهدوء:
" أبدا... أن كارن أمرأة جذابة جدا, وهي تعرف هذا بالتأكيد".
زادت حمرة وجه كارن , كانت تكره أن يتحدث عنها أحد وكأنها ليست موجودة , وقاطعت حديثهما قائلة:
" هل أنت بمفردك يا بول؟".
أجاب وهو ينظر اليها:
" أنني أنتظر روث في الواقع , وأعتقد أنها في غرفة خلع معاطف السيدات".
" لقد رأيتك عندما وصلت قبل ذلك".
" أعرف أنك رأيتني . لقد رأيتك عندما جلسنا الى المائدة".
وارتجفت كارن , لم تكن تعرف أنه شاهدها كما شاهدته , ترى ماذا ظن بها ؟ هل أعتقد أن الفضول كان يتملكها ؟ كان الحديث بليدا جدا وتمنت أن يخطر على بالها شيء مضحك حتى تجعلهما يضحكان , وأخيرا تمتمت قائلة وهي تنظر الى بول من خلال رموشها الغزيرة:
"على فكرة بول , شكرا لأنك تحدثت مع سيمون".
بدا بول متضايقا بعض الشيء كما توقعت , ونظر اليهما توني , وكان واضحا أنه مذهول من تحول الأحداث , ومضت كارن تقول في تصميم:
" لم تعطني فرصة أمس لأشكرك كما يجب!".
أجاب بول بجمود , بينما لمعت عيناه على نحو خطير وكأنه يتحداها أن تقول المزيد:
" لا داعي للشكر".
نظرت كارن الى توني , وتمتمت وهي تبتسم:
" لا تقلق علينا ... أنا وبول لا نزال صديقين طيبين ... أليس كذلك يا حبيبي؟ أننا أنس متحضرون في أية حال , أليس كذلك؟ لسنا بدائيين , ونستطيع أن نتصرف على نحو طبيعي بعضنا مع بعض , ألست على حق يا بول؟".
أجاب بول في برود , ولكن عينيه كانتا تبرقان غضبا:
" تماما...".
وقطع توني الحرب غير المسلحة بينهما بقوله:
" ما رأيك في أن تعودي معي الى قاعة الرقص يا كارن ؟ أود أن أرقص معك اذا سمحت".
تصلب بول عندما سمع كلمات توني , وأدركت كارن أن بول لا يريد أن ترقص مع توني لسبب ما , هل يمكن أن يكون غيورا؟ لا ... أن هذا أمر مضحك... لعله كان لا يريد صديقه أن يعرف أمرأة مثلها أو على الأصح مثل ما تصورها عليه , وتجاهلت موقفه وأجابت:
" شكرا يا توني , أنني أود جدا أن أرقص معك".
والتفت توني الى بول وقال:
" رائع.... سأراك فيما بعد أذا يا صديقي العزيز!".
وقال بول:
" طبعا".
كان بول ممتعضا , وأدركت كارن أنها ضايقته , ولكن الى أي حد؟ هذا ما لم تستطع معرفته.
أمسك توني يدها وعادا الى قاعة الرقص , واثبت أنه راقص ماهر رغم كبر حجمه, كما كان رفيقا مسليا , وقال لها أنه هو نفسه قد دعا بول وأصدقاءه الى هذا الحفل ضيوفا له , وأن رفيقته رفضت الحضور في آخر لحظة.
وأخبرها أنه يملك مزرعة في ولتشاير كانت ملكا لأسرة ستوكر على مدى أجيال , لم تكن أسرته ثرية لأن كل أموالها كانت تضيع في حرث وفلاحة الأرض , وهذا يفسر سبب غلاظة يديه.
أعجبت كارن بتمسكه بأرضه وعدم تخليه عنها, لو أنه باع المزرعة لأستطاع هو وأمه وأخته أن يعيشوا في لندن في رغد نسبي, ولكنهم أحبوا الأرض وفضلوا أن يقيموا في ولتشاير ويساعدوا مستأجريهم. ومن وصفه بدت المزرعة جميلة كما بدت أسرته من النوع الريفي العريق حتى أذا كانوا أسياد القصر , وأخبرها أن أباه قد توفي وأن أمه وأخته تعيشان في قصر قديم فسيح يطل على المزارع.
ورغم أنه كان قد عرف بول منذ أيام دراستهما في (أكسفورد) ألا أنهما التقيا مؤخرا فقط وجددوا علاقتهما , فتناولا الغداء سويا مرتين, وتعرف توني على خطيبة بول الأميركية.
وتركته كارن يسهب في الحديث فقد أثار أهتمامها على نحو غامض, ولكن ذهنها ظل يفكر في بول! كان جميلا أن تستمع الى حديثه بينما كان نصف ذهنها يفكر في شيء آخر , كان رفيقا لا يطلب شيئا فانقادت له بسهولة وبلا تفكير.
وفجأة لمحت لويس وشعرت بتأنيب الضمير, لقد بدا متوترا بل غاضبا من شيء ما, وعندما رآها أيضا ولوحت له بيدها عبس وتجاهلها, وشعرت بالقلق والذنب, وعندما انتهت الرقصة أخبرت توني أنها كانت مع رئيسها في العمل وأنه ينتظرها.
فصاح توني:
" حقا؟ حسنا... هل يمكن أن أنضم اليكما لحظة".
زمت كارن شفتيها وقالت:
" بالطبع. لويس وأنا صديقان قديمان ولن يعترض بالتأكيد ".
رد توني بحرارة:
" حسنا جدا, أنني أود أن أرقص معك مرة أخرى اذا سمحت لي".
ابتسمت له كارن وتركته يمسك يدها وهما عائدان الى المائدة التي كان لويس يجلس اليها , نهض فجأة عندما اقتربا منه وبدا قزما الى جانب توني بقامته الطويلة العريضة, وصاح لويس في صوت غاضب:
" أين كنت طوال هذه المدة ؟ ومن هذا؟".
رد توني على الفور:
"اسمي ستوكر... أنتوني ستوكر, ومن تكون أنت؟".
كان يبدو أنه ضاق بأسلوب الرجل الآخر ونبرته, ولم تفهم كارن السبب في امتعاض وجه لويس فصاحت قائلة:
" أرجوك... هذا توني يا لويس... وهذا لويس مارتن رئيسي في العمل يا توني".
تصافح الرجلان على نحو غير ودي , وتمنت كارن لو أنها لم تأت مع توني , وأخذت تشرح قائلة:
" كان توني في القاعة يتحدث مع بول عندما ذهبت الى غرفة السيدات, وقدمنا بول أحدنا الى الآخر".
قال لويس وهو يقطب جبينه:
" تقصدين فريزر مرة أخرى!".
" طبعا".
فنظر لويس اليها قائلا:
" مفهوم... والآن ألا ترقصين معي يا كارن؟".
ضاقت بغيرته وحبه لأمتلاكها , ومرة أخرى قالت:
"طبعا".
لم تكن قد أعطته مبررا واحدا ليفترض أنهما أكثر من صديقين طيبين رغم كل أحاديثه عن الزواج , وكانت تكره أن تشعر بأنه يحاول أن يتملكها على هذا النحو , لم يكن له الحق في أية سيطرة عليها! لأنها أمرأة حرة غير مرتبطة بشخص ما.
ورقصا معا فترة في صمت, ثم قال بصوت متوتر:
" يتعين عليَ أن أعتذر لك... يبدو أنني تصرفت بطريقة غير لائقة".
وافقت كارن وقالت بحدة:
" نعم... ماذا بك؟ لقد غبت ربع ساعة فقط".
وشعرت بالسعادة أنه أثار الموضوع بصراحة, وتنهد لويس وقال في صوت حزين:
"أعرف... أعرف... كان واضحا تماما أنني أغار بجنون , أنك لا تقدرين هذا الشعور , شعور شخص يريد أنسانة من كل قلبه ويعرف أنها لا تريده".
احمر وجه كارن خجلا وقالت بسرعة:
" لويس ... أرجوك... لا داعي لهذا الحديث الآن ... لا داعي له مرة أخرى".
أحمر وجه لويس أيضا وتمتم قائلا:
" أعرف... كل ما أرجوه ألا تتباهي بمعرفة الشبان هكذا أمامي, أنني لا أستطيع أن أسيطر على مشاعري , النتيجة التي وصلت أليها أنك أمرأة باردة!".
كادت كارن تنفجر ضاحكة... أن مجرد الحديث مع بول يجعل الدم يتدفق في جسمها ولكن لويس يظن أنها باردة! وارتجفت...
أخيرا قالت:
" لعلك على حق".
فضلت أن تأخذ أيسر طريق للخروج من هذا الحديث .
ورد لويس ببطء وهو ينظر في وجهها متفرسا:
" أنا واثق من هذا... ولكنك ستحتاجين الى رجل مرة ثانية يا كارن, وسوف تجدينني اذا شئت ".
عبست كارن عندما سمعت هذا ولم ترد عليه , كان تصرف لويس غريبا هذه الليلة.

برنس وصاب
09-23-15, 04:33 PM
وعاداالى المائدة حيث كان توني في انتظارهما , وبدا سعيدا عندما رأى كارن فنهض واقفا بسرعة, وأمسك مقعدها لتجلس عليه, وفكرت: لقد كان رفيقا طيبا في الواقع وقد أنساها بول ولويس أيضا لفترة, فبدأت تعتبر لويس مشكلة الآن, أنها لا تريد أن تترك عملها معه بعد كل هذه المدة, ولكن اذا أصبح لويس لا يطاق , عندئذ لا بد أن نفعل شيئا , أنها لا تستطيع أن تسمح له باحتكارهاأ والسيطرة عليها وأفشاد حياتها.
أما لويس فلم يكن طبيعيا كعادته , وحاول أن يضمها بشدة الى صدره أثناء الرقص , كانت تشعر بالأختناق عندما تلفح أنفاسه عنقها, وبدا واضحا أنه يبذل كل ما يستطيع لكي يسيطر على عواطفه, وتصورت كارن أو وجود بول مسؤول الى حد ما عن هذا السلوك من ناحية لويس , لم يكن في يوم من الأيام بهذا المنظر , وبدأت تشعر بأنها لا تعرفه على حقيقته كم كانت تعتقد.
كان أيان فيلوز يعمل في قسم المبيعات ويؤدي عمله على أكبر وجه , وكان هو وبول صديقين منذ فترة طويلة جدا ولم يكن أختلاف مركزيهما يشكل أية عقبة في طريق صداقتهما.
وكانت زوجته مرغريت فيلوز في الثامنة والعشرين من عمرها, أي في نفس سن روث , وكانت هي وروث منسجمتين تماما رغم أن مرغريت رفضت أن تتحدث عن زوجة بول الأولى مع زوجته القادمة , فقد كانت تعرف كارن وتحبها وأثار هذا غضب روث التي كانت حريصة على معرفة كل شيء عن السيدة فريزر الأولى , لم تكن قد رأت صورة لكارن , فلم تجد أية صورة لها في شقة بول , ورغم أن هذا أسعدها الا أنها كانت تود أن تعرف شكل كارن, كانت تشعر وكأن لها عدوا غير مرئي.
وفي تلك الليلة كانت لهم مائدة قريبة من مكان الفرقة الموسيقية , وقد رقصوا جميعا كثيرا , ولم تكن روث حريصة على أن ترقص مع أيان ولكن عندماطلبها للرقص رأت أنه من غير المناسب أن ترفض كل مرة, ولكن مرغريت رقصت مع بول, وما يثير السخرية أن الغيرة تنهشها عندئذ.
كانت سعيدة بثوبها المزركش بالدانتيل فوق الساتان , كان يتناسب مع بشرتها البيضاء الوردية , كانت واثقة من أن بول معجب به, برغم أنه نادرا ما كان يعلق على ملابسها, وكان ثوب مرغريت من الكريب الرمادي , وكان موضة قديمة في نظر روث, كانت واثقة تماما من أنها أكثر جاذبية من مرغريت في نظر أيان أيضا , ولكن بول لم يظهر أية علامة على الغيرة ! وتضايقت روث , فقد كانت تتمنى أن تثير بول في هذه الناحية , ولكن بول كان يبدو باردا طوال الأيام القليلة السابقة , منذ أن تناول الغداء مع كارن , ولم تستطع معرفة السبب, لم تكن روث قد أعتادت على أن يرفض لها طلب, فقد دللها أبواها واستجابا لكل نزواتها.
جلست وأخذت تمر بأصابعها على ذراع بول وتتساءل ما الذي يمكن أن تقوله حتى تجذب أهتمامه! كان يبدو بعيدا عنها مسافة طويلة, في الفكر أن لم يكن في الواقع قبل ذلك كان هو وأيان يناقشان بعض تصميمات النسيج الجديد الذي يصنعانه, وشعرت بالملل من حديثهما, والواقع أنها لم تتلق أهتماما كبيرا في تلك الليلة.
وفجأة لاحظت أن حشدا من المدعوين يجتمه حول راقصين يرقصان وسط القاعة , كانت الفرقة الموسيقية تعزف لحنا راقصا وتصورت روث أن الراقصين يستعرضان رقصتهما , ولا شك أن مراقبتهما تثير الأهتمام والبهجة, فقالت وهي تمسك بذراع بول:
" تعال نذهب الى هناك لمشاهدتهما".
كان ايان وزوجته يرقصان , ولذلك نهض بول رغما عنه وسار معها الى الراقصين في وسط القاعة , لم يكن هناك من يرقص غيرهما. وكان الجميع يرقبونهما , وتوقف بول فجأة عن سيره , كان الراقصان اللذان يضحكان ويرقصان على ايقاع الموسيقى هما توني و... كارن!
وشعر بالدم يتدفق في عروقه وهو يراقبهما , وغضب من مشاعره التي فضحته , كان لا بد أن يسيطر على أعصابه!
صاحت روث قائلة:
" أنه توني ستوكر... أنهما رائعان... ومع ذلك أنا شخصيا لا أرضى بأن أستعرض نفسي هكذرا".
ولم يرد بول فنظرت اليه, كان وجهه قاتما متجهما , فعبست وسألته في ضيق:
" ماذا حدث ؟ ألم تكن تريد أن تأ تي؟".
أجاب بول ممتعضا:
" كلا".
"لماذا؟".
وهنا شعرت روث فجأة باحساس غامض, كان في وجه بول شيء , شيء معين جعلها تسأله بغتة بصيغة أتهام:
" أنت تعرف تلك الفتا... أليس كذلك؟ من هي؟".
حاول بول أن يتفادى الرد فسألها ببطء:
" وما الذي يجعلك تعتقدين هذا؟".
" أنني أشعر بأنك تعرفها ... هل تعمل في شركتك؟ أو شيء من هذا القبيل؟".
رد بهدوء:
" كانت تعمل في شركتي... أنها كارن يا روث".
كان وجه روث صورة للشك وعدم التصديق , فصاحت قائلة:
" كارن؟ لا تقصد هذه الكارن؟".
دس بول يديه في جيبي سرواله وقال:
"نعم هي... كنت أظنها في نفس سنك... أنك لم تخبرني أبدا يا بول أنها صغيرة".
أجاب ببرود :
" أنك لم تسألينني , أن كارن في الخامسة والعشرين من عمرها الآن, أصغر منك بثلاث سنوات كما أعتقد!".

برنس وصاب
09-23-15, 04:34 PM
وتوهج وجه روث غضبا , كم تمنت لو أنها لم تقترح الذهاب لمشاهدة الراقصين , لكن من أين لها أن تعرف أن الراقصة هي كارن؟ لم تكن تعرف أنها موجودة في الحفل . ومع ذلك لم يبد بول مندهشا. ترى هل كان يعرف أنها هنا؟ وتدفقت الأسئلة على ذهنها ولكنها تغلبت عليها وتجاهلتها , كان من الغباء أن تفكر على هذا النحو . لقد تزوجا ثم طلقا وانتهى الأمر ... أن أيا منهما لا يعني شيئا للآخر الآن, ومجرد أنهما يتحدثان أحدهما مع الآخر بطريقة عادية يثبت أن كلا منهما لم يعد يكن أيَة مشاعر نحو الآخر.
ومع ذلك شعرت روث بالغضب فجأة وهي تراقب كارن , كانت كارن أمرأة جميلة جدا وليست الأنسانة القبيحة التي تصورتها , جامدة الوجة التي تتباهى بلا خجل أمام الرجال , وتتصرف وكأنها أصغر من حقيقتها بسنوات كثيرة, وراحت تحسب في ذهنها فأدركت أن كارن كانت في الثامنة عشرة من عمرها فقط عندما تزوجت بول , معنى هذا أنها عاشت حياة زوجية مع بول في تلك السن, في حين أن روث كانت لا تزال طالبة في الكلية, تخرج مع الفتيان ولا شيء أكثر من هذا, معنى هذا أن بول عندما كان رجلا في الثلاثين وجدها فتاة يمكن أن تشبعه ذهنيا وجسديا في ذلك الوقت . بينما كانت روث معقودة اللسان لا تستطيع أن تتحدث مع رجل في سنه!
والآن فلا بد أن تتذكر هذه الفتاة في كل مرة يلمسها بول وتتساءل ... ترى هل لا يزال يحبه؟
وأثارت أفكارها فزعها , كانت الحياة قد بدت بسيطة هادئة قبل هذا الأسبوع مع اقتراب موعد الزفاف , وفكرة شهر العسل القادم تحتل أفكارها.
ولكن كل شيء تغير, وكل هذا بسبب الأخت الحمقاء لهذه الفتاة , هذه الفتاة الأخت التي تورطت في علاقة مع شقيق بول المتزوج, كان أمرا لا يطاق, وشعرت برغبة في أن تقف وتصرخ وتبكي لتحصل على كل ما تريد كما كانت تفعل في السنوات السابقة... شعرت بأنها تريد أن تخبط الأرض بقدميها واذا أمكن تطأ بهما هذه المرأة التي عادت الى حياة بول سواء شعر هو بذلك أو لم يشعر, ولكن كان عليها أن تتصرف بطريقة طبيعية , لقد حدث ما حدث في الماضي وأصبح بول ملكها الآن , واذا أظهرت أنها خائفة من سلطة هذه المرأة فلا أحد يعرف ما الذي يمكن أن يحدث! كلا... يجب أن تتصرف كالمعتاد وتظل الخطيبة المحبة المتفهمة , أما بعد الزواج فيمكن أن يختلف الأمر.

برنس وصاب
09-23-15, 04:34 PM
وتمتمت بنعومة وهي تدس يدها في ذراع بول:


" هيا بنا يا حبيبي ... لنعد الى الفندق يا بول".


كان بول على استعداد لتنفيذ رغبتها , ولا يريد صحبة أحد... وكا ن يفضل أن يترك وحده مع عواطفه التي تعتمل في داخله ... وقال في عدم أكتراث واضح:


" وهو كذلك ... اذا كانت هذه رغبتك.... ظننت أنك تستمتعين بالحفل".


أجابت بسرعة:


" كنت ... أقصد... أنني أشعر بصداع الآن... وأريد أن أهدأ وأسترخي في جناحي في الفندق ... هذا كل ما في الأمر ".


أومأ بول موافقا ... وأبتعد عن الحشد الذي تجمع حول كارن وتوني , ثم قال:


" يجب أن نخبر أين ومارغريت بأننا سننصرف".


كان جناح روث في فندق دورشستر غاية في الأبهة والفخامة, وكان يكلف أباها مبلغا طائلا كل يوم, ولكن هيرام ديلاني كان يعد ورق البسكوت الذي يملك بالآلاف وليس بالعشرات, ولذلك كانت نفقات أقامة ابنته في فندق أنيق في لندن ليست أكثر من وخزة دبوس في حسابه.


كانت غرفة الأستقبال الملحقة بالجناح خالية, فقد كانت روث قد أعطت لوصيفتها الخاصة يوما أجازة , وألقت روث بنفسها باهمال على أريكة منخفضة, وفك بول أزرار معطفه القاتم ذي الياقة المصنوعة من الفراء , وأخذ يجول في أنحاء الغرفة وكأنه نمر في قفص... كان يتساءل!


ترى متى يستطيع أن ينصرف!


مدت روث يدها اليه وقالت في كسل:


" تعال أجلس يا حبيبي... لن تنصرف الآن بالطبع!".


عضَ بول شفته وأجاب ببطء:


" ظننت أنك مصابة بصداع, ولكن يبدو أنك استعدت صحتك بسرعة مذهلة".


وتوهج وجه روث وأجابت وهي تدافع عن نفسها :


" لقد أفاقني الهواء الطلق".


قال بول بحسم:


" ومع ذلك فأن الوقت متأخر, ومن الأفضل أن أنصرف... أذهبي الى فراشك واستريحي , وسوف أراك في الصباح".


وأنحنى وقبل خدها, ولكنها لفت ذراعيها حول عنقه وشدته ليجلس بجوارها , وهمست قائلة:


" لا تبتعد عني!".


كانت واثقة من أنها تستطيع أن تخرجه من أكتئابه , ولكنها شعرت بأن بول يقاومها, وبعد لحظة أضطرت أن تتركه ينهض واقفا... وشعرت بالحرج وعدم الأرتياح , بل شعرت بأنه جرح كرامتها ولكنها سيطرت على شعورها , وقالت:


" هل سنتناول الغداء معا دا؟".


هز بول كتفيه قائلا:


" أتصلب بي تلفونيا في الصباح... سأحاول يا حبيبتي".


قالت:


" شكرا".


وبدت السخرية في صوتها فتركها بابتسامة باهتة.


وبعد انصرافه نهضت روث من فوق الأريكة , لم تكن تشعر بصداع أطلاقا , وقد فشلت خططها في أن تسترد بول لنفسها وفكَت سحاب الثوب بأصابعها بدون أهتمام , وأمسكت بالثوب في قبضتها ومزقته من العنق حتى الخصر! وبغضب ألقت به على الأرض. وعندما فتحت باب غرفة النوم وجدت يديها ترتجفان , وسالت الدموع من عينيها , ها هي ذي... واحدة من أغنى النساء الشابات في لندن , ومع ذلك تأوي الى فراشها بعد منتصف الليل بقليل , وهي في أشد وأسوأ حالات الغضب!


ترك بول الفندق وجلس في سيارته ... وقبل أن يدير المحرك أشعل سيكارة , ثم قاد سيارته الفارهة بسرعة , كانت شقته في بلغرافيا ولكنه لم يكن يرغب في النوم الآن... واتجه الى شارع خلفي, كانت ليلة حالكة الظلام, ولكنه استطاع أن يشق طريقه بدون أن يرى شيئا وهو يفكر مرهقا.


وعلى مشارف ريتشموند دخل في طريق خاص واتجه نحو جدار عال فيه بوابتان من الحديد المصبوب حفر عليها اسم تريفاين, كان ذلك هو المنزل الذي اشتراه عند زواجه من كارن , لم يكن قد باعه, وانعطف نحو المدخل بين الأشجار الباسقة متجها الى الفناء الأمامي أمام اللالم المنخفضة التي تؤدي الى الأأبواب المزدوجة البيضاء , كان جمال المكان الأنيق لا يمكن أن يرى في تلك الليلة المظلمة , ولكن بول كان قد جدَد الكثير من أثاثه في الداخل, ولكن روحه ظلت تحمل جو السنوات الماضية!


وأضاءت الأنوار الأمامية لسيارة بول المكان قبل أن يوقف المحرك ويطفئها, وانسل من خلف عجلة القيادة وصفق الباب وراءه , ودوى الصوت في سكون الليل , ووضع بول يديه في جيبه وسار .


كانت روث لا تعرف شيئا عن منزل تريفاين فلم يكن قد أخبر أحدا, ولا حتى أمه , بأنه لا يزال يملك البيت, وكان مستعدا لأن يتركهم يتصورون أنه باعه, كان قد فصل كل طاقم الخدم, ولكن عندما طلَق كارن ظلت مدبرة البيت وزوجها كما هما في المبنى الخالي ينظمان كل شيء استعدادا لزيارته في أية لحظة يشاء, ولم يذهب الى هناك منذ أن خطب روث, فلم يكن قد شعر بحاجة الى الذهاب حتى الآن.


