عليلـ آلجرحـ
12-27-15, 05:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الشاعر الجاهلي الشهير طرفة بن العبد :
و ما زال تشرابي الخمور ولذتي........وبيعي و إنفاقي طريفي و متلدي
إلى أن تحامتني العشيــرة كلــها.........وأفردت إفــراد البعيــر المــعبّــد
حتى في حياة الجاهلية أيها السادة كان المجتمع ينبذ و يزدري كل سكير عربيد ينفق كل ما في يديه على الخمر و اللهو و بنات الهوى في ليلة حمراء تترنح سكرا ليستيقظ الصباح ليجد نفسه على الحصير بعد أن كان على الحرير ,
لم تشفع لطرفة بن العبد مناقبه الأخرى كالشجاعة و الشعر بل ازدراه قومه و نبذوه ....
بعد أن رأوه أنفق جلّ ماله على بائعات الهوى وعاصري الكروم , و مما هو معلوم أن المجتمع الجاهلي لم يكن يحرم الخمر والبارات بل كان مليئا بها لكن أن يصل الأمر إلى أن يهدر المرء جل ما في حوزته وحياته فهذا ما لم يكن ينظر إليه بعين الصمت.
كان طرفة بن العبد يعربد ويلهو بحر ماله ويجود بعطاياه على الجواري والقيان ..
تذكرت ما جرى لطرفة و أخذت أقارنه بما أراه اليوم حين تجد امرأ لا يملك من دنياه إلا ما يستر الحال ويكفيه السؤال فتأبى له نفسه الضعيفة و قلّة مروءته إلا أن يخرج ما بحوزته ليهاجر الديار و يجوب القفار ليعانق ربات الدلال و الحسن و ((الخرفنة)), لقد كان طرفة على سوء فعله أفضل حالا من هؤلاء فعلى الأقل لم يكن طرفة (( خروفا)) لأحد بل كان يلهو مع جوار و قيان جئن إلى الديار سبايا حروب أو بضاعة تاجر يجوب الدروب و لم يكن يشكو قلة ذات اليد أو يسأل احدا من الناس معونة في حياة سكره و عربدته.
لست أدري إلى أي درجة من السفاهة و الطيش انحدرت نفوس أولئك الذين يبذلون ماء وجوههم عند قريب أو بعيد ليقترضوا قليلا من المال لكي يرحلوا عن أهلهم ومن هم بحاجة إليهم لتحط رحالهم عند ساكبات الغرام في كؤوس (الخرفنة) , والأمر يختلف كثيرا بالنسبة لأولئك الذين آتاهم الله من فضله ما يسترون به أحوالهم فأبوا إلا أن يعاركوا أنفسهم ليزيدوا من طمع راقصة عارية ويرفعوا من سعرها ! فيصعب الحال على اولئك المساكين ليبذلوا المزيد من الجهد كي يصلون اليها ولايستطيعون!!! ثم يعودوا بعد ذلك شاكين صعوبة الحال و قلة ذات اليد و هم يواجهون التزاماتهم الحياتية على الصعيد الاجتماعي والأسري والشخصي.
·لست أقول ما أقول _ لا سمح الله _ شماتة في من ابتلاه الله فخفّ عقله و ضاعت رجولته ولم يعد يفرق بين ما يجوز وما لا يجوز , وما يمكن و ما لا يمكن , ولم يعد يدرك ما هي الحدود التي يجب عليه إذا وصل إليها أن يقف و يكبح جماح نفسه و يطأ غارب شهوته , فإن فقد العاقل عقله فلا يغضب حين نصفه بالسفيه فما وصفناه إلا بما هو فيه , مما لا شك فيه أيضا أننا لم نثن على طرفة ولا على اولئك الاثرياء و لكن بعض الشر أهون من بعض, و سواء كان المرء في حالة يسر أو عسر فثـمّة حدود يجب على العاقل أن يقف عندها و أن يحكّم عقله و رشده.
إنه لأمر محزن و يبعث على القلق أن تجد الكثير من شبابنا يهدرون كامل أموالهم(( التي جمعوها بطلوع الروح)) و رواتبهم وتمضي السنين بهم إلى حيث لا يعلمون يكفيك أن تسأل بعض الجسور و الطائرات و الطرق عن ذلك الحشد الكبير من الشباب الذي يهاجر عن طريقها بعد تسلم الرواتب بأيام أو حتى ساعات ..
وانت يامن لقبوك الشيخ وسموك ملك السهره وانت تعلم من انت وكم تعبت في جمع اموالك واحرمت اهلك منها واحرمت نفسك قبلهم واقترضت ووربما شحذت او سرقت اعلم ياجاهل إنه لمن الخسة والنذالة أن تهرق تلك الأموال التي أنت بحاجتها أكثر من غيرك في أحضان بنات الليل و هناك ممن هم حولك من أعز الناس و أقربهم من هم بحاجة إلى هذه الأموال ولكننا في زمن تبدلت فيه المفاهيم والقيم فأصبح كثير من هؤلاء المساكين ينفقون كل شئ ولو لم يبق معهم إلا ثيابهم لباعوها لكي يرضوا عيون هذه أو تلك .. واياك ان تنظر لمن هم مثل طرفه ينفقون ويسرفون على لهوهم من زيادة في الاموال لايضرهم ماينفقونه شيا وتقارن نفسك بهم ...
