المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشاركتي في مسابقة القصة القصيرة / عاصفة المعاناة " 5 "


إحساس طفله
01-21-16, 10:05 AM
بعنوان: عاصفة المعاناة


مقدمة: إذا ما تراكمت على شمس فرحتنا الغيوم السوداء، وعصفت بنا أشكال المعاناة فلابد من هدوء وإشراقة خيوط الشمس من بين السحاب،

وظهورٍ للألوان قوس المطر تلون السماء.




أبطال القصة:

ياسمين: 12 سنة

سيف: 6 سنوات

------
الجزء الأول:



في أرضٍ بعيدة وراء الجبال، بيت صغير تلتحف أركانه التصدعات، ودفء عائلي ينسي من فيه برد الشتاء وقساوة العيش.

ياسمين فتاة مشاكسة مرحة تركض في البيت على الدوام ولا تنفك تلاعب أخاها الصغير" أو تكابد اللحاق بأبيها إلى الغابات.



تسابق الظلال، تنساب مع النسيم خصلات شعرها الأسود سواد الليل، ضحكاتها تعلو إلى السماء لا تحمل هما أو كدرا، ولا تدري ما ينتظرها مستقبلا.



تنادي عليها أمها: ياسمين هيا إلى البيت تأخر الوقت.



جاء يوم عاصف ليس كأي يوم مر، كانت السماء ترعد وتبرق بقوة والرياح تضرب بالجدران وكأنها تهزها، قد لا يتحمل هذا الكوخ أكثر وقد ينهار في أي لحظة.



الأهل مرتعبون ومن البرد متجمدون، الصغير متمسك بأمه ويبكي وياسمين جاثمة يدها تشد يد أبيها بقوة.



الأب محتار يحدث نفسه: ما العمل؟ أيخرجون للعاصفة أم يبقون في بيت لا يثقون في ثباته!



التف الأب والأم حول ابنيهما يحاولان بث بعضا من الدفء في أوصالهما والطمأنينة في قلبيهما، يرددان عبارات من الحب والحنان.



ما أن أحس الطفلان بالأمان، على حين غرة هوت ألواح من السقف وعم السكون أفراد العائلة، لا يسمع لهم صوت أو أنين فقط أصوات العاصفة تنهال على المكان.

الجزء الثاني

أشرقت شمس الصباح تداعب عيونا مغمضة، لتنفتح وتجد نفسها بين أحضان أبت إلا أن تحميها من أي سوء.هذه ياسمين استيقظت وحاولت النهوض وهي تنادي بصوت يتخلله الألم: أمي، أبي، أخي،..



استيقظ أخوها باكيا وهي تحاول ايقاظ والديها مرارا، لكن كيف يستيقظ من ضحى بروحه من أجل أغلى ما يملك.

غمرت عينيها الدموع والتفت تحتضن أخاها تحاول تهدئته، وأجهشت بالبكاء.



وقعت عيناها الدامعتان على أخيها فاحتدت نظرتهاوكأنما حملت على كاهلها حملا كان يحمله والداها لآخر لحظة في حياتهما.



مسحت دموعه وأمسكت يده تحدثه ببراءة يعلوها الكِبَر: أخي لا تخف أنا معك وسأحميك وأهتم بك، يجب أن نبقى مع بعض ونتساعد دوما حتى نكبر مثلما أراد أمنا وأبينا.



-هز سيف رأسه بالإيجاب.



أول ما قامت به، بيديها الصغيرتين حملت التراب ودموعها في انهمار وقلبها في انكسار ماضية لدفن والديها بمكان ليس ببعيد عن مسكنهم.



حاولت إصلاح السقف لكن لم تملك القوة، وما أن أحست بالضعف عادت الدموع لعينيها، جاءها أخوها مسرعا يشجعها ويساعدها مجاهدا.



جاء الليل فأوى الصغيران للنوم بعد أن أكلا بعضا من فواكه ******.



تحاول ياسمين جاهدة أن تغمض عينيها ليغلبها النعاس لكن ما كان يغلبها هو التفكير بالغد وبما سيحدث معهما وماذا سيفعلان، والعديد من التساؤلات التي جاءت ببال الطفلة الكبيرة.

الجزء الثالث:

أقبل النهار وقد عزمت على ترك المكان والذهاب للعمل في المدينة لكي تستطيع التكفل بأخيها.


عقدت شعرها وتجهزت مُخفية طفولتها وترافقت مع أخيها في المسير، ما إن وصلت توالى بحثها لكن الجميع كان يأبى بقاء أخيها مكان العمل، فتخرج خائبة فهي لن تتخلى عنه مهما حدث.

بينما هي كذلك حتى لفت انتباهها إعلان لتوظيف حاضنة أطفال بمبلغ ليس بالقليل، سعدت به وانطلقت للمكان.

