المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تمثال الحرية ومصر


ســـارا
11-04-15, 01:00 PM
جميعنا يعرف تمثال الحرية أمام ميناء نيويورك في أميركا.. القصة بدأت في مصر حين صنع النحات الفرنسي فريدريك بارتولدي نموذجا للتمثال وعرضه على الخديوي إسماعيل ليتم نصبه عند مدخل قناة السويس (الأولى) التي افتتحت عام 1869.. غير أن الخديوي اعتذر بسبب التكاليف الباهظة التي يتطلبها صنع التمثال بمقاييسه الكاملة - خصوصا أن حفر القناة الأساسية استنزف كامل الخزينة المصرية في ذلك الوقت...

وهكذا أضاعت مصر فرصة امتلاك أشهر تمثال في العصر الحديث، بعد أن امتلكت فعلا أشهر تمثال في العصر القديم (أبو الهول)!!


:schmoll:

غير أن النحات بارتولدي لم ييأس وأقترح على الحكومة الفرنسية تقديم التمثال كهدية لإحدى الدول الصديقة.. وتم الاتفاق في النهاية على تقديمه لدولة فتية فتحت ذراعيها لجميع المضطهدين والمهاجرين في العالم "الولايات المتحدة الأميركية".. وماجعل أمريكا مناسبة أكثر من غيرها أنها كانت تستعد للاحتفال بالذكرى المئوية لنشر وثيقة الاستقلال عن بريطانيا (التي وقع عليها الآباء المؤسسون في الرابع من يوليو1876 وساهم الفرنسيون في انتصارها في الحرب الأهلية)..

وهكذا تم نصب التمثال عام1886 على جزيرة صغيرة أمام ميناء نيويورك بحيث يكون أول شيء يراه المهاجرون الجدد كرمز للحرية والاستقلال وبدء حياة جديدة...

أما قاعدة التمثال فصممها المهندس الفرنسي جوستاف إيفيل الذي بنى برج إيفل في باريس (بحيث أصبح طوله مع القاعدة 93 مترا مع إمكانية صعود السياح لرأس التمثال والنظر من التاج)...

وظل التمثال على حاله حتى عام 1936 حين قصفته غواصة ألمانية بأمر من هتلر.. وخلال حفل ترميمه شكر الرئيس روزفلت الفرنسيين مجددا وذكر الأميركيين برمزية معانيه.. وفي عام 1986 تم الاحتفال بمرور مائة عام على إنشائه وخضع لترميم شامل وأضيفت طبقة ذهبية عاكسة للمشعل الرئيسي فيه (الذي كانت توقد فيه نار حقيقية لإرشاد السفن حتى عام 1902)!!

... وما يهمنا فعلا أن التمثال سرعان ما خرج عن جنسيته الأصلية وأصبح رمزا من رموز الحرية والديموقراطية والفكر الليبرالي في العالم بأسره.. وكان الفرنسيون أول من ادرك هذه الحقيقة فبنوا في السنة التالية تمثالا مطابقا لم يُقدر له نصيبا مماثلا من الشهرة.. وفي حين كنت أعلم شخصيا بوجود نسخة فرنسية مماثلة على نهر السين؛ دهشت فعلا حين رأيت نسخا منه في خليج طوكيو (في منطقة أوديبا) وفي الأرجنتين (في ساحة بيلجرانو) وفيتنام (جنوب سايجون) وألمانيا (حديقة سولتاو) والنمسا (سد كلاجينفيرت) وإيطاليا (في نهاية الجزمة الايطالية) وفي الصين (في مدينة تيانددوتشنج قرب شنغاهاي والتي تعد نسخة مقلدة عن باريس بأكلمها)...

وانتشار هذه النسخ حول العالم يؤكد تحول التمثال إلى "رمز" عالمي لم يعد مرتبطا بشعب أو ثقافة أو أمة معينة (الأمر الذي دعا اليونسكو عام 1984 الى ضمه لقائمة التراث العالمي).. وأعتقد شخصيا أن ما ساعده على التناسخ في دول كثيرة أنه لم يرتبط منذ البداية بشخصية دينية أو تاريخية أو قومية كتماثيل المسيح والقديسين في أوروبا مثلا، أو بوذا وكونفشيوس في آسيا، أو الزعماء المؤسسين في الأميركيتين.. فالمرأة الموجودة في التمثال لا تمثل شخصية معينة (وإن ادعى البعض أنها أم الفنان بارتولدي) ولكنها تحمل في يدها اليمنى مشعلا يرمز للحرية والنور، وفي يدها اليسرى كتابا يرمز للعتق من الجهل، وتاجا يملك سبع أشعة تمثل قارات العالم السبع - في حين تسقط تحت قدميها قيودا ممزقة ترمز للأفكار الرجعية والثقافات المتحجرة في العالم القديم.

سهم قاتل
11-04-15, 01:04 PM
الامثال لم تكون رفيق الحقيقه
العرب معاد ينفع معاهم الامثال والتمثال صاروا اصحاب مبادي ثقافيه ولايمكن نرجع للعصرالحجري في ظهورالعولمه وعكس الاتجاه شكرالسموك :x142:

ســـارا
11-04-15, 09:37 PM
الامثال لم تكون رفيق الحقيقه
العرب معاد ينفع معاهم الامثال والتمثال صاروا اصحاب مبادي ثقافيه ولايمكن نرجع للعصرالحجري في ظهورالعولمه وعكس الاتجاه شكرالسموك :x142:

يبدوا انك م اطلعت ع الموضوع جيداً
ع العموم شكراً لحضورك

روح مبعثره
11-05-15, 07:24 AM
يعطيك العافية

همسة الروح
11-08-15, 04:34 AM
موضوع جمييل
أحسنتي سارا
كل الشكر لك

ســـارا
11-12-15, 04:16 PM
ربي يعافيكم
شاكرة لكم ع التواجد


SEO by vBSEO 3.6.1