فهل رأيتم بربكم أو سمعتم عبر التاريخ كله عن (خروف) يضحي ويبذل ما بوسعه من أجل ان ينال اعجاب راعيه الذي يحد شفرته لذبحه !؟ أو سمعتم بفقير او مستور حال يسعى إلى الحصول على المال لكي ينثره على الأرض مقابل نظرة إعجاب من راقصة أو نظرة غيرة من كارهيه!!؟
سـحقـا لــ كل عائل مستكبر
وان من اصعب المواقف ان يحاول ذلك السفيه ان يجاري تاجر لا يحسب للمال حسابا فيرمي الالاف كالريال والمليون كالاف فهو ذو يسر ويصرف على هواه ولعبه من زيادة المال التي لاتعني له شيئا ..(( رغم انه مخطئ ومحاسب على ذلك)) ولكن ان ياتي ذلك المسكين ليجاريه في لفت نظر صبيه ماجنه وفي النهاية لم يسلم من الخساره ولم يجني نظر الفتاة.. وفي الاخير وبعد ويلات الخساره ياتي الينا ليقول فلان خروف .. اه اه يابطني من الضحك حتى في الخرفنه عجز ان يصير خروف في نظر نفسه.
سـحقـا لــ كل عائل مستكبر
وفي النهاية اكتب لكم هذه الاسطر ناصحا محبا ... ولا ابرئ نفسي ابدا فقد اكون اولكم ولست باخركم .. ولكن لكم علي حق النصيحه ونقل الخبرات لما فيه من فائدة ان لم تكن لي ولكم فهي لمن بعدنا من الاجيال.. وربما ان ماندعه خلفنا من صدقا في الطرح وصدقا في القول وصدقا في المحبه يكون لنا شفيعا ومخفف من الذنوب والاثام المعرباويه....
سـحقـا لــ كل عائل مستكبر
ملاحظه: (( العائل المستكبر هو الفقير المتكبر))
الموضوع مخصص لعشاق سورياً سابقاً والنوادي الليـله
تحياتي وتقديري
يقول الشاعر الجاهلي الشهير طرفة بن العبد :
و ما زال تشرابي الخمور ولذتي........وبيعي و إنفاقي طريفي و متلدي
إلى أن تحامتني العشيــرة كلــها.........وأفردت إفــراد البعيــر المــعبّــد
حتى في حياة الجاهلية أيها السادة كان المجتمع ينبذ و يزدري كل سكير عربيد ينفق كل ما في يديه على الخمر و اللهو و بنات الهوى في ليلة حمراء تترنح سكرا ليستيقظ الصباح ليجد نفسه على الحصير بعد أن كان على الحرير ,
لم تشفع لطرفة بن العبد مناقبه الأخرى كالشجاعة و الشعر بل ازدراه قومه و نبذوه ....
بعد أن رأوه أنفق جلّ ماله على بائعات الهوى وعاصري الكروم , و مما هو معلوم أن المجتمع الجاهلي لم يكن يحرم الخمر والبارات بل كان مليئا بها لكن أن يصل الأمر إلى أن يهدر المرء جل ما في حوزته وحياته فهذا ما لم يكن ينظر إليه بعين الصمت.
كان طرفة بن العبد يعربد ويلهو بحر ماله ويجود بعطاياه على الجواري والقيان ..
تذكرت ما جرى لطرفة و أخذت أقارنه بما أراه اليوم حين تجد امرأ لا يملك من دنياه إلا ما يستر الحال ويكفيه السؤال فتأبى له نفسه الضعيفة و قلّة مروءته إلا أن يخرج ما بحوزته ليهاجر الديار و يجوب القفار ليعانق ربات الدلال و الحسن و ((الخرفنة)), لقد كان طرفة على سوء فعله أفضل حالا من هؤلاء فعلى الأقل لم يكن طرفة (( خروفا)) لأحد بل كان يلهو مع جوار و قيان جئن إلى الديار سبايا حروب أو بضاعة تاجر يجوب الدروب و لم يكن يشكو قلة ذات اليد أو يسأل احدا من الناس معونة في حياة سكره و عربدته.
