المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ينبوع الدم


general
01-16-16, 05:36 PM
السلام عليكم

ملاحظة هامة: جميع القصص التي نقلتها لكم ليست حقيقية ، بس احداثها ممكن تصير مع اي احد

part 1

في أحد طرق المملكة المهجورة ، والتي لم يتم ضمها للطرق الرئيسية بعد مما جعلها خالية من المارة ولا يوجد بها أنوارٌ تضيء الطريق حتّى ..

قرية قديمة جدا مهجورة تماماً قيل أن كل من دخلها لم يخرج منها وإن خرج منها فيكون إما قد جن جنونه أو يموت بعد خروجه مباشرةً في ظروفٍ غامضة

كانت القرية مجهولة المنظر غريبة المدخل موحشة الشكل أشجارها سوداء واغلبها جفتّ ولم يبقى سِوى الخشب منها ، كان الناس يحكون ويتحاكون عن هذه القرية الملعونة ، هُناك من صدّق منهم وهناك من استقبل الأمر بالسخرية وتكذيب الأمر قائلاً أنها خرافات ومُجّرد أساطير ..

إلى أن وصلت أخبار هذه القرية إلى من يعشّق الاستكشاف ، مهووس بالجن وما يتعلق به ، يكاد أن لا يترك مكان مهجور إلا وذهب إليه ، يكاد أن يقتله الفضول ليعرف تفاصيل ما في داخلها الا وهو ( وليد ) .. ذلك الشاب الجريء الذي يعشق التطلّع في هذا المجال واستكشاف كل مايخصه .. حتى أن أصدقاءه غالباً يسألونه عن تلك الأمور ..

عزم ( وليد ) أن يذهب إلى هذه القرية وكان متحمساً جداً .. فإما أن يكشف أن هذه القرية مجرد قرية مهجورة لا يوجد بها أي شيٍء مريب .. وإما أن يعيش مغامرة جريئة طمح أن يجربها .. بالذات في هذه القرية ، ف منظر الأشجار المحطمة والطبيعة المتدهورة والجو المعتم والضباب الخافت شيء مفزع ولكن يستحق التجربة .. هكذا تخيل ( وليد ) شكل القرية ..

قبل أن يذهب ( وليد ) للقرية ويقدم على هذا الأمر ..

قرر الذهاب إلى أحد المشايخ يسأله عما تحويه هذه القرية .. ولا شك انه يعلم شيئاً ما .

وصل ذلك الشاب ( وليد ) إلى مكان هذا الشيخ .. في حين دخل عليه بعد الإستئذان للدخول ومن ثم قبل رأسه

وقال له :
- السلام عليكم ، مرحبا يا جدي.

ابتسم الرجل المسن ذو اللحية البيضاء

ومن ثم نظر إليه بنظرة غريبة :
- وعليكم السلام ، أهلا بك يا بني.

أستغرب من نظرته الجافّة والتي أصابها الدهشة العارمة ولم يلبث أن تجاهلها وقال :
- أريد أن أسألك عن قصة تلك القرية الملعونة التي توجد على طريق *** بالتفصيل ؟

ذهل المُسِّن وصعق وكأن رعداً من السماء قد أصابه وامتلئ جبينه عرقاً وتلعثم :

لماذا هذا السؤال ؟؟

أعاد ( وليد ) سؤاله في إصرارٍ وحدّة وتجاهل سؤال الشيخ ..

كأن المسن هدأ قليلاً :
- لكن يا بني ما أسمك قبل أن أقول لك عن أي شيء من تفاصيلها .

حاور ( وليد ) نفسه قائلاً :
- لكن لماذا يريد اسمي ؟ لن يستفيد شيئًا ! لماذا لا يخبرني فقط ! .. دار هذا السؤال في ذهنه لكنه جاوبه أخيراً :
- اسمي هو وليد يا جدي والان أخبرني عن القصة كاملةً .

وكأن المُسِّن عندما قال له ( وليد ) عن اسمه عادت إليه البهجة .. غريب !! ، هل كان خائفا من شيء أو من شخص له علاقةً بهذه القرية !!

في حين بدأ الشيخ يسرد القِصّة :
- هذه القرية قبل مدة تجاوزت الستين عاماً كان يوجد فيها خمسة أطفال أشقاء مساكين يتعرضون للضرب والسخرية دائما ، والدتهم المسكينة لا تستطيع أن تفعل شيء لأن زوجها قد قُتل و من يضربهم أبناء عمدة هذه القرية ، ذات يوم كانت الابنة الكبرى مقابلة بئر وقت غروب الشمس ، ترمي الحجر في البئر ب ضجر شديد وحزنٍ عميق من الظلم والقهر الذي كانت تتعرض له هي واشقاءها ، في حين أتى إليها الابن الأكبر للعمدة ، "كان يكرهها بشدة" جاء وتحدث معها بسخرية وكان يؤذي الفتاة بعبارتٍ ساخرة وشتائم مقززة تنهك عرضها ف صفعته الفتاة صفعة قوية تجمعّت فيها كل قواها وقهرها منه .. ف غضب ذلك الشاب الظالم فأمسك صخرة كبيرة ورماها بإتجاه رأس الفتاة ففقدت وعيها وسقطت في البئر وماتت غرقاً.

قيل أنه بعد مدّة من قتلها عادت لتنتقم ممن تجده في هذه القرية .

وأول من قُتِل هم العمدة وأبناءه .

وبدأت تقتل كل من يقذفه سوء حظه في هذه القرية ، المسافرين ومن يعبر بجانب هذه القرية والذين غالباً ما تتعطل وسيلة نقلهم يضطرون إلى دخول القرية ، ثم لا مخرج بعد ذلك.

فضول ( وليد ) يكاد أن يقتله وهو يقول في نفسه :
- سأذهب لها يعني سأذهب مهما كلف الأمر.

شكر ( وليد ) وهمّ ليذهب وقبل أن يخطوا بقدمه سمع عبارة غريبة قالها له المسن قد تمتم له هذه العبارات "لا تتحدث مع من تجده في القرية ولا تنظر في ما يخرج من جوانب البئر ، حتى لو كنت انا إن رأيتني أهرب"

إنتاب الخوف قلب ( وليد ) لكنه أصر أن يذهب لهذه القرية لكي يعرف ما سرها .