بالبداية رفضوا طلبها على أنها طفلة ولن تجيد شيئا، لكنها أقنعتهم بالكثير.



عملت بالحضانة متفانية، أحبها الأطفال وأحبتهم وكانت كالأم الحنون في جسد طفلة صغيرة.

في آخر الليل تعود منهكة ولا تحس بنفسها كيف تغط في نوم عميق.

كان أخوها ينظر إليها بعين محبة مقدرة لما تفعله ويتمنى لو يستطيع مساعدتها أو تقديم شيء من أجلها.



تحملت من الناس تارة نظراتهم الجافة وتارة كلماتهم النابية، في سبيل إطعام أخيها وحمايته.

بعد جهد جهيد وتحصيل مخزون أجر عملها، حضَّرت مفاجأة لأخيها: سيف اليوم عندي لك هدية وأرجو ان تسعدك.



رد اخوها بنبرة حزينة: يكفيني ما تقدمين لي بل يا ليتني أستطيع تقديم لك مثلما تفعلين.



ابتسمت ياسمين ومسحت على رأسه: لا تقلق يا أخي أنا سعادتي هي سعادتك وإذا نجحت في هديتي هذه ستكبر وتقدم لي أكثر مما أفعل.



ابتهج الصغير متشوقا للأمر: صحيح؟ ماهي هذه الهدية إذا؟

أجلسته ممسكة بيده: جمعت مبلغا يكفيك لكي تدخل المدرسة وتبدأ دراستك، يجب أن تدرس وتتعلم وتنجح لكي يسهل عليك إيجاد عمل في وقت لاحق. وإذا ما حققت هذا ستكون أعظم هدية تهديني إياها.



نظر إليها بنظرة حازمة: أعدك أنني سأكون ناجحا وأجني الكثير من المال وأعوضك عن كل شيء.



ضحكت ياسمين: وماذا تريد أن تعمل؟



سيف: سأكون طبيبا...



وأمضت ياسمين هذه الليلة ساعات تستمع لأحلام سيف وآماله وهي تحثه على الاجتهاد للوصول لمبتغاه.



مرت السنين، ونجح سيف بامتياز محققا حلمه، فاشترى لهما بيتا واسعا جميلا لم يسكنا بمثله من قبل.

ودأَبَا معا في حياتهما على مساعدة الفقراء وخاصة الأطفال منهم، فما عاشاه لا يتمنيان أن يعيشه طفل آخر غيرهما.




-النهاية-

خٌيآليے •.
01-21-16, 10:51 AM
جميله جدا المقدمه ونهاية القصه مبدع في مبدع في سردها
استمتع باحداث القصه

بالتوفيق لك

جيميء
01-21-16, 02:45 PM
وكأنهٱ أشبههٖ بروٱيههٖ خيٱليههٖ ،
جممممميل مٱ خطههٖ قلمكُ ،

تحياتي:ah11:

جوج1
01-21-16, 03:41 PM
روعة
قصه شدتني من اول حرف الى اخر حرف
جميلة جدا
بالتوفيق

صمودَ
01-21-16, 03:58 PM
قصة جمييله جدا استمتعت بقراءتها ابدااع صراحه


،


،

آلنـور
01-22-16, 08:58 AM
روعه :نبض:

مطر الفجر
01-22-16, 05:30 PM
لقد اطلعت على جميع القصص
وسوف ابدي رايي بشكل عام في موضوع التصويت

معلم فله
01-22-16, 11:19 PM
قصه جميله
تمنياتي للجميع بالتوفيق في المسابقه

إمبراطورة البحر
01-23-16, 12:19 AM
قصة جدا جميلة
استمتعت حقا بقرائته
يعطيك العافية
تمنياتي لك بالتوفيق

دمتم بود

:81:

آسيرة حرف
01-23-16, 05:09 AM
لمن كتب هذه القصه


ما يعاني منه الاطفال في صغرهم يولد بداخلهم شيئان
اما العزيمه لتحقيق مايريدون جاهدين بكل السبل
او الضياع الذي لاحل له ع مر الزمن

يضحون الفتياة في كل قصص الحكايات اكثر من تضحية الفتيان

كهذه القصه التي سردتها لنا
تحملت الفتاه عبىء الحياه من اجل اخيها سيف ولكن الجميل ان سيف لم يقابلها بالنكران
وانما اجتهد من اجل اخته وقد يكون عوضها بما تمنته ولم تستطع تحقيقه

سلمت ع هذه القصه
بالتوفيق

تقبل ردي وعبق وردي مع خالص احترامس لسموك
آسيرة حرف

مرجانة
02-03-16, 05:08 PM
القصة جميلة جداً بالسرد
مشابهه جداً لقصص الأطفال التي نعرفها

حينما قرأتها ذكرتني بهايدي ههههههه

جميلة و مغزاها اجمل

يعطيك العافية


SEO by vBSEO 3.6.1