لست أدري إلى أي درجة من السفاهة و الطيش انحدرت نفوس أولئك الذين يبذلون ماء وجوههم عند قريب أو بعيد ليقترضوا قليلا من المال لكي يرحلوا عن أهلهم ومن هم بحاجة إليهم لتحط رحالهم عند ساكبات الغرام في كؤوس (الخرفنة) , والأمر يختلف كثيرا بالنسبة لأولئك الذين آتاهم الله من فضله ما يسترون به أحوالهم فأبوا إلا أن يعاركوا أنفسهم ليزيدوا من طمع راقصة عارية ويرفعوا من سعرها ! فيصعب الحال على اولئك المساكين ليبذلوا المزيد من الجهد كي يصلون اليها ولايستطيعون!!! ثم يعودوا بعد ذلك شاكين صعوبة الحال و قلة ذات اليد و هم يواجهون التزاماتهم الحياتية على الصعيد الاجتماعي والأسري والشخصي.
·لست أقول ما أقول _ لا سمح الله _ شماتة في من ابتلاه الله فخفّ عقله و ضاعت رجولته ولم يعد يفرق بين ما يجوز وما لا يجوز , وما يمكن و ما لا يمكن , ولم يعد يدرك ما هي الحدود التي يجب عليه إذا وصل إليها أن يقف و يكبح جماح نفسه و يطأ غارب شهوته , فإن فقد العاقل عقله فلا يغضب حين نصفه بالسفيه فما وصفناه إلا بما هو فيه , مما لا شك فيه أيضا أننا لم نثن على طرفة ولا على اولئك الاثرياء و لكن بعض الشر أهون من بعض, و سواء كان المرء في حالة يسر أو عسر فثـمّة حدود يجب على العاقل أن يقف عندها و أن يحكّم عقله و رشده.
إنه لأمر محزن و يبعث على القلق أن تجد الكثير من شبابنا يهدرون كامل أموالهم(( التي جمعوها بطلوع الروح)) و رواتبهم وتمضي السنين بهم إلى حيث لا يعلمون يكفيك أن تسأل بعض الجسور و الطائرات و الطرق عن ذلك الحشد الكبير من الشباب الذي يهاجر عن طريقها بعد تسلم الرواتب بأيام أو حتى ساعات ..
وانت يامن لقبوك الشيخ وسموك ملك السهره وانت تعلم من انت وكم تعبت في جمع اموالك واحرمت اهلك منها واحرمت نفسك قبلهم واقترضت ووربما شحذت او سرقت اعلم ياجاهل إنه لمن الخسة والنذالة أن تهرق تلك الأموال التي أنت بحاجتها أكثر من غيرك في أحضان بنات الليل و هناك ممن هم حولك من أعز الناس و أقربهم من هم بحاجة إلى هذه الأموال ولكننا في زمن تبدلت فيه المفاهيم والقيم فأصبح كثير من هؤلاء المساكين ينفقون كل شئ ولو لم يبق معهم إلا ثيابهم لباعوها لكي يرضوا عيون هذه أو تلك .. واياك ان تنظر لمن هم مثل طرفه ينفقون ويسرفون على لهوهم من زيادة في الاموال لايضرهم ماينفقونه شيا وتقارن نفسك بهم ...
فهل رأيتم بربكم أو سمعتم عبر التاريخ كله عن (خروف) يضحي ويبذل ما بوسعه من أجل ان ينال اعجاب راعيه الذي يحد شفرته لذبحه !؟ أو سمعتم بفقير او مستور حال يسعى إلى الحصول على المال لكي ينثره على الأرض مقابل نظرة إعجاب من راقصة أو نظرة غيرة من كارهيه!!؟
سـحقـا لــ كل عائل مستكبر
وان من اصعب المواقف ان يحاول ذلك السفيه ان يجاري تاجر لا يحسب للمال حسابا فيرمي الالاف كالريال والمليون كالاف فهو ذو يسر ويصرف على هواه ولعبه من زيادة المال التي لاتعني له شيئا ..(( رغم انه مخطئ ومحاسب على ذلك)) ولكن ان ياتي ذلك المسكين ليجاريه في لفت نظر صبيه ماجنه وفي النهاية لم يسلم من الخساره ولم يجني نظر الفتاة.. وفي الاخير وبعد ويلات الخساره ياتي الينا ليقول فلان خروف .. اه اه يابطني من الضحك حتى في الخرفنه عجز ان يصير خروف في نظر نفسه.
سـحقـا لــ كل عائل مستكبر
وفي النهاية اكتب لكم هذه الاسطر ناصحا محبا ... ولا ابرئ نفسي ابدا فقد اكون اولكم ولست باخركم .. ولكن لكم علي حق النصيحه ونقل الخبرات لما فيه من فائدة ان لم تكن لي ولكم فهي لمن بعدنا من الاجيال.. وربما ان ماندعه خلفنا من صدقا في الطرح وصدقا في القول وصدقا في المحبه يكون لنا شفيعا ومخفف من الذنوب والاثام المعرباويه....
سـحقـا لــ كل عائل مستكبر
ملاحظه: (( العائل المستكبر هو الفقير المتكبر))
الموضوع مخصص لعشاق سورياً سابقاً والنوادي الليـله
تحياتي وتقديري