في الصباح التالي ( وليد ) اتصل على صديقه ل يخبره بأمر القرية وبأنه عرف كل شيء عنها وعزم الذهاب إليها ...

-السلام عليكم.

-وعليكم السلام ، أهلاً وليد.

- أهلاً مروان كيف حالك ؟

- بخير ولله الحمد خيراً ان شاء الله لمَ اتصلت مبكرا ؟

-أريد أن أخبرك بشيء مهم جِداً والآن .. * أخبره بكل ما يخص القرية وماقصه عليه المسن *

- شيء غريب صدقني يستحسن أن لا نذهب.

- انا أريد الذهاب وسأذهب بك او بدونك.

- على مهلك على مهلك حسناً سأذهب معك لكن ليس اليوم.

- حسناً.

أستلقى مروان على سريره منزعج من ( وليد ) قائلاً :
- رائع رائع صباحاً لا يبشر بخير وأظن بأن كلام هذا المسن لا يحمد عقباه !

general
01-16-16, 06:04 PM
part 2

فيما بعد من هذا اليوم في الظهر تحديدً ذهب ( مروان ) إلى ( وليد ) لكي يبحث عن جواب دار في ذهنه طوال فترة الصباح.

*طرق الباب*

فإذا بصوت ( وليد ) :

- من الطارق ؟

- إنه انا ( مروان )

- أهلا أهلا مروان تفضل بالدخول.

- شكرا لك.

دخل ( مروان ) وفي رأسه يدور هذا السؤال و يجول.

- مروان ما بك شارد الذهن ؟

سأل هذا السؤال ( وليد ) وهو يتفّرس ملامح ( مروان ) الشاردة .

لم يجبه ( مروان ) يكاد أن يكون فقط موجود بجسده لكن ليس بعقله.

قاطع تفكيره وليد :

- ما بك أجبني .

- أجيبك على ماذا ؟

- لمَ أنت شارد الذهن ؟ لقد سألتك الآن !

قال ( مروان ) مستسلماً :

- حسنا ... يدور في رأسي منذ الصباح أمرا غريب !! انت من أكثر الأشخاص معرفةً بالجن وأماكنه وأين وكيف يعيش ف لماذا سألت ذاك المُسِّن ؟

- حسناً ، انا حقا ذهبت إلى أماكن مهجورة كثيرة لا تعد ولا تحصى ، و كسبت خبرة ليست بالأمر القليل ولكن !!

هذه القرية ليست كباقي الأماكن المهجورة التي ذهبت إليها ، فإن هذه اللعنة موجودة فيها منذ أكثر من ستين سنة ، أيضا من ينتقم فيها هو مقتول وكان بشراً قبلاً ، وآنا أعلمُ كثيراً عن الجِنّ ولكن لم يسبق لي أن خضت تجربة التعامل مع شخصٍ قُتِل وعادت رُوحه لتنتقِم ! أي أننا في الحقيقة قد نتعامل مع شيء لم يسبق لي حتى إن رأيته ، لذلك سألته - المُسنّ - لكي أحذر كل الحذر لأننا سنواجه شيئاً مختلفاً للغاية .

- حقا انا لا أريد الذهاب يا ( وليد ) فهم يقولون أن هُناك الكثيرون من دخلوا هذه القرية ولم يخرجوا منها أبداً ونحنْ لسنا أقوى ولا إشجع ممن دخلوها قبلنا ، ولكنّي لن أستطيع أن ادعك تذهب وحدك أبداً .

- ليست مشكلة يا عزيزي ( مروان ) قد تفيدني بعض خبرتك في مجال الانترنت لكي نبحث عن معلوماتٍ كافية عن هذه القرية ، أيضا لا تقلق سنكون بخير .

- حسناً إخبرني ما هي المعلومات التي تريد أن أجمعها لك .

- أريد إسم القرية و أسم الفتاة التي قُتلت و أريد أيضا صور إن استطعت للقرية .

- مهلاً ! هل القرية مشهورة لهذه الدرجة ؟ أعنّي انه ربما لا تظهر لي نتائج عنها ف الإنترنت لا يحصي كل شيء !

- لا أعلم ، لا بأس من المحاولة .

ذهب ( مروان ) إلى منزله ليجمّع ما يستطيع جمعه من معلومات كافية لفكّ شِفرة لغز هذه القرية ، وهناك شيئاً ما بداخله يخبره بخطر مايفعل .. ولكن هيهات فقد قرر ذلك ولن يترك صديقه العنيد أن يذهب وحده !

* * * * * *

في عصر اليوم ، رن هاتف ( وليد ) كثيراً ، لم يجب أحد لأن ( وليد ) كان في المتجر ونسي هاتفه بالمنزل .

عندما عاد وجد ثلاثة عشر مكالمة من رقم مجهول !!

لم يكترث له كثيراً بل راح على مهله ووضع الطعام في الثلاجة فإذا بهاتفه يرن التفت ( وليد ) وذهب بخطواتٍ ثابتة ل الطاولة التي ترك عليها هاتفه النقال وتفاجئ أن الإتصال كان بنفس الرقم المجهول !

أجاب ( وليد ) :

- نعم مرحباً

صوت غريب أجش بعيدٌ قليلاً .. وكأنه يأتي مع طريق الرياح قال له !! :

- إن كنت تريد روحك وروح صديقك فلا تذهب لهذه القرية المشؤومه .

- من المتصل وكيف عرفت بأمر هذه القرية وكيف عرفت بأني ذاهبٌ إلى هُناك ؟

- صدقني لا يهم من أكون فقط إسمع ما أقوله ولا تذهب .

أغلق هذا الغريب الهاتف قبل أن ينطق ( وليد ) ب بنس شفة .