وقبل أن يصل الى الأبواب الأمامية أضيء نور الأرسال فوق الباب, وبعد لحظة فتح السيد بنسون بنفسه الباب , وتدفق الضوء في المدخل وغمر بول بنوره, كان بنسون يرتدي الروب فابتسم مرحبا عندما رأى سيده وصاح:


" أهلا بك يا سيد بول, أنها مفاجأة سارة , أننا لم نرك منذ ثلاثة أشهر!".


وعبر بول الشرفة ودخل القاعة الفسيحة , وقال لخادمه:


" آسف يا بنسون اذا كنت أزعجتك. أعرف أن الوقت متأخر جدا".


أجاب بنسون متفهما:


" لا يهم يا سيدي".


زفكر بول... لا يمكن أن يكون بنسون عنده أية فكرة عن السبب الذي جعله يأتي الى هنا في هذا الوقت المتأخر!


أغلق بنسون الأبواب ثم قفلها بالقفل وقال:


" هل ستقضي الليلة هنا يا سيدي؟".


أومأ بول قائلا وهو يخلع معطفه :


" نعم يا بنسون , أنني أتوقع أن يكون سريري جاهزا كالمعتاد".


قال بنسون:


" أنه جاهز يا سيدي, الحقيقة أن ماغي قالت اليوم أنها تتوقع حضورك قريبا , وهي تعد البيت دائما يا سيدي لحضورك".


ابتسم بول وهو يعبر القاعة:


" هل أوت الى فراشها؟".


" نعم يا سيدي . هل تريد شيئا؟ هل تحتاج الى طعام؟".


هز بول رأسه وفتح باب غرفة المكتب وقال:


" لا أريد شيئا ما دام يوجد الكثير من الشراب".


رد بنسون في الحال:


"لقد وضعت زجاجة جديدة هناك اليوم. هل أنت متأكد أنك لا تحتاج الى شيء آخر يا سيدي؟".


أجاب بول:


" متأكد... تصبح على خير يا بنسون... سأراك في الصباح".


كانت الغرفة مكدسة بالكتب المرتبة بدقة , وبالأضافة اليها كان هناك بيانو صغير في أحد الأركان , كان هو وكارن يستعملان الغرفة كغرفة للموسيقى , وقد قضيا أمسيات سعيدة كثيرة وحدهما هنا... كان بول يتقن العزف على البيانو , وكان يعزف ألحان كارن المفضلة من مؤلفات شوبان وغريج.


واتجه الى صينية الشراب الموضوعة قريبا من البيانو فوق مائدة منخفضة وصب لنفسه كأسا من الشراب رشفه بسرعة, وأعقبها بكأس أخرى ثم جلس أمام البيانو وراح ينقل أصابعه بين مفاتيحه ويعزف لحن (في ضوء القمر) كان لحنا حزينا , وعندما نظر ناحية المقعد الوثير العميق الموضوع بجانب المدفأة تصور أن كارن جالسة هناك تراقبه.


وأنطلقت منه أنَة , وصفق غطاء البيانو ثم وقف وفك ياقة قميصه , وراح يجول في الغرفة على غير هدى ... يا ألهي... ماذا دهاه الآن؟


هل كان رجلا أم فأرا؟ ولعن سيمون لأنه كان السبب في أزمته هذه, لو أنه لم ير كارن أطلاقا لما ثارت مشاعره على هذا النحو . وكان من المحتمل ألا يراها ثانية أبدا... كان كل منهما يعيش في دائرة أجتماعية مختلفة , لقد أنضمت كارن الى مجاله أثناء الزواج , ولكنها كانت عادت الى فلكها الخاص بعد الطلاق... كان معظم الأشخاص الذين يختلك بهم من الأثرياء جدا وأصحاب النفوذ , مثل رجال البنوك والمال والأعمال , الذين لا يهتمون الا بجمع مزيد من المال ولكنه رأى كارن الآن, وأدرك أنها لا تزال تجذبه وتثير أهتمامه ... أنه لن يخدع نفسه, كارن تجذبه دائما على هذا النحو... كان قد نسي كم هي جميلة , حتى رآها ثانية‍


تصور في أحد الأيام أنها ستتزوج لويس , ولم يكن يهتم بوجود علاقة بينها وبين أي رجل , ولكنها ما زالت حرة غير مرتبطة , وعندما رآها الليلة ترقص مع توني أصيب بصدمة! كان واضحا أنها سلبت لب توني , ومن يدري , فمن المحتمل أن تكون معه حتى الآن , ولعله سيصحبها الى شقته أو شقتها , هل ستسمح له بأن يعانقها؟


شعر بول بطعنة سكين في معدته.... أن الغيرة العمياء شيء يثير السخرية , ولكنه كان يشعر بالغيرة! وتمنى لو أنه ذهب الى شقتها ليستكشف الأمر بنفسه , ولكن كبرياءه منعه من ذلك. ماذا سيقول لها لو ذهب؟ هل يقول أنه يريد أن يطمئن بنفسه ؟ ومد يده الى زجاجة الشراب وملأ كأسه , وألقى بنفسه على المقعد وهو لا يزال يمسك بالزجاجة في يده, ستكون ليلة طويلة جدا!

برنس وصاب
09-23-15, 04:37 PM
أفكار ليست للعرض!
رأت كارن بول ينصرف مع روث, ورأتهما يتحدثان مع فليوز وزوجته قبل أنصرافهما , ولما لم يظهرا ثانية حول مائدتهما أفترضت أنهما أنصرفا , وشعرت بعد أنصراف بول بأن المساء فقد سحره, لماذا؟ ولم تستطع معرفة السبب فلم يرقص معها, كما أن الحديث بينهما كان مشوبا بالتوتر لعلها كانت هي السبب في ذلك, ولعلها وجدت متعة في مضايقته وأزعاجه.
كان العذر الوحيد لرحيلهما المبكر في نظرها هو أنهما أرادا أن يكونا بمفردهما! وأفزعتها الفكرة بما أثارته فيها من مشاعر مؤلمة , كانت لهما الحرية بالطبع في أن يفعلا ما يريدان , فهما سيتزوجان قريبا ويصبحان معا طوال الوقت, ولعلهما قضيا ساعات وساعات معا وحدهما! كان لا بد أن تعرف , وتعترف بأنها لا تسيطر على بول بأي حال.
أقترحت أن تعود الى بيتها بعد أن أصبح واضحا أن بول وروث قد أنصرفا , وأبدى لويس استعداده لمرافقتها , فودعت توني وأخذت معطفها واستقلت مع لويس سيارة تاكسي لأنه لم يحضر سيارته , وتمنت كارن ألا يدخل معها الشقة , فلم تكن مستعدة لأي مزيد من النقاش , ولكنه دخل وطلب مشروبا , وسألها:
" هل أنت بخير يا كارن؟".
ردت بدهشة:
" هل أنا بخير؟ بالطبع... لماذا؟".
أجاب بطريقة بليدة:
" حسنا... يبدو أنني أفسدت سهرتك . لعل ستوكر أعتبرني شخصا أحمق".
ألقت كارن بمعطفها فوق الأريكة , وصبَت كأسين ناولت أحدهما للويس قبل أن تجيب قائلة:
" أنت لم تكن بهجة الحفل بالطبع ... ولكنك لم تفسد سهرتي حقا فلا تنزعج".
" الحمدلله على ذلك... ولكنك تبدين ساهمة".
" قد أكون ضائعة الأفكار".
ونظرت الى كتفي لويس النحيلتين وجسمه الهزيل ... بعد أن رأت بول بدا لها لويس أقل من رجل! وفكرت:
أن لويس لا يستطيع أن يحمي أمرأة بقوة اذا لزم الأمر ... بالطبع في حياة لويس الخالية من الأحداث , لن تحتاج الأمر الى ذلك... ومع هذا فجميل أن تشعر المرأة بالحماية عندما تكون في صحبة رجل.
قال لويس وهو يعبس:
" أفكار؟ ما هي هذه الأفكار؟ ما الذي يشغل ذهنك؟".
قالت كارن وهي تشرب كأسها:
" أنها ليست للعرض".
" وهل ستقابلين ستوكر ثانية؟".
هزت كارن رأسها قائلة:
" لويس... أرجوك ... لا أريد جدلا ... لن أرى ستوكر ثانية ... هل يرضيك هذا؟".
وبعد أن فرغ لويس من كأسه أردفت قائلة:
" أنني مرهقة".
فعندئذ نهض وحياها وأنصرف.
ترك لويس وراءه جوا مفعما بالضيق ... كانت تعرف تماما أنه يتمنى أن يلاطفها أو يلمسها , وكانت تتمنى ألا يفعل, والواقع أنه لم يفعل, ومع ذلك ظلت تشعر بالضيق وكأنها على وشك أن تسقط في دوامة.
كان موقفه منها أشبه بنوع من الوشم , لقد أدركت من اللحظة الأولى أنه يحيها, ولكنها لم تشجعه على الأطلاق, ولعله أقنع نفسه بأنها قد تبادله الحب على مر السنين .... ألا أنها أيقنت الآن أن هذا مستحيل , لم يكن لويس بالرجل الذي تختاره زوجا حتى بدون سيطرة بول على كيانها ... كان رجلا يحب التملك ... عنيدا وأكبر منها بكثير.
أغلقت الباب خلفه وتنهدت بارتياح وهي تلقي بنفسها على الأريكة , وترتجف رغما عنها ... كانت سعيدة اشيء واحد وهو أنها رأت خطيبة بول الليلة , ومعنى هذا أنها عرفت خصمها ! أنها أمرأة جذابة جدا ... وكان يجب أن تعترف كارن بهذا... وما لبثت أن نهضت من مكانها في قلق واتجهت الى المرآة الطويلة في غرفة نومها , وراحت تتفرس في صورتها , اذا كانت روث هي فكرة الكمال في نظر بول فلا عجب أذن أنه طلق كارن. أنهما مختلفتان تماما, كان جسم روث متناسقا برقة بينما كانت كارن طويلة مكتملة الجسم ... وروث أشبه بزهرة السوسن الرقيقة , في حين أن كارن شبهت نفسها بوردة متفتحة , ترى أيتهما تصمد وتحتمل أختبار الزمن ؟ تمنت كارن أن تكون هي الصامدة ! فأن لها بنيانا قويا على الأقل.
ولكن لعل روث جعلت بول يشعر بأنه قوي ويستطيع أن يحميها , وبذلك أرضت رجولته, كانت كارن تثبت دائما أنها شخصية مستقلة , وتساءلت عما اذا كان بول يريد زوجة أكثر خنوعا , زوجة يستطيع أن يخضعها لأرادته.
وعندما تذكرت حياتهما الزوجية شعرت بغصة, كان يمكن أن يدوم زواجهما لو أن بول لم يكن حريصا على جمع المال, وتحسين شركته التي كانت قوية بالفعل , أين هي تلك المرأة التي تريد أن تقضي الأيام والليالي وحدها؟ بينما يكون زوجها مشغولا بزوجته الأخرى ... بعمله... بشركته؟ ورغم كل ذلك شعرت بأنها مستعدة أن تعود اليه الآن لو طلب ذلك.
ومر أسبوع ببطء, دفنت كارن نفسها في عملها , فهذه هي الطريقة التي تزيح بها الواقع من ذهنها , وكانت تتمنى ألا يؤثر ضيقها على عملها, واتصل بها توني ستوكر تلفونيا وشكرها على قضاء تلك الأمسية الجميلة, وتأثرت كارن من لطفه خاصة بعد أن عامله لويس بطريقة غير ودية , وأرسل لها لويس باقة من زهور الربيع مع كلمة أعتذار عما بدر منه ليلة الحفل الراقص وشعرت كارن بارتياح , وبعد مرور حوالي عشرة أيام على الحفل الراقص أنجزت كارن كل العمل المطلوب منها , وقررت الذهاب الى المكتب في صباح اليوم التالي لترى لويس, فأخرجت سيارتها القديمة من الكاراج لتقوم بنزهة , واتجهت نحو غيلدفورد , كان الطريق يثير الذكريات , فقد سلكت هذا الطريق مرات كثيرة مع بول , وشعرت كأنها سجينة تهرب لفترة , بل شعرت بالذنب من تركها لندن وراءها, وكانت جوانب الطرق والحدائق المتناثرة مفعمة بألوان الزهور المختلفة , وشعرت بغيظة لم تشعر بها منذ فترة طويلة.
ووصلت الى غيلد فورد , وهناك دخلت مقهى حيث شربت القهوة, ودخنت سيكارة , وراحت تتفرس في وجوه الشبان الذين جلسوا حول الطائرة المجاورة , ولاحظت أنهم أطالوا شعورهم, وعندما بدأوا بدورهم يتفرسون في وجهها قررت أن تنصرف , فعادت الى سيارتها وقادتها ببطء الى لندن, ولكنها سلكت الطرق الخلفية , ووجدت نفسها في الطريق المتفرع من الطريق المؤدي الى تريفاين وخفق قلبها بشدة , ترى هل قادها عقلها الباطن الى هذا الشارع عن عمد؟
ووصلت الى المنعطف وأبطأت القيادة, كانت الشوارع هادئة, وفجأة وجدت نفسها تدخل الطريق الخاص, وترددت لحظة فقط قبل أن تتجه الى أعلى التل, نحو البوابات المصنوعة من الحديد المصبوب , وأوقفت السيارة وجلست تتطلع الى الطريق , بدا المنزل كما كان تماما عندما غادرته , الدخان يتصاعد في حلقات من المدخنة , والواجهة البيضاء رائعة بلا شائبة كما كانت تماما , وتنهدت وانسلت من السيارة , وتساءلت: ترى من الذي يقيم هنا الآن؟ وهل لديهم أطفال؟ وهل هم أسرة سعيدة؟ وتمنت ذلك... كانت تتألم دائما كلما فكرت في تريفاين.
وسيطر الفضول على مشاعرها , فعبرت المدخل , ونظرت الى الطريق المؤدي الى المنزل , شعرت كأنها متآمرة وهي تتفرس في واجهة المبنى مليا , وفجأة لمحت السيارة البيضاء تقف في ناحية الفناء الأمامي , كانت مثل سيارة بول التي أوصلها بها الى بيتها يوم أن قابلته لتتحدث معه في موضوع ساندرا , وقطبت جبينها وأخرجت علبة سكائرها وأشعلت سيكارة , بالطبع لا يمكن أن تكون سيارة بول , فما الذي يأتي به الى هنا؟ الا اذا كانت الأسرة التي اشترت المنزل أسرة صديقة له! من يدري لعله في زيارة للأسرة مع روث.
ورأت أن أسلم هو أن تعود بسرعة قبل أن يضبطوها تتسلل الى المنزل , واستدارت فجأة وفي تلك اللحظة أشتبك كعب حذائها بقطعة من العشب , وبدون أي أنذار التوى رسغ قدمها على نحو مؤلم واختل توازنها وسقطت على الأرض المغطاة بالحصى , واختنقت بالبكاء , وهي تمسك برسغها بقوة وتأمل أن يزول الألم , وسالت الدموع من عينيها وعندما زال الألم قليلا جلست على الأرض , وأخذت تدلك رسغها بقوة ورفعت قدمها في وضعها الطبيعي , ولكن الرسغ كان يؤلمها بشدة حتى لم تستطع أن تتحمل لمسة أصابعها عليه.
كان منظرها يثير الضحك وهي تجلس على الأرض , وابتهلت أن يزول الألم ولو قليلا حتى تستطيع العودة الى سيارتها والى بيتها , كان رسغ قدمها اليمنى هو الذي أصيب بألتواء وبدأ يتورم ويحيطه أحمرار شوه الجلد.
وراحت تؤنب نفسها ذهنيا على أهمالها وحضورها الى هنا بسبب الفضول, وشعرت بالحرج أمام أي شخص يمتلك المنزل , اذا خرج أحد فكم ستبدو في عينيه غبية حمقاء ! أما اذا كانت روث هناك فلتساعدها السماء في هذه الحالة! ستضحك منها ملء شدقيها , أما اذا كان السكان غرباء , فسيريدون بالطبع أن يعرفوا من هي ولماذا قدمت الى هذا المكان.
ومما زاد الطين بلة أن الباب الأمامي للمنزل فتح فجأة , وارتجفت كارن قليلا ولم تنتظر لترى من الذي فتحه فأمسكت بعمود البوابة وعبثا حاولت الوقوف على قدميها , كانت ساقاها تهتزان وقدمها تؤلمها بشدة, لدرجة أنها فقدت توازنها , وسقطت على الحصى مرة أخرى, وخدشت الأحجار الحادة أصابعها , وترامى ألى أذنيها صوت رجل... يقول:
" وهو كذلك يا بنسون , سوف أخبرك الأسبوع القادم".
أنه صوت بول , وأنقطع فجأة وكأنه لمحها لتوه , ولم تجرؤ على أن ترفع نظرها بل أغلقت عينيهافي ضيق, ترى هل يعتقد أنها كانت تطارده أو شيئا من هذا القبيل ! وسمعت وقع أقدام تقترب منها , ثم شعرت بيدين تضغطان على كتفيها وتساعدانها على النهوض وتمسكها بشدة , واستدارت لتواجهه , وسمعت لهاث أنفاسه الحادة وهو يديرها لتواجهه ثم يهتف ناظرا اليها:
" كارن ... ما الذي تفعلينه هنا بحق السماء؟".
كان وجه كارن شاحبا ولكنها استطاعت أن تقول بمرح:
" أجلس القرفصاء يا حبيبي ... ألست أبدو حمقاء؟".
ظل بول ممسكا بها لحظة , وهي سعيدة... كانت تخشى أن يتركها فتنهار وتسقط على الأرض , وعندئذ سيرى قدمها حتما .
وقطب بول جبينه , كان واضحا أنه حائر , وقررت كارن أن تبذل محاولة من جانبها , فقالت والدم يصعد الى وجنتيها:
" لا بد أن أعتذر ... لقد توقفت لألقي نظرة على المنزل فانزلقت قدمي , سأنصرف الآن".
واستدارت على قدمها السليمة , وحاولت أن تصل الى سيارتها وهي تعرج على قدم واحدة , ولكن قدمها لم تتحمل ثقل جسمها فسقطت تحت قدميه على نحو مهين ! وصاح وهو يركع على ركبتيه بجانبها :
" كارن! هل أنت مريضة؟ يا ألهي.... أنظري الى رسغك!".
وشعرت بأنها حمقاء وضعيفة فقالت:
" أنه لا شيء".
وتجاهل أعتراضها فدسَ يديه تحتها وحملها بسهولة بين ذراعيه وتلاقت عيونهما لحظة , وخفق قلبها بجنون , شعرت بسعادة تغمرها وهي قريبة منه هكذا , واستدار نحو المنزل , وصعد الدرج وهو يحملها , ثم دخل المنزل , ومر أمام بنسون الذي بدا عليه الفزع وراح يتساءل عما حدث, وعندما وقع نظره عليها صاح متعجبا:
" أنها السيدة فريزر!".
حاولت كارن أن تبتسم وكأنها في حلم , وكأن كل ما حولها لا يمت بصلة الى الواقع , قالت:
" هالو بنسون .... أنني سعيدة أن أراك ثانية, كيف حال زوجتك ماغي؟".
" أنها على ما يرام يا سيدتي!".
قال بنسون هذا وهو لا يزال مذهولا من تطور الأحداث , ثم سأل بول:
" هل تريد شيئا يا سيدي؟".
أجاب بول بسرعة وهو يتوقف لحظة:
" نعم, أطلب من ماغي أن تحضر بعض الماء البارد ورباطا ضاغطا , أظن أن السيدة... أقصد الآنسة ستاسي لوت رسغها".
" أمرك يا سيدي".
قال بنسون ذلك وهرع الى القاعة , ثم الى المطبخ بعد أن أغلق الأبواب الأمامية.
وحمل بول كارن الى غرفة الجلوس , ووضعها على الأريكة , فنظرت حولها في دهشة , وتذكرت هذه الغرفة جيدا , كانت هي التي أقترحت عمل ذلك الديكور الأزرق والرمادي , ليضفي على الغرفة جوا مريحا , والجدران ما زالت مطلية بلون أزرق باهت , وقد علقت عليها لوحتان فقط أضافتا بهجة , وفوق الحائط الثالث علقت مرآة مقوسة كبيرة كادت تغطيها كلها , وفي الحائط الرابع نوافذ واسعة تطل على رواق مبلط.
ومن مكانها فوق الأريكة أستطاعت كارن أن ترى من خلال النوافذ الواسعة , العشب الممتد الذي يؤدي الى حمام السباحة وماعب التنس وراءه , وتنهدت ونظرت الى رسغها المتورم وشعرت بالدهشة , كان المنزل كما تركته تماما , ألم يقل لها بول أنه ينوي شراء منزل لروث في ساكس ويلد؟ ما لبثت أن نظرت اليه , كان واقفا وظهره ناحية المدفأة وقالت:
" آسفة اذ كنت قد أزعجتك".
أجاب:
" لا عليك, هل تريدين سيكارة؟".
كانت عيناه عميقتين لا قاع لهما , شكرته , وأخذت سيكارة ووضع بول سيكارة أخرى بين شفتيه ثم أشعلهم بالقداحة , وأعادها الى جيبه واعتدل بقامته, فسألته كارن وهي لا تستطيع السيطرة على نفسها :
" أخبرني , ألا تزال تملك هذا المنزل؟".
نفث بول دخان سيكارته ببطء من بين شفتيه , والتفت اليها وحملق فيها بحزن قائلا:
" نعم".
هزت كارن كتفيها ثم صاحت:
"ولكنك أخبرتني أنك ستشتري منزلا في ساسكس , هل غيرت رأيك؟".
رد بول بغموض:
" كلا".
ولم تفهم كارن موقفه فعادت تسأله في حيرة:
" أذن لماذا تحتاج الى هذا المنزل؟".
أجاب ببرود:
" لست أحتاج أليه ... أنني ببساطة لا أريد أن أبيعه , لا داعي لأن تشغلي نفسك بهذا الموضوع , المنزل يروق لي, وكان دائما يروق لي".
تمتمت قائلة:
"أوه...".
قضت كلماته على أية فكرة كان يمكن أن تخطر على بالها , وفجأة شعرت بألم شديد في رسغها , وكادت تطلق صيحة , ولكنها كتمتها , وعبس بول عندما رأى وجهها , وسار مسرعا نحو الباب , وقال بنفاذ صبر:
" أسرعي يا ماغي".
وصاحت كارن:
" لعلها تعد الأشياء بأسرع ما تستطيع".
فقال بحنق:
" أنها ليست سريعة بشكل كاف".
وما كاد ينتهي من كلامه حتى وصلت السيدة بنسون مسرعة ومعها ضمادات ووعاء فيه ماء بارد .
وصاحت قائلة وهي تدخل غرفة الجلوس:
"أين هي السيدة فريزر؟".
قالت كارن وهي تبتسم:
" أنا هنا يا ماغي... أنني سعيدة برؤيتك ثانية".
قالت ماغي بدون لباقة:
" يجب أن تحضري الى هنا كثيرا ... يسرنا أن نعرف أخبارك".
واقترب بول من الأريكة , وقال لماغي قبل أن تركع على ركبتيها وتضمد رسغ كارن:
" سأتولى هذا بنفسي يا ماغي... هل تستطيعين أعداد بعض الشاي؟".
" بكل سرور ... لن يستغرق هذا دقيقة , لن أتأخر يا سيدي".
أومأ بول, وانصرفت السيدة بنسون , وأغلقت الباب خلفها... وألقى بول بسيكارته في المدفأة الفارغة ورفع بنطلونه وركع بجانب الأريكة , رفع طرف ساق بنطلونها وراح يفحص الأحمرار على جلدها ... وتحسس الرسغ بأصابعه وقال بهدوء:
" ليس هناك أي كسر في العظام".
قالت كارن :
" حسنا".
" شعرت براحة وهو يلمس رسغها برقة... كانت سعيدة لأنها قريبة منه, فأنه يلمسها , أما ألم الرسغ فكان يأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية , وضمد رسغها بعناية بعد أن بلل الضمادة ثم ربطها بدبوس, وانتظرت كارن أن يرفع يده من فوق قدمها . وتمنت أن تحافظ على هدوئها , ولكنه بدلا من ذلك ضم قدمها بحنان غريب , والتقت عيونهما ثم شفاههما , ونسيت كارن كل شيء الا بول بجانبها ... ثم أنتبها على صوت السيدة بنسون تحضر الشاي ,,, واعتدلت كارن في جلستها وقد احمر وجهها , وحاولت أن تسوي شعرها وهي تتساءل ... ترى فيم ستفكر السيدة بنسون وهي تضع الشاي على مائدة قريبة من الأريكة ؟ لا بد أنها لاحظت اضطرابها ولكن الخادمة المطيعة قالت:
" هل تصبين الشاي يا سيدتي؟".
أجابت كارن بسرعة:
"نعم... أشكرك... أنه يبدو لذيذا جدا".
قالت ذلك وهي تنظر الى الصينية حيث وضع أبريق الشاي وأبريق من الحليب وفناجين وأطباق وصحن مملوء بالكعك الطازج. وقالت السيدة بنسون:
" حسنا جدا يا سيدتي... يوجد شاي آخر اذا أردت".
وانصرفت بدون أن تنظر الى بول الذي كان يملأ لنفسه كأسا. وصبت كارن الشاي وهي تشعر بالدهشة والخجل والضيق لأنها أستجابت لبول , وحاولت أن تبدو طبيعية فقالت:
" هل تريد شايا؟".
استدار بول والكأس في يده وأجاب في صوت خفيض:
" لا ... شكرا".

