يَعْرُب
05-06-16, 02:29 PM
من هُنآ
V
V
V
http://gulf-up.com/do.php?img=91911 (http://gulf-up.com/)
^
^
من هُنآ بدأ تآريخنــآ بدأت سيرة محمد صلى الله عليه وسلم...
من هذه الصخرة الصماء سال الماء الذي روّى فيافي الجزيرة فأخرجت للناس جنات الشام و بغداد و القاهرة و قرطبة و دهلي .
من هذه القفرة الموحشة استمدت دنيا الحضارة خصبها و فنها و نماءها .
من هنا ، في ظلمة الليالي السود التي كانت تغمر دنيا الناس قبسنا الشعلة من هنا أخذنا المنار الهادي فحملناه شرقاً و حملناه غرباً فضوأنا للمدنية الخيرة طريقها خلال القرون .
لقد كان محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصعد في هذه الجبال يبتغي فيها الخلوة بالله و يد الله توجّهه حتى بلغ هذا الغار فاتسع على ضيقه لمحمد حتى شمل الدنيا و ندي صخره حتى أنبت الزهر و كان منه عرش ملك لا لمحمد فما كان محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ملكاً و لا كان طالب ملك و لكن لأمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـلقد ملكنا الدنيا يوماً بالسلاح الذي حملناه من حراء و سنبقى ملوكها ما بقي في أيدينا هذا السلاح .
كان محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ يقضي الليالي وحيداً على فراش الصخر في الغار الموحش على حين كان ملوك الأرض ينامون على الحرير و الريش في القصور العامرة و حولهم الخدم و الأعوان و لكن محمداً كان أعز في الغار و أكرم لأنه كان يتطلع إلى السماء و هم ينظرون إلى الأرض فلما اتصل بالسماء ابتلع الغار القصور .
ترك لقريش دنياها حين أوى إلى الغار لم يأخذ منها إلا مقدار ما يسند جنبه و يسمك صلبه فأعطاه الله فيه الدنيا و الآخرة .
ما انزوى في سرداب في باطن الأرض و لا في زاوية من زوايا البلد و لكن اختار أمنع مرقب في أرفع ذروة ليطل على الدنيا من فوق فيراها صغيرة فيزهد فيها و يتطلع إلى رحب السموات و ليعلم أمّته أن الإسلام شرعة السمو و أنه دين المعالي و أن السعادة لا تُنال إلا بالمشقة و الجهد .
أهـ من كتاب روائع الطنطاوي ـ أ . إبراهيم مضواح الألمعي ـ ط : دار المنارة بالسعودية ـ الصفحات 72 ـ 73
V
V
V
http://gulf-up.com/do.php?img=91911 (http://gulf-up.com/)
^
^
من هُنآ بدأ تآريخنــآ بدأت سيرة محمد صلى الله عليه وسلم...
من هذه الصخرة الصماء سال الماء الذي روّى فيافي الجزيرة فأخرجت للناس جنات الشام و بغداد و القاهرة و قرطبة و دهلي .
من هذه القفرة الموحشة استمدت دنيا الحضارة خصبها و فنها و نماءها .
من هنا ، في ظلمة الليالي السود التي كانت تغمر دنيا الناس قبسنا الشعلة من هنا أخذنا المنار الهادي فحملناه شرقاً و حملناه غرباً فضوأنا للمدنية الخيرة طريقها خلال القرون .
لقد كان محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصعد في هذه الجبال يبتغي فيها الخلوة بالله و يد الله توجّهه حتى بلغ هذا الغار فاتسع على ضيقه لمحمد حتى شمل الدنيا و ندي صخره حتى أنبت الزهر و كان منه عرش ملك لا لمحمد فما كان محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ملكاً و لا كان طالب ملك و لكن لأمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـلقد ملكنا الدنيا يوماً بالسلاح الذي حملناه من حراء و سنبقى ملوكها ما بقي في أيدينا هذا السلاح .
كان محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ يقضي الليالي وحيداً على فراش الصخر في الغار الموحش على حين كان ملوك الأرض ينامون على الحرير و الريش في القصور العامرة و حولهم الخدم و الأعوان و لكن محمداً كان أعز في الغار و أكرم لأنه كان يتطلع إلى السماء و هم ينظرون إلى الأرض فلما اتصل بالسماء ابتلع الغار القصور .
ترك لقريش دنياها حين أوى إلى الغار لم يأخذ منها إلا مقدار ما يسند جنبه و يسمك صلبه فأعطاه الله فيه الدنيا و الآخرة .
ما انزوى في سرداب في باطن الأرض و لا في زاوية من زوايا البلد و لكن اختار أمنع مرقب في أرفع ذروة ليطل على الدنيا من فوق فيراها صغيرة فيزهد فيها و يتطلع إلى رحب السموات و ليعلم أمّته أن الإسلام شرعة السمو و أنه دين المعالي و أن السعادة لا تُنال إلا بالمشقة و الجهد .
أهـ من كتاب روائع الطنطاوي ـ أ . إبراهيم مضواح الألمعي ـ ط : دار المنارة بالسعودية ـ الصفحات 72 ـ 73