تسارعت نبضات ( وليد )، من هذا ؟ وماذا يريد وكيف استطاع أن يجد رقم هاتفي وكيف علم بأمري وأمر هذه القرية ؟ ترددت هذه العبارات في رأسه وكاد أن يجن ، لازمه الصمت لفترة وهو أخيراً بدأ يقر في نفسه أن هذه القرية كانت أخطر مما كان يتصور ولكن هذا مأزاده أصراراً وعناد ليعرف سر هذه القرية ! ، قاطع صمته رنين هاتفه ، نظر إليه فإذا هو ( مروان ) .

- مرحباً ( مروان ) !

- أهلا ( وليد ) في المساء أريدك أن تأتي إلي لكي أخبرك بكل ما وجدت من معلومات .

- حسنا حسنا موعدنا في المساء .

أقفل الخط ...

* * * * *

في المساء ذهب وليد إلى منزل ( مروان ) سيراً على الأقدام لأن المنزل كان قريباً ويبعد عن منزله فقط أربع بنايات لم تكتمل ، وأثناء سيره انتابه شعور أن شيء ما يراقبه من داخل أحد المباني .

تجاهل ( وليد ) هذا الشعور وأبتسم ابتسامة ساخرة وحادث نفسه قائلاً : - لم أعد صغيراً لأخاف هذه الأوهام ، لأنه على علم بأن لا شيء يدعوا للقلق .

وصل إلى المنزل - مروان - ؛ قرع الجرس .

فإذا ( مروان ) يجيب :

- قادمٌ حالاً ، *يفتح الباب* أهلاً ( وليد ) تفضل .

- شكراً ، بسرعة يا ( مروان ) أغلق الباب .

ماذا ؟ هل هذا هو ( وليد ) من يعشق الجن ؟ لم أراه هكذا ؟ لم أشاهده أبداً مشتت كمثل هذه المرة ، كان هذا ما يدور في بال ( مروان )

وأخيراً شارك ( مروان ) أفكاره ( وليد ) بصوتٍ عالي وهؤ ينظر إليه :

- ( وليد ) لمَ انت هكذا ؟ أين هو وليد السابق أقسم لك بأني أكاد لا أعرف من انت .

- لا تشغل بالك بشيء انا بخير فقط أريد المعلومات و متشوق لها جداً .

( * ) = > كان ( وليد ) حائراً بسبب اتصال الرجل الغريب فكيف وهو لم يخبر أحدا بهذا الأمر ؟

قال ( مروان ) :

- حسناً إستمع ..

يُعتقد بأن اسم الفتاة شيماء ، ومن قتلها يسمى أمجد.

هذه القرية كانت تسمى بـ الغدير ، لأنها كانت مصدر للماء لكل القرى المجاورة ، وكانت مليئة بالبساتين والمزارع وكانت قرية مزدهرة جداً .

ومع هذه الحادثة ومرور الزمن ..

أصبحت الآن تسمى بـ ينبوع الدم ، لكثرة من دخل فيها ولم يخرج .

قاطعه ( وليد ) لكن مهلاً كيف تمكنت من جمع هذه المعلومات من الرغم بأن عمر هذه القرية أكثر من ستين عاماً ؟

- لا أعلم يا عزيزي ( وليد ) من صحة هذه المعلومات لكن هذا ما وجدته ونشر في مقالة عن هذه القرية والغريب بالأمر أن من نشر هذه المقالة اختفى في اليوم التالي وقد أعتقد الكثير بأنه ذهب لهذه القرية !!!

وكأن العزيمة عادت إلى ( وليد ) :

- حسنا إن كان هذا آخر ما أقوم به ليكن ذلك ، سأذهب إليها هل انت معي أم لا ؟!

( مروان ) في نفسه قال : *رائع عاد وليد كما كان* ومن ثم نظر إلى ( وليد ) وقال :

- بالتأكيد انا معك.

- حسنا ( مروان ) غداً في تمام التاسعة صباحاً سنذهب إلى هذه القرية .

- حسناً يا صديقي .. على الموعد .

إنتظروا الحلقة الثالثة ..

general
01-16-16, 06:05 PM
part 3

في صباح اليوم التالي ..

قال ( مروان ) :

- يافتى أين انت الساعة الآن الثامنة والنصف .

أجابه ( وليد ) :

- أهلاً ( مروان ) أوه أسف جداً لم أنم منذ البارحة فقد بحثت قليلاً عن صور خارجية للقرية لكن دون جدوى .

-لا يهم هذا ، المهم أن تأتي حالاً لكي نذهب للقرية فالمسافة طويلة ولن نصل قبل الغروب .

-حسناً انا قادمٌ حالًا .

ذهب ( وليد ) ليأخذ ما يحتاج في هذه الرحلة الموحشة أو مايعتقد انه سيحتاجه ، ولكن الغريب !! أنه أخذ ملح معه لأنه يعرف بأن الملح يردع الجن قليلاً ، ليس الغريب هنا بل الغريب أنه يعلم أن الذي سيواجه ليس مخلوقاً كالجن ..

وأخيراً وصل إلى ( مروان ) الذي عليه أن يأخذ معه ما يكفي من الطعام إن حصل وتعطلت السيارة لا سمح الله .

- هيا يا ( مروان ) بسرعة لا نملك الكثير من الوقت .

-حسناً حسناً ، هانحن ذا .

*صوت هاتف يرن من السيارة *

قال ( وليد ) منفعلاً :

- إنتظر لحظة يا ( مروان ) سأجيب على هاتفي ، سأحضره من السيارة .

نظر ( وليد ) بغرابة فإذا بنفس الرقم الذي إتصل عليه بالأمس .

لم يخف هذه المرة ولم يندهش بل استجمع قواه وأخذ الهاتف واجاب .

- مرحباً ؟

أتاه صوت ضحكة ساخرة ومن ثم :

- أهلاً بالشجاع وليد ، يا عزيزي لن تفيد هذه الشجاعة عد إلى منزلك لكي لا تخسر روحك وروح صديقك .

- تباً لك يا هذا من انت ؟

- حسناً سأقول لك أمراً ، إن ذهبت إلى القرية ستجدني وستعرف من انا ، إلى اللقاء الأبدي إن ذهبت إلى هناك يا صغير * ومن ثم أتته ضحكة ساخرة كذي قبل * .