برنس وصاب
09-23-15, 04:38 PM
هزت كارن كتفيها وأخذت تحتسي الشاي , وفرغت من فنجانها ووضعته على الصينية , وأشعل بول سيكارة ثم قال بصوت بدا فيه الضيق:
" آسف يا كارن... لا بد أن أعتذر , أخشى أنني أظهرت حماقة".
توهجت وجنتا كارن وقالت:
" لا تزعج نفسك, كان رد فعل لمجموعة من الظروف".
أجاب على نحو بليد:
" يسرني أنك تعترفين بذلك , خشيت أن تتصوري لحظة...".
قاطعته كارن قائلة:
" أعرف يا بول... لا تخشى شيئا , أنني أعرف شعورك".
ضاقت عيناه وبدا عليه الغضب وقال وهو لا يصدق:
" عليك اللعنة! أشك في أنك تعرفين الوضع يا كارن ... لا أريد أن تتصوري أنني لا أزال أحبك حقيقة, وأنني أدفن آلامي فقط مع روث...".
اتسعت عينا كارن... ما الذي جعله يقول هذا؟ وصاحت مؤنَبة :
"بول!".
عض بول شفته غاضبا وقال:
" لا تتظاهري بالبراءة معي. فلست بريئة , لقد كنت دائما تعتقدين أنك تستطيعين أن تفعلي ما تشائين وتعاملي الناس كما تريدين, ولكن الوضع ليس كذلك معي, يجب أن تعرفي حقيقة أكيدة, وهي أنني أتزوج روث لأنني أريد أن أتزوجها , وليس لأنني أريد أن أنساك , هل فهمت؟ أنك جميلة فقط في نظري , وكنت أعرف أنك جميلة , هذا كل ما في الأمر!".
وفجأة شعرت كارن بالغضب الشديد, كيف يجرؤ أن يحدثها بهذه الطريقة؟".
شعرت بأن قامتها قد نقصت حتى أصبحت ست بوصات فقط, ونه يتنازل ويتحدث اليها , لم يكن حتى قريبا من الحقيقة , صحيح أنها تتمنى أحيانا لو أنه لا يزال يحبها , ولكنها تأكدت في هذه اللحظة أنها تصورت أشياء لا وجود لها , وشعرت بألم في رسغها , وتمنت لو تستطيع أن تنهض فورا, وتخرج من المنزل وتبتعد عنه وعن تعليقاته الكريهة, ولكنها لم تستطع , كانت مربوطة بالأريكة ومضطرة الى أن تحتمل أي شيء يحدث, وأحنت رأسها وتعمدت أن تنظر الى أصابع يديها حتى تتجنب النظر اليه, كان الشيء اللطيف الوحيد الذي قاله أنها جميلة ولا تزال تأسره , وقررت أن تهينه , كما أهانها فقالت بحدة:
" وهل تعرف خطيبتك العزيزة أنك تعتبرني جميلة وجذابة , أقصد هل ناقشت معها هذا الموضوع وأنتما تتناولان الغداء مثلا؟".
وشعرت بسعادة شريرة عندما لمحت الغضب على وجهه , وابتعد عنها, لا شك أنها اختارت الرد الصحيح على تعليقاته , وأحست كارن أنها في وضع أحسن الآن رغم أنها كانت تتصرف بالتحكم عن بعد! ورد عليها بغضب:
" لا تكوني فظة!".
ضحكت كارن ثم صاحت:
" أين روح دعابتك يا حبيبي؟ أعرف بالطبع أنك لا تستطيع مناقشة روث في موضوع كهذا , أن روث لا يمكن أن تفهم أهتمامك بي باعتباري أمرأة جميلة, لو كنت مكانها لما فهمت ذلك الوضع! من يدري لعلها تعتقد أنك لا تزال تتوق الى الأيام الخوالي!".
امتعض وجهه وقال:
" لقد قتلت ما كنت أكنه نحوك من جب منذ عامين, في قاعة المحكمة أم هل نسيت؟ هل يكفيك هذا؟ أنت تريدين الصراحة وها أنذا أقول لك كل شيء بصراحة".
زمت شفتيها وقالت:
" لقد طلقتني , هل تتذكر؟".
أطلق أنَة وقال:
"هل أتذكر؟".
وحك سيكارته في منفضة نحاسية , وأخذ يجول في الغرفة , ثم استدار نحوها بعد لحظة وقال:
" هل تعتقدين بكل أمانة أنني قد أفكر في أن أستردك بعد أن كنت صديقة مارتن؟".
شعرت كارن بوجهها يحترق ... ورفعت يديها وغطت خديها, يا ألهي... ما الذي ظنه بها؟ وصرخت غاضبة وهي تقول:
" لم أكن في يوم من الأيام صديقة مارتن! لا في ذلك الحين ولا الآن , هذه قصة أختلقتها لتطلقني , ولعلك كنت تريد أن تكون حرا, وقد برهنت على صدق قصتك بزيارات لويس المتكررة لشقتي".
رد بول ببرود:
"شيء جميل! أعتقد أنك ستقولين أن هذه زيارات بريئة!".
نعم أنها بريئة, بحق السماء , هل تعتقد جادا يا بول أنني يمكن أن أتورط في علاقة مع رجل يكبرني بأكثر من عشرين عاما؟ بصرف النظر عن أن لويس ليس الطراز الذي أحبه!".
صاح وقد بدا الشك في نبرة صوته:
" وهل تتوقعين مني أن أصدق ذلك؟".
قالت كارن وهي تشعر بالبرود حتى عظامها:
" صدق أو لا تصدق , كما تشاء".
واتجه نحو النافذة وسألها ببطء:
" هل ستخبرين روث بأنني قابلتك وأنني...؟".
أجابت كارن غاضبة:
" أعوذ بالله.... من تظنني؟ لا يمكن أن أبتزك اذا كان هذا هو ما تقصده, أن موقفك يضحكني فقط , هذا كل ما في الأمر".
وتمتم قائلا بغضب:
" هل أضحكتك؟".
ثم خطا نحوها , وتجمد جسم كارن حتى لم تعد قادرة على الحركة, وفجأة سمعا طرقة خفيفة على الباب , ووضع بول يديه في جيبيه وقال:
" أدخل...".
وأطل بنسون قائلا:
" آسف يا سيدي ... ولكن هل ستبقى لتناول العشاء؟".
نظر بول الى كارن وتردد لحظة فقط ثم قال بسرعة:
" لا ... سوف نرحل حالا... ضع سيارة الآنسة ستاسي في الكاراج الليلة يا بنسون , وسوف أرسل أدوارد ليأخذها غدا ويعيدها اليها... فهي لا تستطيع أت تقود السيارة الليلة , سوف أوصلها بنفسي الى بيتها".
أجاب بنسون في الحال:
"حسنا جدا يا سيدي".
ولكن كارن أعترضت وصاحت قائلة:
" لا داعي لأن توصلني".
أسكتها بول بنظرة حادة الى قدمها فأضطرت أن تطيع وقال وهو يصرف بنسون:
" حسنا , أتوقع أن أراك هذا الأسبوع".
وابتسم بنسون لكارن وتمنى لها أن تتحسن , وشكرته كارن وانصرف.

برنس وصاب
09-23-15, 04:39 PM
وقبضت كارن على مسند الأريكة وحاولت أن تقف , فاستطاعت أن تقف على قدم واحدة , ولكن بول خطا نحوها وحملها بين ذراعيه قبل أن يعطيها فرصة للأعتراض , وخرج بها الى سيارته , ووصعها على المقعد الأمامي , لم يكن مستعدا لأن يراها تسير مترنحة الى السيارة , وجلس خلف عجلة القيادة بجانبها وجاء السيد والسيدة بنسون ووقفا عند الباب يلوحان لهما ويراقبان السيارة وهي تبتعد, ومرة أخرى كانا في الطريق العام, ولم تستطع كارن منع نفسها من القول وهي ترتجف:
" أنني معجبة بهذه السيارة!".
ورفع بول حاجبيه ونظر اليها مندهشا وقال:
" جميل... ستسعدين اذا علمت أنني أخترتها بنفسي".
تأثرت كارن رغما عنها وقالت:
"لم تكن عندك سيارة رائعة مثلها أيام زمان!".
قال بول بجفاف وقد سره تعليقها:
" أذكر أنك كنت تفضلين السيارة الرولز, ألا تذكرين؟ لقد شعرت برغبة في التغيير".
قالت كارن بمرح:
" أنها رائعة بالتأكيد".
قاد بول السيارة ببراعة وكارن تشعر بمتعة في صحبته , وعندما اقتربا من شقتها قال:
" أعطني مفتاحك للكاراج يا كارن, وسوف أرسل أدوارد ليحضر سيارتك غدا ويضعها فيه, ويستطيع أن يترك المفاتيح مع البواب, وتأخذينها منه".
فتحت كارن حقيبتها وأخذت تبحث عن مفاتيح الكاراج ولكنها لم تجدها وقالت معتذرة :
" لا بد أنني تركتها كلها في السيارة ولكن عندي مفتاحا أضافيا في الشقة, وهذا أفضل لأن في السلسلة مفاتيح كثيرة, وقد يجد أدوارد صعوبة في التمييز بينها, اذا سمحت بأن تصعد معي الى الشقة أستطيع أن أعطيك المفتاح".
نظر اليها بول في ضيق, وخشيت أن يظن أنها تكذب, فأفرغت محتويات الحقيبة على مقعد السيارة , كانت هناك بعض الأوراق , وكيس نقودها وأحمر شفاه وعلبة بودة وقرط, ولم يكن بينها المفاتيح.
وعندئذ سألته بغضب وهي تحدق في وجهه:
"هل أققتنعت ؟ أنتظر هنا حتى أصعد وأحضر لك المفتاح الملعون , واضح أنك مذعور ولا تريد أن تصعد معي الى الشقة!".
قال بنبرة هادئة ولكنها مهددة:
" مذعور؟".
ردت بشجاعة:
" نعم مذعورا ! لا تخشى شيئا , فلن أحاول أغراءك!

برنس وصاب
09-23-15, 04:39 PM
ابتسم بول نصف ابتسامة وانسل خارجا من السيارة , وانسلت هي أيضا, وأخذت تحجل على ساق واحدة حتى وصلت الى مدخل العمارة, كانت عملية مرهقة بالنسبة لها ولكنها أصرت على ألا يساعدها, وهز بول كتفيه العريضين وتبعها . وقال عدة كلمات للبواب, وسارت في طريقها قبل أن يلحق بها بول ويسألها:
" هل أنت مرهقة؟".
" كلا... أستطيع السير, اياك أن تلمسني!".
هز بول رأسه وتبعها داخل المصعد , كانت الساعة حوالي السادسة والنصف عندما وصلت كارن الى شقتها... كان الجو دافئا لطيفا في الداخل, وتوقعت كارن أن ينتظر بول على عتبة الباب, ولكنه تبعها داخل الشقة وأغلق الباب بأحكام واستند عليه, كانت هذه هي أول فرصة حقيقية يرى فيها المكان الذي تعيش فيه, ونظر حوله باهتمم ملحوظ , وخلعت كارن معطفها , وعبرت غرفة الجلوس ببطء متجهة الى غرفة نومها حيث أخذت المفتاح , وعادت الى بول فوجدته يتجول في الغرفة وينظر الى اللوحات على الجدران ويفحصها , وترددت كارن ولكنها سألته بحدة:
"هل أجرؤ على أن أقدم لك مشروبا ؟".
واستدار بول ورد بلطف :
" نعم... ولكن لا تزعجي نفسك... سوف أحضره أنا".
وصب بعض الشراب في كأسين , ناولها واحدة , وراح يحتسي من الأخرى , ثم عاد يتجول وينظر الى اللوحات مرة أخرى ويفحص كل واحدة على حدة, كان واضحا أن الرسوم تثير أهتمامه , فالتفت اليها وهي تجلس على الأريكة وقال:
" أنها صور جميلة جدا, من الذي رسمها؟".
قالت بسرعة:
" أنا".
أجاب:
" أنت؟ صحيح؟ لم أعرف أبدا أنك تهتمين بهذا النوع من الفن , كنت أظن أنك لا تهتمين الا بتصميم رسوم النسيج".
هزت كارن كتفيها النحيلين وقالت:
"أنها هوايتي , وقد قررت أن أمارسها في وقت فراغي الكبير".
أومأ بول ببطء وقال بجفاف:
" أنك تدهشينني دائما, ولكن أخبريني , لا بد أنك تعرفين أنها رسومات جيدة, هل حاولت بيعها؟
هزت كارن رأسها وقالت:
" دعنا نكون واقعيين يا بول. هناك عشرات من الفنانين يحاولون بيع مثل هذه الأشياء , أنها موضة الآن, فما هي فرصتي بينهم؟ أضف الى ذلك أن لويس يقول...".
وسكتت , وتضايقت من نفسها لأنها ذكرت اسم لويس , بينما ضاقت عينا بول وقال:
" نعم... ماذا يقول مارتن عن اللوحات؟".
عضت كارن شفتها ثم قالت:
" حسنا, يقول أنها جيدة , ولكن لا تصلح للبيع بالتأكيد , أنها تسلليني فقط, ولكنها بليدة!".
رفع بول حاجبيه , وبدا مدهوشا جدا, واحتسى بقية شرابه وقال وهو يفكر:
" أخشى أنني أختلف معه... أعتقد أنها لوحات جيدة جدا لدرجة أنني أتمنى أن أشتري واحدة!".
تورد وجه كارن وصاحت:
" أرجوك يا بول... خذ ما تشاء... ولا تذكر النقود . أنني مستعدة لأن أعطيك أية لوحة".
ونهضت من مكانها ثم استطردت قائلة:
" أختر أي لوحة تريد, أن عندي الكثير منها ".
ضاقت عينا بول وقال بجفاف:
" ولكن هذا ليس أسلوب عمل!".
" وهل علينا أن نتعامل أحدنا مع الآخر بأسلوب عمل؟".
هز بول كتفيه وصب لنفسه كأسا أخرى , وأجاب:
"وهو كذلك".
واختار لوحة بألوان حمراء وخضراء وصفراء, وقال مفكرا:
" تعجبني هذه اللوحة, أنها تذكري بغروب الشمس الذي تعودنا أن نرقبه من نوافذ تريفاين".
قالت وهي تبتسم:
" يا لمهارتك! هذا بالضبط ما قصدت أن أرسمه".
نظر اليها مليا وقال:
" كنا دائما نشترك في أمور كثيرة ... هل تذكرين؟".
ارتجفت كارن ... هل تتذكر؟ ليته يعرف كم تؤلمها هذه الذكريات!".
وتمتمت بصوت خفيض:
" نعم , أذكر".
شرب ما بقي في كأسه , وقال بلهجة غليظة نوعا:
" يجب أن أنصرف... أن لدي موعدا".
وأنزلت اللوحة وقالت:
" وهو كذلك يا بول ... خذ اللوحة معك أذن".
وأخذ اللوحة وحاول ألا يلمس يدها , وقال بجفاف:
" من يعرف؟ لعلها تساوي ثروة في يوم من الأيام".
أجابت كارن بهدوء :
" لا أطن... أوه... هذا هو مفتاح الكاراج , أرجوك أيضا أن تعطي مفتاح الشقة الأحتياطي هذا للبواب".
وأخذ المفاتيح وتمتم قائلا:
" وهو كذلك... أرجو أن تعتني برسغك".
قالت كارن بسخرية محاولة أن تبدد جو الكآبة الذي انتابها عند رحيله:
" وهل يهمك هذا حقيقة يا بول؟".
كانت الدقائق القليلة الأخيرة طبيعية على نحو ممتع ... والآن يعود بول الى روث ! وتمتم قائلا:
" نعم, يهمني!".
ثم خرج من الشقة وصفق الباب وراءه .
وحملقت كارن في الفضاء , وخفق قلبها , ترى ماذا قصد من قوله هذا؟ بالطبع لم يكن يعني شيئا مما تخيلته , كانت واثقة من هذا, ولكنها أحست بارتياح لأنهما أفترقا بطريقة ودية.
وسارت نحو الجدار حيث كانت اللوحة التي أخذها بول, كانت لوحتها المفضلة , يكفي أن تعرف أنها عنده وأنه قد ينظر اليها في بعض الأحيان, ترى هل يتذكرها عندما ينظر الى اللوحة؟ كم تمنت هذا! على الأقل سيتجه جزء من اهتمامه اليها أحيانا فأسعدتها الفكرة.

وتنهدت وأشعلت سيكارة , بعد أقل من شهرين سيتزوج مرة أخرى, بعد شهرين! هل تستطيع أن تتحمل هذا؟ وعندما يتزوج هل ستظل تفكر فيه وفي روث؟ أنها تحسد روث ! هل ستكون لحياتها أية قيمة بعد ذلك؟ وشعرت بالدموع تخزها في عينيها, أليس من الأفضل أن ترحل من أنكلترا؟ تستطيع أن تحصل على وظيفة في جنوب أفريقيا أو في أستراليا اذا أرادت , أن لها مؤهلات طيبة ويستطيع لويس أن يرشحها لوظيفة ... أنها تحتاج الى تغيير الجو , ولكنها ستكون عندئذ بعيدة عن بول... مسافة طويلة جدا , وهذا ما لا تريده , أما اذا بقيت في لندن فأنه يستطيع على الأقل أن يتصل بها تلفونيا اذا أحتاج اليها, أما اذا ذهبت الى أستراليا فلن يستطيع أن يجدها , وبالطبع لا تستطيع أن ترسل اليه عنوانها , لا... لن ترحل... ستبقى... على الأقل في الوقت الحاضر, فلا يزال أمامها شهران قبل أن يقع الحدث المحتوم!

