المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((يبغض زوجته))


القارظ العنزي
04-29-16, 04:59 PM
قال ابن الجوزي رحمه الله في كتابه القيّم صيد الخاطر :
شكا لي رجل من بغضه لزوجته ثم قال : ما اقدر على فراقها لأمور ، منها كثرة دينها عليّ ، وصبري قليل ، ولا أكاد أسلم من فلتات لساني في الشكوى ، وفي كلمات تعلم بغضي لها .
فقلت : هذا لا ينفع وإنما تؤتى البيوت من أبوابها ، فينبغي أن تخلو بنفسك فتلم أنها إنما سلّطت عليك بذنوبك ، فتبالغ في الإعتذار والاوبة .
فأما الضجر والأذى لها فما ينفع كما قال الحسن عن الحجاج : ((عقوبة من الله لكم ، فلا تقابلوا عقوبته بالسيف ، وقابلوها بالإستغفار)) .
واعلم أنك في مقام مبتلى ، ولك أجر بالصبر (وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) جزء من الآيتين 2 ـ 3 من سورة الطلاق .
فعامل الله سبحانه بالصبر على ما قضى ، وإسأله الفرج .
فإذا جمعت بين الاستغفار وبين التوبة من الذنوب ، والصبر على القضاء ، وسؤال الفرج ، حصلت ثلاثة فنون من العبادة تثاب على كل منها .
وأما أذاك للمرأة فلا وجه له ، لأنها مسلّطة فليكن شغلك بغير هذا .
وقد روي عن بعض السلف أن رجلاً شتمه فوضع خدّه على الأرض وقال : ((اللهم إغفر لي الذنب الذي سلّطت هذا به عليّ)) .
قال الرجل : وهذه المرأة تحبني حب زائداً في الحد ، وتبالغ في خدمتي ، غير أن البغض لها مركوز في طبعي .
قلت له : فعامل الله سبحانه بالصبر عليها ، فإنك تثاب .
((مهم هذا المقطع جداً جداً)) ـ وقد قيل لأبي عثمان النيسابوري : ما أرجى عملك عندك؟
قال : كنت في صبوّتي يجتهد أهلي أن أتزوج فأبى .
فجائتني امرأة ، فقالت : يا أبا عثمان ، إنّي قد هويتك ، وأنا أسألك بالله أن تتزوجني .
فأحضرت أباها ـ وكان فقيراً ـ فزوجني وفرح بذلك .
فلما دخلت إليّ رأيتها عوراء عرجاء مشوّهة .
وكانت لمحبتها لي تمنعني من الخروج ، فأقعد حفظاً لقلبها ، ولا أظهر لها من البغض شيئاً ، وكأني على جمر الغضا من بغضها .
فبقيت هكذا خمس عشرة سنة ، حتى ماتت ، فما من عملي شيء هو أرجى عندي من حفظي قلبها .
قلت : فهذ عمل الرجال ، وأي شيء ينفع ضجيج المبتلى بالضجر بإظهار البغض .
وإنما طريقة ما ذكرته لك من التوبة والصبر ، وسؤال الفرج .
وتذكر ذنوباً كانت هذه عقوبتها .
فإن وقع فرج في الحساب وإلا فإستعمال الصبر على القضاء عبادة .
وتكلف إظهار المودّة لها وإن لم تكن في قلبك تثبت على هذا .
وليس للقيد ذنب فيلام إنما ينبغي التشاغل مع من قيّده والسلام .

مطر الفجر
04-30-16, 02:24 AM
شكرا لك على القصة
تحيتي

القارظ العنزي
04-30-16, 05:26 AM
اهلا مطر اسعدني مرورك احترامي

أمير الأبجدية
04-30-16, 05:34 AM
قصة بها من الحكمة و العبر الكثير

تقديري الكبير

القارظ العنزي
04-30-16, 06:06 AM
وانت مخل الرحب والسعة اميرنا الحبيب امير الابجدية . راق لي مرورك الكريم .


SEO by vBSEO 3.6.1