* أقفل الخط *

بدأت علامات الخوف تعود لوجه ( وليد ) شيئاً فشيئاً ، لكنه فكّر قليلاً في نفسه أنه إن لم يذهب سيخسر تحدي قديم بينه وبين أبيه فقد قال لأبيه أنه لن يخاف من أي شيء .

ومن ثم قال في صوت مسموع :

- سأذهب يعني سأذهب.

قاطع تفكيره مروان بفتح باب السيارة .

-السلام عليكم ، هيا بنا الآن .

- وعليكم السلام * قالها بصوت يرتعش * حسناً لنذهب .

ذهبا بسرعة كي يستطيعون الوصول قبل الغروب ورؤية القرية في النور قبل الظلام .

في منتصف الطريق وسط معمعة الهدوء قاطع الصمت ( مروان ) بصرخة انذهال .

-اه ( مروان ) !! ما الأمر !! ماذا بك ؟

أجاب ( مروان ) وهو ممسك بهاتفه وعينيه تكاد لا تفارقه :

- شاهد هذا يا وليد ، رسالة أتت على البريد بها مقطع فيديو للقرية !!

* أوقف السيارة *

-أعطني الهاتف .

فتح ( وليد ) المقطع فإذا به رموز !!

- ما هذا !!

- دعها لي أعتقد بأنها شفرة ما لكن من الصعب جداً أن أستطيع حلها وقد لا أتمكن من ذلك !!

اتصل ( مروان ) على صديقه ( سعد ) الذي يعلم ( مروان ) بأنه يحّل الغاز الشفرات ومتيم بتعلم طرق جديدة لكتابة هذا النوع من التشفير .

- مرحباً ( سعد ) ، أتتني الآن رسالة فيديو فيها رسالة مشفرة لا أعلم محتواها أريد مساعدتك في حلها .

-أهلاً بك ( مروان ) ، حسناً أرسل إلي الفيديو و سأحاول أن أفك هذه الشفرة .

-حسناً لك هذا .

أرسل له هذا الفيديو المريب ، ( مروان ) استغرب وسأل نفسه لم رسِل إلينا بفيديو يحوي شفرة ؟ بالتأكيد الجواب عند ( وليد ) !!

ثم التفت إلى ( وليد ) وقال :

- ( وليد ) أريد أن أعرف ، هل حدث لك أي شيء يخص القرية ؟ هل تحدثت مع أي شخص عنها ؟

-حسناً سأخبرك قد تحدثت مرارا مع رجل مريب لا أعرف من هو يحذرني عدم دخول هذه القرية لذلك تراني هكذا .

-نظرات غضب من ( مروان ) :

- ماذا !! ولمَ لم أعلم إلا الآن ؟

- أسف كنت قد حسبت بأنك ستترك أمر هذه القرية وانا أرغب بها بشدة ، واحتاجك معي !

- عزيزي ( وليد ) من المستحيل أن أدعك تذهب وحيداً ، الآن هيا بنا لنستغل عامل الوقت و نذهب إلى هذه القرية المشؤومة لنرى ما تحويه هل هي خرافات أم حقيقة.

في منتصف الطريق عندما تسيّد الصمت أجواء ( وليد ) و ( مروان ) إذا بهاتف ( مروان ) يرن .

- أهلاً ( سعد )

- أهلاً ( مروان ) ، قبل أن أخبرك بأمر هذا اللغز ، إلى أين ذاهبٌ ( أنت ) و ( وليد ) ؟

صعق و انذهل ( مروان ) !!

- وكيف عرفت هذا ؟ وكيف عرفت أن ( وليد ) معي ؟

- أحمق أنت وهو ! الرسالة محتواها لا يبشر بخير إن قلتها لك ستحدث لكما أمور لا يحمد عقباها عد إلى هنا بسرعة !!

- مالذي تقوله !! أخبرني ماذا تحوي ؟!!

*قاطعه ( وليد )

- ما الأمر !!

- لا شيء انتظر فقط .

- ( سعد ) أرجوك أخبرني ماذا سيحدث ؟

- ( مروان ) لا أستطيع إخبارك أين انتما الآن عودا بسرعة !!

*قطع الاتصال

- ألو ( سعد ) !!

ولكن ما من مجيب .

- تباً نفدت بطارية هاتفي !!

( وليد ) مستغرب من نبرة ( مروان )

- ماذا حدث ؟

-لا شيء لا شيء فقط يقول علينا العودة بسرعة وإلا لن يبشر ذهابنا بخير !!!

-ماذا !! نعود الآن ! مستحيل فقط أوشكنا على الوصول.

بدأ الفزع والخوف يتسلل إلى وجه ( مروان ) من نبرة ( سعد ) الصارمة ..

- أرجوك نريد العودة الآن فـ ( سعد ) ليس من النوع الذي يمازحك في مثل هذه أمور .

- لن نعود فقط أرني أين نحن الآن .

*( مروان ) أصبح في قمة خوفه ..

- لا أعلم لا أعلم !!

وليد رأى أنه مشوش قليلاً .

- سأجعلك تهدأ .

قبل الغروب بـ 10 دقائق وصل كل من ( وليد ) و ( مروان ) إلى مشارف حدود القرية .

انتاب ( وليد ) شعور اللاشيء أي أنه لا يعرف ما هذا وكيف وماذا يرى ، كل ما حوله يخبره بأن القادم سيكون أعظم .

( مروان ) كان قد أخذ غفوة قليلة وقد أستيقظ حالاً .

ورأى ما رآه ( وليد ) .

- يا إلهي ما هذا وكأني في عالم آخر أم أن هذا خيال !!

الغريب أن المحيط أرض قاحلة ، لكن ما الذي يريانه ؟

- مع أنها أرض قاحلة إلى أنني أرى ما لا يرى بالعين يا ( وليد )

- أعلم أعلم انا أرى ذلك أعتقد بأنه بسبب القرية .

يسيران بثبات ، قد أقتربا من القرية حتى يكاد أن يُرى ما بداخلها بالعين المجردة .

بعد نصف ساعة من غروب الشمس إذ بالسيارة قد تعطلت !!

-تباً ماذا حدث ليس الآن !! نريد أن نتعمق في القرية أكثر .