برنس وصاب
09-23-15, 04:41 PM
الزجاج له وجهان
بعد حوالي أسبوع كان بول على وشك مغادرة مكتبه ليتناول الغداء, عندما رن جرس التلفون الداخلي , وقطب بول وجهه وهو يرفع السماعة, وفوجىء بصوت سيمون يقول:
" يسرني أنني وجدتك, هل أستطيع رؤيتك الآن؟".
نظر بول الى ساعته , كان لديه موعد مع تاجر نسيج من ميلاند, فقال وقد نفذ صبره قليلا:
"وهو كذلك يا سيمون , تعال".
ترى ما الذي يريده سيمون الآن؟".
وضع سيمون سماعة التلفون , واسترخى بول في مقعده, ونظر مفكرا الى التلفون, وتمنى ألا يكون سيمون قد تورط في متاعب أخرى, وعندما تذكر موضوع سيمون وساندرا , استعاد آخر لقاء بينه وبين كارن, كان دائما يتذكرها منذ أن رآها ويتساءل ترى ماذا فكرت؟ ماذا يحدث لو أنه قبَلها في شقتها كما فعل معها في منزل يريفاين؟ في الشقة سيكون وحده معها , بدون أن تقاطعهما السيدة بنسون بصينية الشاي , وشعر بالدم يتدفق في عروقه وهو يتذكر عناقه لها , كان من السهل أن يقول لنفسه بهدوء وتعقل أنه لن يعتزم التورط عاطفيا مع أية أمرأة ثانية , ولكن عندما توضع النواحي العملية لمثل هذه الفكرة موضع الأختيار , فأن الحل لا يبدو بهذه البساطة , ولكنه كان مقتنعا بأن روث لن تثير عواطفه مهما واجها من أوضاع.
وعندما وصل سيمون بدا قلقا مضطربا , وسأله بول:
" حسنا يا سيمون, ماذا حدث؟".
ونظر بول بعينيه الباردتين الى وجه أخيه الذي احمر , وغاص سيمون في المقعد المقابل قائلا:
"نعم... أقصد... أنني يا بول لا أرى هذا الموضوع سهلا , وأنت لا تحاول أن تسهل لي الأمور".
رد بول بلهجة جافة بعض الشيء".
" يؤسفني هذا, أن لديَ موعدا يا سيمون , أخبرني بصراحة ماذا حدث؟ هل الموضوع يتعلق بالنقود؟".
رد بسرعة:
" كلا... أنه يتعلق بساندرا ستاسي... فقد كنت أقابلها ".
" ماذا؟".
رد سيمون ببلادة:
" لقد سمعت ... كنت أقابلها منذ أن ... حدثتني عنها آخر لقاء".
قال بول بلهجة لا تقبل المهادنة:
" أوه...".
ثم سكت, وسأله سيمون في يأس:
"ألا تقول شيئا؟".
أجاب بول ببطء:
" أنني أعطيك فرصة لتقول لي سبب هذا... لا بد أن يكون عندك تفسيرا!".
" نعم... ولكن... قد لا تظنه كافيا".
قال بول متبرما :
" حسنا... استمر".
" لقد بدأت ساندرا تتصل بي تلفونيا , بل تمادت الى حد أن تتصل بي تلفونيا في المنزل ... وكتبت لي أيضا رسائل ... وتستطيع تصور نوعية مثل هذه الرسائل , وبدأت جوليا تغضب, وواقفت على مقابلة ساندرا وأنهاء كل شيء".
أخرج بول سيكارة من علبة السكائر الموضوعة على مكتبه وأشعلها, وأعاد الولاعة الى جيبه, واستمر يتفحص وجه أخيه الذي استطرد قائلا:
" حسنا, عندما تقابلنا بدأت تهددني بكل شيء اذا أنهيت علاقتي بها, كنت غبيا, ولكنني تركتها تملي أرادتها , أن الأمور في أية حال بدأت تفلت من يديَ الآن. أنها تريد أكثر مما أنا مستعد لأعطائه ... أنها تريد الزواج!".
قال بول وهو يهز رأسه:
" الواقع أنني لا أستطيع أن أفهم عقليتك .بحق السماء ما الذي أعجبك فيهاأولا؟ أنها ليست من طراز الفتيات الذي يعجبك , أنها ترتدي ثياب كريهة!".
رد سيمون بحرارة:
" هذا هو رأيك فقط ... أنها في الواقع فتاة حلوة".
قال بول ببرود:
" أذن تزوجها ".
تململ سيمون قلقا في جلسته , ومدَ أصابعه الى ربطة عنقه ثم قال في حرج:
" أن جوليا... لا يمكن أن تطلقني!".
" يمكن أن تطلقك اذا عرضت عليها تسوية سخية, ألم تلاحظ أن المال هو الذي يهم جوليا ؟ أنك وسيلتها للحياة في الوقت الحاضر, ولكن اذا كانت غنية بحيث تستطيع تكفًل نفسها , فلا أحد يعرف ما يمكن أن تفعله!".
تمتم سيمون:
" وهو كذلك , لقد أوضحت وجهة نظرك".
" الواقع أنني أوضحتها , أنك لا تريد أن تطلق جوليا لأنك تحب وضعك الحالي المريح بلا روابط تقيدك, كن أمينا مع نفسك واعترف بذلك".
قال سيمون:
" وهو كذلك , وهو كذلك ... أنا موافق , ساعدني أذن".
سأله بول بأمتعاض:
" لماذا يتعيَن علي أن أساعدك ؟ يجب أن أتركك تدير شؤونك بنفسك, ولو كانت أية فتاة أخرة غير ساندرا ستاسي لتركتك وشأنك".
" أعرف , ولكنك ستفعل شيئا بالتأكيد لأنها أخت كارن".
بدا الغضب على بول الآن , وصحح له قائلا:
" بل لأنها في السابعة عشرة من عمرها, وبلا حكمة".
وقال سيمون وهو يهز كتفيه:
" فليكن , المهم أن أخرج من هذا المأزق , هل تفهم؟".
" أفهم تماما , أذن لا تقابل ساندرا من الآن فصاعدا , ومهما قالت لك , سوف أعد الترتيبات لك لتغادر لندن لفترة , وعندما تعود سأكون قد سويت المشكلة وأنتهيت منها".
" رائع... ولكن حاول أن تبعد هذه... عني".
تنهد بول وقال:
" لا أعرف ما الذي يعجبها في شخص ضعيف مثلك".
" أنه سحر آل فريزر! أم أنك لا تمارس سحرك يا أخي العزيز؟".
كانت عينا بول باردتين , وهو يقول مهددا :
" أخرج من هنا فورا قبل أن أفقد أعصابي حقا".
رد سيمون ساخرا:
" سأخرج ... شكرا على وقتك".
وصفق الباب وراءه .
وتنهد بول بعمق , كان يسره أن يصبح سيمون قادرا على تدبير شؤون حياته بطريقة أكثر ذكاء , وحملق شاردا في الفضاء, كان لا بد من الأعتراف بأن سيمون هذه المرة لم يكن الملوم وحده , كانت ساندرا مخطئة أيضا ... أن الرجل في العادة لا يتقرب من أمرأة الا اذا وافقت , وعندما تاح لأي رجل هذه الفرصة فأنه بالطبع ينتهزها... ترى هل هذا هو ما حدث في حياتهما ؟ هل كانت ساندرا هي التي ألقت بنفسها عليه منذ البداية ؟ والى أي حد تمادت؟ ودعا ألا تكون ساندرا قد تمادت أكثر مما يجب , هل هي حمقاء الى هذا الحد؟ لعلها ظنت حقا أنها تحبه؟ أن نساء كثيرات يعتبرنه جذابا ... وبالنسبة لفتاة دون العشرين مثا ساندرا , فربما بدا سيمون فتى الأحلام!".
وقطب جبينه وسحب نفسا من سيكارته , ولكن سيمون متزوج , ولا يصح العبث مع رجال متزوجين حتى ولو كانت العابثات من سنهم, ناهيك عن المراهقات!.
ورغم حالة ذهنه المشوشة ذهب بول لمقابلة أرنولد جيسون, وطوال الغداء ظل صامتا منطويا على نفسه على عكس طبيعته عندما يكون في حالة عادية , وكانت النتيجة أنه لم يصل معه الى أي أتفاق , ولم يجر معه أي نقاش هام , وكان لا بد من ترتيب مقابلة ثانية... وشعر بول بأنه لم يكن ليدهش لو أن جيسون قر أن يذهب الى شركة أخرى لينفذ عمله , كان بول وقحا وكان من حق جيسون الأعتراض , وأن يتوقع منه معاملة أفضل , ولكن من حسن الحظ أن جيسون كان رجلا متفهما وأدرك تماما أن شيئا ما يزهج رفيقه, فافترقا على نحو ودي بعد أن رتبا مقابلة في يوم آىخر.
كان بول في حالة مضطربة جدا , عندما عاد الى مكتبه في الساعة الثالثة ., واضطر أن يعتذر لسكرتيرته , بعد أن ثار في وجهها بدون سبب, فتمتم قائلا , وقد لاحت على وجهه أبتسامة أعتذار:
" سامحيني ... آسف اذا كنت تصرفت بوقاحة".
ابتسمت الآنسة هوبر وقالت:
" لا عليك يا سيد فريزر , أعرف أن السيد سيمون كان هنا منذ قليل".
ابتسم بول بدوره , لقد استطاع الآن أن يفهم كيف قدرت الأمور .
كان كل من يعمل في الشركة يعرف حماقة سيمون , فلم يبذل أية محاولة ليجعل شؤونه الخاصة سرا.
وبعد أنصراف الآنسة هوبر, أشعل سيكارة , كان عليه ايجاد حل لمشكلة ساندرا, كان من عادة سيمون التورط في مشكلة, ثم يتوقع من شخص آخر أخراجه منها.
وبدأ حل يتكون في ذهنه بعد الظهر , وتحسنت حالته النفسية لذلك, لو أستطاع الأنتهاء من تلك المشكلة فأنه سيرتاح تماما, بدلا من أن يفكر ويتساءل ويخشى ما يمكن أن يحدث بعد ذلك, وفجأة مال الى الأمام ورفع سماعة تلفونه الخاص خارج الخط, وأدار رقم شقة كارن بشعور غريب أشبه بعدم رغبة , كان لا بد أن يتحدث اليها , فلماذا لا يفعل وينتهي؟ ورن جرس التلفون على الطرف الآخر من الخط.
وبعد فترة بدت وكأنها دهر, وبعد أن فكر بول في أعادة السماعة الى مكانها , سمع صوت كارن تقول لاهثة:
" نعم, من المتحدث؟".
تردد بول لحظة , ثم قال بلهجة جافة بعض الشيء:
" أنا بول يا كارن".
شعرت كارن بقلبها يقفز بين ضلوعها عندما سمعت الصوت الأجش يخاطبها , ترى لماذا طلبها اليوم؟ لا يمكن أن كون هذا بخصوص ساندرا!".
أجابت وهي تحاول أن تبدو طبيعية وهادئة:
"أهلا يا بول , آسفة لأنني جعلتك تنتظر , فقد كنت في الحمام".
" بالتأكيد لم تكوني نائمة في الحمام!".
كان المرح يبدو في نبرات صوته.
وضحكت كارن وقالت:
" لا ... على الأقل لا أعتقد ذلك, آسفة يا بول".
وتنهد بول وقال لها بطريقة جادة:
" حسنا ... أحرصي على ألا تفعلي شيئا بهذا الغباء!".
صاحت مقاطعة:
" حبيبي... قل ما تريد , أنني أتجمد, فلم أرتد ثيابي كاملة ".
وقال مؤنبا:
" أوه كارن... هل أتصل بك بعد دقائق؟".
قالت مفكرة:
" تستطيع الحضور بعد دقائق , سأكون قد أرتديت ثيابي بالطبع".
" لا ... شكرا".
كان بول مصمما ... ويعرف أنه اذا خضع لأغراء الذهاب الى شقتها , فلا يعلم الا الله ماذا يمكن أن يحدث! لعلها تتعمد أثارته ... وقالت كارن:
" وهو كذلك يا حبيبي... سوف أتجمد بعد لظات ... ماذا حدث لسيمون وساندرا؟".
" أنهما يتقابلان".
قالت كارن في دهشة:
" ماذا؟".
" نعم... أعرف أنهما كانا يتقابلان حتى اليوم في أي حال, أعتقد أنني أستطعت أقناع سيمون الآن, هل تعتقدين أنك أنت وأمك تستطيعان أن تفعلا الشيء نفسه مع ساندرا؟ من الواضح أنها تجري وراءه في المكتب وفي المنزل وتكتب له رسائل أيضا".
صاحت كارن:
" يا ألهي. هل تعتقد أنها يمكن أن تتعقل؟".
" لا أعرف , أنها أختك , وأنت تعرفينها أفضل مني , لا شك أنها مجنونة بحبه ... لقد جاء سيمون وقابلني اليوم... وهكذا عرفت...".
بدا الضيق في صوت كارن عندما قالت:
" لا أستطيع التفكير في شيء أقوله لها, وأنت تعرف موقف أمي منها".
" أعرف ... أسمعي , ألا تستطيع أمك هي وساندرا أن تقوما بأجازة في أي مكان خارج لندن؟ أن بضعة أسابيع يمكنها أن تتيح لسيمون العثور على فتاة أخرى , وبالأضافة الى ذلك قد تجد ساندرا لنفسها شيئا جديدا يثير أهتمامها , من الواضح أنها صغيرة وتمتلىء بالحياة , رغم أنه يبدو أن الفتيان في سنها لا يروقون لها , والا فلماذا تعجب بسيمون".
قالت كارن وهي تتعمد أغاظته :
" مثلي... ولكن بصراحة يا بول أن أمي ليست غنية كما تعرف , ولا أعتقد أن بأستطاعتها القيام برحلة الى أي مكان في الوقت الحاضر".
قال بول بهدوء:
" أنني على أستعداد لتمويل الرحلة".
صاحت كارن غاضبة:
" كلا... كلا... لا تقل شيئا من هذا القبيل يا بول , أن هذا الموضوع لا يخصك!".
" أوه... ولكنه يخصني... فأنا أريد ساندرا أن تترك سيمون بقدر ما تريدينها أنت ... أنها أصغر منه بكثير ولا أريد أن تصاب بأي سوء".
" حسنا , لا أعرف ماذا أقول , يبدة الأمر وكأنني أطالب بنقود".
" أنني أستطيع دفع نفقات الرحلة يا عزيزتي كارن".
" أعرف .... ولكن...".
وخفت صوتها ثم عادت تقول:
"في أي حال أتصل بأمي واعرض عليها الفكرة , أنها ستفرح جدا , فكبرياؤها تتلاشى عندما يأتي حديث النقود!".
قال بول وقد بدا سعيدا:
" لا تكوني متباعدة هكذا يا كارن ومستقلة , أنني أود المساعدة, أود أن أساعدكم جميعا".
قالت في محاولة أخيرة:
" ولكن هذه مشكلتنا ".
قال بنعومة:
" لقد جعلتها مشكلتي أيضا ... هل تذكرين؟".
شعرت بأنه غلبها فقالت باستسلام:
" حسنا... أفعل ما تشاء يا بول".
بدا بول قلقا وقال:
" اسمعي يا كارن , سأمر عليك في الشقة حوالي الساعة الثامنة هذا المساء , ونذهب معا لرؤية مادلين وساندرا ... هل توافقين؟".
تنهدت كارن وشعرت بمقاومتها تضعف , كان وضع المشكلة في يدي بول شيئا رائعا, لقد بدا الوضع وكأنه أبا روحيا لها , واضطرت الى الأستسلام.
واعترفت بهدوء قائلة:
" أنها فكرة عظيمة ... ولكن ... الا ... تعترض روث؟".
تساءل بول بسرعة:
" لماذا تعترض ؟ كفي عن أقحام أموري الشخصية في هذا . أن الموضوع يتعلق بأمك وساندرا فقط... وليس بأي شخص آخر".
صاحت كارن:
" وهو كذلك يا حبيبي, لا تغضب مني, ولكن ألا تتوقع روث أن تراك الليلة؟".
أجاب في تهكم:
" لا ... لقد طارت الى الولايات المتحدة منذ بضعة أيام لتحضر أبويها للزفاف...".
شعرت كارن بالألم المعتاد في معدتها وقالت:
" أوه... حسنا يا بول, هل ستصعد الى الشقة أم أنتظرك أمام العمارة؟".
أجاب وقد بدا صوته مرحا مرة أخرى:
" سأصعد الا أذا توقف المصعد في منتصف الطريق بالطبع!".
وضحكت كارن وأعادت السماعة الى مكانها , رغم أن موضوع ساندرا وسيمون كان مشكلة, الا أنها شعرت بشيء من الأمتنان نحوهما لأنهما كانا السبب في لقائها مع بول مرة أخرى ! ولكن ألا تثير المشاكل لنفسها بهذه الطريقة؟ من يدري لعل بول أعتبر المسألة مجرد حلقة مسلية في حين أنها تتورط عاطفيا على نحو أكثر كل دقيقة.

برنس وصاب
09-23-15, 04:41 PM
وفي الساعة السابعة والنصف سمعت طرقا على الباب , ونظرت الى ساعتها بدهشة, لقد أتى بول مبكرا, كانت تجلس على الأريكة تقرأ في مجلة فألقتها جانبا , وذهبت لتفتح الباب بلهفة, وهي ترتدي ثوبا بلون الشمسيتناسب مه لون بشرتها العاجية الجميلة, وشعرها ينسدل فوق كتفيها , وعندما فتحت الباب وهي تبتسم مرحبة تراجعت في دهشة وأستياء واضح, فقد وجدت أمامها لويس مارتن!".
وصاحت قائلة:
" أنها مفاجأة يا لويس ".
ضاقت عيناه قليلا وهو يلمح ثوبها ووجنتيها المتوردتين وقال:
" تبدين جذابة جدا , أعتقد أنك تستعدين للخروج".
أجابت في حرج:
" نعم بعد قليل ... هل تريد الدخول؟".
"شكرا".
ودخل لويس وأغلقت كارن الباب بشيء من الضيق . وقدمت له مشروبا ثم سألته:
" والآن ما الذي أستطيع أن أعمله لك؟".
ابتسم لويس وقال:
" أردت أن أعرف هل ترغبين في عمل التصميم الجديد الذي سيعرض في شهر آب( أغسطس) لقد توقعت أن تذهبي الى المكتب هذا الأسبوع , ولكنك خيبت أملي, فقررت الحضور لأطمئن عليك, يبدو أنك بخير".
وشعرت كارن بالغضب , لم يكن لويس قد قال شيئا غير مناسب ولكنها شعرت رغم ذلك بشيء في سلوكه , ولكنها لم تستطع تحديده, وأجابت:
"حسنا أنني لا أزال أعمل في تصميم السجاجيد ...".
"نعم بالطبع, أعرف يا عزيزتي ... على مهلك".
كادت تقول له: أذن لماذا أتيت الى هنا؟ هل تتجسس علي؟ ولكنها حاولت السيطرة على أعصابها , وتساءلت , ترى هل سيظل جالسا مدة طويلة؟ اذا وصل بول ووجد لويس فأنه يشك في شيء ! لماذا يا ترى أختار هذه الليلة بالذات ليزورها؟
وقدم لها سيكارة وألقت نظرة على ساعتها , ثم نهض لويس وأخذ يجول في الغرفة وينظر الى اللوحات , ترى هل سلحظ أن هناك لوحة ناقصة؟
وأخيرا قال:
" لا أفهم حقيقة لماذا تضيعين طاقتك في هذه الرسوم؟".
فكرت كارن ... لا بد أنه قال ذلك متعمدا , وأجابت بجمود :
" أحب أن أسترخي عندما لا أعمل ".
استدار اليها ثم قال:
" نعم, أن الأسترخاء شيء عظيم , وماذا تفعلين أيضا لتنعمي بالأسترخاء؟".
قطبت كارن جبينها , ترى ما الذي يقصده الآن؟ وقالت ببطء:
" أرسم ... وأقرأززز وأقود السيارة"ز تمتم بهدوء:
"تقودين السيارة ؟ نعم... أنها هواية بهيجة جدا , لقد شاهدت سيارة بالقرب من هنا أثارت أهتمامي منذ أيام!".
بدأ الملل ينتاب كارن , كما أن بول يمكن أن يصل في أية لحظة , قالت:
" صحيح.. أنها من طراز ليموزين , أليس كذلك؟".
قررت كارن أن تأخذ الثور من قرنيه , فقالت في تحد:
" أعتقد أن بول يقود سيارة من طراز ليموزين ".
ولم تبد الدهشة على لويس رغم أنه قال:
" لم أكن أعرف".
كانت كارن مقتنعة بأنه يعرف جيدا, وأن هذه طريقته ليخبرها بأنه عرف أن بول زارها في شقتها , ترى ما الذي كان يفكر فيه ؟ هل يتبعها بنفسه؟ أم أنه أرسل أحدا لمتابعتها ؟ وارتجفت رغما عنها, واخيرا قالت بوضوح:
" لقد أتى الى هنا منذ عدة أيام, جاء ليرى لوحاتي الفظيعة , ولكنه قال أنها جيدة".
ضاقت عينا لويس ببرود وقال:
" صحيح ... شيء لطيف جدا".
وفجأة سمعت طرقا على الباب , وتجاهلت كارن لويس وذهبت تفتحه وهي تشعر بالأمتنان .
كان بول يرتدي حلة زرقاء داكنة ومعطفا سميكا من وبر الجمل , ويبدو أنيقا وسيما لدرجة أن كارن تمنت أن تلقي بنفسها بين ذراعيه!
وابتسم لكارن ثم رأى لويس , وأمسكت كارن بذراعه وجذبته ليدخل وهي تقول:
" أن لويس سيرحل حالا".
واتجه لويس نح الباب , وقالت له كارن:
" سوف أخبرك عن هذه التصميمات بعد يوم أو يومين".
قال لويس:
"وهو كذلك".
ثم انصرف , ولم ينطق بول بكلمة, وأغلقت كارن الباب وراءه واستندت عليه , ثم نظرت الى بول وقالت وقد احمر وجهها:
" لمعلوماتك , لقد وصل لويس في الساعة السابعة والنصف تماما".
أجاب بول وهو يفك أزرار معطفه:
" لا داعي لأن تبرري لي تصرفاتك , أن شقتك لطيفة يا كارن".
تنهدت كارن وقدمت له بعض الشراب , وقدم لها سيكارة وجلس على الأريكة , كان يبدو مرتاحا وكأنه في منزله , وبدأت كارن تشعر بالسعادة , وأخذت نفسا من سيكارتها وعبرت الغرفة في قلق, وفجأة قال بول بلهجة آمرة:
" أجلسي...".
أطاعته وجلست على مقعد منخفض.
قال بهدوء:
" والآن... أنني لم أحضر الى هنا لأتشاجر معك, حتى ولو وجدت أن مارتن في وضع المالك".
ردت كارن وهي تتنهد:
" أن لويس لا يملك شيئا , لا يملكني أنا على الأقل , لماذا يجب أن تقول مثل هذه الأشياء يا بول".
ونهضت, ومرة أخرى عبرت الغرفة , وبينما كانت تمر أمام بول مال الى الأمام , وبسرعة أشبه بسرعة النسر قبض بأصابعه على معصمها وشدَ عليه ... وسألها وقد بدا الغضب ولتوتر في عينيه :
" ماذا تتوقعين مني أن أقول؟".
قالت معترضة وهي تحاول التخلص من قبضته:
" أنك تؤلمني...".
" صحيح؟".
ولم يخفف من قبضته , ولكنه هبَ واقفا ومضى يقول:
" استمري ... ماذا تتوقعين مني أن أقول؟ أنني معجب بثوبك! وتبدين جميلة جدا هذه الليلة!".
احمر وجه كارن وقالت:
" لا يمكن أن أتوقع مثل هذا الكلام .... لا أتوقع مثل هذا الكلام الصريح... أنني أعرف أنك رجل خاطب الآن... كل ما أريد ألا تلقي تلميحات مستترة".
اسودت عينا بول وقال في عنف:
" أن هذا الرجل يعرَك في كل مرة ينظر فيها اليك , واذا لم تلحظي النظرة في عينيه فلا بد أنك ساذجة على نحو لا يصدق!".
صاحت قائلة:
" أنك مجنون , أن لويس ليس من هذا الطراز".
ولكن حتى وهي تنطق هذه الكلمات كانت تتساءل عما اذا كانت صحيحة تماما , لقد كان لويس لحوحا في الأيام الأخيرة , وانتزعت كارن نفسها من قبضة بول ثم قالت:
" الأفضل أن نخرج".
وارتدت معطفها الموهير الجميل الذي اشتراه بول لها, وأبرز لونه العاجي صفاء بشرتها البيضاء , ولم يبد على بول أنه تذكر المعطف فأومأ برأسه موافقا وخرجا, كانت سيارته الجديدة أمام العمارة , ولا تتناسب مع هذا الحي المتواضع , ولكن كارن شعرت بالدفئ يتدفق في جسمها , عندما أدركت أنها ستقضي أمسية برفقة بول , وأنطلقت بهما السيارة , ومرا بسيارة كانت تقف في مكان مظلم في الحي, وأحست كارن بأنها سيارة لويس , ترى هل كان يراقبها ليعرف متى غادر بول شقتها ؟ وأفزعتها الفكرة وأغضبتها , وخطر لها أن تخبر بول بشكوكها , ولكنها عدلت عن ذلك, خشية أن يصمم على العودة ومواجهة لويس , ولم تكن تستطيع تحمل مشادة أخرى هذه الليلة!
ونظر اليها بول بفضول غير مرة أثناء المسافة القصيرة حتى وصلا الى منزل أمها , كانت صامتة ومنطوية على نفسها , وتمنى لو عرف فيم تفكر... أوقف السيارة أمام المنزل, فانسلت كارن قبل أن ينزل بول ويساعدها , وفتحت الباب بمفتاحها , ودخلت يتبعها بول ... وشعرت كارن بحرج , كانت لا تزال زوجة بول عندما صحبها لزيارة أمها آخر مرة , وعندما سمعت ليزا صوتهما جاءت بسرعة من المطبخ , وبدت مذهولة عندما رأت بول وصاحت:
" أهلا بك يا سيد بول... يا لها من صدمة يا سيدي".
" آسف يا ليزا... كيف حال مدبرة المنزل المفضلة عندي؟".
ضحكت ليزا بمرح , وتوهَج وجهها , وتنهدت كارن , كان في استطاعة بول أن يأسر لبَ أي شخص , وليزا دائما تقع أسيرة سهلة لسحره , وقالت:
" السيدة ستاسي وساندرا في غرفة الجلوس , وأعتقد أنهما تشاهدان التلفزيون".
وكانت مادلين وأبنتها الصغرى تشاهدان التلفزيون فعلا , وقد جلست ساندرا على مقعد ترتدي بنطلون جينز وبلوزة بدون أكمام , وتبدو متبرمة ممتعضة , وعندما رأت كارن وبول قفزت واقفة وصاحت بطريقة مسرحية قائلة:
" حسنا ... حسنا... أنظري من هنا يا أمي".
هبت مادلين واقفة , وأخذت تحملق هي الأخرى في وجه بول وهي لا تصدق , وصاحت:
" ولدي العزيز, يا لها من مفاجأة رائعة, ما معنى هذا؟".
وأنتقلت نظرتها الى كارن التي علقت بلهجة جافة قائلة:
" لا شيء مما تفكرين فيه يا أمي ... أن بول يريد أن يتحدث معك لأن عنده اقتراحا يريد عرضه عليك".
بدا الأهتمام على مادلين , كانت حياتها مملة في الأيام الأخيرة , كما أن موضوع ساندرا وسيمون زادها كآبة , ولذلك شعرت بشيء من السعادة عندما سمعت أن بول جاء ليقدم لها أقتراحا ... كان بول كريما معها دائما, فابتسمت ابتسامة لطيفة , وقالت بلهفة:
"ما هو الأقتراح أذن؟".
نظرت كارن الى ساندرا وطلبت منها أن تتركهم قليلا , ولكن ساندا عبست واعترضت قائلة:
" لماذا أترككم... لست طفلة , ما هذا الذي لا تريدون مني سماعه؟".
عندئذ نظر اليها بول مباشرة وقال:
" سوف تعرفين بعد قليل... أتركينا فقط نتحدث مع أمك وحدها دقائق قليلة ... أرجوك".
استجابت ساندرا لطلب بول الهادىء , كان لطيفا وحاسما في الوقت نفسه, وتحرص دائما على أرضائه قبل أي شخص آخر , ولكنها قالت متوسلة:
" هل الموضوع يتعلق بسيمون ؟ هل تريدني أن أتركه يا بول؟".
" لا تقلقي يا ساندرا ... كل حديثي مع أمك سيكون لصالحك!".
" ولكن هل ستفرقون بيني وبين سيمون؟ لا تستطيع ذلك يا بول ".
وبكت بحرقة ثم صاحت غاضبة وقد تغير وجهها :
" كلكم تكرهونني , كلكم لا تريدون سعادتي".
بدا الغضب في صوت بول وهو يأمرها قائلا:
" كفى... اذهبي الى غرفتك الآن حتى نستدعيك".
وخرجت ساندرا وصفقت الباب وراءها, وسمعوا وقع خطواتها صاعدة الى غرفتها , وأغلقت مادلين التلفزيون , بينما جلس بول على الأريكة وأخذ يدخن , نظرت اليه كارن وشعرت بقلبها يتقلص, لم يكن يستطيع أي رجل آخر أن يؤثر عليها مثل بول , مجرد النظر اليه يغمرها بالسعادة , بول شعر بنظراتها اليه فنظر اليها بدوره , وألتقت عيونهما لحظة , وأشاحت بنظرها خشية أن يرى المشاعر في عينيها وتساءلت: ترى كيف يفكر في هذا الموضوع , فيما يتعلق بأمها وساندرا؟
ما لبثت أن بدأت الحديث قائلة:
" حسنا يا أمي, ساندرا لا تزال تحاول مقابلة سيمون! وقد تأكد بول من هذا ...".
أجابت مادلين مذعورة:
" ماذا ؟ ولكنك أخبرتني...".
قطع بول المشادة التي توشك أن تبدأ , فقال موجها كلامه لمادلين:
" يحسن أن تسمعيني قبل أن تقولي أي شيء".

