سمو الامير جرح
11-06-15, 11:00 PM
تذكّرتُ أوّل حقيبةٍ ملأتُها بأغراضي ,
كان ذلك حين بلغتُ التاسعة من العمر بعد أن عاقبَتني أمي ذات يوم وشعرتُ بأن عقوبتها تلك " خدشَت كرامتي " . لم أتخيّل أن أشعر بالإهانة من يدِ أمّي, تلك اليدُ التي صنعَت لأجلنا كل شيء ثم عادَت إلى جيوبها فارغة من أي مُقابل . لم نكُن نمنحُها سوى " ربي يخليك لنا " في كل مرة تعملُ فيها تلك اليد , وكنّا نظنُّ أن تلك الكلمات تكفيها وتُغنيها عن أي شيء آخر ماديّ .
لازلتُ لا أدري لمَ حين صفعَتني أمي في ذلك اليوم , خُيّلَ لي وكأنّ يدها أخذَت كرامتي لتملأ بها جيبها المرتبك غضيًا .
قلتُ لها وأنا أرمي بأغراضي في تلك الحقيبة , : " أنتِ لا تحبّينني ! " . .
ثم غادرتُ البيت وأنا أجرُّ حقيبتي خلفي , وأمّي تنظرُ إليّ بعَينين هادئتَين وكأنها تعرفُ أنّ وسادتي ستتذوقُ رأسي من جديد في نفس اليوم.
في طريقي إلى الرصيف الرئيسي , أغلبُ العيون لم تهتمّ بي, إذ من الذي يكترث بفتاة في التاسعة وهي تحملُ حقيبة تبرزُ أطراف ثيابها خارج سلسلتها نصف المفتوحة .
اظنُّ أن من انتبهوا لي ظنّوا أني ذاهبة إلى الحمّام النسائي , فهذه عادةُ النسوة وأطفالهنّ هنا , لابدّ لكل واحدة منهنّ أن تأخذ معها حقيبة أو صرّة ملابس.
وكان هذا الظنُّ يُريحُني لأني منذُ الصغَر أرتبك من النظرات التي تشتبهُ بي.
كان ذلك حين بلغتُ التاسعة من العمر بعد أن عاقبَتني أمي ذات يوم وشعرتُ بأن عقوبتها تلك " خدشَت كرامتي " . لم أتخيّل أن أشعر بالإهانة من يدِ أمّي, تلك اليدُ التي صنعَت لأجلنا كل شيء ثم عادَت إلى جيوبها فارغة من أي مُقابل . لم نكُن نمنحُها سوى " ربي يخليك لنا " في كل مرة تعملُ فيها تلك اليد , وكنّا نظنُّ أن تلك الكلمات تكفيها وتُغنيها عن أي شيء آخر ماديّ .
لازلتُ لا أدري لمَ حين صفعَتني أمي في ذلك اليوم , خُيّلَ لي وكأنّ يدها أخذَت كرامتي لتملأ بها جيبها المرتبك غضيًا .
قلتُ لها وأنا أرمي بأغراضي في تلك الحقيبة , : " أنتِ لا تحبّينني ! " . .
ثم غادرتُ البيت وأنا أجرُّ حقيبتي خلفي , وأمّي تنظرُ إليّ بعَينين هادئتَين وكأنها تعرفُ أنّ وسادتي ستتذوقُ رأسي من جديد في نفس اليوم.
في طريقي إلى الرصيف الرئيسي , أغلبُ العيون لم تهتمّ بي, إذ من الذي يكترث بفتاة في التاسعة وهي تحملُ حقيبة تبرزُ أطراف ثيابها خارج سلسلتها نصف المفتوحة .
اظنُّ أن من انتبهوا لي ظنّوا أني ذاهبة إلى الحمّام النسائي , فهذه عادةُ النسوة وأطفالهنّ هنا , لابدّ لكل واحدة منهنّ أن تأخذ معها حقيبة أو صرّة ملابس.
وكان هذا الظنُّ يُريحُني لأني منذُ الصغَر أرتبك من النظرات التي تشتبهُ بي.