- وليد وليد ، هل نسيت كل من أتى إلى القرية يحدث له هذا .

يا إلهي نفس السيناريو يتكرر معنا ..

general
01-16-16, 06:46 PM
part 4

*يترجل ( وليد ) من السيارة ليرى ما مشكلتها بالضبط .

- لا أرى بها أي خلل !! ( مروان ) تعال إلى هنا بسرعة .

- ما الأمر !! هل عرفت مشكلتها ؟

- لا ياصديقي فهي لا تشكو من خلل .

أقشعر جسد ( مروان ) ، فالهواجيس تتهاوى في رأسه أن هذا من فعل هذه القرية .

قد غضب ( مروان ) بشدة التفت إلى ( وليد )

- ( وليد ) والآن ماذا أخبرني ماذا سنفعل هل انتهى الأمر أم أنك يا صاحب الخبرة والمعرفة ستخرجنا أحياء ؟

- ( مروان ) !! ما بك فقط اصمت نحن لم نبدأ بعد ، أيضاً القرية قريبة منا لا تنسى أن هذا المكان هو ما نرجو الوصول إليه ، خذ ما تستطيع حمله من السيارة وهيا بنا لنذهب سيراً فهي قريبة .

( مروان ) *يأخذ نفساً عميق* يقول في نفسه ما بي ؟ انا من عزم الذهاب لن أتخلى عنه في هذه المرحلة .

قاطع صمته ( وليد ) .

-هيا بنا ألن تذهب ؟

- لا بالتأكيد فأنا معك .

بدأ بالسير ، نحو القرية المعتمة الموحشة المشؤومة ، لا يعرف أي منهما من أين يدخل ، كل جانب منها يغرقه الرعب ، اقتربا من مدخلها فإذا بجوال ( وليد ) يرن !!

قتل الرعب الجو ، من يتصل الآن ؟؟ ، بالأصل كيف توجد تغطية هنا !!

فتح جواله رأى أن لا **** به ، صعق !!

رأى الرقم فإذا هو الرجل الغريب !!!

تردد بالرد ، وشعر بالقليل من الخطر ..

ومن ثم أستجمع قواه و فتح الخط .

- نعم ؟

فإذا بصوت من يحادثه يمتلئ رعباً مختلف قليلا عن السابق .

- حسناً ، فل تشكر صديقكم سعد على رفضه لإعطائكم تلك الطلاسم المشفرة ، لإن إن فعل سيكون يومكم للنسيان *يضحك ضحكة رهيبة* فأغلق الخط ..

لم يكترث له ( وليد ) بل دخل حدود القرية ومن ثم رأى مالا يُرى ، هو لم يرى جماجم أو عظام أو هياكل بشرية !! .

رأى كتابات قد خطت بدم إنسان قيل فيها * أخرجوا فإن ينبوع الدم حقيقة *

يا إلهي هل هي إشارة لنا للتقدم أم الانسحاب ! انا أريدها حقيقة سأتقدم * هذا ما يدور في رأس وليد *

التفت ( مروان ) يمينه وصرخ بصوت مرتفع :

- ماهذا !!!!

شد انتباه ( وليد ) !!

- ما بك !!

- أأأ أنظر إلى هنا * يشير بيده إلى أعالي شجرة ميتة *

نظر وليد خرج منه فجأة *ما هذا !!!!*

هل هو حقاً يا إلهي !!!!

( مروان ) أرجوك قل لي أنه خيال . * قالها وليد لمروان *

- أقسم لك بأني أرى ما تراه .

رأى كل من ( وليد ) و ( مروان ) رأس نفس الشخص الذي نشر مقالة وصورعن هذه القرية ، فقد رأيا صورته في أحد مقاطع الفيديو له .

- ( وليد ) لنخرج أرجوك بسرعة انا خائف .

( وليد ) لبى طلب ( مروان ) وقال :

- هيا بنا بسرعة !!!

هرع كل منهما نحو المخرج فإذا بشخص طويل القامة يقف قاطعاً الطريق بينهم وبين المخرج ، و كأنه يقول :

لا مخرج لكما ..

وقفا وذهلا بل صعقا ما هذا الشيء !!

( وليد ) أمسك بيد ( مروان ) و سحبه بقوة ، هيا بنا لنهرب إلى أي مكان .

جريا بكل مأتملكه أجسادهم من قوة ، ولفت نظر ( وليد ) منزل صغير إشبه ب كوخ مهشم واشار عليه وقال :

- إلى هُناك ! بسسرعة !

ولما دخلوا والتقطوا أنفاسهم تسلل إلى مسامعهم

صوت خشخشة في الأرض واستنتج ( وليد ) فوراً أنها خطوات قادمة نحوهما !!

بدأ الرعب يتغلغل تارة في ( مروان ) و تارة في ( وليد ) ، وسرعات نبضهما تتضاعف .

اختفى صوت الخطوات فجأة ..

هرع ( وليد ) ليرى من بالخارج !!

ولكن لا أحد !!

فجأة إذا بصوت يملأ أرجاء القرية يكاد يُسمع في كل مكان .

صوت صراخ أنثوي مدوي ، ما هذا الشيء !!

هل هو صراخ ( شيماء ) ؟! هل تريد الانتقام لأننا أتينا هنا !!!

و ( وليد ) يحادث نفسه كالمجنون قائلاً :

- يا إلهي ماذا أفعل فقد تنتهي حياتي و حياة ( مروان ) هنا ..

general
01-16-16, 06:47 PM
part 5

خرجا من ذلك الكوخ بعد أن سمعا تلك الصرخة المدوية وبدأ كل واحد منهم يجري ..

يجري نحو المجهول ! على أمل أن يجدوا مخرج من هذا المأزق الدموي ..

اختفى صوت الصراخ تدريجياً وانخفضت تلك الأصوات التي كانت تلاحقهم ، في حين توقف ( وليد ) و ( مروان ) ليلتقطوا أنفاسهم ..

قال ( وليد ) في ندمٍ شديد وواضح :
- أنا أسف ياصديقي أنا من وضعتك في هذا المأزق .

- لا وقت لذلك يا ( وليد ) فلنهرب بسرعة !