برنس وصاب
09-23-15, 04:42 PM
احمر وجه الأم وقالت:
" حسنا... ولكنني ظننت أن كارن حدثتك عن الموضوع قبل ذلك".
صاح بول قائلا:
" لقد فعلت, على أن تدخلي لم يكن ناجحا تماما, أبنتك الصغيرة العزيزة تكتب رسائل عاطفية لسيمون , وتتصل به تلفونيا في المكتب وفي البيت, حتى أن جوليا بدأت تشكو".
وذهلت مادلين , كان تصرف ساندرا الصغيرة على هذا النحو المشين مذهلا بالتأكيد .
ووضعت يدها على فمها وصاحت في ألم وهي لا تصدق:
" لا , لا , كيف تتصرف على هذا النحو؟ كيف تهين كرامتها هكذا؟".
تنهدت كارن وقالت:
" أرجوك يا أمي ... لا تكوني عصبية".
" عصبية؟ كيف تتمالكين هدوءك بالنسبة لهذا الموضوع؟ أن أختك على علاقة برجل متزوج! أليس لديك شعور يا كارن ؟ لعلك لا تهتمين بكل هذا! طبعا , أنت فتاة مستقلة ... واستقلالك قلب حياتك رأسا على عقب!".
توهَج وجه كارن خجلا , ونظرت الى بول , كانت أمها تتصرف حتى تلك اللحظة بمنتهى الأدب والهدوء في وجود بول , ولكنها الآن تلقي بالأتهامات جزافا... فماذا يقول؟".
والواقع أن بول دهش من محاولة مادلين وضع المسؤولية على عاتق كارن. أنها تلوم كان مع أنها يجب ألا تلوم الا نفسها. فما لبث أن قال بوضوح:
" مادلين... كارن ليس لها يد في هذا الموضوع... ليس لها يد على الأطلاق , أنت الملومة! لقد دللت ساندرا وأفسدتها طوال حياتها , حتى أعتقدت أنها تستطيع أن تأخذ ما تشاء , واذا بها تفاجىء الآن بأن الحياة ليست مفروشة بالزهور".
شعرت مادلين بصدمة , كارن فقط هي التي تنتقدها ... ولكن بول يلومها الآن أيضا , قالت مدافعة عن نفسها وقد أمتلأت عيناها بالدموع.
" أنني أمها , مات أبوها وهي طفلة صغيرة . ولذلك أخصها برعايتي وحناني , واذا كنت قد دللتها قليلا...".
قاطعها بول بصراحة قائلا:
"دعينا نكون صادقين على الأقل , لقد حطمت ساندرا , وأشك في أن أيا منكما يمكن أن تتغير الآن . أنني أريد أن أساعدك , ليس فقط من أجل ساندرا ولكن من أجل سيمون أيضا . لقد عرضت أقتراحا على كارن اليوم فقالت أنه قد يساعد على حل المشكلة , وأردت أن أعرف رأيك قبل أن ننفذه".
مسحت مادلين عينيها وقالت في هلع:
" لن تأخذا ساندرا مني...".
وصاحت كارن في يأس:
" طبعا لا يا أمي. لسنا عديمي الأنسانية".
تنهد بول ومضى يقول:
" أقترح أن تغادري أنت وساندرا لنددن , وتقوما باجازة في أي مكان لعدة أسابيع , لا شك أن ساندرا ستنسى كل شيء عن سيمون. وسوف أتولى دفع كل نفقات الرحلة , ما رأيك؟".
ازدادت عينا مادلين أتساعا , وفكرت كارن وهي متقززة في أن النقود التي ستنفق على أمها لا تعني لها شيئا ما دامت ستتمتع بأجازة ! بل شكت كارن في أن تكون أمها فكرت حقا في ساندرا بعد أن قدم بول أقتراحه بالأجازة !
وصاحت أخيرا :
" يا لها من فكرة مدهشة يا بول! لا أعرف كيف أشكرك ... أنه حل مثالي".
بدت السخرية على وجه بول , وأدركت كارن أنه لا بد تأكد أنه لا بد تأكد من سلطان المال على كل شيء ...وبدت مادلين أشبه بمتسابقة في سباق الحصول على المال , أما مشاعرها بالنسبة لساندرا فكانت في المرتبة الثانية!
قال بول بهدوء:
" أفهم من ذلك أنك موافقة!".
" طبعا ... أنه حل مدهش ... سامحيني يا كارن لأنني تصورتك لا تهتمين بنا".
" أنها فكرة بول ... لا تشكريني , لا شأن لي بها".
بدت السعادة عليها وهي تتصور نفسها بعيدة عن جو لندن الملوث في ذلك الحين.
ونفث بول دخان سيكارته ببطء متعمد , ثم قال وهو يفكر :
" أقترح أن تذهبا الى أسبانيا , أنها مكان رائع في مثل هذا الوقت من السنة".
شهقت كارن وقالت في دهشة:
" أسبانيا... أعتقدت أنك تقصد أن يذهبا الى مكان ما بجنوب أو غرب أنكلترا , أو شيء من هذا القبيل".
هز بول كتفيه وقال مستنكرا:
" أجازة في أنكلترا في هذا الوقت من السنة لا توجد يا عزيزتي أية متعة على الشواطىء الآن في الأعاصير والمطر".
ثم نفض رماد سيكارته , وقال مخاطبا الأم:
"والآن أقترح أن تتولي أنت ابلاغ ساندرا , ومن الأفضل أن تتجاهلي موضوع مقابلة ساندرا وسيمون مؤخرا , ويكفي أن تقولي أنك تحتاجين الى قضاء اجازة للراحة , وأنني وافقت على دفع نفقات الرحلة , قد لا تروق الفكرة لساندرا, ولكن عندما تصلان الى شاطىء اسبانيا ستتمتعان فعلا بجو ينسي ساندرا متاعبها ".
" هذا صحيح يا بول, أنني متأكدة من أن ساندرا ستلتقي بصديق آخر عندما تبتعد عن أخيك!".
نهضت كارن من مكانها وقالت ببرود:
" سنخرج الآن يا أمي ... واذا أردت أي شيء فأتصلي بي, واذا واجهت أية مشكلة أخبريني".
وبدت السخرية في عبارتها الأخيرة , والواقع أن أمها شفافة مثل الزجاج , رغم أن الزجاج يكون له وجهان في بعض الأحيان!
ثم أردف بول قائلا:
" سأطلب من سكرتيرتي حجز التذاكر والغرف في الفنادق , وليس عليك الا أن تعدَي جوازات السفر لك ولساندرا , هل تستطيعين الأستعداد للسفر بعد أسبوع؟".
أجابت مادلين والفرحة تبدو في عينيها:
" نعم... أوه... بول حبيبي , أشكرك مرة أخرى , أشكرك من كل قلبي!".
هز بول رأسه , وفتح باب غرفة الجلوس, فأخذ معطفه ومعطف كارن من الخزانة , كما كان يفعل عندما كانا متزوجين , وعندما ساعد كارن على أرتداء معطفها , تذكر أنه كان يفعل ذلك في الأيام الماضية! وتذكر كيف كانا يفرحان بعودتهما الى بيتهما حيث يخلعان معطفيهما , ويجلسان أمام المدفأة في منزل تريفاين , ويتحدثان في أشياء عامة , وكل منهما سعيد بصحبة الآخر , ولكن كل شيء قد تغيَر , كيف يمكن أن يسامح كارن لأنها حطمت حياته!
وفي طريقهما الى شقة كارن سألها بول اذا كانت قد تناولت العشاء , فلما أجابت بالنفي قال:
"أذن ما رأيك في تناول العشاء معي؟".
اتسعت عينا كارن وقالت مبتسمة:
" طبعا, اذا كنت تريد".
" ليس لديَ عمل هذا المساء وكذلك أنت , فلماذا لا نقضيه معا".
رقص قلبها فرحا لأنها ستقضي المساء مع بول.
وغادرا لندن, ووصلا الى مطعم اسمه أيبوني كين, كان مكانا فخما , وانبهرت كارن بالديكور الرائع , والمضيفات الفاتنات , وكان الأثاث مصمما ليناسب المكان بموائده ومقاعده وأزهاره , وقام المدير بنفسه بخدمة بول , ورغم أن الغرفة كانت مزدحمة الا أن مائدة أو مائدتين وضعتا في ركن منعزل , وجلسا حول مائدة, وقدم المدير قائمة الطعام لبول, وابتسمت كارن وقالت:
" تبدو معروفا هنا".
قال وهو يبتسم ابتسامة لطيفة:
" يجب أن أكون معروفا , لأن شركتي تملك هذا المكان!".
قالت كارن في دهشة:
" لم أكن أعرف أن الشركة تستثمر أموالها في المطاعم".
" أننا لا نفعل ذلك عادة , أنها تجربة , واذا نجحت فستحصل على دعاية فخمة من ورائها".
أومأت كارن موافقة وقالت وهي تهز كتفيها النحيلتين :
" أعتقد أنها كانت فكرتك".
ابتسم بول وسألها:
" كيف خمنت؟ هل أطلب الأكل!".
ونظر اليها متمعنا فأجابت كارن:
"بكل سرور , أنك تعرف أجمل الأشياء!".
أجاب بجفاف:
" ليس في الأكل فقط".
واحمر وجه كارن, وبدت مسرورة عندما حضر رئيس الخدم لخدمتهما.
واختار بول عدة أنواع من الطعام , وبينما ذهب الموظف لأحضار الطلبات , أخذت كارن تجول بعينيها في المكان , وتساءلت: ترى هل يعرف الموجودون بول؟ وهل يعرفونها؟
وسألته كارن بفضول:
" متى أفتتح المطعم؟".
" منذ حوالي شهرين على ما أعتقد".
واتجهت كارن بنظرها الى الفرقة الموسيقية التي كانت تعزف ألحانا شكلت خلفية لحديث الموجودين , كان مكان الرقص صغيرا ولكنها تذكرت أن الراقصين في هذه الأيام لا يتحركون كثيرا, ونظرت الى بول وهو يتفحص قائمة الشراب , لم يكن منتبها لنظراتها وكان في استطاعتها أن تتفرسه , كان أنيقا كالعادة بشعره الأسود اللأمع , وقميصه البيض الناصع , وبشرته السمراء التي لفحتها الشمس, وشعرت بقلبها يخفق بألم, كيف استطاعت أن تتركه كل تلك السنين ؟ كيف يمكن أن يفترق الناس بلا رجعة؟ الكبرياء لا تغري الا قليلا في أوقات كهذه !
ترى هل ستكون روث عامل التوجيه في حياته من الآن فصاعدا؟ وهل تحتمل هذا؟ وعندما تذكرت ملامح روث الحلوى أرتعدت رغما عنها, أنها واثقة من أن روث لن تسعده حقيقة, لأنها تعتمد عليه أكثر مما يجب, مثل طفلة صغيرة, في حين أن بول يحتاج الى أمرأة تستطيع أن تقابله في منتصف الطريق , وتستطيع أن تتحدث اليه بقدر ما تستمع له.

برنس وصاب
09-23-15, 04:43 PM
وفجأة أدركت أنه يتأملها فاحمرت وجنتاها وحاولت أن تأخذ الأمور بمرح فقالت:
" أنك لا تتغير كثيرا يا بول".
بدا ساخرا وقال:
"أستطيع أن أعتبر هذا مديحا , يمكن أن يكون له معنيان ولكنني سآخذ المعنى الحسن!".
وشعرت كارن بالحرج مرة أخرى , ليتها لم تلق هذه الملاحظة السخيفة , لا بد أنه تصور أنها كانت تحاول أن تجعله يصرف أهتمامه عنها.
وسألها بول:
" أخبريني , هل رسمت لوحات أخرى؟".
هزت كارن رأسها بالنفي , فعبس بول وفاجأها قائلا:
" الواقع أنني فكرت كثيرا في رسومك هذا الأسبوع , وأود أن يقوم صديق لي بألقاء نظرة عليها , هل سمعت باسم آرون برنارد؟".
صاحت كارن مذهولة:
" أوه... أنه من أشهر وأبرع النقاد الفنيين في العالم".
رد بول برقة:
" تمما, ويهمه أيضا أكتشاف مواهب جديدة , وأعتقد أن لوحاتك سوف تبهره".
بدا الشك في عيني كارن , فقد تذكرت تعليقات لويس , وقالت:
" ولكن لويس يعرف كثيرا عن الفن يا بول , ولوحاتي لا تعجبه أطلاقا".
أجاب بول ببرود :
" صحيح ! يبدو أنك تثقين في رأيه أكثر من رأيي . أذا أردت رأيي أعتقد أن مارتن يركز أهمية كبرى على حكمه, من هو في أية حال؟ أنه مجرد مصمم نسيج وطموحه يفوق قدراته كثيرا".
" ليس هذا صحيحا يا بول, لقد ساعدني كثيرا ... منذ الطلاق!".
رد بول غاضبا:
" وقبله أيضا... طبعا... بحق السماء يا كارن لا تحاولي الدفاع عن الرجل... لا أجد شيئا أشكره عليه . أنني أبذل جهدي حتى أسيطر على أعصابي لمجرد أن أنظر اليه! أعتقد أنني أكرهه!".
تنهدت كارن وقالت:
" أستطيع أن أفهم كراهيتك له يا بول , ولكن اذا تكلمت بطريقة موضوعية بحتة , فأن لديه أفكارا جيدة في العادة".
هز بول كتفيه وقال:
" وكيف أستطيع أن أكون موضوعيا بالنسبة لرجل... حسنا... أغوى زوجتي !".
تحول وجه كارن ألى لون قرمزي وصاحت:
" مستحيل أن تعتقد أننا كنا عاشقين في يوم من الأيام , مستحيل يا بول".
أسود وجه بول على نحو كريه وقال:
" ولم لا؟ لقد طلقتك لذلك السبب... كان سبب طلاقنا هو خيانتك , هل تذكرين؟ واذا لم يكن هذا صحيحا فلماذا لم تدافعي عن نفسك في القضية؟".
عضت كارن شفتها وقالت:
"لو أنني دافعت , فماذا كنت أجني من دفاعي؟ هل كنت ستصدقني؟".
تمتم بحدة:
" في ذلك الوقت كنت سأقتنع بذرة واحدة من الأمل , لم أنك أظهرت رغبة في العودة الي ولو مرة واحدة لأختلف الوضع تماما".
شبكت كارن أصابعها , لماذا قال كل هذا ؟ كلامه جعل الوضع فظيعا , ووفر عليها الخادم الأجابة عندما جاء بالطلبات , ولكنها كانت قد فقدت شهيتها للطعام , ولم يبد بول بدوره اهتماما كبيرا بالأطباق الشهية, وعندما انصرف الخادم عاد بول يقول:
"هل نسيت أنني كنت مزودا بكل البراهين , لقد بدت الأدلة حاسمة , وقد زادت حسما بصمتك , وبصرف النظر عن أي شيء فقد أعترف مارتن نفسه بأنها صحيحة ... كل كلمة منها صحيحة".
عندئذ صاحت كارن غاضبة:
" هراء , لا يمكن أن يقول لويس مثل تلك الأشياء ... وحتى اذا كان قد قال , فكيف استطعت أن تتأكد من صحة كلامه؟".
قال بول بلهجة جافة:
" كان عندي محامي . هل تذكرين؟ وكانت القضية بسيطة وواضحة , لم يكن هناك ما يقال أكثر مما قيل , في أي حال فلننسى هذا الموضوع , ولا داعي لمناقشته أثناء العشاء".
ولكن كارن لم ترغب في نسيانه , أو في نسيان أية كلمة منه, كيف يمكن أن يعترف لويس بشيء من هذا القبيل في حين أنهما لم يكونا أكثر من مجرد صديقين ؟ وانتابتها الحيرة , كانت تعتقد أن لويس صديق مخلص أمين فأذا به... كاذب , يا له من خطر غريب مخيف! وأزاحت مثل هذه الأفكار عن ذهنها , لا بد أن هناك تفسيرا , لا بد أنه تصور أنه يساعدها بذلك , لعله قال أن الخطأ خطأه حتى يبرئها من كل لائمة! ومع ذلك ظلت كائرة مرتبكة , لم يكن أمامها شخص تلجأ اليه الا لويس! لم يكن هناك من تطلب منه النصح الا لويس , وقررت أن تناقش الموضوع مع لويس نفسه , من يدري لعله يقدم لها تفسيرا معقولا , لعل بول أخطأ فهم مقصده ... لعل كلامه تضمن شيئا أعتبره بول حقيقة لأنه كان يتوقعه , وراحت تفكر وتبحث عن قشة كما يقولون , فلا بد أن هناك سببا . يوجد سبب لكل شيء.







وساد الصمت فترة طويلة , ولم تتكلم الا عندما سألها بول قائلا:
" حسنا, هل تريدين أن يلقي آرون برنارد نظرة على لوحاتك؟".
أفاقت لورين من تفكيرها وصاحت:
" هل أريد؟ طبعا يا بول أتمنى أن يأتي , ولكن فقط اذا كنت تعتقد أنه لن يضيع وقته, فأنني لا أريد أن أسمعه يسخر منها لأن سخريته ستقضي على كل شيء , في حين أنني آمل أن أرسم شيئا ذا قيمة في يوم ما, أشعر بمتعة كبيرة في الرسم , فأذا قال لي أن استمراري في الرسم حماقة فسوف أشعر بحزن كبير , وفي الوقت الحاضر أشعر بهذا الأمل الغريب سأرسم شيئا قيَما في يوم من الأيام".
ابتسم بول وقال:
" أتمنى أن أكون واثقا من كل شيء قدر ثقتي من لوحاتك , ومع ذلك اذا لم تعجبه فسأشتريها أنا شخصيا ... كلها!".
ضاقت عينا كارن وسألته بتهكم:
" لبيتك الجديد؟".
نظر اليها مليا وقال:
" ربما... هل يدهشك هذا؟".
" لا بد أنك تمزح .... بالطبع يدهشني , لو كنت مكان روث لما رضيت أن أضع في منزلي أية لوحات بريشة أمرأة أخرى , وخاصة اذا كانت الرسامة زوجة سابقة لزوجي! أنه شيء مضحك ... أليس كذلك؟".
بدا وجه بول متوترا بعض الشيء ووافق قائلا:
" نعم, ولكنك مختلفة تماما عن روث يا كارن, ليست لديها شخصيتك المتسلطة, تحبين أن تتساوي بالرجال , في حين أن روث مستعدة لأن تظل الزوجة فقط, أنها ذكية وقادرة على سماع وفهم حديث زوجها , ورغم ذلك تظل مشغولة تماما ببيتها".
صاحت كارن باستياء:
" يا ألهي , أنها أذن من طراز ربة البيت الصغيرة, هل سترتق جواربك يا حبيبي , وتضع حذاءك بجوار المدفأة؟".
امتقع وجه بول , وأدركت كارن أنه غضب, ورد عليها قائلا:
" عل الأقل لن تحاول أن تبحث عن عمل ... أن روث لم تعمل أطلاقا ولذلك لن تفتقد العمل, صدقيني يا كارن, أن معظم النساء يحلو لهن أن يكُن زوجات وأمهات بمعنى الكلمة".
بدت كارن محرجة الآن, ولكنها قالت وهي تبتسم بدهاء:
"أعتقد من الطراز القديم يا حبيبي , أنت تريد زوجة ترتدي الثياب بالكرانيش والدانتيل , أنا أمرأة واقعية عادية , كما أنني أرتكبت أفظع الأخطاء عندما تجرأت بالرد عليك وتوقعت أن تستمع الي!".
كانت أصابع بول تقبض بشدة على كأس الشراب الرقيقة , وتعجبت كارن لأن الكأس لم تتحول الى حطام! وقال بول بهدوء مميت:
" أنك لم تردي عليَ فقط يا كارن... أنك تركتني . لا تنسي هذا ... لقد تركتني لمجرد أن تثبتي أنك مستقلة تماما كما تعودت دائما, لمجرد أن تثبتي أنك لا تكتفين بأن تكوني السيدة فريزر فقط".
أبعدت كارن طبق الفراولة الذي لم تلمسه , وقالت وهي تضحك بلا مرح:
" نعم... لقد فعلت هذا الأمر الذي يثبت أنه حتى أنا لا أخلو من الخطأ".
قال بول وقد تصلب وجهه:
" أنت لا تصدقين ذلك حقا, أعتقد أنه يسرك أن تهزأي بي! ".
بدت الدهشة على كارن وقالت:
" يسرني؟ أستطيع أن أؤكد لك أن تلك الحلقة في حياتي لم تكن أكثر ما علق في ذاكرتي".
وتغلب فضوله على تحفظه الطبيعي فسألها:
" أذن ما هو الشيء الذي علق بذاكرتك؟".
قالت وهي تنظر الى قهوتها التي بدأت تبرد :
" أعتقد أنه شهر العسل".
ولم يرد بول... ولكنه أخرج علبة سكائره وأشعل سيكارة في صمت.
وفجأة قالت كارن:
" أنه وضع يثير الضحك اذا فكرت فيه, ها نحن شخصان مطلقان نجلس هنا ونتناول العشاء معا, وكأننا كنا صديقين قديمين! يا ألهي يا لها من مسافة طويلة قطعتها الحضارة , يبدو أننا فقدنا كل العواطف البدائية في بوتقة الحياد أو اللياقة على الأصح... لم يعد هناك دماء حمراء ... لم يعد هناك الا هذا النوع من التسامح السطحي الذي حل محل العداء الصحي".
قال بول بابتسامة ساخرة:
" كلمات عميقة... هل ستستمر على هذه النغمة؟".
وفي طريق العودة ساد بينهما جو من التوتر , وعندما أوقف بول السيارة أمام عمارة كارن , نظرت اليه وقالت بمرح محاولة أن تعود الى جو المزاح اللطيف الذي بدأ به المساء:
" حسنا , أشكرك على كل ما فعلته لأمي ولساندرا, لقد أثبت أنك كريم حقا".
بدا صوتها ساخرا, ولكن وجه بول ظل جامدا , وفي الضوء الخافت تألق شعر كارن مثل الفضة فوق اللون العاجي لمعطفها الموهير, وعندما حركت رأيها , لمس الشعر الحريري كتف معطفه . أنها جميلة جدا... حلوة جدا... مثيرة جدا... وشعر بول بحواسه تتحرك بسرعة , ولكنه أحس بالمهانة عندما وجد نفسه يستجيب لها, وخاصة بعد كل ما قالته , وقال بحدة:
" تصبحين على خير".
كانت يداه النحيلتان تضغطان على عجلة القيادة حتى أبيضت مفاصلهما ولم يكن يعرف الى متى يستطيع السيطرة على نفسه.
ولم تفهم كارن فهزت كتفيها وفتحت باب السيارة وقالت وهي تخرج :
" تصبح على خير".

