المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مريض لم يكن في الحسبان!


إحساس طفله
04-16-16, 10:33 PM
مريض لم يكن في الحسبان!

( قصة حياة )


من سنين خلت... لا أذكر بالضبط أية سنة كانت، قام مركز التبرع بالدم بحملة في صفوف النساء، وذلك بالتنسيق مع جمعية ذات توجه إسلامي تسهر على تعليم النساء كل ما يتعلق بأمور دينهن لتدارس القرآن الكريم وحفظه على أصوله فضلاً عن دروس لمحو الأمية.
استرعت انتباهي متبرّعة قد شارفت على الخمسين من عمرها... كلامها كله عِبَر، ومتمكِّنة من دينها، فدفعني فضولي لسؤالها عن دراستها الدينية؛ فأخبرتني أنها تحفظ القرآن كله على رواية ورش عن نافع وتدرس الحديث والفقه وتتقن اللغة العربية، وأيضاً أرملة منذ عام، وليس لديها أولاد...
مرت أيام واكتشفنا من بين هذه التحاليل الخاصة بتلك الحملة تحليل موجب لمرض الإيدز، قمنا بإجراء التحليل التأكيدي وكان أيضاً موجباً، فتمّ تكليفي بإبلاغ صاحبة التبرّع الموجب بالخبر.
كم أكره هذه المهمة، ولكنني كوني طبيبة كنت مرغمة على القيام بها... وفعلاً أرسلنا بطلب للمتبرعة من أجل الحضور للمركز لإجراء تحاليل استكمالية.. ولبّت الدعوة...
ولَكَم كانت صدمتي شديدة حين وجدت نفسي وجهاً لوجه أمام تلك المرأة الطيبة، ذات السماحة والهدوء والوقار والاطمئنان الذي يجعلك تحسّ بالرغبة في أن تستمد كل هذا منها لتملأ نفسك بعدها بقوة غريبة، قوة المؤمن الواثق من خالقه.. المستسلم كل الاستسلام لرب العالمين..
لم أصدق أنها هي، فبدأت أطرح أسئلة تلو الأخرى لأتأكد من هويتها... وفي النهاية لم أجد بُداً من الإذعان للأمر الواقع.. هي فعلاً حاملة لفيروس الإيدز..!
وبدأت أطرح عليها سلسلة جديدة من الأسئلة علني أكشف مصدر إصابتها.. فعرفت أنها تزوجت بعد سن الأربعين من مهاجر مغربي أرمل يعيش في ألمانيا.. توفي منذ سنة بمرض فتّاك يُسبب انعدام المناعة في جسم المصاب به... المصيبة أنها لم تكن تعلم أن زوجها توفي من جراء هذا المرض الذي يحمل اسم (الإيدز)، وأن العدوى انتقلت إليها عبر العلاقة الجنسية.
وبدأت ألمح لها أن المرض الذي تحمل فيروسه خطير... ثم اضطررت أن أخبرها بالحقيقة لأنها سوف تُراقب وبصفة دورية من قبل أخصائي أمراض تعفنية وإيدز.
لم تتوقف هذه المرأة عن إدهاشي حين لقنتني درساً عن الرضا بقدر الله وقضائه، وهي تجيبني بل تجيب خالقها حين تلقت الخبر: إنا لله وإنا إليه راجعون، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم اجعل مصابي هذا مغفرة لذنوبي..
لم تصرخ... لم تولول.. كما فعل غيرها ولم تدمع عينها... ثم وبكل رباطة جأش سألتني عمّا يجب عليها فعله، وذلك من باب «إنّ لنفسك عليك حقاً».
ما زالت هذه المرأة الطيبة على قيد الحياة... تتلقى العلاج الثلاثي الخاص بهذا المرض، وتتابع مشوار حياتها الذي وهبته لخالقها.. هذه المرة بإصرار أكبر!
هذه القصة ليست من نسج خيالي، بل هي واقعية مائة بالمائة.. حرصتُ على نقلها لسببين رئيسيين:• قوة الإيمان سلاح ينبغي أن يكون لدينا لنواجه به كل الصعاب في الحياة الدنيا.. وأيضاً لا بدّ منه لنبني حياة أسعد في دار البقاء.
• الإصابة بالإيدز ليست دائماً علامة على أن المصاب به إنسان غير سويّ من الناحية الأخلاقية، بل قد يكون ضحية بريئة وقد أصيب به من جَرّاء العدوى.
اللهم آجر هذه المرأة الطيبة في مصيبتها واخلف لها خيراً منها في الدنيا والآخرة.


منقول

تراب الحياة
04-16-16, 11:20 PM
يعطيك العافية
لا هنتي عالقصةالرائعة :ورده:

إحساس طفله
04-17-16, 09:57 AM
فديت ارواحك حبيبتي عَ المرور العطِر ..
مَ انحرمم

جوج1
04-18-16, 11:56 AM
لاحول ولا قوة الا بالله
عجبتني شخصية الحرمه هذي
الله يصبرها يارب ويرزقها على قد نيتها ويشفيها
ويجعلنا
من الصابرين
ومؤمنين بقضاء الله وقدره

تسلم يدك حسوسا

المريسي
04-21-16, 12:49 PM
شكرا عالقصة

تحياتي

إحساس طفله
04-21-16, 02:02 PM
اشكُركم حَبآيبي عَ المرور العطـر
مَ أنحـرممم ،
:x117:


SEO by vBSEO 3.6.1