ذهبا إلى موقع البئر ، هو قلب الحدث و فيه قد قتلت "شيماء".

رأى وليد أن البئر في محيطه قد يتدفق منه سائل غريب شيئاً فشيئاً و كأنه دم.

تذكر أن المسن قد قال له "لا تنظر في أي شيء يخرج من جوانب البئر و حتى إن رأيتني أهرب فقط أهرب"

حاول أن يتلازم الهدوء لكي لا يُفزع مروان ، بدأ و كأن سراب من خلف البئر قادم لهم خُيِّل لهم أن هذا السراب هو بشري قادم.

مروان قد قال لـ(وليد) : من هذا ؟ قد يكون وقع في مأزق مثلنا لنساعده.

لم يطمئن قلب وليد لهذا القادم فقال : هيا بسرعة لنهرب لا تثق بأي شخص هنا.

ركضا نحو قبو بجانب أحد البيوت القديمة لكي يدخلا فيه حتى يذهب هذا الغريب.

حاول أن يفتحه مروان لكنه مغلق بإحكام ، بحث عن حجر أو أي شيء لكسر القفل.

و فعلاً قد كسره ، و دخلا إلى القبو بسرعة و بطيش دون تفكير بما سيحدث داخله.

*يدخلان ببطء*

مروان دب بداخله الرعب يلتفت يميناً و شمالاً.

جلس كل منهما ينتظران القدر و ما الذي سيفعله أو بالأحرى ما الذي سيُكتب لهما.

في صمت المكان قال مروان بضحكة فقدان أمل : لا أعلم لكني فقدت كل أملي بالخروج ، فأنا أبداً لم أشاهدك تسيء التصرف في مثل هذه المواقف لمَ يا وليد لمَ ؟

رأى وليد الحيرة في عيون مروان ، ابتسم و قال له : حسناً سأخبرك بأمر ما انا ...

فإذا بصوت وقوع زجاجة في داخل القبو لفتت انتباه كليهما.

أشهر مروان الضوء بصوت خافت و تردد

- من هنا ؟

تقدم قليلاً ليرى ما الذي حدث !!

رأى وليد قدمين خلف الطاولة التي وقعت منها الزجاجة و قد هربت بسرعة عندما لاحظها.

صعق قال لمروان : يا إلهي تعال بسرعة بسرعة.

هرع مروان لإستجابة نداء وليد ، فإذا من يمسك قدميه ، و كأنها ضحكة طفل.

كلام متلعثم لا يُفهم كل الوضوح منه بأنه يردد : لعبتي الجديدة لعبتي الجديدة.

كان يقصد مروان !!

صرخ مروان : وليد أحدهم أمسك بي و كان واقع على الأرض.

رمى كل ما في يديه و هم لمساعدة مروان أمسك بيديه و شده بقوة لكن مقاومة من يمسك قدمي (مروان) كانت قوية.

كأن صوتاً آخر مع صوت الطفل قد حضر ، و كأنه صوت امرأة !!

كان لا يُرى إلا ظلها يترنح على الجدار العكسي قادمة نحو مروان و وليد و هي تقول : اترك لعبة ابني.

مروان فقد الأمل : اتركني يا وليد أرجوك أتركني و أهرب لا أمل من إنقاذي.

- أصمت يا جبان لن أتركك هنا مع هؤلاء.

- أخرس لا وقت للجدال ، إن قُضي علينا نحن الاثنين معاً ، فقد يطمس سر هذه القرية ولا يعرف محتواها الناس فيأتون هنا و يقتلون كما حال الأبرياء البقية.

أبعد يدي وليد عنه سقط وليد.

فإذا بـمروان يُسحب

صرخ وليد مروان و قد وقف لكي يمسك يده من جديد فهو لم يفلت يديه بل مروان من أرغمه على ذلك.

حاول إمساك يد مروان مجدداً فإذا بالأوان قد فات !!

لم أصدق ما حدث ، هل حقاً مات مروان ؟

يا إلهي ماذا فعلت بهذا المسكين ، قد دمرت حياته و انتهت !!

صوت خافت من خلف وليد يهمس في أذنه *أرحل من هنا قبل أن أجعلك طعاماً لقطتي*

التفت سريعاً مروان خلفه لم يرى شيئاً

عرف أن الجلوس هنا لا فائدة منه ، فقد ينقذ حياة مروان حقاً إن أسرع في سباق الزمن.

خرج مروان من القبو و هو عازم على إخراج مروان من هذه الورطة.

فقد قال بصوت غضب : بدأت الحرب الآن.

general
01-16-16, 06:50 PM
part 6

بعد خروج مروان من ذاك القبو ، هم نحو البئر يجري بسرعة و قد كان الغضب قد ملأ شريان جسده.

عندما وصل إلى البئر أمسك بغطائه و رفعه و ألقى نظرة في داخله ، فإذا بصوت بكاء.

أضاء إلى قعر البئر ليرى من هناك ، فإذا بمخلوق ينظر إلى عينيه مباشرة و يبتسم قائلاً : لن تنجو.

رمى غطاء البئر ، و هرب مسرعاً ، و يا لها من غلطة ، فقد نسي إغلاق البئر ، و هو بذلك قد حرر (شيماء) بشكل كامل !!

ذهب للبحث عن شيء يفيد ، لإنقاذ مروان أولاً ، و الخروج من القرية ثانياً.

ذهب باتجاه منزل عمدة هذه القرية للبحث عن معلومات كافية.

عند دخوله المنزل اتجه مباشرة نحو أول غرفة تقع عليها عينيه.

بحث و بحث لكن دون فائدة ، خرج بسرعة ، و دخل غرفة أخرى و قد وجد مكتبة العمدة.

رأى فيها المكتب و هم للبحث فيه ، وجد خريطة كاملة للقرية ، أصبح وليد حائر في أمره يقول : غريب كيف لم يمحو الزمان أثرها !!

فتحها*

أخذ ينظر إليها بضع دقائق ثم قال : يا إلهي !! ما هذا تفاصيل القرية مريب ، هي ليست قرية فقط بل يوجد فيها معبد أيضاً كان سراً لا يعرف عنه إلا العمدة ، قد كان يجلب الزوار هنا لكي يتعبدون مقابل أن يدفعوا له المال !!