... ولم يتكلم بول ثانية , هز رأسه فقط وانطلق بالسيارة بأقصى سرعة حتى كادت العجلة الخلفية تلف من شدة السرعة , ورأته كارن ينعطف الى الشارع الرئيسي قبل أن تدخل العمارة , وشعرت بأنها وحيدة باردة خائفة من المستقبل , ولكنها لم تعرف ما الذي أثار خوفها!

برنس وصاب
09-23-15, 04:44 PM
6- لا تكوني مضحكة
مر الأسبوع التالي ببطء , واتصلت أم كارن تلفونيا لتقول أن ساندرا قبلت فكرة السفر رغم أنها لم تبد حماسا كبيرا , ولم تشعر كارن بالقلق, لأنها كانت واثقة من أن ساندرا ستعود الى طبيعتها اذا ابتعدت عن تأثير سيمون , وفكرت كارن, لقد بدت الحلقة وكأنها على وشك أن تنتهي , فبعد أن تسافر مادلين وساندرا الى أسبانيا لن تحتاج الى مقابلة بول , كان زواجه في أي حال يلوح في الأفق ويقترب يوما بعد يوم.
وذهبت الى المكتب آملة أن يكون لويس قد عاد الى سلوكه العادي اللطيف , ولكنها لاحظت أنه لا يزال على وضعه الغريب , ولم تستطع كارن أن تفهمه , لعل ذهنها المشتت هو الذي صور لها أن لويس أصبح مختلفا ... ولكنها بدأت تفكر جديا في البحث عن وظيفة أخرى.
وفي نهاية الأسبوع أستيقظت صباحا على رنين التلفون, ألقت نظرة على الساعة فوجدتها السابعة والربع, ترى من الذي يطلبها في هذه الساعة المبكرة , وأخذت تهز رأسها لتطرد النوم من عينيها , ونهضت من فراشها وذهبت لترد , وعندما رفعت السماعة سمعت صوت أمها تقول:
" أخيرا وجدتك يا كارن!".
" ماذا حدث يا أمي؟ هل تعرفين كم الساعة الآن؟".
" نعم, أعرف , الأمر هام جدا".
ومرت فترة صمت, فسمعت كارن صوت أمها وهي تجهش بالبكاء!
فقالت في فزع:
" ماذا حدث؟ هل أصيبت ساندرا بسوء؟".
أجابت مادلين بصوت متقطع :
" أسوأ من هذا , لقد هربت وتركت لي رسالة تقول أنها حامل... والأب طبعا هو سيمون !".
ألقت كارن بنفسها على المقعد بجانب التلفون وصرخت:
" يا ألهي , أهدأي يا أمي وسوف أحضر فورا".
ووضعت مادلين السماعة, وتنهدت كارن وقد أنتابها شعور بالخوف, طفل؟ ما الذي تستطيع أن تفعله الآن؟ أن سيمون لن يفرج بالنبأ مهما كان شعوره نحو ساندرا , كان يفضل الحرية على كل شيء آخر , في حين أن الأطفال تعني المسؤولية, وغيرت كارن ملابسها وقادت سيارتها الى منزل أمها , وعندما رأت كارن أجهشت بالبكاء, فقالت كارن محاولة أن تهدىء من روع أمها :
" ماذا حدث؟".
عضت الأم شفتها وحاولت السيطرة على أعصابها , وقالت:
" عندما أخبرت ساندرا بموضوع الرحلة, وافقت لكنها لم تكن متحمسة , كان واضحا أنها تخطط للهرب , وأعتقد أن هذا الحيوان سيمون كان يعرف كل شيء عن خطتها , لقد شعرت ساندرا بأننا نحاول أبعادها عنه".
ومرة أخرى أجهشت بالبكاء , وبعد فترة استطردت تقول:
" لقد تصادف أنني استيقظت في الساعة الخامسة والنصف وأنا أشعر بصداع مؤلم , وذهبت الى غرفة ساندرا أبحث عن قرص من الأسبرين , فوجدت فراشها خاويا , والورقة التي تركتها مشبوكة في وسادتها".
تنهدت كارن وسألت أمها:
" وهل أخذت ملابسها ؟".
" أخذت بعضها".
" واذا فعلت عندما وجدت الرسالة؟".
" أتصلت بك , ولكنني لم أحصل على رد ... وأعتقدت أنك خرجت".
وتذكرت كارن الحبة المنومة , وقالت:
" آسفة يا أمي , لا بد أنني كنت مستغرقة في النوم".
وناولتها أمها رسالة ساندرا فقرأتها :
" أمي العزيزة ....
لقد أصبحت حياتي هنا لا تطاق , أنك وكارن مصممتان على أن تفرقا بيني وبين الرجل الذي أحبه , وأنا لا أحتمل هذا, أنني أنتظر طفل سيمون , وسوف نتزوج بسرعة عندما يستطيع أن يطلق هذه الجوليا اللعينة , ى تحاولا أن تبحثا عني, سأعود عندما تدركان أنني على صواب".
وعندما فرغت كارن من قراءة الرسالة أخبرتها أمها أن ساندرا أخذت دفتر توفيرها , وكان به خمسة وسبعون جنيها , وقالت كارن بلهجة حادة:
" لا تلومي الا نفسك يا أمي...".
مسحت مادلين عينيها وردت:
" هل أتيت لتساعديني أم لتعذبيني؟".
" لأساعدك بالطبع , ولا داعي للشجار يا أمي... لا أريدك فقط أن تتصوري أن ساندرا فتاة مسكينة صغيرة في حين أنها بنت مدللة طائشة وتحتاج الى يد قوية, في أي حال أهدئي يا أمي , يجب أن نفعل شيئا".
نظرت اليها أمها ثم قالت:
" اتصلي ببول وأخبريه".
كانت كارن تعرف في قرارة نفسها أن بول هو الشخص الوحيد الذي يمكن أن يساعدهما فقالت ببطء:
" أعتقد أن هذا هو الحل السليم الوحيد... ولكن ألا تعتقدين أننا نثقل عليه؟".
نهضت الأم من مكانها وقالت في كبرياء:
" ولكن أخاه هو سبب هذه المشكلة".
وتنهدت كارن وسارت نحو التلفون , وأدارت رقم شقة بول في بلجرافيا وقالت:
" أنا كارن يا بول!".
صاح بول بصوت مبحوح , وكان واضحا أنه لا يزال نائما :
" يا ألهي ... كارن؟ كم الساعة الآن؟".
" أنه أمر هام .... ولا بد أن أراك الآن الا أذا فضلت أن أروي لك كل شيء على التلفون ".
" لا .... لا ... سأراك ... أين أنت؟".
" في منزل أمي , هل تستطيع أن تأتي؟".
" أفضا أن تأتي أنت يا كارن الى هنا ... عندما تصلين سأكون قد حلقت وارتديت ثيابي".
ووافقت كارن , وأخبرت أمها أنها ستذهب الى بول في شقته , وعلقت السيدة ستاسي في شك على ذلك قائلة:
" أرج ألا تنسي السبب الذي تذهبين من أجله الى شقته!".
وفهمت كارن ما تعنيه أمها , فقالت غاضبة:
" يجب أن تتذكري أنك أنت السبب في ذهابي الى هناك يا أمي!".
وارتدت كارن معطفها , وغادرت منزل أمها , وقادت سيارتها بسرعة الى شقة بول... كانت الطريق قد بدأت تزدحم بالمرور فتعطلت قليلا, ووصلت الى المبنى الذي يقيم فيه بول في الساعة التاسعة الا الثلث, ودخلت الى المصعد , وضغطت زر الطابق العلوي حيث تقع شقة بول, كانت الشقة تطل على مدينة لندن من أعلى , وتذكرت أنها وبول كانا يقضيان الليل في الشقة عندما يسهران في المدينة, وارتجفت رغما عنها وهي تدق الجرس وتنتظر , وفتح الباب خادم لا تعرفه , لا بد أن بول استغنى عن طاقم الخدم القديم , واستبدل به طاقما جديدا, ودخلت كارن الى غرفة الجلوس , واتجهت نحو النافذة العريضة التي كادت تشغل كل الحائط , كانت تطل على نفس المنظر الذي بهرها , كان صخب لندن يتحول الى همس من هذا الأرتفاع الشاهق , وأخبرها الخادم أن السيد فريزر في الحمام سيخرج حالا ثم أنصرف , وراحت كارن تجول في الغرفة وتنظر الى الأثاث وهي سعيدة , كانت الجدران مغطاة بصور للنرويج أحضرها بول حسب رغبتها بعد أن قضيا أجازة هناك , وكانت الغرفة مزودة بتدفئة مركزية , كان المكان كله مليئا بذكريات أختزنتها كارن في قلبها.
وجلست على مقعد وأشعلت سيكارة وشعرت بالراحة , وعندما دخنت سيكارتها نهضت من مكانها واتجهت الى الباب الذي يؤدي الى غرفة نوم بول, أرادت أن تعرف اذا كان قد غير مظهر الغرفة , لأنها غرفة نومهما , كانت الغرفة أنيقة نظيفة مفروشة بالسجادة الناعمة نفسها وتفوح برائحة الدخان مما يدل على عدم وجود أمرأة في الشقة , وفتحت كارن النافذة على مصراعيها ورأت الحدائق تمتلىء بالزهور , وتنهدت في آسف , يا لها من حياة غريبة ... أم هو القدر المحتوم!

منذ أسابيع قليلة فقط لم تكن تحلم بأن تتحدث الى بول مرة أخرى , لقد تصورت أن كل شيء قد أنتهى , وها هي اليوم واقفة في شقته, في غرفة نومه, وابتسمت , كم من أحداث غريبة تقع! بل أن هذا الموضوع بالذات كله يبدو أغرب من القصص والروايات.
وفجأة فتح باب الحمام ودخل بول غرفة النوم , وقفزت كارن فزعة, وكأنها طفلة صغيرة ضبطت وهي تأخذ قطعة حلوى من الصندوق الممنوع , كان يرتدي ملابسه الداخلية ويلف عنقه بمنشفة, واحمر وجه كارن وشعرت بحرج شديد , ترى كيف سيفسر هذا؟ يا لها من حمقاء ! ونظر اليها متفرسا بعينيه الداكنتين , ولم تند عليه الدهشة لأنه رآها وقال بعد لحظة:
" آسف لأني لم أكن في أنتظارك عندما وصلت , كنت أعمل حتى ساعة متأخرة في الليلة الماضية".
نسيت كارن كل شيء عن ساندرا وأمها عندما رأته , وبدأ بول يرتدي ملابسه , فعادت الى غرفة الجلوس , بدا كل شيء طبيعيا تماما كما كان يحدث كل يوم عندما كانا متزوجين . ولحق بها بول وأشعلت كارن سيكارة ثم قالت:
" لقد هربت ساندرا من البيت . وتقول أنها حامل , ويمكنك أن تخمن من يكون الأب!".
بدا الغضب واضحا على وجه بول , لم يكن يحلم أطلاقا أن سيمون يمكن أن يتمادى الى هذا الحد مع فتاة دون العشرين , وشعر كأنه يستطيع أن يخنق أخاه في هذه اللحظة , وأشعل سيكارة وأخذ يدخنها في قلق! فقالت كارن معتذرة:
" آسفة يا بول , ولكنني لم أجد شخصا غيرك ألجأ اليه ".
هز بول رأسه وقال:
" أن سيمون هو الملوم في هذه الحالة , يا له من أحمق , وساندرا أيضا لا بد أنها مجنونة!".
وناولته كارن رسالة ساندرا ليتضح له كل شيء , وقرأها بول بسرعة ثم قال:
" يا ألهي... أنها تصدق أنه يعتزم الأنفصال عن جوليا , لقد قال لي منذ أيام فقط أنه ليس في نيته أن يطلقها".
" هل تعتقد أنه كان يقابل ساندرا سرا؟".
" لقد أرسلت سيمون الى توتنغهام في عطلة نهاية الأسبوع الماضي ولم يعد الا أمس فقط".
" وهل تعتقد أنها اتصلت بسيمون أمس عندما عاد؟".
" هذا احتمال بعيد".
" وما الذي سنفعله الآن؟".
" يجب أن نعثر على ساندرا أولا , وسوف أتحدث اليها بنفسي".
" ولكن كيف نعثر عليها؟".
" سوف أتصل بسيمون وأسأله اذا كان يعرف مكانها, يحتمل أن تكون قد أخبرته".
وفي هذه اللحظة دخل الخادم بصينية عليها فناجين القهوة, وطلب منه بول أن يعد له ولكارن طعام الأفطار , وانصرف الخادم بأدب , فسألت كارن في دهشة:
" هل سأتناول الأفطار هنا؟".
" بالطبع, لم لا, أنك تبدين شاحبة بما فيه الكفاية".
" أشعر بالجوع فعلا, أننا نبدو كما كنا في سالف الأيام! نتناول الأفطار معا!".
كانت كارن تثق في بول وتعتمد عليه , كأ ن بول أصبح بمثابة الأب الروحي لها ولأسرتها , وتمنت لو أستطاعت أن تشرح له بمشاعرها , ونظر اليها بول وسألها:
" هل تجدين الأشياء هي نفسها هنا كما كانت من قبل؟".
" نعم, ولا أزال أعتقد أن الشقة رائعة".
" ولماذا دخلت غرفة النوم؟".
احمر وجه كارن وقالت مدافعة عن نفسها :
" لقد أنتابني الفضول, وأردت أن أجدد ذكرياتي".
" وهل كانت ذكريات سارة؟".
تمتمت قائلة:
" بالطبع".
" في بعض الأحيان تكونين شفافة جدا".
"ماذا تقصد؟".
"لا شيء... أنسي ما قلته!".
ولكن كارن لم تستطع أن تنسى بسهولة , وبدت قلقة مضطربة ... وتمنت الا تكون قد أتاحت له فرصة للنقد".
ودخل الخادم يحمل الأفطار , وجلسا حول المائدة... والتهم بول طعامه , أما كارن قد اكتفت بشرب القهوة وتناول قطعة من الخبز المقدد , وفجأة سألته:
" متى تعود روث من أميركا؟".
" بعد يوم أو يومين, عندما أتصلت بي تلفونيا قالت أنها ستعود قريبا , وأنها ستبرق بموعد وصولها , ولكنها لم تتصل بي ثانية".
" لا بد أنك مشتاق لعودتها".
رد باقتضاب:
" نعم".
وبعد أن فرغا من تناول طعام الأفطار قال بول فجأة:
" نسيت أن أخبرك أن أرون برنارد يريد رؤية لوحاتك , لقد حاولت أن أتصل بك تلفونيا في الليلة الماضية ولكنني لم أجدك".
وتذكرت كارن الحبة المنومة فقالت:
" لقد أخذت حبة منومة , ولا بد أنني استغرقت في النوم".
" ولماذا تأخذين حبوبا منومة؟".
"حتى لا أظل ساهرة!".
" اذا كنت لا تستطيعين النوم, فلا بد أن شيئا يشغل ذهنك".
" هل تكتب في ركن القلوب المحطمة في الصحف؟".
قال بول بلهجة جادة:
" لا أحب أن تأخذي مثل هذه الحبوب يا كارن , سوف تألفينها وتعتمدين عليها تماما".
قالت وهي تحاول أن تغير موضوع الحديث:
" فلنعد الى موضوع آرون برنارد , متى يريد رؤية اللوحات؟".
"الواقع أنه يود رؤيتها اليوم, وهذا هو سبب اتصالي بك في الليلة الماضية".
" ولكن هذه الضجة بالنسبة لساندرا وسيمون , ومشكلة حملها ؟".
عندئذ قال بول:
" حتى اذا كانت حاملا , فهي ليست أول فتاة يحدث لها هذا".
" أذن , هل تعني أن هناك شكا في هذا؟".
" محتمل جدا , يمكن أن يكون زعم ساندرا مجرد أنذار كاذب , ولذلك سوف أتصل بآرون ليرى الرسوم في المساء , ومن يدري؟ لعلنا نكون قد وصلنا الى كشف لغز ساندرا هذا ".
تنهدت كارن وهي تقول:
" معك حق... أشكرك يا بول. يجب أن أنصرف الآن والا قلقت علي أمي".
" أنك تفعلين ما طلبته منك....".
" حسنا.... دعني أتصل بها تلفونيا".
"سأتصل بها أنا حتى تقول لي ما تريده".
وأمسك سماعة التلفون وأدار رقم السيدة ستاسي وأنتظر أن ترد, وشعرت مادلين بالسعادة عندما حدثها بول, فقد أثبت بذلك أنه يعالج الموضوع بكل جدية , كانت مادلين تحتاج دائما الى أحد تعتمد عليه , وطلب منها بول أن تهدأ وتنام قليلا, اذا كانت لا تزال تشعر بالقلق , وأنهما هو وكارن سيبحثان عن ساندرا حتى يجداها ويعودا بها الى البيت , كان لبقا بطريقة ساحرة , وأيقنت كارن أن كلماته طمأنت أمها الى حد كبير, وعندما انتهى بول من المحادثة التلفونية , وضع السماعة والتفت الى كارن وقال:
" كانت لطيفة جدت".
" لأنها تحبك, على فكرة, أنك تتحدث عن محاولة العثور على ساندرا وكأنه أمر سهل .... ألا تضيق بشيء؟".
قال بول بقسوة:
"أضيق فقط بالزوجات الخاطئات".
ارتجفت طارن... هناك دائما العامل الشخصي بينهما , وكان قريبا جدا من السطح بحيث يطفو في أية مناسبة , وردت عليه قائلة:
" وماذا عن الأزواج القساة؟".
سألها بتهكم:
" وهل كنت قاسيا ؟ لا أطن".
" أنك تفكر دائما من الزاوية العاطفية ".
" وما هي الزاوية الأخرى؟".
" أنني أنسانة ولست قطعة أساس , هل كنت تريدني أن أفقد شخصيتي في شخصيتك؟".
" لا ... لنفرض أنني كنت مخطئا بقدر ما كنت مخطئة , ماذا نجني من هذا؟".
تمتمت وهي تلهث فجأة:
" هذا يتوقف عليك....".
ركَز بول نظراته عليها ... وفجأة دق جرس الباب , وشعرت كارن بأمتئاب فظيع . وعبس بول قائلا بغضب:
" ترى من يكون هذا؟".
قالت كارن وهي تفكر:
" ربما يكون سيمون... سأفتح الباب".
سارت كارن بسرعة نحو الباب وفتحته , وفي الحال أنتشر عطر مثير ملأ أنفها... واذا بها أمام فتاة قصيرة سوداء الشعر , ترتدي معطفا ثمينا من الفراء , وقبعة فيها ريش وردي , وحذاء أنيقا , كانت روث!
وتعرفت عليها كارن في الحال, وشعرت بشيء من الخجل من ثيابها المتواضعة اذا قورنت بملابسها الثمينة , وبدا الغضب على وجه روث عندما تعرفت هي أيضا على كارن , على أن بول أضطرب قليلا عندما دخلت خطيبته الغرفة بعد أن رمت كارن بنظرة قاتلة.
وأغلقت كارن الباب واستندت عليه , وهي تشعر بالفخر لثقة بول الفائقة في نفسه, وأيقنت كارن أنها لو كانت مكان روث لأحترقت غضبا مثلها, ووقفت روث وسط غرفة الجلوس , وراحت تحدق في بول بغضب ثم قالت ببرود:
"لا بد أن هناك تفسيرا لهذا! ويهمني أن أسمعه , يبدو أنني عدت في لحظة غير مناسبة".
هز بول كتفيه العريضتين وقال:
" لماذا تتصورين ذلك؟ كلا ... يا روث.... لقد حضرت كارن الى هنا لسبب مشروع جدا . أن الأشياء ليست في حقيقتها كما تبدو من الظاهر دائما...".
اتسعت عينا كارن , والتفتت روث ونظرت الى كارن باحتقار , ثم قالت بلهجة وقحة:
"يبدو أنك تتذرعي بأسباب لا حصر لها لتطاردي بول بعد أن أنفصلت عنه!".
احمر وجه كارن, قال بول:
" أن هذا الموضوع لا يمت لك بصلة يا روث".
قاطعته كارن قائلة:
" لا تزعج نفسك يا بول, باستطاعتي أن أحارب معاركي بنفسي, خطيبتك الفاتنة تثبت ببساطة أنها تشك فيك, ومن الواضح أنها تريد أن تعتقد أننا نسيء التصرف".
ردت روث عليها:
" أنك تودين أن ننفصل يا آنسة ستاسي , لقد أرتكبت غلطة كبيرة عندما سمحت لبول بأن يطلقك".
وعندئذ تدخل بول وقال بهدوء:
" أن أخت كارن حامل, وقد هربت من البيت".
قالت روث:
" يا له من شيء مقزز, لا بد أنها....".
قاطعتها كارن بغضب قائلة:
" أن أختي ليست ساقطة , فهي تتصور أنها تحب سيمون !".
قالت روث :
" ألم يكن في أستطاعتك أن تتحدثي تلفونيا؟".
رد بول:
" أنا الذي طلبت منها أن تحضر".
خلعت روث قفازها , وقالت وهي تنظر الى كارن باحتقار:
" أنني واثقة أنها طاردت سيمون المسكين".
وكان هذا أكثر مما تحملته كارن, كان سيمون معروفا بطيشه وحماقته, ولا بد أن روث نفسها تعرف هذا , ولكنها كانت تتعمد مضايقة كارن , لقد أحتقرتها بشدة عندما فتحت لها الباب , ولكنها كانت تنتقد الآن ساندرا التي لم ترها في حياتها , وهذا أمر مختلف .
ردت كارن عليها على نحو متهور:
"لعلك تعتقدين أن كل أسرتنا هكذا يا آنسة ديلاني, لقد تغيبت بضعة أيام , وعندما عدت وجدتني في شقة بول , وقد تناولت الأفطار معه , ما معنى هذا؟ وماذا أبدو في نظرك؟.
صاحت روث في هلع:
" بول...".
نظر بول الى كارن بعينين متوسلتين , ولكنها مضت تقول بلا أكتراث:
" لا تقلق يا بول, لن أختلق أية حكايات , دع خطيبتك تكوَن رأيهابنفسها عن الموضوع , واذا خرجت بالفكرة الخاطئة فأنك تستحق هذا على ما أعتقد , لأنك تسرعت وقفزت الى نتائج خاطئة وظلمتني منذ سنتين , أليس كذلك؟".
وزمت كارن شفتيها , وفجأة شعرت وكأنها طفلة مدللة تحاول تبرير حماقتها , وبدون أن تنطق بكلمة واحدة أخرى , أخذت معطفها وخرجت من الشقة , وصفقت الباب خلفها , وسمعت بول يصيح كارن, ولكنها لم تتوقف.
وبعد انصراف كارن ساد صمت رهيب لعدة دقائق, كانت كل كلمة قالتها كارن تطن في رأس بول , ولم يستطع أن يخلص نفسه من الشعور بأنه أخطأ في حقها , وعودة روث لم تخرجه من عواطفه المشوشة كما كان يتصور , بالعكس لقد تضايق لأنها قطعت حديثه مع زوجته السابقة.

