المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((سلّامة القسّ)) !!


القارظ العنزي
12-14-15, 05:57 PM
قال الزبير بنُ بكّار : كان عبدُ الرحمن بن أبي عمّار من عُبّاد أهل مكة ، فسمّي : القسّ ، من عبادته .
فمرّ ذات يوم بدار سهل بن عبد الرحمن بن عوف مولى سلّامة الزّرقاء ، وهي تُغني ، فسمع غناءها ، فبلغ منه كل مبلغ ، فرآه مولاها وتبيّن ما لحقه ، فقال له : هل لك أن تدخل إليها وتسمع منها ؟ فامتنع وأبا .
فقال له : أنا أقعدك في موضع تسمع غناءها ولا تراها ولا تراك . ولم يزل به حتى دخل وسمع غناءها ، فأعجبه ، فقال له : هل لك أن أخرجها لك ؟ فامتنع بعض الامتناع ، ثم أجابه ، فأخرجها إليه ، وأقعدها بين يديه ، وغنّته ، فشغف بها ، وشُغفت به ، وكان أديباً ظريفاً .
واشتهر أمره معها بمكة حتى سمّوها : سلّامة القسّ ، وخلا معها يوماً ، فقالت له : أنا والله أُحبك .
فقال لها : وأنا والله كذلك .
قال له : أُحب أن أضع فمك على فمي .
قال : وأنا والله .
قال : فما يمنعك من ذلك ؟ فوالله إن الموضع لخال !
فقال لها : ويحك! إني سمعتُ الله عزّ وجلّ يقول في كتابه :
(والأخلّاءُ يومئذ بعضهم لبعض عدُوٌّ إلّا المتّقين) الزخرف 67 . وأنا أكره أن تكون بيني وبينك عداوةٌ يوم القيامة . ثم نهض وعيناه تذرفان من حبها ، وعاد إلى الطريقة التي كان عليها من النُّسك والعبادة .
وكان يمر في بعض الأيام ببابها ، فيرسل إليها بالسلام فيقال له : أدخل فيأبى .
وقال فيها أشعاراً كثيرةً وغنّته بها . فمنها :
إن الـتـي طــرقــتــك بين ركــائــب ** تمشي بمزهرها وأنت حرامُ
بــاتــت تُـعـلـلـنـا وتـحـسـبُ أنــنــا ** في ذاك أيـقـاظٌ ونحنُ نـيـامُ
حتى إذا ســطــع الــصــبــاحُ لناظر ** فإذا الذي ما بـيـنـنـا أحــلامُ
قد كُنتُ أعذلُ في السّفاهة أهلها ** فأعجب بما تـأتـي به الأيـامُ
وفيها قوله :
على سلّامة القلب السلامُ ** تحيّة من زيـارتـه لـمـامُ
أُحب لـقـاءهـا وألوم نفسي ** كأنّ لقاءها شيء حرامُ
إذا ما حـنّ مـزهـرهـا إلـيـهـا ** وحنّت نحوه أذن الـكرامُ
فمدّوا نحوها الأعـناق حتى ** كأنّهُمُ وما ناموا نــيـــامُ

انتهى ـ المختار من أخبار النساء ـ لابن القيّم الجوزيّة .
قلت : هذا في أيام عزّ الإسلام ومروءة الكرام ـ فلعل البعض لا يدرك بساطة الرواية وكنهها ، فالمغنيّة سلّامة جارية ، ولها أحكام في الإسلام تختلف عن أحكام الحرائر ، فيحق لمولاها أن يطلب منها الغناء له ولغيره ، كذلك خروجها جائز لغير مولاها بإذنه ، وانما الحرام هو الحرام ، وإنما ما كان يفعله معها عبّر عنه : بالسفاهة ، ولم يعتبره حراماً ، وهو كذلك ، فعندما طلبت من الرجل الناسك الصالح تلك القبلة رفض ، فهذا شيء وذاك شيء آخر . وكانوا المسلمين الأوائل أعلم وأورع من علماء زماننا ببون واسع جداً . فلفقد الجواري اليوم كثير من شباب المسلمين وللأسف الشديد يجهلون الكثير من أحكامهنّ ، ويجملون أحكام النساء ولا يفرّقون بين الحرائر والجواري . ارجو أن يجد القارئ الكريم ما يعجبه بهذه الرواية ، والله ولي الصالحين .

مشارك
12-15-15, 09:14 AM
تسلم على الروايه
استمتعت بقرائتها

إحساس طفله
12-15-15, 10:56 AM
الله علييك
قسسسم استمتعت جدا بقرائتهاا
سِلمت وسِلم لنـآ ذووقك
لاهِنت
:MonTaseR_205:

القارظ العنزي
12-15-15, 02:06 PM
اهلا مشارك ربي يسلمك ـ تحياتي لمرورك الكريم .

القارظ العنزي
12-15-15, 02:07 PM
اهلا بالغالية ـ الحسوسة ـ شاكر مرورك الجميل والعطر ـ تحياتي لك .

الســاهر
12-17-15, 10:25 PM
تنقل للقسم المناسب
القصص والروايات
مع الاعتذار للاخ الكريم

القارظ العنزي
12-17-15, 11:06 PM
شكراً لك الاستاذ المشرف ـ الساهر على مرورك الكريم ونقل الموضوع الى قسمه المناسب .


SEO by vBSEO 3.6.1