المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تُوسّدُني كفّاً وتثني بمعصما ** عليّ وتحوي رجلها من ورائيا


الخيال التغلبي
11-07-15, 07:57 PM
((وهبّت شــمالاً آخر الليل قرّةً ** ولا ثــوب إلّا بـردُها وردائــيـــــا))
((تُوسّدُني كفّاً وتثني بمعصم ** عليّ وتحوي رجلها من ورائيا))

هو عبد بني الحسحاس ، وكان مبدعاً في شعره ، وغلب عليه المجون فيما يقول ، أنشد عمر ابن الخطاب قوله : أعلاه ، فقال عمر : ويك إنّك مقتول .
فكان يتشبب في نساء بني الحسحاس ، حتى قال :
ولقد تحدّر من كريمة بعضكم ** عرقٌ على متن الفراش وطيبُ
فقتلوه .
من قوله :
ماذا يُريدُ الــســقـــامُ من قمرٌ ** كلُّ جــــــمـــال لوجهه تبعُ
ما يرتجي خاب من محاسنها ** أمّا له في الـقـــبــاح مُتّبعُ
غيّر من لــونــهــا وصــفــرهـــا ** فارتدّ فيه الـجـمــال والبدعُ
لو كان يـبغي الفداء قلت له : ** ها أنا دون الحبيب يا وجعُ

فجالس يوماً ، نسوة من العرب ، وكانن يمازحنّه ويُلاعبنّه ـ فقال يصف يومه معهن :
كأنّ الصُّبيّريّات بـيـــوم لقيننا ** ظباءٌ حنت أعناقهنّ في المكانس
فكم قد شققنا من رداء مُنيّر ** ومن بُرقـــع عن نــاظر غير ناعس
إذا شُقّ بردٌ شُقّ بالبرد بُرقعٌ ** على ذاك حتى كلّنا غيرُ لابــــس

فظهر عليه يوماً سيّدهُ ، وقد شكّ بتصرفه ، فوجده وهو يترنمُ بقوله :
يا ذكرةً ما لك في الحاضر
تذكُرُها وأنت في الصــادر
من كلّ بيضــاء لها كعثبٌ
مثلُ سنام البكرة المـائر
فظهر سيده عليه فجأة وسأله عن حاله وما يقول : فلجلج في منطقه ، فاستراب منه سيّده فأجمع على قتله ، فلما ورد الماء ، خرجت اليه صاحبته ، فحادثته ، فأخبرتها بما يُرادث به ، فقام ينفض ثوبه ويثعفي أثره ن ويلقط رضّاً (أي كسراً) من مسكها كان كسرها في لعبه معها ، وأنشأ يقول :
أُتكتم حييتُم على النأي تثكتما
تحيّة من أمــســى بحبّك مُغرما
ومـــــــــــا تكتمين إن أتيت دنـيّةً
ولا إن ركبنا يا ابنة القوم محرمـا
ومثلك قد أبرزتُ من خـــدر أمّهـا
إلى مجلس تـجــرُّ بُرداً مسّهـمـا

فقال من نفس البحر :
ومـــــــاشية مشي القطاة أتّبعتُها
من الستر تخشى أهلها أن تكلّما
فقـــــــالت : صه يا ويح غيرك أنني
سمعت حديثاً بينهم يقطُر الــدمــا
فنفضتُ ثوبيّها ونــظّــرتُ حــولــهــا
ولم أخش هذا اللــيــل أن يـصـرّمـا
أُعفّي بآثـــــــــــــــار الثياب مبيتها
وألقط رضّـــــــــــاً من وقوف تحطّما

فغدوا به ليقتلوه ، فلما راته امراة كانت بينها وبينه مودّةٌ ثم فسدت ، ضحكت به شماتةً فنظر إليها فقال :
فغن تضحكي منّي فيا رُبّ ليلة
تركتُك فيها كالقُباء المفرّج

فلمّا قدم لقتل قال :
شُدُّوا وثــــــاق العبد لا يُفلتكم
إنّ الحياة من الــمــمــات قريبُ
فلقد تحدّر من جبين فــتــاتكم
عرقٌ على متن الفراش وطيبُ

وله :
تجمّعن من شتّى ثــلاثــاً وأربــعـاً ** وواحدةً حتى كملن ثمانيا
وأقبلن من أقصى الخيام يعُدنني ** بقيّة ما أبقين نصلاً يمانيا
يعُدن مريــضــاً هنّ قد هجن داءه ** ألا إنّما بعض العوائد دائـيـا

ومن جميل قوله لعمر :

كفى الشيبُ والاسلامُ للمرء ناهيا
فقال له عمر : لو قدمت الاسلام على الشيب ، لأجزتك .

monster
06-10-16, 07:57 PM
-

يعطيك العافيه ع الطرح

البروفسير
06-14-16, 04:38 AM
موضوع رائع ومميز
طرحت فابدعت دمت ودام عطائك
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا لك
لكـ خالص احترامي

بسمة أمل
06-15-16, 03:10 AM
طرح راااااااائع

يعطيك العافية


SEO by vBSEO 3.6.1