برنس وصاب
09-23-15, 04:45 PM
وقالت روث:
" حسنا يا بول... يبدو أنك لست سعيدا برؤيتي".
ضم بول قبضتيه ورد عليها نافذ الصبر:
" لا تكوني مضحكة يا روث, لقد عدت بدون أعلامي".
هزت روث رأسها وقالت ساخرة:
" هذا واضح...".
وقطب بول جبينه , وعندما أحست روث أنها تمادت أكثر مما ينبغي سارت نحوه وهي تقول:
" لا تقلق يا حبيبي , أن روث تثق فيك".
حاول بول أن يخفي شعوره بالضيق من لمستها وسألها:
" هل حضر أبواك معك؟".
" نعم, وذهبا الى الفندق , والواقع أنني أردت أن أفاجئك يا حبيبي".
هز بول كتفيه وقال:
"لقد فاجأتني بالتأكيد, في أية حال هل قمت برحلة طيبة ؟".
وبدأت روث تحدثه عن رحلتها , وحاول بول أن يركز... ها هي ذي روث خطيبته , الفتاة التي قرر أن يتزوجها , لماذا بدت الفكرة كئيبة الآن؟ لماذا شعر بالضيق والتوتر بينما أراد أن يكون طبيعيا؟ عليه أن يشرح الموقف لروث, ويخبرها أن كارن كانت غاضبة , وأنها شعرت بالأهانة , وأن كل ما قالته كان مجرد تحد ولكن الكلمات لم تسعفه, أفكاره لا تزال مع كارن! وتذكر منظرها قبل أن تنصرف , لقد بدت ضائعة ضعيفة , بدون أحد يدافع عنها رغم كلماتها الشجاعة , تصرفت على نحو متهور مستقل , ومع ذلك كان متأكدا من أنها لم تكن تشعر بأنها قوية ولا مستقلة , لقد بدأت كلماتها تعني شيئا له , ووجد نفسه يميل الى تصديقها في كل شيء . زكان هذا وحده كافيا لأزعاجه , اذا كانت تقول الصدق , واذا كان مارتن كاذبا , فمعنى هذا أن الأحتمالات هائلة اذن.
وعندما نظر الى وجه خطيبته القلق تساءل لأول مرة , ترى هل يستطيع أن يعيش مع أمرأة أخرى قبل أن يتزوج كارن كان يعجب بالنساء من الناحية الشكلية فقط, وليس من الناحية الذهنية , وكان لا يزال يلملم جراحه عندما دخلت روث حياته, وتصور أنها تستطيع أخراجه من عزلته , أما الآن فبدأ يشك في قدرة روث على أمداده بما يحتاج اليه من سعادة وراحة, كان زواجه من كارن بهيجا مريحا ,,, كارن... كارن... كارن... ذهنه يطن بذكراها , فيئس من أبعادها عن فكره, لو أنها لم تظهر من جديد في حياته لتزوج روث وعاش معها هادئا بدون هذا العذاب, أما الآن فأن فكرة الزواج من روث لم تعد تروق له.
وروعه التغير الذي طرأ على ذهنه , الواقع أن كارن هي التي أثارت كل هذا , هي التي جعلته يضيق ببيئته التي اختارها وزوجته التي أنتقاها , كارن أكثر من مجرد زوجة وربة بيت .... وقد تركته محطما.
وأدرك أن روث تحدق فيه بضيق فبدا بعيدا عنها بأفكاره وأستطاعت من تعبي وجهه معرفة أنه لم يستمع الى كلمة واحدة مما قالت, وسألته محاولة أن تبدو هادئة رغم أن الغضب كان يمزقها أربا :
" ما الذي تفكر فيه يا حبيبي؟".
جمع بول شتات أفكاره:
" آسف يا روث... ماذا كنت تقولين؟".
" كنت أسألك ماذا ستفعل بخصوص ساندرا؟".
قطب بول وجهه, ففي خضم أفكاره المؤلمة نسي كل شيء تقريبا عن مشكلة ساندرا وسيمون , وتمتم قائلا:
" عن أذنك لحظة يا روث... أريد أن أجري محادثة تلفونية".
جلس لويس مارتن أمام مكتبه يحملق بلا أهتمام في التصميم الموضوع على المكتب , لقد فقد أهتمامه بعمله مؤخرا , وتركزت أفكاره على كارن وبول , الواقع أنه ساعد كارن على الطلاق لأسباب شخصية بحتة, فقد أعجب بها كثيرا ورغم أن علاقتهما ظلت علاقة عمل , الا أنه كان مقتنعا بأنه لن يمر وقت طويل حتى تدرك أنه سيكون زوجا طيبا لها.
زوجته الأولى أمرأة باردة بلا مشاعر , وشعر بالراحة عندما ماتت , وحين قابل كارن الجذابة المليئة بالحيوية , أسرته فورا وقرر أن يتزوجها , ولذلك شعر بعذاب أليم خلال الأسابيع القليلة الماضية , وعندما علم أنها تلتقي ببول ثانية, اضطربت عواطفه ووجد نفسه ينزوي في عزلة كئيبة, وضايقه أكثر أنه وجد بول وكارن في الشقة , الشقة نفسها التي استأجرتها كارن منه ... وبدون أن يفكر أن كارن لا تدين له بشيء , بدأ يعتبر موقفها نحوه موقف خيانة , بل شعر وكأنه زوج مخدوع ! لم يحاول أن يتوقف ويفكر في غرابة هذا الوضع, ولكنه أدرك مؤخرا أن كارن غيرت موقفها اتجاهه , فلم تعد تلجأ اليه لتطلب النصيحة , ولم تعد تدعوه لزيارتها في شقتها كما تعودت أن تفعل في الماضي ... كان غيورا بطريقة عنيفة مؤلمة . أما أن كارن تعمدت أن تغيظه أما أنها لم تكن تدري أو تعبأ بمشاعره , وبذهنه المشوش تصور أنها تتعمد أغاظته!
وعندما رن جرس التلفون رفع السماعة بلهفة , من يدري لعل المتحدث كارن! وسمع صوتا نسائيا يقول بلهجة أميركية:
" هل أنت السيد لويس مارتن؟".
"نعم, هل أستطيع مساعدتك؟".
" ربما يستطيع كل منا مساعدة الآخر . أنا روث ديلاني , هل هذا يكفي؟".
" ماذا تريدين؟".
" عندي أخبار لن تسرك , لقد فسخ بول خطبته لي هذا الصباح , هل يهمك هذا؟".
شعر لويس بقلبه يخفق بشدة , ما معنى أن يفسخ بول خطبته؟ لا يوجد الا سبب واحد لهذا....
وقال:
" يهمني جدا يا آنسة ديلاني , هل نستطيع أن نتقابل لتناول الغداء مثلا؟".
ردت بسرعة:
" أذا شئت, أين؟".
حدد لويس الوقت والمطعم... لقد فهم بوضوح لماذا أتصلت به روث , كانت لها مصلحة في ذلك, فهي تريد بول, وتعرف أن لويس هو الذي أتهمه بول بالخيانة مع كارن في قضية الطلاق , معنى هذا أنه و روث كانا في وضعين متشابهين , ويمكن أن يساعد كل منهما الآخر!
ومع ذلك أخذ يفكر... ما الذي يستطيع أن يفعله اذا رفضت كارن الزواج منه؟
وشعر بحرارته ترتفع, فمشاعره نحو كارن أشبه بنار تحترق في عروقه وتكاد تقضي عليه , لا بد أن يواجهها ... لا يستطيع أن يستمر هكذا الى ما لا نهاية.
ونهض من مكانه وسار نحو النافذة , وعندما نظر الى الشارع شعر برغبة قوية لفتح الشباك والقفز منه ! ما هذا الجنون الذي انتابه ؟ لماذا لم تظل حياته سائرة كما كانت , فتأتي كارن الى المكتب بانتظام , ويجدها في شقتها كلما أراد أن يتصل بها تلفونيا , كانت لعبة سباق مع الزمن, ولم يعد يرغب في الأستمرار , وأشعل سيكارة بأصابع مرتجفة , لم يكن يحلم أنه سيحب أمرأة الى هذا الحد . أما الآن وبعد أن أحب كارن فعلا فقد بدأ يشعر بالغثيان ! لا بد أن يقابل هذه المرأة روث ويوضح لها وضعه أيضا , لا بد أن تعرف أنه يريد كارن بأي ثمن , ثم... بعد ذلك... لا بد أن يقابل كارن نفسها, قبل أن يفوت الأوان

برنس وصاب
09-23-15, 04:46 PM
7- المخربة الحمقاء
في الساعة الثانية عشرة اتصل بول بكارن, كانت تحاول عبثا قراءة مجلة نسائية في غرفة الجلوس في منزل أمها عندما رن جرس التلفون , ورفعت السماعة وسمعت بول يقول:
" ساندرا موجودة في برايتون , أعطاني سيمون العنوان , أنه في حالة يرثى لها, تلقى منها رسالة بالبريد توضح كل شيء . ولا يبدو أن لديه أية ميول عاطفية في الوقت الحاضر".
تنهدت كارن بارتياح , ونقلت الخبر الى أمها فانفجرت بالبكاء , وقالت كارن:
" شكرا جزيلا على كل شيء يا بول ".
" حسنا يا كارن ... أخبرني آرون برنارد بأنه يريد الحضور..."..
قاطعته قائلة:
" ليس الآن".
ورد بول برقة قائلا:
" بل الآن . أنه يريد الحضور في حوالي الساعة الثانية , وبعد أن ينصرف , سآخذك أنت وأمك الى برايتون اتحضرا ساندرا".
ذهلت كارن... لقد توقعت أن تذهب وحدها الى برايتون لأحضار ساندرا فصاحت متساءلة:
" ولكن... ماذا عن روث؟".
" سوف أتصرف مع روث, هل يناسبك هذا؟".
ردت كارن بلهفة:
" بالطبع... متى أراك أذن؟".
" سأحضر مع آرون".
ثم وضع السماعة.
وتساءلت , لم يبد غاضبا كما توقعت , ولم تفهم الوضع , كان غاضبا عندما غادرت الشقة في الصباح, لعله ناقش الأمر كله مع روث , أو لعل روث ستأتي معه الى برايتون.
وسألتها مادلين:
" هل سنذهب أنا وأنت لأحضار ساندرا؟".
هزت كارن كتفيها وقالت:
" لقد أقترح بول أن يأتي معنا".
" الحمد لله , فقد تحدث مشادة بيننا وبين ساندرا وترفض الحضور , ولكن هذا لن يحدث في وجود بول".
قال كارن بتصميم:
" أن في استطاعة بول السيطرة على ساندرا , ونحن نعرف ذلك, حسنا, سأنصرف الآن يا أمي وسنمر عليك في حوالي الساعة الثالثة, هل توافقين؟".
" أوافق يا عزيزتي , وشكرا على كل ما فعلته".
ردت كارن بلهجة جافة وهي تفتح الباب الأمامي :
" لا داعي للشكر".
كانت لا تريد أمتنانا , بل أمانا فقدته في عالمها الصغير, ألم تحطم حياتها بنفسها منذ سنوات ؟ ما قيمة الوظيفة والحياة المستقلة الآن.
وأعدت كارن لنفسها وجبة بسيطة بدلا من الغداء , وارتدت حلة صوفية أرزت قوامها الرشيق , كانت تبدو طويلة نحيلة حلوة, وأسعدها هذا فقد أرادت أن تبدو جميلة في نظر بول , حتى لو كانت روث في صحبته , وعندما رن جرس التلفون تصورت أن المتحدث بول , فأمسكت بالسماعة وقالت:
" أنا كارن , هل حدث سوء؟".
واذا بصوت لويس يجيبها:
" لماذا يحدث أي سوء؟ كنت أحاول الأتصال بك طوال نصف ساعة".
ضاقت بلهجته المتسلطة وقالت:
" كنت في الحمام , وقد خرجت هذا الصباح , لأن ساندرا تورطت في متاعب جديدة".
تساءل لويس بشيء من الدهشة:
" صحيح؟ لا بد أنك اضطررت للأتصال بفريزر ثانية".
" نعم , وكيف عرفت؟".
" لقد تكهنت , جمعت أثنين وكان الحاصل أربعة".
" أوه, ماذا تريد يا لويس؟".
" أريد أن أقابلك".
" لماذا؟".
"لماذا؟ من أجل التصميمات الجديدة طبعا".
عضت كارن شفتها, هاهي تلاحظ شيئا ما في سلوك لويس ولا تستطيع تحديده بالضبط, ما الذي تستطيع قوله؟ أنه رئيسها وهي تعمل في شركته... لا تريد رؤيته ولكن ما الذي تستطيع فعله؟ لعل الوقت قد حان لتخبره بأنها ستترك العمل في شركته , وسألته وهي تتذكر أنها ستكون مشغولة طوال اليوم:
" هل أراك غدا؟".
" ولم لا أراك الليلة؟ هل لديك موعد؟".
وفكرت, أليس من الأفضل أن تراه وتنهي الموضوع, ووافقت رغما عنها , وقالت :
" وهو كذلك... هل تأتي الى هنا؟".
" لا ... أريدك أن تأتي الى المكتب , وأستطيع شرح خططي هناك".
وفكرت كارن... أن مقابلته في المكتب ستجعل اللقاء مجرد مقابلة عمل , فقالت:
" حسنا . متى؟".
" في السابعة , هل يلائمك هذا؟".
حسبت كارن في ذهنها المدة التي سوف تستغرقها في الذهاب الى برايتون والعودة , ثم قالت:
" أجعلها في السابعة والنصف".
"حسنا الى اللقاء".
ووضعت سماعتها , وتمنت لو أنه لم يتحدث اليها اليوم بالذات , وشعرت برجفة تسري في جسمها , كان صوت لويس غريبا , باردا, ومع ذلك لحوحا, تنهدت... لعل الخيال هو الذي صور لها أشياء غريبة... وسمعت طرقا على الباب فنسيت خوفها , وذهبت لتفتحه , ووجدت بول ومعه رجل في منتصف العمر, وأيقنت أنه آرون برنارد, وابتسم بول وهو يدخل مع رفيقه ويقدمه لها, وابتسم برنارد وهو ساهم فقد كانت عيناه تبحثان عن اللوحات التي جاء لمشاهدتها , وقال له بول:
" تستطيع أن تشاهد الرسوم على مهل, لأنني أريد التحدث مع كارن".
وخرج بول وكارن من غرفة الجلوس , وسألها:
" هل قلت لأمك كل شيء؟".
فأومأت برأسها , وعندما سألته عن المكان الذي تقيم فيه ساندرا قال:
" في منزل ريفي قريب من برايتون , لقد قال سيمون أنهما تعودا الذهاب الى هناك".
ثم سألها قائلا:
" هل أنت عصبية؟ أقصد أن آرون سيحكم على لوحاتك؟".
أجابت بقلق:
" طبعا. أريد معرفة قراره , ومع ذلك أخشى سماعه".
وتنهدت... الواقع أن شعورها نحو لوحاتها لم يعد هاما , اذا قورن بمقابلاتها مع بول, ومع ذلك قالت:
" أنني أشعر بسعادة كبيرة, ولكن قلقي على ساندرا هو الشيء الوحيد الذي يحطم سعادتي".
أشعل بول سيكارة وتمتم قائلا:
" لا داعي للتركيز كثيرا على تلك الفتاة , من يدري قد يتضح أن الأمر كله ليس الا زوبعة في فنجان!".




أشعل بول سيكارة وتمتم قائلا:
" لا داعي للتركيز كثيرا على تلك الفتاة, من يدري قد يتضح أن الأمر كله ليس الا زوبعة في فنجان!".
ثم أستدار وفتح الباب الذي يؤدي الى غرفة الجلوس , ووقفت كارن وحدها قليلا في المطبخ , وأخذت تفكر, ترى ما الذي يدور في ذهن بول ؟ الواقع أنه لم يشر بأية كلمة الى المهزلة التي حدثت هذا الصباح , كما أنه لم يذكر روث, وعندما تذكرت محادثة لويس التلفونية الغريبة وعدم أكتراث بول بروث الآن , تصورت أن العالم أختل توازنه ... أن الأنسان هو الذي يصنع الأشياء , ولعل قلقها على ساندرا وأشتياقها الى بول أشاعا الحزن في نفسها, وهدأت من روعها وسارت الى غرفة الجلوس, كان بول وآرون يتحدثان سويا, ونظرا اليها عندما دخلت, فقالت وهي تحاول أن ترسم أبتسامة مرحة على وجهها:
" والآن, يا ساددتي , هل وصلتما الى قرار؟".
ابتسم آرون مشجعا وقال:
" نعم, ويسعدني أن أقول أن اللوحات أعجبتني, وأعتقد أنك أذا مضيت في طريقك على هذا النحو فستصبحين رسامة ممتازة ! واذا أستطعت رسم صور أخرى قبل الخريف , فأنني مستعد لعرضها في قاعة العرض الخاصة في شهر أكتوبر (تشرين الأول)".
شعرت كارن أن ذهنها قد تشتت تماما , فسألت بول:
" بول... لا أظن أنك تسخر مني؟".
هز بول رأسه مغتبطا. وابتسم آرون سعيدا, وأخيرا قال آرون:
" أنني سعيد جدا بهذه اللوحات... منذ متى ترسمين؟".
أجابت كارن بضعف وهي تنظر الى بول :
" منذ حوالي سنتين منذ هاتين السنتين اللتين كانتا طويلتين جدا".
وقال آرون:
" مدهش, أذا صدق رأيي فستجدين نفسك متفرغة لرسومك خلال عامين , هذا اذا أردت أن تتركي وظيفتك الحالية".
قالت كارن:
" رائع!".
وقال آرون مبتسما:
" أذن تعالي لمقابلتي في الأسبوع المقبل, هل تستطيعين الحضور يوم الأربعاء في الساعة الثانية عشرة في قاعة عرضي؟".
" مدهش ... أنني لا أستطيع التعبير عن شكري يا سيد برنارد".
" أنني رجل أعمال يا آنسة ستاسي , ولو كنت رساما, وأعنقد أن لوحاتك مريحة جدا , والسوق مزدهرة في الوقت الحاضر".
وانصرف آرون, والتفتت كارن الى بول وقالت وهي تبتسم :
" أنه لطيف جدا, أليس كذلك؟ شكرا يا بول ".
هز بول كتفيه وقال يداعبها:
" حسنا... ستكونين كارن ستاسي الفنانة!".
وترددت كارن لحظة ثم جرت نحوه وألقت بنفسها بين ذراعيه , والدموع تسيل على خديها وقالت:
" بول ماذا أستطيع أن أقول أو أفعل؟".
رد بول باقتضاب:
" كوني ناجحة فقط!".
ثم أبتعد عنها بلطف , ولم تفهم كارن... ولكنها شعرت بأصابع الوحدة الباردة تلمس قلبها ثانية, وتمتمت قائلة:
"هيا بنا... لا بد أن أمي تنتظرنا في قلق".
ووصلا الى منزل مادلين, وكانت واقفة أمام الباب , واتسعت عيناها في أنبهار وهي تجلس في السيارة الفارهة , كانت تحلم دائما بحياة رغيدة , أما كارن فقد شعرت بالسيادة وهي قريبة من بول, وقطعت أمها الصمت عندما سألت:
" في أي فندق تقيم ساندرا؟".
" في مكان أسمه بارن باول, وهو أقرب الى حانة منه الى فندق!".
صاحت مادلين:
" أوه... بول... هل تقيم ساندرا في مكان كهذا؟".
قال بول وهو ينظر الى كارن:
" كان سيمون يأخذ صديقاته الى هناك!".
قالت مادلين مستنكرة:
" لماذا يتصرف سيمون بمثل هذه الحماقة وهو رجل متزوج؟".
" لا تسألينني , فلست حارسه بقدر ما أنت حارسة ساندرا".
شعرت مادلين بالأهانة , وأخرجت كارن علبة سكائرها وأشعلت سيكارتين , وقدمت واحدة لبول, وأخذها بطريقة طبيعية كما كان يفعل دائما , كانت عادة مفضلة من سالف الأيام!
وأستغرقت الرحلة الى بارن باول حوالي ساعة, كانت الرياح عاصفة والجو باردا , ودخلوا المبنى من باب منخفض , واضطر بول الى أن يحني طهره , حتى يستطيع أن يمر منه , وظهرت أمرأة متقدمة في السن في مكتب الأستقبال وسألتهم:
" هل أستطيع أن أقدم لكم أية خدمة؟".
قال بول:
" أننا نبحث عن فتاة أسمها ساندرا ستاسي , وأعتقد أنها تقيم هنا".
بدت الدهشة على وجه المرأة وأجابت في أدب:
" لا توجد هنا فتاة بهذا الأسم".
ولم ينزعج بول وعاد يسألها:
" هل جاءت الى هنا فتاة شابة الليلة الماضية أو هذا الصباح؟".
ضاقت عينا المرأة وقالت:
" لقد جاءت فتاة وقالت أن أسمها الآنسة نيكولسون".
شهقت مادلين بصوت مسموع , وقالت المرأة وقد أنتابها الشك:
" هل هي في ورطة أم أنكم أصدقاؤها؟".
أجاب بول:
" أنها ليست في ورطة , هذه هي أمها وهذه أختها , وقد هربت من المنزل أمس وحضرنا لنأخذها!".
بدا الأرتياح على وجه المرأة , وسألتها مادلين في قلق:
"هل هي هنا, يجب أن أراها".
" نعم, أنها في غرفتها , سأذهب لأخبرها بوصولكم".
وقال بول:
" لا تزعجي نفسك أرجوك, فقط أرشدي أمها الى غرفتها لأنني أعتقد أنها تود أن تراها وحدها لدقيقة".
عبست المرأة وهزت كتفيها وقالت:
" حسنا, هل أفهم من هذا أن الآنسة نيكولسون ستدفع حسابها اليوم أيضا؟".
عض بول شفته وقال:
" لماذا؟".
" لقد غيَرت ملاءات السرير وأعددت وجبة خاصة".
" نستطيع أن نسوي هذا الأمر".
وهنا أبتسمت المرأة في أرتياح.
وتضايقت كارن من أستهتار أمها وعدم مراعاتها للناحية المالية, كانت متلهفة فقط على العثور على ساندرا , ستقول لها بالطبع أنها حمقاء , ثم تسامحها!