ما أبشع هذا الرجل ، إذاً ليس غريباً أمر ابنه.

طوى الخريطة و وضعها في جيبه و قرر الذهاب إلى هذا المعبد.

فور ذهابه نحو الباب سمع صوت صرير الباب يُفتح.

اختبأ تحت المكتب بسرعة.

صوت خطوات تقترب شيئاً فشيئاً نحوه ، كل حين يعلو صوت قرع هاتين القدمين.

فجأة !! اختفى الصوت ، اطمئن قلب وليد.

خرج من مكانه لكي يذهب ، فإذا من يمسك كتفه من الخلف ، جمد في مكانه ، لا يعلم ماذا يفعل ، يجذبه هذا الكائن نحوه.

قاوم وليد و أبعد كلتا يديه عنه و أخذ بالجري خارجاً ، و قد كان متجهاً نحو المعبد.

أين يا ترى !! آه صحيح بجانب البئر من الجانب الأيسر بخمس منازل.

و قد كان البئر أمامه ، فإذا برجل يصرخ وليد أرجوك ساعدني !!

و كأن هذا الصوت مألوف لي ، التفت يميناً فإذا بالمسن قد صُلِب !!

يا إلهي انا قادم سأساعدك ، لكن مهلاً ألم يقل لي حتى و إن رأيتني أهرب ؟

قاطع تفكير وليد المسن قائلاً : بني انا أعلم بأنني قلت لك إن رأيتني أهرب لكن انا فعلاً ذاك المسن أحتاج مساعدتك أرجوك لا أريد أن أموت هكذا.

يا إلهي إنه فعلاً يحتاج إلى المساعدة.

ذهب نحوه خطوة تلي خطوة بحذر شديد.

أقترب منه ، رأى أنه قد علق بحبل رفيع ، قطعه لكي ينزل الخشب المُصْلَب فيه هذا المسن ، حاول إخراج حديدتين قد ثبتتا في كلتا يديه ، بقوة تمكن من إخراجها وسط صراخ ألم من المسن.

بعد أن أخرجه قال له : كيف أتيت إلى هنا ؟

لم يجبه ، تبدد كالسراب ، يا إلهي !! كم انا أحمق لمَ وثقت به ؟

لكن ما هذا يا ترى ؟
تباً لايهم.

أكمل مسيرته نحو المعبد ، لكن المفاجأة ، بأن رأى أمامه (شيماء) تهمس بعبارات لا تُسمع قادمة نحو (وليد) تترنح.

زادت الرهبة في نفس وليد أسرع نحو أقرب مكان ليختبئ فيه ، على أمل أن لا تراه و ترحل.

كان يرتجف بشدة قائلاً : ليتني سمعت كلمة مروان منذ البداية و لم أذهب لهذه القرية ، لكان مروان الآن بجانبي.

general
01-16-16, 06:52 PM
part 7 the end

رأى فتحة شبيهة بالكوخ في أحد جوانب البيوت سارع بالدخول فيه و الاختباء نظراً لكبر حجمه.

دخل سريعاً فلم يلبث إلا أن يرى بعينه المليئة باليأس أقدام (شيماء) تتجول.

و كانت مزرقة تميل للبنفسجي فيها رضوض نوعاً ما.

لم يقاوم حجم قدمها الهائل حتى لبث بالإرتجاف ، لم يرى مشهداً كهذا من قبل.

اتجهت أصابع قدميها نحو (وليد) لتمشي ببطئ نحوه ، خطوة فخطوة و (وليد) كان ينتظر حتفه.

فجأة !! اختفت هاتين القدمين ، تبددت كالسراب من دون أن تؤذيه ، (وليد) أراد أن يبقى في مكانه حتى يتأكد من خلو الخارج من أي كائن ، قاطع اقتراحه صوت طفل يهمس في أذنه "انت لن تذهب إلى أي مكان يا دميتي الجديدة" ثم صوت ضحكة طفل قبضت قلب (وليد) ليفزع للخارج يجري.

يدور في وسط القرية لا يعلم ماذا يحدث ، استجمع قواه و ذهب إلى المعبد ليرى ما كان هناك قد يكون ذاك المكان مساعد له.

أخذ يجري و يجري إلى أن وصل إلى المعبد.

توقف مندهش من البناء ، فإنه من طراز (الماني) ليثبت له بأن من كان هنا هم ألمان.

حاول أن يفتح الباب لكنه موصد بقفل ، بحث و بحث عن حجر كبير ليكسر به القفل ، وجد حجرة فأمسك بها و أخذ يطرق القفل حتى كُلَّ متنه ، أعاد الكرّة إلى أن تمكن فعلاً من كسره.

دخل فرأى أن الغريب هو الداخل وليس الخارج ، فهو يرى هياكل الجثث قد قُلِعت أرواحها في وقت تعبدهم.

اقترب شيئاً فشيئاً من المكان الذي يقف فيه (القس) *وهو الأب الروحي في معتقدات المسيح.

رأى أن هناك نقوش قد نقشت على خشبة مسرح الكنيسة مكتوبٌ فيها (Stealth Assassin Pastor) لم يفهم شيء لأنها لغة ألمانية ، بعثر الأوراق في هذه الكنيسة ليبحث عن أي شيء يترجم هذه العبارة ، و عندما وجد كتاب "قاموس" يترجم اللغة الألمانية إلى الانجليزية أخذ بتجميع كلمات العبارة و النظر إلى ما يُقصد بها بالانجليزية ليكتشف أنها تعني ( الشبح قاتل القس ) و قد رأى أن من خطها القس قُبيل وفاته الغامضة .

ذهب إلى جثة (القس) فرأى مفتاح بجانبه من (ذهب) لا يعلم ماذا يفتح لكنه احتفظ به (من باب الاحتياطات)

و انطلق مسرعاً لخارج الكنيسة ليتفاجأ بـ(شيماء) واقفة على المخرج بابتسامة خبث و عينيها ترسل الحقد إلى (وليد)

كانت ردة فعل (وليد) أن ذهب إلى باب خلفي للبحث عن مخرج لكنه مقفل أخذ يهزه مرارا و تكرارا لكن دون جدوى ، تذكر أنه يحمل مفتاح معه أخرجه من جيبه و هرع بمحاولة فتح الباب به و بالفعل تمكن من ذلك.