وقادت المرأة مادلين الى غرفة ساندرا, ثم عادت الى مكتب الأستقبال وـخذت تتحدث مع بول, وراحت كارن تتجول في غرفة الجلوس , وبعد قليل لحق بها بول وهو يعيد محفظة نقوده الى جيبه , واحمر وجهها خجلا, ولكنها حاولت أن تبتسم وقالت:
" أنه مكان لطيف".
رد بول بعنف:
" سيكون ألطف عندما نتركه وراءنا, وسوف نعود فورا الى لندن والى طبيب أعرفه".
" طبيب لساندرا؟".
" طبعا, أريد حل هذا اللغز, أنا شخصيا لا أعتقد أن ساندرا حامل, قد يكون هذا صحيحا بالطبع, ولكننا نستطيع التأكد بعد أن يفحصها ".
ضمت ساندرا يديها وقالت:
" أرجو أن تكون قد أختلقت القصة , رغم أن هذا شيء فظيع, ولكنه سوف يريحنا".
ابتسم بوب فجأة وكانت عيناه دافئتين وقال:
" نعم... واذا أتضح أن المسألة كلها كذب فسيكون لي كلام عنيف مع الآنسة ساندرا".
وارتجفت كارن وتدثرت بمعطفها , كان بول يبدو قويا مليئا بالحيوية في معطفه السميك وحلته القاتمة, بينما شعرت كارن بالضعف والضياع , ليتها تجرؤ وتبوح له بمشاعرها , ترى ماذا يقول عندئذ؟ هل سيذكرها بالتزاماته الأخرى, وبأن موعد زفافه يقترب بسرعة , وسألته فجأة:
" أخبرني , هل تناولت الغداء مع روث؟".
"لقد تناولت روث الغداء مع والديها , لماذا؟".
" كنت أتساءل اذا كانت قد أعترضت على حضورك معنا الى هنا".
نظر اليها بول مليا ثم قال:
"لا ... لم تعترض... أن رأي روث لا يهمني الآن!".
رددت كارن عبارته: لا يهمك! ولم تستطع أن تمنع قلبها من أن يقفز , وحملق بول في وجهها وشعرت بأنها تحترق أمام تعبيرات عينيه , ترى ما معنى كل هذا؟ وماذا يقصد؟".
وسمعت وقع أقدام في القاعة , ووصلت ساندرا الى غرفة الجلوس وتبعتها مادلين والدموع في عينيها , كان غضبها عنيفا وشبابها متحديا.
وقال بول:
" أهلا يا ساندرا , يا لها من مفاجأة سارة!".
تحول وجه ساندرا الى لون قرمزي وقالت ببرود:
" لا تثير ضحكي. ما هذا ؟ رحلة مدرسة الأحد؟".
أجاب بول بابتسامة تحول حول فمه:
" لا ... أنها فرقة أنقاذ! ألست سعيدة برؤيتنا يا عزيزتي؟".
قالت ساندرا بمرارة:
"لا داعي لأن أرد على هذا السؤال".
قال بول وقد اختفت ابتسامته:
" صحيح؟ يا لك من فتاة متعبة! هيا أين حقيبة ملابسك؟".
قالت مادلين بصوت ضعيف:
" في القاعة".
وخرجوا .... كانت السيارة دافئة, وشعرت ساندرا بالدفء والراحة بعد غرفتها الباردة وسريرها الصلب, وفي الطريق قال بول بجرأة:
" أنت حامل أذن يا ساندرا؟".
كان واضحا أنها لم تكن تتوقع مثل هذا الهجوم السافر , فقالت في تحد:
" نعم".
" هل أنت متأكدة؟".
عضت كارن شفتها ونظرت الى وجه أختها القرمزي , وأجابت ساندرا ببرود:
" بالطبع متأكدة , أن للنساء طرقهن الخاصة في معرفة هذه الأشياء كما تعلم , وأنا لست طفلة".
ووافق بول برقة قائلا:
" وأنا واثق أنك لست طفلة , أن الطفلة لا تستطيع أن تضع مثل هذه الخطة المعقدة, يهمني أن أعرف , في أية حال , كيف وصلت الى هنا".
" لقد حضرت الليلة الماضية بعد أن طلبت من سيارة لوري أن توصلني".
صاحت مادلين:
" يا ألهي, كان يمكن أن يغتصبوك أو يقتلوك أيتها الطفلة الحمقاء!".
ردت ساندرا بوقاحة:
"لست طفلة , أنكم لا تفهمون أبدا, لا أحد منكم يفهم!".
رد بول بسرعة:
" ولا أنت تفهمين يا ساندرا, أنك في حالة بائسة يا فتاتي الصغيرة".
" كيف تقول هذا؟ أنني أحب سيمون , هل هناك شيء أبسط من هذا؟".
رد بول بقسوة:
" كان يمكن أن يكون الوضع أبسط لو أن سيمون يحبك, هل يهمك أن تسمعي ما قاله لي هذا الصباح , عندما أعطاني عنوانك؟".
شهقت قائلة:
" هل أعطاك عنواني؟ كيف يفعل هذا؟".
عندئذ صاحت كارن بنفاذ صبر:
" وكيف تعتقدين أننا عرفنا مكانك؟".
ردت ساندرا في وجوم:
" صحيح... حسنا ماذا قال لك يا بول؟".
" لقد رجاني أن أحضر الى هنا لأخبرك أن علاقته معك قد أنتهت , ألا تعتقدين أنه كان يتعين عليه الحضور بنفسه اذا كان يحبك حقا؟".
بدت ساندرا أقل ثقة بنفسها , وصاحت بصوت حاد:
" سوف يطلق زوجته".
قال بول ببرود:
" لا أعتقد هذا, أن سيمون لا يعتزم أن يتزوجك , هل تستطيعين أن تتصووريه وع زوجة وطفل بلا عمل, أنني بالتأكيد لن أساعده".
أ؟نفجرت ساندرا بالبكاء وصاحت بمرارة:
" يا لك من أخ".
هز بول كتفيه وقال:
" مهما أكون فأن هذا خارج الموضوع , لقد أستمتع بصحبتك وهو في العادة يحب الفتاة ثم يتركها , فلا تلومي الا نفسك".
وهنا بكت ساندرا بطريقة تثير الرثاء.

" ولكن الطفل, أنه طفل سيمون ... ويجب أن يتزوجني".
سألها بول بلا حرج:
" وهل هذا هو السبب الذي جعلك تختلقين القصة؟ لترغمي سيمون على أن يتزوجك؟".
صاحت ساندرا:
" أختلق القصة؟".
وبدا عليها الوهن الشديد, وبدأت تصدق أنها حامل فعلا, وأخيرا قالت:
" أنك لا تصدقني يا بول... لقد كنت دائما أحبك , فكيف تكون بهذه القسوة؟".
" ساندرا ... لقد قلت أنك لست طفلة , حسنا ... أذن يجب أن نعاملك كفتاة ناضجة , وباعتبارك فتاة ناضجة أقول أنني لا أعتقد أنك حامل, وأستطيع في الواقع أن أذهب الى حد المراهنة على ذلك".
بدأت مادلين تبكي... وشعرت كارن برغبة في الضحك! يا لها من أسرة عجيبة , أسرة ستاسي هذه؟
وأصرت ساندرا قائلة:
" أنني حامل حقيقة".
رد بول بسرعة:
" أذن دعينا نذهب رأسا الى طبيبي ونتأكد من هذا".
ولاحظت كارن أنه يبدو مشمئزا الآن, وتساءلت جادة عما اذا كانت ساندرا كاذبة!
كان واضحا من وده ساندرا أنها لم تكن تتوقع طرح هذا الموضوع, فقالت:
" طبيب! لست في حاجة الى أن يفحصني طبيب!".
" ولكنني أريد التأكد , أذا كنت تقولين الصدق, فليس هناك ما تخافين منه!".
أجهشت ساندرا بالبكاء , وقالت:
" أنكم جميعا ضدي , حتى سيمون ضدي, لقد سافر الى نوتنغهام , ولم يفكر في الكتابة الي وكان لا بد أن أفعل شيئا!".
ثم أختنق صوتها .
وشعرت كارن بالغثيان , بدا واضحا أن ساندرا كاذبة, وظلت مادلين صامتة لحظة ثم قالت:
" أيتها الفتاة الشريرة! كيف تجرؤين على هذا الكذب؟ لقد كدت تقتلينني".
بكت ساندرا وقالت متجاهلة أمها:
" أنني أحب سيمون , أحبه... ألا يهتم أحد منكم بشعوري؟".
ففاجأها بول بقوله:
" كلنا نهتم بما يحدث لك, أحمدي الله أنك بخير".
شعر بول بالأرتياح , وقالت كارن غاضبة:
" أنك لا تستطيعين الحصول على كل ما تريدين بالخداع والكذب يا ساندرا, أنك تثيرين أشمئزازي , ألا تفكرين في أحد الا نفسك".
ولم ترد ساندرا , وأخرجت كارن سيكارتين وأشعلتهما , وناولت بول سيكارة , لقد مرت الأزمة وبدأت الآن تخشى النهاية , وظلت ساندرا تبكي طوال الطريق حتى وصلوا الى بيت أمها , ودخلوا جميعا, وألقت ساندرا بمعطفها على وقعد , وحاولت الصعود الى غرفتها ولكن بول أمسك بذراعها وقال بحسم:
" أريد أن أتحدث معك يا فتاتي الصغيرة , تعالي معي".
ودخل معها الى غرفة الجلوس وأغلق الباب تاركا مادلين وكارن في القاعة, وأرادت مادلين أن تفتح الباب , ولكن كارن هزت رأسها وأوقفتها, وفي غرفة الجلوس أستمعت ساندرا الى صوت بول الصارم , وهو يشرح لها كيف أهانت أمها , وكيف أثارت قلق الجميع , ولم يشر الى سيمون , لعله كان على حق , وفي هذه اللحظة بدا سيمون مختلفا تماما عن الرفيق اللطيف الذي عرفته وتصورت أنها أحبته , وبعد ذلك , تركها تذهب الى غرفتها لتغير ملابسها .
وقابل بول كارن في القاعة فابتسمت له وقالت:
" شكرا على كل شيء".
رد برقة:
" والآن هل تأتين معي؟".
فترددت كارن وقالت:
" أن أمي لا تزال مضطربة ".
" ما رأيك أذن في أن نتناول العشاء معا؟".
وتذكرت كارن موعدها مع لويس فقالت:
" لا بد أن أقابل لويس في الساعة السابعة والنصف".
وتصلب وجه بول وتمتم:
"صحيح... سأنصرف أذن!".
حاولت كارن أن تشرح له الوضع , فقالت:
" لا بد أن أذهب الى المكتب وأقابله هناك, في أية حال لن أتغيب كثيرا".
وتردد بول, كان يريد تصديقها فقال:
" وهو كذلك, ما رأيك في أن تأتي الى شقتي بعد مقابلة مارتن , نستطيع أن نتناول العشاء هناك اذا شئت".
ذهلت كارن... لا يمكن أن يكون هذا صحيحا, لقد طلب منها بول أن تذهب الى شقته وتتناول العشاء معه, معنى هذا أنه لم يعد يهتم بروث , ولكن لماذا؟ ماذا حدث؟
همست كارن قائلة:
" مدهش!".
وقبلها وانصرف, وتسمرت كارن في مكانها , هل يمكن أن يكون هذا حقيقة... أنه ليس حلما بالتأكيد , كم تمنت أن يكون حقيقة, لقد بدأت الأمور تستقر أخيرا, فقد عادت ساندرا الى بيتها , ولم تعد تتعرض لأي جطر من سيمون , واذا عادت هي الى بول , فأن ساندرا ستجد فيه المرشد الذي تحتاج أليه , كما أن مادلين ستسعر بالسعادة لأسباب مالية بالطبع, أما بالنسبة الى كارن, فأن بول نفسه هو الذي تريده , الآن ودائما.
وعادت كارن الى شقتها سيرا على الأقدام , استمتعت بهواء الليل البارد يلمس وجهها , كان المساء صافيا تنيره النجوم, وشعرت بحيويتها القديمة تعود اليها , سترى بول الليلة ثانية , وهو الذي طلب منها ذلك ... أرتدت ثوبا من القطيفة الحمراء الداكنة وفوقه معطفها الموهير الواسع, وبدت سعيدة متألقة!

كانت مكاتب شركة لويس مارتن للنسيج تغرق في الظلام فيما عدا الضوء الوحيد في أعلى المبنى, حيث يقع مكتب لويس, وشعرت كارن بسعادتها تخبو قليلا وهي تدخل المبنى , وانتابها أحساس بالخوف! وأستقلت المصعد الى مكتبه , وطرقت الباب ودخلت فوجدت لويس جالسا أمام مكتبه , ولاحظت أنه يبدو متوترا مرهقا , وتساءلت : ترى ما الذي يضايقه ؟ وشعرت بشيء من عدم الأرتياح في حضرته, وعند دخولها نهض واقفا . وأخذ ينظر اليها بعينين نفاذتين .

برنس وصاب
09-23-15, 04:51 PM
وقال لويس وهو يحاول الأبتسام:
" أهلا يا كارن ... أجلسي أرجوك".
وجلست على الكرسي المنخفض أمامه , وجلس لويس أيضا وراقبها وهي تشعل سيكارة ,, وشعرت بضيق عندما وجدت أصابعها ترتجف, ولاحظ لويس ذلك فسألها:
" هل تشعرين ببرد؟".
قالت بابتسامة مغتصبة:
" كلا".
" عصبية اذن؟".
وكانت السخرية واضحة في عبارته , فردت قائلة:
" لماذا أشعر بالعصبية معك يا لويس؟".
هز كتفيه قائلا:
" صحيح لماذا؟ أنك تعرفين يا كارن أنني لا أريد الا مصلحتك, وقد كنت دائما صديقا طيبا لك".
عضت كارن شفتها , ترى ا الذي يريد أن يقوله؟ وقالت:
"نعم يا لويس... أظن ذلك".
" تظنين؟ ماذا تقصدين بهذه الملاحظة ؟".
وضاقت عيناه ... وتمنت كارن لو أنها لم تنطق بتلك العبارة, والحقيقة أنها أرادت أن تصفي موضوع لويس, وما أبلغه لبول من أنهما كانا عاشقين فلا بد أن يكون هناك تفسير لذلك , ولكنها عدلت, فلم يكن المكان ولا الزمان مناسبين لمناقشة هذا الموضوع الحساس.
وقالت له:
"لا تستشف أي شيء من ملاحظتي يا لويس , لقد كانت عبارة بريئة تماما".
تردد لويس لحظة ثم نهض واقفا وقال:
" أنني مسرور جدا لأنك حضرت يا كارن".
" ماذا تريد أن تقول أذن؟".
" لقد أردت في الواقع التحدث معك, لم أجد فرصة في هذه الأيام الأخيرة فأنت مشغولة دائما".
عبست كارن وقالت:
" كنت أساعد ساندرا للخروج من مشكلتها مع سيمون فريزر , اذا كنت تقصد ذلك. آسفة أذا تصورت أنني أهملت عملي".
رد بابتسامة فاترة:
" لقد أشرت الى العمل مع أنني لم أذكر ذلك, لقد كنا صديقين حميمين يا كارن, وفي الأيام الأخيرة شعرت أنك لا تريدين رؤيتي على الأطلاق ! ولا تأتين الى المكتب الا نادرا!".
أعترضت كارن بقولها:
" هذا غير صحيح , أننا لم نكن صديقين حميمين , كنت تعرف أننا لا نستطيع أن نكون أكثر من مجرد صديقين".
ظهر بريق غريب في عيني لويس وقال:
" صديقان ... وهل بول فريزر صديق لك الآن؟".
تضايقت من موقفه , ومع ذلك خافت أن تعاديه وهو في هذه الحالة فقالت:
" أنا وبول ... هذا أمر من شأننا وحدنا ".
" لعلك تعرفين الآن أنه فسخ خطبته لروث".
وهنا حاولت كارن أن تحتوي سعادتها , معنى هذا أن بول حر... ولكن لا بد أن السعادة بدت على وجهها , فقد نظر اليها لويس والشرر في عينيه, وأخيرا قالت:
" لم أكن أعرف ذلك, وكيف عرفت أنت؟".
" لقد تناولت الغداء مع روث اليوم!".
" ولكن روث لا تعرفك!".
" نعم, ولكنها اتصلت بي تلفونيا أنها تعرف شعوري نحوك, وتصورت أن كلا منا يستطيع مساعدة الآخر, أنها لا تزال تريد بول بقدر ما أريدك!".
" أنك تعرف جيدا أنني لا أستطيع أن أتزوجك مهما حدث".
" هذا غير صحيح, قبل ظهور فريزر نشأت بيننا علاقة كان يمكن أن تنتهي بالزواج!".
" لا يمكن أن أتزوجك يا لويس , وسوف أترك العمل في شركتك".
رد بصوت أجش:
" لا تحسبي أن في وسعك تنحيتي جانبا وكأنني حذاء قديم, لقد قدمت لك الكثير... قدمت منزلا وعملا , وأهم من ذلك أنني أحببتك".
" ولكن لا يمكن أن نتزوج , لست من طرازي ولست من طرازك".
" أن فريزر يريد أن يحطم حياتك مرة أخخرى".
"لماذا أذن فسخ خطبته لروث؟".
" لعله تعب منها أيضا".
أحنت كارن رأسها , كان في كلمات لويس شيء من المنطق .
وأخيرا قالت بوضوح:
" مهما كان قراري فهو يخصني وحدي يا لويس , ولن أغير موقفي نحوك... لا يمكن أن أتزوجك فأنت أكبر مني بكثير".
أمتقع وجه لويس وقال:
" لم اكن أكبر منك بكثير عندما جاء أسمي في قضية الطلاق, لقد كنت موضع أستغلالك يا كارن, وأنت لا تستطيعين نكران هذا".
" ولكنك رفضت أن أدافع عن نفسي , كنت تعرف جيدا أنني بريئة , وأستطيع أثبات براءتي, لقد قضيت ليلة في شقتي يا لويس لأن الوقت تأخر والضباب كان كثيفا, ونمت تلك الليلة في غرفة وحدك, فكيف عرف بول؟".
" كان يريد الطلاق , وكان له مخبروه".
" وكيف عرف بول أنك قضيت تلك الليلة بالذات في شقتي ؟ لا بد أنك خططت لكل شيء!".
أقترب منها وقال:
" ألا ترين أنني أريد مصلحتك؟ أنني الشخص الوحيد الذي يحبك الى حد الجنون!".
" يجب أن أنصرف".
" لا تنظري اليَ باحتقار يا كارن, هذا البول فريزر , لقد كان آفة حياتي!".
" يجب أن تعرف أنني أحب بول وسأحبه دائما؟".
عندئذ أمسكها من كتفها و قال:
" لقد أعتقد بول في يوم ما أنك عشيقتي , ماذا سيكون رد فعله اذا أكتشف أنك عشيقتي الآن؟".
سألته بأنفاس متقطعة :
" ماذا تقصد؟".
" أنك تعرفين ماذا أقصد, نحن وحدنا الآن , ماذا يمنعني من....".
صاحت في هلع:
" أنك مجنون شرير!".
وحاولت أن تتخلص من قبضته , ووقع نظرها على ثقالة الورق فوق المكتب , هل تضربه بها فوق رأسه؟ لا ... لعل لويس يريد أن يخيفها فقط.
وفجأة تركها واتجه نحو الباب, وأدار المفتاح في القفل, وعندئذ أمسكت بثقالة الورق وألقت بها على النافذة خلفها, ودوى صوت تحطيم الزجاج ثم ساد الصمت.
ووقف لويس مذهولا ثم أنفجر غاضبا:
" أيتها المخربة الحمقاء!".
" تتحدث عن التخريب , ألم تخرب أشياء كثيرة في حياتي , ألم تحطم زواجي مثلا؟".
وفجأة سمعا طرقا على الباب, وعبس لويس بينما شعرت كارن بشيء من الأرتياح , ثم سمعت صوت بول يقول:
" مارتن... أفتح الباب , أريد أن أتحدث اليك".
صاحت كارن:
" بول... أنا هنا".
واشتد الطرق , واضطر لويس الى فتح الباب , ودخل بول ونظر الى لويس والشرر يتطاير من عينيه , ثم سأل كارن:
" هل أنت بخير؟".
أومأت برأسها وهي تحاول أن تمنع شفتيها من الرعشة ... وتفرَس بول في وجه لويس وقال بشراسة:
" لو أنك أذيتها لقتلتك!".
رد لويس ببرود:
" أنني لم ألمسها , لا الآن ولا في أي وقت , لم أغتصب أمرأة في حياتي ... خذ أمرأتك يا فريزر , وأخرجا من هنا, أنني لا أريد أن أراكما ثانية".
طلب بول من كارن الخروج , فسارت نحو المصعد وهي ترتجف قليلا , وبعد لحظة سمعت صوت صفعة ولكمة , وعندما لحق بها بول نظرت اليه مستفسرة , فابتسم بخبث وقال :
" لقد فعلت شيئا كنت أتمنى أن أفعله منذ مدة طويلة , والآن هيا نعود الى شقتي!".
وشعرت بدفء الشقة يرحب بها... ووجدت مائدة معدة لأثنين , وتمتمت قائلة:
" لا تتصور مدى سعادتي بأن أكون هنا معك يا بول!".
فضغط برقة عللا يديها , وجلست كارن على مقعد وسألته:
" ما الذي جعلك تذهب الى المكتب في تلك اللحظة الحاسمة؟".
" لقد تلقيت مكالمة تلفونية من روث عندما عدت الى شقتي , وأبلغتني أنك ستقابلين مارتن في تلك الساعة, تناولت معه الغداء ولاحظت أنه في حالة غير طبيعية , كانت تأمل أن يقنعك بأن تتزوجيه , حتى لا أفكر فيك أبدا بعد ذلك!".
" أنت تفكر في يا بول؟ هل أنت جاد؟".
أجاب وهو ينظر اليها في حنان:
" أنني أحبك يا كارن . ولم أتوقف لحظة عن حبك , ويجب أن تتزوجيني ثانية ".
قالت كارن:
" أكمل ما كنت تقوله يا حبيبي, أريد أن أعرف .
تنهد بول وقال:
"عندما قابلت روث لويس لاحظت أنه غير طبيعي , فقررت الأتصال بي تلفونيا لتخبرني أنه قال بأنه ينوي تسوية كل شيء معك الليلة, وأنتابني القلق , وقررت الذهاب الى المكتب , وعندما وصلت, سمعت صوت زجاج يكسر , وعندما فتح لويس الباب ورأيتك واقفة شاحبة خائفة كدت أقتله!".
" أوه يا بول... أنني أرثى لحاله".
" لماذا؟ لقد بذل كل ما في وسعه ليحطم حياتنا".
" ولكن كيف صدقت يا بول أنه يمكن أن تكون لي علاقة مع رجل مثله؟".
عبس بول وقال:
" أنك لا تعرفين حقيقة ما حدث يا كارن , لقد قابلني مارتن قبل الطلاق, وأخبرني أنكما عاشقان , وأنك تريدين الطلاق ولا تريدين مقابلتي! فصدقته, فلم يكن هناك ما يجعلني أشك في كلامه , خاصة أنك لم تحاولي مقابلتي بعد أن تركت البيت".
" أن لويس هو الذي نصحني بعدم مقابلتك".
" لقد قلت له أنني أحتاج الى دليل حاسم على خيانتك , فقدم لي تفاصيل ليلة زعم أنه سيقضيها معك في شقتك , فأستأجرت مخبرا خاصا ليتأكد من كل شيء رسميا , وقال المخبر أن لويس قضى الليلة في شقتك, وصدقته بالطبع!".
بلعت كارن ريقها بصعوبة, وشعرت بالألم يعتصر قلبها لأن لويس تعمد تحطيم حياتها ولم يفكر الا في نفسه فقط! وقالت:
" لقد قضى الليلة في شقتي , لأنه قال أن الوقت متأخر والضباب كثيف, ونام في غرفة منفصلة , صدقني يا بول".
ابتسم لها وقال برقة:
" أنني أصدقك , وأدرك الآن كيف يسهل خداع أي أنسان!".
وهمست كارن:
" الحمدلله , لم أكن أريد البعد عنك , لو أنك قلت لي أنك تريدني لعدت اليك جريا!".
" والآن؟".
" هذا يتوقف عليك... هل تحتمل عودتي؟".
" بل لا أحتمل بعدك".
" ومتى نستخرج ترخيص الزواج؟".
وتاه الرد في عناق حار تاقت مشاعرهما اليه منذ مدة طويلة.
تمت

برنس وصاب
09-23-15, 04:51 PM
الخداع البرئ . ( كتابة )

الملخص ...

كانت منيرفا يائسه .........حتى انها قبلت عملا لا يمت لعملها بصله ،لمجرد ان تكون بعيده عن لندن .......وعن الذكريات،لكن قدرها رماها بما هواسوأبكثير من المأساه التى حلت بها ........انه سيد المزرعه كاره النساء ....... ماركوس اوكيف ، الذى اذاقها بعجرفته واذلاله لها طعم الحب المر.فألى متى تبقى اسيره هذا الحب، وقد ثبت ان هناك الكثير من النساء فى حياته ليس اولهن الصغيره الشابه لويزا ولا ستكون اخرهن الرائعه المدمره انيتا


SEO by vBSEO 3.6.1