دخل بسرعة ليجد ما لم يكن بالحسبان ، رأى أمامه (مروان) مبتسم ينظر إلى (وليد) و يمشي رويدا رويدا نحوه ، لم يطمئن (وليد) لـ(مروان) بل أخذ كامل احتياطه ، سرعان ما نطق (مروان) بعبارة واحدة فقط و هي (الهرب لا ينجيك من هذه القرية ، انت هالك لا محالة) اكتشف (وليد) متأخراً أن هذا لا يمكن أن يكون مروان ، فمروان لا يقول مثل هذا أبداً.

اقترب (مروان) من (وليد) ليمسك بأكتافه وكانت يديه شديدة البرودة سارع وليد بإبعاد يديه و دفعه للخلف و أسرع بالجري نحو ممر ضيق ليبحث عن مخرج من خلاله فلم يجد ، رأى فتحة تهوية نزع الغطاء و دخل فيها ليزحف باحثا عن الخلاص ، استمر في الزحف إلى أن وجد فتحة تهوية أخرى خرج منها فألقته في زاوية المعبد ، تحديداً في نفس المكان التي تتواجد (شيماء) ، التفت يمينا و شمالا ليرى هل شيماء هنا أم لا ، لم يجد أحداً نهض و أخذ بالركض لبوابة المخرج و قد ظهرت (شيماء) بجانبه عندما كان يمسك بمقبض الباب أمسكت بيده فأصبحت تتمتم (إلى أين ، نحن لم نبدأ بعد) ، نظر في وجهها و هو عن قرب فرأى ما لم يراه من قبل ، وجه شاحب عيون صفراء لونها ، ابتسامة توحي لما هو سيء ، فمها لا يكاد أن يكون فم بشري.

أخذ بالنظر فقط لا يعلم ماذا سيحدث ، حاول أن ينزع يده الضعيفة من قبضة يد شيماء القاتلة.

حاول دون جدوى ، استعمل يده الأخرى لفتح الباب ، و قد كانت (شيماء) تجذبه إليها ، قاوم و قاوم إلى أن أمسك بشيء جانبه ليسكنه في رأسها و قد تخلص منها.

عندما خرج سمع صراخها في الداخل ، و لا يبشر هذا الصراخ بخير فهو صراخ غضب ، لأن (شيماء) كان سبب مقتلها ضربة في الرأس و ربما تظن بأن وليد هو أمجد.
الصرخة قد مزقت أذن وليد و بدأ بالركض إلى أن وصل قلب القرية النابض "بئرها"

فوجد أن الماء يتدفق منه كينابيع و فجأة يتحول إلى دم ، يخفق قلب وليد بشدة لا يعلم ما العمل.

أخذت أبواب و نوافذ البيوت المحيطة و المهترئة بالتحرك بقوة مصدرة أصوات ضجيج و وليد لا يسعه إلا أن يحرك رأسه شمالاً و يميناً.

و خرجت من البيوت جثث حية تتحرك نحو وليد ، رأى من خلفه (شيماء) قادمة تترنح بغضب لم يرى مثله من قبل ، ركض نحو البئر فهو الوحيد الذي يمكنه من الخلاص ، فكر بأن يلقي (شيماء) داخله ، لكنه قد قال في نفسه أنها فكرة سيئة.

ألقى وليد بصدره على البئر ليرى ما بداخله ، فظهرت فجأة (شيماء) من خلفه لتصرخ في أذنه بصوت يطابق صوت ذاك الرجل الغامض الأجهش الخشن قائلة (انتهيت الآن ، لا خلاص لك ودع نفسك).

و ألقت بـ(وليد) داخل البئر ليصرخ وليد معلناً أن النهاية قد حلت عليه.

ضحكت كثيراً شيماء ليملأ الضحك أرجاء المكان ، و قد أنهت حياة وليد و مروان و قبلهم أعداد كبيرة من الأبرياء.

أخطأ وليد خطأ فادح عندما أزاح الغطاء و حرر شيماء ، و أيضاً عندما لم يسمع نصيحة ذاك المسن ، حيث قال له بأن لا يلتفت لما يخرج من جوانب البئر ، هذا المسن هو الوحيد الناجي من موقعة القرية و لم يصدقه أحد و وصفوه بالمجنون أيضاً ، و الفائدة من قوله لـ(وليد) من عدم النظر لما يخرج من البئر لأنه كان يعرف بأنها ستجذبه لرؤية ما بداخل البئر فتلقيه (شيماء) داخله و كل من اختفى في غموض هذا هو حتفهم أن تلقيهم داخل بئر ينبوع الدم.

وكانت الرسالة المشفرة التي تمكن من حل عقدتها سعد تحوي عبارة لم يفصح عنها سعد لأي شخص ولا يعلم أي كائن غير سعد و من أرسلها بمحتواها.

أُسدِل الستار على قضية اختفاء كل من وليد و مروان بالغموض ، و ما تزال تلك قرية مجهولة لجموع الناس الذين لم يأتوا إليها ليقتنع الأغلبية إلى الآن بأنها كذبة من كذبات الزمن و خزعبلات من قصص الأجداد.

إحساس طفله
01-16-16, 07:04 PM
يعطيك العـآآفيهه يَ الغـآآلـي
اخـآف من قِصص آلجن ..
بس قصهه حـلووه قسم ..
قريبتها وانا مغمضهه كيف مدري هههههه
تسـلمم عَ النقِـل

general
01-16-16, 07:17 PM
يعطيك العـآآفيهه يَ الغـآآلـي
اخـآف من قِصص آلجن ..
بس قصهه حـلووه قسم ..
قريبتها وانا مغمضهه كيف مدري هههههه
تسـلمم عَ النقِـل

الظاهر العين الثالث اشتغلت<هههههههههههه

الله يسعدك ويشرفني مروركـ


SEO by vBSEO 3.6.1